الكتب الإسلامية

مجموعة الكتب والمقالات الإسلاية والفقه علي المذاهب الأربعة

recent

آخر الأخبار

recent
جاري التحميل ...

كتاب الحج والإعتكتف والجهاد رياض الصالحين

كتاب الحج والإعتكتف والجهاد رياض الصالحين

رياض الصالحين من كلام سيد المرسلين للإمام النووي

محتويات

217- باب وجوب صوم رمضان
وبيان فضل الصيام وَمَا يتعلق بِهِ

قَالَ الله تَعَالَى :  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُم الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ  إِلَى قَوْله تَعَالَى :  شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ القُرْآنُ هُدَىً لِلنَّاسِ وَبَيّنَاتٍ مِنَ الهُدَى وَالفُرْقانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُم الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أيَّامٍ أُخَر  [ البقرة : 183-185 ] .
وَأما الأحاديث فقد تقدمت في الباب الَّذِي قبله .
1215- وعن أَبي هريرة  ، قَالَ : قَالَ رسول الله  : (( قَالَ اللهُ  : كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلاَّ الصِّيَام ، فَإنَّهُ لِي وَأنَا أجْزِي بِهِ ، وَالصِّيَامُ جُنَّةٌ( ) ، فَإذَا كَانَ يَومُ صَوْمِ أحَدِكُمْ فَلاَ يَرْفُثْ( ) وَلاَ يَصْخَبْ( ) فإنْ سَابَّهُ أحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ: إنِّي صَائِمٌ . وَالذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَخُلُوفُ( ) فَمِ الصَّائِمِ أطْيَبُ عِنْدَ اللهِ مِنْ رِيحِ المِسْكِ . لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا : إِذَا أفْطَرَ فَرِحَ بفطره ، وَإذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بِصَوْمِهِ )) متفقٌ عَلَيْهِ ، وهذا لفظ روايةِ البُخَارِي .
وفي روايةٍ لَهُ : (( يَتْرُكُ طَعَامَهُ ، وَشَرَابَهُ ، وَشَهْوَتَهُ مِنْ أجْلِي ، الصِّيَامُ لي وَأنَا أجْزِي بِهِ ، وَالحَسَنَةُ بِعَشْرِ أمْثَالِهَا )) .
وفي رواية لمسلم : (( كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يضاعَفُ ، الحسنةُ بِعَشْرِ أمْثَالِهَا إِلَى سَبْعِمِئَةِ ضِعْفٍ . قَالَ الله تَعَالَى : إِلاَّ الصَّوْمَ فَإنَّهُ لِي وَأنَا أجْزِي بِهِ ؛ يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِنْ أجْلِي . للصَّائِمِ فَرْحَتَانِ : فَرْحَةٌ عِنْدَ فِطْرِهِ ، وَفَرْحَةٌ عِنْدَ لِقَاءِ رَبِّهِ . وَلَخُلُوفُ فِيهِ أطْيَبُ عِنْدَ اللهِ مِنْ رِيحِ المِسْكِ )) .

1216- وعنه : أنَّ رسول الله  ، قَالَ : (( مَنْ أنْفَقَ زَوْجَيْنِ( ) في سَبِيلِ اللهِ نُودِيَ مِنْ أبْوَابِ الجَنَّةِ ، يَا عَبْدَ اللهِ هَذَا خَيرٌ ، فَمَنْ كَانَ مِنْ أهْلِ الصَّلاَةِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الصَّلاَةِ ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أهْلِ الجِهَادِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الجِهَادِ ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أهْلِ الصِّيَامِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الرَّيَّانِ ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أهْلِ الصَّدَقَةِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الصَّدَقَةِ )) قَالَ أَبُو بَكْرٍ  : بِأبي أنْتَ وَأُمِّي يَا رسولَ اللهِ ! مَا عَلَى مَنْ دُعِيَ مِنْ تِلْكَ الأَبْوَابِ مِنْ ضَرورةٍ ، فهل يُدْعى أحَدٌ مِنْ تِلْكَ الأبوَابِ كُلِّهَا ؟ فَقَالَ : (( نَعَمْ ، وَأرْجُو أنْ تَكُونَ مِنْهُمْ )) متفقٌ عَلَيْهِ .
1217- وعن سهل بن سعد  ، عن النبيِّ  ، قَالَ : (( إنَّ في الجَنَّةِ بَاباً يُقَالُ لَهُ : الرَّيَّانُ ، يَدْخُلُ مِنْهُ الصَّائِمُونَ يَومَ القِيَامَةِ ، لاَ يَدْخُلُ مِنْهُ أحدٌ غَيْرُهُمْ ، يقال : أيْنَ الصَّائِمُونَ ؟ فَيَقُومُونَ لاَ يَدخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ ، فَإذَا دَخَلُوا أُغْلِقَ فَلَمْ يَدْخُلْ مِنْهُ أَحَدٌ )) متفقٌ عَلَيْهِ

1218- وعن أَبي سعيد الخدري ، قَالَ : قَالَ رسول الله  : (( مَا مِنْ عَبْدٍ يَصُومُ يَوْماً في سَبِيلِ اللهِ إِلاَّ بَاعَدَ اللهُ بِذَلِكَ اليَوْمِ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفَاً( ) )) متفقٌ عَلَيْهِ .
1219- وعن أَبي هريرة  ، عن النبيِّ  ، قَالَ : (( مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إيمَاناً وَاحْتِسَاباً ، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ )) متفقٌ عَلَيْهِ .
1220- وعنه  : أنَّ رسول الله  ، قَالَ : (( إِذَا جَاءَ رَمَضَانُ ، فُتِحَتْ أبْوَاب الجَنَّةِ ، وَغُلِّقَتْ أبْوَابُ النَّارِ ، وَصفِّدَتِ( ) الشَّيَاطِينُ )) متفقٌ عَلَيْهِ .
1221- وعنه: أنَّ رسول الله ، قَالَ: (( صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ، وَأفْطِرُوا لِرُؤيَتِهِ، فَإنْ غَبِيَ عَلَيْكُمْ ، فَأكمِلُوا عِدَّةَ شَعْبَانَ ثَلاَثِينَ )) متفقٌ عَلَيْهِ ، وهذا لفظ البخاري .
وفي رواية لمسلم : (( فَإنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَصُومُوا ثَلاَثِينَ يَوْماً )) .

218- باب الجود وفعل المعروف والإكثار من الخير
في شهر رمضان والزيادة من ذَلِكَ في العشر الأواخر منه

1222- وعن ابن عباس رضي الله عنهما ، قَالَ : كَانَ رسول الله  أجْوَدَ النَّاسِ ، وَكَانَ أجْوَدَ مَا يَكُونُ في رَمَضَانَ حِيْنَ يَلْقَاهُ جِبْريلُ ، وَكَانَ جِبْريلُ يَلْقَاهُ في كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ فَيُدَارِسُهُ القُرْآنَ ، فَلَرَسُولُ الله  ، حِيْنَ يَلْقَاهُ جِبرِيلُ أجْوَدُ بالخَيْرِ مِن الرِّيحِ المُرْسَلَةِ( ) . متفقٌ عَلَيْهِ .
1223- وعن عائشة رضي الله عنها ، قالت : كَانَ رسول الله  إِذَا دَخَلَ العَشْر أحْيَا اللَّيْلَ ، وَأيْقَظَ أهْلَهُ ، وَشَدَّ المِئْزَرَ . متفقٌ عَلَيْهِ .

219- باب النهي عن تقدم رمضان بصوم بعد نصف
شعبان إِلاَّ لمن وصله بما قبله أَوْ وافق عادة لَهُ بأن كَانَ
عادته صوم الإثنين والخميس فوافقه

1224- عن أَبي هريرة  ، عن النبيِّ  ، قَالَ : (( لاَ يَتَقَدَّمَنَّ أَحَدُكُم رَمَضَانَ بِصَوْمِ يَوْمٍ أَوْ يَوْمَيْنِ ، إِلاَّ أنْ يَكُونَ رَجُلٌ كَانَ يَصُومُ صَومَهُ ، فَليَصُمْ ذَلِكَ اليَوْمَ )) متفقٌ عَلَيْهِ .
1225- وعن ابن عباس رضي الله عنهما ، قَالَ : قَالَ رسول الله  : (( لاَ تَصُومُوا قَبْلَ رَمضَانَ ، صُومُوا لِرُؤيَتِهِ ، وَأفْطِرُوا لِرُؤيَتِهِ ، فَإنْ حَالَتْ دُونَهُ غَيَايَةٌ فَأكْمِلُوا ثَلاثِينَ يَوْماً )) رواه الترمذي ، وقال : (( حديث حسنٌ صحيح )) .
(( الغَيايَةُ )) بالغين المعجمة وبالياءِ المثناةِ من تَحْت المكررةِ ، وهي : السحابة .
1226- وعن أَبي هريرة  ، قَالَ : قَالَ رسول الله  : (( إِذَا بَقِيَ نِصْفٌ مِنْ شَعْبَانَ فَلاَ تَصُومُوا )) رواه الترمذي ، وقال : (( حديث حسن صحيح )) .
1227- وعن أَبي اليقظان عمارِ بن يَاسِرٍ رضي الله عنهما ، قَالَ : مَنْ صَامَ اليَوْمَ الَّذِي يُشَكُّ فِيهِ ، فَقَدْ عَصَى أَبَا القَاسِمِ  . رواه أَبُو داود والترمذي ، وقال : (( حديث حسن صحيح )) .

220- باب مَا يقال عند رؤية الهلال

1228- عن طلحة بن عبيدِ اللهِ  : أنَّ النبيَّ  كَانَ إِذَا رَأى الهلاَلَ ،
قَالَ : (( اللَّهُمَّ أهِلَّهُ عَلَيْنَا بِالأمْنِ وَالإيمانِ ، وَالسَّلاَمَةِ وَالإسْلاَمِ ، رَبِّي وَرَبُّكَ اللهُ ، هِلالُ رُشْدٍ وخَيْرٍ )) رواه الترمذي ، وقال : (( حديث حسن )) .

221- باب فضل السحور وتأخيره
مَا لَمْ يخش طلوع الفجر

1229- عن أنس  ، قَالَ : قَالَ رسولُ الله  : (( تَسَحَّرُوا ؛ فَإنَّ في السُّحُورِ بَرَكَةً )) متفقٌ عَلَيْهِ .
1230- وعن زيدِ بن ثابتٍ  ، قَالَ : تَسَحَّرْنَا مَعَ رسولِ اللهِ  ، ثُمَّ قُمْنَا إِلَى الصَّلاَةِ . قِيلَ : كَمْ كَانَ بينهما ؟ قَالَ : قَدْرُ خَمْسين آيةً . متفقٌ عَلَيْهِ .
1231- وعن ابن عمر رضي الله عنهما ، قَالَ : كَانَ لرسولِ الله  مُؤَذِّنَانِ : بِلاَلٌ وَابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ ، فَقَالَ رسول الله  : (( إنْ بِلالاً يُؤَذِّنُ بِلَيْلٍ ، فَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يُؤَذِّنَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ )) قَالَ : وَلَمْ يَكُنْ بَيْنَهُمَا إِلاَّ أنْ يَنْزِلَ هَذَا وَيَرْقَى هَذَا( ) . متفقٌ عَلَيْهِ .
1232- وعن عمرو بن العاص  : أنَّ رسول الله  ، قَالَ : (( فَصْلُ مَا بَيْنَ صِيَامِنَا وصِيَامِ أهْلِ الكِتَابِ ، أكْلَةُ السَّحَرِ( ) )) رواه مسلم .

