الكتب الإسلامية

مجموعة الكتب والمقالات الإسلاية والفقه علي المذاهب الأربعة

recent

آخر الأخبار

recent
جاري التحميل ...

باب فضل الصلوات دليل من الأحاديث

باب فضل الصلوات دليل من الأحاديث

باب فضل الصلوات دليل من الأحاديث
رياض الصالحين من كلام سيد المرسلين للإمام النووي

محتويات

187- باب فضل الصلوات

قَالَ الله تَعَالَى :  إنَّ الصَّلاَةَ تَنْهَى عَنِ الفَحْشَاءِ وَالمُنْكَرِ  [ العنكبوت : 45 ] .
1042- وعن أَبي هريرة  ، قَالَ : سَمِعْتُ رسولَ الله  ، يقول :
(( أرَأيْتُمْ لَوْ أنَّ نَهْرَاً بِبَابِ أَحَدِكُمْ يَغْتَسِلُ مِنْهُ كُلَّ يَوْمٍ خَمْسَ مَرَّاتٍ ، هَلْ يَبْقَى مِنْ دَرنهِ( ) شَيْءٌ ؟ )) قالوا : لا يَبْقَى مِنْ دَرنهِ شَيْءٌ ، قَالَ : (( فَذلِكَ مَثَلُ الصَّلَوَاتِ الخَمْسِ يَمْحُو اللهُ بِهِنَّ الخَطَايَا )) متفقٌ عَلَيْهِ .
1043- وعن جابرٍ  ، قَالَ : قَالَ رسول الله  : (( مَثَلُ الصَّلَواتِ الخَمْسِ كَمَثَلِ نَهْرٍ جَارٍ غَمْرٍ عَلَى بَابِ أحَدِكُمْ يَغْتَسِلُ مِنْهُ كُلَّ يَومٍ خَمْسَ مَرَّاتٍ )) رواه مسلم .
(( الغَمْرُ )) بفتح الغين المعجمة : الكثير .

1044- وعن ابن مسعود  : أنَّ رَجُلاً أصَابَ مِن امْرَأَةٍ قُبْلَةً ، فَأتَى النبيَّ  فَأخْبَرَهُ فَأنْزَلَ اللهُ تَعَالَى :  أَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ ، إنَّ الحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ  [ هود : 114 ] فَقَالَ الرَّجُلُ أَلِيَ هَذَا ؟ قَالَ : (( لِجَمِيعِ أُمَّتِي كُلِّهِمْ )) متفقٌ عَلَيْهِ .
1045- وعن أَبي هريرة  : أنَّ رسول الله  ، قَالَ : (( الصَّلَوَاتُ الخَمْسُ ، وَالجُمُعَةُ إِلَى الجُمُعَةِ ، كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُنَّ ، مَا لَمْ تُغشَ الكَبَائِرُ )) رواه مسلم .
1046- وعن عثمان بن عفان  ، قَالَ : سَمِعْتُ رسول الله  ، يقول : (( مَا مِنْ امْرِئٍ مُسْلِمٍ تَحْضُرُهُ صَلاَةٌ مَكْتُوبَةٌ فَيُحْسِنُ وُضُوءها ؛ وَخُشُوعَهَا، وَرُكُوعَهَا ، إِلاَّ كَانَتْ كَفَّارَةً لِمَا قَبْلَهَا مِنَ الذُّنُوب مَا لَمْ تُؤتَ كَبِيرةٌ ، وَذلِكَ الدَّهْرَ كُلَّهُ )) رواه مسلم .

188- باب فضل صلاة الصبح والعصر

1047- عن أَبي موسى  : أنَّ رسول الله  ، قَالَ : (( مَنْ صَلَّى البَرْدَيْنِ دَخَلَ الجَنَّةَ )) متفقٌ عَلَيْهِ .
(( البَرْدَانِ )) : الصُّبْحُ والعَصْرُ .
1048- وعن أَبي زهير عُمارة بن رُؤَيْبَةَ  ، قَالَ: سَمِعْتُ رسولَ الله  ، يقول : (( لَنْ يَلِجَ النَّارَ أحَدٌ صَلَّى قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا )) يعني : الفَجْرَ والعَصْرَ . رواه مسلم .
1049- وعن جُنْدُبِ بن سفيان  ، قَالَ : قَالَ رسول الله  : (( مَنْ صَلَّى الصُّبْحَ فَهُوَ في ذِمَّةِ اللهِ ، فَانْظُرْ يَا ابْنَ آدَمَ ، لاَ يَطْلُبَنَّكَ اللهُ مِنْ ذِمَّتِهِ بِشَيءٍ )) رواه مسلم .
1050- وعن أَبي هريرة  ، قَالَ : قَالَ رسول الله  : (( يَتَعَاقَبُونَ فِيكُمْ مَلاَئِكَةٌ بِاللَّيْلِ ، وَمَلاَئِكَةٌ بِالنَّهَارِ ، وَيجْتَمِعُونَ في صَلاَةِ الصُّبْحِ وَصَلاَةِ العَصْرِ ، ثُمَّ يَعْرُجُ الَّذِينَ بَاتُوا فِيكُمْ ، فَيَسْأَلُهُمُ اللهُ - وَهُوَ أعْلَمُ بِهِمْ - كَيْفَ تَرَكْتُمْ عِبَادي ؟ فَيقُولُونَ : تَرَكْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ ، وَأتَيْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ )) متفقٌ عَلَيْهِ .
1051- وعن جرير بن عبد الله البَجَليِّ  ، قَالَ : كُنَّا عِنْدَ النبيِّ  فَنَظَرَ إِلَى القَمَرِ لَيْلَةَ البَدْرِ ، فَقَالَ : (( إنَّكُمْ سَتَرَونَ رَبَّكُمْ كَمَا تَرَوْنَ هَذَا القَمَرَ ، لاَ تُضَامُونَ في رُؤْيَتهِ ، فَإنِ اسْتَطَعْتُمْ أنْ لاَ تُغْلَبُوا عَلَى صَلاَةٍ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا ، فَافْعَلُوا )) متفقٌ عَلَيْهِ .
وفي رواية : (( فَنَظَرَ إِلَى القَمَرِ لَيْلَةَ أرْبَعَ عَشْرَةَ )) .
1052- وعن بُرَيْدَة  ، قَالَ : قَالَ رسول الله  : (( مَنْ تَرَكَ صَلاَةَ العَصْرِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ )) رواه البخاري .

