الكتب الإسلامية

مجموعة الكتب والمقالات الإسلاية والفقه علي المذاهب الأربعة

recent

آخر الأخبار

recent
جاري التحميل ...

كتاب معجم متن اللغة موسوعة لغوية حديثة أحمد رضا

كتاب معجم متن اللغة موسوعة لغوية حديثة أحمد رضا

الكتاب: معجم متن اللغة (موسوعة لغوية حديثة)
المؤلف: أحمد رضا (عضو المجمع العلمي العربي بدمشق)
الناشر: دار مكتبة الحياة - بيروت
عام النشر: [١٣٧٧ - ١٣٨٠ هـ]
جـ ١ و٢/ ١٣٧٧ هـ - ١٩٥٨ م
جـ ٣/ ١٣٧٨ هـ - ١٩٥٩ م
جـ ٤/ ١٣٧٩ هـ - ١٩٦٠ م
جـ ٥/ ١٣٨٠ هـ - ١٩٦٠ م
عدد الأجزاء: ٥

 
 
 مقدمات
 
 كلمة الدار
إن الإنجازات التي حققتها وتحققها دار مكتبة الحياة، في حقل الترجمة والنشر، لهي الآية الكبرى على فائق اهتمام هذه الدار بالتراث العربي والإنتاج العلمي واللغوي، اللذين تغني بها الثقافة العربية، وتعمق بهما جذورها في نفوس أفراد الجيل الجديد.
وليس إقدام الدار على تحقيق طباعة متن اللغة، ثم الوسيط والموجز، إلا حلقة من سلسلة مشروعاتها الكبرى التي تتقدم بها إلى الرأي العام العربي الواعي، راجية التأييد والتشجيع، لتتمكن من متابعة جهودها في تعميق النتاج الثقافي العربي وتوسيعه.
والدار قبل هذا كله، تقدم على عملها، متوكلة على الله، راجية منه تعالى التوفيق والرعاية.

دار مكتبة الحياة
 
تصدير
أتى على العربية حين من الدهر طويل، لملمت فيه أطرافها، وسكنت خلاله إلى جهود جهابذتها الأولين؛ ثم لم تجد من أبنائها من يكرس جهده أو بعضًا منه لنشر ما طوي منها في بطون الكتب وإحياء ما كاد يدرس من معالمها. لولا أن انفجرت في أواخر القرن التاسع عشر والنصف الأول من القرن العشرين، حماسة كانت راكدة، ورغبات أمست باردة؛ فلم يلبث فريق من رواد البحث اللغوي الحديث، تحت تأثير النهضة القومية، وتوق أبناء العروبة إلى تجددي ما بلي أو كاد يبلي من تراثها، حتى اندفع في تقييد أوابدها وتجميع شواردها والتفريع عن أصولها، مستهدفًا اللحاق بالركب العالمي، جاهدًا في استيعاب ما تجدد من الفكر والصناعات، مستنيرًا بمعطيات اللغة الأصيلة وفلسفة تكوينها، فأصاب من التوفيق ما تفاوت بتفاوت حظوظ أفراده، من الثبات في العمل، والسعة في الإدراك، والقدرة على التحميص.
ثم نشأت أثناء ذلك مجامع ومؤسسات، وبخاصة في القاهرة ودمشق؛ فكان في القاهرة مجمع دار العلوم والمجمع المكي، وكان في دمشق المجمع العلمي العربي، تضاف إليها جهود أعلام في مصر وبلاد الشام، من بينهم المغفور له الشيخ محمد عبده، وأحمد تيمور، والمرصفي، ثم الأب أنستاس الكرملي وغيرهم من المتخصصين في دراسة اللغة العربية، ممن لا تتسع هذه العجالة لذكر أعمالهم واستعراض مباحثهم.
كانت هذه المحاولات الأولية شهبًا اخترقت ظلمات الليل، ومصابيح ألقت شعاعًا على جوانب خفية من اللغة العربية ذات أصالة بالغة. وقد دفعت المجمع العلمي العربي بدمشق إلى تكليف المغفور له العلامة الشيخ أحمد رضا خلال سنة ١٩٣٠ م (١٣٤٩ هـ) العمل على إعداد معجم مطول يجمع فيه ما تناثر من جواهر العربية في بطون المطولات اللغوية القديمة، وإلحاق ما استحدث من الألفاظ والمصطلحات به؛ فعل هذا ثقة منه بكفاءة الشيخ العلامة، وقدرته الفائقة على الصبر في التمحيص، والثبات في الجمع، والعمق في الوعي اللغوي وإدراك أسرار العربية.
فما تردد المرحوم في النهوض لهذه المهمة، ولا نكص عما هم به من هذا العمل الجليل. ثم
 
عكف على البحث والتنقيب مفنيًا في التحصيل والتنسيق والجمع والوضع، سنوات طويلة من حياته الدراسية، معتمدًا على المطولات اللغوية القديمة: كلسان العرب، والتاج، ومحكم ابن سيده، وصحاح الجوهري، وجمهرة ابن دريد، ونهاية ابن الأثير، وتهذيب الأزهري، وأساس اللغة للزمخشري، والمصباح المنير للفيومي.
ومضت سنوات طويلة أخرى اقتنص خلالها ما وضعه اللغويون المحدثون، أو صحح بعض ما وضعوه من كلمات مستحدثة للمعاني الجديدة، مضيفًا إليها ما وضعوه هو شخصيًا من الألفاظ، نشرت في أعداد متتابعة مجلة المجمع، ذاكرًا الكلمات العامية التي لها أساس صحيح ثم حرفتها العامة، وما جرى على أسلات أقلام الكتاب والأدباء وعم وشاع. وقد أفرد الكلمات العامية المحرفة في كتاب خصا سماه «رد العامي إلى الفصيح» وطبع في مطبعة العرفان بصيدا.
وفي سنة ١٩٤٧ تمت ملحمته الخالدة. فكان نتاج عمله تتويجًا لجهده المستمر وإخلاصه الذكي. ثم أعاد الكرة يصحح يضبط مرة ومرات كثيرة حتى أصبح المعجم معدًا للطبع والإخراج.
ثم ألحق بمعجمه المطول قاموسين آخرين: الوسيط من متن اللغة، والموجز، تسهيلًا على الطلاب والمبتدئين، في الرجوع إلى مصدر مناسب لهم. وأفرد للكلمات المستحدثة للمعاني الجديدة كتابًا خاصًا سماه «التذكرة في الأسماء المنتخبة للمعاني المستحدثة.».
وكاد المجمع العلمي العربي يباشر طبع المعجم المطول الذي قدمه المؤلف، ﵀، إليه تحت عنوان: متن اللغة، بعد أن أرصد له في ميزانيته مبلغ «٤٢٥٠٠» ليرة سورية سنة ١٩٤٨ وحوله إلى لجنة مؤلفة من الأساتذة: محمد كرد علي رئيسًا، وخليل مردم بك، والأمير سعيد الجزائري، والشيخ عبد القادر المغربي، والدكتور جميل صليبا أعضاء، لولا أن مرضا ألم بالمؤلف فقعد به عن متابعة الاهتمام بالطبع والإخراج، بعد أن فجعه الدهر في الثامن من آذار ١٩٤٨ بولده البكر الدكتور محمد علي رضا، وهو بعد في ميعان الصبا وبوادر الشباب. وبعد إبلاله من مرضه حالت الأحداث السياسية في سوريا العزيزة، وما رافقها من انقلابات عسكرية، دون تحقيق هذه الأمنية؛ فاختفى المجمع واختفت معه مشاريعه، ولم تبق منه غير الذكريات.
وفي السابع من تموز سنة ألف وتسعمائة وثلاث وخمسين لبى داعي ربه، بعد أن ملأ حياته بصالح الأعمال، وزود أمته بتراث لغوي خصب وجهود تطويرية قيمة.
ومرت سنوات قليلة أخرى حالت فيها الظروف المادية دون مباشرة الإخراج والطبع، حتى قيض الله لهذه المهمة أحد المواطنين في الكويت الشقيقة، رجلًا لم يخل حق من حقول الخير في لبنان بخاصة من فيض يده وسماحة نفسه، نمسك هنا عن ذكر اسمه عملًا بمشيئته، والتلميح إليه
 
كما لا يخفى يغني عن التوضيح، فتبرع بمبلغ عشرة آلاف ليرة لبنانية مؤازرة منه لهذا المشروع الطباعي الضخم. ثم تقدمت دار مكتبة الحياة في بيروت لحمل ما بقي من عبء إنجازه، ثقة منها بعظيم فائدة المعجم والقاموسين وجليل آثارها كلها، في نشر تراثنا اللغوي، وتطويره والتمكين له في نفوس الناشئة والحقول الجامعية.
وقد تألفت لطبع هذه الآثار: متن اللغة، والوسيط، والموجز، لجنة من الأساتذة: الشيخ سليمان الظاهر، الشيخ أحمد عارف الزين، الدكتور عمر فروخ، محمود صفي الدين، الدكتور كمال الحاج، السيد محمد الحسن، محمد جميل بيهم، الدكتور نزار رضا، رمضان لاوند، مصطفى دمشقية، غالب رضا، يحيى الخليل، واضعة ثقتها المطلقة في العناية الإلهية، مطمئنة إلى تشجيع الرأي العام وتأييده، شاكرة للذين يشاركونها من ذوي الرأي والاختصاص في إخراج هذه الأسفار النفيسة، جميل سعيهم وخالص جهودهم، ذاكرة بالثناء العاطر مبادرة كثير من الإخوان المهاجرين في المهاجر الأفريقية والأميركية إلى تشجيعها على تحقيق هذه الخطوات المباركة، وتأييد بعض المسؤولين في حكومات عربية شقيقة، وفي لبنان، راجية أن يجد القارئ والباحث والطالب ما هم في حاجة إليه من هذه الموسوعات المعدة للطبع، والإخراج في أجمل حلة وأصح منهج وطريقة.
والله من وراء القصد ...
 
ترجمة حياة المؤلف
نشأ المؤلف نشأة أترابه من أبناء مدينة النبطية الصغيرة الواقعة إلى الجنوب من لبنان. وقد ولد في اليوم الرابع من حزيران ١٨٧٢؛ ثم ألحقه والده سنة ١٨٧٨ بكتاب البلدة، فقرأ فيه القرآن وجوده، كما تعلم أصول الخط. وفي سنة ١٨٨٠ رحل الطفل، وهو بعد في الثامنة من عمره، إلى قرية أنصار، لطلب العلم فيها على يد العلامة السيد حسن إبراهيم، فدرس فيها الصرف والنحو. حتى إذا قضى عشرين شهرًا بين يدي أستاذه، استدعاه والده، بعد أن فقد عليًا أكبر أبنائه، ليتسلى به عن همومه. فأخذ الطفل يتردد في بلدته على مدرسة النبطية الرسمية، متعلمًا فيها مبادئ الحساب والجغرافيا، كما راح يختلف إلى مجلس العلامة السيد نور الدين قارئًا عليه شرح الألفية لابن الناظم.
ثم انقطع عن طلب العلم بعد أن توفي والده خلال عام ١٨٨٤. ولم يصل ما انقطع من دراسته حتى هبط إلى بلدته السيد محمد إبراهيم، العالم الذي تميز بالخبرة، والسعة في الأفق، والشمول في المعرفة، فلازمه وقرأ عليه علوم المعاني والبيان والمنطق والطبيعيات، وتأثر بأستاذه تأثرًا بالغًا في شغفه بالعلوم العصرية والدراسات الفلسفية. ولما لم يكن يومئذ مدارس تتيح له فرصة التزيد من هذه العلوم فقد اجتهد وسعه في المطالعة وتثقيف نفسه، وبذل جهدًا شديدًا في اقتناء الكتب معلقًا عليها، شارحًا ما غمض منها، مستعينًا بمن يفوقه في المعرفة والدراية حتى أدى به ذلك إلى قصر البصر.
كان انتشار الجهل يؤلمه، وفقدان المدارس يحز في نفسه. فكأنه، في إكثاره من المطالعة والدراسة، يحاول أن يعوض عن الأمية الشاملة التي أخنت بكلكلها على بلدته. وما كاد يبلغ السابعة عشرة من عمره حتى وضع، مع فريق من إخوانه، حجر الأساس لجمعية المقاصد الخيرية الإسلامية في النبطية، مستهدفًا بها تأسيس مدرسة أو أكثر لتسهيل أسباب المعرفة أمام سكان بلدته.، وقد استولى الأتراك على ممتلكات هذه الجمعية وألغوا رخصتها خلال الحرب العالمية الأولى؛ ثم هدمت تلك الممتلكات. ولكنه أعاد الكرة بعد الحرب يؤازره إخوان له، فاستعاد للجمعية قوتها حتى أصبحت لها ممتلكات تقدر قيمتها- اليوم- بمليون ليرة لبنانية.
وفي سنة ١٨٩١ قدم العلامة السيد حسن يوسف مكي إلى النبطية، وافتتح فيها مدرسة
 
الحميدية التي التحق بها المؤلف الشاب طالبًا ومعلمًا. فكان يلقي دروسًا في النحو والصرف والمنطق والبيان على طلاب الصفوف الأولية، ويتلقى، بدوره من رئيس المدرسة، دروسًا في الفقه وأصوله وعلم الكلام والفقه الاستدلالي. ثم سافر غلى الحجاز لأداء فريضة الحج سنة ١٨٩٣.
حياته السياسية والعلمية
كان، ﵀، دائم التطلع إلى كل جديد، تدفعه رغبة شديدة في تغيير الأوضاع السيئة التي وجد عليها سكان بلدته بصورة خاصة، وأولئك الذين كانوا يعيشون في مختلف القرى والدساكر المحيطة بالبلدة. كل شيء كان يؤلمه: الفقر، والجهل، والتمسك الأعمى بالتقاليد، وسلطان الإقطاع العشائري، وتخلف الناس واستسلامهم للأغلال التي كانوا يرسفون بها فلا يكادون يتحركون. فأقبل على مقاومة هذه العلل ما وسعته المقاومة، مستعينًا بالوسائل التي تهيأت له، رغم اشتغاله بتجارته، فتعاون مع إخوان له في تأسيس محافل أدبية وعلمية، وجمعيات سرية ذات أهداف سياسية لم تلبث أن تهاوت جميعها بسبب طغيان النظام الإقطاعي، وعجز المواطنين عن إدراك حقيقة أهدافه. ولكن محاولاته كانت مسمارًا، بل مسامير دقت في نعش هذا الإقطاع. ثم كرر هذه المحاولات وأعاد النظر في أساليبه، وبقي جاهدًا مناضلًا، رغم تقدم السن به، حتى آخر نفس من أنفاس حياته.
ولما لم يجد في بلدته ما يحقق له خطته بالسرعة التي يريدها، التحق بالحركات التحريرية العربية، واشترك في معترك السياسة العامة. فكان عضوًا مسؤولًا في يبعض الجمعيات السرية التي كانت تسعى إلى تحرير البلاد العربية من نير الحكم العثماني.
واكتشفت السلطات العثمانية الحلقات السرية لهذه الجمعيات أو أكثرها، فكان المؤلف مع رضا بك الصلح وولده رياض وعبد الكريم الخليل وغيرهم من أفراد القافلة الأولى التي قدمها السفاح جمال باشا للمحاكم العرفية في بلدة عالية. ولكن الله سلمه كما سلم المرحومين رضا بك ورياضًا من حبل المشنقة.
ولما لمك يجد ورفاقه، بعد انسحاب الأتراك، ما يحقق لهم «أهدافهم الوطنية» تابعوا نضالهم وقاوموا الانتداب الفرنسي مقاومة شديدة بالغة، واشترك المؤلف في ثورة جبل عامل على الاحتلال الفرنسي سنة ١٩٢٠، فنكل به وأبعد عن بلده، كجزء من خطة وضعها الاستعمار الفرنسي للقضاء على القائلين بالأمة العربية الواحدة ذات السيادة الكاملة التامة.
وقد مثل بلاده في عدة مؤتمرات سياسية وأدبية، منها: مؤتمر الوحدة السورية، ومؤتمر الساحل، ومؤتمر بلودان، ثم المؤتمر الإسلامي العام في القدس، وانتخب عضوًا فخريًا بلجنة دار الكتب في المسجد الأقصى، وأخيرًا مؤتمر بيت مري الثقافي الذي عقدته جامعة الدول العربية.
 
وفي اليوم الثامن عشر من شهر تشرين الأول سنة ١٩٢٠ قرر المجمع العلمي العربي بدمشق انتخاب صاحب الترجمة عضوًا في المجمع. وكتب إليه ما نصه: «كتابي إليكم والمجمع في جلسته الثمانين المنعقدة لاثني عشر يومًا خلت من شهر تشرين الأول سنة عشرين وتسعمائة وألف قد قرر انتخابكم عضو شرف لما يعهد فيكم من الكتابة في العلم والتمكن من آداب اللغة العربية التي نعدكم من فرسانها، لما قمتم به من الخدمات الجلي بلسانها، ولذلك يرجو مجمعنا هاذ، الصغير بأعماله اليوم، الكبير بآماله، أن يصل بكم حبله ويشد بمعاضدتكم عضده، وينير بنبراس أبحاثكم سبله، عسى أن يبلغ أمله وأمده ... الخ».
وفي سنة ١٩٣٠ م (١٣٤٩ هـ) انتدبه المجمع العلمي العربي بدمشق لتأليف معجم يجمع فيه متن اللغة باختصار مفيد، ويضم إليه ما وضعه مجمعًا دمشق ومصر من الكلمات المنتخبة للمعاني المستحدثة، وما دخل في الاستعمال وطرأ على اللغة زمن العباسيين والأيوبيين ومن بعدهم. فتم له ذلك كله بعد جهد ونصب داما نحو ثماني عشرة سنة.
وخلاصة القول أنه كان للمؤلف أثر بارز، وكانت له مشاركات واسعة في مختلف وجوه النشاط السياسي والثقافي والاجتماعي، يملأ وقته كله بالتفكير والكتابة، فهو مناضل سياسي، وهو مؤلف وكاتب. نشر مئات المقالات في مختلف المجلات والجرائد، وعند صداقات واسعة صحيحة مع رجال العلم والأدب والسياسة، فكانت له في القلوب منزلة الراعي الأديب والعالم الثقة.
مؤلفاته
طبع منها:
رسالة الخط، هداية المتعلمين، الدروس الفقهية، رد العامي إلى الفصيح.
قيد الطبع:
معجم متن اللغة.
المخطوطة:
معجم الوسيط، المعجم الموجز، التذكرة في الأسماء المنتخبة للمعاني المستحدثة. كتاب الوافي بالكفاية والعمدة.
أما مقالاته اللغوية والعلمية والأدبية والسياسية والتاريخية وقصائده الشعرية، فما تزال متفرقة في بطون المجلات والجرائد من مثل مجلة المقتطف بمصر، ومجلة المجمع العلمي العربي بدمشق، ومجلة الكلية، ومجلة المقتبس، ومجلة العرفان بصيدا، وجريدة جبل عامل بالنبطية وغيرها.
 
وفاته:
فجع المؤلف سنة ١٩٤٨ بوفاة أكبر أبنائه وأقربهم إليه، الدكتور محمد علي رضا، وهو في شرخ شبابه وميعة صباه، فأصابه من هذه الكارثة شر كثير طرحه في فراش المرض سنتين ونيفًا صور خلالها آلامه في قصائد شعرية مختلفة. وفي ليلة السابع من تموز ١٩٥٣ لبى داعي ربه بعد حياة حافلة بالنشاط المستمر والتضحيات الجلى.
لقد كان ﵀ رائد نهضة، ومعلم جيل، ومدماكًا من مداميك التقدمية في جبل عامل، مسقط رأسه، وملعب طفولته.
اللجنة.
 
مقدمة المؤلف
(مولد اللغة) (١)
نشأة اللغات وطوائفها
اللغة «فعلة» بضم الفاء؛ قال الجوهري: أصلها لغي أو لغو، والهاء عوض. وزاد أبو البقاء: ومصدره اللغو وهو الطرح، فالكلام لكثرة الحاجة إليه يرمى به، وحذفت الواو تخفيفًا. جمعه لغات، ولغون، ولغى، والفعل لغا يلغو لغوًا إذا تكلم؛ أو من لغي به لغًا «كرضي» إذا لهج به.
وقال الراغب: لغي بكذا إذا لهج به، ولهج العصفور بلغاه أي بصوته. ومنه قيل للكلام الذي يله جبه فرقة فرقة: لغة.
وفي المصباح: لغي بالأمر يلغى، من باب «تعب»: لهج به. وفي الأساس: «لغوت بكذا: لفظت به وتكلمت. وإذا أردت أن تسمع من الأعراب فاستلغهم واستنطقهم. ومنه اللغة.» وجاء في لسان العرب: «اللغة اللسن، وحدها أنها أصوات يعبر بها كل قوم عن أغراضهم، وهي»فعلة«من لغوت أي تكلمت.»
الحاجة إلى اللغة
الإنسان أرقى أنواع الحيوان وأوسعها إدراكًا. وبسعة إدراكه كثرت حاجاته كثرة لا يستطيع معها الاستقلال بها وحده. فاحتاج إلى التعاون مع بني نوعه. لكن هذا التعاون يحتاج إلى تفاهم، وإلى أن يعرف كل من المتعاونين ما عند الآخر، وإلا تعذر العمل. فهو بذلك محتاج إلى واسطة للتفاهم، وقد منحه الله قوة النطق. وهو أخصر طريق للإفهام وأوفاه بالمراد، فلم لا يكون به وفاء الحاجة؟
(١) ألحقت هذه المقدمة الطويلة بالمعجم لأنها تمثل القواعد النظرية التي صدر عنها المؤلف ﵀ في إخراج معجمه. وهي تساعد الباحث على تتبع خطواته في مختلف مراحل تأليفه- اللجنة.
 
كيف تكلم الإنسان؟
قلنا: إن الإنسان باتساع إدراكه احتاج إلى التعاون، فاحتاج من ثم إلى اللغة؛ ولا ريب في أن اتساع المدارك كان يتدرج بتدرج النمو فيها، فيكون احتياج اللغة بطريق التدرج أيضًا. وبعد أن كان التفاهم بالإشارات ثم بالمقاطع الصوتية القليلة، أصبح بمقاطع أكثر لحاجات أكثر؛ وهكذا إلى أن نمت اللغة بنمو الإدراك وتكاثر الحاجة، وكيفت المقاطع حروفًا أمكن حصرها، فكان منها اللغة.
هل أم اللغات واحدة؟
إذا ساغ لنا أن نسمي ما تفاهم به الإنسان الأول من المقاطع البسيطة والألفاظ القليلة لغة، صح لنا أن نقول: إن أم اللغات واحدة كما اتفق عليه الجمهور. وهذا القول مبني على وحدة أصل النوع، ثم تفرعت اللغات بتفرق الناس واختلاف أحوالهم، وبنسبة التغير والتبدل الطارئ مع تشتت الحال والديار.
كانت اللغة التي نسميها أم اللغات بسيطة جدًا، خاضعة كثيرًا لسنة التغيير والتبديل والتحريف والاستنباط الجديد، مع اختلاف العادات والمعايش وسائر الأحوال.
وربما أنكر السامع بادئ ذي بدء، ولأول وهلة، أن اللغة الصينية هي أخت اللغة العربية، أي أنها أمهما الأولى واحدة وأنهما من أصل واحد، مع ما بينهما من الفروق الكثيرة والبون الشاسع الذي يستبعد معه العقل أن يسلم باتحاد الأصل. ولكن التوغل في قدم افتراق الألسن، وشدة تأثير الزمان والمكان في تكييف اللغة- ولاسيما في لغة ليست بذات أصول وقواعد تمسكها عن التهور في التغيير والتبديل- كل ذلك يجعل الاختلاف في بنات الأصل الواحد إلى هذا الحد، غير مستحيل عادة.
وقد أثبت الماجور «كوندر (١)» في مقال قرأه في جمعية فيكتوريا الفلسفية، أن الأصول في اللغات الآرية والسامية والمغولية، وفي اللغتين القديمتين الأكدية والمصرية، كلها متشابهة، تدل على أصل واحد، وأتى بأربعة آلاف كلمة من هذه اللغات لإظهار المشابهة.
من هو واضع اللغة الأولى؟
ترى الطفل أول ما يلغى ويتحرك لسانه بالكلام يكون ذلك منه بالحروف السهلة على النطق، فإذا أدرك الأشياء أخذ يطلق عليها من هذه الحروف ما لا يخلو من مناسبة مع اسمها الموضوع لها في اللغة التي فتق عليها سمعه، فإذا اتسع إدراكه وانطلق لسانه بالحروف الأخرى،
(١) المقطف م: ١٧ ص: ٥٦٤.
 
قلد من هم حواليه بما يسمعه منهم من إطلاق الألفاظ على معانيها، وهو في ذلك ينتقل في كلامه من لغو الأطفال، إلى لثغة الوليد، إلى تمرين الصبي، ثم إلى بهجة العشيرة، فتهذيب المدرسة. وهكذا تلقن اللغة. ولا أحسب أن في هذا جدالًا يعتد به، ولو فرض وجوده فهو بلا ثمرة، وإنما الكلام في الأصل الذي نشأت منه هذه الألفاظ التي فتق عليها سمع الصبي حتى أصبحت لغة يأخذها الوليد بالتقليد. وقد ذهب علماء اللغات قديمًا وحديثًا في أصل الوضع مذاهب ستى، فقال بعضهم بالوحي والإلهام.
اللغة من وحي الله وإلهامه:
قالوا: إن اللغة تعليم من الله علمه آدم/ وفسروا الآية: «وعلم آدم الأسماء كلها» بأنها هذه الأسماء التي يتعارفها الناس. رووا ذلك عن ابن عباس، وزادوا فقالوا: إن الأسماء التي تعلمها آدم هي أسماء جميع المخلوقات بجميع اللغات، فكان آدم وولده يتكلمون بها إلى أن تفرق ولده في الدنيا. وعلق كل فريق بلغة من تلك اللغات، فغلبت عليه واضمحل عنه ما سواها لبعد عهده بها. وأراد بالأسماء هنا اللغة كلها: أسماءها وأفعالها وحروفها على التغليب، لأن الأسماء ركن في الكلام لا يمكن خلو جملة من جمله عنها، فصح، والحال هذه، إطلاقها عليها بخلاف الفعل إذ يجوز خلو الجمل عنه.
وعلى هذا المذهب تكون اللغة محصورة في ما علمه الله آدم من اللغات، فلا تغيير ولا تبديل فيها، بل هي على ما تكلم به أبو البشر بلا تحريف آخر الدهر. وهذا معنى قولهم: إن اللغات توقيفية لا تتعدى اورد.
والظاهر أن ناموس التغير والتبدل لم يخطر لأصحاب هذا المذهب ببال. فحسبوا أن اللغة باقية على وضعها الأول الذي تعلمه آدم في كل لغة من اللغات، وانتقلت متوزعة بين أبنائه كما كان ألقاها هو.
مذهب ابن فارس:
وقال أبو الحسين أحمد بن فارس، في كتابه «فقه اللغة» المعروف بالصاحبي: "والدليل على صحة ما نذهب إليه من التوقيف، إجماع العلماء على الاحتجاج بلغة القوم فيما يختلفون فيه أو يتفقون عليه، ثم احتجاجهم بأسعارهم. ولو كانت اللغة مواضعة واصطلاحًا، لم يكن أولئك بالاحتجاج بأولى منا لو اصطلحنا على لغة، اليوم، ولا فرق. ولعل ظانًا يظن أن اللغة التي دللنا على أنها توقيفية إنما جاءت جملة واحدة، وفي زمن واحد، وليس الأمر كذلك، بل وقف الله آدم، ﵇، على ما شاء أن يعلمه إياه مما احتاج إلى علمه في زمانه وانتشر من ذلك ما شاء الله،
 
ثم علم بعد آدم من عرب الأنبياء، صلوات الله عليهم، نبيًا نبيًا، ما شاء أني علمه حتى انتهى الأمر إلى نبينا محمد، ﵌، فآتاه الله ﷿ من ذلك ما لم يؤته أحدًا قبله، تمامًا على ما أحسنه من اللغة المتقدمة. ثم قر الأمر قراره فلم نعلم لغة بعده حدثت. أهـ».
ثم قال: «وقد كان في الصحابة، رضوان الله عليهم، وهم البلغاء الفصحاء، من النظر في العلوم الشريفة ما لا خفاء به، وما علمناهم اصطلحوا على اختراع لغة أو إحداث لفظة لم تتقدمهم. ومعلوم أن حوادث العالم لا تنقضي إلا بانقضائه، ولا تزول إلا بزواله، وفي ذلك دليل على صحة ما ذهبنا إليه من هذا الباب. أهـ».
الرد على هذا المذهب:
يظهر أن أبا الحسين بن فارس يخص بحثه باللغة العربية فيقول: إنها جاءت بالوحي والإلهام إلى الأنبياء من أبناء العرب، من آدم إلى خاتم الأنبياء، صلعم، وإنها كانت تأتي على قدر الحاجة من طريقهم فقط. ولكنها تثبت كما أتت زكما نصوا عليه. ويقول بنفي المواضعة والاصطلاح، ثم أورد دلليه على ذلك.
أما حصر بحثه في اللغة العربية فلأنها مدار البحث في كتابه. وأما الوحي والإلهام، وأنه كان يأتي على قدر الحاجة فلا نعرف له دليلًا مما جاء به على صحته. ولم نجد في تعاليم نبي من الأنبياء مما وصل إلينا منها ما يدل على شيء من ذلك، فهي إذًا دعوى بلا دليل.
والدعاوى، ما لم تقيموا عليها ... بينات، أبناؤها أدعياء
وأما نفيه المواضعة والاصطلاح فله رأيه، وكثير غيره نفوه، ولكن ما أورده من الدليل لا ينهض بالمراد، وليس فيه قوة ولا شبه قوة تؤيد إنكاره هذا لها.
وما كان إجماع العلماء على الاحتجاج بلغة القوم ليمنع من كونها مواضعة واصطلاحًا، بل يصح لنا الاحتجاج بكلامهم على هذا التقدير كما نحتج في أصل أو قاعدة من أصول العلم وقواعده بكلام الأئمة في ذلك العلم. فكذا يصح لنا الاحتجاج هناك مع كونه اصطلاحًا عليه، يصح لنا الاحتجاج هنا مع كونها كذلك لا فرق. وكما لا يصح لنا أن نجعل موضوعات وأصولًا جديدة في أصول العلم المصطلح عليها لشلا تقع الفوضى في الوضع، كذلك لا يصح لنا وضع أسماء لما وضعوا له، ليكون لنا مثل حالهم من حق الاحتجاج بكلامهم.
ثم إننا اصطلحنا على لغة اليوم، كما قال ابن فارس، فهل يكون اصطلاحنا هذا هو من تلك اللغة؟ - والمفروض أنه مغاير لاصطلاحهم - أو هو إحداث لغة جديدة؟
 
لا حاجة إلى القول، بأن ما نصطلح عليه هو غير تلك اللغة المصطلح عليها قبلنا، والتي نريد الاحتجاج لها كما هو المفروض؛ لأن اصطلاحنا الجديد إن لم يكن غير المصطلح القديم، كان نفسه أو مماثلًا له، فيكون اصطلاحنا على هذا تحصيلًا للحاصل ولا فائدة منه. فكيف لا يكونون أولى منا؟ وأين مكان الأولوية لوضعنا الجديد؟ ولو صح لكل متكلم أن يقول: أنا اصطلحت وأنا وضعت، لكانت الفوضى بعينها، وهل الفوضى غير ذلك؟
أما إحداث الألفاظ الجديدة، فإن كان لمعان جديدة طارئة على اللغة لم تكن قبل، فهو صحيح لا غبار عليه، ولا يجوز أن يكون مثله محظورًا. والمعاني تتجدد على مرور الزمن بتجدد حوادث العالم، وابن فارس نفسه يقول: «إن حوادث العالم لا تنقضي إلا بانقضائه ولا تزول إلا بزواله.».
وإن كان إحداثها لمعان ليست طارئة بل لها مسميات في اللغة وأسماء، فإن كان لزيادة في المعنى أو نقصان، أو لنكتة سائغة أو لمقتضيات أخر فلا بأس، ولا يعارض ذلك الوضع القديم؛ وإن كان ليس لشيء من ذلك بل لشهوة الوضع وحب التفنن فيه وإظهار الحذق، فهو لزوم ما لا يلزم، وهو غير مرغوب فيه بل هو مما يرغب عنه.
اللغة مواضعة واصطلاح:
قال ابن جني في الخصائص: «إن أكثر أهل النظر على أن أصل اللغة إنما هو تواضع واصطلاح لا وحي وتوقيف. وذلك بأن يجتمع حكيمان أو ثلاثة فصاعدًا يحتاجون إلى الإبانة عن الأشياء والمعلومات فيضعون لكل سمة لفظًا إذا ذكر عرف به مسماه.». ثم قال: «ولابد لأولها من أن يكون تواضعًا بالمشاهدة والإيماء.».
الظاهر أن هذا القول كسابقه لا يعترف بتطور اللغة، والظاهر أيضًا، أن القائلين به يريدون أصل كل اللغات بدليل قول ابن جني: «ولابد لأولها من أن يكون تواضعًا بالمشاهدة والإيماء» وإن الحكماء يجمعونه ليضعوا بطريق المشاهدة والإيماء أسماء لمسميات. فهؤلاء الحكماء، إما أن يكونوا ليسوا بذوي لغة أصلًا كما هو الظاهر، فلا أعلم، بل لا أتصور كيف يفي الإماء بحاجاتهم في مثل اجتماعهم هذا، المنعقد لوضع ألفاظ ثابتة على الدهر، للغة لا تتغير، ولا تتبدل، ولا تتحرف، وهم ليسوا بأصحاب لغة؛ ولا كيف كانوا حكماء واضعين وليس لهم لغة تصل بهم إلى الحكمة ليكونوا فيها بهذه المرتبة التي لا يبلغها أحد بغير التعلم. والعلم ينحصر بالفهم الذي لا يكاد يتم على الوجه الأوفى أو الوافي على الأقل بغير مطارحة الكلام المتوقفة على معرفة اللغة. وإما أن يكون هؤلاء الحكماء أولي لغة سابقة واجتمعوا لإحداث لغة جديدة، فلا إخال أن الباحثين عن أصل
 
اللغات يريدونه. ثم لا أعلم ما الفائدة لقوم أولي صالحة للتفاهم، يجتمعون لإحداث لغة جديدة على لغتهم، إلا إذا كانوا يريدون تهذيب اللغة والتوسع فيها بوضع ألفاظ لمعان طارئة بحوادث الزمن كما تفعل المجامع اللغوية اليوم. فهم إذًا على هذا ليسوا بواضعين، وإنما هم مهذبون، وهو غير مراد في هذا البحث.
اللغة أصوات طبيعية عامة:
قال ابن جني: «وذهب بعضهم إلى أن أصل اللغات كلها إنما هو الأصوات المسموعة كحنين الريح، ودوي الرعد، وخرير الماء، وشحيح الحمار، ونغيق الغراب، وصهيل الفرس، ونزيب الظبي، ونحو ذلك، ثم ولدت اللغات من ذلك فيما بعد». قال: «وهذا عندي وجه صالح ومذهب مقتبل.».
أو ليس بغريب أن نسمع من مثل ابن جني هذا القول، المبني على إعمالا الفكر المجرد دون تقيد بتقاليد سابقة، فكان في ذلك على غير سنن الكثير من علماء عصره؟ وإنه لم يرض أن يكون القول بالإلهام والوحي قولًا برأسه، بل صرفه بالتأويل المقبول إلى غير ما حملوه عليه فقال: «إن أبا علي قال لي يومًا: هي من عند الله، واحتج بقوله تعالى:»وعلم آدم الأسماء كلها.«وهذا لا يتناول موضع الخلاف لأنه قد يجوز أن يكون تأويله: أقدر آدم على أن واضع عليها، وهذا المعنى من عند الله لا محالة، فإذا كان ذلك غير مستنكر سقط الاستدلال.»
وهذا لمذهب قال به جماعة من المتأخرين مثل «آدم سميث» و«دوكلد ستيورت» ونقل عنهم: أن الإنسان كان يعبر عما في ضميره بالإشارات والحركات حتى تكاثرت، فجعل يحكي الأصوات التي يسمعها، فكان إذا أراد أن يشير إلى الغراب قال: غاق، ولما وجد حكاية الأصوات هذه تفي بالمقصود اعتمد عليها فحصلت منها أصوات اللغة؛ ثم طرأ عليها التركيب والنحت والحذف والتغيير وما شاكل، فتألفت سائر ألفاظ عن كل خاطر يخطر في النفس (١).
مذهب ابن جني:
لكن ابن جني لم يمض في الجزم بترجيحه هذا الرأي على غيره، بل تردد فقال: "واعلم أنني، على تقادم الوقت، دائم التنقير والبحث عن هذا الموضوع، فأجد الدواعي والخوالج قائمة التجاذب لي، مختلفة جهات التغول على فكري، وذلك لأنني تأملت حال هذه اللغة الشريفة الكريمة اللطيفة، فوجدت فيها من الحكمة والدقة والإرهاب والرقة ما ملك على جانب الفكر، فعرضت
(١) المقطف: م ٦ ص: ٩٩.
 