222- باب فضل تعجيل الفطر
وَمَا يفطر عَلَيْهِ ، وَمَا يقوله بعد الإفطار

1233- عن سهل بن سعد  : أنَّ رسول الله  ، قَالَ : (( لاَ يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا عَجَّلُوا الفِطْرَ )) متفقٌ عَلَيْهِ .
1234- وعن أَبي عطِيَّة ، قَالَ : دَخَلْتُ أنَا وَمَسْرُوقٌ عَلَى عائشة رضي الله عنها ، فَقَالَ لَهَا مَسْرُوق : رَجُلاَنِ مِنْ أصْحَابِ محَمَّدٍ  ، كِلاَهُمَا لا يَألُو عَنِ الخَيْرِ ؛ أحَدُهُمَا يُعَجِّلُ المَغْرِبَ وَالإفْطَارَ ، وَالآخَرُ يُؤَخِّرُ المَغْرِبَ وَالإفْطَارَ ؟ فَقَالَتْ : مَنْ يُعَجِّلُ المَغْرِبَ وَالإفْطَارَ ؟ قَالَ : عَبْدُ اللهِ - يعني : ابن مسعود - فَقَالَتْ : هكَذَا كَانَ رسولُ اللهِ يَصْنَعُ . رواه مسلم .
قَوْله : (( لا يَألُو )) أيْ : لاَ يُقَصِّرُ في الخَيْرِ .
1235- وعن أَبي هريرة  ، قَالَ : قَالَ رسولُ الله  : (( قَالَ اللهُ  : أحَبُّ عِبَادِي إلَيَّ أعْجَلُهُمْ فِطْراً )) رواه الترمذي ، وقال : (( حديث حسن )) .
1236- وعن عمر بن الخطاب  ، قَالَ : قَالَ رسولُ الله  : (( إِذَا أقْبَلَ اللَّيْلُ مِنْ هاهُنَا ، وَأدْبَرَ النهارُ مِنْ هَاهُنَا ، وَغَرَبَتِ الشَّمْسُ ، فَقَدْ أفْطَر الصَّائِمُ )) متفقٌ عَلَيْهِ .

1237- وعن أَبي إبراهيم عبدِ الله بنِ أَبي أوفى رضي الله عنهما ، قَالَ : سِرْنَا مَعَ رسولِ الله  ، وَهُوَ صَائِمٌ ، فَلَمَّا غَرَبَتِ الشَّمْسُ ، قَالَ لِبَعْضِ القَوْمِ : (( يَا فُلاَنُ انْزِلْ فَاجْدَحْ لَنَا )) ، فَقَالَ : يَا رسول الله ، لَوْ أمْسَيْتَ ؟ قَالَ : (( انْزِلْ فَاجْدَحْ لَنَا )) قَالَ : إنَّ عَلَيْكَ نَهَاراً( ) ، قَالَ : (( انْزِلْ فَاجْدَحْ لَنَا )) قَالَ : فَنَزَلَ فَجَدَحَ لَهُمْ فَشَرِبَ رسولُ الله  ، ثُمَّ قَالَ : (( إِذَا رَأَيْتُمُ اللَّيْلَ قَدْ أقْبَلَ مِنْ هاهُنَا ، فَقَدْ أفْطَرَ الصَّائِمُ )) وَأشَارَ بِيَدِهِ قِبَلَ المَشْرِقِ . متفقٌ عَلَيْهِ .
قَوْله: (( اجْدَحْ )) بِجيم ثُمَّ دال ثُمَّ حاءٍ مهملتين، أيْ : اخْلِطِ السَّويقَ بِالمَاءِ .
1238- وعن سلمان بن عامر الضَّبِّيِّ الصحابي  ، عن النبيِّ  ، قَالَ : (( إِذَا أفْطَرَ أحَدُكُمْ ، فَلْيُفْطِرْ عَلَى تَمْرٍ ، فَإنْ لَمْ يَجِدْ ، فَلْيُفْطِرْ عَلَى مَاءٍ ؛ فإنَّهُ طَهُورٌ )) رواه أَبُو داود والترمذي ، وقال : (( حديث حسن صحيح )) .
1239- وعن أنس  ، قَالَ : كَانَ رسولُ الله  يُفْطِرُ قَبْلَ أنْ يُصَلِّي عَلَى رُطَبَاتٍ ، فَإنْ لَمْ تَكُنْ رُطَبَاتٌ فَتُمَيْرَاتٌ ، فَإنْ لَمْ تَكُنْ تُمَيْرَاتٌ حَسَا حَسَوَاتٍ مِنْ مَاءٍ . رواه أَبُو داود والترمذي ، وقال : (( حديث حسن )) .

223- باب أمر الصائم بحفظ لسانه وجوارحه
عن المخالفات والمشاتمة ونحوها

1240- عن أَبي هريرة  ، قَالَ : قَالَ رسولُ اللهِ  : (( إِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ ، فَلاَ يَرْفُثْ وَلاَ يَصْخَبْ ، فَإنْ سَابَّهُ أحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ ، فَلْيَقُلْ : إنِّي صَائِمٌ )) متفقٌ عَلَيْهِ .
1241- وعنه ، قَالَ : قَالَ النبيُّ  : (( مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالعَمَلَ بِهِ فَلَيْسَ للهِ حَاجَةٌ في أنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ )) رواه البخاري .

224- باب في مسائل من الصوم

1242- عن أَبي هريرة  ، عن النبيِّ  ، قَالَ : (( إِذَا نَسِيَ أَحَدُكُمْ ، فَأكَلَ ، أَوْ شَرِبَ ، فَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ ، فَإنَّمَا أطْعَمَهُ اللهُ وَسَقَاهُ )) متفقٌ عَلَيْهِ .
1243- وعن لَقِيط بن صَبِرَةَ  ، قَالَ : قُلْتُ : يَا رسول الله ، أخْبِرْني عَنِ الوُضُوءِ ؟ قَالَ : (( أسْبغِ الوُضُوءَ ، وَخَلِّلْ بَيْنَ الأَصَابِعِ ، وَبَالِغْ في الاسْتِنْشَاقِ ، إِلاَّ أنْ تَكُونَ صَائِماً )) رواه أَبُو داود والترمذي، وقال : (( حديث حسن صحيح )).
1244- وعن عائشة رَضِيَ اللهُ عنها ، قالت : كَانَ رسول الله  يُدْرِكُهُ الفَجْرُ وَهُوَ جُنُبٌ مِنْ أهْلِهِ ، ثُمَّ يَغْتَسِلُ وَيَصُومُ . متفقٌ عَلَيْهِ .
1245- وعن عائشة وأم سلمة رضي الله عنهما ، قالتا : كَانَ رسول الله  يُصْبحُ جُنُباً مِنْ غَيْرِ حُلُمٍ ، ثُمَّ يَصُومُ . متفقٌ عَلَيْهِ .

225- باب فضل صوم المحرم( ) وشعبان والأشهر الحرم

1246- وعن أَبي هريرة  ، قَالَ : قَالَ رسول الله  : (( أفْضَلُ الصِّيَامِ
بَعْدَ رَمَضَانَ : شَهْرُ الله المُحَرَّمُ ، وَأفْضَلُ الصَّلاَةِ بَعدَ الفَرِيضَةِ : صَلاَةُ اللَّيْلِ )) رواه مسلم .
1247- عن عائشة رَضِيَ اللهُ عنها ، قالت : لَمْ يكن النبي  يَصُومُ مِنْ شَهْرٍ أكْثَرَ مِنْ شَعْبَانَ ، فَإنَّهُ كَانَ يَصُومُ شَعْبَانَ كُلَّهُ .
وفي رواية : كَانَ يَصُومُ شَعْبَانَ إِلاَّ قَلِيلاً . متفقٌ عَلَيْهِ .
1248- وعن مُجِيبَةَ البَاهِليَّةِ ، عن أبيها أَوْ عمها : أنه أتى رسولَ اللهِ  ، ثُمَّ انطَلَقَ فَأَتَاهُ بَعْدَ سَنَةٍ – وَقَدْ تَغَيَّرَتْ حَالُهُ وَهيئَتُهُ – فَقَالَ : يَا رسولَ الله ، أمَا تَعْرِفُنِي ؟ قَالَ : (( وَمَنْ أنْتَ )) ؟ قَالَ : أَنَا الباهِليُّ الَّذِي جِئْتُك عام الأَوَّلِ . قَالَ : (( فَمَا غَيَّرَكَ ، وَقَدْ كُنْتَ حَسَنَ الهَيْئَةِ ! )) قَالَ : مَا أكَلْتُ طَعَاماً مُنْذُ فَارقتُكَ إِلاَّ بِلَيْلٍ . فَقَالَ رسولُ اللهِ  : (( عَذَّبْتَ نَفْسَكَ ! )) ثُمَّ قَالَ : (( صُمْ شَهْرَ الصَّبْرِ ، وَيَوماً مِنْ كُلِّ شَهْرٍ )) قَالَ : زِدْنِي ، فَإنَّ بِي قُوَّةً ، قَالَ : (( صُمْ يَوْمَيْن )) قَالَ : زِدْنِي ، قَالَ : (( صُمْ ثَلاثَةَ أيَّامٍ )) قَالَ : زِدْنِي ، قَالَ : (( صُمْ مِنَ الحُرُم وَاتركْ ، صُمْ مِنَ الحُرُمِ وَاتركْ ، صُمْ مِنَ الحُرُمِ وَاتركْ )) وقال بأصابِعه الثَّلاثِ فَضَمَّها ، ثُمَّ أرْسَلَهَا . رواه أَبُو داود .
وَ(( شَهْر الصَّبر )) : رَمَضَان( ) .

226- باب فضل الصوم وغيره في العشر الأول( ) من ذي الحجة( )

1249- وعن ابن عباس رضي الله عنهما ، قَالَ : قَالَ رسول الله  : (( مَا مِنْ أيَّامٍ ، العَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أحَبُّ إِلَى اللهِ مِنْ هذِهِ الأَيَّام )) يعني أيام العشر . قالوا : يَا رسولَ اللهِ ، وَلاَ الجِهَادُ في سَبيلِ اللهِ ؟ قَالَ : (( وَلاَ الجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ ، إِلاَّ رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ ، فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيءٍ )) رواه البخاري .

227- باب فضل صوم يوم عرفة( ) وعاشوراء وتاسوعاء

1250- وعن أَبي قتادة ، قَالَ : سُئِلَ رسول الله  عن صَومِ يَوْمِ عَرَفَةَ ، قَالَ : (( يُكَفِّرُ السَّنَةَ المَاضِيَةَ وَالبَاقِيَةَ )) رواه مسلم .
1251- وعن ابن عباس رضي الله عنهما : أنَّ رسولَ الله  صَامَ يَومَ عاشوراءَ وَأمَرَ بِصِيامِهِ . متفقٌ عَلَيْهِ .
1252- وعن أَبي قتادة : أنَّ رسول الله  سُئِلَ عَنْ صِيامِ يَوْمِ عَاشُوراءَ، فَقَالَ : (( يُكَفِّرُ السَّنَةَ المَاضِيَةَ )) رواه مسلم .
1253- وعن ابن عباس رضي الله عنهما ، قَالَ : قَالَ رسول الله  : (( لَئِنْ بَقِيتُ إِلَى قَابلٍ لأَصُومَنَّ التَّاسِعَ )) رواه مسلم .

228- باب استحباب صوم ستة أيام من شوال

1254- عن أَبي أيوب  : أنَّ رسولَ الله  ، قَالَ : (( مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أتْبَعَهُ سِتّاً مِنْ شَوَّالٍ ، كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ )) رواه مسلم .

229- باب استحباب صوم الإثنين والخميس

1255- عن أَبي قتادة  : أنَّ رسول الله  سُئِلَ عَنْ صَومِ يَوْمِ الإثْنَيْنِ ، فَقَالَ : (( ذَلِكَ يَومٌ وُلِدْتُ فِيهِ ، وَيَومٌ بُعِثْتُ ، أَوْ أُنْزِلَ عَلَيَّ فِيهِ )) رواه مسلم .
1256- وعن أَبي هريرة  ، عن رسول الله  ، قَالَ : (( تُعْرَضُ الأَعْمَالُ يَومَ الإثْنَيْنِ وَالخَمِيسِ ، فَأُحِبُّ أنْ يُعْرَضَ عَمَلِي وَأنَا صَائِمٌ )) رواه الترمذي ، وقال : (( حديث حسن )) ، ورواه مسلم بغير ذِكر الصوم .
1257- وعن عائشة رَضِيَ اللهُ عنها ، قالت : كَانَ رسولُ الله  يَتَحَرَّى صَومَ الإثْنَيْنِ وَالخَمِيس . رواه الترمذي ، وقال : (( حديث حسن )) .