189 - باب فضل المشي إلى المساجد

1053 - عن أبي هريرة  : أنَّ النبيَّ  ، قَالَ : (( مَنْ غَدَا إلى المَسْجِدِ أَوْ رَاحَ ، أعَدَّ اللَّهُ لَهُ فِي الجَنَّةِ نُزُلاً كُلَّمَا غَدَا أوْ رَاحَ )) متفقٌ عَلَيْهِ .
1054- وعنه : أنَّ النبيَّ  ، قَالَ : (( مَنْ تَطَهَّرَ في بَيْتِهِ ، ثُمَّ مَضَى إلى بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ ، لِيَقْضِي فَرِيضَةً مِنْ فَرَائِضِ اللَّهِ ، كَانَتْ خُطُواتُهُ ، إحْدَاهَا تَحُطُّ خَطِيئَةً ، وَالأُخْرَى تَرْفَعُ دَرَجَةً )) رواه مسلم .

1055 - وعن أُبيّ بن كعبٍ  ، قَالَ : كَانَ رَجُلٌ مِنَ الأنْصَارِ لاَ أَعْلمُ أَحَداً أبْعَدَ مِنَ المَسْجِدِ مِنْهُ ، وَكَانَتْ لا تُخْطِئُهُ صَلاَةٌ ، فَقيلَ لَهُ : لَوْ اشْتَرَيْتَ حِمَاراً لِتَرْكَبَهُ في الظَّلْمَاءِ وَفِي الرَّمْضَاءِ( ) ، قَالَ : مَا يَسُرُّنِي أنَّ مَنْزِلِي إلى جَنْبِ المَسْجِدِ ، إنِّي أُرِيدُ أنْ يُكْتَبَ لِي مَمْشَايَ إلى المَسْجِدِ ، وَرُجُوعِي إذَا رَجَعْتُ إلى أهْلِي . فَقَالَ رَسُولُ اللهِ  : (( قَدْ جَمَعَ اللَّهُ لكَ ذَلِكَ كُلَّه )) رواه مُسلِم .
1056 - وعن جابر  ، قَالَ : خَلَت البِقاعُ حولَ المَسْجِدِ ، فَأَرَادَ بَنُو سَلمَةَ أنْ يَنْتَقِلُوا قُرْبَ المَسْجِدِ ، فَبَلَغَ ذَلِكَ النبي  ، فَقَالَ لَهُمْ : (( بَلَغَنِي أنَّكُم تُريدُونَ أنْ تَنْتَقِلُوا قُرْبَ المَسْجِدِ ؟ )) قالوا : نعم ، يا رَسُول اللَّهِ ، قَدْ أرَدْنَا ذَلِكَ . فَقَالَ : (( بَنِي سَلِمَةَ دِيَارَكُم تُكْتَبْ آثارُكُمْ ، دِيَارَكُمْ تُكْتَبْ آثارُكُمْ( ) )) فقالوا : مَا يَسُرُّنَا أنَّا كُنَّا تَحَوَّلْنَا . رواه مسلم ، وروى البخاري معناه من رواية أنس .
1057 - وعن أبي موسى  ، قَالَ : قال رَسُول اللَّهِ  : (( إنَّ أَعْظَمَ النَّاسِ أجْراً في الصَّلاةِ أبْعَدُهُمْ إلَيْهَا مَمْشىً ، فَأَبْعَدُهُمْ ، وَالَّذِي يَنْتَظِرُ الصَّلاَةَ حَتَّى يُصَلِّيَهَا مَعَ الإمَامِ أعظَمُ أجْراً مِنَ الَّذِي يُصَلِّيهَا ثُمَّ يَنَامُ )) متفقٌ عَلَيْهِ .
1058- وعن بُريدَة  ، عن النبيِّ  ، قَالَ : (( بَشِّرُوا المَشَّائِينَ في الظُّلَمِ إلى المَسَاجِدِ بِالنُّورِ التَّامِّ يَوْمَ القِيَامَةِ )) رواه أبُو دَاوُدَ وَالتِّرمِذِيُّ .

1059 - وعن أبي هريرة  : أنَّ رَسُول الله  ، قَالَ : (( ألا أدُلُّكُمْ عَلَى مَا يَمْحُو اللهُ بِهِ الخَطَايَا ، وَيَرْفَعُ بِهِ الدَّرَجَاتِ ؟ )) قَالُوا : بَلَى يا رَسُول اللهِ ؟ قَالَ : (( إسْبَاغُ الوُضُوءِ عَلَى المَكَارِهِ ، وَكَثْرَةُ الخُطَا إلَى المَسَاجِدِ ، وَانْتِظَارُ الصَّلاَةِ بَعْدَ الصَّلاَةِ ، فَذَلِكُمُ الرِّبَاطُ ، فذَلِكُمُ الرِّبَاطُ )) رواه مسلِم .
1060 - وعن أبي سعيد الخدري  ، عن النبيِّ  ، قَالَ : (( إذا رَأَيْتُمُ الرَّجُلَ يَعْتَادُ المَسَاجِدَ فَاشْهَدُوا لَهُ بالإيمَانِ ، قال اللهُ  :  إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللهِ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ  الآية )) رواه الترمذي، وقال: (( حديث حسن )).

