الكتب الإسلامية

مجموعة الكتب والمقالات الإسلاية والفقه علي المذاهب الأربعة

recent

آخر الأخبار

recent
جاري التحميل ...

بيان أن من اعترف بوجود الله ولم يوحده فهو كافر إجماعا


الهامش


بيان أن من اعترف بوجود الله ولم يوحده فهو كافر إجماعا

ولا يسمى موحدا توحيد ربوبية بنص القرآن الكريم وتنزلا مع بعض أصحاب العقول ذات التفكير السطحي الضحل وعلى سبيل الجدل المنصوص على جوازه في القرآن الكريم بقوله تعالى: *(وجادلهم بالتي هي أحسن)* أقول: هب أن هناك قسما من الجاهليين أو من أي طائفة من طوائف الكفار فيها أشخاص يقرون ويعترفون في غير مجال المضايقة في المناظرة، بأن الله هو الخالق المحي المميت، فإن هذا الإقرار منهم أو هذه المعرفة لا تجعل صاحبها يسمى أو يطلق عليه مؤمنا أو موحدا لا شرعا ولا لغة ولا عرفا البتة، أما شرعا فلأدلة منها قوله تعالى: *(ألا لله الدين الخالص، والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى إن الله يحكم بينهم في ما هم فيه يختلفون إن الله لا يهدي من هو كاذب كفار)* الزمر: 3، فقد صرح هذا النص لنا بأن الواحد من أولئك مع قوله: (ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى) وتسليمنا جدلا بأنه مقر بقلبه بأنه معترف بوجود الله!! وهو ما يسميه الخصم

ص 17

(توحيد الربوبية) ومع ذلك كله أطلق عليه الله تعالى في كتابه كما ترون بأنه *(كاذب كفار)*. وأما اللغة والعرف فلم يرد عن سيدنا رسول الله ص في سنته الواسعة أنه سماهم موحدين للربوبية، ولم ينقل عن أحد من الصحابة أنه قال في حقهم أو عنهم (إيمان دون إيمان) مثل ما نقل عن بعضهم كابن عباس رضي الله تعالى عنهما وغيره أنه قال في بعض الأمور (كفر دون كفر) وهذا مما يؤكد لنا ويدل بأن اللغة التي كان ص وأصحابه ينطقون بها والعرف الذي كان سائدا بينهم يمنعان إطلاق موحد أو توحيد ربوبية على ذلك الإنسان. ثم إن الإيمان والتوحيد والعقيدة هو (ما وقر في القلب وصدقه العمل) وتعريف الإيمان والتوحيد واضح من حديث سيدنا جبريل في السؤال عنه الذي رواه مسلم، وظاهر في كتب التوحيد التي نصت على أن الإيمان أو الدخول في التوحيد هو (الإتيان بالشهادتين لسانا مع الإقرار القلبي بكل ما جاء عن الله تعالى ورسوله مع الإذعان) فأين ذلك من ذا، وبذلك اتضح جليا بطلان ما ذهب إليه المخالف وادعاه، والله الموفق.

ص 18

وأما القسم الثالث من التوحيد وهو ما سموه بتوحيد الأسماء والصفات فقد أشار إليه وذكره ابن تيمية في منهاج سنته (2 / 62) باسم (إثبات حقائق أسماء الله وصفاته) والمراد من هذا القسم إثبات التشبيه والتجسيم وبيان أنه غير مذموم، ولا تستعجب أخي القارئ من ذلك، واصبر فإنني سأنقل لك ذلك من كتب ابن تيمية مثبتا رقم المجلد والصحيفة. قال ابن تيمية في كتابه التأسيس (1 / 101): (وليس في كتاب الله ولا سنة رسوله ولا قول أحد من سلف الأمة وأئمتها أنه ليس بجسم وأن صفاته ليست أجساما وأعراضا؟! فنفي المعاني الثابتة بالشرع والعقل بنفي ألفاظ لم ينف معناها شرع ولا عقل، جهل وضلال) ا ه‍. وابن تيمية يقول كما هو ثابت عنه في كتبه وكما هو مشهور: (لا نصف الله إلا بما وصف به نفسه)!! فنقول له: إذا كنت لا تصف الله إلا بما وصف به نفسه فلماذا تثبت استقرار الله تعالى عما تقول على ظهر بعوضة وتجوزه، هل هذا هو توحيد الأسماء والصفات أيها الشيخ الحراني؟! وهل هذا مما وصف الله به نفسه؟!