230- باب استحباب صوم ثلاثة أيام من كل شهر

والأفضل صومُها في الأيام البيض( ) وهي الثالثَ عشر والرابعَ عشر والخامسَ عشر ، وقِيل : الثاني عشر ، والثالِثَ عشر ، والرابعَ عشر ، والصحيح المشهور هُوَ الأول .
1258- وعن أَبي هريرة  ، قَالَ : أوْصاني خَلِيلي  بِثَلاثٍ : صِيَامِ ثَلاَثَةِ أيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ ، وَرَكْعَتَي الضُّحَى ، وَأنْ أُوتِرَ قَبْلَ أنْ أنَامَ . متفقٌ عَلَيْهِ .
1259- وعن أَبي الدرداءِ  ، قَالَ : أوصاني حَبِيبـي  بِثَلاثٍ لَنْ أدَعَهُنَّ مَا عِشتُ : بِصِيَامِ ثَلاثَةِ أيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ ، وَصَلاَةِ الضُّحَى ، وبِأنْ لاَ أنَامَ حَتَّى أُوتِرَ . رواه مسلم .
1260- وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما ، قَالَ : قَالَ رسول الله  : (( صَوْمُ ثَلاَثَةِ أيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ صَوْمُ الدَّهْرِ كُلِّهِ )) متفقٌ عَلَيْهِ .

1261- وعن مُعاذة العدوية : أنها سألت عائشةَ رَضِيَ اللهُ عنها : أكَانَ رسول الله  يَصُومُ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ ثَلاَثة أيَّامٍ ؟ قالت : نَعَمْ . فقلتُ : مِنْ أيِّ الشَّهْرِ كَانَ يَصُومُ ؟ قالت : لَمْ يَكُنْ يُبَالِي مِنْ أيِّ الشَّهْرِ يَصُومُ . رواه مسلم .
1262- وعن أَبي ذر  ، قَالَ : قَالَ رسول الله  : (( إِذَا صُمْتَ مِنَ الشَّهْرِ ثَلاَثاً، فَصُمْ ثَلاَثَ عَشْرَةَ، وَأرْبَعَ عَشْرَةَ ، وَخَمْسَ عَشْرَةَ )) رواه الترمذي ، وقال : (( حديث حسن )) .
1263- وعن قتادة بن مِلْحَان  ، قَالَ : كَانَ رسولُ الله  يَأمُرُنَا بِصِيَامِ أيَّامِ البِيضِ : ثَلاثَ عَشْرَةَ ، وَأرْبَعَ عَشْرَةَ ، وَخَمْسَ عَشْرَةَ . رواه أَبُو داود .
1264- وعن ابن عباس رضي الله عنهما ، قَالَ : كَانَ رسولُ اللهِ  لاَ يُفْطِرُ أيَّامَ البِيضِ في حَضَرٍ وَلاَ سَفَرٍ . رواه النسائي بإسنادٍ حسن .

231- باب فضل من فطَّر صائماً وفضل الصائم
الذي يؤكل عنده ودعاء الآكل للمأكول عنده

1265- عن زيد بن خالد الجُهَنِيِّ  ، عن النبي  ، قَالَ : (( مَنْ فَطَّرَ صَائِماً ، كَانَ لَهُ مِثْلُ أجْرِهِ ، غَيْرَ أنَّهُ لاَ يُنْقَصُ مِنْ أجْرِ الصَّائِمِ شَيْءٌ )) رواه الترمذي ، وقال : (( حديث حسن صحيح )) .
1266- وعن أُمِّ عُمَارَةَ الأنصارِيَّةِ رَضِيَ اللهُ عنها : أنَّ النبيَّ  دَخَلَ عَلَيْهَا ، فَقَدَّمَتْ إِلَيْهِ طَعَاماً ، فَقَالَ : (( كُلِي )) فَقَالَتْ : إنِّي صَائِمَةٌ ، فَقَالَ رسول الله  : (( إنَّ الصَائِمَ تُصَلِّي عَلَيْهِ المَلاَئِكَةُ إِذَا أُكِلَ عِنْدَهُ حَتَّى يَفْرغُوا )) وَرُبَّمَا قَالَ : (( حَتَّى يَشْبَعُوا )) رواه الترمذي ، وقال : (( حديث حسن )) .
1267- وعن أنسٍ  : أنَّ النبيَّ  جَاءَ إِلَى سعد بن عبادة  فَجَاءَ بِخُبْزٍ وَزَيْتٍ ، فَأكَلَ ، ثُمَّ قَالَ النبي  : (( أفْطَرَ عِنْدَكُمُ الصَّائِمُونَ ؛ وَأكَلَ طَعَامَكُمُ الأَبرَارُ ، وَصَلَّتْ عَلَيْكُمُ المَلاَئِكَةُ )) رواه أَبُو داود بإسناد صحيح .

9- كتَاب الاعْتِكَاف

232- باب الاعتكاف( ) في رمضان

1268- عن ابن عمر رضي الله عنهما ، قَالَ : كَانَ رسولُ اللهِ  يَعْتَكِفُ العَشْرَ الأوَاخِرَ مِنْ رَمَضَانَ . متفقٌ عَلَيْهِ .
1269- وعن عائشة رَضِيَ اللهُ عنها : أنَّ النبيَّ  كَانَ يَعْتَكِفُ العَشْرَ الأوَاخِرَ مِنْ رَمَضَانَ ، حَتَّى تَوَفَّاهُ اللهُ تَعَالَى ، ثُمَّ اعْتَكَفَ أزْوَاجُهُ مِنْ بَعْدِهِ . متفقٌ عَلَيْهِ .
1270- وعن أَبي هريرة  ، قَالَ : كَانَ النبيُّ  يَعْتَكِفُ في كُلِّ رَمَضَانَ عَشْرَةَ أيَّامٍ ، فَلَمَّا كَانَ العَامُ الَّذِي قُبِضَ فِيهِ اعْتَكَفَ عِشْرِينَ يَوْماً . رواه البخاري .

10- كتَاب الحَجّ

233- باب وجوب الحج وفضله

قَالَ الله تَعَالَى :  وَللهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ البَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَنْ كَفَرَ فإنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنِ العَالَمِينَ  [ آل عمران : 97 ] .
1271- وعن ابن عمر رضي الله عنهما : أنَّ رسول الله  ، قَالَ : (( بُنِي الإسْلاَمُ عَلَى خَمْسٍ : شَهَادَةِ أنْ لاَ إلهَ إِلاَّ اللهُ ، وَأنَّ مُحَمَّداً رسولُ اللهِ ، وَإقَامِ الصَّلاَةِ ، وَإيتَاءِ الزَّكَاةِ ، وَحَجِّ البَيْتِ ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ )) متفقٌ عَلَيْهِ .
1272- وعن أَبي هريرة  ، قَالَ : خَطَبَنَا رسولُ اللهِ  ، فَقَالَ : (( أيُّهَا النَّاسُ ، قَدْ فَرَضَ اللهُ عَلَيْكُم الحَجَّ فَحُجُّوا )) فَقَالَ رَجُلٌ : أكُلَّ عَامٍ يَا رَسولَ اللهِ ؟ فَسَكَتَ ، حَتَّى قَالَهَا ثَلاثاً . فَقَالَ رسولُ الله  : (( لَوْ قُلْتُ نَعَمْ لَوَجَبَتْ ، وَلَمَا اسْتَطَعْتُمْ )) ثُمَّ قَالَ : (( ذَرُوني مَا تَرَكْتُكُمْ ؛ فَإنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِكَثْرَةِ سُؤالِهِمْ ، وَاخْتِلاَفِهِمْ عَلَى أنْبِيَائِهِمْ ، فَإذَا أمَرْتُكُمْ بِشَيءٍ فَأتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ ، وَإِذَا نَهَيْتُكُمْ عَن شَيْءٍ فَدَعُوهُ )) رواه مسلم .

1273- وعنه ، قَالَ : سُئِلَ النَّبيُّ  أيُّ العَمَلِ أفْضَلُ ؟ قَالَ : (( إيمَانٌ بِاللهِ وَرسولِهِ )) قيل : ثُمَّ ماذا ؟ قَالَ : (( الجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ )) قِيلَ : ثُمَّ مَاذَا ؟ قَالَ : (( حَجٌّ مَبرُورٌ )) متفقٌ عَلَيْهِ .
(( المبرور )) هُوَ : الَّذِي لا يرتكِبُ صاحِبُهُ فِيهِ معصيةً .
1274- وعنه ، قَالَ : سَمِعْتُ رسولَ اللهِ  ، يقول : (( مَنْ حَجَّ ، فَلَمْ يَرْفُثْ( ) ، وَلَمْ يَفْسُقْ ، رَجَعَ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أمُّهُ )) متفقٌ عَلَيْهِ .
1275- وعنه : أنَّ رسول اللهِ  ، قال : (( العُمْرَةُ إِلَى العُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِمَا بَينَهُمَا ، وَالحَجُّ المَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلاَّ الجَنَّةَ )) متفقٌ عَلَيْهِ .
1276- وعن عائشة رَضِيَ اللهُ عنها ، قَالَت : قُلْتُ : يَا رسول الله ، نَرَى الجِهَادَ أفْضَلَ العَمَلِ ، أفَلاَ نُجَاهِدُ ؟ فَقَالَ : (( لَكُنَّ أفْضَلُ الجِهَادِ : حَجٌّ مَبْرُورٌ )) رواه البخاري .

1277- وعنها : أنَّ رسولَ الله  ، قَالَ : (( مَا مِنْ يَوْمٍ أكْثَرَ مِنْ أن يَعْتِقَ اللهُ فِيهِ عَبْداً مِنَ النَّارِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ )) رواه مسلم .
1278- وعن ابن عباس رضي الله عنهما : أنَّ النبيَّ  ، قَالَ : (( عُمْرَةٌ في رَمَضَانَ تَعْدِلُ حَجَّةً – أَوْ حَجَّةً مَعِي )) متفقٌ عَلَيْهِ .
1279- وعنه : أنَّ امرأة قالت : يَا رسول الله ، إنَّ فَرِيضَةَ اللهِ عَلَى عِبَادِهِ في الحَجِّ ، أدْرَكَتْ أَبي شَيْخاً كَبِيراً ، لاَ يَثْبُتُ عَلَى الرَّاحِلَةِ أفَأحُجُّ عَنْهُ ؟ قَالَ : (( نَعَمْ )) متفقٌ عَلَيْهِ .
1280- وعن لقيط بن عامر  : أنَّه أتى النبيَّ  ، فَقَالَ : إنَّ أَبِي شَيْخٌ كَبِيرٌ ، لاَ يَسْتَطِيعُ الحَجَّ ، وَلاَ العُمْرَةَ ، وَلاَ الظَّعَنَ ؟ قَالَ : (( حُجَّ عَنْ أبِيكَ وَاعْتَمِرْ )) رواه أَبُو داود والترمذي ، وقال : (( حديث حسن صحيح )) .
1281- وعن السائب بن يزيد  ، قَالَ : حُجَّ بي مَعَ رسولِ اللهِ  ، في حَجةِ الوَدَاعِ ، وَأنَا ابنُ سَبعِ سِنينَ . رواه البخاري .
1282- وعن ابن عباس رضي الله عنهما : أنَّ النبيَّ  لَقِيَ رَكْباً بالرَّوْحَاءِ ، فَقَالَ : (( مَنِ القَوْمُ ؟ )) قالوا: المسلِمُونَ . قالوا : مَنْ أنْتَ ؟ قَالَ : (( رسولُ اللهِ )) . فَرَفَعَتِ امْرَأةٌ صَبيّاً ، فَقَالَتْ : ألِهَذَا حَجٌّ ؟ قَالَ : (( نَعَمْ ، وَلَكِ أجْرٌ )) رواه مسلم .
1283- عن أنسٍ : أنَّ رسول الله  حَجَّ عَلَى رَحْلٍ وَكانت زَامِلَتهُ( ) . رواه البخاري .
1284- وعن ابن عباسٍ رضي الله عنهما ، قَالَ : كَانَتْ عُكَاظُ ، وَمَجِنَّةُ ، وَذُو المَجَازِ أسْوَاقاً في الجَاهِلِيَّةِ ، فَتَأثَّمُوا أن يَتَّجِرُوا في المَوَاسِمِ ، فَنَزَلَتْ :  لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ  [ البقرة : 198 ] في مَوَاسِمِ الحَجِّ . رواه البخاري .