190 - باب فضل انتظار الصلاة

1061 - وعن أبي هريرة  : أنَّ رَسُول اللهِ  ، قَالَ : (( لا يَزَالُ أحَدُكُمْ في صَلاَةٍ مَا دَامَتِ الصَّلاَةُ تَحْبِسُهُ ، لا يَمنَعُهُ أنْ يَنقَلِبَ إلى أهلِهِ إلاَّ الصَّلاةُ )) متفقٌ عَلَيْهِ .
1062 - وعنه  : أنَّ رَسُول اللهِ  ، قَالَ : (( الْمَلائِكَةُ تُصَلِّي عَلَى أَحَدِكُمْ مَا دَامَ فِي مُصَلاَّهُ الَّذِي صَلَّى فِيهِ، مَا لَمْ يُحْدِثْ، تَقُولُ : اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ ، اللَّهُمَّ ارْحَمْهُ )) رواه البُخَارِيُّ .
1063 - وعن أنس  : أنَّ رَسُولَ اللهِ  أَخَّرَ لَيْلَةً صَلاَةَ العِشَاءِ إِلَى شَطْرِ اللَّيْلِ ثُمَّ أقْبَلَ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ بَعْدَمَا صَلَّى ، فَقَالَ : (( صَلَّى النَّاسُ وَرَقَدُوا ، وَلَمْ تَزَالُوا في صَلاَةٍ مُنْذُ انْتَظَرْتُمُوهَا )) رواه البُخَارِيُّ .

191 - باب فضل صلاة الجماعة

1064 - عن ابن عمر رضي الله عنهما : أنَّ رَسُول اللهِ  ، قَالَ : (( صَلاَةُ الْجَمَاعَة أفْضَلُ مِنْ صَلاَةِ الْفَذِّ بِسَبْعٍ وَعِشْرِينَ دَرَجَةً )) متفقٌ عَلَيْهِ .
1065 - وعن أبي هريرة  ، قَالَ : قال رَسُولُ اللهِ  : (( صَلاةُ الرَّجُلِ في جَمَاعةٍ تُضَعَّفُ عَلَى صَلاتِهِ فِي بَيْتهِ وفي سُوقِهِ خَمْساً وَعِشْرِينَ ضِعْفَاً ، وَذلِكَ أَنَّهُ إذَا تَوَضَّأ فَأحْسَنَ الوُضُوءَ ، ثُمَّ خَرَجَ إلى المَسْجِدِ ، لا يُخرِجُهُ إلاَّ الصَّلاةُ ، لَمْ يَخْطُ خَطْوَةً إلاَّ رُفِعَتْ لَهُ بِهَا دَرَجَةٌ ، وَحُطَّتْ عَنهُ بِهَا خَطِيئَةٌ ، فَإذَا صَلَّى لَمْ تَزَلِ المَلائِكَةُ تُصَلِّي عَلَيْهِ مَا دَامَ في مُصَلاَّهُ ، مَا لَمْ يُحْدِث ، تقولُ : اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَيهِ ، اللَّهُمَّ ارْحَمْهُ ، وَلاَ يَزَالُ في صَلاةٍ مَا انْتَظَرَ الصَّلاَةَ )) متفقٌ عَلَيهِ ، وهذا لفظ البخاري .
1066 – وعنه ، قَالَ : أَتَى النبيَّ  رَجُلٌ أعْمَى ، فقَالَ : يا رَسُولَ اللهِ ، لَيسَ لِي قَائِدٌ يَقُودُنِي إلى الْمَسْجِدِ ، فَسَأَلَ رَسُولَ اللهِ  أنْ يُرَخِّصَ لَهُ فَيُصَلِّي فِي بَيْتِهِ ، فَرَخَّصَ لَهُ ، فَلَّمَا وَلَّى دَعَاهُ ، فَقَالَ لَهُ : (( هَلْ تَسْمَعُ النِّدَاءَ بِالصَّلاَةِ ؟ )) قَالَ : نَعَمْ . قَالَ : (( فَأجِبْ )) رواه مُسلِم .

1067 - وعن عبدِ الله – وقيل : عَمْرو بن قَيسٍ - المعروف بابن أُمّ مكتوم المؤذن  أنَّه قَالَ: يا رَسُول اللهِ ، إنَّ المَدينَةَ كَثيرةُ الهَوَامِّ وَالسِّبَاعِ . فَقَالَ رَسُول اللهِ  : (( تَسْمَعُ حَيَّ عَلَى الصَّلاةِ حَيَّ عَلَى الفَلاحِ ، فَحَيَّهلاً )) رَوَاهُ أبُو دَاوُدَ بإسناد حسن .
ومعنى (( حَيَّهَلاً( ) )) : تعال .
1068 - وعن أبي هريرة  : أنَّ رَسُول اللهِ  ، قَالَ : (( وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، لَقَدْ هَمَمْتُ أنْ آمُرَ بحَطَبٍ فَيُحْتَطَبَ ، ثُمَّ آمُرَ بِالصَّلاَةِ فَيُؤذَّنَ لهَا ، ثُمَّ آمُرَ رَجُلاً فَيَؤُمَّ النَّاسَ ، ثُمَّ أُخَالِفَ إلى رِجَالٍ فَأُحَرِّقَ عَلَيْهِمْ بُيُوتَهمْ )) متفقٌ عَلَيهِ .
1069 - وعن ابن مسعود  ، قَالَ : مَنْ سَرَّهُ أنْ يَلْقَى اللهَ تَعَالَى غداً مُسْلِماً ، فَلْيُحَافِظْ عَلَى هؤُلاَءِ الصَّلَوَاتِ حَيْثُ يُنَادَى بِهِنَّ ، فَإنَّ اللهَ شَرَعَ لِنَبِيِّكم  سُنَنَ الهُدَى ، وَإنَّهُنَّ مِنْ سُنَنِ الهُدَى ، وَلَوْ أنَّكُمْ صَلَّيْتُمْ في بُيُوتِكم كَمَا يُصَلِّي هذا المُتَخَلِّفُ فِي بَيْتِهِ لَتَرَكْتُمْ سُنَّةَ نَبِيِّكُمْ ، وَلَوْ تَرَكْتُمْ سُنَّة نَبِيِّكُم لَضَلَلْتُمْ ، وَلَقَدْ رَأيْتُنَا وَمَا يَتَخَلَّفُ عَنْهَا إلاَّ مُنَافِقٌ مَعْلُومُ النِّفَاقِ ، وَلَقَدْ كَانَ الرَّجُلُ يُؤتَى بهِ ، يُهَادَى( ) بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ حَتَّى يُقَامَ في الصَّفِّ . رَوَاهُ مُسلِم .
وفي رواية لَهُ قَالَ : إنّ رَسُول اللهِ  عَلَّمَنَا سُنَنَ الهُدَى ؛ وإنَّ مِنْ سُنَنِ الهُدَى الصَّلاَةَ في المَسْجِدِ الَّذِي يُؤَذَّنُ فِيهِ .
1070 - وعن أبي الدرداء  ، قال : سمعت رَسُول اللهِ  ، يقول : (( مَا مِنْ ثَلاثَةٍ فِي قَرْيةٍ ، وَلاَ بَدْوٍ ، لا تُقَامُ فِيهِمُ الصَّلاَةُ إلاَّ قَد اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِم الشَّيْطَانُ . فَعَلَيْكُمْ بِالجَمَاعَةِ ، فَإنَّمَا يَأْكُلُ الذِّئْبُ مِنَ الغَنَمِ القَاصِيَة( ) )) رَوَاهُ أبُو دَاوُدَ بإسناد حسن .

