الكتب الإسلامية

مجموعة الكتب والمقالات الإسلاية والفقه علي المذاهب الأربعة

recent

آخر الأخبار

recent
جاري التحميل ...

مسألة الجهة لله تعالي


الهامش


مسألة الجهة لله تعالي

4 - وأما مسألة الجهة فابن أبي العز ممن يقول بها ويقاتل من أجلها قتال مستميت، فانظر إلى الروغان حيث قال صحيفة (221) من شرح الطحاوية: (وأما لفظ الجهة، فقد يراد به ما هو موجود، وقد يراد به ما هو معدوم، ومن المعلوم أنه لا موجود إلا الخالق والمخلوق) ا ه‍. فانظر كيف قاس الخالق على المخلوق، ومعنى كلامه: أي كما أن المخلوق في جهة فكذا الخالق في جهة بجامع الوجود لكل منهما، ولا شك أن هذا قياس وثني فاسد قطعا. ثم قال ابن أبي العز في نفس الصحيفة ما نصه: (وإن أريد بالجهة أمر عدمي، وهو ما فوق العالم، فليس هناك إلا الله وحده، فإذا قيل إنه في جهة بهذا الاعتبار فهو صحيح) ا ه‍. فقد قرر بأن الله تعالى في جهة ما فوق العالم، وهذا المكان الذي عينه للمولى سبحانه وتعالى عن هذيانه، سماه بالمكان العدمي أو بالأمر العدمي، وإني أستغرب جدا كيف يكون لمعبوده مكان يشار إليه بالإصبع كما جاء في حديث الجارية الذي يتشدقون به ثم كيف يكون هذا المكان عدما؟ وهل يشار للعدم؟!. ولا يخفاك أخي المؤمن أن أهل السنة أجمعوا على تنزيه الله تعالى عن المكان لدلالة الكتاب والسنة المصرحة بذلك. وقد نص ابن أبي العز في سلسلة أغلاطه أيضا زيادة في نغمة طنبوره في

ص 63

رأس صحيفة (221): أن الجهات لا نهاية لها. ا ه‍ ومعنى ذلك أنه لا حد لها، فجعل للخالق حدا ونزه المخلوق عن الحد فسبحان قاسم العقول الوهاب!! مع أن أهل السنة كما قال الإمام البغدادي في الفرق ص (330): (أجمعوا على أن الأرض متناهية الأطراف من الجهات كلها، وكذلك السماء متناهية الأقطار من الجهات الست، خلاف قول الدهرية) ا ه‍. ثم اعترض!!! على الإمام الطحاوي في تنزيهه الله تعالى عن الجهات فقال (ص 221): (لا تحويه الجهات الست كسائر المبتدعات، هو حق، باعتبار أنه لا يحيط به شيء من مخلوقاته) ا ه‍. فأول كلام الشيخ حسب مراده، لينفي أن الشيخ الطحاوي يقول بهذا!! فاعترض عليه لينفي ما تبقى من احتمال ذلك على زعمه فقال في نفس الصحيفة: (لكن بقي في كلامه شيئان أحدهما: إن إطلاق مثل هذا اللفظ مع ما فيه من الإجمال والاحتمال كان تركه أولى، وإلا تسلط عليه وألزم بالتناقض في إثبات الإحاطة والفوقية ونفي جهة العلو) ا ه‍!! وإليك بعض عقائد الكرامية أيضا المندرجة في كلام ابن أبي العز في شرح الطحاوية:

5 - قال صحيفة (282): (فكيف يستبعد العقل مع ذلك أنه يدنو سبحانه من بعض أجزاء العالم وهو على عرشه فوق سمواته؟ أو يدني إليه من يشاء خلقه؟ فمن نفي ذلك لم يقدره حق قدره) ا ه‍.

ص 64

6 - قوله صحيفة (286): (الثاني عشر: التصريح بنزوله كل ليلة إلى السماء الدنيا، والنزول المعقول عند جميع الأمم إنما يكون من علو إلى سفل، الثالث عشر: الإشارة إليه حسا إلى العلو، كما أشار إليه من هو أعلم بربه) ا ه‍. وذكر قبل ذلك وبعده أدلة بزعمه دالة على هذا العلو الحسي، والمعبر عنه أحيانا بفوق وبذاته وبجهة السماء.. الخ. ولا أدري أين ذهب بقول الله تعالى: *(وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعاني)* البقرة: 186، وبقوله تعالى: *(ونحن أقرب إليه منكم ولكن لا تبصرون)* الواقعة: 85، وقوله: *(وهو معكم أين ما كنتم)* الحديد: 4، وقوله: *(وهو الله في السماوات والأرض يعلم سركم وجهركم ويعلم ما تكسبون)* الأنعام: 3، وقوله: *(ونحن أقرب إليه من حبل الوريد)* ق: 16، وغير ذلك من الآيات (33)، ومن الحديث قوله ص: (أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد) رواه مسلم (1 / 350)، وقوله أيضا: (اللهم أنت الصاحب في السفر وأنت الخليفة في الأهل) رواه الترمذي (5 / 497) وقال: حديث حسن صحيح ا ه‍ وغير ذلك من الأحاديث الصحيحة. وإذا كان يؤول هذه النصوص الموهمة للحلول فما أجدره أيضا أن يؤول تلك النصوص الموهمة للتجسيم وتشبيه الله تعالى بخلقه، عند المغفلين الذين