11- كتَاب الجِهَاد

234- باب وجوب الجهاد وفضل الغدوة والروحة

قَالَ الله تَعَالَى :  وَقَاتِلُوا المُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أنَّ اللهَ مَعَ المُتَّقِينَ  [ التوبة : 36 ] ، وقال تَعَالَى :  كُتِبَ عَلَيْكُمُ القِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ  [ البقرة : 216 ] ، وقال تَعَالَى :  انْفِرُوا خِفَافاً وَثِقَالاً وَجَاهِدُوا بأَمْوَالِكُمْ وَأنْفُسِكُمْ في سَبِيلِ اللهِ  [ التوبة : 41 ] ، وقال تَعَالَى :  إنَّ اللهَ اشْتَرَى مِنَ المُؤْمِنِينَ أنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالإنْجِيلِ وَالقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الفَوْزُ العَظِيمُ 
[ التوبة : 111 ] ، وقال الله تَعَالَى :  لاَ يَسْتَوِي القَاعِدُونَ مِنَ المُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأنْفُسِهِمْ فَضَّلَ اللهُ المُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى القَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلاً وَعَدَ اللهُ الحُسْنَى وَفَضَّلَ اللهُ المُجَاهِدِينَ عَلَى القَاعِدِينَ أجْراً عَظِيماً دَرَجَاتٍ مِنْهُ وَمَغْفِرَةً وَرَحْمَةً وَكَانَ اللهُ غَفُوراً رَحِيماً  [ النساء : 95-96 ] ، وقال تَعَالَى :  يَا أيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ ألِيمٍ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً في جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الفَوْزُ العَظِيمُ وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِن اللهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ المُؤمِنينَ  [ الصف : 10- 13 ] . والآيات في الباب كثيرةٌ مشهورةٌ .

وأما الأحاديث في فضل الجهاد فأكثر من أنْ تحصر ، فمن ذلك :
1285- عن أَبي هريرة  ، قَالَ : سُئِلَ رسول الله  : أيُّ العَمل أفْضَلُ ؟ قَالَ : (( إيمَانٌ بِاللهِ وَرَسُولِهِ )) قيلَ : ثُمَّ مَاذَا ؟ قَالَ : (( الجهادُ في سَبيلِ اللهِ )) قِيلَ : ثُمَّ مَاذَا ؟ قَالَ : (( حَجٌّ مَبْرُورٌ )) متفقٌ عَلَيْهِ .
1286- وعن ابن مسعود  ، قَالَ : قُلْتُ : يَا رسولَ الله ، أيُّ العَمَلِ أَحَبُّ إِلَى اللهِ تَعَالَى ؟ قَالَ : (( الصَّلاَةُ عَلَى وَقْتِهَا )) قُلْتُ : ثُمَّ أيُّ ؟ قَالَ : (( بِرُّ الوَالِدَيْنِ )) قلتُ : ثُمَّ أيُّ ؟ قَالَ : (( الجِهَادُ في سَبيلِ اللهِ )) متفقٌ عَلَيْهِ .
1287- وعن أَبي ذرّ  ، قَالَ : قُلْتُ : يَا رسول الله ، أيُّ العَمَلِ أفْضلُ ؟ قَالَ : (( الإيمَانُ بِاللهِ ، وَالجِهَادُ في سَبِيلهِ )) متفقٌ عَلَيْهِ .
1288- وعن أنس  : أنَّ رسول الله  ، قَالَ : (( لَغَدْوَةٌ في سَبيلِ اللهِ ، أَوْ رَوْحَةٌ ، خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا )) متفقٌ عَلَيْهِ .
1289- وعن أَبي سعيدٍ الخدريِّ  ، قَالَ : أَتَى رَجُلٌ رسولَ اللهِ  ، فَقَالَ : أيُّ النَّاسِ أفْضَلُ ؟ قَالَ : (( مُؤْمنٌ يُجَاهِدُ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ في سَبيلِ اللهِ )) قَالَ : ثُمَّ مَنْ ؟ قَالَ : (( مُؤْمِنٌ في شِعبٍ مِنَ الشِّعَابِ يَعْبُدُ اللهَ ، وَيَدَعُ النَّاسَ مِنْ شَرِّهِ )) متفقٌ عَلَيْهِ .

1290- وعن سهل بن سعد  : أنَّ رسول الله  ، قَالَ : (( رِبَاطُ يَوْمٍ فِي سَبِيلِ اللهِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا ، وَمَوْضِعُ سَوْطِ أَحَدِكُمْ مِنَ الجَنَّةِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا ، وَالرَّوْحَةُ يَرُوحُهَا العَبْدُ في سَبِيلِ اللهِ تَعَالَى ، أَوْ الغَدْوَةُ ، خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا )) متفقٌ عَلَيْهِ .
1291- وعن سَلمَانَ  ، قَالَ : سَمِعْتُ رسول الله  ، يقول : (( رِبَاطُ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ خَيْرٌ مِنْ صِيَامِ شَهْرٍ وَقِيَامِهِ ، وَإنْ مَاتَ جَرَى عَلَيْهِ عَمَلُهُ الَّذِي كَانَ يَعْمَلُ ، وَأُجْرِيَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ ، وَأَمِنَ الفَتَّانَ )) ( ) رواه مسلم .
1292- وعن فَضَالَةَ بن عُبَيْد  : أنَّ رسول الله  ، قَالَ : (( كُلُّ مَيِّتٍ يُخْتَمُ عَلَى عَمَلِهِ إِلاَّ المُرَابِطَ فِي سَبيلِ اللهِ ، فَإنَّهُ يُنْمى لَهُ عَمَلهُ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ ، وَيُؤَمَّنُ فِتْنَةَ القَبْرِ )) رواه أَبُو داود والترمذي ، وقال : (( حديث حسن صحيح )) .
1293- وعن عثمان  ، قَالَ : سَمِعْتُ رسولَ الله  ، يقول : (( رِبَاطُ يَوْمٍ في سَبيلِ اللهِ ، خَيْرٌ مِنْ ألْفِ يَوْمٍ فِيمَا سِوَاهُ مِنَ المَنَازِلِ )) رواه الترمذي ، وقال : (( حديث حسن صحيح )) .

1294-وعن أَبي هريرة  ، قَالَ : قَالَ رسول الله  : (( تَضَمَّنَ الله لِمَنْ خَرَجَ في سَبيلِهِ ، لا يُخْرِجُهُ إِلاَّ جِهَادٌ في سَبيلِي ، وَإيمَانٌ بِي ، وَتَصْدِيقٌ بِرُسُلِي ، فَهُوَ عَلَيَّ ضَامِنٌ أنْ أُدْخِلَهُ الجَنَّةَ ، أَوْ أُرْجِعَهُ إِلَى مَنْزِلهِ الَّذِي خَرَجَ مِنْهُ بِمَا نَالَ مِنْ أجْرٍ ، أَوْ غَنيمَةٍ . وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ ، مَا مِنْ كَلْمٍ يُكْلَمُ في سَبيلِ اللهِ ، إِلاَّ جَاءَ يَوْمَ القِيَامَةِ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ كُلِم ؛ لَوْنُهُ لَوْنُ دَمٍ ، وَرِيحُهُ ريحُ مِسْكٍ . وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ ، لَوْلاَ أنْ يَشُقَّ عَلَى المُسْلِمِينَ مَا قَعَدْتُ خِلاَفَ سَرِيَّةٍ تَغْزُو في سَبيلِ اللهِ أبداً ، وَلكِنْ لاَ أجِدُ سَعَةً فأحْمِلُهُمْ وَلاَ يَجِدُونَ سَعَةً ، وَيَشُقُّ عَلَيْهِمْ أنْ يَتَخَلَّفُوا عَنِّي . وَالَّذِي نَفْس مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ ، لَوَدِدْتُ أنْ أغْزُوَ في سَبيلِ اللهِ ، فَأُقْتَلَ ، ثُمَّ أغْزُوَ فَأُقْتَلَ ، ثُمَّ أغْزُوَ فَأُقْتَلَ )) رواه مسلم ، وروى البخاري بعضه
(( الكَلْمُ )) : الجَرْحُ .
1295- وعنه ، قَالَ : قَالَ رسولُ الله  : (( مَا مِنْ مَكْلُومٍ يُكْلَم في سَبيِلِ الله إِلاَّ جَاءَ يَومَ القِيَامةِ ، وَكَلْمُهُ يدْمِي : اللَّوْنُ لَوْنُ دَمٍ ، وَالرِّيحُ ريحُ مِسكٍ )) متفقٌ عَلَيْهِ .
1296- وعن معاذٍ  ، عن النبيِّ  قَالَ : (( مَنْ قَاتَلَ في سَبِيلِ الله من رَجُلٍ مُسْلِمٍ فُوَاقَ نَاقَةٍ ، وَجَبَتْ لَهُ الجَنَّةُ ، وَمَنْ جُرِحَ جُرْحاً في سَبِيلِ اللهِ أَوْ نُكِبَ نَكْبَةً فَإنَّهَا تَجِيءُ يَوْمَ القِيَامَةِ كَأَغزَرِ مَا كَانَتْ : لَونُها الزَّعْفَرَانُ ، وَريحُها كَالمِسْكِ )) رواه أَبُو داود والترمذي ، وقال : (( حديث حسن )) .

1297- وعن أَبي هريرة  ، قَالَ : مَرَّ رَجُلٌ مِنْ أصْحَابِ رسولِ الله  بِشِعبٍ فِيهِ عُيَيْنَةٌ مِنْ مَاءٍ عَذْبَة ، فَأعْجَبَتْهُ ، فَقَالَ : لَو اعْتَزَلْتُ النَّاسَ فَأقَمْتُ في هَذَا الشِّعْبِ ، وَلَنْ أفْعَلَ حَتَّى أسْتَأْذِنَ رسولَ اللهِ  ، فذكَرَ ذَلِكَ لرسول الله  ، فَقَالَ : (( لاَ تَفعلْ؛ فَإنَّ مُقامَ أَحَدِكُمْ في سَبيلِ اللهِ أفْضَلُ مِنْ صَلاَتِهِ في بَيْتِهِ سَبْعِينَ عَاماً، أَلاَ تُحِبُّونَ أنْ يَغْفِرَ الله لَكُمْ ، وَيُدْخِلَكُمُ الجَنَّةَ ؟ أُغْزُوا في سَبيلِ الله ، من قَاتَلَ في سَبِيلِ اللهِ فُوَاقَ نَاقَةٍ وَجَبَتْ لَهُ الجَنَّةُ )) رواه الترمذي ، وقال : (( حديث حسن )) .
وَ(( الفُوَاقُ )) : مَا بَيْنَ الحَلْبَتَيْنِ .

1298- وعنه ، قَالَ : قيل : يَا رسولَ اللهِ ، مَا يَعْدلُ الجهادَ في سَبِيلِ اللهِ ؟ قَالَ : (( لاَ تَسْتَطِيعُونَهُ )) فَأعَادُوا عَلَيْهِ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاَثاً كُلُّ ذَلِكَ يَقُولُ : (( لاَ تَسْتَطِيعُونَهُ )) ! ثُمَّ قَالَ : (( مَثَلُ المُجَاهِدِ فِي سَبيلِ اللهِ كَمَثلِ الصَّائِمِ القَائِمِ القَانتِ بآياتِ الله لا يَفْتُرُ مِنْ صِيَامٍ ، وَلاَ صَلاَةٍ ، حَتَّى يَرْجِعَ المُجَاهِدُ في سَبِيلِ اللهِ )) متفقٌ عَلَيْهِ ، وهذا لفظ مسلمٍ .
وفي رواية البخاري : أنَّ رَجُلاً قَالَ : يَا رسول الله ، دُلَّنِي عَلَى عَمَلٍ يَعْدِلُ الجِهَادَ ؟ قَالَ : (( لاَ أجِدُهُ )) ثُمَّ قَالَ : (( هَلْ تَسْتَطِيعُ إِذَا خَرَجَ المُجَاهِدُ أنْ تَدْخُلَ مَسْجِدَكَ فَتقومَ وَلاَ تَفْتُرَ ، وَتَصُومَ وَلاَ تُفْطِرَ )) ؟ فَقَالَ : وَمَنْ يَسْتَطِيعُ ذَلِكَ ؟! .
1299- وعنه : أنَّ رسول الله  ، قَالَ : (( مِنْ خَيْرِ مَعَاشِ النَّاسِ لَهُمْ ، رَجُلٌ مُمْسِكٌ عِنَانَ فَرَسِهِ في سَبِيلِ اللهِ ، يَطِيرُ عَلَى مَتْنِهِ ، كُلَّمَا سَمِعَ هَيْعَةً( ) أَوْ فَزْعَةً طَارَ عَلَيْهِ يَبْتَغِي القَتْلَ وَالمَوْتَ مَظَانَّهُ أَوْ رَجُلٌ في غُنَيْمَةٍ في رَأسِ شَعَفَةٍ( ) مِنْ هَذَا الشَّعَفِ ، أَوْ بَطْنِ وَادٍ مِن الأَوْدِيَةِ ، يُقِيمُ الصَّلاَةَ ، وَيُؤتي الزَّكَاةَ ، وَيَعْبُدُ رَبَّهُ حَتَّى يَأتِيَهُ اليَقِينُ ، لَيْسَ مِنَ النَّاسِ إِلاَّ في خَيْرٍ )) رواه مسلم .
1300- وعنه : أنَّ رسول الله  ، قَالَ : (( إنَّ في الجنَّةِ مِئَةَ دَرَجَةٍ أعَدَّهَا اللهُ لِلْمُجَاهِدِينَ في سَبِيلِ اللهِ مَا بَيْنَ الدَّرَجَتَيْنِ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأرْضِ )) رواه البخاري .