192 - باب الحث عَلَى حضور الجماعة في الصبح والعشاء

1071 - عن عثمان بن عفان  ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُول اللهِ  ، يقول : (( مَنْ صَلَّى العِشَاءَ فِي جَمَاعَةٍ ، فَكَأنَّمَا قَامَ نِصْفَ اللَّيْلِ ، وَمَنْ صَلَّى الصُّبْحَ في جَمَاعَةٍ ، فَكَأنَّمَا صَلَّى اللَّيْلَ كُلَّهُ )) رواه مُسلِم .
وفي رواية الترمذي عن عثمان بن عفان  ، قَالَ : قال رَسُول اللهِ  :
(( مَنْ شَهِدَ العِشَاءَ فِي جَمَاعَةٍ كَانَ لَهُ قِيَامُ نِصْفَ لَيلَةٍ ، وَمَنْ صَلَّى العِشَاءَ وَالفَجْرَ فِي جَمَاعَةٍ ، كَانَ لَهُ كَقِيَامِ لَيْلَةٍ )) قَالَ الترمذي : (( حديث حسن صحيح )) .
1072 - وعن أبي هريرة  : أنَّ رَسُول اللهِ  ، قَالَ : (( وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا في العَتَمَةِ وَالصُّبْحِ لأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْوَاً )) متفقٌ عَلَيهِ . وقد سبق بِطولِهِ .
1073 – وعنه ، قَالَ : قال رَسُول اللهِ  : (( لَيْسَ صَلاَةٌ أثْقَلَ عَلَى المُنَافِقِينَ مِنْ صَلاَةِ الفَجْرِ وَالعِشَاءِ ، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِيهِمَا لأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْواً )) متفقٌ عَلَيهِ .

193 - باب الأمر بالمحافظة عَلَى الصلوات المكتوبات
والنهي الأكيد والوعيد الشديد في تركهنّ

قال الله تَعَالَى :  حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاَةِ الْوُسْطَى  [البقرة : 238 ] ، وقال تعالى :  فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ  [ التوبة : 5 ] .
1074 - وعن ابن مسعود  ، قال : سألت رَسُول اللهِ  أيُّ الأعْمَالِ أفْضَلُ ؟ قَالَ : (( الصَّلاَةُ عَلَى وَقْتِهَا )) قلتُ : ثُمَّ أيٌّ ؟ قَالَ : (( بِرُّ الوَالِدَيْنِ )) قلتُ : ثُمَّ أيٌّ ؟ قَالَ : (( الجِهَادُ في سَبِيلِ اللهِ )) متفقٌ عَلَيهِ .
1075 – وعن ابن عمر رضي الله عنهما ، قَالَ : قال رَسُول اللهِ  : (( بُنِيَ الإسْلامُ عَلَى خَمْسٍ : شَهَادَةِ أنْ لاَ إلهَ إلاَّ اللهُ ، وَأنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللهِ ، وَإِقَامِ الصَّلاَةِ ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ ، وَحَجِّ البَيْتِ ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ )) متفقٌ عَلَيهِ .
1076- وعنه ، قَالَ : قال رَسُول اللهِ  : (( أُمِرْتُ أنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أنْ لاَ إلهَ إلاَّ اللهُ ، وأنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللهِ ، وَيُقِيمُوا الصَّلاَةَ ، وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ ، فَإذَا فَعَلُوا ذَلِكَ ، عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ ، إلاَّ بِحَقِّ الإسْلاَمِ ، وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللهِ )) متفقٌ عَلَيهِ .