(هامش)

(33) وإذا كانت تلك الآيات التي أوردها قرآنا وهذه الآيات أيضا قرآنا فما الذي أوجب اعتقاد ظاهر تلك دون هذه؟! (*)

ص 65

لا يعرفون أصول عقيدة الإسلام التي منها تنزيه الله سبحانه عن مشابهة خلقه، المعبر عنها بقول العلماء: كل ما خطر ببالك فالله تعالى بخلاف ذلك، المأخوذ من قوله سبحانه: *(ليس كمثله شيء)* الشورى: 11، ومن قوله: *(ولم يكن له كفوا أحد)* الإخلاص: 4، ومن قوله: *(أفمن يخلق كمن لا يخلق)* النحل: 17.

7 - والقول بالجهة والفوقية الحسية يفضي إلى القول بأنه خارج العالم على العرش بذاته كما يقول أهل التجسيم، أو داخل العالم في السماء حسا لا معنى كما يقول الحلوليون وكلا القولين باطل، فقد أجمع أهل السنة على أن الله تعالى منزه عن المكان يعني أنه لا تعين له جهة كالمخلوق فيقال إنه مستقر فيها وحال بها فقول الحلولية: إنه في كل مكان باطل، وقول المجسمة: إنه فوق العالم خارج عنه فوق العرش باطل أيضا، لأن هذا يلزم منه وصفه سبحانه بالاتصال أو الانفصال ووصفه بأنه خارج أو داخل العالم، وكل ذلك باطل لأنهم بنوا ذلك على ما أصلوه وهو الجسمية، فوصفوه بأنه خارج العالم، لتثبيت عقيدة الزيغ وإقناع الناس بها ولذلك صرح أهل السنة والجماعة بأن الله سبحانه لا يوصف بأنه خارج العالم ولا داخله لأن هذا نوع من إدراك الخالق والله سبحانه لا يحيط به أو يدركه أحد من خلقه، وهؤلاء يريدون أن يدركوه وأن يعينوا له مكانا ف‍ *(سبحان ربك رب العزة عما يصفون)* لذلك قال ابن أبي العز في شرحه (ص 222): (ولا نظن بالشيخ - يعني الطحاوي - رحمه الله أنه ممن يقول إن الله تعالى ليس داخل العالم ولا خارجه بنفي التعيينين) ا ه‍. وإليك بعض أقوال علماء الإسلام في ذلك:

ص 66

. قال الإمام الغزالي رحمه الله تعالى: (الله تعالى مقدس عن المكان، ومنزه عن الأقطار والجهات، وأنه ليس داخل العالم ولا خارجه، ولا هو متصل بالعالم ولا هو منفصل عنه، قد حير عقول أقوام حتى أنكروه إذ لم يطيقوا سماعه ومعرفته) ا هـ‍ الإحياء (4 / 434) (34).. وقال الحافظ ابن حجر العسقلاني في (فتح الباري) (1 / 220 - 221): (فإن إدراك العقول لأسرار الربوبية قاصر فلا يتوجه على حكمه لم ولا كيف، كما لا يتوجه عليه في وجوده أين وحيث) ا ه‍.. وقال إمام الحرمين في (الإرشاد) ص (61): (ثم نقول: إن سميتم الباري تعالى جسما وأثبتم له حقائق الأجسام، فقد تعرضتم لأمرين: إما نقض دلالة حدث الجواهر، فإن مبناها على قبولها للتأليف والمماسة والمباينة - أي الانفصال - وإما تطردوها وتقضوا بقيام دلالة الحدث في وجود الصانع، وكلاهما خروج عن الدين، وانسلال عن ربقة المسلمين) ا ه‍.. وقال الإمام الحافظ البيهقي في (الأسماء والصفات) ص 410: (والقديم سبحانه عال على عرشه لا قاعد ولا قائم ولا مماس ولا مباين عن العرش، يريد به مباينة الذات التي هي بمعنى الاعتزال أو التباعد، لأن المماسة والمباينة التي هي ضدها والقيام والقعود من أوصاف الأجسام، والله عز وجل أحد صمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد فلا يجوز عليه ما يجوز على الأجسام تبارك وتعالى) ا ه‍.