ص 19

قال ابن تيمية في كتابه (التأسيس في رد أساس التقديس) (1 / 568): (ولو قد شاء - الله - لاستقر على ظهر بعوضة فاستقلت به بقدرته ولطف ربوبيته فكيف على عرش عظيم) ا ه‍. فهل من التوحيد الخالص أيها الشيخ الحراني ويا من تتعصبون لآرائه الشاذة أن تجوزوا استقرار رب العالمين سبحانه وتعالى عما تصفون على ظهر ذبابة أو بعوضة؟! ولقد استحى عباد الأوثان والمشركون أن يصفوا آلهتهم بذلك!! وهل من توحيد الأسماء والصفات إثبات الحركة لله تعالى كما يقول ابن تيمية في كتابه (موافقة صريح المعقول) (2 / 4) على هامش منهاج سنته وقد نسب ذلك لأهل الحديث والسلف زورا؟!! وأين وصف الله تعالى نفسه في كتابه بلفظ الحركة؟! وابن تيمية يقول في كتابه التأسيس (1 / 101): (وليس في كتاب الله ولا سنة رسوله ولا قول أحد من سلف الأمة وأئمتها أنه ليس بجسم وأن صفاته ليست أجساما وأعراضا) ا ه‍. ونقول له: بل في كتاب الله وفي سنة رسول الله وفي كلام السلف نفي لذلك، قال تعالى: *(ليس كمثله شيء)* الشورى: 11، وقال *(ولم يكن له كفوا أحد)* الإخلاص: 4، وهذا نص صريح في القرآن في تنزيه الله عن الجسمية والتركيب لأن الجسم له مكافئ ومماثل، ولا يصح أن يقال فيه *(ولم يكن له كفوا أحد)*.

ص 20

وأما السنة: فقد روى الإمام الحاكم في المستدرك (2 / 540) عن أبي بن كعب رضي الله عنه: (أن المشركين قالوا: يا محمد أنسب لنا ربك. فأنزل الله عز وجل: *(قل هو الله أحد * الله الصمد)* قال: الصمد الذي: *(لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد)*، لأنه ليس شيء يولد إلا سيموت، وليس شيء يموت إلا سيورث وإن الله لا يموت ولا يورث، *(ولم يكن له كفوا أحد)* قال: لم يكن له شبيه ولا عدل وليس كمثله شيء). قال الحاكم: (صحيح الإسناد ولم يخرجاه) وقال الذهبي: (صحيح) وسكت عليه الحافظ ابن حجر في (فتح الباري) (13 / 356). قلت: وهو صحيح. وسيأتي بعد صحيفة إن شاء الله تعالى عن الإمام أبي حنيفة ذم التشبيه، وذكر الحافظ البيهقي في كتابه مناقب الإمام أحمد الذي هو من أئمة السلف ورؤساء المحدثين رضي الله عنه ما نصه: (أنكر أحمد على من قال بالجسم وقال إن الأسماء مأخوذة من الشريعة واللغة، وأهل اللغة وضعوا هذا الاسم على ذي طول وعرض وسمك وتركيب وصورة وتأليف والله سبحانه خارج عن ذلك كله، فلم يجز أن يسمى جسما لخروجه عن معنى الجسمية ولم يجئ في الشريعة ذلك فبطل). انتهى بحروفه. وهذا الكلام من الإمام أحمد ينسف كلام ابن تيمية نسفا، وابن القيم تلميذ ابن تيمية يثبت في كتاب (بدائع الفوائد) (4 / 39) أن الله يجلس على