1077 - وعن معاذٍ  ، قَالَ : بَعثنِي رَسُولُ اللهِ  إلى اليَمَنِ ، فَقَالَ :
(( إنَّكَ تَأْتِي قَوْماً مِنْ أَهْل الكِتَابِ ، فَادْعُهُمْ إلى شَهَادَةِ أنْ لاَ إلهَ إلاَّ اللهُ ، وأنِّي رَسُولُ اللهِ ، فَإنْ هُمْ أطاعُوا لِذلِكَ ، فَأعْلِمْهُمْ أنَّ اللهَ تَعَالَى افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسَ صلَوَاتٍ فِي كُلِّ يَومٍ وَلَيلَةٍ ، فَإنْ هُمْ أطَاعُوا لِذَلِكَ ، فَأعْلِمْهُمْ أنَّ اللهَ تَعَالَى افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ صَدَقَةً تُؤخَذُ مِنْ أغْنِيَائِهِمْ فَتُرَدُّ عَلَى فُقَرَائِهِمْ ، فَإنْ هُمْ أطَاعُوا لِذلِكَ ، فَإيَّاكَ وَكَرَائِمَ أمْوَالهِمْ ، واتَّقِ دَعْوَةَ المَظْلُومِ ، فَإنَّهُ لَيْسَ بَينَهَا وبَيْنَ اللهِ حِجَابٌ )) متفقٌ عَلَيهِ .
1078 - وعن جابرٍ  ، قال : سمعت رَسُول اللهِ  ، يقول : (( إنَّ بَيْنَ الرَّجُلِ وَبَيْنَ الشِّرْكِ والكفر ، تَرْكَ الصَّلاَةِ )) رواه مُسلِم .
1079 - وعن بُرَيْدَة  ، عن النبيِّ  ، قَالَ : (( العَهْدُ الَّذِي بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ الصَّلاَةُ ، فَمَنْ تَرَكَهَا فَقَدْ كَفَرَ )) رواه التِّرمِذِيُّ ، وَقَالَ : (( حَدِيثٌ حَسَنٌ صحيح )) .

1080 - وعن شقِيق( ) بن عبدِ الله التَّابِعيِّ المتفق عَلَى جَلاَلَتِهِ رَحِمهُ اللهُ ، قَالَ : كَانَ أصْحَابُ محَمَّدٍ  لا يَرَوْنَ شَيْئاً مِنَ الأعْمَالِ تَرْكُهُ كُفْرٌ غَيْرَ الصَّلاَةِ . رَوَاهُ التِّرمِذِيُّ في كِتابِ الإيمان بإسنادٍ صحيحٍ .
1081 - وعن أبي هريرة  ، قَالَ : قال رَسُول اللهِ  : (( إنَّ أوَّلَ مَا يُحَاسَبُ بِهِ العَبْدُ يَوْمَ القِيَامَةِ مِنْ عَمَلِهِ صَلاَتُهُ ، فَإنْ صَلَحَتْ ، فَقَدْ أفْلَحَ وأَنْجَحَ ، وَإنْ فَسَدَتْ ، فَقَدْ خَابَ وَخَسِرَ ، فَإنْ انْتَقَصَ مِنْ فَرِيضَتِهِ شَيْءٌ ، قَالَ الرَّبُ  : انْظُرُوا هَلْ لِعَبدي من تطوّعٍ ، فَيُكَمَّلُ مِنْهَا مَا انْتَقَصَ مِنَ الفَرِيضَةِ ؟ ثُمَّ تَكُونُ سَائِرُ أعْمَالِهِ عَلَى هَذَا )) رواه التِّرمِذِيُّ ، وَقَالَ : (( حَدِيثٌ حَسَنٌ )) .

194 - باب فضل الصف الأول
والأمر بإتمام الصفوف الأُوَل وتسويتها والتراصّ فِيهَا

1082 - عن جابر بن سَمُرَة رضي الله عنهما ، قَالَ : خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُول اللهِ  ، فَقَالَ: (( ألاَ تَصُفُّونَ كَمَا تَصُفُّ المَلائِكَةُ عِندَ رَبِّهَا ؟ )) فَقُلنَا : يَا رَسُول اللهِ ، وَكَيفَ تُصَفُّ المَلائِكَةُ عِندَ رَبِّهَا ؟ قَالَ : (( يُتِمُّونَ الصُّفُوفَ الأُوَلَ ، وَيَتَرَاصُّونَ في الصَّفِّ )) رواه مُسلِم .
1083- وعن أبي هريرة  : أنَّ رَسُولَ اللهِ  ، قَالَ : (( لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا فِي النِّدَاءِ وَالصَّفِّ الأَوَّلِ ، ثُمَّ لَمْ يَجِدُوا إلاَّ أنْ يَسْتَهِمُوا( ) عَلَيْهِ لاسْتَهَمُوا )) متفقٌ عَلَيهِ .
1084- وعنه ، قَالَ : قال رَسُول اللهِ  : (( خيْرُ صُفُوفِ الرِّجَالِ أوَّلُهَا ، وَشَرُّهَا آخِرُهَا ، وَخَيْرُ صُفُوفِ النِّسَاءِ آخِرُهَا ، وَشَرُّهَا أوَّلُهَا )) رواه مُسلِم .
1085- وعن أبي سعيد الخدرِيِّ  : أنَّ رَسُول اللهِ  رأى في أصْحَابِهِ تَأَخُّراً ، فَقَالَ لَهُمْ : (( تَقَدَّمُوا فَأتَمُّوا بِي ، وَلْيَأتَمَّ بِكُمْ مَنْ بَعْدَكُمْ ، لاَ يَزَالُ قَوْمٌ يَتَأَخَّرُونَ حَتَّى يُؤَخِّرَهُمُ الله )) رواه مُسلِم .