صحة ما وفقوا لتقديمه منه ولطف ما أسعدوا، وانضاف إلى ذلك وارد الأخبار المأثورة بأنها من عند الله، فقوي في نفسي اعتقاد كونها توفيقًا من الله سبحانه وأنها وحي. ثم أقول في ضد هذا أنه كما وقع لأصحابها ولنا، وتنبهوا وتنبهنا على تأمل الحكمة الرائعة الباهرة، كذلك، لا ننكر أن يكون الله قد خلق قبلنا، وإن بعد مداه عنا، من كان ألطف منا أذهانًا وأسرع خواطر وأجرأ جنانًا .... فأقف بين الخلتين حسيرًا وأكاثرهما فانكفئ مكثورًا. وإن خطر خاطر بعد يعلق الكف بإحدى الجهتين ويكفها عن صاحبتها قلنا به.»
اللغة من الأصوات الطبيعية للإنسان:
وقالوا في نفي القول المتقدم وإثبات ما يريدون: إن الإنسان الذي هو أرقى الحيوانات أجدر أن لا يقلد العجماوات، مع أن له أصواتًا خاصة طبيعية تعرض له عند تقلب حالاته، فله العويل في البكاء، والقهقهة في الفرح، وآخ في الألم، وآه عند التوجع، وأوه عند التضجر، وأشباه ذلك، أفلا تكون هذه الأصوات الطبيعية أصل اللغات؟
- ما قيل في هذين القولين:
وقيل فيهما: إنه لو كانت اللغات مشتقة من هذا أو ذاك، لكان الشبه بين الأصوات والمسميات حاصلًا، مع أن التباين واضح بحيث يعسر رد أحدهما إلى الآخر. وأي مناسبة بين نزيب الظبي واسمه، وبين عواء الكلب واسمه، وبين «آخ» الصادر عن الألم وكلمة ألم الموضوعة له. وقد علم أنه بزيادة تحليل الألفاظ وتجريد الأصول، يقل عدد الكلمات المحكية حتى لا يبقى ريب في أن الأصول ليست منها.
رد مكس مللر على المذهبين:
ورد مكس مللر على المذهبين: «بأن حكاية الأصوات إن استعملها المتكلم عندما تعوزه الحاجة إلى الكلام، إنما يريد بها جزئيًا مشخصًا، لأنها تحل محل الإشارة التي تتخصص بالدلالة على الجزئي دون الكلي. فإذا قلد الهر بالمواء وهو يريد الإشارة إلى هر خاص، فهو إنما يريد هذا الجزئي، ثم أطلقه على كل هر لعدم الفارق عنده بين هذا الجزئي وكليه. ولكن الصحيح أن الإنسان وضع الألفاظ للدلالة على الصور الكلية ثم طبقها على الجزئيات.»
اللغة صوت طبيعي لقوة في الدماغ:
ثم قال مكس ملللر: "إن لكل جسم من الأجسام صوتًا خاصًا به إذا قرع ظهر هذا الصوت متميزًا عن غيره. فللذهب مثلًا رنة غير رنة الفضة، وهكذا الحديد والخزف والخشب،
 
فلكل منها غير ما لصاحبه. وفي الإنسان قوة من شأنها التعبير عما في ضميره بكلمات ملفوظ فكان الفكر أول ما يجول في دماغه، كأنه يقرع تلك القوة فتصوت بألفاظ يفهم الفكر منها، وهذه الألفاظ هي أصول اللغة، ثم تقلبت عليها أطوار التعبير والتركيب فتألفت مفردات اللغة. ولما تم الاستنباط درج عليها الاستعمال ولم يبق لهذه القوة من حاجة، فأهملت وتضعضعت ولم تعد تحس، كما يضعف البصر والسمع لقلة الاستعمال.»
في هذا الرأي نظر، وذلك لأن خلاصة ما فهمته من هذا المذهب أمران:
الأول: قرع الفكر عند جولانه لتلك القوة، وأنه صوت طبيعي لها كرنة الذهب إذا قرع. فالصوت لازم طبعًا لهذه القوة عند جولان الفكر، ويفهم الفكر من هذا الصوت، وهذه هي أصول اللغة.
الثاني: أنه بعد أن تم استنباط الأصول من هذا الصوت الطبيعي قل قرع الفكر لهذه القوة، فأهمت فلم تعد تحس لقلة الاستعمال، وإذا كان هذا الصوت نتيجة طبيعية لجولان الفكر كان غير اختياري، لأن ما يكون بالطبع لا مجال فيه للاختيار.
لكنا لا نعلم كيف يحصل الإهمال للقوة حتى يقل قرع الفكر لها، مع أن الفكر في الإنسان لا يسكن في نوم ولا يقظة، فهو دائم الجولان فيكون دائم القرع. وهذا حكم اللازم الطبيعي وإلا لم يكن لازمًا، فتكون هذه الأصوات دائمة ما دام القرع، لأن علة لها، فتكون دائمة ما دام الفكر. والفكر دائم، فهي دائمة. فمن أين أتى هذا الإهمال؟
نعم إن استنباط الألفاظ الأصول يقلل المبالاة بالأصوات المذكورة، ولكنه لا يضعفها لأنه نتيجة طبيعية للفكر. والفكر مستعمل دائمًا فكيف يتأتى الإهمال فالضعف؟ فإذا هي غير مهملة فلا تضعف فلا تفقد. ولكن الواقع المحسوس به أنها مفقودة ولا دليل على وجودها سوى: الحدس والافتراض، وهما غير الحس والوجود، فلا يرويان غلة ولا يؤيدان دعوى.
خير ما يقال في أصل اللغة:
وهو الذي يمكن أن يستقر عليه الرأي من تلك الأقوال ومن القياس على الأشباه والنظائر. إن اللغة نشأت متدرجة من إيماء وإشارات إلى مقاطع صوتية على أبسط ما تكون، وفيها تقليد وحكايات للأصوات الطارئة على سمع الإنسان، طبيعية كانت أو غير طبيعية، مختلفة باختلاف المناسبات الطبيعية أو المرتجلة من القوة والضعف، والقرب والبعد. وكان للبيئة والزمان والأحوال
 
العارضة تأثيرها الفعال، فكان التشتت والتشعب. وازداد بطول المدة، وبعد الاتصال بين الفروع والأصول، حتى ضعفت دلائل الاتصال وازدادت ضعفًا على تطاول العهد.
ونستدل على ذلك:
أولًا: إننا نجد الطفل قبل أن يفهم اللغة يحاول إطلاق الأسماء للدلالة على مسمياتها ولا علم له بما وضع لها من الأسماء، فيسميها بالمقاطع المشابهة لأصواتها كما يطلق على البقر اسم «النع» وعلى الجمل اسم «الهب» وعلى الكلب اسم «العو» أو «التوتو» «من الصوت الذي يدعى به -تي تي-» وعلى المعزى «المآء» - «بالمد» - وعلى ما يخفيه من غول ونحوه «الهم» وما هي إلا أشباه أصوات هذه المسميات.
فلم لا نقول في الإنسان أول عهده بالكلام مثل هذا أو ما يقرب منه؟
ثانيًا: إذا أغلق على المستدل باب الدليل الحسي في أمر يريد الاستدلال به، صح له المصير إلى التمثيل والقياس بالاشتباه والنظائر. وهذا الرأي يجري فيه قياس التمثيل بتطور الكتابة التي هي اقرب شيء إلى التكلم من حيث الغاية. وقد دلت الآثار لدلالة يحس بها على تطورها فتقول:
أثبت الباحثون ودلت الآثار على أن الكتابة بدأت بتصوير الوقائع ثم اتسعت الحال وكثرت الحاجة إلى الكتابة، فأصبح تصوير الوقائع أمراض عسيرًا لا يفي بالحاجة، فصنفت المقاطع الصوتية وكانت حروفًا تتدرج مخارجها من أقصى الحلق غلى الشفتين، وجعل لكل حرف صورة، فبعد أن كانت تصور صورة الجمل للدلالة على معناهـ، أصبحت الصورة رمزًا لمقطع الجيم الذي هو أول حروفه، ثم اتسعت الحاجة فاختصرت رسوم الكتابة، وأبحتن صورة رأس الجمل للدلالة على مقطع الجيم، ثم تقدمت الكتابة واتسعت صورها، واختلف باختلاف الزمان والمكان وتصاريف الأحوال، فتغيرت عن وضعها، وتباينت صورها باختلاف الشعوب وتفرقها واختلاف عاداتها. فكما أثبت الباحثون في الكتابة، نقول في اللغة أيضًا: إنها بدأت طبيعية بحكاية الأصوات، للدلالة على ما تصدر منه مما له صوت مثل: قط للقطع، وهف لهبوب الريح، والصهيل والنهيق والأطيط .. أو بحكاية ما يناسبها، مما ليس بله صوت ... أو بإحداث مقاطع صوتية مرتجلة، من غير تعمل، - قالها بعض فتبعه آخرون سمعوه، فشاعت فاستقرت.
ثم إنه كان للإنسان أصوات تدل على حالات النفس: فللجوع والعطش وللنجدة وللحرب وللسرور وللحزن ولغيرها مقاطع أو أصوات شبه المقاطع تدل عليها، فأشبه هذا تصوير الوقائع في الكتابة أي انه كان على البساطة الفطرية.
ثم اتسعت الحال باتساع الحاجة، فاحتاج الإنسان، مع اتساع تمدنه، إلى زيادة في التفاهم مع
 
إخوانه ومعاشريه. ولكن هذه المقاطع التي صيغت له على البساطة الفطرية لا تقوم بالحاجة ولا تفي بالغرض، فعمد إلى التوسع؛ فربما تركب المعنى أمامه، فركب المقاطع الدالة على جزأيه تركيبًا مزجيًا، ثم شذ بها بالنحت، فخرجت كلمة جديدة، كما قالوا في «أجنك فعلت» أي من أجل أنك فعلت. وقالوا: «برقل برقلة، بمعنى: كذب.» - قال الخليل: إنه من قولهم: برق لا مطر معه -وقالوا: «حبرم: أي اتخذ حب الرمان.» وكما في: بسمل، وحوقل، وجعفل، وطلبق، وكثير أمثال ذلك؛ فأشبه هذا الانتقال في الكتابة من دلالة الصور على الوقائع إلى جعلها رمزًا لمقطع حرفي.
وربما عر ض للإنسان معنى يقرب من بعض المعاني التي لها مقاطع صوتية، فدل عليها بما يقرب من ذلك المقطع مع شيء من تحريف أو تبديل كما في: «درأ وطلع» أو تقديم وتأخير كما في: «جذب وجبذ»؛ وربما أطلق الكلمة على غير معناها لمناسبة أو شبه مناسبة أو لأدنى ملابسة، ثم يشيع هذا الإطلاق فيصبح وضعًا مستقلًا. وحيث أنهم لم يشترطوا في أصل الوضع قوة المناسبة، وقرب المعنى من اللفظ، اتسع نطاق إطلاق الألفاظ على المعاني بادئ بدء، فاتسعت اللغة واختلف الزمان والمكان، وطال المدى، وتعددتا الشعوب، فاختلفت جهات الاستعمال: فكانت اللغات القريبة التناسب والبعيدة فيه، كما كان ذلك في الكتابة وتنوعها.
التسامح في رعاية المناسبة عند الوضع:
أما أن إطلاق اللفظ على المعنى أول وضعه وكونه يصح لأقل مناسبة، فلا أحسب أحدًا يسلم به.، وما أشبه الإنسان الأول - وقد احتاج إلى ألفاظ لمعان يريدها ثم لم يجدها، فتناول ما تيسرت له معرفته، وإن كانت فيه نفحة من الملابسة - ما أشبهه بالطفل الذي يرى الأشياء أمامه ولا يعرف أسماءها، فيختار لها من مخزون ذهنه الصغير اللفظ الذي ينطلق به لسانه، فيطلقه عليه. وقد رأيت بعض الأطفال الصغار لأول عهده بالكلام يسمي العصا «توتو» لأنه أول ما رآها مضروبًا بها الكلب، فكان هذا الاسم مخزونًا في ذهنه فأطلقه على العصا لأنه رآها وهو يضرب بها.
وأذكر مما كنت قرأته أن بضع القبائل البادية، كانت تدل على الكلب بسحب السبابة والوسطى من الأصابع على الأرض منفرجتين، لأنهم كانوا وقت ارتحالهم يلقون عمد البيوت على أعناق الكلاب مقرونة عمودين عمودين، فتجرها هذه إلى حيث ينزلون. وإذا راجعت كتب اللغة تجد ما يدلك على التوسع في إطلاق الكلمات على المعاني المتقاربة وغيرها لأقل ملابسة.
فقد جاء في اللغة، كما في المصباح: عقره عقرًا «من باب ضرب»: جرحه. وعقر البعير بالسيف عقرًا: ضرب قوائمه (ولا يطلق العقر في غير القوائم). وقال أبو زيد في نوادره:
 
رفع فلان عقيرته إذا قرأ وغنى (ولا يقال في غير الخبر). وفي القاموس: العقيرة صوت الباكي والقارئ.
فالعقيرة - إذًا - تطلق على الصوت إطلاقًا لغويًا صحيحًا كما تطلق على القائمة المعقورة. وجاء في كلامهم: «إن أصل إطلاق العقيرة على الصوت، أن أعرابيًا عقرت رجله فرفع صوته صارخًا متألمًا رافعًا رجله العقيرة من الألم.». وفي التاج: «قيل أصله أن رجلًا عقرت رجله فرفع العقيرة على الصحيحة وبكى عليها بأعلى صوته، فقيل: رفع عقيرته، ثم كثر ذلك حتى سمي الصوت بالغناء: عقيرة.».
وقد سموا النطع بناء ومبناة لأنه من الأديم، وكانوا يتخذون منه القباب (كذا جاء في الأساس) فسموا النطع، أديمًا كان أو غير أديم، بالبناء. وقالوا: سيف سباب العراقيب: كأنما يعاديها ويسبها (كذا في الأساس).
مثال في توسع الكلمات من هذه الأصوات:
وإننا نجد أن حكاية بعض الأصوات قد توسع فيها توسعًا جعل منها ألفاظًا كثيرة لمعان كثيرة، حتى إن بعض تلك المعاني بعد عن الأصل بعدًا يجعل اتصاله به محل شك وريبة، وذلك مثل: قط، بمعنى قطع، ومقطعها شبيه بالصوت الطبيعي للقطع وهي تدل عليه.
ثم كانت الطاء دالًا، وهما أختان تتعاقبان في الكلام، وتبدل إحداهما من الأخرى فقيل: قد، ودلت على القطع طولًا، ثم خرجت بالمجاز إلى معنى القامة. وقيل: قد الطريق، بمعنى قطعها. ومن ذلك سمي الطريق «مقدًا» وسميت قطع اللحم «قددًا». وجعل القديد لليابس من قطع اللحم. وقيل للسير الغير المدبوغ من الجلد «قد». وقيل: القدة، للفرقة من الناس.
وجاء في معناه - قت - وأبدلت دالها ذالًا فقيل: قذ السهم إذا حذف أطرافه. ومنه - القذة - للريشة المقذوذة. ثم قيل: قذ السهم إذا راشه ... فخرجت عن معنى القطع.
وأبدلت صادًا فقالوا- قص - وبقي معناها للقطع. وقد تتعاقب الصاد والطاء في كلامهم مثل: غمط النعمة وغمضها. ثم جاء منها - القصة - لكل خصلة من الشعر وللناصية، ثم القصة بمعنى الحديث والخبر لأنها تتقطع من جملة الكلام. ويقال: في رأسه قصة أي جملة من الكلام. وأبدلت ضادًا معجمة، وهما يتعاقبان في: وضفر بمعنى وثب، والخطب والحضب والحصب؛ وكان من معناها الكسر، وسمي الحصى الدقيق المكسر: قضًا، والحصى الكبير: قضيضًا. ثم قيل: جاؤوا بقضهم وقضيضهم إذا لم يتخلف منهم أحد.
 
وجاء في قص - كس - بإبدال القاف كافًا والصاد سينًا، وهما متقاربا المخرج ويتعاقبان كثيرًا، ومعناها: الدق الشديد. وجاء منها - قش النبات - «بالقاف والشين»، إذا يبس وآن قطعه، كما جعل القش للجمع أيضًا.
وجاء - جز - من قص وبمعنى قطع - وحز - مثلها أو بمعنى فرض للقطع. ثم قيل حزازة للغيظ المؤثر في القلب كما يؤثر الحز في العصا. وجاء - جد وجذ وحذ وجث واجتث - وكثير أمثال ذلك.
وزيدت قط لزيادة في المعنى فقيل - قطف - بمعنى قطع وجمع، وخصصت بالثمر، فكانت زيادة الفاء للدلالة على ما زاد على معنى القطع وهو الجمع، ولعلهم استخرجوا هذا الحرف من حفيف القطيع إذا اجتمع أو من صوت القصب أو الغصون وهي تشد وتحزم، أو من أمثال ذلك.
وزيدت قط زيادة أخرى فقيل: قطم، وتعدت هذه من القطع إلى العض بأطراف الأسنان، ثم منه إلى أكل اللحم فقيل: هو قطيم «ككتف» لمشتهي أكله، وبه سمي الصقر القطامي. ثم حرفت فقيل - الكدم - للعض.
وجاء من قض: عض، بإبدال القاف عينًا، ÷ وهما يتعاقبان في الفصيح: مثل توعلت الخيل وتوقلت، وجاؤوا دفعة ودفقة.
وجاء من قص: قصم وقصع وقصل وقصف، ثم امتد الوضع لمناسبات أو ملابسات إلى القصيمة والقيصوم والقصيم.
وجاء من قصم: قسم، ثم جعل القسم للنصيب وللسهم، ثم قيل مقسم للمهموم، وجعل القسم لليمين، وذهبت هذه الشعب في مدارجها لمعان أخر.
وجاء من قض: قضم وخضم، ومن قص: فص، ومن فص: فصل، ثم المفصل لكل ملتقي عظمين في الجسد، ثم قيل للسيف ثم للحاكم: فيصل. وغير بعيد أن تكون قبض وقبص من قض وقص. وجاء من قص: قرص، ثم القرص والقرصة. وجاء من قص: قعصه بالرمح. وجاء من مختلف هذه الفروع فروع أخر كقرض بمعانيها، ومنها قرض الشعر. وجاء قصر وقلص وكسر، ثم كسر الطائر إذا ضم جناحيه للوقوع، ثم كسر الخباء لجانب البيت. وجاء قشر وكشر وجزر ثم الجزارة: لأطراف الجسم. وجاء الجزم والكسح والقلع والحذف.
وجاء الحد من القد للحاجز بين الشيئين. وجاء الصد والسد. وجاء جذم. وجاء حذا النعل ثم الحذاء. وجاء: صدع وجدع السويق.
 
وعلى هذا تجري في اللغة ألفاظ لم نتعمد إحصاءها وقد لا يمكن ذلك: كشذ، وسذب، وشد، وشطر، وشتر، وشظ، وشق، وشع، وشل، وأت، وبت، وبتر، وتبل، وبتل، وبث، وبثق، وبد، وحذف، وحذم، وخذم، وخد، وخدش، وخدع، ورد، وردع، وصدع .... إلى غير ذلك من الألفاظ.
وإننا نجد الألفاظ المتقاربة تدل على معان متقاربة، كما نرى في: الوشم، والوسم، والرشم، والوشي، والرقش، والنقش، والوشع، والرسم، والروسم، والروشم. وكما نرى في: اللكم، واللطم، واللدم. وفي: الرنين، والحنين، والهنين، والأنين، والأنيت. والخنة، والغنة. وفي: النضح، والنصخ، والنصح، والرشح، والنشح. وفي: الجرجرة، والخرخرة، والهرهرة، والغرغرة، والقرقرة، والكركرة، والدردرة.
وربما ترد الكلمة من لغة على لغة أخرى فتجريها على أساليبها بعد أن تثقلها وتشذ بها، مثال ذلك: الجلاب، من الفارسية: «كل آب» ومثل خشاف من «خوش آب» وسلحفاة من: «سوح باي» وأمثال ذلك كثير.
تطور اللغات:
يقول المثل العامي: الذي لا يتغير يموت. والتغير والتبدل من سنن الكون المقررة، واللغات خاضعة فيما تخضع لهذه السنة، فهي، إذًا، عرضة لذلك على مرور الزمن واختلاف الأحوال، وسبحان من لا يتغير.
إن الألفاظ تدل على معانيها دلالة وضعية متعلقها وضع الواضع، وليس في الألفاظ دلالة ذاتية تمنع تخلفها عن مدلولها.
فالدلالة «الوضعية» تتخلف عن مدلولها بتغير الوضع، والوضع يتغير:
إما قصدًا، بأن يعدل عن هذا اللفظ إلى لفظ آخر ابتداء أو ارتجالًا.
وإما عرضًا كما إذا استعمل اللفظ في غير معناه بضرب من التجوز، ثم كسر وشاع في معناه المجازي حتى أصبح فيه حقيقة تتبادر إلى الذهن عند إطلاقه.
وإما لذهول أو نسيان فيمن يستعمله فينقص أو يزيد بعض الحروف، أو يقدم أو يؤخر في ترتيبها، ثم يتبعه غيره في ذلك تقليدًا؛ والناس يتبع بعضهم بعضًا في اصطلاحهم وعاداتهم.
وإما لعدم التمكن من تعليم كل وليد آداب لغته، فينشأ وفي كلامه تحريف الصغار، لأن الطفل أول ما يتلقى اللغة يعسر عليه النطق بكل حروفها، فيغير ويبدل ويزيد ويحذف، فإن اهتدى
 
إلى تقويم لسانه بالحرف صار إليه، أو علم ذلك نشأ عليه، وإلا احتمل له أن يبقى في كلامه شيء من لكنة الصغير أو تحريفه. فإذا ساعد على ذلك كله أو بعضه تباعد الديار والتفرق على وجه الأرض مع قلة التواصل والتزاور، بعد الفرع عن الأصل واستقل بنفسه، وكان بعدئذ لغة قائمة برأسها معرضة لسنة التطور.
وإما لأن اختلاط الأمم بعضها ببعض، وتمازجها بالتجارات أو الغارات والسباء، بعد أن صارت كل أمة مستقلة بنفسها، يدعو إلى تسرب شيء من لغة بعض إلى لغة الآخرين، فتأخذ هذه من تلك، أو بالعكس، كلمات وأساليب. فإذا كانت إحداهما غالبة أخذت المغلوبة منها أكثر مما تعطيها، إذا تساوى تمدنهما أو كانت الغالبة أرقى، وذلك بسنة تشبه الضعيف بالقوي. وهذا العامل، عامل الاختلاط، أكثر أثرًا في تبدل اللغات من سواه، ولذا تجد أهل البادية أكثر حفظًا للغة من أبناء الحاضرة لقلة اختلاط أولئك بغيرهم، وكثرة اختلاط هؤلاء. وإن سلامة لغة البدو من التحريف والتغيير إنما تكون بقدر بعدها عن الحضر.
«(
هكذا كان ويكون التطور في اللغات، وهكذا تتشعب. فبينما يكون اختلاف لهجة ولهجة في قطر واحد بين مدينتين فيه أو ناحيتين من نواحيه، يكون اختلاف أكثر بين قطرين متجاورين كالشام والعراق وهو أشد أثرًا منه إذا كانا متباعدين كالشام والمغرب الأقصى. ثم يشتد التباعد مع تطاول المدة فيكون كالاختلاف بين المضرية والحميرية، فإذا ازداد شدة كان كالاختلاف بين العربية والعبرانية ... وهكذا حتى يبلغ الاختلاف أقصاه.
موت اللغة وحياتها:
اللغات في العالم متفاوتة جدًا في حالاتها، فبعضها ضيق العطاء في الدلالة على المراد، حتى إن منها ما لا يعرف في اسم لما فوق العدد الخامس من الآحاد، في حين أن بعضها يتسع للتعبير عن كل ما يراد. ولكن اللغات غير الصالحة للحياة لا تلبث طويلًا عند تماس أهلها بأهل اللغات الراقية فيستغنون بهذه لسعتها، عن تلك لضيق مادتها، فتندرس التي استغنى عنها تدريجيًا حتى تصبح أثرًا بعد عين.
إن حياة اللغة وارتقاءها مبنيان على مقدار نصيب أهلها من الرقي والتمدن، فكلما ارتقت الأمة كسرت حاجاتها بالطبع، فاتسعت لغتها باتساع الحاجات. واللغة إذا اتسعت احتاجت إلى ضوابط وقواعد تصونها؛ فاللغة التي يسلك بها أهلها هذا السبيل، والتي حفظت نفسها، بما وضع لها الغياري عليها من ضوابط وقواعد تحفظها، وتعين على نموها، وتتسع بها للجديد، كتبت لها الحياة
 
ونمت، والتي همل فيها هذا الأمر ترجع القهقري حتى تموت، وبموتها تموت أمتها وتفنى قوميتها. فاللغات لها حياة وموت، وصحة وسقم، وشباب وهرم.
اللغة بضوابطها وقواعدها:
إن اللغة مشتركة بين أبنائها كسائر المصالح المشتركة فيما بينهم، فكما أن هذه تتعرض للفوضى، إذا لم يكن لها نظام يحفظها، ووازع يزعها عن الشذوذ عن النظام عند التعارض والتزاحم، كذلك اللغة فإنها تحتاج إلى مثل هذا من الضوابط والقواعد، التي هي نظام اللغة وشريعتها. وكما أن أهل الحل والعقد في الأمة هم أولو الحق في اختيار القوانين الصالحة لشريعة الأمة، كذلك أهل الحل والعقد في اللغة، وهم أئمتها من السابقين وأصحاب المجامع الصالحة من المتأخرين، هم أولو الحق في ضبط هذه القواعد وتهذيبها على سنن لا يخرج بها عن حدها، ولا يمسخها في وجهها واتجاهها القومي ومميزاتها الخاصة، وفي ذمتهم منع الفوضى وإقامة نظام اللغة على أركانه. وكما أن مبلغ رقي الأمة إنما يعرف برقي قوانينها كذلك كل لغة إنما تعرف قوتها بمتانة أصولها وانتظام قواعدها وسعة بيانها.
ولا أراني مبالغًا إذا قلت: إن اللغة هي في الأغلب أصول وقواعد وأساليب تجري عليها، أكثر مما هي مفردات وألفاظ. وأن لهذه الأصول والقواعد والأساليب من الرسوخ والثبات في اللغة ما ليس للمفردات. فالمفردات كثيرة التعرض للتطور من تحريف وتبديل، وقلب ونحت مما يمكن معه، مع طول المدة، أن يتغير شكل الكلمة. وهكذا تموت كلمات وتحيا أخر. أما طرق الاشتقاق والتركيب فثابتة لا تتغير إلا فيما ندر وطال معه العهد، كما تحيا وتتجدد وتموت وتفنى دقائق الجسم الحي، وهيئة الجسم ثابتة لا تتغير.
أقدم اللغات المعروفة، أو اللغة الأولى للبشر:
لم يتفق الباحثون على تعيين أقدم اللغات المعروفة عهدًا وأبعدها مدة؛ فادعى الصينيون أن لغتهم هي اللغة الأصلية، ولم يستبعده بعض العلماء من حيث أنها قليلة التهذيب والتشذيب، بل لا تزال ضاربة في البساطة التي هي صفة لازمة للغة الأولى؛ ولو صح هذا لكانت لغات زنوج إفريقية وهنود أميركة هي اللغة الأصلية لأنها أعرق في البساطة من الصينية وأقل تهذيبًا.
وادعى الأرمن أن لغتهم هي اللغة الأولى وأنها هي التي تفرعت فروعها فكانت منها لغات العالم، لأن الله تعالى جبل آدم من تربتهم، وأنزله بأرضهم فهم يتكلمون بلغته، ولغة أبي البشر هي الأولى، لأنه هو الإنسان الأول. وهو أيضًا منقوض:
١ - لأن مستند دعواهم أن الإنسان الأول خلق من تربتهم، ونزل بلادهم هو غير مسلم به.
 
٢ - ولو صح هذا، فلا يكون دليلًا على أن لغتهم هي لغة الإنسان الأول بعينها، لم يطرأ عليها تطور ولا تغير ولا تبديل، إذ لا ملازمة بين اللغة والأرض. ولا نعلم أيضًا أن أمة من الأمم تثبت على لغة واحدة على اختلاف العصور والأحوال، حتى تثبت لغة الأرمن على توالي الأزمنة منذ نشأة الإنسان الأول إلى اليوم.
وادعى العبرانيون أن العبرانية هي اللغة الأولى، وأنها لغة الإنسان الأول لأن أسماء الأنبياء الأولين وآباء البشر أسماء عبرانية، وفي ذلك دليل على أنها كانت لغة لهم. وهذا أيضًا فيه نظرن لأننا إنما أخذنا هذه الأسماء عن العبرانية ولا نعلم هل نقلت كما هي أو تغيرت ثم نقلت، كما فعل اليونان بأسماء البلاد التي دخلت في حوزتهم، وكما يفعل الصهيونيون اليوم في أسماء البلاد التي تدخل في حوزتهم من أرض فلسطين، ومتى وقع الاحتمال بطل الاستدلال.
وادعى العرب أن العربية هي لغة آدم أبي البشر، وجاء في أساطيرهم أن آدم رثى ابنه هابيل بأبيات شعر عربي. ثم قالوا: إن عربية آدم حرفت، فصارت سريانية بطول العهد وتقادمه. ولما حصل الطوفان طوفان نوح لم يكن في سفينته عربي غير جرهم، وكان لسان كل من في السفينة السرياني، وهو مشاكل للعربية إلا أنه محرف. أخرج هذا القول ابن عساكر في تاريخه عن ابن عباس، وقال به عبد الملك بن حبيب، وهو المفهوم من فحوى كلام ابن فارس في فقه اللغة، ولكنه قول مجرد ودعوى بلا دليل، ومال نسبوه إلى آدم من الشعر يصعب على كل ذي ذوق وأدب تصديقه.
القول الحق في ذلك:
لم تكن اللغة الأولى للبشر لغة صريحة مستقلة بنفسها بحيث يصح أن تسمى لغة، بل كانت، كما سلف القول به، مقاطع على أبسط ما يكون، ثم ترقت. فلا هي الصينية، ولا العربية، ولا العبرانية، وإنما هذه لغات نشأت وتفرعت منذ ها الجذر الذي بنمو فروعه التي أصبحت أمهات وطوائف، تلد كل أم أو طائفة منها بنات كانت بالنسبة إلى كل طائفة أخوات. وإنما القول في أيهن أقدم عهدًا بالأم وأقرب شبهًا بالأصل؟ هذا هو محل البحث؛ وإني أرجح أن تكون العربية، بالنسبة إلى الفرع السامي، كما ستراه.
طوائف اللغات:
قلنا: إن حياة اللغات وارتقاءها مبنيان على ما لأهل كل لغة من النصيب في الرقي، وعلى مقدار جهود بنيها في حفظها وصونها وتحسينها. وهكذا ارتقت لغات واتسعت، وماتت لغات لعجزها وعجز بنيها عن النهوض بها أو بموت أمتها، فكم أشرق نجم أمة وأزهر، ونالت حظها من
 
الحياة والنمو، ثم عدت العوادي على أهلها فشئت شملهم، ومزقتهم كلا ممزق، فضعفوا واستكانوا وذهبت بذهابهم قوميتهم التي كانت تحرسها اللغة وأصبحوا أثرًا بعد عين، وكان ذلك نصيب لغتهم.
وقد قسم العلماء اللغات المعروفة إلى ثلاثة أقسام:
١ - اللغات الحية: وهي اللغات المعروفة اليوم واليت هي لغات أمم حية ينحصر تفاهمهم المطلق بها: كالعربية، والفارسية، والإنكليزية، والفرنسية، والألمانية الخ ..
٢ - اللغات المسماة باللغات البائدة: وهي التي انقرض أهلها وبادت أممها، فطمست معالمها إلا بقايا أخذت عن الأنصاب الأثرية التي أحيت ذكراها، وأعان البحث والجهد الكبير على فك معانيها، وحجل رموزها وقراءة خطوطها بعد الإمحاء والدروس كالمصرية القديمة، والفينيقية، والبابلية، والحثية.
٣ - ما يسمى باللغات الميتة: وهي التي أصاب أصحابها المصائب، فنزعت منهم جامعتهم وقوميتهم او غلبوا على أمرهم فيها، فزجوا بين الشعوب، واندمجوا في سلك المتكلمين بغيرها من اللغات الحية، ولمي بق من أبنائها من ينحصر تفاهمه اليوم بها كالسريانية والعبرانية مما لا تزال معروفة متداولة، لكنها ليست لغة شعب حصر تفاهمه المطلق بها.
وقد نظر فلاسفة اللغة إلى هذه الأقسام (١) من حيث تحليل ألفاظها، وردها إلى الأصول والمقابلة بين تصريفها، فقسموها بهذا الاعتبار إلى سبع طوائف أو سبعة أصول تتفرع منها وهي:
١ - السامية نسبة إلى سام بن نوح، وتتفرع منها الفينيقية أو الكنعانية، والأشورية والبابلية من اللغات المندثرة، والعبرانية والأرامية من اللغات الميتة، والعربية والحبشية من اللغات الحية.
٢ - الآرية وفروعها:
أ- اللاتيني، ومنه الفرنسية والاسبانية والإيطالية والبرتغالية.
ب- التوتوني، ومنه الروسية والبلغارية والصربية.
ج- اليوناني، ومنه اليونانية القديمة والحديثة.
د- الفارسي، ومنه الفارسية والكردية والأفغانية والأرمنية.
هـ- السنكريتي، ومنه الهندية والبنغالية والمهراتية.
(١) قرأ الماجور كوندر مقالًا، في جمعية فكتوريا الفلسفية، عن العلاقة بين اللغات الأسيوية الآرية والمغولية وبين اللغتين القديمتين الأكدية والمصرية، وأثبت أن الأصول المتشابهة تدل على أنها من أصل واحد، وأتبع مقاله بأربعة آلاف كلمة من هذه اللغات لإظهار المشابهة.
 
٣ - الطورانية: ولها فروع، منها المجري والتركي على اختلاف مواطن متكلميه ولهجاتهم، وقد عدوا من فروعها الصينية واليابانية.
٤ - الحامية: نسبة إلى حام، وأشهر فروعها المصرية من اللغات البائدة والقبطية من اللغات الميتة.
٥ - الملقية: وهي اللغات المنتشرة في جزائر الأوقيانوس الباسيفيكي بين فورموزه وزيلانده ومدغشقر.
٦ - الزنجية: وهي لغات جنوبي إفريقية.
٧ - الاميركية: وهي لغات هنود أميرك الأصليين.
هذه طوائف اللغات التي ذكرها العلماء، ولكن المهم منها هو الأصول الثلاثة الأول.
وقد قسموا اللغات أيضًا إلى مرتقية وغير مرتقية، وجعلوا ميزان الارتقاء سعة نطاق اللغة، وجودة بيانها، ووفاءها بالتعبير عن المقصود. وأهم ما في غير المرتقية كون ألفاظها أحادية المقطع لا يفرق فيها بين الاسم والفعل والحرف إلا بالإضافة إلى ألفاظ أخر ذات معان مستقلة.
ثم قسموا المرتقية إلى جامدة ومتصرفة، وجعلوا ميزان التصرف قبل التصريف والاشتقاق بسهولة، ويكون ذلك فيها بتغيير هيئة الكلمة بالتصرف في حركاتها دون مادتها كما في: عرض عرضًا، وعرض عرضًا وعراضة، وعرض عرضة، وعرض عرضة وعرض. ويكون ذلك فيها بزيادة حروف وأدوات في صلب الكلمة لزيادة في المعنى كما في: خرج واستخرج، وكسر وتكسر وانكسر. وغير المتصرفة ليست كذلك بل هي ذات أصول جامدة على مبناها. وإنما يكون تصريفها بزيادة أدوات في آخر الكلمة لا معنى لها في نفسها، بل معناها قائم فيما زيدت عليه، كتصرف اللغة التركية، وخذ مثلًا: «كيتمك» وهو مصدر بمعنى الذهاب فقالوا في الأمر: «كيت» بمعنى اذهب، و«كيتدى» بمعنى الماضي أي ذهبي، و«كيتلر» بمعنى ذهبوا، و«كيتملى» بمعنى وجب أن تذهب، و«كيتمش» بمعنى ذهب به، و«كيده جي» بمعنى سيذهب. وأنت ترى في هذا المثال أن كلمة كيت لم يتغير مبناها بتغير معناها، بل لازم صفة واحدة طرأت عليها أدوات في آخرها تدل على هذا التغير.
أما الطائفة السامية فيه من اللغات المتصرفة لأنها، كما يرى في بناتها العربية والعبرانية والسريانية، مؤلفة من أصول ثلاثية ثابتة في الاشتقاق بمادتها مع قبولها التصريف بهيئتها. وقد بلغت اللغة العربية من ذلك مبلغًا فاقت به أخواتها.
 
اللغة العربية ونشأتها
النسبة: نسبت هذه اللغة إلى العرب لأن لغتهم التي فتقت عليها أسماعهم، ودارت عليها رحى بيانهم. وإنما سموا عربًا:
١ - لأنهم أهل بيان وفصاحة. واسم العرب مشتق من الإعراب وهو الإبانة، فيقال: أعرب الرجل عن ضميره إذا أبان عنه (١).
٢ - أو من «عرب» العبرانية أي أرض الغروب والظلام، والعبرانيون لا يميزون في الصورة بين العين والغين، ومن هذه اللفظة كلمة أوربة (عروبة) على ما قال مكس مللر، وكما جاء في قاموس نورث (٢).
٣ - أو من «عرب» العبرانية بمعنى الخلط والمزج لكونهم شعبًا ممزوجًا من نسل قحطان وإسماعيل ومديان ومؤاب وعمون وعملاق. وربما اختلطوا بالكوشيين في الجنوب (٣).
٤ - أو من «عرب» السامية، أي قصد الغرب، وذلك لأن العرب سموا كذلك حين ارتحالهم عن الوطن الأصلي غربًا، واللغة السامية هي الأصلية. فلفظة عرب بمعنى غرب لكنها سامية وليست عبرانية.
وفي هذه الوجوه ما يقضي بأن هذا الاسم متأخر الوضع. وإن كان بعضهم قد جعل التسمية عبرانية فليس فيه دليل على أن العبرانية أقدم من العربية، لجواز حدوث التسمية وتأخرها عن المسمى، وقد سمي الخط المعروف قديمًا بالجزم - بالخط الكوفي، وهو أقدم من الكوفة بلا ريب.
٥ - وقال في لسان العرب: "اختلف الناس في العرب لم سموا عربًا، فقال بعضهم: أول من أنطق الله لسانه بلغة العرب: يعرب بن قحطان، وهو أبو اليمن كلهم، وهم العرب العاربة. ونشأ إسماعيل بن إبراهيم معهم فتكلم بلسانهم فهو وأولاده العرب المستعربة. وقيل: إن
(١) بلوغ الأرب للألوسي.
(٢) فلسفة اللغة لزيدان.
(٣) فلسفة اللغة لزيدان.
 
أولاد إسماعيل نشأوا»بعربة«وهي بلد من تهامة؛ فنسبوا إلى بلدهم إلى أن قال: وكل من سكن بلاد العرب وجزيرتها، أو نطق بلسان أهلها فهم عرب، يمنهم ومعدهم» قال الأزهري: «إنهم سموا عربًا باسم بلدهم العربات.».
بلاد العرب:
هي الجزيرة العربية، وإنما هي شبه جزيرة: يحدها شمالًا فلسطين وبعض سورية وما بين النهرين وما يليها إلى خليج العجم وبحر الهند، وجنوبًا بحر الهند، وغربًا البحر الأحمر وبرزخ السويس وبعض سورية. طولها ألف وأربعمائة ميل، ومعظم عرضها ألف ومائة وخمسون ميلًا، ومعدله ثمانمائة ميل؛ فتكون مساحة الجزيرة مليونًا ومائة وعشرين ألف ميل مربع (١).
هكذا حددها التاريخ القديم، ولكن الديار العربية اليوم أفسح رقعة وأعم إطلاقًا، وهي تشمل سورية وفلسطين والعراق ومصر وبلاد المغربين وما إليها من الصحاري والبوادي حتى يعم السودان المصري، وكلها عربية الوجه واليد واللسان.
كانت الجزيرة العربية معروفة عند الرومان بأقسام ثلاثة:
١ - العربية السعيدة، ويراد بها بلاد اليمن.
٢ - العربية الصخرية، وهي شبه جزيرة سينا وجانب من سواحل البحر الأحمر وعرب الشمال إلى حدود فلسطين. وهذان القسمان متمدنان.
٣ - العربية الصحراوية وأهلها أهل بادية.
أما مؤرخو العرب فقد قسموها إلى ستة أقسام:
١ - بلاد اليمن: وهي بلاد حضرموت والشحر ومهرة وعمان ونجران.
٢ - تهامة: وهي ساحل البحر من اليمن حتى الحجاز.
٣ - الحجاز: وهي ما علا ارض تهامة إلى نجد شرقًا، وخليج العقبة وأرض التية غربًا، وفلسطين والشام شمالًا.
٤ - نجد: وهو ما ارتفع عن الحجاز إلى الشرق، واتصل بالعراق شمالًا وشرقًا، وباليمامة جنوبًا.
٥ - اليمامة: وهي ما بين نجد واليمن.
٦ - أرض التية: وهي العربية الصخرية المعروفة ببرية سينا.
(١) التاريخ القديم لهارفي بورتر.
 