ص 21

العرش، ويجلس بجنبه سيدنا محمد ص وهذا هو المقام المحمود (10)! ويثبت في كتابه (الصواعق المرسلة) أن لله ساقين، وأنه إذا لم يذكر الله في كتابه إلا ساقا واحدة فهذا لا ينفي أنه ليس له ساق أخرى فيقول ما نصه: (هب أنه سبحانه أخبر أنه يكشف عن ساق واحدة هي صفة، فمن أين في ظاهر القرآن أنه ليس له سبحانه إلا تلك الصفة الواحدة؟ (11) وأنت لو سمعت قائلا يقول: كشفت عن عيني وأبديت عن ركبتي وعن ساقي هل يفهم منه أنه ليس له إلا ذلك الواحد فقط؟) ا ه‍. فانظر إلى هذا التجسيم الصريح وإلى هذا الهراء والهذيان ص (31 - 32) من (مختصر الصواعق المرسلة) (طبع مكتبة الرياض الحديثة) وانظر كتاب (الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة) لابن القيم (1 / 245 طبع دار العاصمة الرياض) وابن القيم متعصب لذلك وسائر على قاعدة شيخه الحراني التي أسسها له في كتابه التأسيس (1 / 109) حيث قال هناك: (وإذا كان كذلك فاسم المشبهة ليس له ذكر بذم في الكتاب والسنة ولا كلام أحد من الصحابة والتابعين) ا ه‍!!. قلت: ليس كذلك!! وأبسط مثال لهدم هذا الكلام غير ما تقدم قبل قليل أن الحافظ الذهبي. ذكر في (سير أعلام النبلاء) (7 / 202) نقلا عن الإمام أبي حنيفة رحمه الله تعالى أنه قال:

(هامش)

(10) مع أنه ثبت في الصحيحين تفسير المقام المحمود بالشفاعة وارجع إلى تعليقنا على كتاب الحافظ ابن الجوزي رحمه الله تعالى (دفع شبه التشبيه بأكف التنزيه) ص 127 التعليق رقم (53). (11) أعوذ بالله تعالى من هذا الهذيان!!! (*)

ص 22

(أتانا من المشرق رأيان خبيثان: جهم معطل، ومقاتل مشبه) ا ه‍. فخذ مجدك في التجسيم يا ابن القيم!! ولا يهمنك المعارضون من أهل السنة!! الذين تلقبهم بالجهمية والمعطلة!! وقد أثبت ابن القيم أيضا جنبا لله تعالى عما يقول!! واستنبط ذلك من قوله تعالى *(يا حسرتي على ما فرطت في جنب الله)* الزمر: 56، ففي (الصواعق المرسلة) (1 / 250) و(مختصر الصواعق) للموصلي (1 / 33) ما نصه: (هب أن القرآن دل على إثبات جنب هو صفة، فمن أين لك ظاهره أو باطنه على أنه جنب واحد وشق واحد؟ ومعلوم أن إطلاق مثل هذا لا يدل على أنه شق واحد، كما قال النبي ص لعمران بن حصين: (صل قائما فإن لم تستطع فقاعدا فإن لم تستطع فعلى جنب) وهذا لا يدل على أنه ليس للمرء إلا جنب واحد). ا ه‍!!! قلت: وهل يصح قياس الله سبحانه وتعالى بعمران بن حصين وتشبيهه به؟! وهل يقول أحد من الموحدين أن لله جنبا؟!. والله ما الإتيان بمثل هذا الكلام في الصفات إلا رجوع للوثنية الأولى ف‍ *(سبحان ربك رب العزة عما يصفون)* الصافات: 180!!!! وإمام ابن تيمية وقدوته في هذه الطامات هو أبو يعلى الحنبلي (12) الذي كان يقول: (ألزموني ما شئتم إلا اللحية والعورة) أي في صفات الله تعالى!! كما

(هامش)

(12) وقد رد على أبي يعلى هذا الحافظ ابن الجوزي في كتابه المشهور (دفع شبه التشبيه بأكف التنزيه) وقد حققناه وعلقنا عليه وقدمنا له ما يشفي غليل طالب الحق. (*)