1086- وعن أبي مسعود  ، قال : كَانَ رَسُول اللهِ  ، يَمْسَحُ مَنَاكِبَنَا في الصَّلاَةِ ، وَيَقُولُ : (( اسْتَووا ولاَ تَخْتَلِفُوا فَتَخْتَلِفَ قُلُوبُكُمْ ، لِيَلِيَنِي مِنْكُمْ أُولُو الأحْلاَمِ وَالنُّهَى( ) ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ )) رَوَاهُ مُسلِم .
1087- وعن أنس  ، قَالَ : قال رَسُولُ اللهِ  : (( سَوُّوا صُفُوفَكُمْ ؛ فَإنَّ تَسْوِيَةَ الصَّفِّ مِنْ تَمَامِ الصَّلاَةِ )) متفقٌ عَلَيهِ .
وفي رواية للبخاري : (( فَإنَّ تَسْوِيَةَ الصُّفُوفِ مِنْ إقَامَةِ الصَّلاَةِ )) .
1088- وعنه ، قَالَ : أُقِيمَتِ الصَّلاَةُ فَأقْبَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ  بِوَجْهِهِ ، فَقَالَ : (( أقِيمُوا صُفُوفَكُمْ وَتَرَاصُّوا ؛ فَإنِّي أرَاكُمْ مِنْ وَرَاءِ ظَهْرِي )) رواه البُخَارِيُّ بلفظه ، ومسلم بمعناه .
وفي رواية للبخاري: وَكَانَ أَحَدُنَا يُلْزِقُ مَنْكِبَهُ بِمَنْكِبِ صَاحِبِهِ وَقَدَمَهُ بِقَدَمِهِ.
1089- وعن النعمان بن بشير رضي الله عنهما ، قَالَ : سمعت رَسُول اللهِ  ، يقول : (( لَتُسَوُّنَّ صُفُوفَكُمْ ، أوْ لَيُخَالِفَنَّ اللَّهُ بَيْنَ وُجُوهِكُمْ )) متفقٌ عَلَيهِ .
وفي رواية لمسلم : أنَّ رَسُول اللهِ  كَانَ يُسَوِّي صُفُوفَنَا ، حَتَّى كَأنَّمَا يُسَوِّي بِهَا القِدَاحَ( ) حَتَّى رَأى أنَّا قَدْ عَقَلْنَا عَنْهُ ، ثُمَّ خَرَجَ يَوماً فَقَامَ حَتَّى كَادَ يُكَبِّرُ ، فَرَأى رَجُلاً بَادِياً صَدْرُهُ مِنَ الصَّفِّ ، فَقَالَ : (( عِبَادَ اللهِ ، لتُسَوُّنَّ صُفُوفَكُمْ ، أو لَيُخَالِفَنَّ اللهُ بَيْنَ وُجُوهِكُمْ )) .

1090- وعن البراءِ بن عازِبٍ رضي الله عنهما ، قَالَ : كَانَ رَسُول اللهِ  يَتَخَلَّلُ الصَّفَّ مِنْ نَاحِيَةٍ إلى نَاحِيَةٍ ، يَمْسَحُ صُدُورَنَا وَمَنَاكِبَنَا ، وَيَقُولُ : (( لا تَخْتَلِفُوا فَتَخْتَلِفَ قُلُوبُكُمْ )) وكانَ يَقُولُ : (( إنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الصُّفُوفِ الأُوَلِ )) رواه أبُو دَاوُدَ بإسناد حسن .
1091- وعن ابن عمر رَضِيَ اللهُ عَنهُما : أنَّ رَسُولَ اللهِ  ، قَالَ : (( أقيمُوا الصُّفُوفَ ، وَحَاذُوا بَيْنَ المَنَاكِبِ ، وَسُدُّوا الخَلَلَ ، وَلِينوا بِأيْدِي إخْوانِكُمْ ، ولاَ تَذَرُوا فُرُجَاتٍ للشَّيْطَانِ ، وَمَنْ وَصَلَ صَفّاً وَصَلَهُ اللهُ ، وَمَنْ قَطَعَ صَفّاً قَطَعَهُ اللهُ )) رواه أبُو دَاوُدَ بإسناد صحيح .
1092- وعن أنس  : أنَّ رَسُولَ اللهِ  ، قَالَ : (( رُصُّوا صُفُوفَكُمْ ، وَقَارِبُوا بَيْنَهَا ، وَحَاذُوا بِالأعْنَاقِ( ) ؛ فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إنِّي لأَرَى الشَّيْطَانَ يَدْخُلُ مِنْ خَلَلِ الصَّفِّ ، كَأَنَّهَا الحَذَفُ )) حديث صحيح رَوَاهُ أبُو دَاوُدَ بإسنادٍ عَلَى شرط مسلم .
(( الحَذَفُ )) بحاء مهملةٍ وذالٍ معجمة مفتوحتين ثُمَّ فاء وهي : غَنَمٌ سُودٌ صِغَارٌ تَكُونُ بِاليَمَنِ .
1093- وعنه : أنَّ رَسُول اللهِ  ، قَالَ : (( أتِمُّوا الصَّفَّ المُقَدَّمَ ، ثُمَّ
الَّذِي يَلِيهِ ، فَمَا كَانَ مِنْ نَقْصٍ فَلْيَكُنْ في الصَّفِّ المُؤَخَّرِ )) رواه أبُو دَاوُدَ بإسناد حسن .
1094- وعن عائشة رَضِيَ اللهُ عَنها ، قالت : قال رَسُول اللهِ  : (( إنَّ اللهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى مَيَامِنِ الصُّفُوفِ )) رواه أبُو دَاوُدَ بإسنادٍ عَلَى شرط مسلم ، وفيه رجل مُخْتَلَفٌ في تَوثِيقِهِ .
1095- وعن البراء  ، قَالَ : كُنَّا إذَا صَلَّيْنَا خَلْفَ رَسُول اللهِ  أحْبَبْنَا أنْ نَكُونَ عَنْ يَمِينهِ ، يُقْبِلُ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ : (( رَبِّ قِني عَذَابَكَ يَوْمَ تَبْعَثُ - أو تَجْمَعُ - عِبَادَكَ )) رواه مُسلِمٌ .
1096- وعن أبي هريرة  ، قَالَ: قال رَسُول اللهِ  : (( وَسِّطُوا الإمَامَ ، وَسُدُّوا الخَلَلَ )) رواه أبُو دَاوُد .