هذه هي بلاد العرب. وهي، كما ترى، تغلب على كثير من أقسامها الصحراء، وما زال أهلها في عز ومنعة، يأبون أن يذلوا لسلطة قاهرة تحكم في أعشارهم وأبشارهم، اللهم إلا ما كانت تتألقهم به الدول المجاورة لهم لتتزود من نصرتهم وقت الحاجة: كالمناذرة مع الفرس، والغساسنة مع الرومان.
موطن اللغة العربية الأول:
يستنتج من أقوال الباحثين أن اللغة السامية الأم كانت منتشرة في منطقة واسعة الأطراف، قبل أن تلد بناتها وتتشعب إلى فروعها. فأين كانت هذه المنطقة؟
يقول بعضهم: إنها أرض أرمينية من حدود كردستان. ولم نقف على دليلهم وما استندوا إليه في هذا المذهب، ولعلهم يرجعون به إلى زمن نوح يوم استقرت سفينته على الجودي بعد الطوفان. وذهب العلامة جويدي Guide إلى أن المهد الأصلي للأمم السامية كان جنوبي العراق على نهر الفرات. ونقل بعضهم أن أقدم هجرة سامية اتجهت نحو بابل كانت من نواحي الجزيرة، وقد أسست ملكًا عظيمًا في منطقة الفرات وكان لها حول وطول في عصور شتى، وأن الهجرة الكنعانية والآرامية والعبرانية كلها صدرت عن جزيرة العرب، وانتشرت في العراق وسورية وفلسطين، بل جاوزتها إلى مصر فكان من الأسرة الحاكمة فيها المعروفة بالهكسوس أي الرعاة.
وجاء في آداب اللغة الآرامية للعلامة شابو Shabot أن منبت الساميين هو الأقطار الواقعة جنوبي قزوين، رحلوا من هناك إلى بابل وانتشروا في الأقطار.
وقال بهذا القول فون كريمير Von Kremer، ووافقه في بعض هذا الرأي هومل Hommel. ويقول سايس Says: إنهم من بادية العرب. وقال بقوله جماعة.
وسواء أكان أصلهم من الجزيرة العربية أو جنوبي بحر قزوين، فقد استقروا في منطقة الفرات ودجلة، وكان لهمك دولة وصولة، وكانوا الغالبين على البلاد، حتى إن بعض ملوكهم نقش فيما نقش من الآثار: أنه ملك اللغات الأربع، يعني ملك أصحابها، لأن هذه الأرض سكنها الكوشيون والآريون والسوريون، والكلدان.
إن هذه المملكة قد أسست قبل أن اختلفت أجناس البشر ولغاتها كثيرًا. وقد كانت اللغة الرسمية في الدولة لغة الساميين المالكين، وهي لغة الدواوين التي كتبت بها سجلات الدولة، ودامت ألفي عام وهي حافظة رونقها، ويحفظ النبلاء والمتعلمون جدتها.
قال العلامة م. مسبيرو M. Mespero: إن اللهجة المصقولة التي كان كاتبه نينوى وبابل يستعملونها في عهد هيرودتس لإنشاء الكتابات الرسمية، كانت قد أضحت، منذ زمن طويل، ما
 
يشبه لغة نبيلة يفهمها نخبة القوم يجهلها العامة. وكان العامة وسكان المدن والقرويون يتكلمون باللهجة الآرامية التي كانت أثقل من تلك، وأوضح وأكثر تفصيلًا.
لكن هذه اللغة النبيلة بعد أن فتك بها التطور وأبعدها عن ألسنة العامة، لم يقدر نخبة المتعلمين على حفظها في دفاترهم، فأهملتا شيئًا فشيئًا، حتى هجرت واستقر كل فرع لها في بيئته، وانتهى الأمر على ما قيل في القرن الأول للميلاد.
إن الساميين لما احتلوا هذه الأرض وملكوا أمرها، ودانت لهم وانتشرت لغتهم بين سكانها، وهم من أصل صحراوي، كما يقول العلامة «سايس» وغيره، كل منهم طبعًا سكان بادية وسكان حاضرة، ولكن التطور اللغوي إنما ينمو حيث يكثر الاختلاط بين أبناء اللغات المختلفة، كما سلف القول في ذلك، وذلك متوفر في الحاضرة أكثر منه في البادية، فكانت على هذا لغة البادية، أكثر سلامة وأقرب إلى لغة الساميين الأولى.
وكما أطلق على سكان الحاضرة منهم اسم الآراميين، أطلق على أهل البادية منهم اسم بدو الآراميين. وبحكم العادة والاستقراء نقول: إن البداوة سابقة على الحضارة، فبدو الآراميين أي العرب كانوا في البادية قبل أن يتحضر قسم منهم، فكانت معهم في بواديهم لغتهم الأولى قبل أن تفسدها الحاضرة ويأخذ التطور منها مأخذه. لذلك أراني كثير الميل إلى القول بأن لغة بدو الآراميين هذه هي الفصحى التي بقيت وسلمت، أو سلم أكثرها في سجلات الدولة، وعند نخبة المتعلمين، لأنهم حملوها وهم منغمسون غفي البوادي، فلمي فعل التطور في لهجتهم فعله في اللهجات الأخرى، بضعف أسبابه، إلا الذين كانوا في أطراف البادية يهبطون المدن لحاجاتهم، فإنهم يحملون شيئًا من انحراف اللسان واللهجة. وربما كان ذلك منهم تشبهًا بسكان المدن في اللهجة وتقليدًا كما نرى لعهدنا هذا. فكان بالطبع يسري عنهم سريانًا بطيئًا في داخل البادية.
ويؤيد صدر هذا الكلام ما قاله جماعة من العلماء مثل سايس وسبرنجر Sprenger من ان أصل الساميين من بادية العرب، وقول ابن خلدون عند كلامه على الطبقة الأولى منن العرب: «أنهم انتقوا إلى جزيرة العرب مخيمين، ثم كان لكل فرقة منهم ملوك وآطام.» على أن التاريخ نفسه يسمي أهل البادية العربية: بدو الآراميين.
فإذا كانت لغتهم أبعد بنات السامية عن التحريف، كانت اقرب بناتها إليها إن لمتكن هي الأم نفسها .. وبدو الآراميين هم العرب، واللغة العربية هي لغتهم، فتكون اللغة العربية هي الأم وأقرب بناتها غليها.
نزل العرب (بدو الآراميين) هذي البوادي، وانتشروا في نجد والحجاز وتهامة واليمامة وبوادي الشام، وبلغوا اليمن، وزاحموا الكوشيين أبناء حام هناك.
 
وقال جلازر ومولر: «إن المعينيين أول دول العرب في اليمن، أصلهم من عمالقة العراق الذين كانوا في الجزيرة قبل ظهور حمورابي بقرون من السنين، فلما ذهبت دولة العمالقة من العراق نزحوا إلى اليمن، واستقروا وتوطنوا الجوف، وشادوا القصور والمحافد على مثل ما عرفوا في بابل.».
ضرب العرب في طول الجزيرة وعرضها، وأصبحت البادية من اليمن إلى أقصى الجزيرة شمالًا مسرحًا للقبائل الأخرى الذين سموا عرب الشمال، وأطلق عليهم بعد هذا اسم العدنانيين، وهم أشد الناس حرصًا على لغتهم. وهكذا كانت الجزيرة كلها عربية، وموطنًا أول للعرب وللغتهم الفصحى.
زمن ظهور العرب:
قدر العالم نولدكى في كتابه «اللغات السامية»: «أن العربية الحميرية قد عرفت منها نقوش وآثار يرجع عهدها وتاريخها إلى القرن الثامن قبل المسيح، وأن العربية العدنانية، لغة النثر والشعر الجاهليين، قد ظهرت في القرن الخامس قبل المسيح.».
إن الآثار التي ظهرت من القرن الثامن ق. م كانت بالطبع لقوم وجدوا قبل هذا التاريخ، وهم ذووا آثار تصلح لأن تخلد، وربما كان لهم قبلها آثار لم تظهر بعد. ولذلك لا نقدر أن نستنتج من هذا القول زمن ظهور العرب، والذي يمكن أن نقوله إنهم وجدوا قبل هذا التاريخ طبعًا. والدولة المعينية عرفت قبل المسيح بنحو خمسة عشر قرنًا، ولا يخالف أحد من المؤرخين في عدها من العرب.
يقول نولدكى: «إن العربية العدنانية ظهرت في القرن الخامس ق. م، وهي التي وصلت إلينا والتي نزل بها القرآن، وتلقاها أئمة اللغة عن عرب البوادي بعد المسيح بستة قرون.» فإن أراد أنها هي بلا تغيير ولا تبديل ولا تطور فهو محل نظر. وأستبعد أن يكون هذا مراده، لأن معناه أنها عصمت من التغيير والتبديل أحد عشر قرنًا انتهت بظهور الإسلام. وهذا ليس من المستطاع إثباته. ولا يعترض معترض بأن لغة القرآن ما زالت ثابتة لدينا أربعة عشر قرنًا، لم تتغير ولم تتطور في دفاتر الكتاب وعلى ألسنة الشعراء، لأنها تغيرت حيث يجري التغيير، وذلك في ألسنة العامة وتعابيرهم حتى بعدت العامية عن الفصحى بعدًا ظاهرًا لا جدال فيه.
أما الذي لم يتغير ولم يتبدل ولم يتطور منها فهو ما حفظه الكتاب والسنة، وحرص عليه الشعراء والخطباء والعلماء. وليس للعرب العدنانيين قبل الإسلام مثل ذلك، فالقياس إذًا قياس مع
 
الفارق، إن حفظ لغة القرآن والحديث من الأمور اللازمة، في الشرع الإسلامي؛ وهذا اللزوم يقوم سدًا دون إهمالها، فتبقى حية ما بقي هذا اللزوم.
خضوع العرب لناموس التطور:
قال في المزهر عن ابن وجدة: إن العرب أقسام:
١ - عاربة عرباء: وهم الخلص. وهؤلاء تسع قبائل من ولد إرم بن سام: عاد، وثمود، وأميم، وعبيل، وسطم، وجديس، وجرهم، وعمليق، ودبار. وقال ابن دريد: وقد انقرض أكثرهم إلا بقايا متفرقين في القبائل؛ وسمي أبو الفداء هذا القسم بالعرب البائدة.
٢ - متعربة: وهم الذين ليسوا بخلص، وهم بنو قحطان، وسماهم أبو الفداء بالعرب العاربة، ومن قبائلهم: كهلان وأبناؤها القبائل من ذوي يمن: كعاملة وهمدان وطيء ولخم ومذحج وجذام، ومثل حمير وأبنائها من قضاعة، وزيد الجمهور والسكاسك وأفخاذها وعشائرها.
٣ - مستعربة: قال ابن دقية: وهم بنو إسماعيل، وهم العدنانيون وأبناؤهم من ربيعة ومصر وأنمار وإياد.
وهذا التقسيم يشمل العرب كلهم جنوبيين وشماليين. وسواء أكانت هذه الأسماء كلا أو بعضًا، حقائق، كما هو الواقع، أو أساطير، كما يزعمه البعض؛ فهل كانت لغة هذه القبائل وغيرها، منذ وجد العرب، ذات لهجة واحدة أو لهجات مختلفة؟
وقد روي عن عاد وثمود بعض أبيات من الشعر لا تطمئن النفس إلى صحة نسبتها إليهم. وليس في كلام علماء العرب ما يصح الاستناد إليه في هذا الأمر. فلم يبق أمامنا، من طرق الاستنتاج المبني على الأشباه والنظائر، غير ما اكتشفه الباحثون في آثارهم من النقوش الأثرية.
تقدم لنا القول في بحث تغيير اللغات وتطورها، أن التغيير والتطور سنة ثابتة وناموس مطرد، وأنه اشمل لكل اللغات فيما يشمل ويعم. وقد تقادم العهد على قبائل العرب المتفرقة بما يعد بمئات السنين قبل تدوين اللغة العدنانية. وليس للغة من لغاتهم تقليد يصونها من التغيير والتطور، ويحفظ لها صورتها الأصلية الأولى، كمنا هو الحال في اللغة العدنانية. وقد عرفنا أن لغتنا الفصحى هذه مع مزيد عناية العلماء بها، خلفًا على سلف، ومع شدة حرصهم عليها، لم تصف في ألسنة العامة، فانحرفت عنها لغة التخاطب، ومشت في انحرافها هذا إلى أن بلغت مبلغها اليوم من البعد، فكيف بتلك التي لم تسعد بما يوجب حفظها وصونها؟ فلا ريب، والحال هذه، في أن لغة هذه القبائل البائدة ليست كاللغة المصرية العدنانية المدونة.
 
الاستدلال بالآثار والنقوش:
أما ما عرف من هذه الآثار فأشهرها: النقش الذي عثر عليه في خرائب أنمارة في حوران على قبر امرئ القيس بن عمرو بن عدي اللخمي، من ملوك العرب، منقوشًا بخط نبطي ولفظ عربي. جاء به العالم ديسو Diessoud إلى متحف اللوفر Louvre في باريس، وهو خمسة أسطر هذا نصها بالحروف العربية:
١ - تي نفس القيس بر عمرو ملك العرب كله ذو أسر التج.
٢ - وملك الأسدين ونزرو وملوكهم وهرب مذحجو عكدي وجا.
٣ - برجى في حبج نجرن مدينة شمرو ملك معدو ونزل بنيه.
٤ - الشعوب ووكلهن فرسو لروم فلم يبلغ ملك مبلغه.
٥ - عكدي هلك سنة ٢٢٣ يوم ٧ بكسول بلسعد ذو ولده.
وهذا شرحها:
(تي): اسم إشارة للمؤنثة ومثلها ذي.
(نفس): روعي بالإشارة إليها جانب اللفظ والمراد بها الذات. يقال: هو نفس الشيء أي ذاته وشخصه، وكني بها عن القبر أي هذا قبر.
(سر القيس): الهمزة في امرئ القيس تلفظ ولا تكتب لأن الخط النبطي ليس فيه لحرف اللين، ولا للهمزة، صورة. وهمزة امرئ وصلية كما لا يخفى، فحذفت الوصلية، والهمزة الأخيرة خطًا. وقد ورث ذلك منه الخط العربي فنزعت منه وجوبًا ألف الرحمن وألف هذا وهؤلاء. وفي رسم المصحف توسع في الحذف أكثر من ذلك.
(بر عمرو): بر بمعنى ابن وهي نبطية، ولم يستعملها العرب، وربما استعملها بعض، محاكاة للنبطية، وفي بضع النقوش بالخط الثمودي، والمؤرخة سنة ٢٦٢ لمدينة بصرى أي سنة ٣٧٤ ب. م اسم القيض بنت عبد مناة، وفي بعضها: برت عبد مناة.
(ملك العرب كله): أي كلهم، وأفرد الضمير على إرادة الشعب العربي.
(ذو أسر التج): ذو:؛ بمعنى الذي، وهي لغة طيء يستوي فيها الإفراد والجمع والتذكير والتأنيث. وأسر: بمعنى شد وعصب التاج. وفي مجاز الأساس للزمخشري: ما أحسن ما أسر قتبه: أي شده؛ وإنما حذفت ألف التاج لأنها من حروف اللين.
(وملك الأسدين): بمعنى أخضع. كما يقال: ملك رقابهم.
 
(ونزرو) أي بني نزار، أسقط ألفها لأنها حرف لين، وألحقت بها الواو محاكاة لإلحاقها الأعلام في النبطية.
(وملوكهم وهرب مذحجو) أي جعل قبيلة مذحج تهرب منه، يريد أنه هزمهم.
(عكدي) أي غلابًا وقوة. قال العالم لدزبورسكي Lidzborski: إن عكدي تدل على القوة ولعلها من النبطية.
(وجاء برجى) وفي بعض النسخ نزجى؛ قال بعضهم: إنها اسم مكان. وربما كانت من برج برجًا الشيء إذا ظهر وارتفع؛ قال في لسان العرب: وإنما قبل للبروج بروج لارتفاعها وبيانها وظهورها؛ وتبرجت المرأة: أظهرت وجهها.
(في حبج نجرن) والحبج في العربية مجتمع الحي ومعظمه. أو هو الحبج أيضًا، ومعناه في العربية الظهور بغتة، مصدر حبج يحبج، ويكون المراد: جاء ظاهرًا مهاجمًا لمجتمع هذا الحي من نجران مدينة شمر.
(وملك معدو) أي قبيلة معد. (ونزل بنية الشعوب) أي القبائل العظيمة. والشعب: القبيلة العظيمة والحي العظيم تتفرع منه القبيلة، أي: استعمل بنيه على القبائل.
(ووكلهن فرسو لروم) أي كان ذلك لهم وكالة للفرس والروم. وأقام النون للجمع مكان الميم كما في الآرامية السريانية، لأن لغة النبط، التي تأثرت بها هذه القبرية، كانت متأثرة بالآرامية فسري ذلك إلى عربية هذا النقش.
(فلم يبلغ ملك مبلغه عكدى) أي لم يبلغ ملك مبلغه قوة.
هلك سنة ٢٢٣ يوم ٧ بكسول: أي سنة ٣٢٨ ب. م.
(بلسعد ذو ولده) أي دام بالسعد الذي ولده.
وبعبارة مفسرة أوضح: هلك هو فالبقاء والسعد لولده.
وقد كشف أثر منقوش فوق كنيسة بحر أن اللجا، في المنطقة الشمالية من جبل الدروز، مكتوبًا بالعربية واليونانية - سنة ٥٦٨ ب. م. ونصه العربي: «تاشرحيل بن ظلمو بنيت دا المرطول سنة ... بعد مفسد خيبر بعم» «أي بعام» وترجمة نصه اليوناني:
أسس شراحيل بن ظالم سيد القبيلة مرطول ما يوحنا سنة ٤٦٣ من الأندقطية الأولى ليذكر الكاتب.
منه هذين النصين يعلم الباحث أن البحث العربي في هذا الأثر ليس فيه خروج عن العربية الفصحى، بل هو منها ومن لبابها لفظًا وأسلوبًا. ولا يدع ولا غرابة في ذلك لأن زمنه كان قبل ولادة
 
النبي بعامين أو ثلاثة، وذلك في زمن زهرة الجاهلية. وأما حذف حرف اللين من عام وظالم وإلحاق الواو بظالم فهو اصطلاح خطي كما عرفت. وقد كان رسم هذا الأثر بعد اثر أنمارة بنحو مائتين وأربعين عامًا، فانظر مدى التطور في عبارة هذين الأثرين في هذه المدة من الزمن، وربما كان أثر أنمارة متأثرًا بمحاكاة اللغة النبطية ذات السلطان في وقته في العبارة والأسلوب، واستعارة كلمات لا وجود لها في العربية «كعدي وبر»، أكثر من مراعاتها للغة أو للهجة الدارجة يومئذ. أما (مفسد خيبر) في نقش كنيسة حران فهو من ملوك غسان، قيل: إنه الحرث بن أبي شمر الغساني، كما في المعارف لابن قتيبة، وقيل: هو أبو جبيلة من ملوك غسان، غزا اليهود في الحجاز واستباحهم، كما في تاريخ ابن خلدون.
ويتصل بحوران مما وراءها منطقة الصفا وسكانها عرب؛ قال العالم ليتمان: إنه ليس بينهم وبين قبائل العرب في الجزيرة فروق كبرى. وكانت في عصر هذا النقش مركزًا للرمان ترد عن الحاضرة غارات العرب المجاورين، ولذلك أثرت فيهم مدنية الرومان كما أنهم تأثروا قبل ذلك بمدنية الآراميين، ولكن حياتهم لم تزل صحراوية، كما يقول ليتمان.
وقد كشفت لهم آثار في هذه المنطقة ونقوش، يرجح الأستاذ ليتمان أنها ترجع غلى القرون الثلاثة الأولى بعد الميلاد، أكثر ألفاظها عربية بحتة أفعالًا وأسماء مثل: شتى أي أقام في الشتاء، وشنأه: بمعنى كرهه، ورعى الضأن، ووجد أثر أخيه فنقم، ورحض بمعني غسل، وذبح ذبيحة. ومثل: أسد، وليث، ولبأة، وغزال، وإبل، وجمل، وبكر، ومهر، وحمار، وضأن، وماعز، وبقر، ووعل، وضبع، وضب، وقنفذ، وغير ذلك.
وقد استعملوا الهاء أداة للتعريف. وكذلك وجدت في النقوش والآثار الثمودية التي هي أيضًا عربية، من العرب البائدة، وأسلوبها قريب من العربية الفصحى. ونذكر مثالًا منها في أحد نقوشهم وهي: (هـ ل هـ ي) يا إلهي، (أسعد) ساعد، (سعدت) سعدة، (عل) علي، (دورت) دورة.
ونقش آخر وهو شطر بيت من الشعر:
ل ت م ... ي غ ث ب ن ج ش م ... هـ وع ل
(لتيم يغوث بن جشم الوعل) أي: هذا الوعل هو لتيم يغوث بن جشيم. فقدم الظرف وهو خبر المبتدأ على المبتدأ، كما يقال: لزيد المال.
أثر التطور في اللغة العربية
الحميرية لغة عربية: بعد أن كانت الجزيرة العربية قسمين: جنوبية، وهي اليمن، باديتها
 
وحاضرتها، وشمالية موزعة بين الحجاز ونجد وما إليهما من البوادي والحواضر؛ وبعد أن كان لليمن قسطها من التمدن وكان لها دول وحكومات معروفة، تنوعت أسماؤها واختلفت ثقافاتها من معينيين وسبئيين وحميريين، ومضت على ذلك السنون، وتعاقبت الأجيال والقرون. بعد هذا اختلفت اللهجات وتنوعت اللغات القومية، حتى قال بعض الباحثين بتغاير الحميرية والعربية الشمالية ونقلوا أن أبي عمرو بن العلاء قوله: «ما لسان حمير بلساننا ولا لغتهم بلغتنا.» ويمكن الاعتذار لأبي عمرو عن قوله هذا، أنه يريد باللسان واللغة، في قوله هذا، لغة القبيلة لا اللغة عامة كما تقول: إن لغة الحجازيين غير لغة بني تميم. وقد جعل ابن دريد الهسع والهميسع من أسماء الحميريين طارئتين على اللغة من العبرانية أو الآرامية، لأنه لا يعرف لها اشتقاقًا في العربية. ويقول الصاغاني في رده عليه: «إن ابن دريد قد أبعد في المرام وأبعد في السوم. ولو علم من أين تؤكل الكتف ومن أي الفصول يقتطف لتنصل من ارتكاب التكلف، وهذه الأسماء عربية حميرية. واشتقاقها من هسع إذا أسرع. فتأمل ذلك.» هذا كلام الصاغاني، وهو صريح في أن الحميرية من صلب العربية.
ومع ذلك كله، فالاختلاف بين الحميرية والعدنانية مما لا ريب فيه. وذلك ليس بغريب عند من يؤمن بتطور اللغات واختلاف اللهجات، بل وبعض المفردات، باختلاف البيئة والأحوال. ولو لم يكن من المتفق عليه بين أهل الجنوب والشمال اشتراكهم في العربية، وأنهم جميعًا أبناؤها البررة، وأنها أصلهم الذي إليه يرجعون وجامعتهم التي عليها يجتمعون، لما عملوا في توحيد لهجاتهم ولغاتهم، ولما جاهدوا لتقريب ما بينهم، ولما كانوا يقولون في متون اللغة عند تعداد المعاني العربية للكلمة: لغة يمانية أو لغة حميرية؛ بل هم في ذلك كما يقولون: لغة تميمية، ولغة حجازية، ولغة لبني فلان ... وما كهلان، وقضاعة وحمير، وزيد الجمهور، ولخم، وعاملة إلا قبائل عربية كعدنان وربيعة ومضر وتممي وغيرها ...
ولا يستطيع منكر أن ينكر أن هذه القبائل كانت تجتمع من جنوبيين وشماليين في أسواقها، وتتفاهم دون أدنى كلفة. يساعدهم على ذلك أن لغاتهم أو لهجاتهم على ما كانت عليه، كانت متحدة في صميمها، وأن هذا الاختلاف لمي عد كونها لهجات للغة واحدة.
كيف توحدت اللغة؟
لم يكن بين قسمي الجزيرة تقاطع ولا تهاجر، بل دلت الآثار والأخبار على انه كان بينهما اتصال دائم كما سيأتي.
لما حمل عمالقة العراق، أيام هجرتهم إلى جنوبي الجزيرة، لغتهم، وانتشرت بين سكان
 
اليمن الذين تديروها قبلهم، وتولوا السلطة فيها، غلبت أر ذوي السلطان على من سواهم في دولتهم، ولعب فيها التطور فتشعبت كما تشعبت الشماليين العدنانية. وكانت الدولة الحميرية في الجنوب عندما تميزت لغة العمالقة عن لغة الشمال، فسميت لغة الجنوب بالغة الحميرية، وصارت إليها أكثر لهجات اليمن تقليدًا، ولكن العربية السعيدة لم تبق لها سعادتها، فطوحت بها الطوائح، وتفرقت قبائلها بالسيل العرم، فضربوا في أقطار الجزيرة بين إخوانهم عرب الشمال، ولم يكونوا بينهم غرباء عنهم، بل كانوا إخوانًا كرامًا أعزة. وكثر الامتزاج والاختلاط، وضعفت السلطة وبادت، فضعف شأن الحميرية وحلت محلها اللغة العدنانية، لغة الشعر والخطابة، حيث كانوا الشماليون، وأكثرهم أهل وبر ليس لهم من المدر سوى مدن قليلة حضرية في استيطانها، بدوية في أخلاقها وعاداتها.
كانوا لا تشغلهم زخارف المدنية التي تتوسع معها الحاجات كما استبحرت لأنهم ما عرفوها أو لم يريدوا أن يعرفوها، فاقتصر همهم على ما لديهم من وسائل العيش، وهي عندهم قليلة النفقة. وإنما يقوى الانصراف إلى المادة إذا كثرت الحاجة إليها، وتقوى الروح إذا قل الانصراف إلى المادة.
كانوا بحكم الطبع يشتغلون بالكماليات، ويزيدهم بها عناية، وإليها انصرافًا مباهاتهم ومفاخراتهم بالأحساب والأنساب والكرم وحفظ الذمام. وتلك شيمة أهل الوبر، فأصبحوا بذلك أعم الأمم بأنسابهم حتى بأنساب خيلهم وإبلهم. والمنافرات والتحدث بالغزوات يجلب بالطبع العناية بالبيان وبطرقه، وبتخير الألفاظ العذبة لتأخذ في السامع أثرها.
بهذا وبأمثاله كان للبيان والفصاحة عندهم المحل الأول. تخيروا عذب الكلام، وهم أصفى الأمم أذهانًا مما تبعثه فيهم بيئتهم النقية وسماؤهم الصافية، فكانوا في تخيرهم من أبعد الأمم غورًا في هذا السبيل. وكانت اللغة المهذبة تدعو إلى حظيرتها سائر اللهجات الغربية مهما بعدت عنها، ولو كانت أجنبية عنها لعصت عليها ولم تنقد. ودام ذلك إلى أن اتحدت بها أو فنيت بجانبها حتى الحميرية وبقاياها (١)، ولم يبق للحميرية غير مفردات مذكورة في تضاعيف كتب الأئمة. وبقي من هذه اللهجات أو اللغات إلى زمن العصر الإسلامي مخلفات يسيرة، كالطمطمانية والشنشنة والوشم وغير ذلك.
وبعد أن نزل القرآن بأحسن اللغات العربية، وظهرت بها السنة النبوية، وكان أتباع القرآن والسنة هو الدين الغالب في الأقطار العربي جمعاء، وكان لهذا الملأ من قريش، الدولة
(١) يقول العالم رينان في كتابه اللغات السامية: إنه ليس للجهة حمير ولسان الحبشية مكان رئيسي في اللغات السامية، وإنما هما بمثابة أداتين هيأتا مجال الظهور للعربية المحضة الحجازية.
 
والسلطان والناس على دين ملوكهم، اتجهت إلى المضرية سائر اللهجات الأخرى وفنيت في جنبها، ثم جاء عصر التدوين فكانت هي المدونة.
أسواق العرب:
وكان للعرب في جنوبي الجزيرة وشمالها أسواق تحفل بالقبائل، حاملة إليها من طرائف مفاخرها ومآثرها ما تحمله من بزها وطرائف بضائعها .. وأنى لها بطرائف البضائع وهي الأمة البدوية؟
ولعلي إذا قلت أن أكبر هم لهم في هذه الأسواق يكاد ينحصر في تخير اللغة وتهذيبها عملًا لا قولًا، لم أجئ بالغريب من القول، وعلى الأخص منذ كانت هذه الأسواق مجالس للتحدث بأيامهم وحروبهم، ونوادي يتبارى فيها خطباؤهم وشعراؤهم.
كان لهم في الجنوب:
١ - الشحر. ٢ - سوق عدن أبين. ٣ - سوق صنعاء. ٤ - .... سوق حضرموت.
وكانت لهم في أواسط الجزيرة: ١ - سوق ذي المجاز شرقي مكة بناحية عرفة. ٢ - سوق مجنة قرب مكة. ٣ - سوق حباشة إلى اليمين من مكة. ٤ - سوق عكاظ، وهو أكبرها وأشهرها وأجمعها للقبائل والشعراء والخطباء. فمن كان له أسير سعى إلى فكاكه فيها، ومن كانت له حكومة قصدها ليرتفع إلى المحكمين فيها. وموقع هذا السوق بين نخلة والطائف.
ومن أسواقهم في الشمال: ١ - سوق دومة الجندل - وفي الشرق سوق هجر ٢ - سوق عمان. ٣ - سوق المشقر.
لم تكن هذه الأسواق الوسيلة الوحيدة لاختلاط القبائل وتعارفها، بل كانت تمتزج وتختلط بالتجارات والأسفار، وبما كان يدخل القبيلة من غيرها بالسبي والاسترقاق في الحرب، وما كان يتصل بينهم بالمصاهرة والجوار في السلم.
قريش أصفى العرب لغة وأشدهم تأثيرًا في توحيد اللغة:
اتخذت قريش وهم سدنة الكعبة، البيت الحرام، وقطان أرض الحرم، مجمع العرب، رحلة الشتاء إلى اليمن ورحلة الصيف إلى الشام. فنظموا برحلتيهم هاتين، جانبي الجزيرة في سلك تجارتهم. وكانوا ينزلون بالقبائل الضاربة في طريقهم فيتخيرون الحسن من الأقوال، والعذب من الألفاظ- وهم قدوة العرب في الفصاحة والبيان- ويحرصون كل الحرص على أن يكون لما يتخيرونه من ذلك، المكان الأول، فكان يؤخذ بما يتخيرون بالقدوة.
 
قال ابن فارس: «أجمع علماؤنا بكلام العرب والرواة لأشعارهم والعلماء بلغاتهم وأيامهم ومحالهم، أن قريشًا أفصح العرب السنة وأصفاهم لغة. وذلك أن الله، ﷿ ثناؤه، اختارهم من جميع العرب واصطفاهم، واختار منهم نبي الرحمة محمدًا، ﷺ. فجعل قريشًا قطان وحرمه وجيران بيته وولاته. فكانت وفود العرب من حجاجهم وغيرهم يفدون إلى مكة للحج ويتحاكمون إلى قريش في أمورهم. وكانت قريش تعلمهم مناسكهم وتحكم بينهم. ولم تزل العرب تعرف لقريش فضلها وتسميهم أهلا الله لأنهم الصريح من ولد إسماعيل، ﵇، لمن تشبهم شائبة، ولم تنقلهم عن مناسبهم ناقلة، فضلًا من الله، جل ثناؤه، لهم وتشريفًا، إذ جعلهم رهط نبيه الأدنين وعترته الصالحين. وكانت قريش مع فصاحتها وحسن لغاتها ورقة ألسنتها، إذا أتتهم الوفود من العرب تخيروا من كلامهم وأشعارهم أحسن لغاتهم، وأصفى كلامهم، فاجتمع ما تخيروه من تلك اللغات إلى نحائزهم وسلائقهم التي طبعوا عليها، فصاروا بذلك أفصح العرب.»
وفي لسان العرب، عن قتادة، قال: كانت قريش تجتبي (أي تختار) أفضل لغات العرب، حتى صارت لغتها أفضل لغاتهم. فنزل القرآن بها وتحدى العرب وفصحاءهم أن يأتوا بمثله تحديًا يدل عل عظيم منزلة البلاغة عندهم.
ومن كانت هذه حالهم في تهذيب لغتهم بين أمة ترى لغتها من أكبر مفاخرها، كانوا قدوة في قومهم، بهم يقتدي وعلى مثالهم يحتذي.
هكذا كان سريان التقريب، بل التوحيد في لغات العرب، وهكذا كان جمع الشتات إلى لغة واحدة.
وكأنني من وراء خمسة عشر قرنًا انظر وفد الحجاز عند سيف بن ذي يزن، ملك اليمن، وسليل الأذواء من ملوك حمير، وطارد الأحباش عن أرض العرب، ارض اليمن، ارض آبائه وأجداده؛ وعلى رأس ذلك الوفد شيخ البطحاء وسيد قريش عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف يخطب ببيانه القرشي العدناني وبلاغته العذبة الهاشمية. وسيد اليمن بل سيد حمير يصغي إليه وهو يهنئه بنصره وبجلوسه على عرش آبائه، ثم يسمع شاعر الوفد أمية بن أبي الصلت ينشد قصيدته بلهجته الفصحى ويقول:
لا تطلب الثأر إلا كابن ذي يزن ... إذ خيمي البحر للأعداء أهوالًا
فاشرب هنيئًا عليك التاج مرتفعًا ... في رأس غمدان دارًا منك محلالًا
يصغي إليهما طروبًا لا يجد غرابة فيما يتكلمان به، بلا طرب عربي قح فتح للغة عربية خالصة
 
من قوم جمعته وإياهم جامعة اللغة والقومية، واستفزهم السرور بنصرة بني قومهم على الطارئين على ديارهم من الأحباش، الذين لا تربطهم بهم أية رابطة قومية مشتركة.
«(
الجاهلية
الجاهلية اسم حدث بعد الإسلام، ولم يكن يعرف عند العرب بمعناه المراد، وإنما أطلق هذا الاسم على الزمن الذي مضى على الأمة العربية قبل بعثة الرسول المصطفى، صلوات الله عليه. وهو غما من الجهل بأحوال ذلك الزمن على التحقيق، أو للضلالة التي كان عليها العرب قبل الإسلام من عبادة الأوثان، أو من الجهل الذي هو من نزوات الطبع والإغراق في الاندفاع مع الحمية الجاهلية. والقول الثاني هو الظاهر من كثرة إطلاقهم الجاهلية ما يقابل عصر الإسلام. فكأن معنى قولهم: عصر الجاهلية وعصر الإسلام هما عصر الضلالة وعصر الهدى. وهو ما ذهب إليه المفسرون عند تفسيرهم قوله تعالى ﴿أفحكم الجاهلية يبغون﴾. إذ قالوا: إن معناه: أفحكم عبدة الأوثان تطلبون وأنتم أهل كتاب؟ وقالوا في تفسير قوله تعالى: ﴿إذ جعل الذين كفروا في قلوبهم الحمية حمية الجاهلية﴾ أي عادة آبائهم في الجاهلية أن لا يذعنوا لأحد ولا ينقادوا له.
وهذا الاسم على إطلاقه يشمل كل الزمن الذي عبد العرب فيه الأوثان، أي زمن ضلالتهم، وهو زمن غير معلوم حده على التحقيق. وقد أجمع مؤرخو العرب على أن أول من أدخل عبادة الأوثان غلى مكة هو عمرو بن طي الخزاعي، بل قيل: إنه أول من أدخلها الجزيرة العربية. جاء بها من الشام حين ذهب ليستحم بمياهها المعدنية. ولكن هذا القول يفتقر إلى دليل، وهو إلى الأسطورة أقرب منه إلى التحقيق.
قلنا: إن هذا الاسم، على إطلاقه، يشمل كل أزمان الضلالة عند العرب. ولكن المألوف المتعارف بين أهل الأخبار وحملة التاريخ العربي أن إطلاقه لا يكاد يتجاوز أواخر المائة الخامسة بعد المسيح. وقال ابن خالويه: «إن هذا اللفظ حدث في الإسلام للزمن الذي سبق البعثة النبوية.».
وقد اصطلح أصحاب السير على أن يطلقوا اسم الجاهلي على من يدرك الإسلام، والإسلامي على من تأخر عن زمن البعثة ولم تدركه الجاهلية، والمخضرم على من أدرك أواخر الجاهلية وأوائل الإسلام. ومع هذا فلم يتفقوا على الحد الفاصل بين العصرين بعينه، فقال بعضهم: الحد هو
 
البعثة النبوية، كما سمعت من قول ابن خالويه، وقال آخرون: هو الهجرة النبوية، وقال غيرهم: هو فتح مكة. وهذا أرجح الأقوال، لبانه بفتح مكة أظهر الله الإسلام فعلت كلمته على كلمة مشركي العرب، بل كسرت شوكة الشرك ودخلت عاصمة العرب الكبرى مكة في يد المسلمين، وطهرت الكعبة من رجس الأصنام، وهتف المؤذن: «الله أكبر» فوق أقدس موضع عند العرب بشهادة«أن لا إله إلا الله، محمد رسول الله»؛ وأخذ الناس يدخلون في دين الله أفواجًا فقضي على وثنية العرب القضاء المبرم.
وأما حدها الأعلى فلا سبيل إلى معرفته إلا بالاستنتاج، إذ لا نص يدل عليه. وقد استظهر بضع الباحثين انه لم يتجاوز مائتي سنة، ويظهر من بعضهم أنه حدد بمائة وعشرين سنة. وإليك هذا:
ذكر الشريف المرتضى، علم الهدى، في «أماليه» عند كلامه على المعمرين: إن الربيع ابن ضبع الفزاري، أحد معمري العرب، أجاب عبد الملك بن مروان لما سأله عن عمره، بأنه عاش مائتي سنة في فترة عيسى ﵇، وعاش أيام الجاهلية كلها، وهي مائة وعشرون سنة، ثم ستين سنة في الإسلام؛ قال المرتضى: «إن هذا الخبر، فيشبه أن يكون سؤال عبد الملك له إنما كان في أيام غفلته (أي قبل خلافته) لا أيام ولايته، لأن عبد الملك ولي سنة ٦٥ للهجرة فإذا كان صحيحًا فلابد مما ذكرناه.».
هذا كلام المرتضى. وظاهره أن المرتضى يرى أن الحد الفاصل بين عصري الجاهلية والإسلام هو الهجرة. أما على القول بأن الحد (الفاصل) بين العصرين هو فتح مكة وهو في السنة الثامنة للهجرة، فيكون سؤال عبد الملك للربيع بعد خلافته بثلاث سنوات.
لا انظر في هذا الحديث عن الربيع من حيث انه صحيح أو سقيم، فقد شك فيه المرتضى بقوله: «إن كان هذا الخبر»، وإنما أنظر إليه من حيث أنه دلالة على مدة أيام الجاهلية وحصر لها بمائة وعشرين سنة. لأن الربيع عاش قبلها وبعدها وقطع أيامها، وهي على قوله مائة وعشرون سنة. والمرتضى، على علمه بأيام العرب وأحوالها ورسوخ قدمه في لغة العرب وتاريخ العرب، ومع شكه في الوقت الذي سأل فيه عبد الملك الربيع، لم ينف تحديد مدة الجاهلية المزعومة في كلام الربيع، أو لم يأت على الأقل بما يفيد أنه شاك فيها.
وأنا أشك في قول الربيع، على تقدير صحته، أنه عاش قبل الجاهلية أي في فترة عيسى مائتي سنة لأنه يقول فيما روي عنه في شعره:
ها أنا ذا آمل الخلود وقد ... أدرك عقلي ومولدي حجرا
 
أبا امرئ القيس هل سمعت به ... هيهات هيهات طال ذا عمرا
يقول في هذا الشعر: إن عقله ومولده أدركا زمن حجر،، أبي امرئ القيس، وهو حجر بن عمرو الكندي. ومعنى إدراكه هذا أنه ولد في أيامه وعقل فيها. ولا ريب أن ابنه امرأ القيس الذي طرده أبوه قبل موته حين أنكر سيرته، قد عقل أباه أيضًا، فهو إذًا مماثل للربيع في هذا على أقل تقدير، إن لم يكن إمرؤ القيس أكبر منه سنًا. وقد ولد امرؤ القيس في سنة ٥٠٠ للمسيح. فيكون مولد الربيع في مفتتح القرن السادس بعد المسيح، ويكون عمره وقت جوابه لعبد الملك نحو مائة وثمانين سنة أي أيام الجاهلية كلها، وهي مائة وعشرون، وستين سنة في الإسلام.
متانة اللغة أول عصر التدوين:
إنك إذا نظرت اللغة العربية في أخريات الجاهلية وأوائل الإسلام، رأيت لغة جرت على سنن واضح في اشتقاقها، وعلى طراز أنيق من روائها وبهجتها، وعلى نمط فاخر من طلاوتها، وعلى بيان عذب في تركيبها وأسلوبها. وسعت صدرها للاشتقاق فكان له في صلبها قوام متين، وفسحت سوحها للمجاز فحفلت باستعارته البديعة وبمرسله المستملح، وكان لها في ذلك الميزة الظاهرة على غيرها من اللغات، وحتى وسعت بعد ذلك ما وعاه تمدنها من العلوم يوم ملكت أقطار الأرض، وحازت علوم الأولين.
انظر تر لغة تؤثر الخفة في لفظها تسهيلًا للنطق مع وفرة بيان. فهي تقلب الحرف إا ثقل مكانه إلى ما هو أخف منه على النطق «كميزان وميعاد» وما جاء على بابهما. وتأبى الجمع بين الساكنين فتنقص حرفًا أو تغير حركة لتتخلص منه.
تجد لغة كلماتها قليلة الحروف، يغلب عليها الثلاثي من الأبنية الأصلية، بل يكاد هذا يبلغ ثلاثة أرباع المستعمل من كلماتها (١).
تجد لغة إذا دخلتها كلمة أجنبية عنها قلق موضعها، حتى تأخذ وزن كلمات اللغة وهيئة حركاتها لتشاكلها وتماثلها وتأتلف معها. لذلك تراهم يشذبون الكلمات الأعجمية الطارئة التي لم تأت على أوزان العرب بالحذف والإبدال، حتى تلائم الأسلوب العربي الموجز الخفيف. فإذا عربوا الأعجمي ورأوه ثقيلًا بعض الشيء منعوه من التنوين، حتى لا تزيد حروفه حرفًا على المنطق.
تجدهم في بيانهم يجمعون المعنى الكثير تحت اللفظ القليل. فكم تحت قولهم «قيمة كل امرئ
(١) جعل أبو بكر محمد بن الحسن الزبيدي، في كتابه»مختصر العين" على ما جاء في المزهر، الكلمات العربية المستعملة ٥٦٢٠ كلمة. الثنائي منها ٤٨٩ (أي ٨٧ بالألف) والثلاثي ٤٢٦٩ (أي ٧٦٠ بالألف) والرباعي ٨٢٠ (أي ١٤٦ بالألف) والخماسي ٤٢ (أي ٠.٧ بالألف) وهذا كله في المجرد.
 