ص 23

نقل ذلك ابن العربي المالكي في كتابه (العواصم) (2 / 283) وهذا هو توحيد الأسماء والصفات الذي يريدونه والذي يحاولون إثباته وقد أثبتوا هذا التقسيم ليقولوا للناس: إن هذه الصفات التي أثبتناها من أنكر منها شيئا فتوحيده ناقص وغير صحيح، ويلزم من ذلك أن يكون كافرا، ليهاب الناس من إنكار هذه الصفات التي ابتدعوها وأطلقوها على الله تعالى خشية أن لا يكونوا قد وحدوا توحيد الأسماء والصفات. فتأمل. وكتاب أبي يعلى في الصفات المسمى ب‍ (إبطال التأويل) فيه من الطامات والعجائب ما يكفي لأي لبيب أن يحكم على مصنفه أنه ليس معه من الإسلام خبر كما قال الحافظ ابن الجوزي في كتابه (دفع شبه التشبيه بأكف التنزيه)، ولا معه من تنزيه الله شيء معتبر، وقد طبع حديثا جزء منه، بتحقيق أحد البسطاء، وهو دليل قاطع عند أي قارئ لبيب على الوثنية التي يدعو إليها هؤلاء باسم: توحيد الأسماء والصفات. [تنبيه مهم جدا]: ومما يدل على أن هؤلاء المتمسلفين أتباع ابن تيمية وابن القيم مجسمة أيضا يسيرون على نفس نهج شيخيهما، مؤلفاتهم المطبوعة والتي تثبت ذلك، منها كتاب طبع حديثا لمتمسلف وهابي يدعى (عبد الله بن محمد الدويش) اسم الكتاب (المورد الزلال في التنبيه على أخطاء الظلال) يسفه فيه الشيخ (سيد قطب) ويصفه بالابتداع وأنه جهمي أشعري معتزلي وإليك بعض ما يقول هذا المتمسلف:

ص 24

1 - يقول ص (10) ما نصه: (فقد عاب - سيد قطب - قول أهل السنة والجماعة وهذا هو مسلك أهل البدع من الجهمية والمعتزلة وسيجيء من كلامه ما يبين أنه سلك مسلكهم). ا ه‍. 2 - ويقول ص (19) ما نصه: (وأقول قوله - سيد قطب - في التوجه إلى الله الذي لا يتحيز في مكان، هذا قول أهل البدع كالجهمية والمعتزلة والأشاعرة، وأما أهل السنة والجماعة فلا يصفون الله إلا بما وصف به نفسه..). ثم قال بعد ذلك بخمسة أسطر في نفس الصحيفة ذاما أهل البدع بنظره ما نصه: (ومقصودهم بها نفي الصفات كالجسم والتحيز..). ا ه‍ فهو يرى تبعا لابن تيمية وابن القيم أن من صفات الله تعالى الجسم والتحيز، وأن كلام سيد قطب والأشاعرة الذين ينزهون الله عن التحيز والمكان ويقولون *(ليس كمثله شيء وهو السميع البصير)* الشورى: 11، مبتدعة جهميون، فالله حسيبه وحسيب هذه الطائفة. وقد قال الإمام الحافظ القرطبي في كتابه (التذكار) في شأن المجسمة ص (208): (والصحيح القول بتكفيرهم إذ لا فرق بينهم وبين عباد الأصنام والصور) ا ه‍. وكذلك قال الإمام النووي رحمه الله تعالى في (المجموع) شرح المهذب