(هامش)

(34) وانظر أيضا شرح الإحياء للزبيدي 10 / 181. (*)

ص 67

وقال الإمام أبو المظفر الاسفراييني في التبصير (97 بتحقيق الإمام الكوثري): (وأن تعلم أن الحركة والسكون، والذهاب والمجيء، والكون في المكان، والاجتماع والافتراق، والقرب والبعد من طريق المسافة والاتصال والانفصال، والحجم والجرم، والجثة والصورة والحيز والمقدار والنواحي والأقطار والجوانب والجهات كلها لا تجوز عليه تعالى لأن جميعها يوجب الحد والنهاية) ا ه‍. وقال الإمام النووي في الروضة (10 / 64) ما نصه: (من اعتقد قدم العالم، أو حدوث الصانع، أو نفى ما هو ثابت للقديم بالإجماع، أو حدوث الصانع، أو نفى ما هو ثابت للقديم بالإجماع، ككونه عالما قادرا، أو أثبت ما هو منفي عنه بالإجماع كالألوان، أو أثبت له الاتصال والانفصال كان كافرا) ا ه‍. وقال الإمام المحدث ملا علي القاري في (شرح الفقه الأكبر) مشنعا على ابن أبي العز هذا، شارح الطحاوية ومشوهها ما نصه (ص 172): (والحاصل أن الشارح يقول بعلو المكان مع نفي التشبيه وتبع فيه طائفة من أهل البدع).. الخ ا ه‍. فأنظره. وقال العلامة القاري أيضا صحيفة 172: (ومن الغريب أنه استدل على مذهبه الباطل برفع الأيدي في الدعاء إلى السماء) ا ه‍. وقد عرضنا البعض اليسير مما في شرح الطحاوية من أخطاء مستشنعة مرفوضة في عقيدة الإسلام، محذرين لطلاب العلم والمدرسين في شتى المجالات من تدريسها ودراستها وتقريرها على الطلاب وموافقة ما فيها من

ص 68

الخطأ من باب قول النبي ص: (الدين النصيحة) وأرجو أن يعرف أهل العلم وطلابه ما هو المراد من توحيد الأسماء والصفات عند من يدعو إليه، وأن المراد منه عند، هؤلاء المتمسلفين ما رأينا من التجسيم وإقامة الوثنية التي حاربها الإسلام وجاء بهدمها. وأن يدركوا ما كتبناه وقررناه من الأدلة الواضحة في إبطال تقسيم التوحيد إلى ربوبية وألوهية وليكن هذا آخر كتابنا (التنديد بمن عدد التوحيد) فنسأله سبحانه حسن الختام والحمد لله رب العالمين، وكان الفراغ من تصنيف أصل هذه الرسالة غير ما ألحقته بها

5 / ربيع الأول / 1407 ه‍.



ص 69




آثار المؤلف



1 - شرح لعمدة السالك وعدة الناسك على طريقة المحدثين (5) مجلدات لباب الحج (مخطوط).

2 - احتجاج الخائب بعبارة من ادعى الإجماع فهو كاذب (طبع).

3 - الإمتاع والاستتصاء لأدلة تحريم نقل الأعضاء (مطبوع).

4 - عقيدة أهل السنة والجماعة. مع تعليقات على رسالة الإمام النووي في التصوف (مطبوع) مرتين.

5 - بهجة الناظر في التوسل بالنبي الطاهر (مطبوع).

6 - تعليقات على كتاب المحدث الغماري (إرغام المبتدع الغبي بجواز التوسل بالنبي) (مطبوع).

7 - الإغاثة بأدلة الاستغاثة (مطبوع).

8 - وهم سيء البخت الذي حرم صيام السبت (مخطوط).

9 - حكم المصافحة والمس والرد على من به مس (مطبوع).

10 - إمتاع الالحاظ بتوثيق الحفاظ (مخطوط).

11 - التنبيه والرد على معتقد قدم العالم والحد (مطبوع) (مرتين).

12 - الجام المفتري العنود المتمسلف عمر محمود (مخطوط).

13 - القول العطر في نبوة سيدنا الخضر (مخطوط).

14 - تحذير العبد الأواه من تحريك الإصبع في الصلاة (مطبوع).