ما يحسن» من المعاني، وكم تحت قولهم «الحلم عشيرة» وقولهم «ما عال من اقتصد» وكثير أمثال هذا من بدائع المعاني الكثيرة التي يدل عليها هذا اللفظ القليل دلالة وافية بالمرام! وفي القرآن الكريم آيات بينات، تشرق في سماء البيان، فيبهر نورها الأبصار.
قال ابن فارس ﵀: «وللعرب بعد كلم تلوح في أثناء كلامهم كالمصابيح في الدجى، كقولهم للجموع للخير: قثوم. وهذا أمر قاتم الأعماق أسود النواحي، واقتحف الشراب، وامرأة حيية، وكثرة ذات اليد، ويد الدهر، وتخاوصت النجوم، ومجت الشمس ريقها، ودرأ الفيء، ومفاصل القول، وأتى بالأمر من فصه، وهو رحب العطن، غمر الرداء، وهو ضيق المجم قلق الوضين، رابط الجأش، وهو ألوى بعيد المستقر، وهو جزيلها المحكك وعديقها المرجب ... وما أشبه هذا من بارع كلامهم».
وقال ابن قتيبة: «كان العربي إذا ارتجل كلامًا، في نكاح أو حمالة أو تخصيص أو صلح أو ما أشبه ذلك، لم يأت به من واد واحد، بل يتفنن، فيختصر تارة إرادة التخفيف، ويطيل تارة إرادة الإفهام، ويكرر تارة إرادة التوكيد، ويخفي بعض معانيه حتى يغمض على أكثر السامعين، ويكشف حتى يفقهه بعض الأعجمين، ويشير إلى الشيء ويكني عن الشيء، وتكون عنايته بالكلام على حسب الحال وقدر الحفل، وكثرة الحشد وجلالة المقام. ثم لا يأتي بالكلام مهذبًا كل التهذيب ومصفى كل التصفية، بل تجده يمزج ويشوب، ليدل بالناقص على الوافر وبالغث على السمين. ولو جعله كله بحرًا واحدًا، لبخسه بهاه، وسلبه ماءه. ومثل ذلك الشهاب مع القبس يبرزه للشعاع. والكوكبان يقترنان فينقص النوران، والسخاب ينظم بالياقوت والمرجان والعقيق والعقيان، ولا يجعله كله جنسًا واحدًا من الرفيع السمين ولا النفيس المصون.»
أثر اختلاف اللغات في الفصحى:
إن اختلاف الزمان والمكان وانتشار أماكن القبائل في أطراف الجزيرة، قد أبقى في كل لهجة شيئًا من تراثها القديم. فكانت لغة حمير ذات مفردات لم تبدل كلها، ولكنها مزجت بالعدنانية. وكان لبعض اللغات ميزات خاصة من حيث التصريف والهيئة والإبدال وأوجه الإعراب والبناء. فترى بين اللغات اختلافًا في حركة نون المضارعة، قريش تفتحها وأسد تكسرها. وفي الحركة والسكون كالعين في معكم، فهي تحرك عند الجمهور وتسكن عند ربيعة وغنم. وفي الإبدال كأولئك وأولالك، ولأنك ولهنك، وبكر ومكر، وما اسمك وبا اسمك. والميم والباء يتعاقبان في لغة مازن. واختلافًا في التقديم والتأخير كصاعقة وصاقعة، وجبذ وجذب، وفي الإعراب كإعمال ما النافية عند الحجازيين وإهمالها عند تميم. وكنصب خبر ليس مطلقًا في الحجاز ورفعه إذا اقترن بألا، حملا على ما التميمية. وكإعراب المثنى والأسماء الخمسة بالحروف أو
 
بالحركات المقدرة على الألف. واختلافًا في الإعراب والبناء كحذام وقطام، فهي مبنية على الكسرة عند قوم، معربة إعراب ما لا ينصرف عند غيرهم، وكاختلافهم في»أي«فهي معربة مطلقًا عند قوم، مبنية في أكثر حالاتها عند آخرين. واختلافًا في الإدغام فالحجازيون يفكونه في مثل»إن تعضض«والتميميون يدغمون. واختلافًا في التاء المربوطة، فهي تاء في الوقوف عليها عند قوم هم طيء، وهاء عند الآخرين كأمت وأمه. واختلافًا في صور الجمع كأسارى وأسرى، وهذا كثير عند الإحصاء. واختلافًا في الأسماء وهذا أظهر في لغة حمير ولا تخلو منه غيرها: كالمدية، والشناتر، والصنارة في لغة حمير للسكين، والأصابع والأذن في غيرها.
وفي لغات العرب من آثار الاختلاف:
»العنعنة«وهي إبدال الهمزة عينًا، يقولون:»عنك«و»عنت«في»إنك«و»أنت«، وهي لتميم وقيس.
الكشكشة»: وهي إلحاق كاف الخطاب المؤنث شينًا وبعضهم يجعلها مكان الكاف، وهي لربيعة.
«الكسكسة»: وهي كالكشكشة إلا أن شينها سين، وهي لربيعة أيضًا.
«الغمغمة» وهي إخفاء بعض الحروف في الكلام فلا تكاد تظهر، وهي عند قضاعة.
«الفحفحة»: وهي إبدال الحاء عينًا كقولهم في حتى: «عتى» وهي في هذيل.
«العجعجة»: وهي قلب الياء الأخيرة جيمًا «كالساعج» في الساعي و«علج» في علي، وهي في قضاعة.
و«الشنشنة»: وهي قلب الكاف في لبيك شينًا. يقولون: «لبيش اللهم لبيش» في «لبيك اللهم لبيك» وهي لليمن.
«الطمطمانية»: أو «الطنطنانية»: وهي قلب لام التعريف ميمًا كامصيام في الصيام، وهي لحمير.
و«اللخلخانية»: وهي حذف ألف ما شاء الله يقولون: «مشالله» وهي في الشحر وعمان واليمن.
«التلتلة»: وهي كسر تاء المضارعة، يقولون: «تلعب» وهي في بهراء.
«الوتم»: وهو قلب السين المتطرفة تاء كالنات في الناس، وهي لأهل اليمن.
«الوكم»: وهو كسر كاف الخطاب المتصلة بميم الجمع فيقولون «عليكم» و«بكم» وهي في ربيعة (قوم من كلب).
 
«الوهم»: وهو كسر هاء الضمير المتصلة بميم الجمع إذا لم تسبقها ياء ساكنة، وهي لكلب.
«الترخيم»: وهو قطع آخر الكلمة في غير النداء، يقولون: «أبو الحكا» في «أبي الحكم».
«الاستنطاء»: وهو قلب العين الساكنة قبل الطاء نونًا، يقولون: «أنطى» في «أعطى» وهي لغة سعد بن بكر، وهذيل، والأزد، وقيس، والأنصار، وهي اليوم لغة الأعراب كإبدالهم للكاف شينًا أو جيمًا فارسية. وكقلب الشين ضادًا عند ربيعة واليمن، يقلبونها غير خالصة بل هي بين الضاد والشين، فيقولون في «مشط» «مضط» وفي «اشتر لي» «اضطر لي».
وقد كان أصل المشترك فيما أرى أن كل لفظة منه للغة، فلما جمعت اللغات العربية كان من هذا عدة أسماء لمسمى واحد. وهكذا الحال في الأضداد: «فثب» بمعنى «اجلس» في لغة حمير من الوثاب وهو الفراش، ولكنها بمعنى الوثوب ضد الجلوس في لغة غيرهم، و«كالناهل» للعطشان والريان، وكالجون للأبيض وللأسود، وهكذا سائر الأضداد.
وإن في اللغة المدونة كلمات ذات لغات في أبنيتها من حيث الحركات والسكون، ومن حيث الإعلال، ومن حيث الهمز والتليين. فمن ذلك ما جاء فيه لغتان مختلفتا الحركات: كرطل ورطل، وبخل وبخل، وسبروت وسبريت، وعباءة وعباية. وما جاء في ثلاث لغات: كرشوة وربوة ووجنة وزجاج، مثلثة أوائلها. وما جاء فيه أربع لغات: كعضد وعضد، مثلثة الأول. وما جاء فيه خمس لغات: كعجز بتثليث الأول مع سكون الثاني، وفتح الأول مع ضم الثاني. وما جاء فيه ست لغات: كفسطاط بضم الأول وكسره مع سكون السين ومع كسرها، وفستات بهما، وفساط كذلك. وما جاء فيه ثماني لغات: كتراب وتراب وتيرب وتورب وتريب وترباء وترباء وتوراب وتيراب. وما جاء فيه اثنتا عشرة لغة: كشمال، وشمال، وشأمل، وشامل، وشمل، وشمل، وشيمل، وشمول، وشميل، وشومل. وما جاء في ثلاثة عشرة لغة: كالنخيب، وفضل، وقفل، وهمزة، وعنق، وكلمة، وكتف، وفلز، وجمرة، وهجف، ومنتخب، وينخوب، ومنخوب.
عناية العرب بلغتهم:
تقدم القول أن العرب كانوا أهل بادية وحاضرة؛ فالبادية من مشارف الشام إلى حدود اليمن يدخل فيها الحجاز ونجد وتهامة واليمامة وأرض عمان؛ وفيها مدن قليلة كمكة ويثرب والطائف، على أن مكة لم تنتقل من الوبر إلى المدر إلا بعد أن بنى قصي بن كلاب دار الندوة؛ وأما الحاضرة
 
فهي اليمن وما إليها من أرض حضر موت والشحر وفيها بواد فسيحة؛ وفي جنوبي فلسطين بدوي حضري؛ وفي أرض حوران عمرت بصرى، وكان من مدنهم في الشمال البتراء.
كانوا على عزلتهم في ديارهم هذه وعزة نفوسهم التي لم تستذلها الدول العظمة المكتنفة أرضهم، كانوا يرون أنفسهم في غبطة وسرور من حال ألفوها، وشاعرهم ينشد في باديته القفراء مفتخرًا بنعيم عيشه فيقول:
إذا ما شربنا كل يوم مذيقة، ... وخمس تميرات صغار حوامز
فنحن ملوك الناس شرقًا ومغربًا، ... ونحن أسود الغاب وقت الهزاهز
وكم ممتن عيشة لا ينالها، ... ولو نالها أضحى بها جد فائز!
كانوا وهم في هذه الحال في حرز حريز من أن يتطرق إلى لغتهم الصافية ما يكدرها، ويحرصون عليها حرص الشحيح على ماله، حتى أصبح ذلك خلة راسخة في نفوسهم وملكة ثابتة في طباعهم. وتعدى ذلك إلى أتباعهم وحواشيهم.
قال الجاحظ: «رأيت عبدًا أسود لبني أسد، قدم علينا من اليمامة فبعثوه ناطورًا في البساتين.
وكان وحشًا لطول تغربه في اليمامة ورعي الإبل، فأصبح بعد أن صار ناطورًا لا يجتمع إلا بالأكراد وفلاحي النبط الفاسدي اللغة، فكان لا يفهم منهم ولا يفهمون منه؛ فلقيته يومًا فأنس بي، وكان مما قال لي: أبا عثمان، لعن الله بلادًا ليس فيها عرب! أبا عثمان، إن هذه العرب في جميع الناس كمقدار القرحة في جلد الفرس، فلولا أن الله رق عليهم، فجعلهم في حاشية الأرض، لطمست هذه العجمان آثارهم.».
أنف هذا العبد الأسود الزنجي العرق السكني في بلاد ليس فيها عرب، ولعن البلاد الخالية منهم. ويقول: إن من نعمة الله عليهم أن عزلهم في ناحية من الأرض لتبقى لغتهم سليمة من التحريف. ويدلنا كلامه على تغير عظيم في اللغة وتباعد بين لغة عرب اليمامة ومستعربي الأمصار حتى عسر التفاهم بينهم. رأى العرب، وهم في هذه العزلة بل هذه العزة، أنهم فوق الأمم مجدًا وشرف محتد وطيب عنصر وعزة نفس وإباء ضيم. وهذه امرأة بدوية، وهي ليلى بنت لكيز، لم ترض أن تكون في نساء كسرى ملك العجم، لما حملت إليه مكرهة، فتقول:
يكذب الأعجم ما يقربني، ... وعمي بعض حساسات الحيا
غللوني قيدوني ضربوا ... ملمس العفة مني بالعصا!
تنبز كسرى، ملك الملوك، بالأعجم احتقارًا لسلطانه لأنه غير عربي. وتفر من النعمة السابغة
 
والعيش الهني في حرم كسرى، مفضلة عليها سكنى الوبر وعيشه الخشن وطعامه الجشب في ظل الحرية والانطلاق، وحرصًا على الدم العربي أن يشاب بدم غيره، فلا يقربها الأعجم ما دام معها بعض حساسات الحياة، ولو كان له ملك كسرى! وإذا عرض الشك في صحة هذه القصة فإن النعمان، عامل كسرى، قد امتنع أن يزوج إحدى بناته من كسرى، لا جهلًا بمقام كسرى، ولا اعتقادًا منه بأنه أعلى منه شرفًا ومنزلة، ولكنه امتنع خوفًا من العار الذي يلحقه بين العرب من أنه زوج ابنته من غير عربي، وإن كان ملك الملوك، فيحط بذلك منزلة بناته بزواجهن من غير الأكفاء، ولا كفؤ للعربي إلا العربي.
امتنع النعمان فأثار حفيظة كسرى، فقتله بين أرجل الفيلة؛ ولكن أمته العربية الأبية ثارت له لأنه قتل في سبيل الشرف العربي؛ فكانت وقعة ذي قار.
بهذه الخلة قل امتزاجهم بالأمم، فقل التحريف والتبديل في لغتهم؛ وليس هذا وحده، بل انصرفوا بجهودهم كلهم إلى العناية بتحسين اللغة وصقلها، ما شاءت لهم قرائحهم وعلومهم. لذلك بلغت لغتهم هذا المبلغ من السلعة في المادة وفي مراعاة مقتضى الحال بإيجاز الكلام أو إطنابه، وفي الرواء والعذوبة.
عناية الأئمة بحفظ لغة القرآن والسنة وتدوينها
جاء القرآن بأفصح لغات العرب. ودان العرب بالإسلام دين القرآن. وجرت السنة النبوية هذا المجرى؛ فكانت لغة القرآن والسنة أولى بالتدوين والحفظ، لما آن أوانها وأخذت سنة التطور طريقها في اللغة الفصحى، منذ خرج العرب من عزلتهم واختلطوا بالأعاجم، ودخل الأعاجم في سلطانهم. وكان لهم ما للمسلمين العرب، وعليهم ما عليهم من حرية وإخاء ومساواة. وبعد أن كثر تسريبهم بالأعجميات لكثرة السبي في أيديهم، يوم اتسعت فتوحاتهم، وشعر أبو الأسود الدؤلي، أقدم أئمة العربية، ببادرة من التغير بدرت على لسان ابنته إذ قالت لأبيها متعجبة وقد نظرت إلى السماء ونجومها في لسلة صافية: «ما أحسن السماء» فرفعت أحسن، وحقها في التعجب النصب، وفي الاستفهام الرفع؛ ففهم أبوها الاستفهام على ظاهر ما تكلمت به فقال لها في الجواب: نجومها؛ أي: أحسنها نجومها. فأدركت خطأها وقالت: أنا متعجبة ولست بمستفهمة. فهب أبو الأسود إلى إمام المسلمين والعرب في العلم والعمل، أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، ﵇، وأخذ منه أصول النحو. فعكف القوم بعد هذا على تقرير قواعد اللغة والنحو واختيار الفصيح من الكلام. وعمل الأئمة على التقاط فرائد اللغة من البوادي البعيدة عن الأمصار، لبعدها عن مجاورة الأعاجم وفاسدي اللغة. فكانت رحلة الأئمة إلى بوادي الحجاز وتهامة ونجد واليمامة.
 
قال الفارابي في أول كتابه المسمى «الألفاظ والحروف»: «كانت قريش أجود العرب لأفصح الألفاظ، وأسهلها على اللسان، وأحسنها مسموعًا، وأبينها إبانة عما في النفس. والذين نقلت عنهم العربية وبهم اقتدى، وعنهم أخذ اللسان العربي من بين القبائل العربية هم: قيس وتميم وأسد. فإن هؤلاء هم الذين عنهم أكثر ما أخذ ومعظمه. وعليهم اتكل في الغريب وفي الإعراب والتصريف. ثم هذيل وبعض كنانة وبعض الطائيين؛ ولم يؤخذ عن غيرهم من سائر القبائل. وبالجملة فإنه لم يؤخذ عن حضري قط، ولا عن سكان البوادي ممن كان يسكن أطراف البلاد المجاورة لسائر الأمم حولهم. فلم يؤخذ عن لخم ولا عن جذام لمجاوراتهم أهل فارس، ولا عن قضاعة وغسان لمجاورتهم أهل الشام، وأكثرهم نصارى يقرأون بالعبرانية، ولا عن تغلب واليمن فإنهم كانوا بالجزيرة مجاورين لليونان، ولا عن بكر لمجاورتهم للفرس، ولا عن عبد القيس وأزد عمان لأنهم كانوا بالبحرين مخالطين الهند وفارس، ولا عن أهل اليمن لمخالطتهم للهند والحبشة، ولا عن بني حنيفة وسكان اليمامة، ولا عن ثقيف وأهل الطائف لمخالطتهم تجار اليمن المقيمين عندهم، ولا عن حاضرة الحجاز، لأن الذين نقلوا اللغة صادفوهم، حين ابتدأوا ينقلون لغة العرب، قد خالطوا غيرهم من الأمم وفسدت ألسنتهم، والذين نقلوا اللغة واللسان العربي عن هؤلاء، وأثبتوها في الكتب وصيروها علمًا وصناعة، هم أهل البصرة والكوفة من أمصار العرب.»
كان الباحث عن اللغة في بوادي العرب يقامر بنفسه، غير مبالٍ بحرها ولا ببردها ولا بخشونة عيشها ورتق مشربها، السنين الطوال ليكتب عن فضائحهم شيئًا من كلامهم. وروي أن الكسائي أنفذ خمس عشرة قنينة من الحبر في الكتابة عنهم.
وكان الإمام منهم يفضل استفادة كلمة واحدة على حمر النعم. ويروي عن أبي عمرو ابن العلاء قال: «إني كنت هاربًا من الحجاج بن يوسف، وكان يشتبه علي»فرجة«هل بالفتح أو بالضم، فسمعت قائلًا يقول:
ربما تجزع النفوس من الأمر ... له فرجة كحل العقال
فحرك الفاء بالفتح، ثم قال: ألا إنه مات الحجاج؛ قال أبو عمرو: فما أدري بأيهما كنت اشد فرحًا: أبقوله فرجة، بفتح الفاء، أو بقوله مات الحجاج!»
وكان من مزيد عناية القوم باللغة أن ميزان التفاضل بين الأئمة وحملة اللغة كان سعة معرفة الرجل بكلام العرب ولغاتها وغريبها. وكان الأمراء والملوك والخلفاء وأعيان الأمة يتسابقون إلى تأديب أبنائهم، أي تعليمهم الأدب العربي من اللغة والنحو والشعر وأخبار العرب ومفاخراتهم
 
ومنافراتهم، ليحفظوا كلامهم ويقووا به ملكاتهم اللغوية. وكان أكبر عيب في الشريف العربي أن يلحن في كلامه، فلا يأتي بالحركات الإعرابية أو الحركات اللغوية على وجهها؛ كل ذلك كان في سبيل حفظ اللغة ورونقها وجدتها، وتقوية ملكة الفصاحة في النفوس.
بدء انحراف العامية عن الفصحى
قلنا: إن أبا الأسود الدؤلي رأى بادرة التغير في كلام ابنته، فلجأ إلى أمير المؤمنين علي ووضع أصول النحو. والظاهر أن بدء الانحراف كان قبل ذلك، وعلى كل حال لم يكن قبل عصر الراشدين.
وأول ما سمع ذلك في الحركات الإعرابية زمن خلافة أمير المؤمنين عمر، ﵁، على ما جاء في طبقات الأدباء لابن الانباري؛ وذلك أنه قدم أعرابي في زمن خلافته فقال: «من يقرئني شيئًا مما أنزل على محمد؟» فأقرأه رجل سورة براءة وقال: «إن الله برئ من المشركين ورسوله»بالجر، فقال الأعرابي: «أو قد برئ الله من رسوله؟ إن يكن الله برئ منه فأنا أبرأ منه!» فبلغ ذلك عمر فدعاه وقال له: أتبرأ من رسول الله يا أعرابي؟ فقال: يا أمير المؤمنين إني قدمت المدينة ولا علم لي بالقرآن، فسألت: «من يقرئني؟» فأقرأني هذا سورة براءة فقال: «إن الله يبرئ من المشركين ورسوله» فقلت: «أوفد برئ الله من رسوله؟ إن يكن الله برئ منه فأنا أبرأ منه!» فقال عمر: «ليس هذا يا أعرابي». فقال: «كيف يا أمير المؤمنين؟» قال عمر: «إن الله برئ من المشركين ورسوله» ورفع رسوله، فقال الإعرابي: وأنا أبرأ ممن برئ الله ورسوله منهم. فأمر عمر أن لا يقرئ القرآن إلا عالم باللغة.
وكان أهل الحاضرة يومئٍذ، كيثرب، فيهم العلماء باللغة وغير العلماء، ولهذا خصص عمر أمره بالعالم باللغة.
وروى عاصم قال: جاء أبو الأسود الدؤلي إلى زياد، وهو أمير البصرة، فقال: إنني أرى العرب قد خالطت هذه الأعاجم، وفسدت ألسنتها، أفتأذن لي أن أضع للعرب ما يعرفون به كلامهم؟ فقال زياد: لا تفعل؛ قال: وجاء رجل إلى زياد فقال: أصلح الله الأمير! توفي أبانا وترك بنون؛ فقال زياد يرجع كلامه: توفي أبانا وترك بنون؟ ادع لي أبا الأسود؛ فلما جاءه قال: «ضع للناس ما كنت نهيتك عنه.»
وسئل أبو الأسود: من أين لك هذا النحو؟ فقال: لفقت حدوده من علي بن أبي طالب.
وأما اللحن في بناء الكلمة فكان بعد ذلك العهد. ويظهر أنه كان في سكان الحاضرة أيضًا، ولم يأتِ زمن الحجاج حتى فشا اللحن في كلمات اللغة، وحتى صار يستهجن الفصيح في كلمات العامة.
 
قال في الطبقات: «قال محمد بن سلام: أخبرني أبي أن يزيد بن الملهب كتب إلى الحجاج: إنا لقينا العدو ففعلنا وفعلنا واضطررناه إلى عرعرة الجبل. فقال الحجاج: ما لابن المهلب وهذا الكلام؟ فقيل له: إن يحيي بن المعمر عنده. فقال: ذاك إذًا. ويحيي بن المعمر هذا هو من حملة اللغة وأئمتها.»
سارت العامة على خطها المنحرف، وامتد سيرها هذا لما كثر توغل العرب الفاتحين في بلاد الأعاجم، وكلما امتد السير زادت بعيدًا عن الفصحى؛ إلا أن هذا الطريق لم يكن ممهدًا بل كانت تعترضه عقبات من عناية العلماء بالفصحى، لما رأوا ما منيت به من التحريف، فأخذوا في محاربة هذا الداء، وصنفوا في تقويم العامية وردها إلى الفصحى وتطهيرها، أو تطهير أقلام الكتبة على الأقل، من اللحن.
ونجد كثيرًا من هذه الجهود في مثل: «أدب الكاتب» لابن القتيبة، و«درة الغواص» للحريري. فلم يكن، والحال هذه، سير العامية في خطتها الملتوي، شديد الاندفاع كما هو الحال في غير العربية من اللغات. وإن اللغات الراقية اليوم، التي دونت فصحاها بعد تدوين فصحى العربية بقرون، ترى فصحاها بعيدة عن عاميتها أكثر من بعد فصحى العربية عن عاميتها.
يقول جبر ضومط، أستاذ اللغة العربي في الجامعة الأميركية في بيروت، بعد أن أثبت أن للإنكليزية والفرنسية والألمانية- وهي في مقدمة اللغات الراقية في هذا العصر- لغة فصحى مكتبية، ولغة عامية دارجة: «فالمكتبية في أعلى درجات الفصاحة، والدارجة في أحط الدرجات في بعض أقسام لوندرة وباريس وبرلين، عواصم هذه اللغات الثلاث.» ثم ذكر أنه تعرف بمستشرق اسوجي جاء بيروت لدرس اللغة العربية الدارجة، وكان عارفًا خبيرًا، فأخبره أن عندهم لغتين: فصحى ودارجة، وأن الدارجة الأجنبية أكثر من الدارجة العربية بعدًا عن الفصحى.
وأنا لا أرتاب في أن اللغة التي حملها الفرنسيس، أيام الحملات الصليبية إلى سورية، لم تكن كاللغة التي حملها حُفَداؤهم إليها في هذه الأيام؛ وأن اللغة التي نظم بها شكسبير قصائده لا يفهمها العامي الإنكليزي اليوم أكثر مما يفهم العربي قصائد المتنبي وأبي العلاء المعري. ولكن لغة موليير الفرنسية، فيما أحسب، بعيدة عن لغة أميل زولا بعد لغة ملتون الإنكليزية عن لغة دوسكن. بينما لم تتغير لغة المتنبي عن لغة شوقي وبينهما ألف عام. إلا أن لغة المتنبي وابن الأحنف والطائيين تخالف لغة الزاجل في شعره اليوم، بل إن لغة الزاجل اليوم تخالف لغة الزاجل في عصر ابن خلدون.
 
الحركات الإعرابية
في اللغة العربية
من البديهي أن مفردات اللغة مؤلفة من الألفاظ، وأن مادة اللفظ لا تتعدى حروف الهجاء، ولكن للحروف هيئات في اللفظ من حركات وسكون يطلق عليها، على سبيل التغليب، اسم الحركات؛ وهذه الحركات إما عارضة لمادة الكلمة ومبناها، أو عارضة لآخرها. وتسمى الأولى حركات المباني كما ترى في حركات: غَمر، وغِمر، وغُمر، وغَمِر، وغُمَر، وغَمَر؛ فهذه كلمات ست، وهي مع اتفاقها في الحروف وفي ترتيبها مختلفة المعاني باختلاف حركاتها اختلافًا من أصل الوضع. وتسمى الثانية حركات الإعراب أو علامات الإعراب لأنها تعرب عن مراد المتكلم بموقع الكلمة من الجملة، ولكنها لا تؤثر بمعنى الكلمة الوضعي شيئًا. فسعيد في قولك «رأى سعيد أحمد» وهو سعيد نفسه إذا رفعته فاعلًا أو نصبته مفعولًا به، ولكن حاله واقعًا منه الفعل، غير حاله واقعًا عليه؛ وإنما يعرف اختلاف حاليه من اختلاف حركات الإعراب.
فائدتها
لهذه الحركات أثرها في المعنى التركيبي، خاصة وهي تعطي الجملة إيجازًا بديعًا لا مثيل له، فيما أحسب، في غير العربية. والإيجاز في اللفظ مع الوفاء بالدلالة على المراد من أعظم ميزات اللغة.
انظر إلى قولنا: «ما أحسن زيد» فإنك تجد لهذه الجملة ثلاثة معان تختلف باختلاف الحركات في أواخر كلمتها، مع بقاء مبانيها وتركيبها اللفظي كما هي، فنقول:
١ - «ما أحسن زيدًا!» تنصبها، وأنت تريد التعجب فيكون ذلك قائمًا مقام قولك: «أعجب كثيرًا لحسن زيد».
٢ - «ما أحسن ويد؟» ترفع أحسن وتخفض زيدًا، وأنت تريد الاستفهام، وهي قائمة مقام قولك: «استفهم واسأل عن أحسن شيء في زيد».
٣ - «ما أحسن زيد؟» تفتح أحسن وترفع زيدًا، وأنت تريد الاستفهام أيضًا، وهي قائمة
 
مقام قولك: «أي شيء من الإحسان فعله زيد».
ثم انظر إلى قولنا: «هذا كريم أحسن منه عالم» فإذا رفعت كريمًا وعالمًا كان المراد شخصين اثنين أحدهما عالم والآخر كريم، ولكن العالم أحسن منه الكريم؛ وإذا نصبتهما كانا شخصًا واحدًا عالمًا وكريمًا، ولكنه في كرمه أحسن منه في علمه.
وانظر إلى قولنا: «كم كتاب قرأت» فإذا جررت كتابًا كنت تريد الإخبار بكثرة ما قرأت من الكتب، وإذا نصبت كنت تريد الاستفهام عن عدد الكتب التي قرأتها.
قال ابن قتيبة في «مشكلات القرآن» ما نصه: «وللعرب الإعراب الذي جعله الله وشيًا لكلامها، وحلية لنظامها، وفارقًا في بعض الأحوال بين الكلامين المتكافئين والمعنيين المختلفين: كالفاعل والمفعول، لا يفرق بينهما، إذا تساوت حالاهما في إمكان أن يكون الفعل لكل واحد منهما، إلا بالإعراب، ولو أن قائلًا قال: هذا قاتل أخي، بالتنوين، وقال آخر: هذا قاتل أخي، بالإضافة، لدل بالتنوين على أنه لم يقتله، وبحذف التنوين على أنه قتله. ولو أن قارئًا قرأ:»فلا يحزنك قولهم إنا نعلم ما يسرون وما يعلنون«وترك طريق الابتداء بإنّا، واعمل القول فيها بالنصب، على مذهب من ينصب أن بالقول كما ينصبها بالظن، لقلب المعنى على جهته، وأزاله عن طريقته، وجعل النبي محزونًا لقولهم» إن الله يعلم ما يسرون وما يعلنون«وهذا كفر ممن تعمده وضرب من اللحن لا تجوز الصلاة به. وقال رسول الله، صلوات الله عليه:»لا يقتل قرشي صبرًا بعد اليوم«فمن رواه جزمًا أوجب ظاهر الكلام أن لا يقتل إن أرتد، ولا يقتص منه وإن قتل؛ ومن رواه رفعًا انصرف التأويل إلى الخبر عن قريش أنه لا يرتد أحد منهم عن الإسلام فيستحق القتل. أفما ترى الإعراب كيف فرق بينهما؟ ثم قال:»وقد تكتنف الشيء معان فيشتق لكل معنى منها اسم من ذلك الشيء كاشتقاقهم من البطن الخميص «مبطان» وللمنهوم «بطن» وللعليل البطن «مبطون». انتهى كلام ابن قتيبة.
وإنما اختلف المراد فيما ذكر باختلاف الحركات الإعرابية، مع أن الجمل المذكورة لم يتغير شئ من تركيبها وتنسيقها غير علامات الإعراب. ولكن المعنى التركيبي قد تغير معها تغيرًا لا يستهان به، كما سمعت من كلام ابن قتيبة.
وكذلك إذا قلت: «علم زيد خالد الكتاب» لا تعلم أيهما المعلم وأيهما المتعلم: فإذا رفعت ونصبت علمت أن المرفوع هو المعلم وأن المنصوب هو المتعلم، تقدم أو تأخر لا فرق، وبقي للتقديم والتأخير فائدة خاصة من البيان، كما شرحه علماء الفصاحة والبلاغة، وإذا طرحت الحركات جانبًا وجعلت الدلالة على الفاعل تقدمه، وعلى المفعول تأخره بأن يكون الفاعل واجب التقديم مطلقًا،
 
كما إذا كان مقصورين لا تظهر عليهما علامات الإعراب، فاتتك النكات البيانية من المعاني التي يفيدها تقديم ما حقه التأخير أو العكس، وهي إفادات تأتيك من ترتيب الجملة دون زيادة في لفظها؛ وهذا من خصائص العربية فيما أحتسب.
وإني قد أسهبت القول في فوائد الإعراب في اللغة، ليعلم أن القول بتفضيل إهمال الحركات على استعمالها، بحجة أن المعنى لا يفسد بإهمالها، ولأن كل أبناء العربية يفهمون من قولنا «زيد مسافر» بالتسكين، كما يفهمون «زيد مسافر» بالتحريك هو قول باطل. إنه عجيب حقًا، ولاسيما إذا كان من علامة مدقق ذي علم وغيرةٍ على الفصحى، كصاحب المقتطف الدكتور يعقوب صروف. وقد ظهر لك مما تقدم أن كثيرًا من الجمل إذا أهمل فيها الإعراب اشتبه على السامع فهمها، لاحتمالها معاني لا يميزها إلا الإعراب، أو إطالتها بكلام مفصل يدل على المعنى المراد.
من أين جاءت؟
من الحقائق التي لا أحسب فيها جدالًا، وإذا كان فهو غير معتمد به، أن العرب الذين تبدوا وقل اختلاطهم بغيرهم من الأمم، كانوا أحفظ للغة وأصون لقديمها من غيرهم، لأن الاختلاط بغير أهل اللغة من أكبر الأسباب في تطورها. وهذا القديم الذي حفظوه وصانوه بانعزالهم وببداوتهم، إن لم يكن هو نفسه اللغة الأم، أي التي تفرعت عنها اللغات السامية، فهو أقرب اللهجات المتفرعة عنها إليها، لأن المفروض أنه مصون ومحفوظ كل الصون والحفظ أو بعضهما، فلم يكن فيه من التطور ما كان في غيره من الفروع الأخر. وهذه الحقيقة ليست بغريبة عن استنتاج العلماء؛ فقد ذكرها كثير من الباحثين كمسألة لا تحتمل الجدال.
ثم أنه جاء في التاريخ القديم أن اللغة التي انتشرت في المملكة البابلية، قبل زمن حمو رابي بعشرين قرنًا أو أكثر، وهي أم اللغات السامية، كانت ذات حركات للإعراب؛ وأنها قضت أكثر من ألفي عامٍ وهي ذات حياة في سجلات الحكومة ودواوينها وعلى ألسنة العلية من القوم. وإن كلام العلامة مسبيرو، ظاهر في أن لهجة العامة من سكان المدن والقرى أي أهل الحاضرة، كانت الآرامية. أما لهجة سكان البوادي، وهم بدو الآراميين، فلم تكن اللغة الآرامية.
إن أهل الحاضرة هم الذين اختلطوا بغيرهم من الأمم، فاستعجمت لغتهم التي كانت فصحى بهذا الامتزاج، وكانت منه اللهجة الآرامية «العامية البابلية»، كما امتزج بعد الإسلام أهل الحاضرة من العرب بغيرهم من الأمم، فاستعجمت لغتهم وكانت منها اللهجة العامية.
هذه اللغة التي ثبتت ألفي عام فأكثر في السجلات الرسمية والدواوين العالية، وعلى ألسنة العلية من القوم، هي ولا ريب اللغة الأم. وقد كان لها حركات إعرابية، ثم استعجمت في ألسنة العامة من
 
أهل الحواضر. وكان أول ما أضاعته هو حركات الإعراب. فكانت السريانية القديمة، اللغة المستعجمة المتطورة منها، وهي ليست بذات إعراب؛ لأن ما لا يوجد في الأصل لا يوجد في الفرع. أما سكان البادية وهم بدو الآراميين أو العرب فلم يفقدوها، فبقيت هذه الحركات ثابتة في لهجاتهم.
وقد حدث مثل ذلك لأهل الحواضر العربية، فأضاعوا حركات الإعراب التي كانت في لغة أهل البوادي منهم باستعجام لغتهم. وكان أول ما أضاعوه منها هذه الحركات، كما سمعت ما سلف من قضية الأعرابي الذي جاء المدينة في خلافة عمر ليتعلم القرآن، فسمع اللحن في حركات الإعراب وأدى ذلك، بحكم الطبع في ذلك الأعرابي، إلى فهمه غير المراد فأنكره؛ وكما سمعت من قصة ابنة أبي الأسود مع أبيها الذي فهم منها غير ما أرادته بسبب الاختلال في هذه الحركات.
كان نصيب سكان البوادي الأولين كنصيب سكان البوادي الآخرين في حفظ اللغة بحركاتها الإعرابية ما استطاعوا إليه سبيلًا، وبقدر ما بعدوا عن الأمم الأخرى. وهكذا نقيس بقياس التمثيل بين العصرين، ونعلم حال القديم الذي لم نره ولا تحققنا خبره، بحال الحديث الذي عرفناه وتحققناه. ونطمئن إلى القول بأن حركات الإعراب التي كانت في اللغة الأم الأولى قد حفظتها لها البداوة حتى ظهرت في عربيتهم الأخيرة؛ وذلك باستصحاب القهقرى كما يسميه علماء الأصول. وقد خلت منها اللغات الأخرى الأخوات إلا أثارًا في لغة بطراء ولغة تدمر وأهلها من بقايا العمالقة (١).
ثم نقول: لكن بدو الآراميين الذين سكنوا البادية العربية، والذين سموا عربًا، لم تذهب منهم هذه الحركات أو أشباهها، بدليل وجودها عند أعقابهم وحفدائهم يوم أخذنا اللغة عنهم، وبدليل أن الذين أخذوها وجدوها راسخة فيهم رسوخ الملكة الطبيعية في النفس، تجري على ألسنتهم في مواقعها دون أدنى قصد أو تعمل ولا كلفة، مما يدل على طول عهدهم بها حتى أصحبت جارية مجرى الطبع.
إن هذه الحركات إذًا متصلة بنا من ميراث اللغة الأولى، أم لغتنا العربية، حفظتها لنا البداوة وحفظها بعد حامليها عن فساد اللسان بالعزلة، وعدم امتزاجهم بالأمم الأخرى.
قلنا: إن هذه الحركات كانت في العرب، واتصلت في الأعقاب على مدى الأحقاب حتى وصلت إلينا. وسواء أكانت هي كما رأيناها أو اعتراها بعض التحرير، فهي إن لم تكن عينها فليست بعيدة عنها؛ ففي واديها ربيت، وعلى غرارها طبعت، وفي حجرها نشأت، وبدرها غذيت. والقول بأن العرب عرفوا هذا بمعرفتهم النحو وأنهم احتذوا فيه مثال اليونانيين، فلا أراني كثير الحاجة لدفعه، لأن الإلمام بأحوال العرب قبل الإسلام فضلًا عن الاضطلاع به يكفينا أمره.
(١) العرب قبل الإسلام لزيدان.
 
وأنى لسكان البادية بمعرفة قواعد النحو كعلم من العلوم؟ وقد سئل أعرابي: أتجر فلسطين؟ فقال: إنني إذًا لقوي، فقيل له: أتهمز إسرائيل؟ فقال: إنني إذًا لرجل سوء! ففهم هذا البدوي، وهو ممن يوثق بعربيته ويتخذ أئمة اللغة كلامه حجة في النحو واللغة، فهو الجر والهمز بمعناهما اللغوي، ولم يكن للمعنى الاصطلاحي أقل مساس بفهمه وعلمه. إن الإعرابي القادم من البادية إلى الحاضرة ليتعلم القرآن، وهو بعد لم يبل بفساد اللسان، قد عرف تغير المعنى بتغير حركة «ورسوله» لا من حيث أنه رفع وخفض، بل من حيث أن إفادتها مرفوعة غيرها إذا كانت مخفوضة؛ هكذا فطر طبعه ونمت غريزته.
كيف وضعت الحركات؟
إن الذي اتفق عليه المحققون أن وضع اللغات لم يكن بالتنصيص على لفظ خاص لمعنى خاص، وإنما كان الوضع بالتوسع في الاستعمال على قدر الحاجة وتنوعها بامتداد الزمن وتطاول المدة، وعلى حسب ما هو معروف من سنن التطور. ويبعد في مثل هذه الحال أن توضع الحركات الإعرابية بمثل هذا النحو من الوضع، وأن تكون على هذه الطريقة، لأن الحركات الإعرابية على ما هو الظاهر ليست مما تدعو إليه الحاجة الماسة بأن تكون ركنًا من أركان التفاهم، فلا يتم بدونها، حتى يقال: إنها جاءت على قدر الحاجة إليها ثم نمت وامتدت، كما يصح أن يقال هذا في الكلمات؛ ولهذا نجدها لا تطرد على لسان من يتعودها دون مرانٍ وممارسة. فكيف كانت إذا هذه الحركات الإعرابية؟ هل هي بقايا كلماتٍ كانت تدل على ما تدل عليه علامات الإعراب، ثم اختزلت بتطاول المدة وصقلت بالاستعمال فصارت كما نراها؟
يقول بهذا القول كثير من العلماء؛ وقد جاء في المقتطف ما نصه: «يستدل علماء اللغات على أن أصل هذه الحركات كلمات اختصرت على تمادي الزمن، وبقيت الحركات دلالة عليها» هذا قوله.
ولكن هل كانت هذه الكلمات، والتي هي أصل هذه الحركات، خاصة بأم اللغة العربية المعربة، وفي حيزها اختصرت هذا الاختصار؟ أو أنها في أمها الأولى ثم جاءت إليها بالإرث؟ وعلى تقدير أنها كانت في أصل الفرع الأسيوي الأول الذي منه كانت اللغات السامية والآرية والمغولية، فهل أصابها هذا الاختصار كله أو بعضه قبل انفصال السامية (أم العربية) عنه، أو أنه كان من صيغ اللغة السامية؟
ربما يعرف ذلك، ويكشف هذه الغوامض ويحل هذا الإشكال، الباحثون في مقابلة اللغات وتحليلها، إذا تيسر لهم ذلك، وكان في أخوات اللغة العربية وخالاتها ما ينير لهم الطريق بأن كان لهذه الكلمات الإعرابية ما يدل عليها، أو يشير إليها في هذه اللغات.
 