ص 25

(4 / 253). بل أجمعت الأمة على تكفير المجسمة كما هو معلوم. 3 - صاحب كتاب (المورد الزلال في التنبيه على أخطاء الظلال) متمسلف وهابي يرى تضليل كل من خالف مشربهم، يدل على ذلك أنه يقول ص (13): (وقال الشيخ محمد بن عبد الوهاب إمام هذه الدعوة قدس الله روحه..)!!! وأنه حيثما ذكر ابن تيمية وصفه بشيخ الإسلام دون باقي العلماء، فليتدبر أولو الأبصار وليستيقظ النائمون. [تكميل]: يجدر بنا في هذا المقام أن نلفت نظر أهل العلم إلى أن ابن أبي العز المنسوب للحنفية، صاحب شرح الطحاوية الذي خالف عقيدة الإمام الحافظ الطحاوي ونصوصه قائل بالتفريق بين توحيد الألوهية والربوبية، وأن المكتب الإسلامي الذي طبع ذلك الشرح بتوضيح الشاويش مديره، وتخريج الألباني إمامه وشيخه سابقا!! قد وضعوا صورة بعض صفحات مخطوطة شرح الطحاوية (الباطل) وتعمدوا أن تكون تلك الصفحات هي التي ذكر فيها توحيد الألوهية وتوحيد الربوبية (انظر ص 64 من الطبعة الثامنة)، ثم إن موضحها الشاويش، ومحققها!! ومخرج أحاديثها!! الألباني وضع على الغلاف الداخلي كلام الإمام الحافظ السبكي في قوله عن عقيدة الطحاوي: (جمهور المذاهب الأربعة على الحق يقرون عقيدة الطحاوي التي تلقاها العلماء سلفا وخلفا بالقبول) ليوهما البسطاء أن هذا الثناء من الإمام الحافظ السبكي يشمل أيضا شرحها الذي صنفه ابن أبي العز المنسوب للحنفية، والحق خلاف ذلك وهذا منهما تدليس وقلب للحقائق من أوجه:

ص 26

(الأول): أن هذا الشرح كتب بعد وفاة الإمام السبكي.

(الثاني): أن الإمام السبكي رحمه الله تعالى لا قيمة لكلامه عند هؤلاء المتمسلفين لأنه أشعري العقيدة، ولأنه لا يحب ابن تيمية ويعرف حقيقة أمره وفداحة غلطه وهو محذر منه. فإيرادهما لكلام الإمام الحافظ السبكي هنا هو لإيهام البسطاء والمبتدئين وأنصاف المتعلمين أن الإمام السبكي يثني على هذا الشرح الذي صنفه ابن أبي العز المليء بمخالفات عقيدة الإسلام، كقدم العالم بالنوع، وإثبات حوادث لا أول لها، وقيام الحوادث بذات الله تعالى وإثبات الحد له تعالى والجهة وغير ذلك، وفعلا انطلى هذا التمويه على كثير من الناس وراج الكتاب بسبب ذلك وخصوصا:

(الثالث): أن الناشر - الشاويش - قام بأمر شيخه! وإمامه! سابقا!! الألباني بالتلاعب في ص (5) من الطبعة الثامنة في الحاشية حيث لم ينقل كلام الإمام الحافظ السبكي بتمامه وبحروفه بل حرفه وحذف منه ما سيكون وبالا عليه عند الله تعالى، ولننقل ما ذكره الناشر هناك، ثم نردفه بكلام الإمام السبكي من كتابه معيد النعم: قال الناشر (13): كلمة العلامة السبكي في كتابه (معيد النعم) هي: (وهذه المذاهب الأربعة - ولله تعالى الحمد - في العقائد واحدة، إلا من لحق منها بأهل الاعتزال والتجسيم، وإلا فجمهورها على الحق يقرون عقيدة أبي جعفر الطحاوي التي تلقاها العلماء سلفا وخلفا بالقبول) ا ه‍.

(هامش)

(13) وبصراحة لا يحمل إثم هذا العمل الناشر فحسب إنما يحمل إثم ذلك شيخه المتناقض! الذي كان يملي على الناشر هذه الأفكار. (*)

ص 27

والإمام السبكي يقول حقيقة في كتابه (معيد النعم) ص (62) من طبعة مؤسسة الكتب الثقافية الطبعة الأولى (1986) ما نصه: (وهؤلاء الحنفية والشافعية والمالكية وفضلاء الحنابلة - ولله الحمد - في العقائد يد واحدة كلهم على رأي أهل السنة والجماعة، يدينون الله تعالى بطريق شيخ السنة أبي الحسن الأشعري رحمه الله، لا يحيد عنها إلا رعاع من الحنفية والشافعية، لحقوا بأهل الاعتزال ورعاع من الحنابلة لحقوا بأهل التجسيم، وبرأ الله المالكية فلم نر مالكيا إلا أشعريا عقيدة، وبالجملة عقيدة الأشعري هي ما تضمنته عقيدة أبي جعفر الطحاوي التي تلقاها علماء المذاهب بالقبول ورضوها عقيدة...) ا ه‍. فتأمل بالله عليك كلام الناشر الذي زور كلام الإمام الحافظ السبكي وحرفه، ثم انظر وتأمل في كلام الإمام السبكي الحقيقي الذي نقلته لك من كتابه (معيد النعم) لتدرك أن هؤلاء المتمسلفين محرفون محترفون عاثوا في كتب التراث وعبارات علماء الإسلام فسادا وإفسادا (!).