1301- وعن أَبي سعيد الخدري  : أنَّ رَسولَ اللهِ  ، قَالَ : (( مَنْ رَضِيَ بِاللهِ رَبّاً ، وَبِالإسْلاَمِ ديناً ، وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولاً ، وَجَبَتْ لَهُ الجَنَّةُ )) ، فَعَجِبَ لَهَا أَبُو سَعيدٍ ، فَقَالَ : أَعِدْهَا عَلَيَّ يَا رسولَ اللهِ ، فَأَعَادَهَا عَلَيْهِ ، ثُمَّ قَالَ : (( وَأُخْرَى يَرْفَعُ اللهُ بِهَا العَبْدَ مِئَةَ دَرَجَةٍ في الجَنَّةِ ، مَا بَيْنَ كُلِّ دَرَجَتَينِ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأرْضِ )) قَالَ : وَمَا هيَ يَا رسول الله ؟ قَالَ : (( الجِهَادُ في سَبِيلِ اللهِ ، الجهَادُ في سَبيلِ اللهِ )) رواه مسلم .
1302- وعن أَبي بكر بن أَبي موسى الأشعريِّ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبي  ، وَهُوَ بَحَضْرَةِ العَدُوِّ ، يقول : قَالَ رسول الله  : (( إنَّ أبْوَابَ الجَنَّةِ تَحْتَ ظِلاَلِ السُّيُوفِ )) فَقَامَ رَجُلٌ رَثُّ الهَيْئَةِ ، فَقَالَ : يَا أَبَا مُوسَى أأنْتَ سَمِعْتَ رسولَ اللهِ  يقول هَذَا ؟ قَالَ : نَعَمْ ، فَرَجَعَ إِلَى أصْحَابِهِ ، فَقَالَ : أقْرَأُ عَلَيْكُم السَّلاَمَ ، ثُمَّ كَسَرَ جَفْنَ( ) سَيْفِهِ فَألْقَاهُ ، ثُمَّ مَشَى بِسَيْفِهِ إِلَى العَدُوِّ فَضَربَ بِهِ حَتَّى قُتِلَ . رواه مسلم .
1303- وعن أَبي عبسٍ عبد الرحمان بن جَبْرٍ  ، قَالَ : قَالَ رسول الله
 : (( ما اغْبَرَّتْ قَدَمَا عَبْدٍ في سَبيلِ اللهِ فَتَمَسَّهُ النَّارُ )) رواه البخاري .

1304- وعن أَبي هريرة  ، قَالَ : قَالَ رسول الله  : (( لاَ يَلِجُ النَّارَ رَجُلٌ بَكَى مِنْ خَشْيةِ الله حَتَّى يَعُودَ اللَّبَنُ في الضَّرْعِ ، وَلاَ يَجْتَمِعُ عَلَى عَبْدٍ غُبَارٌ في سَبيلِ اللهِ وَدُخَانُ جَهَنَّمَ )) رواه الترمذي ، وقال : (( حديث حسن صحيح )) .
1305- وعن ابن عباس رضي الله عنهما ، قَالَ : سَمِعْتُ رسولَ اللهِ  ، يقول : (( عَيْنَانِ لاَ تَمسُّهُمَا النَّارُ : عَيْنٌ بَكَتْ مِنْ خَشْيَةِ اللهِ ، وَعَيْنٌ بَاتَتْ تَحْرُسُ في سَبيلِ اللهِ )) رواه الترمذي ، وقال : (( حديث حسن )) .
1306- وعن زيد بن خالد  : أنَّ رسولَ الله  ، قَالَ : (( مَنْ جَهَّزَ غَازياً في سَبيلِ اللهِ فَقَدْ غَزَا، وَمَنْ خَلَفَ غَازياً في أهْلِهِ بِخَيْرٍ فَقَدْ غَزَا )) متفقٌ عَلَيْهِ.

1307- وعن أَبي أُمَامَة  ، قَالَ : قَالَ رسول الله  : (( أفْضَلُ الصَّدَقَاتِ ظِلُّ فُسْطَاطٍ في سَبِيلِ اللهِ وَمَنيحَةُ خَادِمٍ في سَبِيلِ اللهِ ، أَوْ طَرُوقَةُ فَحلٍ في سَبِيلِ اللهِ )) رواه الترمذي ، وقال : (( حديث حسن صحيح )) .
1308- وعن أنس  : أن فَتَىً مِنْ أسْلَمَ ، قَالَ : يَا رسولَ اللهِ ، إنِّي أُرِيدُ الغَزْوَ وَلَيْسَ مَعِيَ مَا أَتَجهَّزُ بِهِ ، قَالَ : (( ائْتِ فُلاناً فَإنَّهُ قَدْ كَانَ تَجَهَّزَ فَمَرِضَ )) فَأتَاهُ، فَقَالَ : إنَّ رسولَ اللهِ  يُقْرِئُكَ السَّلاَمَ ، ويقول : أعْطِني الَّذِي تَجَهَّزْتَ بِهِ . قَالَ : يَا فُلاَنَةُ ، أعْطِيهِ الَّذِي كُنْتُ تَجَهَّزْتُ بِهِ ، وَلاَ تَحْبِسِي عَنْهُ شَيْئاً ، فَوَاللهِ لاَ تَحْبِسِي مِنْهُ شَيْئاً فَيُبَارَكَ لَكِ فِيهِ . رواه مسلم .
1309- وعن أَبي سعيد الخدري  : أنَّ رسول الله  بَعَثَ إِلَى بَنِي لَحْيَانَ، فَقَالَ : (( لِيَنْبَعِثْ مِنْ كُلِّ رَجُلَيْنِ أحَدُهُمَا ، وَالأجْرُ بَيْنَهُمَا )) رواه مسلم .
وفي روايةٍ لَهُ : (( لِيَخْرُجَ مِنْ كُلِّ رَجُلَيْنِ رَجُلٌ )) ثُمَّ قَالَ للقاعد : (( أيُّكُمْ خَلَفَ الخَارِجَ في أهْلِهِ وَمَالِهِ بِخيْرٍ كَانَ لَهُ مِثْلُ نِصْفِ أجْرِ الخَارِجِ ))

1310- وعن البَراءِ  ، قَالَ : أتَى النبيَّ  رَجُلٌ مُقَنَّعٌ بالحَدِيدِ ، فَقَالَ : يَا رسولَ اللهِ ، أُقَاتِلُ أَوْ أُسْلِمُ ؟ قَالَ : (( أسْلِمْ ، ثُمَّ قَاتِلْ )) . فَأسْلَمَ ، ثُمَّ قَاتَلَ فَقُتِلَ . فَقَالَ رسولُ اللهِ  : (( عَمِلَ قَلِيلاً وَأُجِرَ كَثِيراً )) متفقٌ عَلَيْهِ. وهذا لفظ البخاري .
1311- وعن أنس  : أنَّ النبيَّ  ، قَالَ : (( مَا أَحَدٌ يَدْخُلُ الجَنَّةَ يُحِبُّ أنْ يَرْجِعَ إِلَى الدُّنْيَا وَلَهُ مَا عَلَى الأرْضِ مِنْ شَيْءٍ إِلاَّ الشَّهِيدُ ، يَتَمَنَّى أنْ يَرْجِعَ إِلَى الدُّنْيَا ، فَيُقْتَلَ عَشْرَ مَرَّاتٍ ؛ لِمَا يَرَى مِنَ الكَرَامَةِ )) .
وفي رواية : (( لِمَا يَرَى مِنْ فَضْلِ الشَّهَادَةِ )) متفقٌ عَلَيْهِ .
1312- وعن عبدِ الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما : أنَّ رسولَ الله  ، قَالَ : (( يَغْفِرُ اللهُ لِلْشَّهِيدِ كُلَّ شَيْءٍ إِلاَّ الدَّيْنَ )) . رواه مسلم .
وفي روايةٍ له : (( القَتْلُ في سبيلِ اللهِ يُكَفِّرُ كُلَّ شيءٍ إلاَّ الدَّيْن )) .

1313- وعن أَبي قتادة  : أنَّ رسولَ اللهِ  قَامَ فِيهِم فَذَكَرَ أنَّ الجِهَادَ في سَبيلِ اللهِ ، وَالإيمَانَ بِاللهِ ، أفْضَلُ الأعْمَالِ ، فَقَامَ رَجُلٌ ، فَقَالَ : يَا رسولَ اللهِ ، أرأيْتَ إنْ قُتِلْتُ في سَبيلِ اللهِ ، أتُكَفَّرُ عَنِّي خَطَايَايَ ؟ فَقَالَ لهُ رسول الله  : (( نَعَمْ ، إنْ قُتِلْتَ في سَبيلِ الله وَأنْتَ صَابِرٌ مُحْتَسِبٌ ، مُقْبِلٌ غَيْرُ مُدْبِرٍ )) ، ثُمَّ قَالَ رسول الله  : (( كيْفَ قُلْتَ ؟ )) قَالَ : أرَأيْتَ إنْ قُتِلْتُ في سَبيلِ اللهِ ، أتُكَفَّرُ عَنِّي خَطَايَايَ ؟ فَقَالَ رسول الله  : (( نَعَمْ ، وَأنْتَ صَابرٌ مُحْتَسِبٌ ، مُقْبِلٌ غَيرُ مُدْبِرٍ ، إِلاَّ الدَّيْنَ فَإنَّ جِبْريلَ  قَالَ لِي ذَلِكَ )) رواه مسلم .
1314- وعن جابر  ، قَالَ : قَالَ رَجُلٌ : أيْنَ أنَا يَا رسول الله إنْ قُتِلْتُ ؟ قَالَ : (( في الجَنَّةِ )) فَألْقَى تَمَرَاتٍ كُنَّ فِي يَدِهِ ، ثُمَّ قَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ . رواه مسلم .

1315- وعن أنس  ، قَالَ : انْطَلَقَ رسولُ الله  وَأصْحَابُهُ حَتَّى سَبَقُوا المُشْرِكِينَ إِلَى بَدْرٍ ، وَجَاءَ المُشْرِكُونَ ، فَقَالَ رَسولُ اللهِ  : (( لاَ يَقْدمَنَّ أَحَدٌ مِنْكُمْ إِلَى شَيْءٍ حَتَّى أكُونَ أنَا دُونَهُ )) . فَدَنَا المُشْرِكُونَ ، فَقَالَ رسولُ الله  : (( قُومُوا إِلَى جَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّماوَاتُ وَالأرْضُ )) قَالَ : يَقُولُ عُمَيْرُ بن الحُمَامِ الأنْصَارِيُّ  : يَا رسولَ اللهِ ، جَنَّةٌ عَرْضُهَا السَّماوَاتُ وَالأرْضُ ؟ قَالَ : (( نَعَمْ )) قَالَ : بَخٍ بَخٍ( ) ؟ فَقَالَ رسولُ الله  : (( مَا يَحْمِلُكَ عَلَى قَولِكَ بَخٍ بَخٍ ؟ )) قَالَ : لاَ وَاللهِ يَا رَسُولَ اللهِ إِلاَّ رَجَاءَ أَنْ أَكُونَ مِنْ أهْلِهَا ، قَالَ : (( فَإنَّكَ مِنْ أهْلِهَا )) فَأخْرَجَ تَمَرَاتٍ مِنْ قَرَنِهِ ، فَجَعَلَ يَأكُلُ مِنْهُنَّ ، ثُمَّ قَالَ : لَئِنْ أَنَا حَييتُ حَتَّى آكُلَ تَمَرَاتِي هذِهِ إنّهَا لَحَياةٌ طَوِيلَةٌ ، فَرَمَى بِمَا كَانَ مَعَهُ مِنَ التَّمْرِ ، ثُمَّ قَاتَلَهُمْ حَتَّى قُتِلَ . رواه مسلم .
(( القَرَن )) بفتح القاف والراء : هُوَ جُعْبَةُ النشَّابِ .