أما إذا كان مجرد حدسٍ وتخمين، فللحدس والتخمين أيضًا مجال آخر. وحينئٍذ يجوز لذاهب أن يذهب إلى أن الحركات الإعرابية ربما كانت وضعت بوضع خاص، وذلك بأن يقال: إن أبناء اللغة الأولى كانوا في تمدنهم وعلومهم بمنزلٍة صالحة تدل عليها آثارهم، وقد دلت الآثار أنه كان للبابليين مدارس منظمة يعلمون فيها الحكمة والطب والفلك، وظهر من آثار هذه المدارس وجداول الضرب الحسابية التي كانت تدرس فيها. وأخبرنا التاريخ عن مزيد عنايتهم بلغتهم الفصحى والتي حفظوها واتخذوها لغة رسمية لهم، وكانت مصقولة مهذبة، كما تقدم القول عن العلامة مسبيرو، فلا يبعد، والحال هذه، عن الذين صقلوا لغتهم وهذبوها، أن يكون في جملة ما عملوه في صقلها وتهذيبها وتحريهم البلاغة فيها أنهم تعمدوا الاختصار في الكلام مع الوفاء بالدلالة على المراد، وهو المسمى في علم البيان بالإيجاز، وهو من أعلى ضروب البلاغة. ومن ضروب هذا الاختصار وضع العلامات الإعرابية على شكل حركات لا تطول بها الجملة، ولا يتغير بها وضع الكلمة من موقعها فيها، فدلوا بهذه الحركات على مرادهم بها في جملتها، فاعلة أو مفعولة أو غير ذلك، مقدمة أو مؤخرة، لتدل في التقدم والتأخير على معان مراده، وأن يكون ذلك جرى في مجامع لهم خاصة أو عامة أو من جماعات أو أفراد لهم محل القدوة من الأمة؛ فأخذه عنهم عليه القوم وتبعهم في ذلك المقتدون المتشبهون بهم، وجرى مجرى الاستحباب أولًا ثم تأصل عادة وتقليدًا، ثم ملكة راسخة على طول المدة والممارسة. ويكون ذلك منهم حيث قل انتشار الفساد في اللغة، وسرى ذلك في سكان البوادي فحفظوه وجروا عليه.
ولنفرض لذلك مثلًا فنقول: استعمل أبناء اللغة «ما» الاستفهامية بدلًا من «أي شيء» اختصارًا، فاشتبهت «بما» التعجبية ووقعت أفعل بعدها كأحسن في قولك: «ما أحسن زيد»، واشتبه على السامع أي المعنيين يريد المتكلم: ما الاستفهام أو التعجب؟ ونصب القرينة اللفظية تطويل، والمفروض أننا فررنا منه، فحركوا حينئِذ ما وقع بعد التعجب بالنصبـ، وما بعد ما الاستفهامية بالرفع؛ وليس في هذا مشقة ولا إطالة.
وكذلك يتميز الفاعل بالرفع والمفعول به بالنصب، وفي هذا لا يشتبه الفاعل بالمفعول به سواء تقدم أو تأخر. وتبقى اعتبارات التقدم والتأخر وفوائدها البيانية صحيحة سليمة؛ ولكن هذا إنما يجري حيث يكون الفاعل صالحًا لأن يكون مفعولًا به، أما إذا لم يكن صالحًا لذلك في مثل: «كسر الزجاج الحجر» و«قال الشاعر قصيدة» فإنه يستغنى عن ذلك؛ لكن القسم الأول أكثر في الكلام وأشهر، فكان ذلك لأجله. ولعل مثل هذا احتجاج إلى مدة متطاولة، وبعد اختلافات كثيرة بين الأصقاع والقبائل في الاستعمال، حتى استقر وثبت منه الأحسن والأصح في الاستعمال، فعم وشاع وذهب ما عداه.
 
والقول «بالكلمات المختصرة إلى الحركات» تعترضه صعوبات كبيرة في تعليل هذا الاختصار، وتطبيقه على الحركات الإعرابية التي لا يمكن تذليلها إلا بتكلف كثير. وإذا رأينا أنه من السهل مثلًا أن نقول: إن علامة الرفع (الضمة) قد اختصرت من الكلمة الدالة عليها إلى الواو، الذي هو علامة للرفع أيضًا، ثم اختزل الواو إلى الضمة، فلسنا نرى من السهل تطبيق ذلك على غير هاتين من علامات الرفع، كالألف في المثنى، وثبوت النون في الأفعال الخمسة؛ وكذلك في علامات النصب والخفض والجزم.
ويعترض الحدس المفروض للوضع الخاص أن هذه العلامات نراها أول ما يذهب من اللغة عند امتزاج أهلها بغيرهم، وأن صيرورتها إلى الملكة أمر لا يقبله العقل بسهولةٍ وبدون مشقة.
وكيفما كان أحال فقد اتصل إلينا أن أم اللغة العربية أورثت ابنتها هذه نظام الإعراب بالعلامات، فتقف عند هذا القدر المحقق من البحث، ونترك ما عداه إلى المحققين في اللغات، حتى يظهر البحث ما تطمئن إليه النفوس. والذي تحقق من ذلك أن العرب، وهم بدو الآراميين، قد اتخذوا هذا الميراث، وجرى فيهم مجرى الملكة، وهم في عزلتهم، فلم يتسرب إليهم الإهمال، وحفظته لهم البادية فلم يتأثروا بما تأثر به إخوانهم، وأصبح ملكة راسخة فيهم.
وليس معنى قولنا إنه أصبح ملكة راسخة، أنهم لا يقدرون على اللحن ولا يمكن أن تجري عليه ألسنتهم، كما كنا نتلقاه من مشايخنا زمن الدراسة، بل معناه أن ألسنتهم تجري بلا تعمل ولا كلفة على هذا النظام، شأن من يتمرن عليه في هذه الأيام، فينطلق به لسانه دون تعمل أيضًا؛ وإذا كان لا يسلم متمرن اليوم من الخطأ والغلط الذي يكثر ويقل بحسب مرانه، فلأن مرانه كان ناقصًا من حيث أنه يتمرن في بيئة ملؤها الخطأ والغلط. وعلى العكس متمرن ذلك الزمن الذي ببيئته ملؤها صواب وصحة.
إن سكان هذه الجزيرة اتخذوا حفظ اللغة على هذا النحو تقليدًا لهم، في التجاوز عنه كل العيب والعار. ولا ترسخ عادة في قوم ما لم تتخذ تقليدًا عامًا مستحبًا يعاب تاركه على تركه أو تجاوزه. فكان التمرن عليها راسخًا يشب عليه الصغير ولا يشذ عنه الكبير، فيكون عامًا شاملًا شائعًا بين صغيرهم وكبيرهم، عالمهم وتجاهلهم. ولم يحجم نقله اللغة من الأئمة، الآخذون اللغة عن الإعراب، أن يعتدوا بلغة الصبيان والمجانين لأنهم آمنون على ملكتهم من الخطأ، فكان بعضهم يحتج لمذهبه بكلام أمثال هؤلاء ولا ينكره عليه منكر.
قال ابن دريد في «أماليه» عن الأصمعي: «سمعت صبية بحمى ضرية يتراجزون، فوقفت وصدوني عن حاجتي وأقبلت أكتب ما أسمع، وإذا بشيخ أقبل فقال: أتكتب عن هؤلاء الأقزاع الأدناع؟»
 
لم يحجم الأصمعي، وهو إمام اللغة، عن أن يكتب عن هؤلاء الأقزاع الأدناع أي صغار الناس وأراذلهم، لأنه يرى في كلامهم حجة لا تنكر عليه. وأما قول الشيخ: «أتكتب»: مستنكرًا، فما هو إلا استصغار لأمرهم واحتقار لأمرهم واحتقار لشأنهم من حيث أنهم أقزاع أدناع، لا من حيث أنه مخطئ أو مصيب بالأخذ عنهم. فهو نظير أن تختار لأمرك حاذقًا فيه، ولكنه صغير المنزلة دنئ الحسب مستقذر العيش، مع أنك لا تعدم حاذقًا مثله يكون كريم الحسب رفيع المنزلة ظاهر المروءة. ويصح لمن يغار عليك أن يلومك على هذا الاختيار، وليس معنى لومه أنه يطعن في حذقه بل كان الطعن عليه من حيث نفسه وحاله.
آخر عهد البادية بها
إن هذه الملكة الراسخة في هؤلاء الأعراب قد أهملت أولًا في القبائل المجاورة للأعاجم بالاختلاط بهم، ولم يسمع عن أحد من العرب الجاهليين أن الأئمة تحرزوا عن الاحتجاج بلغته قبل عد بن زيد العبادي، الذي نشأ بين الفرس وفي خدمة الأكاسرة.
ولما فسدت لغة الأمصار كان ذلك يسري منها إلى البادية بقوة الاختلاط وضعفها، وكانت السلامة تتقهقر أمام هذه القوة، وبقى هذا الغزو مستمرًا إلى أخريات القرن الثالث للهجرة وما بعده بقليل، حتى ذهبت هذه الملكة أو كادت. وعم اللحن أقطار العربية، باديها وحاضرها، وصينت الفصحى المعربة في دفاتر العلماء والأدباء، وفي المجامع العلمية، وعلى ألسنة الخطباء والشعراء والكتاب.
ولم تزل للعامة في أزجالهم وأغانيهم مكانة باختلاف الأقطار العربية. والعامية في بلاد المغاربة أصبحت كأنها لغة أخرى غير عامية المشارقة؛ وتختلف عامية الشام، وعن عامية نجد والعراق.
الفصيح والعامي من حيث الاستعمال
لم تخرج العامية في تحريفها وعدم ضبط قواعدها عن كونها لغة عربية. والتحريف كان معروفًا في الفصحى باختلاف لغات العرب، كما سبق الكلام عليه، وإن كان في الفصيح أشد وأقوى وأبعد مرمى، فهو في العامي أظهر وأكثر، وبه ألصق. فالعامية بالنسبة إلى الفصحى، وهذه بالنسبة إلى المتقدمين والمحدثين على ضروب:
١ - ألفاظ انفرد بها المتقدمون من العرب وتركها المحدثون، إما لاستعمالهم مرادفها: كمبشور في الناقة الشديدة السريعة، استعملوا كأنها: علنداة؛ أو لأنها من الحواشي البعيد عن الطبع كقولهم: مخر نبق لينباع؛ قال ابن فارس: وكذلك يعلمون معنى ما تستغربه اليوم من
 
قولنا: «عبسور» في الناقة و«عيسجور» و«امرأة خناثى» و«فرس أشق أمق خبق.»
ذهب هذا كله بذهاب أهله ولم يبق عندنا إلا الرسم الذي تراه، أو تركها المحدثون لأنها غير مأنوسة عندهم، وإن كانت غير حوشيه كأجبى في الحديث الشريف: «من أجبى فقد أربى.»
٢ - ألفاظ استعملها المتقدمون وخواص المحدثين ولم تعرفها العامة كقولهم: «طخية عمياء، ومرة سوداء.»
٣ - ألفاظ استعملها العرب وعرفتها العامة وقل استعمال الخاصة لها، فلم تشع بينها، وهو ما يسمى بالغريب الفصيح في العامي.
٤ - ألفاظ للعرب فيها لغتان أو أكثر، أخذت العامة ببعضها والخاصة ببعض آخر «كفز» عند العامة و«قفز» عند الخاصة، و«ما فيها دومري أو تومري» عند العامة و«ما فيها ديار» عند الخاصة.
٥ - ألفاظ استعملها العرب قديمهم وحديثهم، وقل استعمال العامة لها، فكانت من أجل ذلك مصونة لم تتبذل. والفرق بين هذا الضرب والضرب الثاني أن ذاك لم تعرفه العامة أو لم تكد تعرفه، وهذا عرفته ولكنها لم تألفه كـ «أمررت الحبل وأحصدته» أي فتلته. و«حبل ممر ومحصد» أي مفتول، وقد عرفت العامة منه قولهم «عقدة مرة» أي محكمة العقد.
٦ - ألفاظ مثل ذلك ولكنها ابتذلت مد عركتها العامة بألسنتها وامتهنتها بتحريفها، فاجتنبتها الخاصة وأعرضت عنها مثل قول العام: «اصطفل في الأمر» أي افعل ما تشاء، محرفة عن «افتصل» وهو افتصال من الفصل أي اتخذ الفصل الذي تريده من عملك.
٧+ ألفاظ مثل ذلك كثيرة الدوران في الكلام لا يستغني عنها، فلم يضرها كثرة الاستعمال لمكان الحاجة، كقولك: «شربت ماء، وأكلت طعامًا، وقرأت كتابًا» وهذا أكثر الكلام العربي.
٨ - ألفاظ حرفتها العامة باستعمالها إلى مستنكره، فتركت الخاصة استعمالها الأول لمكان الاستكراه في المعنى الثاني كـ «الصرم» بمعنى القطيعة و«الغائط» للمنخفض من الأرض؛ حرفت العامة الكلمة الأولى لمعنى «السرم» والثانية لمعنى «الخرء».
وإذا أردت مزيد تعمقٍ في هذا البحث وفي الفروق بين الفصيح وتحريفه العامي، فعليك بمراجعة كتابنا «رد العامي إلى الفصيح» ففيه ما يقوم بوفاء حاجتك فيه، إن شاء الله.
 
من أوهام الأعلام
العصمة لله
توفر الأئمة على جمع اللغة والتقاط أوابدها وشواردها من البادية الموثوق بعربيتها، وبذلوا في ذلك جهدًا جهيدًا، وتحرزوا من الكذب في النقل عن العرب، فكانت وثاقة الناقل وصدقة هما ميزان القبول في نقله. وجعلوا ضابط الصحيح من اللغة ما تصل سنده بنقل العدل الضابط عن مثله إلى منتهاه، على حد الصحيح من الحديث. وإنما شرطت الثقة والعدالة في الناقل لا في المأخوذ عنه.
ومع ذلك فإن الذين دونوا اللغة ورتبوها، وأخذوها عمن كتبها من العرب لم يكونوا في عصمة عن السهو والغلط والتحريف. ولكنه قليل إلى جنب الكثير من إفادتهم وجهودهم. فلم يسلم أجل الكتب وأقدمها ترتيبًا لأشهر إمام قام بين أئمة اللغة العربية، الخليل بن أحمد الفراهيدي، وهو كتاب «العين» من اعتراضٍ، وإن جل قدر الخليل بينهم عن الاعتراض، فنسبوه إلى الليث ابن نصر بن سيار الذي أتم كتاب «العين». قال الجوهري: إن «المحيط» لابن عباد فيه أغلاط فاحشة، ولذا ترك الأخذ منه (تاج م ظ ع).
وإن أحمد بن عبد الرحمن بن قابوس الطرابلسي اللغوي قرأ «الجمهرة» على ابن خالويه بروايته لها عن ابن دريد، وكتب عليها حواشي من استدراك ابن خالويه على مواقع منها، ونبه على أوهام وتصحيفات (المزهر: ١: ٥٨.)
وأبو زكريا الخطيب التبريزي اللغوي يقول في صحاح الجوهري: "إنه كتاب حسن الترتيب سهل المطلب لما يراد منه، وقد أتى بأشياء حسنة وتفاسير مشكلات من اللغة، إلا أنه مع ذلك فيه تصحيف لا يشك في أنه من المصنف لا من الناسخ، لأن الكتاب مبني على الحروف؛ قال: ولا تخلو هذه الكتب الكبار من سهو يقع فيها أو غلط، وقد ورد على أبي عبيد، في الغريب المصنف، مواضع كثيرة منه. غير أن القليل من الغلط الذي يقع في الكتب إلى جنب الكثير الذي اجتهدوا فيه،
 
وأتعبوا نفوسهم في تصحيحه وتنقيحه، معفو عنه.» هذا كلام الخطيب التبريزي أبي زكريا، على ما نقله المزهر (١ - ٦٠).
وفي التاج: «وقد وقع فيه، أي الغلط والتحريف، جماعة من الأجلاء من أئمة اللغة وأئمة الحديث، حتى قال الإمام أحمد: ومن يعري عن الخطأ والتصحيف؟»
قال ابن دريد: «صحف الخليل بن أحمد فقال: يوم لغاث، بالغين المعجمة وإنما هو بالمهملة، أورده ابن الجوزي.»
وفي صحاح الجوهري قال الأصمعي: «كنت في مجلس شعبة فروى الحديث قال: تسمعون جرش طير الجنة، بالشين المعجمة، فقلت: جرس، فنظر إلي وقال: خذوها منه فإنه أعلم بهذا منا».
وقال الحافظ محمد ناصر الدمشقي في رسالة له: «إن ضبط القلم لا يؤمن التحريف عليه، بل يتطرق أوهام الظنانين إليه لاسيما من علمه من الصحف بالمطالعة، من غير تلقٍ من المشايخ ولا سؤلة ولا مراجعة.»
ويقول الفيروز أبادي في مقدمة كتابه «المحيط»: «واختصصت كتاب الجوهري- الصحاح- من بين الكتب اللغوية، مع ما في غالبها من الأوهام الواضحة والأغلاط الفاضحة، لتداوله واشتهاره واعتماد المدرسين على نقوله ونصوصه.»
يقول هذا صاحب القاموس ويتبجج بفضله على الأوائل في صدر هذه المقدمة؛ ولكنه لم يسلم هو من التحريف والتصحيف في قاموسه، وإليك شاهدًا منها؛ وإذا أردت المزيد فعليك بتاج العروس تر فيه العجب العجاب: جاء في مادة «ت ر ع» من معاني الترعة، قال الشارح: «جعله – أي الوجه- من معاني الترعة وهو خطأ» أخذه من قول أبي عبيدة حين فسر الحديث وذكر تفسير راوي الحديث فقال: هو الوجه عندنا، فظن المصنف، الفيروز أبادي، أنه معنى من معاني الترعة. وإنما يشير إلى ترجيح ما فسره الراوي فتأمل! وفي مادة «ح ر ز» المحارزة: المفاكهة التي تشبه السباب؛ يقول صاحب التاج: «قلت الصواب فيه الجيم كما تقدم وقد تصحف على المصنف هما.» وقال صاحب القاموس في مادة «ج ر ز» المجارزة: مفاكهة تشبه السباب، نقله الصاغاني، والتجارز هو التشاتم.
وفي القاموس مادة «س ع د»: «وبنو ساعده قوم من الخزرج وسقيفتهم بمكة» يقول صاحب التاج هكذا في سائر المصححة والأصول المقررة، ولا شك في أنه سبق قلم، لأنه أدرى بذلك لكثرة مجاورته وتردده في الحرمين الشريفين، والصواب أنها بالمدينة كما وجد ذلك في بعض
 
النسخ على الصواب، وهو إصلاح من التلامذة. وفي مادة» ج ر ر«:»الجر أصل الجبل وسفحه والجمع جرار .... «قال ابن دريد:»هو حيث علا من السهل على الغلظ وهو مجاز كما يقال قيل الجبل، أو تصحيف للفراء، والصواب: الجراصل كعلابط للجبل، والعجب من المصنف حيث لم يذكر الجر أصل في كتابه هذا- القاموس- بل ولا تعرض له أحد من أئمة الغريب، فإذًا لا تصحيف كما لا يخفى.«قلت: وفي المزهر (٢: ٢٣٠) وحكي أن الفراء صحف فقال:»الجر أصل الجبل«يريد: الجر أصل الجبل.
وجاء في القاموس ما نصه:»وغلط الجوهري فاحش في دراهم زائفات «ضرب جيات» فإنه قال: أي ضرب أصبهان، فجمع جيًا باعتبار أجزائها، والصواب ضربجيات أي دريات جمع ضربجي أي زائف. وفي التاج عن ابن الأعرابي: درهم ضربجي أي زائف، ثم اعتذر الشارح بأن الأصل في ضربجي: ضرب جي، وهي المدينة القديمة.
من أغلاط الأئمة لسبق الوهم والقلم
وفي لسان العرب مادة «ح ب ك» بعد أن ذكر رواية أبي عبيد عن الأصمعي في الاحتباك أنه الاحتباء وهو غلط، وصوابه الاحتياك، بالياء، قال: «والذي سبق إلى وهمي أن أبا عبيد كتب هذا الحرف عن الأصمعي بالياء، - فنزل في النقط وتوهمه باء». قال: «والعالم وإن كان غاية في الضبط والإتقان فإنه لا يكاد يخلو من خطيئة بزلة، والله أعلم.»
قال صاحب اللسان: «ولقد أتصف الجوهري، ﵀، فيما بسطه في هذه المقابلة، فإنا نجد كثيرًا من أنفسنا ومن غيرنا أن القلم يجري فينفط ما لا يجب نفطه، ويسبق إلى ضبط ما لا يختاره كاتبه، ولكنه إذا قرأه بعد ذلك أو قرئ عليه تيقظ له وتفطن لما جرى به فاستدركه.»
وفي أيضًا مادة «ح شء»: وفي التهذيب: حشأت النار إذا غشيتها؛ قال الأزهري: «هو باطل وصوابه حشأت المرأة إذا غشيتها فافهمه؛ قال:»وهذا من تصحيف الوراقين.«
وفي مادة» هـ ن ن«قال أبو حاتم:»حضرت الأصمعي وسأله إنسان عن قوله: «ما ببعيري هانة ولا هنانة» فقال: إنما هو «هتاتة» بتاءين؛ قال أبو حاتم: قلت إنما هو «هانة وهنانة» ويجنبه أعرابي فسأله فقال: «ما الهنانة؟» قال: لعلك تريد الهنانة، فرجع إلى الصواب؛ قال الأزهري: «وهكذا سمعته من العرب: الهنانة، بالنون: الشحم، كل شحمةٍ هنانة؛ والهنانة: بقية المخ.»
وفي مادة «ح ل ب» عند ذكر المثل: شتى تؤوب الحلبة.
قال الشيخ أبو محمد بن بري: هذا المثل ذكره الجوهري «شتى تؤوب الحلبة» وغيره ابن
 
القطاع فجعل بدل»شتى«ونصب تؤوب. قال:»والمعروف هو الذي ذكره الجوهري، وكذلك أبو عبيد الأصبعي، وقال: أصله أنهم كانوا يوردون إبلهم الشريعة والحوض جميعًا، فإذا صدروا تفرقوا إلى منازلهم فحلب كل واحد منهم في أهله.«
وفي مادة»خ ض م«: والخضم المسن، لأنه إذا شحذ الحديد قطع؛ قال أبو وجزة:
حرى موقعة ماج البنان بها ... على خضم لسقي الماء عجاج
وفي الصحاح:»الخضم، في قول أبي وجزة: المسن من الإبل، قال ابن بري: «وصوابه المسن الذي يسن عليه الحديد؛ قال: وكذلك حكاه أبو عبيد، عن الأموي، وذكر البيت الذي ذكره لأبي وجزة؛ وقد أورده ابن سيده وغيره، وفسره فقال: شبهها بسهم موقع قد ماجت الأصابع في سنه على حجر خضم يأكل الحديد عجاج أي بصوته عجيج.»
وأورد صاحب اللسان: «خبص خبصًا بمعنى عدا عدوًا شديدًا»؛ قال صاحب التاج: «أهله الجوهري وأورده صاحب اللسان والصاغاني، قلت: وهو تصحيف جنص جنصًا، بالجيم والنون.»
وفي القاموس مادة «ص ن ق»: الصنق، ككتف: المتبين الشديد الصلب كالصانق؛ قال في التاج: هكذا في سائر النسخ، وهو غلط نشأ عن تصحيف قبيح، والصواب الصنق: المتن، كالصانق كما هو نص العباب، وكأن صاحب القاموس قد تصحفت عليه كلمة المنتن بالمتين، وأعقبها من عنده بما يؤيد المتانة، وهو الشدة والصلابة، وهذا من الغرائب في الأوهام.
وفي مادة «ط وس»: والطوس، بالضم: دوام الشيء؛ قال صاحب التاج: هكذا في أكثر النسخ وفي بعضها دوام المثنى. وهو غلط فلحش لا أدري كيف ارتكبه المصنف مع جلالة قدره، ولعله من تجريف النساخ. والصواب دواء المشي، نسبه الصاغاني إلى ابن الأعرابي ومعناه دواء يمشي البطن، وهو الأذريطوس.
وفي لسان العرب مادة «خ ش ف»: والمخشف النجران الذي يجري منه الباب، وليس له فعل؛ وقال صاحب التاج: والمخشف «كمقعد» اليخدان، عن الليث، قال الصاغاني: ومعناه موضع الجمد؛ قلت: واليخ بالفارسية الجمد، ودان هو موضعه وهو الصواب، وقد غلط صاحب اللسان لما رأى لفظ اليخدان في كتاب العين ولم يفهم معناه فصحفه وقال: هو النجران، وزاد عبارة: الذي يجري عليه الباب؛ ولا أخاله إلا مقلدًا للأزهري، والصواب ما ذكرناه، رضي الله عليهم أجمعين.
من طرائف الأوهام:
لهؤلاء الأئمة الأعلام طرائف أوهام، منها ما جاء في التاج مادة «س ل م»: وقول
 
الجوهري: ويقال للجلدة التي بين العين والأنف سالم غلط؛ تبع به خاله أبا نصر الفارابي- هكذا جاءت في التاج وفي طبقات ابن الأنبا ري، وإنما الفارابي أبو إبراهيم أو أبو يعقوب، في كتاب «ديوان الأدب» كما صرح به غير واحد من الأئمة، واستشهاده ببيت عبد الله بن عمر بن الخطاب، ﵄، في ولده سالم:
يديرونني عن سالم وأديرهم ... وجلدة بين العين والأنف سالم
قال الجوهري: وهذا المعنى أراد عبد الله في جوابه على كتاب الحجاج أنه عندي كسالم؛ قال ابن بري: هذا وهم قبيح أي جعله سالمًا للجلدة التي بين العين والأنف، وإنما سالم بن عبد الله ابن عمر، فجعله لمحبته له بمنزلة جلدة ما بين عينه وأنفه. قال شيخنا: والصحيح أن البيت المذكور هو لزهير، وإنما كان يتمثل به ابن عمر.
وجاء في اللسان مادة «ح وز» عن الأزهري: وحوزة المرأة: فرجها؛ وقال امرأة:
فظلت أحشو الترب في وجهه ... عني، وأحمي حوزة الغائب
قال محمد بن مكرم: «إن كان للأزهري دليل غير شعر المرأة في قولها:»وأحمي حوزة الغائب«على أن حوزة المرأة فرجها سمع؛ واستدلاله بهذا البيت فيه نظر لأنها لو قالت»وأحمي حوزتي للغائب«صح له الاستدلال، لكنها قالت:»وأحمي حوزة الغائب«وهذا القول منها لا يعطي حصر المعنى في أن الحوزة فرج المرأة، لأن كل عضو للإنسان قد جعله الله في حوزته، وجميع أعضاء المرأة والرجل حوزة، وفرج المرأة أيضًا في حوزتها حتى تتزوج، فيصبح في حوزة زوجها ....»
«ثم وما أشبه هذا بوهم الجوهري في استدلاله ببيت عبد الله بن عمر في محبته لابنه سالم، وأورد القصة ثم قال: وكذلك هذه المرأة، جعلت فرجها في حوزة زوجها فحمته له من غيره لا أن اسمه حوزة ... إلخ»
وقيل: إن أبا عبيد قال: صآة، في الماء الذي يكون في السلي، فرد عليه وقيل له هو: صاءة، فقيله؛ وقال: الصاءة على وزن الساعة لئلا ينساه بعد ذلك.
وقال ابن الأعرابي في النوادر: «أصنع الرجل إذا أعان أخرق» فأشتبه على ابن عباد فقال هو آخر، ثم زاد عليه من عنده: وأصنع الأخرق تعلم، وأحكم، كذا في العباب؛ وقلده الصاغاني من غير مراجعة لنص ابن الأعرابي.
قلت: ثم تبعهما صاحب القاموس؛ قال في التاج: والصواب ما ذكرناه ومثله في اللسان.
 
وفي التاج مادة «ظ ر ر»: واختلف في البصرة في مجلس اليزيدي نديمان له نحويان في الظروري، فقال أحدهما: هو الكيس، وقال الآخر: هو الكيش؛ فكتبوا إلى أبي عمر الزاهد يسألونه عن ذلك، فقال أبو عمر: من قال إن الظروري الكيش فهو تيس، إنما هو الكيس!
من الإصرار على الغلط
ما جاء في التاج مادة «ج د ع» وأورد لبشر بن أبي حازم:
ليبكك الشرب والمدامة ... والفتيان طرأ وطامع طمعًا.
وذات هدم عار نواشرها ... تصمت بالماء تولبًا جدعًا.
وأورده اللسان لأوس بن حجر.
قال: وقد صحف بعض العلماء هذه اللفظة؛ قال الجوهري: ورواه المفضل بالذال المعجمة ورد عليه الأصمعي؛ قلت: قال الأزهري في أثناء خطبة كتابه: جمع سليمان بن علي الهاشمي بالبصرة بين المفضل الضبي والأصمعي، فأنشد المفضل «وذات هدم» وقال آخر البيت: «جذعًا» ففطن الأصمعي لخطأه، وكان أحدث سنًا منه، فقال: إنما هو «تولبًا جذعًا» وأراد تقريره على الخطأ فلم يفطن المفضل لمراده، وقال: كذلك أنشدته؛ فقال الأصمعي حينئٍذ: أخطأت إنما هو «تولبًا جدعًا» فقال له المفضل: جدعًا جذعًا! ورفع صوته ومده، فقال الأصمعي: لو نفخت في الشبور ما نفعك، تكلم كلام النمل وأصب، إنما هو جدعًا! فقال سليمان بن علي: من تختار أن أجعله بينكما؟ فاتفقا على غلام من بني أسد حافظ للشعر، فأحضر، فعرضا عليه ما اختلفا فيه، فصدق الأصمعي وصوب قوله، فقال له المفضل: وما الجدع؟ قال: السيئ الغذاء.
ومثل ذلك ما حكاه المبرد، عن أبي محمد التوزي، عن أبي عمر الشيباني، قال: كنا بالرقة فأنشد الأصمعي:
عننا باطلًا وظلمًا كما تعنز ... عن حجرة الربيض الظباء
فقلت له: إنما تعتر من العتيرة، والعتر الذبح، فقال الأصمعي: تعتز أي تطعن بالعنزة وهي الحربة، وجعل يصيح ويشغب، فقلت: تكلم كلام النمل وأصب، والله لو نفخت في شبور يهودي وصحت إلى التناد ما نفعك، ولا كان إلا تعتر، ولا رويته أنت بعد هذا اليوم إلا تعتر! فقال الأصمعي: والله لا رويته بعد هذا اليوم إلا تعنز! قال في اللسان: ومعنى البيت أن الرجل كان يقول في الجاهلية: إن بلغت إبلي مائة تعرت عنها عتيرة، فإذا بلغت مائة ضن بالغنم، فصاد ظبيًا فذبحه؛ يقول: فهذا الذي تسألوننا اعتراض وباطل وظلم كما يعتر الظبي عن ربيض الغنم.
 
وفي المزهر: قال الزبيدي: حدثني قاضي القضاة منذر بن سعيد قال: أنبت أبا جعفر النحاس فألفيته يملي في أخبار الشعراء شعر قيس بن معاذ المجنون حيث يقول:
خليلي هل بالشام عين حزينة ... تبكي على نجد؟ لعلي أعينها
قد أسلمها الباكون إلا حمامة ... مطوقة باتت وبات قرينها
فلما بلغ هذا الموضع قلت: باتا يفعلان ماذا، أعزل الله؟ فقال لي: كيف تقول أنت يا أندلسي؟ فقلت: بانت وبان قرينها.
وقال ابن جني في الخصائص، باب سقطات العلماء: حكي عن الأصمعي أنه صحف قول الحطيئة:
وغررتني وزعمت أنك ... لابن بالصيف تامر
فأنشده: لا تني بالضيف تأمر، أي تأمر بإنزاله وإكرامه.
ويحكي عن خلف قال: أخذت على المفضل الضبي في مجلس واحد ثلاث سقطات؛ أنشد لامرئ القيس:
نمس بأعراف الجياد أكفنا ... إذا نحن قمنا عن سواء مصهب
فقلت: عافاك الله! إنما هو نمش أي نمسح، ومنه المنديل الغمر مشوشًا؛ وأنشد للمخبل السعدي:
وإذا ألم خيالها طرقت ... غيني بماء جفنها سجم
فقلت: عافاك اله! إنما هو طرفت؛ وأنشد للأعشى:
ساعة أكبر النهار كما شد ... محيل لبونه إعظامًا
فقلت: عافاك الله! إنه مخبل، بالخاء المعجمة، رأى خال السحابة فأشفق منها على بهمه.
وفي المزهر عن كتاب «ليس» لابن خالويه: جمع أبا عمرو الجرمي والأصمعي مجلس فقال الجرمي: ما في الدنيا بيت للعرب إلا وأعرف قائله! فقال: ما نشك في فضلك، أيدك الله، ولكن كيف تنشد هذا البيت:
قد كن يخبأن الوجوه تسترًا ... فالآن حين بدأن للنظار
فقال «بدأن»؛ قال: بدين؛ قال: أخطأت إنما هو «بدون» من بدا يبدو إذا ظهر؛ فأفحمه.
وفيه: اختلف المعمري والنحويان في «الظرورى» فقال أحدهما: الكيس، وقال الآخر:
 
الكيش؛ فقال كل لصاحبه: صفحت! وكتب بذلك إلى أبي عمر الزاهد فقال: من قال إن الظرورى هو الكيش فهو تيس، وإنما الظرورى الكيس!
ومما لا يتسامح به ما يكون في نص الآيات كما جاء في التاج في مادة «ن ز ل»: وشاهد الاستنزال قوله تعالى: ﴿واستنزلوهم من صياصيهم.﴾ ليس من القرآن مثل هذا، وإنما هي عبارة الأساس على سبيل المثال، ونص الآية ﴿وانزل الذين ظاهروهم من أهل الكتاب من صياصيهم﴾.
خطأ الأئمة
نقل في المزهر عن عبد الله بن بكر السهمي قال: دخل أبي علي عيسى، وهو أمير البصرة، فعزاه في طفل له مات؛ ودخل بعده شيب بن شبة فقال: أبشر أيها الأمير، فإن الطفل ما زال مجنظيًا على باب الجنة يقول لا أدخل حتى يدخل والدي! فقال أبي: يا أبا معمر، دع الظاء إي المعجمة، وألزم الطاء؛ فقال شيب: أتقول هذا وما بين لابنيها أفصح مني؟ فقال له أبي: وهذا أخطأت ثانية، من أين للبصرة لابة؟ (واللابة الحجارة السود، والبصرة الحجارة البيض) أورد هذه الحكاية ياقوت الحموي في معجم الأدباء، وابن الجوزي في كتاب الحمقى والمغفلين، والزجاجي في أماليه بسنده إلى عبد الله بن بكر بن حبيب السهمي.
 
 
ترتيب الكتاب
وضع الكتاب باقتراح المجمع العلمي العربي بدمشق، لمكان الحاجة إليه، وقد وضعته على النسق الذي رآه المجتمع، وابتدأت في جمعه في أول سنة ١٣٥١ هـ (١٩٣٠ م) وأتممته في آخر سنة ١٩٣٩، ومنذ ذلك الحين لا يزال الكتاب قيد المراجعة والتنقيح على الأمهات من كتب الأئمة المتقدمين حتى سنة ١٩٤٧، تاريخ اتفاقي مع المجمع المذكور على البدء بطبعه سنة ١٩٤٨. وأما المنهاج الذي نهجته في ترتيبه وتصنيفه فهو ما يلي:
١ - حثت في مقدمته بحثًا طريفًا في نشء اللغات إجمالًا، وفي نشء اللغة العربية خاصة وتطورها، وقد طبع على حدة بكتاب خاص هو «مولد اللغة».
٢ - رتبته على أصل المادة المجردة من الزيادات في الحروف، كما هو الحال في سائر معاجم اللغة العربية قديمها وحديثها. وإذا انقاد غير اللغة العربية من اللغات مع مرتبي المعاجم على حروف الكلمة كما هي في أصلها وزائدها، فإن اللغة العربية لا تنقاد كذلك، لأنها من اللغات المتصرفة التي تدخل في صلبها الزيادات على المادة لزيادة في المعنى. وتتغير هيئة الكلمة، بتنوع الاشتقاق وسعته وكثرته، تنوعًا يبعث الشتات في الكلمات المشتقة من أصل واحد إذا أريد ترتيبها على صورتها، ويدعو إلى تباعدها عن محالها التي تألفها بعدًا يأباه الذوق العربي. كأكرم وكرم، فالأولى تكون حينئِذ في أول المعجم والثانية في آخره. ومكرم تأتي في مادة أخرى؛ وكذلك التكريم، وهو مصدر كرم، يجئ في غير مادتها. ومثل ذلك: ودع وأودع وأتدع وايتدع وتودع واستودع والدعة والميدع، بل لا تسلم من هذا التشتيت كلمة من المشتقات، وهي تكاد تكون جماع اللغة.
وكذلك يأخذ بعض الحروف أكثر الكلمات إليه كحرف الألف مثلًا فإنه يحتضن في شتى فصوله من الكلمات، عدا الكلمات المبدوءة بالألف الأصلية، كل الكلمات المزيدة ألفًا في أولها، وصليه كانت أو قطعية، كأفعل وافتعل وانفعل واستفعل وافعنلل وافعل وأفعال. وأنني أجد
 
أن إرجاع الكلمة إلى ًاولها للاطلاع على معناها في المعجم هو من فضائل اللغة العربية كما قال المستشرق لوي ماسينيون: «وقد وجدنا خصائص في اللغات ولاسيما اللغة العربية، فإن فيها فضائل خاصة بها دون سواها، منها: الأصول الثلاثية في الكلمات، أي إرجاع أي كلمة كانت إلى ثلاثة أحرف للاطلاع على معناها في المعجم، ولكن هذه الخاصة لا توجد في اللغات الآرية، فلا ترتب المعاجم فيها بمقتضى أصول الكلمات بل ترتب كل كلمة كما تلفظ.»
وبعد، فإن من يريد أن يحمل اللغة العربية السامية على منهاج غيرها من اللغات الآرية، مع تباين ما بينها من الخصائص والمزايا والمقومات، هو كمن يطلب في الماء جذوة نار.
ومكلف الأيام ضد طباعها ... متطلب في الماء جذوة نار
٣ - بدأت بالترتيب على نسق: فالألف قبل الياء، والألف مع الباء قبل الألف مع التاء، وهكذا في ثالث الحروف منها. وأول ما أذكر من المادة الفعل الثلاثي المجرد على ترتيب أبوابه الستة التي يجمعها قول بعضهم: «فتح ضم، فتح كسر، فتحتان، كسر فتح، ضم ضم، كسرتان.» ثم أذكر بعد المجرد المعدي بالتضعيف من الثلاثي، كفرح من فرح؛ ثم المعدي بالهمز كأكرم، ثم افتعل، وتفعل، وهكذا وآخرها استفعل. ثم في الأسماء أبدأ بالثلاثي المجرد المفتوح الفاء، ثم مضمومها، ثم مكسورها، ثم المحرك، ثم صفة فاعل وفاعلة، ثم المفعول وما جرى مجراه، والفعال وما أشبهه، والفعيل وإضرابه، ثم المزيد الميم؛ ثم يتبع المادة المضاعف الرباعي، كزلزل في مادة ز ل ل، ثم أختم المادة بما جاء في أسماء العرب منها، ثم بأسماء الأمكنة والبلدان من بلاد العرب.
٤ - إذا ذكرت الفعل الثلاثي ذكرت مصادره كلها لأنها ليس لها ضابط مطرد. أما مصادر الثلاثي المزيد والرباعي مجردًا أو مزيدًا فلم أذكرها اكتفاء بعلم القارئ، لأنها مطردة إلا ما شد منها عن القاعدة، وهو نادر، فإني ذكرته إلى جانب فعله مثل: توضأ وضوءًا، وتطهر طهورًا، وصلى صلاة، وأدركه دركًا ومدركًا. على أنني وضعت للمصادر المطردة جدولًا في هذا الكتاب، يستحضر الطالب فيه ما يغيب عن ذهنه منها.
٥ - في الأكثر أذكر مع الفعل اسم الفاعل منه واسم المفعول. أما إذا كان في ذكره مفردًا فائدة، فإني أفرده في الذكر.
٦ - ذكرت النسب الشاذة عن القياس: كالجزي في النسبة إلى سجستان، والصنعاني في النسبة إلى صنعاء، والداوردي في النسبة إلى دراب جرد (بلد بفارس). ونبهت على شذوذها، ولم أذكر النسب القياسية إلا فيما ندر.
 