(الرابع): والذي يؤكد أنهم محرفون محترفون وخصوصا ناشر الطحاوية وكذلك مخرج أحاديثها!! المتناقض!! أن الناشر الشاويش حقق بزعمه كتاب (الرد الوافر) لابن ناصر الدين الدمشقي الذي رد فيه على الإمام العلامة العلاء البخاري رحمه الله تعالى، ونقل الشاويش في مقدمة تحقيقه للكتاب المذكور ترجمة العلاء البخاري وأفرط في ذمه! ونقل جزءا من ترجمته من كتاب (الضوء اللامع) للحافظ السخاوي فحرف في النقل حيث قال واصفا العلامة العلاء البخاري بقوله: (وكان شديد الالتصاق بالحكام)!!!

ص 28

علما بأن الكلام الأصلي في كتاب (الضوء اللامع) (9 / 291) للسخاوي هو: (وإذا حضر عنده أعيان الدولة بالغ في وعظهم والإغلاظ عليهم بل ويراسل السلطان معهم بما هو أشد في الاغلاظ ويحضه على إزالة أشياء من المظالم) ا ه‍ فتأمل كيف قلب (وكان شديد الإغلاظ على الحكام) 180 درجة رأسا على عقب فقال: (كان شديد الالتصاق بهم) فالله تعالى المستعان!!. وقد راجعت الشاويش بهذه المسألة وأثبت له أن هذا العمل دال على الخيانة وفقدان الأمانة العلمية فوعد بالتراجع وتصحيح عبارة (كان شديد الالتصاق بالحكام) في الطبعة الجديدة ونحن بالانتظار (14). وسنعقد الآن إن شاء الله تعالى فصلين: الأول: في إبطال تقسيم

(هامش)

(14) وقد رأيت حديثا الطبعة الجديدة ولم أر فيها تراجعا إلى الحق وهذا مما يدل على إصرار أهل هذه النحلة على الباطل!! ومن تحريف المتمسلفين أيضا وعياثهم في كتب العلماء وتراث الأمة فسادا أنهم قاموا بطباعة كتاب (الأذكار) للإمام النووي طبعة جديدة وهي طبعة (دار الهدى!) الرياض، بإشراف (إدارة هيئة البحوث والدعوة والإرشاد) 1409 ه‍، فبدلوا في كلام الإمام النووي، وحرفوا منه قسما كما حذفوا منه ما لم يمكنهم تحريفه مما لا يوافق أهواءهم ومشربهم! وذلك في كتاب الحج من (الأذكار) في فصل ما يتعلق بزيارة سيدنا محمد ص والذي يتحمل جل المسؤولية في ذلك أمام الله تعالى هو عبد القادر الأرناؤوط الذي حقق الكتاب وخرج أحاديثه وعلق عليه كما هو ثابت على غلاف الكتاب وقد انغر بهذا الشخص (الألباني المشرب) الوهابي العقيدة بعض المغفلين لما يظهر لهم من حلاوة لسان كما جاء *(يرضونكم بأفواههم وتأبى قلوبهم)* ومثله مضارعة الآخر. (*)

ص 29

التوحيد إلى ربوبية وألوهية، والثاني: في إبطال القسم الثالث وهو توحيد الأسماء والصفات منبهين على المحاذير والأخطار من هذا التقسيم فنقول:

ص 30

عن الكاتب

Tanya Ustadz

التعليقات


جميع الحقوق محفوظة

الكتب الإسلامية