1316- وعنه ، قَالَ : جَاءَ نَاسٌ إِلَى النَّبيِّ  أن ابْعَثْ مَعَنَا رِجَالاً يُعَلِّمُونَا القُرْآنَ وَالسُّنَّةَ ، فَبَعَثَ إلَيْهِمْ سَبْعِينَ رَجُلاً مِنَ الأنْصَارِ يُقَالُ لَهُمْ : القُرّاءُ ، فِيهِم خَالِي حَرَامٌ ، يَقْرَؤُونَ القُرْآنَ ، وَيَتَدَارَسُونَ بِاللَّيْلِ يَتَعَلَّمُونَ ، وَكَانُوا بِالنَّهَارِ يَجِيئُونَ بِالمَاءِ، فَيَضَعُونَهُ في المَسْجِدِ ، وَيَحْتَطِبُونَ فَيَبِيعُونَهُ ، وَيَشْتَرُونَ بِهِ الطَّعَامَ لأَهْلِ الصُّفَّةِ ، وَلِلفُقَرَاءِ ، فَبَعَثَهُمُ النَّبيُّ  ، فَعَرَضُوا لَهُمْ فَقَتَلُوهُمْ قَبْلَ أنْ يَبْلغُوا المَكَانَ ، فَقَالُوا : اللَّهُمَّ بَلِّغْ عَنَّا نَبِيَّنَا أنَّا قَدْ لَقِينَاكَ فَرضِينَا عَنْكَ وَرَضِيتَ عَنَّا ، وَأتَى رَجُلٌ حَراماً خَالَ أنَسٍ مِنْ خَلْفِهِ ، فَطَعَنَهُ بِرُمْحٍ حَتَّى أنْفَذَه ، فَقَالَ حَرَامٌ : فُزْتُ وَرَبِّ الكَعْبَةِ ، فَقَالَ رسولُ الله  : (( إنَّ إخْوَانَكُمْ قَدْ قُتِلُوا وَإنَّهُمْ قَالُوا : اللَّهُمَّ بَلِّغْ عَنَّا نَبِيَّنَا أنَّا قَدْ لَقِينَاكَ فَرَضِينَا عَنْكَ وَرَضِيتَ عَنَّا )) متفقٌ عَلَيْهِ ، وهذا لفظ مسلم .

1317- وعنه ، قَالَ : غَابَ عَمِّي أنسُ بنُ النَّضْرِ  عن قِتَالِ بَدْرٍ ، فَقَالَ : يَا رسولَ اللهِ ، غِبْتُ عَنْ أوَّلِ قِتَالٍ قَاتَلْتَ المُشْرِكِينَ ، لَئِنِ اللهُ أشْهَدَنِي قِتَالَ المُشْرِكِينَ لَيَرَيَنَّ اللهُ مَا أصْنَعُ . فَلَمَّا كَانَ يَومُ أُحُدٍ انْكَشَفَ المُسْلِمُونَ فَقَالَ : اللَّهُمَّ إنِّي اعْتَذِرُ إلَيْكَ مِمَّا صَنَعَ هؤُلاءُ - يعني : أصْحَابَهُ - وَأبْرَأُ إلَيْكَ مِمَّا صَنَعَ هؤُلاءِ - يَعنِي : المُشْرِكِينَ - ثُمَّ تَقَدَّمَ فَاسْتَقْبَلَهُ سَعْدُ بنُ مُعَاذٍ فَقَالَ : يَا سَعَدَ بنَ مُعَاذٍ ، الجَنَّةَ وَرَبِّ النَّضْرِ ، إنِّي أجِدُ ريحَهَا مِنْ دُونِ أُحُدٍ ! فَقَالَ سَعْدٌ : فَمَا اسْتَطَعْتُ يَا رسولَ اللهِ مَا صَنَعَ ! قَالَ أنسٌ : فَوَجدْنَا بِهِ بِضعاً وَثَمَانِينَ ضَربَةً بِالسَّيْفِ ، أَوْ طَعْنَةً برُمح أَوْ رَمْيةً بِسَهْمٍ ، وَوَجَدْنَاهُ قَدْ قُتِلَ وَمَثَّلَ بِهِ المُشْرِكُونَ ، فَمَا عَرَفَهُ أحَدٌ إِلاَّ أُخْتُهُ بِبَنَانِهِ . قَالَ أنسٌ : كُنَّا نَرَى - أَوْ نَظُنُّ - أنَّ هذِهِ الآية نَزَلتْ فِيهِ وَفي أشْبَاهِهِ :  مِنَ المُؤمِنينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ  [ الأحزاب : 23 ] إِلَى آخرها . متفقٌ عَلَيْهِ ، وَقَدْ سبق في باب المجاهدة .
1318- وعن سَمُرَة  ، قَالَ : قَالَ رسول الله  : (( رَأيْتُ اللَّيْلَةَ رَجُلَيْنِ أتيَانِي ، فَصَعِدَا بِي الشَّجرةَ فَأدْخَلاَنِي دَاراً هِيَ أحْسَنُ وَأَفضَلُ ، لَمْ أَرَ قَطُّ أحْسَنَ مِنْهَا ، قالا : أمَّا هذِهِ الدَّارُ فَدَارُ الشُّهَدَاءِ )) . رواه البخاري ، وَهُوَ بعض من حديث طويل فِيهِ أنواع من العلم سيأتي في باب تحريم الكذب إنْ شاء الله تَعَالَى .

1319- وعن أنس  : أنَّ أمَّ الرُّبيعِ بنتَ البَرَاءِ وهي أُمُّ حَارِثة بن سُرَاقَةَ ، أتَتِ النبي  ، فَقَالَتْ : يَا رسولَ اللهِ ، ألاَ تُحَدِّثُنِي عَنْ حَارِثَةَ - وَكَانَ قُتِلَ يَوْمَ بَدْرٍ - فَإنْ كَانَ في الجَنَّةِ صَبَرْتُ ، وَإنْ كَانَ غَيْرَ ذَلِكَ اجْتَهَدْتُ عَلَيْهِ في البُكَاءِ ، فَقَالَ : (( يَا أُمَّ حَارِثَةَ إنَّهَا جِنَانٌ في الجَنَّةِ ، وَإنَّ ابْنَكِ أصابَ الفِرْدَوْسَ الأَعْلَى )) رواه البخاري .
1320- وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما ، قَالَ : جِيءَ بِأَبِي إِلَى النَّبيِّ  ، قَدْ مُثِّلَ بِهِ ، فَوُضِعَ بَيْنَ يَدَيْهِ ؛ فَذَهَبْتُ أكْشِفُ عَنْ وَجْهِهِ فَنَهَانِي قَوْمِي ، فَقَالَ النَّبيُّ  : (( مَا زَالتِ المَلائِكَةُ تُظِلُّهُ بِأَجْنِحَتِهَا )) متفقٌ عَلَيْهِ .
1321- وعن سهل بن حنيف  : أنَّ رسول الله  قَالَ : (( مَنْ سَألَ اللهَ تَعَالَى الشَّهَادَةَ بِصِدْقٍ بَلَّغَهُ اللهُ مَنَازِلَ الشُّهَدَاءِ ، وَإنْ مَاتَ عَلَى فِرَاشِهِ )) رواه مسلم .

1322- وعن أنس  ، قَالَ : قَالَ رسولُ الله  : (( مَنْ طَلَبَ الشَّهَادَةَ صَادِقاً أُعْطِيَهَا ولو لَمْ تُصِبْهُ )) رواه مسلم .
1323- وعن أَبي هريرة  ، قَالَ : قَالَ رسول الله  : (( مَا يَجِدُ الشَّهِيدُ مِنْ مَسِّ القَتْلِ إِلاَّ كَمَا يَجِدُ أَحَدُكُمْ مِنْ مَسِّ القَرْصَةِ )) رواه الترمذي ، وقال : (( حديث حسن صحيح )) .
1324- وعن عبد الله بن أَبي أوْفَى رضي الله عنهما : أنَّ رسولَ الله  في بَعْضِ أيَّامِهِ الَّتي لَقِيَ فِيهَا العَدُوَّ انْتَظَرَ حَتَّى مَالَتِ الشَّمْسُ ، ثُمَّ قَامَ في النَّاسِ فَقَالَ : (( أَيُّهَا النَّاسُ ، لا تَتَمَنَّوا لِقَاءَ العَدُوِّ، وَاسْأَلُوا اللهَ العَافِيَةَ، فَإذَا لَقِيتُموهُمْ فَاصْبِروا ؛ وَاعْلَمُوا أنَّ الجَنَّةَ تَحْتَ ظِلاَلِ السُّيُوفِ )) ثُمَّ قَالَ : (( اللَّهُمَّ مُنْزِلَ الكِتَابِ ، وَمُجْرِيَ السَّحَابِ ، وَهَازِمَ الأحْزَابِ ، أهْزِمْهُمْ وَانْصُرْنَا عَلَيْهِمْ )) متفقٌ عَلَيْهِ .
1325- وعن سهل بن سعد  ، قَالَ : قَالَ رسول الله  : (( ثِنْتَانِ لاَ تُرَدَّانِ، أَوْ قَلَّمَا تُرَدَّانِ: الدُّعَاءُ عِنْدَ النِّدَاءِ وَعِنْدَ البَأسِ حِيْنَ يُلْحِمُ بَعْضُهُم بَعضَاً )) رواه أَبُو داود بإسناد صحيح .

1326- وعن أنس  ، قَالَ : كَانَ رسولُ اللهِ  إِذَا غَزَا ، قَالَ : (( اللَّهُمَّ أنْتَ عَضْديِ وَنَصِيرِي ، بِكَ أَحُولُ ، وَبِكَ أَصُولُ ، وَبِكَ أُقَاتِلُ )) رواه أَبُو داود والترمذي ، وقال : (( حديث حسن )) .
1327- وعن أَبي موسى  : أنَّ النبيَّ  كَانَ إِذَا خَافَ قَوماً ، قَالَ :
(( اللَّهُمَّ إنَّا نَجْعَلُكَ في نُحُورِهِمْ ، وَنَعُوذُ بِكَ مِنْ شُرُورِهمْ )) رواه أَبُو داود بإسناد صحيح .
1328- وعن ابن عمر رضي الله عنهما : أنَّ رسولَ اللهِ  قَالَ : (( الخَيْلُ مَعقُودٌ في نَوَاصِيهَا الخَيْرُ إِلَى يَومِ القِيَامَةِ )) متفقٌ عَلَيْهِ .
1329- وعن عروة البارِقِيِّ  : أنَّ النبيَّ  قَالَ : ((الخَيْلُ مَعقُودٌ في نَوَاصِيهَا الخَيْرُ إِلَى يَومِ القِيَامَةِ : الأجْرُ ، وَالمَغْنَمُ )) متفقٌ عَلَيْهِ .
1330- وعن أَبي هريرة  ، قَالَ : قَالَ رسولُ الله  : (( مَنْ احْتَبَسَ فَرَساً فِي سَبِيلِ اللهِ ، إيمَانَاً بِاللهِ ، وَتَصْدِيقَاً بِوَعْدِهِ ، فَإنَّ شِبَعَهُ ، وَرَيَّهُ ورَوْثَهُ ، وَبَوْلَهُ في مِيزَانِهِ يَوْمَ القِيَامَةِ )) رواه البخاري .
1331- وعن أَبي مسعود  ، قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النبيِّ  بِنَاقةٍ مَخْطُومَةٍ فَقَالَ : هذِهِ في سَبيلِ اللهِ ، فَقَالَ رسول الله  : (( لَكَ بِهَا يَوْمَ القِيَامَةِ سَبْعُمئَةِ نَاقَةٍ كُلُّهَا مَخْطُومَةٌ )) رواه مسلم .