٧ - أشرت إلى الفعل المستقبل في الثلاثي المجرد بحركة عينه فوق خط أفقي، إن كان مفتوحها أو مضمومها، وتحت الخط أن كان مكسورها.
٨ - ذكرت الجموع ما استطعت لأنها في الثلاثي سماعية في الأغلب، ليس لها ضابط مطرد.
٩ - عند اختلاف عبارات الأئمة في تفسير الكلمة أختار فيما اتفق معناه أفضلها بحسب نظري، وأوفاها بالمراد. وربما جاءت عبارتهم مغلقة لا يفهم كل طالب المراد منها، فأردفها بما يفسرها جمعًا بين حفظ النص وفهم الطالب. مثال ذلك في مادة «ح ض ب» قالوا: الخصب سرعة أخذ الطرق الرهدن (الطرق: الفخ، الرهدن: العصفور). وربما جئت بالمعنى وحده في التفسير حيث يقتضيه الاختصار؛ مثاله: قالوا: الطحنة جوبة تنجاب في الحرة، فقلت: الطحنة أرض لينة وسط الحرة. وأما ما كان فيه اختلاف بينهم فإني أذكر الأقوال بعبارات موجزة.
١٠ - تجنبت ما استطعت مرد كل أقوال الأئمة في الاستدلال على ما ذهبوا إليه منهاـ، وتركت تعليلاتهم، إذ أن الطالب لا يطلب غير معنى الكلمة، وزبدة الأقوال فيها؛ وربما اقتصرت في هذه الأقوال على الأكثر استعمالًا والأشهر.
١١ - أشرت إلى المجاز معتمدًا في الحكم بمجازيته على أقوال الأئمة، ولاسيما الزمخشري في الأساس، وصاحب التاج، وعلى ما جاء في تضاعيف كتب الأئمة، وصل إليه بحثي ووقع في يدي، وعلى ما كانت العلاقة فيه ظاهرة.
١٢ - أشرت ما استطعت إلى الأصل في معنى الكلمة معتمدًا على نصوص الأئمة في ذلك. وأما لم يرد نص منهم في أصل معناه، وظهر لي فقد قلت فيه: والظاهر أن الأصل في المعنى كذا.
١٣ - كثيرًا ما كنت أعثر في تضاعيف مواد اللغة في كتب الأئمة على كلمة نادة عن مادتها، ولاحقة عرضًا بغيرها من المواد، بحيث يعسر الاهتداء إليها إذا طلبت، فأخذتها من حيث وجدتها وأبلغتها مأمنها في مادتها التي هي منها، وأشرت إلى المادة التي نقلتها ليراجعها من يريد.
١٤ - ذكرت ما وضعه أو صحح إطلاقه مجمعًا اللغة في عصرنا هذا (وهما مجمع اللغة العربية الملكي في مصر وهو المعروف بجمع فؤاد الأول، والمجمع العلمي العربي بدمشق) من الأسماء الجديدة للمسميات الحديثة منذ أنشئ المجمعان إلى يومنا هذا. وأشرت إلى المجمع العلمي العربي بدمشق بـ «م د» وإلى مجمع اللغة العربية الملكي بمصر بـ «م م».
١٥ - رأيت أن الأوزان والمكاييل ومقادير المساحة قد اختلفت قديمًا كما تختلف حديثًا باختلاف الأزمان واختلاف الأمكنة والبلدان، وتتفاوت الاصطلاحات عليها، وكثيرًا ما يرى
 
الناظر في الكتب العربية اسم الطسوج والقيراط والدرهم والمثقال والإستار والكيلجة والقفيز والجريب والكر والوسق ونحو ذلك، ولا يهتدي إلى نسبتها فيما يعادلها من مقادير هذا العصر؛ فحرصت على حل المشكل بقدر ما أستطيع. وعثرت في منشورات مجلة المقتبس الدمشقية على رسالة لنجم الأئمة الشيخ رضي الدين الإسترابادي، استخرج فيها من أقوال الأئمة اللغة وأئمة الفقه آراءهم في هذه المقادير، وبينها بالحبة والدرهم والمثقال، واعتمد على أشهر الأقوال التي اعتمدها الفقهاء في تقاديرهم الشرعية، فعنيت بتطبيقها على الأوزان والمكاييل العشرية من الغرام والمتر. واستخرجت النسبة من معادلة الدرهم العثماني الذي هو الدرهم البغلي المعروف عند اللغويين بأنه ٦٤ حبة على أنه ٣ غرامات و٠.٢٠٧٣٦٢ من الغرام، حسب بيان دار الضرب العثمانية كما هو وارد في التقادير الرسمية، ووضعت لها جداول خاصة في كتابي هذا.
١٦ - رأيت كلمات طرأـ على اللغة في العصر العباسي، بعضها اندثر ولكنه لا يزال مذكورًا في مؤلفات ذلك العصر مثل الكردناج والبزماورد والدقدان والشامرك، وبعضها ما زال مستعملًا إلى اليوم. وهذه الطارئة ليست من صلب اللغة وأكثرها دخيل، ولكنها شاعت، ولم يتحرج مؤلفو هذا العصر من إدماجها في عباراتهم، فكان من الخير أن أتعرض لها في كتابي هذا. وقد وقع لأحد الجهابذة، وهو أبو عبد الله بن الطيب الفاسي المتوفى سنة ١١٧٠ هـ، أن أنكر على صاحب القاموس تفسيره العنة بالدقدان لأنه لم يعرف معناه فقال: ولعل المراد به الغليان. والدقدان من الألفاظ العباسية لما ينصب عليه القدر، ويعرف اليوم في لبنان بالمنصب. فبحثت فيما اطلعت عليه منها بقدر وسعي وأثبتها في كتابي هذا.
١٧ - كنت وما زلت أجد كثيرًا من العامي الذي يمكن رده إلى الفصيح، وأحس تحريف الفصيح في الكلام العامي، فتتوق نفسي إلى ولوج باب البحث فيه، فأقدمت بعد إحجام لصعوبة البحث ووعورة الطريق، وعنيت به، وفتحت الباب للمحققين بما أقدمت عليه بقدر المستطاع، وبقدر ما وصل إليه علمي وبحثي من جذبه إلى الفصيح وتطبيقه عليه. وقد يكون المأخذ قريبًا سهلًا، وقد يكون بعيدًا يحتاج إلى شيء من التكلف، وقد تكون الكلمة دخيلة من الآرامية أو الفارسية أو غيرهما. ومهما تيسر لي ردها إلى أصل عربي كان عندي أولى من حملها على ًال غير عربي، واعتبارها دخيلة، ما دام لي مجال لإلحاقها بالمادة العربية.
سلكت هذا الطريق وأنا أعلم أنني سلكت سبيلًا شاقة، وتوقلت عقبة صعبة لا آمن فيها العثار، ولا أبرأ من الزلل- والعصمة لله- ولكنه فتح يجب أن ينفتح ليستقر أمره وينتظم. ولا بد لإدراك الثمرة من أن يتسع فيه المقال وتظهر آراء الرجال.
ولكنني خشيت أن يختلط الصحيح الفصيح بالعامي في متن الكتاب، فجعلت مكان العامي هامش
 
الكتاب، والله الموفق للصواب.
ولا حاجة لأن أقول أن أكثر ما ذكرته من العامي إنما هو من اللهجة التي أسمعها كل يوم، بل تدخل سمعي كل ساعة، وهي لهجة بلاد ساحل الشام من سفوح لبنان، وبالأخص لهجة بلدي جبل عاملة. ولم آل جهدًا في إثبات ما سمعته من عامية غير هذه الديار.
على أنني توسعت في هذا البحث في كتاب خاص أسميته «رد العامي إلى الفصيح».
١٨ - حرصت أن لا تفوت كتابي هذا مادة ذكرت في لسان العرب وتاج العروس، وهما أكثر كتب الأئمة المعروفة لدينا جميعًا لمواد اللغة، فكان كتابي هذا جامعًا لكل ما يمكن أن يطلبه طال اللغة، فلا تمر به كلمة من كلماتهم إلا ويكون لها تفسير فيه؛ فإن بلغت بذلك رضا الطالب فهو غاية المرام، وإلا فاللغة بحر لا يدرك ساحله.
وقد رأيت كثيرًا من ناشئة اليوم قد أولعوا بالإعراض عن الكلمات الغريبة الوحشية التي هي غير مأنوسة في الاستعمال. فإن كان هذا من حيث الاستعمال فصالح، وهو حق وصواب، ويحسن بنا أن نتخير لكلامنا في منظومنا ومنشورنا الألفاظ العذبة السائغة ونتجنب الحوشي والوحشي الثقيل على السمع واللسان. وإن كان من حيث هجرها المطلق وطلاقها البائن حتى لا تذكر في معاجمنا، فذلك غير صالح لأنها من تراث اللغة القديم الذي لا يستغنى عن معرفته متأدب ينظر في كلام العرب وخطبهم وأشعارهم وأخبارهم، وهجرها هذا يقطع الصلة بينا وبين سلفنا، ذلك السلف الذي نفتخر ببيانه وشرف لسانه، بل هو بت للحبل بين قديم اللغة وحديثها. وقد تجد كلمات كانت غير مأنوسة في زمن، وأتى عليها زمن آخر تداولتها الألسن، فأنست بعد نفار، وتأهلت بعد استيحاش.
١٩ - رأيت منذ شرعت في كتابي هذا أن الاعتماد على كتب الأئمة السالفين، وهم الذين أوتوا خطأ وافرًا من العلم باللغة، وافنوا زهرة أيامهم في تحصيله، وبذلوا في سبيله كل جهد، وتحملوا كل عناء، حتى بلغوا من ذلك الذروة أو كادوا، وأحرزوا فيه ملكة راسخة، وتحقيقًا واسعًا، رأيت أ، الاعتماد عليهم هو الذي يجب علينا أن نهتم له، وأن نعني به كل العناية، لأن كتب المتأخرين المعاصرين غير مأمونة الخطأ. فتجنبت بادئ بدء مراجعة كتب المتأخرين المعاصرين حتى لا تسري إلى أغلاطهم من حيث لا أشعر بها، وهذا كتاب أقرب المواد للشرتوني، وهو أكثر كتب المعاصرين رواجًا بين أيدي الكتاب والطلاب على جلالة قدره، فإني راجعت أوائله بعد إتمام مؤلفي هذا فاستخرجت له نحوًا من أربعمائة غلطة من ثلاثمائة صفحة نشرتها في مجلة المجمع العلمي العربي بدمشق في المجلد: ٢١ صفحة ١١٨ و٢١٨ و٣١٧، وفي المجلد: ٢٢ صفحة ٣٤٥.
 
ولكن ما وصل إلينا من كتب الأئمة وتداولته أيدينا على جامعيته الكبرى وتحقيقه الجم، كان عسير المأخذ لقلة ترتيبه، كلسان العرب لجمال الدين محمد بن مكرم الأنصاري الخرزجي الأفريقي، المعروف بابن منظور وبابن مكرم المتوفى سنة ٧١١ هـ. وهو الذي جمع فيه تهذيب الأزهري، ومحكم ابن سيده، وصحاح الجوهري، وحاشية ابن بري، وجمهرة ابن دريد، ونهاية ابن الأثير وغير ذلك، والذي قيل فيه: انه أعظم كتاب ألف في مفردات اللغة! ومثل: تاج العروس في شرح القاموس للسيد محمد بن محمد، المعروف بالمرتضى الزبيدي الحسني المتوفى سنة ١٢٠٥ هـ؛ فلا يكاد الطالب يظفر بحاجته إلا بعد عناء وجهد.
فوضعت أمامي تاج العروس إلى جنب القاموس المحيط للشيخ مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروزابادي الشيرازي المتوفى سنة ٨١٧ هـ إلى جنب لسان العرب؛ فكنت آخذ المادة فأطالعها في القاموس مدققًا بقدر الاستطاعة في شرحها في التاج واختصرها في مسودة، ثم أعارضها بما في لسان العرب- والقاموس وشرحه التاج عيالان على لسان العرب كما لا يخفي- واحرص في الاختصار أن لا أخرج عن مرادهم ومدلول كلامهم؛ ثم انظر بعد ذلك في كتاب أساس اللغة للزمخشري، وفي مختار الصحاح للرازي، وفي المصباح المنير للفيومي؛ وبعد ذلك كله أثبت ما استخرجته في موضعه من كتابي هذا، على أنني فيما أنقله من هذه الكتب الخمسة لا أنبه إلى اسم الكتاب المنقول عنه؛ وأما ما أنقله عن غيرها فإني أنبه إليه وإلى اسم الكتاب.
وإنني أرجو أن لا يتسرع منتقد كتابي هذا بالحكم علي بالخطأ، إذا رأى ما يخالف نص بعض كتب الأئمة كالقاموس مثلًا، قبل أن يرجع إلى كتاب إمام آخر؛ فإنني وجدت اختلافًا بين هذه الكتب في ضبط الكلمة حتى بين التاج واللسان، مع أن الأول قد أخذ عن الثاني، وكثيرًا ما يكون أخذه بالحرف الواحد، فإذا رأى المخالفة لهما معًا ولم يكن مذكورًا سند القول عندي، صح له أن يسجل على الخطأ، وأما اختيار أحد القولين فليس من الخطأ في شيء.
٢٠ - لم أذكر في معجمي اصطلاحات العلوم والفنون لأنها خارجة عن اللغة، اللهم إلا ما كان منها له أساس بالمتن.
٢١ - أما الحديث عن الواو والياء في المعتل الأجوف والناقص في كتابي هذا، فإنني وجدت من سنن العرب أنهم يدخلون أحد حرفي اللين على الآخر أي تدخل الواو على الياء، والياء على الواو، لأنهما من حيز واحد وهو الهواء، وهما حرف لين كما صرح به صاحب اللسان عن الأزهري في مادة «ح ي ض» وكما جاء في التاج في مادة «ط ل و»وحكاه الأحمر عن العرب من قوله: أن عندك لأشاوي، في جمع شيء، وأصلها أشايا؛ وكما جاء في الطلاوة لما يطلي به الشيء فإنها من «طليت» نص عليه صاحب التاج؛ وكما جاء في الدعاية فإنها من دعوت، وقد جاءت دعاية في
 
الحديث النبوي الشريف؛ وكذلك الشكاية فإنها من شكوت ولم يقولوا الشكاوة.
ووجدت أن الواو والياء بهذا الاعتبار قد أصبحا بكثرة تعاقبهما، وحلول أحدهما محل الآخر في كثرة لم تكن في حرفين من حروف الهجاء غيرهما، قد أصبحا كالحرف الواحد مثل: كينونة من الكون، ودام ديمومة من الدوام، وساد سيدودة من السيادة، وصاغ يصوغ صوغًا وصياغة وصيغوغة وهو صواغ وصياغ. ومثل: صيم وصيام وصيامي من الصوم. ووجدت أنهم أوجبوا اعلال الأجوف المفتوح الفاء بإبداله ألفًا لينة سواء كان واويًا أو يائيًا؛ فإذا لم يعلموا أصله حمله بعضهم على باب «نصر» وبعضهم على باب «ضرب» وبعضهم أجاز الأمرين. وإن هذا الماضي المعتل يأتي على ضروب منها:
١ - ما لا خلاف في أصله، كقام فيما ًاله الواو، وباع فيما ًاله الياء.
٢ - ما صح عندهم مجيئه واويًا أو يائيًا بمعنى واحد، كحاز الإبل يحوزها ويحيزها حوزًا وحيزًا، بمعنى ساقها سوقًا شديدًا؛ وهذا الضرب أكثر من أن يحصى في كلامهم.
٣ - ما اختلفوا في ًاله، كالأريحية، جعلها صاحب اللسان من بنات الياء، وعدها الفارسي من بنات الواو.
٤ - ما استعمل في معنيين متفرعين من أصل واحد، فانفرد أحدهما بالاستعمال وجعل من بنات الياء، واستقر المعنى الآخر في بنات الواو، كالشوب بمعنى الخلط، والشيب لبياض الشعر في سواده، فقيل في الأول شاب يشوب شوبًا، وفي الثاني شاب يشيب شيبًا.
٥ - ما لم يظهر لهم أصله فحملوه على أحد الوجهين أو أجازوه فيهما معًا.
وقد حاول بعضهم تخليص الواو من الياء في ترتيب المواد في معاجمهم، فلم يوفقوا كل التوفيق في ذلك. وقد جريت في كتابي هذا على جعل ما كان من الضرب الثاني والثالث والخامس في مادة واحدة، وفصلت فصل الواو عن فصل الياء فيما كان من الضرب الرابع. وأما الضرب الأول فهو متميز بلفظه ومعناه، وباب القول مثلًا غير باب البيع طبعًا. ومن اله أستمد العون والتوفيق.
 
المصادر القياسية للأفعال المزيدة
الفعل ... مصدره ... مثاله
فعل من الصحيح ... تفعيلًا: التفعيل ... علم تعليمًا
فعل من المعتل اللام ... تفعلة: التفعلة ... سمى تسمية
افعل من صحيح العين ... إفعالًا: الإفعال ... أكرم إكرامًا
افعل من معتل العين ... أفعاله ... أقام إقامة
تفعل ... تفعلًا: التفعل ... تعلم تعلمًا
تفعل إذا كان معتل اللام قلبت ألفه الأخيرة ياء ... تأتي تأتيًا
افتعل ... افتعالًا: الافتعال ... اصطفى اصطفاء
انفعل ... انفعالًا: الانفعال ... انفرج انفراجًا
افعل ... افعلالًا: الأفعلال ... احمر احمرارًا
افعال ... فعيلالًا: الافعيلال ... احمار احميرارًا
استفعل ... استفعالًا: الاستفعال ... استخرج استخراجًا
استفعل إذا كان معتل العين قلبت عينه ألفًا ولحقته تاء التأنيث استقام استقامة «واصلة استقوامًا»
افعنلل ... افعنلالًا: الافعنلال ... احرنج احرنجامًا
فعلل ... فعللة وفعلالًا: الفعللة والفعلال ... دحرج دحرجة ودحراجًا والثاني ... قياسي في المضاعف الرباعي وسماعي في غيره
تفعلل ... تفعللًا: التفعلل ... تدحرج تدحرجًا
فاعل ... مفاعلة وفعالًا: المفاعلة والفعال ... قاتل مقاتلة وقتالًا
«وتقل فعالًا في ما كانت فاؤه ياء ... كياسرة مياسرة، ويامن ميامنة»
تفاعل ... تفاعلًا: التفاعل ... تظاهر تظاهرًا
وإذا أعلت لأمه قلبت ألفه ياء نحو: ... تقاضى تقاضيًا
أفعول افعيلالًا: ... الافعيلال ... اعشوشب اعشيشابًا
فوعل ... فوعلة وفيعالًا: الفوعلة والفيعال ... حوقل حوقلة وحيقالًا
افعلل ... افعلالًا وفعله: الافعلال والفعلة ... اقشعر اقشعرارًا وقشعريرة
 
الرموز الواردة في الكتاب
الرمز ... ما يشير إليه
َ ... إشارة لفتح حركة العين في مستقبل الثلاثي
ً ... «لضم» «...» ... «...» ... «
ِ ...»لكسر «» ... «» ... «
َُ ...»لجواز الضم والفتح في مستقبل الثلاثي
ُِ ... «»الفتح والكسر «...» ... «
ُِ ...» «الضم والكسر» ... «...»
ُ ... «»الحركات الثلاث«...» ... «... َ
: ... تشير إلى التفسير
» «... إشارة إلى أن ما بينها عارض للعبارة، أو لأصل المعنى
- - ... تفسير للكلمة التي قبلها
ابن كمال ... المعربات لابن كمال
بط ... الاقتضاب للبطليوسي
بيان ... مجمع البيان للبطليموسي
بيضاوي ... تفسير البيضاوي
ت ... أحمد تيمور المصري
ته ... مختصر تهذيب الألفاظ لابن السكيت
تاج ... تاج العروس
ج ... تشير إلى الجمع
جج ...» «جمع الجمع
ججج ...» "جمع جمع الجمع
 
د ع ... نادي دار العلوم بمصر سنة ١٩١٠
ر ض ... احمد رضا
ز ... إشارة إلى المجاز
ز ز ... «» " في المجاز
س ... إشارة إلى أنه يستوي فيه المفرد والمثنى والجمع، والمذكر والمؤنث
سر ... سر الليالي
ش ... مجمع مصر الأول سنة ١٨٩٣ (الشيخ محمد عبده)
شف ... شفاء الغليل
صبح ... صبح الأعشى
غ ق ... غير قياسي
ق ... قياسي
ك ... انستاس الكرملي
كـ ... الكامل للمبرد
ل ... لسان العرب
لهما ... إشارة إلى أنه يستوي فيه المذكر والمؤنث
م ج ... معجم الحيوان للمعلوف
م د ... المجمع العلمي العربي بدمشق
م ز ... معجم الزراعة للشهابي
م ش ... معجم الشهابي
م م ... معجم اللغة العربية الملكي بمصر
نوادر ... نوادر أبي زيد
و- ... إشارة إلى إعادة المادًة المفسرة
 
المقادير عند العرب
لما انصرف العرب في البحث العلمي الرياضي إلى اتخاذ وحدة قياسية ثابتة للموازين والمكاييل والمقاييس، وضعوا لوحدة الثقل «الحبة» وأرادوا بها في الأصل حبة الشعير من حيث ثقلها، وبنوا عليها أوزانهم في ما فوقها، وقاموا بتجزئتها إلى ما دونها، وكان أكبر مقدار اصطلحوا عليه «الكر» ومقداره ٧/ ٢ ٣٣٣٢٥٧١٤ حبة، وأصغر مقدار عندهم في ما دون الحبة الهباء أي ١ من ١٧٤١٨٢٤ من الحبة.
ووضعوا لوحدة المقاييس «الذراع» وأصلها ذراع اليد من طرف المرفق إلى طرف الإصبع الوسطى، وذلك من مستوى الخلقة، وهي الذراع الشرعية وقدروها «بأربع وعشرين» إصبعًا. وبنوا قياس الإصبع على حبة الشعير أيضًا من حيث عرض سطحها أي أحد جنبيها، وقدروا هذا العرض بست أو سبع شعيرات متلاصقات بالسطح الأكبر بحيث يكون ظهر كل شعيرة إلى بطن الأخرى.
واختلف الذراع باختلاف الأمصار ولكن الذراع المقدرة بأربع وعشرين إصبعًا، وتسمى الشرعية، بقيت معتمدة عند الفقهاء، وهي وحدها المقدرة بـ ٢٤ إصبعًا، لا كما قدرها كاتب مستشرق في دائرة المعارف الإسلامية لكل ذراع.
ووضعوا الوحدة المكاييل «المد» وأصله ملء الراحتين مبسوطتين طعامًا من معتدل الخلقة. ولما تعسر الضبط في إرجاع المقادير المكيلة إليه احتاجوا إلى تقديره بالوزن المعين، صونًا عن الخبط والخلط، فاعتبروا فيه الدرهم أو المثقال الشرعيين واختلفوا في مقداره منهما، وبقي هذا الاختلاف قائمًا مع اختلاف الأقطار إلى زمن الدولة العثمانية التي جعلت الوحدة للأوزان، الدرهم، وهو جزء من أربعمائة جزء من الآفة، وجعلوا تحت الدرهم، القيراط، والدرهم ١٦ قيراطًا، والقيراط أربع قمحات، فالقمحة أو الحبة أصغر مقدار في الوزن. وهذا الدرهم العثماني ينطبق على الدرهم البغلي الذي كان معروفًا عند العرب قبل الدولة العثمانية، وهو منسوب إلى رأس البغل، لقب أحد ملوك الروم الذين خلفهم العثمانيون في ملك القسطنطينية.
وفي أواخر أيام العثمانيين، مالت بهم الرغبة إلى استعمال الكيلو والغرام في الأوزان، وإلى المتر في المقاييس، وهو الاصطلاح الفرنسي الذي كاد يكون اصطلاحًا عامًا في هذا العصر.
وأما المتر فهو جزء من عشرة ملايين جزءٍ من ربع دائرة الأرض. وأما الغرام فهو ثقل عشير مكعب «سنتي متر» من الماء المقطر الذي حرارته أربع درجات بميزان الحرارة المئوي «سانتيغراد».
 
الأوزان
وقد رأيت أن الكشف عن حقائق الأوزان العربية التي هجر استعمالها، لم يعن به أحد من الباحثين عناية صالحة، فوضعت هذه الجداول ذاكرًا فيها الأوزان والمقاييس العربية الواردة في كتب اللغة والفقه، ثم نسبتها إلى المقاييس العشرية الفرنسية.
ولكني بعد أن رأيت الاختلاف فاشيًا بين الأئمة في المقادير العربية التي قصدت إلى جهة منها، وهي ما حققه علامة القرن الحادي عشر الشيخ الإمام رضي الدين محمد بن الحسن القزويني في رسالته «ميزان المقادير في تبيان التقادير» وهي المنشورة في مجلة المقتبس الدمشقية؛ فاعتمدت عليها ثقة مني بعلم مؤلفها وجودة تحقيقه.
ولأجل معرفة النسبة بين وجوه المقاييس عند الفريقين اعتمدت على ما استقر عليه رأي الدولة العثمانية في هذه النسبة. والدولة العثمانية هي وريثة الدول العربية، وفيها استقرت الخلافة العربية أربعمائة سنة، مالكة أزمة البلاد العربية من أقصاها إلى أقصاها. وقد كانت الدولة تخرج بيانًا شاملًا في أكثر السنين عن الدولة ومصطلحاتها يسمونه «السالنامة». ووقع في يدي من هذه السالنامات نشره ولاية بيروت لسنة ١٩٠١ ميلادية ١٣٧١ مالية. ورأيت فيها نسبة الدرهم والآفة العثمانيين إلى الكيلو والغرام الفرنسيين. وبعد ذلك أكد لي هذه النسبة أنني رأيتها بعينها مذكورة في بعض الكتب المدرسية التركية التي كانت تدرس في المدارس الرسمية؛ فكان من ذلك أن الدرهم العثماني هو «٦٤ حبة» ويعادل ثلاثة غرامات و٢٠٧٣٦٢٥ جزءًا من الغرام. والآفة، وهي أربعمائة درهم، تعادل ١٢٨٢.٩٤٥ غرامًا. فتكون الحبة أو القمحة أو الشعيرة على هذا تعادل ٦٤/ ٢٥ ٠.٠٥١١٥٠ من الغرام. وعلى هذا الأساس جريت في تدويني النسبة بين القديم والحديث من هذه المقادير، ولم أتجاوز في رقم الكسور العشرية حد المليون من أجزاء الغرام، فإذا كان هنالك كسر دون النصف عددته صفرًا وإن كان فوق النصف عددته واحدًا.
 
المقاييس
قلنا: إن وحدة المقاييس عند العرب هي الذراع وتنتهي في ما دون الذراع إلى شعرات البرذون. وقلنا: إن الذراع اختلفت بعد ذلك باختلاف الأزمان والأمصار، فمنها الذراع الحديد السوداء، والذراع الهاشمية، والذراع البلدية، وهكذا ما نراه في هذه الملحقة بهذا البحث. وفوق الذراع، القصبة، وهي ست أذرع هاشمية وثمان بالشرعية و٩/ ٧١ بالحديد. وفوق القصبة الأشل، وهو حبل طوله عشر قصبات، وفوقه الميل، والأصل فيه مد البصر وقدروه بأربعة آلاف ذراع شرعية أي ٩٦٠٠٠ إصبع أو ثلاثة ألاف وخمسمائة ذراع، وهو مختار الشهيد في البيان، وقيل ثلاثة آلاف ذراع، وخير الأقوال أوسطها. ثم فوق الميل الفرسخ، وهو ثلاثة أميال، وفوق الفرسخ البريد، وهو أربعة فراسخ أي اثنا عشر ميلًا.
ومن مقاديرهم، القدم، وهو ٢٥ عشيرًا «سنتيمترًا». هذا كله في المساحة الامتدادية. وأما المساحة السطحية فلهم فيها القفيز الأرضي، وهو ثلاثمائة وستون ذراعًا هاشمية، حاصلة من ضرب الأشل في نفسه. ومن مقاديرهم في المساحة المكعبة أي ذاتا الطول والعرق والعمق، الكر لمقدار من الماء لا يتأثر بملاقاته للنجاسة، ومقداره عند فقهاء الجعفرية ألف ومائتا رطل بالعراقي، وقد روه بالمساحة المكعبة ثلاثة أشبار في مثلها عرضًا في مثلها عمقًا؛ أو ثلاثة أشبار ونصف طولًا وعرضًا وعمقًا. فيكون مكعب الأول ٢٧ شبرًا، ومكعب القول الثاني ثلاثة وأربعين شبرًا إلا ربع الشبر. وكلا القولين تقريب من الوزن لا خلاف فيه عندهم، فها إذًا من قبيل التقريب في التحقيق، لا تحقيق قائم برأسه. وعلى هذا فالقول الأول أرجح، إن لم يكن الأصح.
وقد قدر الإمام الشافعي الماء الذي لا يتأثر بملاقاة النجاسة قدر قلتين أي خمسمائة رطل بالبغدادي، كما شرح ملتقي الأبحر، أي ١٥٤ كيلًا و٦٤١ غرامًا.
 
جداول الأوزان والمكاييل
الحبة تساوي ٢٥ ٠،٠٥٠١١٥٠ غ
٦٤
١ - ما دون الحبة ...
الاسم ... حبة ... غرام
الهباء ... ١ ... ٠،٠٠٠٠٠٠٠٣ غ ... ١٧٤١٨٢١
الذرة ... ١ ... ٠،٠٠٠٠٠٠٢ غ ... ٢٤٨٨٣٢
القطمير ... ١ ... ٠،٠٠٠٠٠٢٤ غ ... ٢٠٧٣٦
النقير ... ١ ... ٠،٠٠٠٠١٩٣ غ ... ٢٥٩٢
الفتيل ... ١ ... ٠،٠٠٠١١٦٠ غ ... ٤٣٢
الفلس ... ١ ... ٠،٠٠٠٦٩٦٠ غ ... ٧٢
الخردل ... ١ ... ٠،٠٠٨٣٥٢٥ غ
٦

٢ - ما فوق الحبة
الاسم ... حبة ... غرام
الطسوج ...،١٠٠٢٣٠ غ
القيراط العراقي ... /٣ ٣ ...،١٧١٨٢٥ غ
قيراط الدرهم ...،٢٠٠٤٦٠ غ
القيراط الملكي ...،٣٠٠٦٩٠ غ
الدانق ... ٨ ...،٠٤٠٠٩٢ غ

٣ - الدرهم وما فوقه
الاسم ... حبة ... غرام
الدرهم الطبري ... ٣٢ ... ١،٦٠٣٦٨١
الدرهم الشرعي ... ٤٨ ... ٢،٤٠٥٥٢
الدرهم البغلي العثماني ... ٦٤ ... ٣،٢٠٧٣٦٢
المثقال الشرعي ... ٧/ ٤ ٦٨ أو ٧/ ٣ الدرهم الشرعي ... ٣،٤٣٦٤٦٠
المثقال الوافي ... ٨٠ ... ٤،٠٠٩٢٠
المثقال العراقي ... ٨٤ ... ٤،٢٠٤١٣٣
المثقال الشامي الصيرفي ... ٩٦ أو ٢/ ١ ١ درهم بغلي ... ٤،٨١١٤٣٧
النواة ... ٢٤٠ أو ٥ درهم شرعي ... ١٢،٠٢٧٦٠٩
الاستار ... ٧/ ٤ ٣٠٨ أو ٧/ ٤ ٦ درهم شرعي ... ١٥،٤٦٤٠٦٩
الاوقية الطبية ... ٧/ ٤ ٣٠٨ أو ٧/ ٤ ٦ درهم شرعي ... ١٥،٤٦٤٠٦٩
عن ابن سينا ... ٤٨٠ أو «» ... ٢٤،٠٥٥٢١٩
الاوقية الطبية ... ٧/ ٢ ٥١٤ أو ٧/ ٥ ١٠ " ... ٢٥،٧٧٣٤٥٠
 
٤ - الرطل وما فوقه
الاسم ... حبة ... غرام
الرطل العراقي= ٧/ ٤ ١٢٨ درهمًا شرعيًا ... /٣ ٦١٧١ ...،٢٨١
الرطل العراقي= ١٣٠ درهمًا شرعيًا ...،٧١٨
المنا المصري ...،٣٤٧
«الرومي ...،٦٤٣
» الطبي= رطلان عراقيان ... /٦ ١٢٣٤٢ ...،٥٦٣
الكيلجة ... /٦ ٢٣١٤٢ ...،٨٠٥
الأقة الاستامبولية ...،٩٤٥
الرطل الشامي= أقتان ...،٨٩٠
المكوك ... /٤ ٦٩٤٢٨ ...،٤١٦
القفيز ... /٤ ٥٥٥٤٢٨ ...،٣٢٥

٥ - الكر
الاسم ... غ ... ك
العور، وهو مكيال لأهل خوارزم ...،٨٠٤
الكر المائي= ١٢٠٠ رطل عراقي ...،٥٥٥
«»= ١٢٠٠ رطل عراقي= ٣٤٠ درهمًا ...،٤١٣
الكر المكيالي= ٣٨٤٠ مدًا بالاعتبار (٢) ...،٦٨٠
الكر= ستون قفيزًا ...،٤٧٣

المكاييل وتقديرها بالوزن
٦ - المد
اعتبار ... رطل ... غرام
المد ١ ... /١ ١ ...،٦٠٢
«... ٢ ... /١ ١ ...،٣٧٥
» ... ٣ ...،٥٦٣
«... ٤ ... /١ ٢ ...،٨٨٣
» ... ٥ ... والرطل يساوي ١٣٠ درهمًا ...،٦١٥

٧ - الصاع
اعتبار المد ... غرام ... ك
الصاع ١ ...،٤٠٧
«٢ ...،٥٠١
» ٣ ...،٢٥١
«٤ ...،٥٣٢
» ٥ ...،٤٦١
 
٨ - القسط
الاسم ... مد ... اعتبار ... غ ... ك
القسط ...،٢٠٣
«...،٧٥٠
» ...،١٢٧
«...،٥٢٨
» ...،٢٣٠

٩ - الكتل يساوي ١٥ صاعًا
الاسم ... صاع ... اعتبار ... غ ... ك
المكتل
«
»
«
»

١٠ - الوسق يساوي ستين صاعًا
الاسم ... صاع ... اعتبار ... غ ... ك
الوسق
«
»
«
»

١١ - الويبة
الاسم ... مد ... غ ... ك
الويبة ... والمد= رطل وثلث
«...»= «»

١٢ - الفرق
الاسم ... رطل ... اعتبار الرطل درهم ... غ ... ك
الفرق ... /٤ ١٢٨ الدرهم الشرعي
«...» «»

١٣ - متفرقات من الأوزان والمكاييل
الاسم ... غ ... ك
الاردب ... يساوي ٩٦ مدًا. والمد يساوي ٣/ ١ ١ رطل والرطل ٧/ ٤ ١٢٨ الدرهم الشرعي
الجريب المكيالي ... يساوي ٤ أقفزة
الكر المكيالي ... يساوي ٤٠ أردبًا
 
جدول المساحة
١ - المساحة الامتدادية ... إصبع ... متر
الذراع الشرعية ... .٤٨
«الحديد السوداء ... .٥٤
» الهاشمية ... .٦٤
«البلدية وهي ذراع المساحة ... .٥٨
»البيروتية ... /٢٨ ٠.٦٨
«الدمشقية ... .٧٠
»المعمارية ... .٧٥
القبضة ... .٠٨
الشبر ... .٢٤
القصبة، وهي ٨ أذرع هاشمية ... .٨٤
الأشل، وهو عشر قصبات ... .٤٠
الميل
١: باعتباره ٤٠٠٠ ذراع شرعي ... .٠٠
٢: «٣٥٠٠» ... «... .٠٠
٣:»٣٠٠٠ «...» ...،٠٠
الفرسخ وهو ثلاثة أميال على الاعتبارات الثلاثة.
البريد وهو أربعة فراسخ على الاعتبارات الثلاثة.
٢ - المساحة المكعبة
القفيز الأرضي: مضروب القصبة في الأشل ... يساوي ١٤٧٠٤٥٦ مترًا
الجريب الرضي: مربع الأسل، والأسل ستون ذراعًا هاشميًا ... = ١٤٧٥،٥٦ «
الجريب الرضي: مربع الأسل، والأسل مائة ذراعًا هاشمي. ... =٤٠٩٦،٠٠»
العشير: عشر القفيز ... =١٤،٧٤٥٦ «
الذراع الشرعي المربع: ٠،٤٨ x ٠،٤٨ ... =٠.٢٣٠٤»
الذراع الهامشي المربع: ٠،٦٤ x ٠،٦٤ ... =٠.٤٠٩٦ «
الذراع الرسمي العثماني المربع: ... = ٠،٥٧٤٥»
الدونم: ألف وستمائة ذراع عثماني مربع: ... = ٩١٩،٢٠ "
 
جدول الموازين والنسبة بينها محولة إلى الغرامات
قفيز ... مكوك ... كيلجة ... منا ... رطل ... أوقية ... سنار ... مثقال شرعي ... درهم شرعي ... دانق ... حبة ... كور غرام ... غرام ... كيل
الكر ... ٧/ ٥ ... ٢/ ٧ ... ٢/ ٧
القفيز ... ٣/ ٤ ... ٤/ ٧ ... ٤/ ٧
المكوك ... ٥/ ٨ ... ١/ ٤ ... ١⁄٢ ... ٣/ ٧ ... ٤/ ٧ ... ٤/ ٧
الكيلجة ... ٧/ ٨ ... ٣/ ٤ ... ١⁄٢ ... ١/ ٧ ... ٦/ ٧ ... ٢٣١٤٢ ٦/ ٧
المنا ... ١/ ٧ ... ٦/ ٧ ... ٦/ ٧
الرطل ... ٤/ ٧ ... ٣/ ٧ ... ٣/ ٧
الأوقية ... ٢/ ٣ ... ١⁄٢ ... ٥/ ٧ ... ٢/ ٧ ... ٢/ ٧
الاستار ... ١⁄٢ ... ٣/ ٧ ... ٤/ ٧ ... ٤/ ٧
المثقال الشرعي ... ٣/ ٧ ... ٤/ ٧ ... ٤/ ٧ ... ٤٣٦٥
الدرهم الشرعي
الدانق
الحبة
 
الكلمات الطارئة على اللغة
عدد الكلمات ... رمزه في الجدول
١ - ما عربه مؤلف المعجم ... ١٣٢ ... ر ض
٢ - «»مجمع اللغة العربية الملكي بمصر «مجمع فؤاد الأول» ... ٢٤٦ ... م م
٣ - «» المجمع العلمي العربي بدمشق ... ١٤٧ ... م د
٤ - «»مجمع مصر الأول سنة ١٨٩٣ ... ٢٠ ... ش
٥ - «»نادي دار العلوم بمصر سنة ١٩١٠ ... ١٢٣ ... د ع
٦ - «»أحمد تيمور المصري ... ٣٠ ... ت
٧ - «»انستاس الكرملي ... ٦٠ ... ك
٧٥٨
 
ما عربه المؤلف الشيخ أحمد رضا
الرقم ... الكلمة المختارة ... ما اختيرت له ... مجمل قول أهل اللغة
١ ... التأريف. الأرفة ... وضع معالم الحدود في الأرضين ... أرف الأرض: قسمها وحددها ... (الكادستر) الأرفة: علامة الحد. ... الأرفة: الحد.
٢ ... الأرنة ... القريشة في لبنان. ... الأرنة: الجبن الرطب.
٣ ... الأريكة ... المقعد المعروف بالصوفة Sofa. ... سرير منجد في قبة أو بيت.
٤ ... الإزار ... ملاحق المعاهدات Annexe. ... يسمى أهل الديوان ما يكتب آخر الكتاب من نسخة أو عملٍ أو فصل في مهم «الإزار».
٥ ... البراح ... الأرض الخالية من الشجر «سليخ». ... البراح: المتسع من الأرض لا شجر فيه.
٦ ... البزيع ... جانتلمان Gentileman. ... السيد الشريف، الغلام الظريف اللبق.
٧ ... التبطيح ... فرش الأرض بالباتون. ... بطح المسجد: ألقي فيه البطحاء، وهو الحصى اللين، ووثره فيه.
٨ ... الحموجلة ... أنية زجاج تسمى المرطبان. ... الحوجلة: القارورة الواسعة الفم.
٩ ... الحمور ... الأبيض الناعم مما تبيض به المرأة وجهها للتجميل. ... الحور: شيء يتخذ من الرصاص المحرق تطلي به المرأة وجهها.
١٠ ... البياح. البياح ... السمك المحفوظ في العلب «السردين» ... السمك يربب في الإدام كالزيت والملح والخل.
١١ ... الترمسة. التونسة ... Fosse، Tranchee ... يقال: حفر ترمسة تحت الأرض أي سردابًا.
١٢ ... الترمس ... Thermus قارورة تحفظ حرارة ما فيها من طعام وشراب. ... تبقى على ما كانت عليه.
١٣ ... الترنوق ... الموش في لبنان. ... الطين الذي يرسب في مسايل الماء.
١٤ ... الغرين، الغريل ... الطمي في مصر. ... الطين الذي يحمله السيل فيبقى على وجه الأرض.
١٥ ... الكجة ... لعبة التنس ... لعبة لهم يأخذون خرقة فيجعلونها كأنها كرة ثم يتقامرون بها.
١٦ ... التوز ... مضرابها. ... الخشبة التي يلعب بها الكجة.
١٧ ... الجرموق- الموق ... الكالوش. ... معرب سرموجة، والموق مختصر من الجرموق.
 