195 - باب فضل السنن الراتبة مع الفرائض
وبيان أقلها وأكملها وما بينهما

1097- وعن أُمِّ المُؤْمِنِينَ أُمِّ حَبِيبَةَ رملة بِنْتِ أبي سُفْيَانَ رَضِيَ اللهُ عَنهما ، قالت : سمعت رَسُولَ اللهِ  ، يقول : (( مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يُصَلِّي للهِ تَعَالى كُلَّ يَوْمٍ ثِنْتَيْ عَشرَةَ رَكْعَةً تَطَوُّعاً غَيرَ الفَرِيضَةِ ، إلاَّ بَنَى الله لَهُ بَيْتاً في الجَنَّةِ ، أو إلاَّ بُنِيَ لَهُ بَيْتٌ فِي الجَنَّةِ )) رواه مُسلِمٌ .
1098- وعن ابن عمر رَضِيَ اللهُ عَنهُما ، قَالَ : صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ  ، رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الظُّهْرِ، وَرَكْعَتْينِ بَعْدَهَا، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الجُمُعَةِ ، وَرَكْعَتَينِ بَعدَ المَغْرِبِ ، وَرَكْعَتَينِ بَعدَ العِشَاءِ . متفقٌ عَلَيهِ .
1099- وعن عبد الله بن مُغَفَّلٍ  ، قَالَ : قال رَسُول اللهِ  : (( بَيْنَ كُلِّ أذَانَيْنِ صَلاَةٌ ، بَيْنَ كُلِّ أذَانَيْنِ صَلاَةٌ ، بَيْنَ كل أذانين صلاة )) قال في الثَّالِثةِ : (( لِمَنْ شَاءَ )) متفقٌ عَلَيهِ .
المُرَادُ بِالأَذَانيْنِ : الأذَانُ وَالإقَامَةُ .

196 - باب تأكيد ركعتي سنّةِ الصبح

1100- عن عائشة رَضِيَ اللهُ عَنها : أنَّ النَّبيَّ  كَانَ لا يَدَعُ أرْبَعاً قَبْلَ الظُّهْرِ ، وَرَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الغَدَاةِ . رَوَاهُ البُخَارِيُّ .
1101- وعنها ، قالت : لَمْ يَكُنِ النَّبِيُّ  عَلَى شَيْءٍ مِنَ النَّوَافِلِ أشَدَّ تَعَاهُدَاً مِنهُ عَلَى رَكْعَتَي الفَجْرِ . متفقٌ عَلَيهِ .
1102- وعنها ، عن النبيِّ  ، قَالَ : (( رَكْعَتَا الفَجْرِ خَيْرٌ مِنَ الدنْيَا وَمَا فِيهَا )) رواه مُسلِمٌ . وفي رواية : (( لَهُمَا أحَبُّ إليَّ مِنَ الدنْيَا جَمِيعاً )) .
1103- وعن أبي عبد الله بلالِ بن رَبَاح  ، مُؤَذِّن رَسُولِ اللهِ  : أنَّهُ أتَى رَسُول اللهِ  ، لِيُؤْذِنَه بِصَلاةِ الغَدَاةِ ، فَشَغَلَتْ عَائِشَةُ بِلالاً بِأَمْرٍ سَأَلَتْهُ عَنْهُ ، حَتَّى أصْبَحَ جِدّاً، فَقَامَ بِلالٌ فَآذَنَهُ بِالصَّلاَةِ، وَتَابَعَ أذَانَهُ ، فَلَمْ يَخْرُجْ رَسُولُ اللهِ  ، فَلَمَّا خَرَجَ صَلَّى بِالنَّاسِ ، فَأخْبَرَهُ أنَّ عَائِشَةَ شَغَلَتْهُ بِأمْرٍ سَأَلَتْهُ عَنْهُ حَتَّى أصْبَحَ جِدّاً ، وَأنَّهُ أبْطَأَ عَلَيْهِ بِالخُرُوجِ ، فَقَالَ - يَعْنِي النَّبيَّ  - : (( إنِّي كُنْتُ رَكَعْتُ رَكْعْتَي الفَجْرِ )) فقالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، إنَّكَ أصْبَحْتَ جِدّاً ؟ فقَالَ : (( لَوْ أصْبَحْتُ أكْثَرَ مِمَّا أصْبَحْتُ ، لَرَكَعْتُهُمَا ، وَأحْسَنْتُهُمَا وَأجْمَلْتُهُمَا )) رواه أبُو دَاوُدَ بإسناد حسن .

197 - باب تخفيف ركعتي الفجر
وبيان مَا يقرأ فيهما وبيان وقتهما

1104 - عن عائشة رَضِيَ اللهُ عَنها : أنَّ رسولَ الله  كَانَ يُصَلّي رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ بَيْنَ النِّدَاءِ وَالإقَامَةِ مِنْ صَلاَةِ الصُّبْحِ . متفقٌ عَلَيهِ .
وفي روايَةٍ لَهُمَا : يُصَلِّي رَكْعَتَي الفَجْرِ ، فَيُخَفِّفُهُمَا حَتَّى أقُولَ : هَلْ قَرَأَ فِيهما بِأُمِّ القُرْآنِ .
وفي رواية لمسلم : كَانَ يُصلِّي رَكْعَتَي الفَجْرِ إذَا سَمِعَ الأذَانَ وَيُخَفِّفُهُمَا .
وفي رواية : إذَا طَلَعَ الفَجْرُ .
1105- وعن حفصة رَضِيَ اللهُ عَنها : أنَّ رَسُولَ اللهِ  كَانَ إذَا أذَّنَ المُؤَذِّنُ لِلْصُّبْحِ وَبَدَا الصُّبْحُ ، صَلَّى رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ . متفقٌ عَلَيهِ .
وفي رواية لمسلم : كَانَ رَسُول اللهِ  ، إذَا طَلَعَ الفَجْرُ لا يُصَلِّي إلاَّ رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ .
1106- وعن ابن عمر رَضِيَ اللهُ عَنهُما ، قَالَ : كَانَ رسول الله  يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى ، وَيُوتِرُ بِرَكْعَةٍ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ ، وَيُصَلِّي الرَّكْعَتَيْنِ قَبْلَ صلاةِ الغَدَاةِ ، وَكَأنَّ الأَذَانَ بِأُذُنَيْهِ . متفقٌ عَلَيهِ .