1332- وعن أَبي حمادٍ - ويقال : أَبُو سعاد ، ويقال : أَبُو أسدٍ ، ويقال : أَبُو عامِر ، ويقال : أَبُو عمرو ، ويقال : أَبُو الأسود ، ويقال : أَبُو عبسٍ - عُقبة بن عامِر الجُهَنيِّ  ، قَالَ : سَمِعْتُ رسولَ اللهِ  وَهُوَ عَلَى المِنْبَرِ ، يقول : ((  وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ  ، أَلاَ إنَّ القُوَّةَ الرَّميُ ، ألاَ إنَّ القُوَّةَ الرَّمْيُ ، ألاَ إنَّ القُوَّةَ الرَّمْيُ )) رواه مسلم .
1333- وعنه ، قَالَ : سَمِعْتُ رسولَ اللهِ  ، يقول : (( سَتُفْتَحُ عَلَيْكُمْ أَرْضُونَ ، وَيَكْفِيكُمُ اللهُ ، فَلاَ يَعْجِز أَحَدُكُمْ أنْ يَلْهُوَ بِأَسْهُمِهِ )) رواه مسلم .
1334- وعنه: أنَّه قَالَ : قَالَ رسولُ الله  : (( مَنْ عُلِّمَ الرَّمْيَ ، ثُمَّ تَرَكَهُ ، فَلَيْسَ مِنَّا ، أَوْ فَقَدْ عَصَى )) رواه مسلم .
1335- وعنه  ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ  ، يقول : (( إنَّ اللهَ يُدْخِلُ بِالسَّهْمِ الوَاحِدِ ثَلاَثَةَ نَفَرٍ الجَنَّةَ : صَانِعَهُ يَحْتَسِبُ في صَنْعَتِهِ الخَيْرَ ، وَالرَّامِي
بِهِ ، ومُنْبِلَهُ .وَارْمُوا وَارْكَبُوا ، وَأنْ تَرْمُوا أحَبُّ إليَّ مِنْ أنْ تَرْكَبُوا . وَمَنْ تَرَكَ الرَّمْيَ بَعْدَ مَا عُلِّمَهُ رَغْبَةً عَنْهُ فَإنَّهَا نِعْمَةٌ تَرَكَهَا )) أَوْ قَالَ : (( كَفَرَهَا )) رواه أَبُو داود .
1336- وعن سَلَمة بن الأكَوعِ  ، قَالَ : مَرَّ النَّبيُّ  عَلَى نَفَرٍ يَنْتَضِلُونَ( ) ، فَقَالَ : (( ارْمُوا بَنِي إسمعِيلَ فَإنَّ أَبَاكُمْ كَانَ رَامِياً )) رواه البخاري .
1337- وعن عمرو بن عبسة  ، قَالَ : سَمِعْتُ رسولَ اللهِ  ، يقول :
(( مَنْ رَمَى بِسَهمٍ في سَبيلِ الله فَهُوَ لَهُ عِدْلُ مُحَرَّرَةٍ( ) )) رواه أَبُو داود والترمذي ، وقال : (( حديث حسن صحيح )) .

1338- وعن أَبي يحيى خُرَيْم بن فاتِكٍ  ، قَالَ : قَالَ رسول الله  :
(( مَنْ أنْفَقَ نَفَقَةً في سَبيلِ اللهِ كُتِبَ لَهُ سَبْعُمِئَةِ ضِعْفٍ )) رواه الترمذي ، وقال :
(( حديث حسن )) .
1339- وعن أَبي سعيد  ، قَالَ : قَالَ رسول الله  : (( مَا مِنْ عَبْدٍ يَصُومُ يَوْماً فِي سَبيلِ اللهِ إِلاَّ بَاعَدَ اللهُ بِذلِكَ اليَوْمِ وَجهَهُ عَنِ النَّارِ سَبْعِينَ خَرْيفاً )) متفقٌ عَلَيْهِ .
1340- وعن أَبي أُمَامَة  ، عن النبيِّ  ، قَالَ : (( مَنْ صَامَ يَوْماً في سَبيلِ اللهِ جَعَلَ اللهُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّارِ خَنْدَقاً كما بَيْنَ السَّمَاءِ والأَرْضِ )) رواه الترمذي ، وقال : (( حديث حسن صحيح )) .
1341- وعن أَبي هريرة  ، قَالَ : قَالَ رسول الله  : (( مَنْ مَاتَ وَلَمْ يَغْزُ ، وَلَمْ يُحَدِّثْ نَفْسَهُ بالغَزْوِ ، مَاتَ عَلَى شُعْبَةٍ مِنَ النِّفَاقِ )) رواه مسلم .

1342- وعن جابر ، قَالَ: كنا مَعَ النبيِّ ، في غَزاةٍ فقالَ: (( إنَّ بِالمَدِينَةِ لَرِجَالاً مَا سِرْتُمْ مَسِيراً ، وَلاَ قَطَعْتُمْ وَادِياً إِلاَّ كَانُوا مَعَكُمْ، حَبَسَهُمُ المَرَضُ )) .
وفي رواية : (( حَبَسَهُمُ العُذْرُ )) .
وفي رواية : (( إِلاَّ شَرَكُوكُمْ في الأجْرِ )) رواه البخاري من رواية أنس ، ورواه مسلم من رواية جابر واللفظ لَهُ .
1343- وعن أَبي موسى : أنَّ أعرابياً أتى النبيَّ ، فَقَالَ: يَا رسولَ اللهِ، الرَّجُلُ يُقَاتِلُ لِلْمَغْنَمِ ، وَالرَّجُلُ يُقَاتِلُ لِيُذْكَرَ ، وَالرَّجُلُ يُقَاتِلُ ليُرَى مَكَانُهُ ؟
وفي رواية : يُقَاتِلُ شَجَاعَةً ، وَيُقَاتِلُ حَمِيَّةً( ) .
وفي رواية : يُقَاتِلُ غَضَباً ، فَمَنْ في سبيل الله ؟ فقالَ رسولُ اللهِ : (( مَنْ قَاتَلَ لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللهِ هِيَ العُلْيَا ، فَهُوَ في سَبيلِ اللهِ )) متفقٌ عَلَيْهِ .
1344- وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما ، قَالَ : قَالَ رسولُ الله  : (( مَا مِنْ غَازِيَةٍ ، أَوْ سَرِيّةٍ تَغْزُو ، فَتَغْنَمُ وَتَسْلَمُ ، إِلاَّ كَانُوا قَدْ تَعَجَّلُوا ثُلُثَيْ أُجُورهُمْ ، وَمَا مِنْ غَازِيَةٍ أَوْ سَرِيّةٍ تُخْفِقُ وَتُصَابُ إِلاَّ تَمَّ لَهُمْ أجُورهُمْ )) رواه مسلم .
1345- وعن أَبي أُمَامَة  : أنَّ رجلاً ، قَالَ : يَا رسولَ اللهِ ، ائْذَنْ لي في السِّيَاحَةِ فَقَالَ النبيُّ  : (( إنَّ سِيَاحَةَ أُمَّتِي الجِهَادُ في سَبيلِ اللهِ  )) رواه أَبُو داود بإسنادٍ جيدٍ .

1346- وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما ، عن النبيِّ  ، قَالَ : (( قَفْلَةٌ كَغَزْوَةٍ )) رواه أَبُو داود بإسنادٍ جيدٍ .
(( القَفْلَةُ )) : الرُّجُوعُ ، وَالمراد : الرُّجُوعُ مِنَ الغَزْوِ بَعدَ فَرَاغِهِ ؛ ومعناه : أنه يُثَابُ في رُجُوعِهِ بعد فَرَاغِهِ مِنَ الغَزْوِ( ) .
1347- وعن السائب بن يزيد  ، قَالَ : لَمَّا قَدِمَ النبيُّ  مِنْ غَزْوَةِ تَبُوك تَلَقَّاهُ النَّاسُ ، فَتَلَقّيتُهُ مَعَ الصِّبْيَانِ عَلَى ثَنيَّةِ( ) الوَدَاعِ . رواه أَبُو داود بإسنادٍ صحيح بهذا اللفظ .
ورواه البخاري قَالَ: ذَهَبنا نَتَلَقَّى رسولَ اللهِ ، مَعَ الصِّبْيَانِ إِلَى ثَنِيَّةِ الوَدَاعِ.
1348- وعن أَبي أُمَامَة  ، عن النبيِّ  ، قَالَ : (( مَنْ لَمْ يَغْزُ ، أَوْ يُجَهِّزْ غَازِياً ، أَوْ يَخْلُفْ غَازياً في أهْلِهِ بِخَيرٍ ، أصَابَهُ اللهُ بِقَارعَةٍ( ) قَبْلَ يَوْمِ القِيَامَةِ )) رواه أَبُو داود بإسناد صحيح .

1349- وعن أنس  : أنَّ النَّبيَّ  ، قَالَ : (( جَاهِدُوا المُشْرِكِينَ بِأَمْوَالِكُمْ وَأنْفُسِكُمْ وَألْسِنَتِكُمْ )) رواه أَبُو داود بإسنادٍ صحيح .
1350- وعن أَبي عمرو - ويقالُ : أَبُو حكيمٍ - النُّعْمَانِ بن مُقَرِّن  قَالَ : شَهِدْتُ رسولَ اللهِ  ، إِذَا لَمْ يُقَاتِلْ من أوَّلِ النَّهَارِ أخَّرَ القِتَالَ حَتَّى تَزُولَ الشَّمْسُ، وَتَهُبَّ الرِّيَاحُ، وَيَنْزِلَ النَّصْرُ . رواه أَبُو داود والترمذي، وقال : (( حديث حسن صحيح )) .
1351- وعن أَبي هريرة  ، قَالَ : قَالَ رسول الله  : (( لاَ تَتَمَنَّوْا لِقَاءَ العَدُوِّ ، وَاسْأَلُوا اللهَ العَافِيَةَ ، فَإذَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاصْبِرُوا )) متفقٌ عَلَيْهِ .
1352- وعنه وعن جابرٍ رضي الله عنهما : أنَّ النبيَّ  ، قَالَ : (( الحَرْبُ خَدْعَةٌ )) متفقٌ عَلَيْهِ .

235- باب بيان جماعة من الشهداء في ثواب الآخرة
يغسلون ويصلى عليهم بخلاف القتيل في حرب الكفار

1353- وعن أَبي هريرة  ، قَالَ : قَالَ رسول الله  : (( الشُّهَدَاءُ خَمْسَةٌ : المَطْعُونُ وَالمَبْطُونُ، وَالغَرِيقُ، وَصَاحِبُ الهَدْمِ، وَالشَّهِيدُ في سَبِيلِ اللهِ( ) )) متفقٌ عَلَيْهِ .
1354- وعنه قَالَ : قَالَ رسول الله  : (( مَا تَعُدُّونَ الشُّهَدَاءَ فِيكُمْ ؟ )) قالوا : يَا رسولَ اللهِ ، مَنْ قُتِلَ في سَبيلِ اللهِ فَهُوَ شَهِيدٌ . قَالَ : (( إنَّ شهَدَاءَ أُمَّتِي إِذَاً لَقَليلٌ )) ! قالوا: فَمَنْ هُمْ يَا رسول الله ؟ قَالَ : (( مَنْ قُتِلَ في سَبيلِ الله فَهُوَ شَهِيدٌ ، وَمَنْ مَاتَ في سَبيلِ الله فَهُوَ شَهِيدٌ ، وَمَنْ مَاتَ في الطَّاعُونِ فَهُوَ شَهِيدٌ ، وَمَنْ مَاتَ في البَطْنِ فَهُوَ شَهِيدٌ ، وَالغَرِيقُ شَهِيدٌ )) رواه مسلم .
1355- وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما ، قَالَ : قَالَ رسول الله  : (( مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ )) متفقٌ عَلَيْهِ .
1356- وعن أَبي الأعْوَر سعيد بن زيد بن عَمْرو بن نُفَيْل ، أحَدِ العَشَرَةِ المَشْهُودِ لَهُمْ بِالجَنَّةِ  ، قَالَ: سَمِعْتُ رسول الله  يقول: (( مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهيدٌ ، وَمَنْ قُتِلَ دُونَ دَمِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ ، وَمَنْ قتِلَ دُونَ دِينهِ فَهُوَ شَهِيدٌ ، وَمَنْ قُتِلَ دُونَ أهْلِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ )) رواه أَبُو داود والترمذي ، وقال : (( حديث حسن صحيح )) .

1357- وعن أَبي هريرة  قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رسول الله  فَقَالَ : يَا رسولَ اللهِ ، أرَأيتَ إنْ جَاءَ رجلٌ يُرِيدُ أخْذَ مَالِي ؟ قَالَ : (( فَلاَ تُعْطِهِ مَالَكَ )) قَالَ : أَرَأَيْتَ إنْ قَاتَلَنِي ؟ قَالَ : (( قَاتِلْهُ )) قَالَ : أرَأَيْتَ إنْ قَتَلَنِي ؟ قَالَ : (( فَأنْتَ شَهِيدٌ )) قَالَ : أَرَأيْتَ إنْ قَتَلْتُهُ ؟ قَالَ : (( هُوَ فِي النَّارِ )) رواه مسلم .