الرقم ... الكلمة المختارة ... ما اختيرت له ... مجمل قول أهل اللغة
١٨ ... الجهبذ ... أمين الصندوق. الخازن Caissier. ... النقاد البارع وغلب على خازن المال زمن العباسيين.
١٩ ... الجعار ... الحبل الذي يتخذه الغواصون ... حبس يشده الساقي إلى وتد ثم يشده في حقوه لئلا يغرق.
٢٠ ... الحسبان ... المدفع الرشاش Mitrailleuse ... سهام يومي بها في جوف قصبة ثم ينزع في القوس فتخرج كأنها غيبة مطر- الدفعة الشديدة من المطر-
٢١ ... الحسك ... الأسلاك الشائكة ... سوك السعدان وهو ذو ثلاث شعب يعمل على مثاله من الحديد فيلقي حول المعسكر.
٢٢ ... الحطاط ... حب الصبا في وجوه الفتيان ... بثور في الوجه تقرح ولا تقبح.
٢٣ ... الحريد ... السمك المقدد Poisson Fumee ... في اللسان- الحديد: السمك المقدد.
٢٤ ... الحيفة ... الآلة التي تبري بها أقلام الرصاص بالإدارة وهي المعروفة بالبراية Taille Crayon ... قصبة تبري بها السهام والقسي.
٢٥ ... المخشف (١) ... معمل الثلج ... محل الجمد «يخدان».
٢٦ ... المخصب ... المغطس في الشام والبانيو في مصر وبالفرنسية Baignoire ... شبه مر كن يغتسل به.
٢٧ ... الخضخاض ... المازوت ... ضرب من النفط اسود رقيق لا خثورة فيه.
٢٨ ... الكحيل ... «... ضرب من النفط تطلى به الجربى.
٢٩ ... الخفاء ... الثوب تلبسه المرأة فوق ثيابها ويسمى الكبوت ... رداء تلبسه العروس فوق ثوبها لتخفيه به.
٣٠ ... الدنية ... قلنسوة القاضي والمحامي ... في القاموس- د نسميه القاضي: قلنسوته.
٣١ ... الكنبه، الوثاب ... الفوتيل أو الكنباية ... منحوتة من الكناباية»والوثاب حميرية"
٣٢ ... الدحال، واحدها دخل ... خنادق الحرب ... ثقب ضيق فمه، متسع أسفله حتى يمشي فيه ميل أو نحوه.
٣٣ ... الدرج ... محفظة اليد للمرأة. ... سفيط صغير تدخر به المرأة طيبها وأداتها.
(١) انتخبها مجمع مصر رقم ١٢٠ وذكرت هنا على سبيل الاستطراد.
 
الرقم ... الكلمة المختارة ... ما اختيرت له ... مجمل قول أهل اللغة
٣٤ ... الدرمك، الحواري ... الدقيق المعروف في الشام بالزيرو. ... الدرمك: النقي الخالص من الدقيق. ... الحواري: الدقيق المنقى من كل شائبة، المبيض.
٣٥ ... الدغرى ... حرب الصاعقة أو حرب المفاجأة. ... الاقتحام المفاجئ في الحرب.
٣٦ ... الدلق، الروب ... جبة القاضي والمحامي وقت المرافعة. ... ثوب كان يلبسه القاضي زمن دولة الأيوبيين «عن صبح الأعشى».
٣٧ ... الرعشة ... ما يعلق في مقدمة السيارة من ريش أو خيوط ملونة للزينة. ... العهنة تعلق في رأس الهودج للزينة.
٣٨ ... المدارك ... هاوون الصيدلي والطبيب. ... الصلابة التي يسحق عليها الطبيب.
٣٩ ... المدوك ... مدقة ذلك الهاوون ... حجر يسحق به الطيب.
٤٠ ... الربيدة، القمطر ... ما تصان به الكتب Dossier ... قمطر السجلات وهو شبه سفط يسف من قصب نصان فيه الكتب.
٤١ ... الملف ... ما تلف به المحاضر وأوراق الدعاوي ... ذكرته هنا استطرادًا وهو من وضع مجمع دمشق.
٤٢ ... الربدة ... الرعشة- «راجع رقم ٣٧ هنا». ... عهون تعلق في أعناق الإبل.
٤٣ ... السفن ... ورق البرادخ Papier de verre. ... قطعة خشنة من جلد ضب أو سمكة يسحج بها القدح لتذهب عنه آثار المبراة.
٤٤ ... السليجة، الساجة ... اللاطة Latte. ... الساجة التي يشق منها الباب.
٤٥ ... المسورة، المرفقة ... التكاية، اليستقية، مخدة يتكأ عليها. ... متكأ من أدم كالمخدة.
٤٦ ... الشوذر ... يصح لزي جديد من اللباس يسمى الشورت Short ... مأخوذ من تشذر بمعنى تشمر أي كشف عن ساعديه وساقيه.
٤٧ ... المشكاة ... عمود المصباح Reverbere أو ما يعلق به القنديل. ... العمود يكون على رأسه المصباح أو الحديدة التي يعلق بها القنديل.
٤٨ ... المشمال، المشملة ... البطانية، حرام النوم Edredon. ... كساء له خمل دون القطيفة يلتحف به.
٤٩ ... الصفر ... دودة البطن المعروفة بالوحيدة أو المترجمة من Ascaride ... حنش البطن. دود في البطن.
٥٠ ... الصفوة ... اللبن المصفى المعروف بالقنبريس ... اللبن يصفى من المصل ويخثر فإذا حمض كان إدامًا طيبًا.
 
الرقم ... الكلمة المختارة ... ما اختيرت له ... مجمل قول أهل اللغة
٥١ ... الضاغط ... رئيس قلم التحصيل في الدولة ... الرقيب على عامل الجباية وغيرها لئلا يخون.
٥٢ ... المطبق ... الزنزانة Cellule ... «سجن الانفراد تحت الأرض»
٥٣ ... الطريدة ... الخراطة عند النجارين ... قطعة عود في هيئة الميزاب كأنها نصف قصبة.
٥٤ ... الطرز ... الفيلأ Villa ... يقول الأزهري هو البيت الصيفي معرب تزر.
٥٥ ... الطلل ... التاندة فوق المراكب البحرية ... غطاء تغشى به السفن كالسقف.
٥٦ ... الظهري، وهو الجنيب ... اليدك Cheval Haut Les Pieds ... ما يتخذ من الركائب عدة للحاجة إليه احتياطًا وهو الجنيب إذا كان في السفر والرهان.
٥٧ ... العداء ... دورات الطريق في الجبل ... عداء كل شيء طواره وهو ما انقاد معه من عرضه وطوله.
٥٨ ... العرفة ... الكلبجة Menotte ... وثاق للأسير عند العرب تشد به يده إلى القد.
٥٩ ... العشر ... الجزء من عشرة Deci ... في المصباح: المعشار عشر العشير.
٦٠ ... العشير ... الجزء من مائة Centi ... والعشير عشر العشر
٦١ ... المعشار ... الجزء من ألف Mili
٦٢ ... العفاص ... جزدان الدراهم الذي يجمل في الجيب ... الوعاء من جلد يكون فيه النفقة.
٦٣ ... العقبة ... ما يلزق بأسفل الطنجرة عند الطبخ وتسميه العامة اللزق. ... ما لزق بأسفل القدر بعد الغرف منها.
٦٤ ... العقاص ... دبوس الشعر ... خيط تشد به المرأة عقيصة شعرها.
٦٥ ... العكوز ... الرجل الاصطناعية ... مثل الجبة من حديد يضع الأجذم فيها رجله.
٦٦ ... العلقة ... القميص بلا كمين Tricot en Bretelle ... قميص بلا كمين.
٦٧ ... العينة ... شروة فلاح ... أن تبيع السلعة إلى أجل من رجل ثم تشتريها نقدًا بأقل مما بعتها به.
٦٧ ... الاجباء ... والاجباء مثل ذلك
٦٨ ... الغشيشة ... اللحم الميت في الجرح Gangrene. ... غثيثة الجرح: مدته وقيحة ولحمه الميت.
 
الرقم ... الكلمة المختارة ... ما اختيرت له ... مجمل قول أهل اللغة
٦٩ ... القرقل ... القميص بلا كمين «مرادف العلقة». ... ثوب بغير كمين وهو القرقر «عراقية».
٧٠ ... القضة، الحساس ... كسارة الحجارة تقرش بها الطرق Gravier. ... الحصى الصغار المكسر، كسارة الحجر الصغار.
٧١ ... القطر ... وزن أو كيل في البعض ليؤخذ بحسابه في الكل. ... أن تزن عدلًا من حبٍ وتأخذ ما بقي على حسابه.
٧٢ ... القفعة ... التنك من آلات الحرب Tank. ... جنبه كالمكب يدخل فيها الرجال ذا مشوا إلى الحصون في الحرب.
٧٣ ... القنع ... طبق الفاكهة على المائدة Coebeille de fruits ... الطبق من عسيب النخل تجعل عليه الفاكهة.
٧٤ ... البنادرة، واحدة بندار ... التجار المحتكرون. ... في القاموس البنادرة: الذين يختزنون البضائع للغلاء، جمع بندار.
٧٥ ... المكاسرة ... البيع المفرق في لبنان. ... كسر الرجل: باع متاعه ثوبًا ثوبًا.
٧٦ ... التفاريق ... وبيع القطاعي في مصر. ... والكاسور بدال القرى لبيعه بالمكاسرة.
٧٨ ... الكمادة ... كيس الكاوتشوك الذي يستشفى بحرارة ما فيه. ... خرقة تسخن وتوضع على موضع الوجع من سخونة.
٧٩ ... الكنف ... جزدان الطبيب Sashet. ... كشف الراعي: وعاء يضع فيه أداته ومقصه وميزانه وسفرته.
٨٠ ... الكيل ... الكيلو متر ... مختزلة من كيلو متر فجاءت على وزن ميل جمعة أكيال كأميال.
٨١ ... الكيل ... الكيلو غرام ... أيضًا مختزلة من كيلو غرام وفتحت الكاف قليلًا للاشتراك جمعة كيول، كسيل وسيول؛ وأكيال، كعين وأعيان.
٨٢ ... اللهازم ... الطبقة من الناس دون الأشراف البرجوازية La bourgeoisie. ... النسب والقبيلة دون الأشراف.
٨٣ ... اللهنة، السلفة ... التعليلة للمدعوين إذا تأخر إدراك الطعام. ... الطعام الذي يتعلل به قبل إدراك الطعام.
٨٤ ... المدي ... الجفت الشامي ووزنه ٤٠ كيلًا ... قال الجوهري: المدى: القفيز الشامي وهو غير المد.
 
الرقم ... الكلمة المختارة ... ما اختيرت له ... مجمل قول أهل اللغة
٨٥ ... الماري ... وزارة الساقي Tablier. ... كساء صغير له خطوط مرسلة وهو إزار الساقي.
٨٦ ... النبخة ... علبة الكبريت، الشحطة، الكبريتة ... النبخة «وتحرك»: الكبريتة تثقب بها النار.
٨٧ ... النابل ... سائق العربة، الحوذي ... الحاذق المحسن السوق للإبل.
٨٨ ... النجاش ... سائق السيارة Chauffeur ... النجاش: السائق للركاب يستخرج ما عندها من السير.
٨٩ ... النجي ... كاتم السر «أمين السر» Secretaire ... من تصنعه لسرك.
٩٠ ... النشفة ... خرقة أو إسفنجة ينشف بها الماء من أرض البيت. ... خرقة أو صوفه ينشف بها ماء العصر في الأوعية.
٩١ ... النفعة ... التساميط، معاليق السرج ... سير يشد بآخره الرجل يعلق بها ما يكون مع الراكب.
٩٢ ... النفيضة ... دورية الجند لحفظ الأمن في الطريق ... تقول العرب: خرج فلان نفيضة أي ناقصًا للطريق حافظًا له.
٩٣ ... النفل ... الموظف الموقت خارج الملاك «الكادر» ... المتطوعون ولا اسم لهم في الديوان.
٩٤ ... النقوس ... المتخذ شبه الزهور من عروق التشكيل تزين المرأة بها رأسها ... شيء يتخذ على هيئة الورد تغرسه المرأة في رأسها.
٩٥ ... المنامة، النيم ... البيجامة، قميص النوم Pijama. ... في القاموس- المنامة: ثوب ينام فيه كالنيم.
٩٦ ... الهاضوم ... ما يوضع من القبلات على الموائد ... الهاضوم: كل دواء هضم طعامًا كالجوارشن.
٩٧ ... الوثاب ... مقعد له متكأ ثابت Fauteuil ... السرير، أو السرير لا يبرح الملك قاعدًا عليه «حميرية»
٩٨ ... البثرة ... الطراحة في الشام والشلتة في مصر ... فراش صغير يحشى قطنًا أو صوفًا يجعله الراكب على السرج والرحال. ... وأطلقه مجمع مصر، على ما يوضع فوق المقاعد الخشبية والأصح أن يعم كل طراحة.
٩٩ ... الوثيمة ... حجر القداحة ... قال ابن خالويه كما حكاه صاحب اللسان: الوثيمة حجر القداحة.
 
الرقم ... الكلمة المختارة ... ما اختيرت له ... مجمل قول أهل اللغة
١٠٠ ... الميجار ... مضرب الكرة في البلياردو. ... شبه صولجان تضرب به الكرة.
١٠١ ... الميدعة ... ما تلبسه الفتاه لصيانة ما تحته من الثياب Blouse. ... ما تتبذل به المرأة من ثوب تحفظ به ما تحته من الثياب.
١٠٢ ... الميدع ... البرنس الذي يلبسه المسافر يقي به ثيابه من الغبار ووعثاء السفر. ... فرقنا بين الميدع والميدعة تقليلًا للاشتراك، والميدعة من وضع مجمع مصر وذكرت هنا استطرادًا.
١٠٣ ... الرفوض ... الأرض الحرام يتحاماها المتهادنان. ... رفوض الأرض أن تكون أرض بين حيين فهي متروكة يتحامونها.
١٠٤ ... الرصف ... البلوكاج وهو ما يرصف في الطريق قبل أن تبطح. ... الرصف: الحجارة المرصوفة يضم بعضها إلى بعض في مسيل ماء ونحوه.
١٠٥ ... مال رتج ... المال المتجمد لا يتصرف فيه. ... الرتج ضد الطلق. يقال: مال رتج وعلق.
١٠٦ ... الدجلة ... مارد النحل الوحشي في صخر أو جبل. ... الدجلة التي يعسل بها النحل الوحشي.
١٠٧ ... التبان ... سراويل هواة السباحة «المايو» Mayot. ... سراويل صغيرة مقدار شبر يستر العورة المغلطة وحدها.
١٠٨ ... الختاع ... كف من جلد يلبسه الصقار في الصيد. ... ويسمى الدستان وصرح الأئمة بأنه كف يلبسه حاملوه البزاة.
١٠٩ ... الداح ... السوار المبروم من ذهب. ج مباريم. ... السوار المفتول ذو القوى.
١١٠ ... الرهوة ... حفرة تنتهي إليها مجاري مياه الدور. ... الجوبة في محل القوم تسيل إليها مياهم ج: رهاء
١١١ ... القشوة ... سنطة تتخذ لعطر المرأة فيها حواجز فاصلة بين ما يوضع فيها من القوارير. ... قفة من خوص يجعل فيها مواضع للقوارير بحواجز بينها تتخذ لعطر المرأة وأداتها.
١١٢ ... العتيدة ... صندوق يجعل فيه أكواب الشاري وأدواته بحواجز يفصل بعضها عن بعض يسميه الإيرانيون هزار بيشه. ... شبه صندوق صغير معد لوضع آلات العروس وطيبها ومشطها وقطنها.
١١٣ ... الكرس ... بعر الغنم المتلبد. يسمى في لبنان «النكوب» ويكون في مرابض الغنم. ... الكرس: البعر والبول المتلبد بعضه فوق بعض في الدمن والدور.
 
الرقم ... الكلمة المختارة ... ما اختيرت له ... مجمل قول أهل اللغة
١١٤ ... الحرج. الحرجة الدجوب ... كيس صغير تتزود به المرأة طعامها وحاجتها من السوق. ... وعاء من أوعية النساء من جلد، كالخرج، ضيقة الرأس واسعة الأسفل يجعل فيها الزاد، جويلق يكون مع المرأة للطعام وغيره.
١١٥ ... الجرلة ... النقار وهو أرض صلبة تنقب الحافر والخف لكثرة ما فيها من الحجارة ... أرض جرلة ذات جراول وغلظ وحجارة.
١١٦ ... المجواب ... لما يسمى في لبنان البريمة وهي آلة للثقب في الأجسام الصلبة ... آلة الخرق والأصل في المعنى القطع.
١١٧ ... المسود
١١٨ ... المقانق ... مصران يخشى بقطع من اللحم مطيبة بالأفاويه ثم تجفف في الهواء ثم تشوى أو تقلى وتؤكل ... أن تأخذ المصران فتفصد فيه الناقة وتشد رأسه ويشوى ويؤكل.
١١٩ ... الرزة ... الرزة والشمسية ... في اللسان، يقال للحديدة التي تجعل فيها الحلقة التي تضرب على وجه الباب لإصفاقه. الرزة.
١٢٠ ... الفدرة ... اللحم المطبوخ البارد ... اللحم المطبوخ البارد.
١٢١ ... القيقاة ... النقار راجع رقم ١١٢ هنا ... حجارة منثورة غاص بعضها في بعض في أرض غليظة لا تكاد تستطيع المشي فيها.
١٢٢ ... الصفة ... الفيراندة، البراندة، وهي ظلة تقام على عمد أمام البناء أو بجانبه ... البنيان شبه البهو الواسع الطويل.
١٢٣ ... المصلية ... الشورمة وهي لحم يشوى بحر النار على سفود يدور أو يقلب على حرارتها. ... شاة مصلية «من صلاها بالتخفيف» أي مشوية في النار قلت صليتها في مصلاه.
١٢٤ ... المشعب ... المجاري بين الدور «المجارير» وهي مسايل ماء المدينة. ... القاموس، مثاعب المدينة: مسايل مائها.
١٢٥ ... الحرشف ... ارضي شوكي، كنكر، خرشوف Artichaut. ... نبت عريض الورق خشن شائك. اسمه بالفارسية كنكر.
١٢٦ ... الصاعة ... محل الاستقبال في النزل والفنادق ... الموضع الذي يتخذ للضيوف خاصة.
١٢٧ ... المدمة ... الشوكة التي يمهد الحارث بها أرضه بعد حرثها. ... أسنان تدم بها الأرض «أي تسوى».
 
الرقم ... الكلمة المختارة ... ما اختيرت له ... مجمل قول أهل اللغة
١٢٨ ... النمص، التنمص ... يأتي المزين «الحلاق» بوتر فينتف به سعر الوجه الحليق حتى لا يبقى له أثر ... تنمصت المرأة: إذا أخذت شعر وجهها بخيط تنتفه. والنامصة: المزينة.
١٢٩ ... الوشيق، الوشيقة ... البصطرمة «معرب باصديرمه» وهو أن يحشى شاش الذبيحة بلحم مقطع ويجفف بالهواء حتى ييبس ويحمل في الأسفار ويؤكل حيث لا تصل إلى اللحم ... الوشيق والوشيقة: لحم يغلى إغلاءة بماء ملح أو يقدد فيحمل في الأسفار.
١٣٠ ... الخوع ... كوع الطريق، منعطف الوادي. ... منعرج الوادي.
١٣١ ... النحيرة ... كوخ الحارس على أبواب الأمراء. ... سقيفة من خشب ليس فيها قصب وهي في لبنان التخشيبة.
١٣٢ ... الجادة ... البولفار، الشارع الأعظم الذي تنفرع منه الطرق. ... الجادة: الطريق الأعظم الذي تنفرع منه الطرق وأشراكها.
 
 
ما عربه مجمع اللغة العربية الملكي بمصر
الكلمات التي أقرها مجمع اللغة العربية الملكي، مجمع فؤاد الأول بمصر في الشؤون العامة والإشارة إليها بالفهرس العام «م م» وقد اختصرنا الشرح واكتفينا بذكر الموضوع له.
الرقم ... الوضع الجديد ... الكلمة الأجنبية ... الموضوع له
١ ... الصرح ... Gratte Clel ... المباني الكثيرة الطبقات، ناطحات السحاب.
٢ ... الطبقة ... Etage ... الدور في البناء.
٣ ... الشقة ... Appartement ... الجزء من الطبقة أيًا كان.
٤ ... البهو ... Salon ... قاعة الاستقبال الكبرى.
٥ ... الردهة ... Salle ... الفسحة أو الصالة.
٦ ... الثوي ... Chambre Dhote ... حجرة في المنزل تهيأ لمبيت الضيوف.
٧ ... المثوى ... Pension ... غرفة أو غرفات تؤجر مؤثثة. ... أبو المثوى ... Land- Lord ... صاحبها. ... أم المثوى ... Land- Lady ... صاحبتها.
٨ ... السرداب ... Sous- Sol ... البدروم.
٩ ... الطزر ... Maison de Campagne، Villa ... الفيلا. البيت الصيفي.
١٠ ... العتبة ... Seuil ... عتبة الباب السفلي.
١١ ... الأسكفة ... Linteau ... العتبة العليا.
١٢ ... إطار الباب ... Montant ... حلق الباب، خشبة عليا تضم العضادتين من فوق، وخشبة سفلى تضمها من أسفل، وهذا المربع هو الإطار، تربيعة.
١٣ ... المصراع ... Battant ... الدرفة «الضرفة».
١٤ ... منكبا المصراع ... Membrure Dun Battant ... الأسطامة.
١٥ ... عارضتا المصراع ... Partie Transversale Dun Battant ... الرأسان الأعلى والأسفل، العوارض.
١٦ ... الصفاتح ... Panneaux ... الألواح العريضة بين المنكبين.
١٧ ... الحشوة ... " ... القطع الصغيرة التي يحشى بها.
١٨ ... حزام المصراع ... Traverse ... الخشب المعترض بين منكبي المصراع.
 
الرقم ... الوضع الجديد ... الكلمة الأجنبية ... الموضوع له
١٩ ... نجران الباب ... Trou du Seuil de la porte ... الخشبة التي يدور فيها الباب.
٢٠ ... المفصلة ... Charniere ... المفصلة.
٢١ ... الغلق ... Serrure ... ما يغلق به الباب ويفتح بمفتاح وهو الغال في لبنان والكالون في مصر.
٢٢ ... الأكرة ... Poignee ... المزلاج ذو الكرة.
٢٣ ... العرباض ... Espagnolette ... الإسبنيولة، المرتاج الذي يلزق خلف الباب.
٢٤ ... المزلاج ... Targette ... الترباس الصغير يعلق به الباب ولا يغلق.
٢٥ ... المترس ... Barre dune porte ... الحديدة المستطيلة أو نحوها التي توضع وسط الباب لإحكام إغلاقه ومنع اقتحامه.
٢٦ ... القفل المبهم ... Cadena de surete ... يعرف المبهم عند المصريين بالمسوجر
٢٧ ... الغلق المبهم ... Cadena de surete ... وفي لبنان بالمسحور. وهو كل ما خفي فتحه على غير صاحبه.
٢٨ ... الباب المبهم ... Port de Surete ... خفي فتحه على غير صاحبه.
٢٩ ... العوارض ... Pannes ... الخشب التي تستعمل لسقف البيت وتسمى العروق والكتل.
٣٠ ... الروافد ... Chevrons ... ألواح الخشب التي تلقى على العوارض «وتعريف في الشام بالطوان».
٣١ ... مرافق المنزل ... Decharge dune maison ... كل مكان ذي منفعة في الدار أو حولها.
٣٢ ... المطهرة ... Cabinet de toilette ... أمكنة الماء في الدار كالحمام ونحوه. ... المطهرة ... «...» ... «...» ... الأداة التي تستعمل في التطهير.
٣٣ ... الحنفية ... Robinet ... إبقاء لها اسمها.
٣٤ ... الصنبور ... Orifice inferieur dun bassin ... الفتحة السفلى للحوض.
٣٥ ... المحبس ... Clef du tuyau ... ما يحبس به الماء في الأنابيب.
٣٦ ... البيب، البيبة ... Orifice Superieur dun bassin ... فتحة الحوض العليا.
٣٧ ... المثعب ... Siphon ... أنبوب بشكل S تتصل إحدى نهايته بفتحة الحوض السفلى.

٣٨ ... الإردبة ... Puisard ... البالوعة التي تبني بجانب جدار المنزل وتتصل بها أنابيب المطهرة.
 
٣٩ ... أنابيب الماء ... Tuyaux ... مواسير الماء.
الرقم ... الوضع الجديد ... الكلمة الأجنبية ... الموضوع له
٤٠ ... المشن ... Douche ... الدشـ وقد سبق الأدباء إلى اختيار المشن، من عهد بعيد وهو الدوش في الشام.
٤١ ... الابزن ... Bassin ... البانيو، أقول وهو في الشام المغطس.
٤٢ ... المصطلى ... Poele ... أداة الدفء الثابتة في الحائط.
٤٣ ... المدفأة ... Poele ... أداة الدفء المنقولة مع إضافتها إلى مصدر الحرارة فيها من بخار أو كهرباء أو نحوهما.
٤٤ ... الموقد ... Foyer ... كل ما توقد فيه النار. وأرى أن تضاف إلى نوع الوقود.
٤٥ ... المسخن ... الآلة التي يسخن بها الماء للاستحمام.
٤٦ ... الدهليز ... Vestibule ... الفضاء المستطيل بين باب الدار وصحنها.
٤٧ ... الطوفة ... Corridor ... الطريق الضيق في الدار بين الحجر.
٤٨ ... المصعد ... Ascenseur ... الآلة التي يصعد بها إلى الطبقات العالية في البنية العالية.
٤٩ ... الملاط ... Mortier ... كل خليط من جير ورمل ونحوهما للبناء والطلاء وهو المعروف بالمونة.
٥٠ ... الشطاط ... Moellons ... الحمرة، كسار الآجر.
٥١ ... البرطيل ... Grande Pierre de Construction ... حجر عظيم يعرف في مصر بالبطيح.
٥٢ ... الطابق. الطاباق ... Grandes Briques ... الآجر الكبير.
٥٣ ... العرقة ... Poutre transversale entre deux rangees de pirres ou de briques ... ما يوضع بين السافين في البناء وفي أسفل جدر البيوت، تقوية له، من الإسمنت والحديد المسمى في مصر بالميدة وفي الشام العرقة.
٥٤ ... المالج ... Truelle ... آلة البناء التي تستخدمها في البناء أو الطلاء.
٥٥ ... المطمر ... Niveau ... الخيط الذي يسوى عليه ساف البناء.
 
الرقم ... الوضع الجديد ... الكلمة الأجنبية ... الموضوع له
٥٦ ... القاشاني، الزليج ... Carreau Verni: Zulia ... البلاط القيشاني نبلط به الأرض أو يلصق على الجدران.
٥٧ ... الطنف ... Marquise ... الكرنيش البارز كثيرًا وهو ما يظهر بأعلى البيت من بروز للتحلية والتجميل.
٥٨ ... افريز الحائط ... Auvent ... الكرنيش البارز قليلًا.
٥٩ ... الشرفة ... Creneau ... ما يبنى على أعلى الحائط منفصلًا بعضه عن بعض على هيئة معروفة.
٦٠ ... إزار الحائط- الوزرة ... Revetement ... تحويط يلزق بالحائط.
٦١ ... الدرابزين ... Balustrade ... إبقاء له على اسمه.
٦٢ ... الوشيعة ... Grillage ... كل ما شبك وسرج من حديد أو خشب أو نحوهما حول البيوت أو الحدائق لمنع تسورها.
٦٣ ... الحقيبة ... Malle ... يرى المجمع إطلاق الحقيبة والعيبة على الوعاء الذي يضع فيه المسافر متاعه وثيابه.
٦٥ ... المثبنة ... Sac a main، Reticule ... كيس للمرأة تضع فيه مرآتها وهو شنطة اليد.
٦٦ ... الصن ... Panier ... السلة المطبقة يجعل فيها الطعام مما يستعمله بعض تلامذة المدارس وبعض المسافرين.
٦٧ ... الغدان ... Porte- manteau ... القضيب الذي توضع عليه الفوط.
٦٨ ... الشجاب ... Fixe «...» ... الشماعة ذات النواتئ التي تثبت بالحيطان.
٦٩ ... المشجب ... «» ... عيدان تضم رؤوسها ويفرج بين قوائمها تنشر عليها الثياب وهو المنقول ذو الفروع. وبذلك خصة المجمع.
٧٠ ... المشجر ... A miroir «...» ... شماعة الدهليز التي تكون بها مرآة أحيانًا وبها نتوء تعلق بها المعاطف والقلانس ومكان خاص بالعصى والمظلات.
 
الرقم ... الوضع الجديد ... الكلمة الأجنبية ... الموضوع له
٧١ ... الممطر ... «ف» impermeable ... ما يلبس للتوقي من المطر.
٧٢ ... المطرية ... «ان» Waterproof parapluie ... الأداة التي تحمل للوقاية من المطر كالشمسية لما يقي من الشمس.
٧٣ ... المظلة. الشمسية ... Ombrelle.Parasol ... الشمسية تقي حاملها من حر الشمس.
٧٤ ... الإبزيم ... Boucle ... إبقاء على ما هي.
٧٥ ... الظلة ... Baraque ... تطلق على التندة ونحوها وعلى الظلل الكبيرة التي يغرزها الناس في الصيف على سيف البحر.
٧٦ ... الميثرة ... Coussinet ... الطراحة في الشام والشلتة في مصر.
٧٧ ... الدرينة ... Paravent ... الستر المسمى بالبرافان.
٧٨ ... المكنسة ... Balai ... إبقاء على ما هي.
٧٩ ... المحوفة ... Tete de loup ... المكنسة ذات الفرجون في آخرها عصا طويلة أو قصيرة.
٨٠ ... المنظفة ... Plumeau ... الأداة من ريش أو نحوه مما ينظف به متاع البيت.
٨١ ... الدلو ... Seau de cuir ... ما يجرف به الماء من جلد «إبقاء».
٨٢ ... السطل ... Sesu ... يعمل من المعادن أو الخشب ليحمل به الماء (الجرول).
٨٣ ... الأصيص ... Pot a fleur ... الوعاء الذي يزرع فيه. قصرية الزرع.
٨٤ ... القصرية ... Pot de chamber. Vase de nuit ... الوعاء الذي يبال فيه «المبولة».
٨٥ ... المبولة ... Urinoir ... المكان الذي يبال فيه في الأماكن العامة.
٨٦ ... الدفينة «الصوبة» ... Serre ... البيت الزجاجي يدفأ بالبخار أو نحوه وتوضع فيه النباتات المحتاجة إلى الحرارة.
٨٧ ... النحيرة ... المظلة الخشبية كما يشاهد في المدارس وغيرها.
٨٨ ... الطارمة ... Kiosque ... يشاهد في الحدائق العامة، وما ينصب للحراس والخفراء.
 
الرقم ... الوضع الجديد ... الكلمة الأجنبية ... الموضوع له
٨٩ ... المائدة ... Table a manger ... الخوان ذو القوائم الذي من شأنه أن يوضع عليه الطعام، كان عليه طعام أو لم يكن.
٩٠ ... الخوان ... Table ... الترابيزة كيفما كانت أو كان الغرض منها.
٩١ ... السفرة ... Nappe ... كل ما يؤكل عليه من ذوات القوائم أو غيرها.
٩٢ ... المفرش ... Couverture de table ... الظهارة من نسيج أو نحوه تفرش فوق الأخونة أو المكاتب ونحوها للزينة أو الوقاية.
٩٣ ... المشوش ... Serviette ... فوطة الطعام. جمعه مشش.
٩٤ ... الصينية ... Plateau ... إبقاء على ما هي، خشبًا كانت أو معدنًا، يوضع عليها الطعام.
٩٥ ... السكرية ... Sucrier ... إبقاء على ما هي يوضع فيها السكر.
٩٦ ... الفسجانة ... Petite tasse ... الفنجان الذي تشرب به القهوة أو الشاي.
٩٧ ... الكوب ... Coupe، Verre ... الكباية المعروفة. «وإلحاق التاء بالكوب غلط».
٩٨ ... الملعقة ... Cuillere ... إبقاء على ما هي. وهي واحدة الملاعق المعروفة.
٩٨ ... اللعقة ... إبقاء على ما هي. وهي ما تأخذه بها.
٩٩ ... الشوكة ... Fourchette ... إبقاء على ما هي. وهي ما يؤخذ به اللحم وغيره.
١٠٠ ... الملقطة ... Pince a sucre ... الأداة التي يلتقط بها السكر من السكرية، أو قطع الحلوى.
١٠١ ... المملحة ... Saliere ... إبقاء على ما هي. وهي ما يجعل فيه الملح.
١٠٢ ... المقزحة ... Huilier ... الماثلة التي تجمع الخردل والخل والزيت والفلفل.
١٠٣ ... الصحفة ... Plat commim ... وعاء الأكل الكبير الذي يطوف به الندول على الآكلين.
 
الرقم ... الوضع الجديد ... الكلمة الأجنبية ... الموضوع له
١٠٤ ... الصحيفة ... Soucoupe ... الصغير من الأطباق مما يستعمل للمربات والكوامخ وتحت فنجانات القهوة والشاي.
١٠٥ ... الطبق، الصحن ... Assiette ... الوعاء الذي يؤكل فيه صغيرًا أو كبيرًا.
١٠٦ ... السلطانية ... Soupiere ... الوعاء القصير يتخذ للحساء ونحوه. وخصه المجمع بالكبير منها.
١٠٧ ... الزبدية ... Bol ... السلطانية الصغيرة.
١٠٨ ... الطاس ... Tasse ... الإناء الصغير المقعر يشرب به وتغسل الأيدي بعد الطعام.
١٠٩ ... الراشح ... Filtre ... ما يسمى بالمرشح.
١١٠ ... الثلاجة ... Refrigerant ... الأداة التي تبرد الأشياء من طعام أو شراب.
١١١ ... المثلجة ... Glaciere ... المكان الذي يوضع به الثلج للبيع.
١١٢ ... الندل. واحدها الندول ... Garcon de table ... خدم الدعوة.
١١٣ ... الكفت: الدقية ... Marmite ... القدر الصغيرة.
١١٤ ... الوئية ... Chaudron ... القدر الكبيرة.
١١٥ ... المرغاة. المطفحة ... Ecumoire ... أداة من نحاس أو حديد تنتهي بقرص مستدير مثقب تؤخذ به رغوة القدر، وهي»الكف والمقصوصة: عند عامة مصر، وهي «الكفكير» في الشام.
١١٦ ... المهراس ... Mortier ... المهراس الكبير الضخم مما يدق فيه.
١١٧ ... الهاوون ... «... المهراس الصغير. إبقاء على ما هو.
١١٨ ... المدقة ... Pilon ... خصص المجمع بالمدقة مدقة الهاوون،
١١٩ ... الجدلة ...» ... والجدلة بمدقة المهاريس، والمدوك
١٢٠ ... المدوك ... " ... بالمدقة الصغيرة المستعملة في الصيدليات.
١٢١ ... الممخضة. المخاضة ... Baratte primitive ... الأداة المنزلية التي يستخرج بها الزبد من اللبن.
 
الرقم ... الوضع الجديد ... الكلمة الأجنبية ... الموضوع له
١٢٢ ... الإبريج ... Baratte ... الآلة الحديثة التي تستخدم لمخض اللبن في المصانع الكبيرة في مدارس الزراعة ونحوها.
١٢٣ ... الجعال ... Chiffon ... ما تنزل به القدر من خرقة أو غيرها. وهو الشيال في لبنان.
١٢٤ ... الجباءة ... Surfout ... ما يفرش على المائدة لتوضع عليه الأطباق والمقالي الساخنة.
١٢٥ ... النملية ... Garde manger ... ما يحفظ فيه الطعام من النمل والذباب ونحوها.
١٢٦ ... المكتب ... Bureau ... موضع الكتابة. والخوان يجلس إليه للكتابة.
١٢٧ ... غطاء المكتب ... Couverture ... الستر الذي يغطي به.
١٢٨ ... القمطر ... Classeur ... كل وعاء منقول تصان به الكتب والأوراق.
١٢٩ ... الدرج ... Tiroir ... كل وعاء غير منقول تصان به الكتب وغيرها.
١٣٠ ... دولاب الكتب ... Bibliotheque tournante ... القمطر اللولبي المتحرك حول نفسه.
١٣١ ... خزانة الكتب ... Armoire a livres Bibliotheque ... دواليب الكتب المعروفة من قديم الزمان. ويراد بها أيضًا بيت الكتب نفسه.
١٣٢ ... دار الكتب ... Bibliotheque ... البناء الذي تحفظ فيه الكتب.
١٣٣ ... المداد. الحبر ... Encre ... إبقاء
١٣٤ ... المهرق ... Stencil ... الورق المشمع للمطابع النضاحة.
١٣٥ ... الدواة. المحبرة ... Encrier ... إبقاء.
١٣٦ ... المبراة ... Canif ... أداة بري الأقلام المعروفة بالمطواة.
١٣٧ ... البراءة ... Taille Crayon ... أداة تبري بها الأقلام ونحوها بإدارتها وهي البراية.
١٣٨ ... العقابية. المكشط ... Grattoir ... مدية صغيرة صدرها أعرض من أسفلها تستعمل لكشط الكتابة أو لفتح الرسائل.
١٣٩ ... المقلمة ... Plumier ... وعاء الأقلام.
 
الرقم ... الوضع الجديد ... الكلمة الأجنبية ... الموضوع له
١٤٠ ... النشافة ... Papier Buvard ... ما يجفف به الحبر. «إبقاء».
١٤١ ... الوفيعة ... Essuie Plumes ... خرقة يمسح بها الكاتب قلمه من المداد.
١٤٢ ... المنقلة ... Presse Papier ... ما يثقل به الورق فوق المكاتب.
١٤٣ ... المنشاة ... Flacon a Gomme a Coller ... كل ما توضع فيه مادة لاصقة كالصمغ والنشا.
١٤٤ ... المشبك ... Epingle a Linge ... ما يستعمله الناس فيما تشبك به الثياب ونحوها.
١٤٥ ... المساكة ... Serre Papier ou presse papier ... الأداة التي تمسك بها الأوراق.
١٤٦ ... الضمام ... Papier- Clip ... المشك السلكي الملتوي.
١٤٧ ... الملزمة ... الآلة المستعملة في النجارة والتجليد والحدادة.
١٤٨ ... المنفذ. الخرامة ... Perce papier ... ما يستعمل في الدواوين لخرم الورق ليجمع في إضبارة.
١٤٩ ... الجزارة. الفيش ... Fiche ... الوريقات التي تعلق فيها الفوائد.
١٥٠ ... الشاهد ... Duplicata، Copie de Lettres ... دفتر الكوبيا.
١٥١ ... ورق الشاهدة ... Papier Carbone ... الورق المستعمل في صبع نسخ الشواهد.
١٥٢ ... الإضبارة ... Dossier ... الملف أو الدوسية.
١٥٣ ... الختام ... Cire a Cacheter ... الشمع الأحمر يختم به على الشيء.
١٥٤ ... المدارس ... Seminaire ... قاعة البحث في المدارس الكبرى.
١٥٥ ... المجسدة ... Les notes ... النوتة وهي أن تقيد نغمات الأصوات بعلامات ورقوم.
١٥٦ ... المحطة ... Station، Gare ... إبقاء
١٥٧ ... رصيف المحطة ... Chaussee، trottoir ... افريز المحطة. وهو المكان الذي يقف القطار عنده ويخطو منه المسافرون إليه.
١٥٨ ... القاطرة ... Locomotive ... الآلة التي تجر القطار.
١٥٩ ... الموقد ... Foyer ... مكان النار في القاطرة.
١٦٠ ... العربة ... Voiture ... إبقاء. المركب يسير بالحيوان وغيره.
 