15 - الأدلة الجلية لسنة الجمعة القبلية (مطبوع).

16 - إرشاد العاثر إلى وضع حديث أول ما خلق الله نور نبيك يا جابر (مطبوع).

ص 70

17 - التنديد بمن عدد التوحيد (مطبوع).

18 - رسالة في نجاسة الاسبيرتو والكحول واستعمالهما (مطبوعة) سميناها: الدلائل والنقول في تحريم الكولونيا والاسبيرتو لنجاسة الكحول..

19 - الرد لمنيف على إمام التزييف (مخطوط).

20 - تعليقات على رسالة الإمام الكوثري (اللامذهبية قنطرة اللادينية) (مخطوط).

21 - تطهير الصديد النازف من فم الدكتور مروان المجازف (مخطوط).

22 - التنكيت على التوضيح وبيان صحة صلاة التسابيح (مخطوط).

23 - الباهر (مخطوط).

24 - شرح سلم التوفيق إلى محبة الله على التحقيق (شرح في التوحيد والفقه والتصوف) يقع في مجلدين. (مخطوط).

25 - شرح أبيات العزيزي في مسائل تخلف المأموم عن الإمام (مخطوط).

26 - إعمال المبارد في الحديد البارد (مخطوط).

27 - حكم الإسلام في صرف العملة وبيان جوازها (مخطوط).

28 - اللجيف الذعاف للمتلاعب بأحكام الاعتكاف (مخطوط).

29 - كشف الهابط من ضبط الضابط (مخطوط) رسالة في ثلاث ورقات.

30 - إبطال التصحيح الواهن لحديث العاجن (مخطوط).

31 - إلقام الحجر للمتطاول على الأشاعرة من البشر (مطبوع).

32 - الأدلة المقومة لاعوجاجات المجسمة (مخطوط).

33 - الإتحاف بأسانيد وشيوخ حسن بن علي السقاف (مخطوط).

34 - تعليقات وتكملة على كتاب المحدث الغماري (فتح المعين بنقد كتاب الأربعين للهروي المجسم) (مطبوع).

35 - مقالة في رثاء العلامة محمد عبدو هاشم رحمه الله تعالى.

36 - مجموعة فتاوي ومسائل علمية وأبيات شعرية علمية في جزئين (مخطوط).

37 - إعلام المبيح الخائض بتحريم مس القرآن وقراءته على الجنب والحائض (مطبوع).

ص 71

38 - القول المبتوت بصحة حديث صلاة الصبح بالقنوت (مطبوع).

39 - تعليقات على رسالة المحدث الغماري بيني وبين الشيخ بكر (مطبوع).

40 - برد الأكباد في الانتصار للعلامة الصابوني من افتراء متعصبي العباد (مخطوط).

41 - الشهاب الناري المنقض على عدو المحدث الغماري (مطبوع).

42 - إرشاد الحيران لفساد قولهم في المسألة قولان (مخطوط).

43 - تناقضات الألباني الواضحات، الجزء الأول في مجلد (مطبوع) فيه ذكر (300) تناقض وخطأ للألباني طبع سبع مرات.

44 - إمعان النظر في مسألتي المسح على الخفين والجمع بين الصلاتين في المطر (مطبوع).

45 - تعليقات على (دفع شبه التشبيه) (مجلد) مطبوع.

46 - قاموس شتائم الألباني (مطبوع).

7 4 - البراهين الناسفة للأنوار الزائفة (مطبوع).

48 - الشهاب الحارق المنقض على إيقاف المتناقض!! المارق (مطبوع).

49 - أقوال الحفاظ المنثورة في وضع حديث رأيت ربي في أحسن صورة (مطبوع).

50 - تناقضات الألباني الواضحات (الجزء الثاني) فيه (652) ممسك ومأخذ ما بين تناقض وخطأ (مطبوع).

51 - شرح جوهرة التوحيد على طريقة المحدثين المسمى (عقد الزبرجد النضيد في شرح جوهرة التوحيد) تحت الطبع.

52 - رسالة في عدم جواز قول (عدد كمال الله) مخطوط.

53 - البيان الكافي بعدم صحة نسبة كتاب الرؤية للدارقطني بالدليل الوافي (طبع).

54 - الشماطيط في بيان ما يهذي به الألباني في مقدماته من تخبطات وتخليط (مطبوع). وهناك مؤلفات ورسائل لم تكمل بعد نذكر أسماءها في المطبوعات الجديدة إن شاء الله تعالى.

عن الكاتب

Tanya Ustadz

التعليقات


جميع الحقوق محفوظة

الكتب الإسلامية