236- باب فضل العتق

قَالَ الله تَعَالَى :  فَلاَ اقْتَحَمَ العَقَبَةَ وَمَا أَدْرَاكَ مَا العَقَبَةُ فَكُّ رَقَبَةٍ  [ البلد: 11- 13].
1358- وعن أَبي هريرة  قَالَ : قَالَ لي رسول الله  : (( مَنْ أَعْتَقَ رَقَبَةً مُسْلِمَةً أعْتَقَ اللهُ بِكُلِّ عُضْوٍ مِنْهُ ، عُضْواً مِنْهُ في النَّارِ ، حَتَّى فَرْجَهُ بِفَرْجِهِ )) متفقٌ عَلَيْهِ .
1359- وعن أَبي ذرٍ  قَالَ : قُلْتُ : يَا رسول الله ، أيُّ الأعمَالِ أفْضَلُ ؟ قَالَ : (( الإيمَانُ بِاللهِ ، وَالجِهَادُ في سَبيلِ اللهِ )) قَالَ : قُلْتُ : أيُّ الرِّقَابِ أفْضَلُ ؟ قَالَ : (( أنْفَسُهَا عِنْدَ أَهْلِهَا ، وَأكْثَرُهَا ثَمَناً )) متفقٌ عَلَيْهِ .

237- باب فضل الإحسان إِلَى المملوك

قَالَ الله تَعَالَى :  وَاعْبُدُوا اللهَ وَلاَ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالوَالِدَيْنِ إحْسَاناً وَبِذِي القُرْبَى وَاليَتَامَى وَالمَسَاكِينِ وَالجَارِ ذِي القُرْبَى وَالجَارِ الجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ  [ النساء : 36 ] .
1360- وعنِ المَعْرُورِ بن سُوَيْدٍ ، قَالَ : رَأيْتُ أَبَا ذَرٍ  ، وَعَلَيهِ حُلَّةٌ وَعَلَى غُلاَمِهِ مِثْلُهَا، فَسَأَلْتُهُ عَنْ ذَلِكَ، فَذَكَرَ أنَّهُ قَدْ سَابَّ رَجُلاً عَلَى عَهْدِ رسول الله ، فَعَيَّرَهُ بِأُمِّهِ ، فَقَالَ النبيُّ  : (( إنَّكَ امْرُؤٌ فِيكَ جَاهِليَّةٌ هُمْ إخْوَانُكُمْ وَخَوَلُكُمْ جَعَلَهُمُ الله تَحْتَ أيديكُمْ ، فَمَنْ كَانَ أَخُوهُ تَحْتَ يَدِهِ ، فَلْيُطْعِمْهُ مِمَّا يَأكُلُ ، وَلْيُلْبِسْهُ مِمَّا يَلْبَسُ ، وَلاَ تُكَلِّفُوهُمْ مَا يَغْلِبُهُمْ ، فَإنْ كَلَّفْتُمُوهُمْ فَأَعِينُوهُمْ )) متفقٌ عَلَيْهِ .
1361- وعن أَبي هريرة  ، عن النبيِّ  قَالَ : (( إِذَا أَتَى أحَدَكُمْ خَادِمُهُ بِطَعَامِهِ ، فَإنْ لَمْ يُجْلِسْهُ مَعَهُ ، فَلْيُنَاوِلْهُ لُقْمَةً أَوْ لُقْمَتَيْنِ أَوْ أُكْلَةً أَوْ أُكْلَتَيْنِ ؛ فَإنَّهُ وَلِيَ عِلاَجَهُ( ) )) رواه البخاري .
(( الأُكْلَةُ )) بضم الهمزة : وَهِيَ اللُّقْمَةُ .

238- باب فضل المملوك الَّذِي يؤدي حق الله وحق مواليه

1362- عن ابن عمر رضي الله عنهما : أنَّ رسول الله  قَالَ : (( إنَّ العَبْدَ إِذَا نَصَحَ لِسَيِّدِهِ ، وَأَحْسَنَ عِبَادَةَ اللهِ ، فَلَهُ أَجْرُهُ مَرَّتَيْنِ )) متفقٌ عَلَيْهِ .
1363- وعن أَبي هريرة  قَالَ : قَالَ رسول الله  : (( لِلْعَبْدِ المَمْلُوكِ المُصْلِحِ أجْرَانِ )) ، وَالَّذِي نَفْسُ أَبي هُرَيْرَةَ بِيَدِهِ لَوْلاَ الجِهَادُ في سَبيلِ اللهِ وَالحَجُّ ، وَبِرُّ أُمِّي ، لأَحْبَبْتُ أنْ أَمُوتَ وَأنَا مَمْلُوكٌ . متفقٌ عَلَيْهِ .
1364- عن أَبي موسى الأشعري  قَالَ : قَالَ رسول الله  : (( المَمْلُوكُ الَّذِي يُحْسِنُ عِبَادَةَ رَبِّهِ ، وَيُؤَدِّي إِلَى سَيِّدِهِ الَّذِي عَلَيْهِ مِنَ الحَقِّ ، وَالنَّصِيحَةِ ، وَالطَّاعَةِ ، لهُ أجْرَانِ )) رواه البخاري .
1365- وعنه ، قَالَ : قَالَ رسولُ اللهِ  : (( ثَلاثَةٌ لَهُمْ أجْرَانِ : رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الكِتَابِ آمَنَ بِنَبِيِّهِ ، وَآمَنَ بِمُحَمَّدٍ ، وَالعَبْدُ المَمْلُوكُ إِذَا أدَّى حَقَّ الله ، وَحَقَّ مَوَالِيهِ ، وَرَجُلٌ كَانَتْ لَهُ أَمَةٌ فَأدَّبَهَا فَأَحْسَنَ تَأدِيبَهَا ، وَعَلَّمَهَا فَأَحْسَنَ تَعْلِيمَهَا ، ثُمَّ أعْتَقَهَا فَتَزَوَّجَهَا ؛ فَلَهُ أَجْرَانِ )) متفقٌ عَلَيْهِ .

239- باب فضل العبادة في الهرج
وَهُوَ : الاختلاط والفتن ونحوها

1366- عن مَعْقِلِ بن يسار  قَالَ : قَالَ رسولُ الله  : (( العِبَادَةُ في الهَرْجِ كَهِجْرَةٍ إليَّ )) رواه مسلم .
240- باب فضل السماحة في البيع والشراء
والأخذ والعطاء وحسن القضاء والتقاضي وإرجاح المكيال والميزان
والنهي عن التطفيف وفضل إنظار الموسِر المُعْسِرَ والوضع عَنْهُ

قَالَ الله تَعَالَى :  وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ  [البقرة: 215 ]، وقال تَعَالَى :  وَيَا قَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءهُم  [ هود : 85 ] ، وقال تَعَالَى :  وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ أَلا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ لِيَوْمٍ عَظِيمٍ يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ  [ المطففين : 1-6 ] .
1367- وعن أَبي هريرة  : أنَّ رَجُلاً أَتَى النَّبيَّ  يَتَقَاضَاهُ فَأغْلَظَ لَهُ ، فَهَمَّ بِهِ أصْحَابُهُ ، فَقَالَ رسولُ الله  : (( دَعُوهُ ، فَإنَّ لِصَاحِبِ الحَقِّ مَقَالاً )) ثُمَّ قَالَ : (( أعْطُوهُ سِنّاً مِثْلَ سِنِّهِ )) قالوا : يَا رسولَ اللهِ ، لا نَجِدُ إِلاَّ أمْثَلَ مِنْ سِنِّهِ ، قَالَ : (( أعْطُوهُ ، فإنَّ خَيْرَكُمْ أحْسَنُكُمْ قَضَاءً )) متفقٌ عَلَيْهِ .

1368- وعن جابر  : أنَّ رسول الله  قَالَ : (( رَحِمَ اللهُ رَجُلاً سَمْحاً إِذَا بَاعَ ، وَإِذَا اشْتَرَى ، وَإِذَا اقْتَضَى )) رواه البخاري .
1369- وعن أَبي قتادة  قَالَ : سَمِعْتُ رسولَ الله  يقول : (( مَنْ سَرَّهُ أنْ يُنَجِّيَهُ اللهُ مِنْ كُرَبِ يَوْمِ القِيَامَةِ، فَلْيُنَفِّسْ عَنْ مُعْسِرٍ أَوْ يَضَعْ عَنْهُ )) رواه مسلم.
1370- وعن أَبي هريرة  : أنَّ رسولَ اللهِ  قَالَ : (( كَانَ رَجُلٌ يُدَايِنُ النَّاسَ، وَكَانَ يَقُولُ لِفَتَاهُ: إِذَا أَتَيْتَ مُعْسِراً فَتَجَاوَزْ عَنْهُ ، لَعَلَّ اللهَ أنْ يَتَجَاوَزَ عَنَّا ، فَلَقِيَ اللهَ فَتَجَاوَزَ عَنْهُ )) متفقٌ عَلَيْهِ .
1371- وعن أَبي مسعود البدريِّ  قَالَ : قَالَ رسول الله  : (( حُوسِبَ رَجُلٌ مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ ، فَلَمْ يُوجَدْ لَهُ مِنَ الخَيْرِ شَيْءٌ ، إِلاَّ أنَّهُ كَانَ يُخَالِطُ النَّاسَ وَكَانَ مُوسِراً ، وَكَانَ يَأمُرُ غِلْمَانَهُ أنْ يَتَجَاوَزُوا عَن المُعْسِر . قَالَ اللهُ  : نَحْنُ أَحَقُّ بذلِكَ مِنْهُ ؛ تَجَاوَزُوا عَنْهُ )) رواه مسلم .
1372- وعن حذيفة  قَالَ : أُتَي اللهُ تَعَالَى بِعَبْدٍ مِنْ عِبَادِهِ آتَاهُ اللهُ مَالاً ، فَقَالَ لَهُ : مَاذَا عَمِلْتَ في الدُّنْيَا ؟ قَالَ : (( وَلاَ يَكْتُمُونَ اللهَ حَدِيثاً )) قَالَ : يَا رَبِّ آتَيْتَنِي مَالَكَ ، فَكُنْتُ أُبَايعُ النَّاسَ ، وَكَانَ مِنْ خُلُقِي الجَوَازُ ، فَكُنْتُ أَتَيَسَّرُ عَلَى المُوسِرِ، وَأُنْظِرُ المُعْسِرَ . فَقَالَ الله تَعَالَى : (( أنَا أَحَقُّ بِذا مِنْكَ تَجَاوَزُوا عَنْ عَبْدِي )) فَقَالَ عُقْبَةُ بن عامِر ، وأبو مسعودٍ الأنصاريُّ رضي الله عنهما : هكَذا سَمِعْنَاهُ مِنْ فيِّ رسولِ الله  . رواه مسلم .

1373- وعن أَبي هريرة  قَالَ: قَالَ رسول الله  : (( مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِراً ، أَوْ وَضَعَ لَهُ ، أظَلَّهُ اللهُ يَومَ القِيَامَةِ تَحْتَ ظِلِّ عَرْشِهِ يَومَ لا ظِلَّ إِلاَّ ظِلُّهُ )) رواه الترمذي ، وقال : (( حديث حسن صحيح )) .
1374- وعن جابر  : أنَّ النبيَّ  ، اشْتَرَى مِنْهُ بَعِيراً، فَوَزَنَ لَهُ فَأرْجَحَ . متفقٌ عَلَيْهِ .
1375- وعن أَبي صَفْوَان سُويْدِ بنِ قيسٍ  قَالَ : جَلَبْتُ أنَا وَمَخْرَمَةُ العَبْدِيُّ بَزّاً( ) مِنْ هَجَرَ ، فَجَاءنا النبيُّ  ، فَسَاوَمَنَا بسَرَاوِيلَ ، وَعِنْدِي وَزَّانٌ يَزِنُ بِالأجْرِ ، فَقَالَ النَّبيُّ  لِلْوَزَّانِ : (( زِنْ وَأرْجِحْ )) رواه أَبُو داود ، والترمذي وقال : (( حديث حسن صحيح )) .

عن الكاتب

A. Fatih Syuhud

التعليقات


جميع الحقوق محفوظة

الكتب الإسلامية