الرقم ... الوضع الجديد ... الكلمة الأجنبية ... الموضوع له
١٦١ ... القطار ... Train ... عربات يتصل بعضها ببعض وتجرها القاطرة.
١٦٢ ... السباق ... Rapide ... القطار الذي لا أسرع منه.
١٦٣ ... الفاخر ... Train de luxe ... القطار المفتخر.
١٦٤ ... السريع ... Express ... القطار السريع (الأكسبرس)
١٦٥ ... الوقاف ... Train Omnibus ... قطار الركاب يكثر وقوفه بالمحطات.
١٦٦ ... قطار البضاعة ... Train de marchandises ... إبقاء
١٦٧ ... العجلة ... Roue ... الدائرة التي تسير العربة بدورانها.
١٦٨ ... الجزع ... Axe ... المحور الذي تدور به المحالة (الدنجل)
١٦٩ ... الكماحة ... Frein ... الآلة التي تقف بها القطر والسيارات وهي الفرملة.
١٧٠ ... العوامة ... Brake ... السبينسة التي تعوق القاطرة عن الاستمرار في الجري.
١٧١ ... المصد ... Tampon ... الاسطوانة الحديدية التي تنتهي بقرص وتكون في نهايتي كل عربة من عربات القطار أو في مكان ثابت في المحطة لتخفيف أثر التصادم.
١٧٢ ... الملوحة ... Semaphore ... الآلة التي تشير بالسير أو بالوقوف.
١٧٣ ... المحولة ... Serre Frein ... الآلة التي تتصل بالخط الحديدي يمسك بها المحول فيحول الخط عن مكانه.
١٧٤ ... الحائل ... Aiguille ... طرف الخط الحديدي المدبب الذي يتذبذب حول محور ثابت ويلتصق بخط آخر أو ينفرج عنه بالمحولة.
١٧٥ ... المتحول ... الموضع الذي يلتصق به طرف الخط المتذبذب بخط آخر أو ينفرج عنه.
١٧٦ ... المحول ... Aiguilleur ... الذي يحول موضع قضبان السكك الحديدية بإلصاق بعضها ببعض أو تفريجها.
١٧٧ ... الأمين ... Commissaire ... صاحب عهدة القطار (الكمساري).
١٧٨ ... النقاب ... Controleur ... العامل الذي يقف عند مدخل الرصيف ليثقب كل تذكرة.
 
الرقم ... الوضع الجديد ... الكلمة الأجنبية ... الموضوع له
١٧٩ ... الوقاد ... Chauffeur ... من يوقد النار ويذكيها في القاطرة وهو المسمى بالعطشجي في مصر.
١٨٠ ... الملوح ... من يستعمل الملوحة ويشير إليها.
١٨١ ... المجلاة ... Scope، Microscope Telescope، Spectroscope ... كل آلة تكشف وتوضح الأشياء بتكبيرها أو تقريبها أو تجسيمها أو نحو ذلك على أن تضاف إلى ما خصصت بكشفه.
١٨٢ ... الإبابة ... Nostalgie ... داء يصيب من لا يبرح فكره حب الرجوع إلى وطنه.
١٨٣ ... الهس ... Interiorisation ... حديث النفس. ... الهساهس ... Parole interne ... الوسواس. ... هس هستا ... Se parler a soi meme ... كما جاء في الفرائد الدرية. ... Cacher ses paroles ... «وجاء» هسهس
١٨٤ ... الهدام ... (ف) Mal de mer ... دوار يصيب الإنسان في ركوب البحر. ... (إ ن) Sea paroler
١٨٥ ... الأرض (١) ... Tapis grossier ... الأبسطة العظيمة التي تفرش بها الأبهاء «الحجر الكبيرة».
١٨٦ ... البساط ... Tapis ... نسيج خاص من الصوف ينسج بخيوط الخيش أو نحوها.
١٨٧ ... النفاطة ... Lampe a petrole ... مصباح يمد بالنفط «لمبة الجاز».
١٨٨ ... التحذيف ... Coupe des cheveux. Coiffe ... تصفيف شعر المرأة وقص أطرافه.
١٨٩ ... الرمث ... Radeau ... الرومس: الصندل ونحوها مما يجري في الماء أو يجر فيه.
١٩٠ ... المزقة ... Voiture de noce ... عربة العروس من أي نوع كانت.
١٩١ ... المملقة، الزحافة ... Planch pour niveler ... الآلة التي يسوى بها الزارع أرضه بعد حرثها.
١٩٢ ... المسلفة ... Herse ... الآلة التي يسوي بها الزارع أرضه بعد حرثها.
١٩٣ ... الزحافة ... " ... الآلة التي يسوي بها الزارع أرضه بعد حرثها.
(١) مجلة المجمع. م: ٣. ص: ٤١
 
الرقم ... الوضع الجديد ... الكلمة الأجنبية ... الموضوع له
١٩٤ ... المودس. المرداس ... Rouleau de makadam ... الآلة البخارية التي تدرك بها الحجارة وهي المسماة في غرف العامة بوابور الزلط. أقوال وفي الشام بالمحدلة.
١٩٥ ... الميطدة ... Pilon ... كل آلة يوطد بها أساس بناء سواء أحركت باليد أم بالبخار (منداله).
١٩٦ ... المنوار ... Reverbere ... المصباح الكبير تضاء به الميادين والشوارع العظيمة وهي التي تعرف بالجلوبات.
١٩٧ ... المعرض ... Robe nuptiale، Robe de Soiree ... الثوب الذي تلبسه المرأة في زينتها وهو أفخر أثوابها أو من أفخرها.
١٩٨ ... النطاق ... (ف) Jupe ... الثوب الظاهري يشد بوسط المرأة ويرسل إلى قرب القدمين (الجنلة الخارجية، عن عامة مصر) ... (ن) Skirt
١٩٩ ... المنطق ... (إ ن) Petticoat (ف) Jupon ... الثوب الداخلي تشده المرأة إلى وسطها.
٢٠٠ ... الميدعة ... Blouse ... ما تلبسه الفتاة في أوقات عملها لصيانة ما تحته من الثياب.
٢٠١ ... البذلة ... Tablier ... الثوب الذي يلبسه العامل وقت العمل.
٢٠٢ ... النشير ... (ف) Paignoire ... ما يغطي الجسم كله من المآزر، له كمان وله غطاء للرأس، يلبس بعد الاستحمام. ... (إ ن) Derssing-Gown
٢٠٣ ... المنزر ... (إ ن) Loin cloth (ف) pagne ... الفوطة وهي ثوب غليظ يكون مؤتزرًا به.
٢٠٤ ... الكمة ... Barrette ou Beret ... الطاقية. وخصها المجمع بالقلنسوة المنبطحة التي تلبسها النساء والبنات.
٢٠٥ ... الشبكة ... Filet de nuit ... النسيج الذي يشبه شبكة الصياد تتخذه المرأة صيانة لنظام شعرها.
٢٠٦ ... القرطف ... Couverture ... نسيج غليظ له حمل يتدثر به وهذا ما يسمى (البطانية) وقد أطلقه المجمع عليها.
 
الرقم ... الوضع الجديد ... الكلمة الأجنبية ... الموضوع له
٢٠٧ ... الزربية ج الزرابي ... Moquette fine ... الطنفسة ذات حمل رقيق.
٢٠٨ ... الطنفسة ج طنافس السجادة ... Tapis velu ... تطلق على الطنافس والسجادات إطلاقًا عامًا يشمل كل أنواعها. ... Tapis de priere
٠٩ ... المجهر (١) ... Microscope ... ميكروسكوب.
٢١٠ ... المرقب ... Periscope ... بيرسكوب.
٢١١ ... المزوار ... Laryngoscope ... لارينكوسكوب.
٢١٢ ... المضخم ... Amplifier
٢١٣ ... المرصدة ... Telescope ... تليسكوب آلة بصرية تكبر الأجسام أو تقربها.
٢١٤ ... المطياف ... Spectroscope ... سبكتروسكوب: آلة تجميع الأضواء وتحللها إلى وحدتها اللونية.
٢١٥ ... المشباح ... Stereoscope ... منظار ذو عدستين إذا نظر به إلى صورتين متجاورتين خيل إلى الناظر أنه يرى صورة واحدة مجسمة.
٢١٦ ... المكشاف ... Radioscope ... راديو سكوب.
٢١٧ ... المصوات ... Microphone ... ميكروفون.
٢١٨ ... الأجمية ... Malaria ... ملاريا.
٢١٩ ... حيي الأجمية ... Malaria- microbe ... ميكروب الملاريا.
٢٢٠ ... بعوض الأجمية ... Anopheles ... بعرض الملاريا.
٢٢١ ... الحضارة. المدنية ... Civilisation
٢٢٢ ... الثقافة ... Culture
٢٢٣ ... التمدن. التحضر ... (إن) Urbanisation
٢٢٤ ... فن تنظيم المدن ... (إ ن) Urbanism
٢٢٥ ... إحياء الآداب القديمة ... (إ ن) Humanism
٢٢٦ ... علماء الآداب القديم ... Humanists
٢٢٧ ... القدر ... (إ ن) Destiny(in metaph ..) ... «Voluntarism ... مذهب الإرادة ...» Involuntarism ... القول بالإرادة ... " Voluntarist ... القائل بها (الإرادي)
(١) - مجلة المجمع م: ٤. ص: ٣٩
 
الرقم ... الوضع الجديد ... الكلمة الأجنبية الموضوع لها
٢٣١ ... تأليه الإنسان والأشياء التجميد في الأدب ... (ان) ... Deification Apotheosis
٢٣٢ ... الإصلاح البروتستانتي ... «... Reformation
٢٣٣ ... معارضته ...» ... Counter reformation
٢٣٤ ... الأكليروسية ... «... Clericalism
٢٣٥ ... مذهب الاختيار – الاختيار ... (ف) ... Freewill(ان) Libre arbitre
٢٣٦ ... الحتمية ... (ان) ... Determinism
٢٣٧ ... اللاحتمية ...» ... Indeterminism
٢٣٨ ... الحتمي ج الحتيمون ... «... Determinist
٢٣٩ ... اللاحتمي ج اللاحتميون ...» ... Indeterminist
٢٤٠ ... كيف، تكيف، هايأ، تهايأ (أن) ... «... Adapt to
٢٤١ ... التكيف- التكييف التهايؤ- التهيئة ...» ... Adaptation
٢٤٢ ... الجهاز الهضمي ... «... Digestive System
٢٤٣ ... الجهاز الإبرازي ...» ... Exertory System
٢٤٤ ... الجهاز التنفسي ... «... Respiratory System
٢٤٥ ... الجهاز التناسلي ...» ... Reproductive System
٢٤٦ ... حفلة الولاء ... " ... Ceremoni of Homage
 
 
ما عربه المجمع العربي بدمشق
قال المجمع: وها نحن أولاء ننشر طائفة من الكلمات التي عرضت علينا مقتصرين منها على ما فيه تبديل أو تعديل. أما ما أبقيناه على وضعه القديم فقد ضربنا صفحًا عن نشره لعدم الحاجة إليه.
وبعض هذه الكلمات التي جددناها مقتبس من أوضاع الدول العربية القديمة كديوان الخراج وديوان العمائر مثلًا. وقد قسمناها إلى ثلاثة أقسام.
القسم الأول
كلمات عربت أو حولت عن أصلها (١).
الرقم ... وضع قديم ... وضع جديد
١ ... النافعة ... ديوان العمائر
٢ ... الطابو ... ديوان التمليك
٣ ... البوليس ... الشحنة أو الشرطة.
٤ ... معاون البوليس ... رفيق الشحني
٥ ... سر قوميسيري ... مفوض أول
٦ ... سيفيل قوميسيري ... مفوض تحري
٧ ... سيفين بوليس ... فارس شحني
٨ ... الهيئة الفنية لإنشاآت الأوقاف ... لجنة العمائر في الأوقاف
٩ ... دائرة الهندسة ... لجنة التخطيط
١٠ ... المأمور الصحي ... الملقح أو المطعم
١١ ... الدورية ... العسس
١٢ ... نوبتجي ... آذن أو بواب
١٣ ... أوده جي ... فراش
١٤ ... ذمت وايليشيك ... الدين والعلاقة
١٥ ... وايليشيك جدولي ... جدول العلاقة
١٦ ... قاصة دفتري ... دفتر الخزانة

١٧ ... شيفرة جدولي ... جدول القلم السري أو الجدول الجغري
(١) مجلة المجمع العلمي العربي. ج: ١، ص: ٤٤ بعنوان: إصلاح لغة الدواوين.
 
١٨ ... نمرو ... رقم أو عدد
١٩ ... در كنار ... حاشية
٢٠ ... ستاتستيك ... إحصاء
٢١ ... خرجراه ... نفقات السفر أو ترحيلة.
٢٢ ... رابور ... تقرير
٢٣ ... ورق بول ... طابع
٢٤ ... قوحان ... دفتر القسائم. وكل ورقة قطعت منه تسمى قسيمة. والورقة الباقية فيه تسمى أرومة.

القسم الثاني
كلمات عدلت بعد التعديل (١).
٢٥ ... دائرة الداخلية ... دائرة الملكية
٢٦ ... دائرة العدلية ... دار العدل
٢٧ ... دائرة المالية ... قلم المال
٢٨ ... دائرة الديون العمومية ... شعبة الدين العامة
٢٩ ... دائرة انحصار الدخان ... شعبة حصر الدخان
٣٠ ... القائمقام ... القيم
٣١ ... دائرة التنظيم والطرقات (بلدية) ... لجنة إطلاق الطرق
٣٢ ... دائرة المواصلات والحرف (بلدية) ... لجنة النقل والحرف
٣٣ ... مأمور الإجراء ... المنفذ
٣٤ ... مأمور سجل العقارات ... مسجل العقارات
٣٥ ... مدير التحريرات ... مدير الرسائل
٣٦ ... كاتب التحريرات ... كاتب الرسائل
٣٧ ... مأمور الأمانات ... حافظ الأمانات
٣٨ ... مأمور السجن ... السجان

٣٩ ... أمين الصندوق ... الخازن
(١) مجلة المجمع العلمي. ج: ١، ص: ٤٥١.
 
٤٠ ... رئيس قسم العدلية في دائرة الشرطة. ... رئيس القسم العدلي
٤١ ... مأمور إطفائية ... إطفائي
٤٢ ... مقيد ... مدون
٤٣ ... محضر خيال ... محضر فارس
٤٤ ... محضر ماشي ... محضر راجل
٤٥ ... دفتر مفردات القروض ... دفتر تفاريق القروض
٤٦ ... قوائم المزاد ... جرائد المزاد
٤٧ ... مفتاح الشيفرة الخارجي ... المفتاح الرقمي الخارجي
٤٨ ... أوراق مورودة ... الرسائل الواردة
٤٩ ... أوراق مرسولة ... الرسائل الصادرة

القسم الثالث
كلمات مختلفة (١).
٥٠ ... ماصة ... مكتب
٥١ ... قاصة ... خزانة
٥٢ ... قولتق ... متكأ
٥٣ ... باس باس ... ممسحة
٥٤ ... سوتكر. سفنجة ... وفيعة
٥٥ ... دوسية ... إضبارة أو ملف
٥٦ ... روزنامة ... تقويم
٥٧ ... إستامبه ... محبرة الخاتم
٥٨ ... زيل ... منبه
٥٩ ... صوبا ... مدفأة
٦٠ ... اختراع براءتي ... امتياز الاختراع أو حجة الاختراع
٦١ ... بيل ... مولد الكهربائية. بيل
٦٢ ... التتن ... التبغ. الدخان
(١) مجلة المجمع العلمي. ج: ٢، ص: ٤٦.
 
٦٣ ... السيكارة ... اللفيفة. اللفافة
٦٤ ... البسكويت ... البسكويت. الفرنية الهشة
٦٥ ... علم وخبر يكون لطلب التمليك أو نحو ذلك ... بيان
٦٦ ... علم وخبر يكون وصلًا بدين أو نحو ذلك. ... تمسك. وصول
٦٧ ... شوكولاتو ... الشوكولات
٦٨ ... كرتون ... مقوى
٦٩ ... كارتابل ... محفظة
٧٠ ... الآلة الكاتبة ... النساخة
٧١ ... جيلاتين ... هلام
٧٢ ... دبوس لربط الأوراق ... الخلال الخزام
٧٣ ... بيليت ... تذكرة سفر. نول
٧٤ ... بسابورط ... جواز. وهو صك المسافر
٧٥ ... باس وهو شبه جواز السفر ... فسح
٧٦ ... بارمي ... رخصة. إذن
٧٧ ... آلة لتجفيف الحبر عند الكتابة ... نشافة
٧٨ ... لوج ... مقصورة. مشربة
٧٩ ... كادرو ... النطاق. الملاك
٨٠ ... تأمين ... ضمان. استعهاد
٨١ ... فاتورة ... قنداق. صحيفة الحساب.
٨٢ ... بوردرو ... جدول الرواتب. سند صرف. قط.
٨٣ ... طاولة الكتابة ... مكتب
٨٤ ... النشان ... الطراز
٨٥ ... القوردون، يعلق على الكتف من تحت الإبط ... الوشاح
٨٦ ... أبوليت. ما يوضع على الكتف في الكسوة العسكرية ... المنكبية
٨٧ ... قالباق ... الكمة
٨٨ ... كه تر، لفافة جلد للرجلين ... اللفافة «لما كان من نسيج ونحوه». الران "لما يغطي الساق من جلد ونحوه.
٨٩ ... جزمة ... السوقاء
٩٠ ... بوتين ... الموق. الخف
 
٩١ ... كندرة ... الحذاء المكعب.
٩٢ ... سترة «هو قباء فيه شق من خلفه» ... الفروج «مصرية»
٩٣ ... بنطلون ... السراويل، أو السراويل الضيقة
٩٤ ... جاكت ويرخص في بقائها على لفظها ... الرداء
٩٥ ... كبوت له قبعة ... البرنس
٩٦ ... كبوت بلا قبعة ... الدثار. الملحف
٩٧ ... بله رين ... العطاف. المعطف. البقيرة. البقير
٩٨ ... كلبجة ... الجامعة. الغل
٩٩ ... بارمق بند. آلة تربط بها إبهام المسجونين ... الكبل أو النكل
١٠٠ ... دوسيه تنضيد الأوراق ... إضبارة
١٠١ ... دوسيه لثقب الأوراق وتعليقها ... المخزومة
١٠٢ ... دوسيه للف الأوراق لفًا ... الملف «مصرية»
١٠٣ ... تلفون ... الهاتف
١٠٤ ... قولًا أوكه ريت. وهو الكوخ الخشبي لإقامة الحارس واقفًا. ... المحرس
١٠٥ ... سنترال تلفون ... المفرق
١٠٦ ... فيش. أداة معدنية كالإصبع في التلفون تصل بين سلكين للمكالمة. ... الواصلة. الإصبع
١٠٧ ... طوقة اللوح المعدني التي تربط طرفي الزنار الجلدي ... الإبزيم
١٠٨ ... ميقروفون. الآلة التي تأخذ وتعطي الصوت ... المحارة
١٠٩ ... زيل ... المنبه. الجلجل
١١٠ ... طربوش. معرب سربوش أي ساتر الرأس ... طربوش «إبقاء»
١١١ ... القضيب الذي تعلق عليه الثياب. القضبان التي توضع فوق الشباك تعلق عليها الأستار ... الفدان
١١٢ ... أسانسور. آلة الصعود ... المصعد
١١٣ ... السجق. هدب الستار ... النحيزة
١١٤ ... الرمانة. التفاحة تكون على البرداية ... الرمانة. التفاحة «إبقاء»
١١٥ ... لاصقي محل التعليق ... المناط
١١٦ ... الكتاب المطوي والرقعة الملفوفة ... المدرج
١١٧ ... المناورة ... التدريب
 
١١٨ ... هيئة الاختيارية ... مجلس القرية
١١٩ ... البلدية ... المجلس البلدي
١٢٠ ... رئيس البلدية ... رئيس المجلس البلدي
١٢١ ... الميتم ... ملجأ أو دار اليتامى.
١٢٢ ... المختار ... «إبقاء»
١٢٣ ... الأعضاء ... «إبقاء»
١٢٤ ... دائرة الصحة ... «إبقاء»
١٢٥ ... التوقيف ... «إبقاء»
١٢٦ ... الحبس في النظارة ... التوقيف في دائرة الشرطة
١٢٧ ... التقاعد ... الإتداع
١٢٨ ... الراتب ... «إبقاء»
١٢٩ ... السبارش بمعنى المبايعة ... استبضاع. استجلاب
١٣٠ ... السبارش. إحالة قسم من الراتب ليدفع في بلد آخر ... التوجيه
١٣١ ... باش بوزق ... غير متجند
١٣٢ ... إيداع الأوراق أي إرسالها من دائرة إلى دائرة ... تحويلها
١٣٣ ... البحر البري ... المياه الساحلية
١٣٤ ... الساق للقطار ... المسير. المراقب
١٣٥ ... النقب ... النفق
١٣٦ ... الآلة التي توقف السيارة (أتوموبيل) ... المكبح
١٣٧ ... الذي يوقفها ... الكابح
١٣٨ ... قلعه بند. الذي يغرب في قلعة بعيدة عن الناس ويمكن مخالطة الناس له. ... المعتقل في القلعة
١٣٩ ... علم الآلات ... علم الحيل
١٤٠ ... الميكانيكي ... الحيلي
١٤١ ... النظارة ... «إبقاء»
١٤٢ ... اللواء ... «إبقاء»
١٤٣ ... القضاء ... «إبقاء»
١٤٤ ... الناحية ... «إبقاء»
١٤٥ ... يروج على ألسنة العرب العارفين باللغة الفرنسية قولهم في استحسان بقعة من الأرض ذات منظر طبيعي فائق Pittoresque أي تستحق أن تصور من حسنها. وطلب من المجمع العلمي العربي وضع كلمة تقوم مقامها بالعربية فأقر المجمع مكانها. ... موني. «على وزن مغني»| أو المنظر الجميل والأولى أولى.
١٤٦ ... الشنتاج Chantage كلمة يريدون بها الرجل يكون عنده معرفة بسر عائلي يتعلق بأحد العظماء فيهدده بإفشائه إلا أن يفدي نفسه بمال. ... الاعتصار
١٤٧ ... شيركولاري ... النشرة التجارية
 
ما عربه مجمع مصر الأول
الشيخ محمد عبده وعبد الله فكري وحفني ناصف والمويلحي وغيرهم سنة ١٨٩٣
الرقم ... وضع قديم ... وضع جديد
١ ... برافو كلمة استحسان ... مرحى
٢ ... كلمة استقباح ... برحى
٣ ... أفوكاتو «محامي» ... مدره
٤ ... صالون ... البهو
٥ ... جوانتي (الكفوف) ... القفاز
٦ ... كوردون ... الوشاح
٧ ... بلكون ... الطنف
٨ ... موضة ... الجديلة
٩ ... كلوب ... المرب
١٠ ... بالطو باردوسيه ... المعطف. العاطف
١١ ... بوليس ... شرطي، جلواز، ثؤرور
١٢ ... نومرو ... نمرة
١٣ ... مركب توربيد ... حراقة
١٤ ... كارت دي فيزيت ... بطاقة الزيارة
١٥ ... شهادة المدرسة كالبكالوريا ... حذاقة
١٦ ... بورت مانتو ... مشجب. شجاب
١٧ ... تلفون ... مسرة
١٨ ... بونجور ... عم صباحًا
١٩ ... بونسوار ... عم مساء
٢٠ ... فرشها بالكدام ... حصب الطريق
 
ما عربه المجمع الثاني المصري
في نادي دار العلوم سنة ١٩١٠
الرقم ... وضع قديم ... وضع جديد
١ ... الاستئمار ... استمارة
٢ ... أنفيتياتر (إقرار لها) ... مدرج
٣ ... بلوك نت «الأوراق المنضمة» ... إضمامة
٤ ... بويا تتخلل أجزاء الجسم كصبغ الثوب ... الصبغ
٥ ... ما يعلو سطح الجسم كطلاء المباني ... الطلاء
٦ ... تخت بوش فيراند verand ... النجيرة
٧ ... طاولة الأكل ... خوان. مائدة
٨ ... طاولة لوضع الأشياء المختلفة ... منضدة
٩ ... طاولة الكتابة ... مكتب
١٠ ... ما يخرج من البناء مكشوفًا ... طنف. شرفة
١١ ... ما يخرج منه مغطى ... كنة
١٢ ... جول ... مرمى
١٣ ... خارطة ... خريطة
١٤ ... دوسيه ... ملف
١٥ ... شماعة تعليقة ذات عمود متوسط ... غدان
١٦ ... شماعة مثبتة على الحائط ... شجاب
١٧ ... طابور (عسكري) ... تابور
١٨ ... كارت فيزيت ... بطاقة
١٩ ... سينماتوغراف ... خيالة
٢٠ ... فونوغراف ... الحاكي
٢١ ... سيموغراف ... مطبعة النضح
٢٢ ... تيب ريتر ... مطبعة الأزرار الكاتبة
٢٣ ... اسبتاليه ... مستشفى. بيمارستان
٢٤ ... كلنيك ... مستوصف
٢٥ ... بوفه Buffet ... مقصف
٢٦ ... خزانة الطعام ... سكردان.»وضع قديم
٢٧ ... البريمة ... بزال. Tire- Bouchon
٢٨ ... تلغراف ... برق. رسالة برقية
٢٩ ... ديبلوم ... شهادة عالية
٣٠ ... عفارم ... موحى
٣١ ... قومسيون ... لجنة
٣٢ ... أتوموبيل ... سيارة «إبقاء»
٣٣ ... اكسبريس ... قطار سريع، السريع
٣٤ ... غمرة تطلي بها المرأة وجهها ... غمنة
٣٥ ... بزرميط أبوه خير من أمه ... هجين
٣٦ ... أمه خير من أبيه ... مقرف
٣٧ ... من لم تلاحظ فيه الخيرية في إحدى الجهتين ... مخلط
٣٨ ... بنطلون ... سروالة
٣٩ ... تراتوار، وهو الممتد مع الشارع ... طوار
٤٠ ... تمرجي ... ممرض
٤١ ... تملي ... دائمي
٤٢ ... جهجون ... جزاف
٤٣ ... دوناتمة ... أسطول
٤٤ ... روماتزم ... رثية
٤٥ ... زنبلك ... دوارة
٤٦ ... صالون ... بهو
٤٧ ... قشلاق ... ثكنة
٤٨ ... يمكخانة ... حواطة. مطعم
٤٩ ... برجل ... فرجار، بركار
٥٠ ... كروكي ... رسم تقريبي
٥١ ... هدوم ... ملابس
٥٢ ... ناموسية ... كلة
٥٣ ... نوته ... مذكرة، كناشة
٥٤ ... قماش ... نسيج
٥٥ ... قومندان ... قائد
٥٦ ... قواص ... حاجب
٥٧ ... طرحة: غطاء رأس المرأة ... خمار، النصيف
٥٨ ... حزورة ... أحجية
٥٩ ... شنطة ... عيبة
٦٠ ... شادوف ... شادوف «إبقاء»
٦١ ... فنار ... منار
٦٢ ... فرشة ... فرجون، محسة
٦٣ ... كماشة ... كماشة «إبقاء»
٦٤ ... كالون ... غلق
٦٥ ... برميل ... برميل «إبقاء»
٦٦ ... أتب، وهو برد يشق بلا كمين ولا جيب ... حرملة
٦٧ ... البشاورة ... الطلاسة: خرق يمسح بها اللوح
٦٨ ... شخير ... غطيط النائم
٦٩ ... الدورية الليلية ... عسس
٧٠ ... الرغاوة ... الزبد، الرغاوي، الرغوة
٧١ ... طازه ... طازج
٧٢ ... الدش، الدوش ... الرشاش
٧٣ ... عفش ... أثاث «متاع البيت»
٧٤ ... حجر الحمام ... فسفة
٧٥ ... طاولة اللعب ... النرد
٧٦ ... عماص في العين «في الشام عمش» ... غمص «إذا سال» ... رمص «إذا جمد»
٧٧ ... عود الفرن. ... محش
٧٨ ... خرقة تبل ويمسح بها التنور ... المطردة
٧٩ ... هلب السفينة ... أنجر، كلوب
٨٠ ... حديدة تخرج الدلو من البئر «هلب البئر» ... حصرم
٨١ ... هباب اللمبة ... سناج
٨٢ ... مضرب الكرة «خشبة عريضة» ... طبطابة
٨٣ ... فارة النجار ... مسحج
٨٤ ... ما يتعلل به قبل الغداء «تصبيرة» ... اللمجة
٨٥ ... أبعدية ... ضيعة، أرض مغلة
٨٦ ... قزان ... مرجل
٨٧ ... أغبش ... غطمش. كل بصره
٨٨ ... رمش ... الهدب. شفو العين
٨٩ ... دوخة ... دوار
٩٠ ... فلينة ... صمام، سداد القارورة
٩١ ... مصفاة إبريق الشاي ... فدام
٩٢ ... الشنبر ... الثوب: شحم رقيق يغشي الكرش
٩٣ ... أوزي ... حمل
٩٤ ... قشرة البيضة الخارجية ... قيض
٩٥ ... قشرة البيضة الداخلية ... غرقئ
٩٦ ... بياض البيض ... الزلال
٩٧ ... صفار البيض ... المح
٩٨ ... المضيفة»محل الضيف«... الثوي
٩٩ ... شبشب ... الكوث: خف يلبس في الرجل
١٠٠ ... موضة ... بدع
١٠١ ... أنتيكة ... عادي
١٠٢ ... خريطة البحر ... راهنامج
١٠٣ ... طقة واحدة ... وجبة»الأكلة الواحدة في اليوم والليلة
١٠٤ ... وش الفراش ... الظهارة
١٠٥ ... سيخ الشواء ... سفود
١٠٦ ... مونة البناء ... ملاط
١٠٧ ... تقاوى ... بذر
١٠٨ ... الوجاق ... الوطيس
١٠٩ ... قطعة خشناء تشح جبها القداح «الصنفرة» ... السفن
١١٠ ... الدربكة ... الكوبة
١١١ ... الاستراد ... المنصة: المكان يصعد إليه بدرج لخطابة أو درس
١١٢ ... الجلفق. الدرابزين ... الدرابزين «إبقاء»
١١٣ ... النجفة ... الثريا
١١٤ ... ضيان ... متين
١١٥ ... النفير ... البوق
١١٦ ... سباطة ... القنو «العذق، الكباسة».
١١٧ ... المقشة ... المقشة «إبقاء»
١١٨ ... المعية ... الحاشية
١١٩ ... بدلة ... حلة
١٢٠ ... ياقة القميص ... زيق القميص
١٢١ ... سواري ... فرسان
١٢٢ ... الاستيك ... النوط «معلق كل شيء»
١٢٣ ... شلتة ... الحشية، الفراش المحشو

 
أوضاع نشرها أحمد تيمور اللغوي المصري
١ ... مايسود به الخف. أرندج ... طلاء الحذاء
٢ ... ما يعلق بالقلم بعد غمسه بالمداد ... ملة القلم
٣ ... الحزمة من الريحان ... طاقة
٤ ... نيشان التعليم ... دريئة
٥ ... القصر الصغير ... الكشك
٦ ... القطعة من الطريق لا تنفذ ... الردب
٧ ... العديل ... السلف، الظاب
٨ ... قشرة الجرح الجديد ... الجلبة
٩ ... الطاقية، خرقة تقور للرأس كالشبكة ... السكبة
١٠ ... ناظر العمارة. مقدم الفعلة ... الوهين
١١ ... اليشمق ... اللغام
١٢ ... السردين ... الصير
١٣ ... العزبة ... الضيعة
١٤ ... المازة ... النقل
١٥ ... اللباس الرسمي ... السواد
١٦ ... ثياب الحزن ... السلاب
١٧ ... الحبل الحاجز في الطريق ... المأصر
١٨ ... المعدية، مركب يعبر به ... المعبر
١٩ ... الأنشيطة، العقدة ... الأنشوطة
٢٠ ... الحصان البولوني ... المكبون
٢١ ... الشال ... الطيلسان
٢٢ ... رخو الكرباج ... الشيب
٢٣ ... الجارسون، خادم المائدة ... الندل
٢٤ ... القطن الزهر ... المكمهل
٢٥ ... الصنارة ... الشص
٢٦ ... الجاكيت ... العطيف
٢٧ ... البيرة ... الجعة
٢٨ ... الخمر السوداء ... أم ليلى
٢٩ ... عمود الجاز ... منارة المسرجة
٣٠ ... البونية، ضم الأصابع للضرب ... الجمع والصقب
 
 
أوضاع الأب أنستاس الكرملي
الرقم ... الوضع الجديد ... الكلمة الأجنبية ... الموضوع
١ ... الوراقي ... Bibliographe ... ذو المعرفة في الكتب والورق ووصفهما.
٢ ... الوراق ... من يورق الكتب ويكتب.
٣ ... الخضض ... Keratophylon ... خرز أبيض يشبه اللؤلؤ.
الخضض ... Menu d une table ... ألوان الطعام.
٤ ... التهذيب ... Recorriger ... العمل الثاني في القدح.
التشذيب ... Corriger ... العمل الأول في القدح.
٥ ... سبر الغور ... Lancer un ballon d essai
٦ ... كان رديئة القوم ... Etre le bouc emissaire d une societe ... الدريئة: الحلقة التي يتعلم عليها الرامي.
٧ ... المريج ... Zoophyte ... الحيوان النباتي كالمرجان.
٨ ... الصعقب ... Stentor ... الشديد الصوت
٩ ... الغلص ... Ablation de la luette ... قطع الغلصمة.
١٠ ... العلصهة ... Extraction de l oeil ... استخراج العين من الرأس.
١١ ... الحج ... Trepanation ... نقب العظم وجمجمة الرأس.
المجاج ... Trepan ... آلة الحج.
١٢ ... المجنب ... Hinterland ... البلاد الواقعة وراء مستعمرة.
١٣ ... الرميز ... Polytechnicien ... العالم الكثير الفنون.
مدرسة الرمازة ... Ecole polytechnique
١٤ ... دخينة ... Cigarette ... السيكارة
دخنة ... Cigarre ... السيكار.
١٥ ... المشاور. الشير ... Senateur ... عضو مجلس الأعيان أو الشيوخ.
١٦ ... الابتداع ... Initiative
١٧ ... الغميس ... Inedit ... الذي لم يظهر للناس ولم يعرف بعد.
١٨ ... المعيار ... Criterium
١٩ ... الحرسيان. الحرصيان ... Peritoine ... البريطون باطن جلد البطن.
 
٢٠ ... القارت. المفترت ... Omnivore ... الحيوان الذي يأكل كل ما يقع بين يديه
٢١ ... الاختزاز ... Selection ... تخير أحسن ما تراه من المجموع فتأخذه.
٢٢ ... البطخة «عراقية» ... Saucisson ... شوك وحطب تحزم وتلقى في بثق النهر وفوقها التراب
٢٣ ... خلع المعاهدة ... Denoncer un Traite
٢٤ ... الساعي «دينية» ... Ordinaire ... رئيس اليهود والنصارى الذي لا يرد أمره.
٢٥ ... العاقب «دينية» ... Vicaire general ... رئيس ديني دون المطران أو الأسقف.
٢٦ ... العشق ... Jardiniers Fleuristes ... المصلحون غروس الرياحين
٢٧ ... الألواح ... Fiches ... ورقة تكتب فيها ما تريده من الفوائد لتنفع بها.
٢٨ ... الليط ... Carapace de Coleoptere ... قشر الجعل
٢٩ ... القراط ... Champignon d une meche ... ما يتلف من الذبالة ويبقى معلقًا فيها.
٣٠ ... نقص يده من الأمر ... ll lave les mains d une affaire ... نفض يديه من الأمر.
٣١ ... التنشير ... Abracadabra ... كلمة سحرية لشفاء الأمراض تكتب بشكل مثلث
٣٢ ... السحية، الساحية ... (ان) Trolley ... مركبة تمشي على خطين من حديد.
٣٣ ... الإلماعة، الإلماع ... Radio ... نقل الكلام بلا سلك.
٣٤ ... النفاش ... (ف) Pamplemousse ... ضرب من الليمون الهندي كبير
(ان) Shaddock ... «برتقال الهند»
٣٥ ... سوانح، خواطر ... Essai
٣٦ ... نعيم «نجدية» ... Croix du Sud ... المجموعة السماوية
٣٧ ... ببه ... (ف) Bebe ... الولد الصغير
(ان) Baby
٣٨ ... المكايلة ... Represailles ... المقابلة بالمثل
٣٩ ... اللعنة ... Bouc emissaire ... التيس المسرح
٤٠ ... هو قذي في عيني ... Bet noire ... يقال للرجل المكروه
 
٤١ ... الحطب ... Fascines
٤٢ ... الحرج ... Corbillard ... خشب يشد ويحمل عليه الميت.
٤٣ ... الرحالة ... Brancard ... النعش
٤٤ ... المرنبة ... Carenne ... المحل الذي تكثر فيه الأرانب.
٤٥ ... أزبأرت القطة ... Elle Fait le gros dos
٤٦ ... الفلت ... Anachronisme ... الوهم في التاريخ
٤٧ ... الجزم ... Prochronisme ... إذا كان التاريخ سابقًا للحادثة
٤٨ ... الكسع ... Metachronisme ... تعيين تاريخ للحدث مؤخر عنه.
٤٩ ... النحلة، النفحة. ... Honoraires
٥٠ ... التلطي ... Faire une compensation occulte ... يكون للرجل عند آخر طلبة فيأخذ شيئًا يساويه
٥١ ... الهرط: الجوع البقري ... Boulimie ... يأكل ولا يشبع
٥٢ ... السحنة، السحناء ... Scheme ... الموضوع يمثل صلات الأشياء بعضها ببعض من هيئتها لا مادتها.
٥٣ ... أبو عويف الشبث ... Courtiliere. Grillon taupe ... المالوش في لبنان والحفار في مصر. ... العنجوش
٥٤ ... العلصهة ... Enucleation ... استخراج المقلة من العين
الفصع ... استخراج كل عقدة في الجسم من موضعها.
٥٥ ... أوهطه. الإيهاط ... Tel a ete execute ... قتله رميًا بالرصاص أو بمهلك آخر.
٥٦ ... فدن، الفدانة. ... Feodalite. Fief ... إقطاع أو عهد الإقطاع.
٥٧ ... ضبني ... Sous- axillaire ... تحت إبطي.
٥٨ ... ألبة ... Album
٥٩ ... البقط ... Paquet
بقط الشيء ... Paqueter ou empaqueter
٦٠ ... فرض المكان أو المنزل أو المنزلة ... Brule rune etape
 
أ
الألف- الهمزة: لم تذكر الهمزة باسمها في حروف الهجاء. ويقول بعضهم: أنها لم تسمع عن العرب، واسمها الألف بلا خلاف. وسمى بعضهم أول الحروف الألف المهموزة والألف المتحركة، تمييزًا لها عن الألف الساكنة، وتسمى الهوائية (لسان: ع ل م) وتسمى هذه أيضًا اللينة وتسمى الهاوية (لسان: هـ وي).
إن الألف والهمزة ليسا حرفين تامين، بل يعدان حرفًا واحدًا، لأن الحرف التام يتعين له صورة في النطق وفي الكتابة معًا، ولكن الهمزة ذات صورة في النطق دون الكتابة، والألف ذات صورة في الكتابة دون النطق، لكنهم لم يتحرجوا من إطلاق اسم الألف على الهمزة في كثير من الموارد. وها نحن نجري مجراهم.
والظاهر في ترتيب سيبويه لحروف الهجاء أن الألف أول حروف الحلق، وعلى ذلك جلت الأئمة، لكن الخليل بن أحمد في «العين» وابن سيده في «المحكم» عداها بين الحروف الجوف التي لا تتدرج في مدارج الحروف بل تخرج من الجوف. وأراد سيبويه بها الألف المتحركة، وأراد بها الخليل الألف اللينة. ولم يهمل سيبويه الألف اللينة فعد الحروف معها تسعة وعشرين حرفًا.
واصطلح الناس على عد اللام ألف من حروف الهجاء، فعدوها تسعة وعشرين حرفًا، وإنما أرادوا بها الألف اللينة الهوائية فقرنوها باللام دون غيرها ليمكن النطق بها. ولعله روعي في هذا التخصيص اقترانها بها في أداة التعريق «أل» فجرت هنا كذلك.
يبدأ بالألف، فتكون ألف وصل وألف أصل، فالأولى تثبت في ابتداء الكلام وتحذف في الدرج كاستخرج، والثانية تثبت في الابتداء وفي الدرج كأخذ. والألف اللينة تأتي:
١ - فاصلة كالزائدة بعد واو الجمع في الخط مصل كتبوا وكالفاصلة بين نونات التأنيث ونون التأكيد الثقيلة مثل: اضربنان، في الأمر للنساء.

تحميل الكتاب

عن الكاتب

Tanya Ustadz

التعليقات


جميع الحقوق محفوظة

الكتب الإسلامية