1107- وعن ابن عباسٍ رضي الله عنهما : أنَّ رَسُولَ اللهِ  كَانَ يَقْرَأُ في رَكْعَتَي الفَجْرِ في الأُولَى مِنْهُمَا :  قُولُوا آمَنَّا بِاللهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا  الآية الَّتي في البقرة ، وفي الآخِرَةِ مِنْهُمَا :  آمَنَّا بِاللهِ وَاشْهَدْ بِأنَّا مُسْلِمُونَ  .
وفي رواية : وفي الآخِرَةِ الَّتي في آل عِمْران :  تَعَالَوْا إلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ  رواه مسلم .
1108- وعن أبي هريرة  : أنَّ رَسُولَ اللهِ  قرأ في رَكْعَتَي الفَجْرِ
:  قُلْ يَا أَيُّهَا الكَافِرُونَ  وَ قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ  رَوَاهُ مُسلِمٌ .
1109- وعن ابن عمر رضي الله عنهما ، قَالَ : رَمَقْتُ النَّبيَّ  ، شَهْراً فَكَانَ يَقْرَأُ في الرَّكْعَتَيْنِ قَبْلَ الفَجْرِ :  قُلْ يَا أيُّهَا الْكَافِرُونَ  وَ قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ  رَوَاهُ التِّرمِذِيُّ ، وَقَالَ : (( حَدِيثٌ حَسَنٌ )) .

198 - باب استحباب الاضطجاع بعد ركعتي الفجر
عَلَى جنبه الأيمن والحث عليه
سواءٌ كَانَ تَهَجَّدَ بِاللَّيْلِ أمْ لا

1110- عن عائشة رَضِيَ اللهُ عَنها ، قالت : كَانَ النبيُّ  إذَا صَلَّى ركعتي الفجر ، اضْطَجَعَ عَلَى شِقِّهِ الأَيْمَن . رَوَاهُ البُخَارِي .
1111- وعنها ، قالت : كَانَ النَّبيُّ  يُصَلِّي فِيمَا بَيْنَ أنْ يَفْرُغَ مِنْ صَلاَةِ العِشَاءِ إلَى الفَجْرِ إحْدَى عَشرَةَ رَكْعَةً ، يُسَلِّمُ بَيْنَ كُلِّ رَكْعَتَيْنِ ، وَيُوتِرُ بِوَاحِدَةٍ ، فَإذَا سَكَتَ المُؤَذِّنُ مِنْ صَلاَةِ الفَجْرِ ، وَتَبَيَّنَ لَهُ الفَجْرُ ، وَجَاءهُ المُؤَذِّنُ ، قَامَ فَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَينِ ، ثُمَّ اضْطَجَعَ عَلَى شِقِّهِ الأَيْمَنِ ، هكَذَا حَتَّى يأْتِيَهُ المُؤَذِّنُ لِلإِقَامَةِ . رَوَاهُ مُسلِم .
قَوْلُهَا : (( يُسَلِّمُ بَيْنَ كُلِّ رَكْعَتَيْنِ )) هكَذَا هو في مسلمٍ ومعناه : بَعْدَ كُلِّ رَكْعَتَيْن .
1112- وعن أبي هريرة  ، قَالَ : قال رَسُول اللَّهِ  : (( إذا صَلَّى أحَدُكُمْ رَكْعَتَي الفَجْرِ ، فَلْيَضْطَجِعْ عَلَى يَمِينِهِ )) رواه أبُو دَاوُدَ وَالتِّرمِذِيُّ بأسانيد صحيحة ، قال الترمذي : (( حديث حسن صحيح )) .

199 - باب سنة الظهر

1113- عن ابن عمر رَضِيَ اللهُ عَنهُما ، قَالَ : صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ  رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الظُّهْرِ وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَهَا . متفقٌ عَلَيهِ .
1114- وعن عائشة رَضِيَ اللهُ عَنها : أنَّ النَّبيَّ  كَانَ لا يَدَعُ أرْبَعاً قَبْلَ الظُّهْرِ . رَوَاهُ البُخَارِيُّ .
1115- وعنها ، قالت : كَانَ النَّبِيُّ  يُصَلِّي في بَيْتِي قَبْلَ الظُّهْرِ أرْبَعاً ، ثُمَّ يَخْرُجُ ، فَيُصَلِّي بِالنَّاسِ ، ثُمَّ يَدْخُلُ فَيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ . وَكَانَ يُصَلِّي بِالنَّاسِ المَغْرِبَ ، ثُمَّ يَدْخُلُ فَيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ ، وَيُصَلِّي بِالنَّاسِ العِشَاءِ ، وَيَدْخُلُ بَيتِي فَيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ . رَوَاهُ مُسلِم .
1116- وعن أُمّ حَبِيبَةَ رَضِيَ اللهُ عَنها ، قالت : قال رَسُولُ اللهِ  : (( مَنْ حَافَظَ عَلَى أرْبَعِ رَكَعَاتٍ قَبْلَ الظُّهْرِ ، وَأرْبَعٍ بَعْدَهَا ، حَرَّمَهُ اللَّهُ عَلَى النَّارِ )) رواه أبُو دَاوُدَ وَالتِّرمِذِيُّ ، وَقَالَ : (( حَدِيثٌ حَسَنٌ صحيح )) .
1117- وعن عبد الله بن السائب  : أنَّ رَسُولَ اللهِ  كَانَ يُصَلِّي أرْبَعاً بَعْدَ أنْ تَزُولَ الشَّمْسُ قَبْلَ الظُّهْرِ ، وقَالَ : (( إنَّهَا سَاعَةٌ تُفْتَحُ فِيها أبْوَابُ السَّمَاءِ ، فَأُحِبُّ أنْ يَصْعَدَ لِي فيهَا عَمَلٌ صَالِحٌ )) رواه التِّرمِذِيُّ، وَقَالَ: (( حَدِيثٌ حَسَنٌ )) .
1118- وعن عائشة رَضِيَ اللهُ عَنها : أنَّ النَّبيَّ  كَانَ إذا لَمْ يُصَلِّ أربَعاً قَبلَ الظُّهْرِ ، صَلاَّهُنَّ بَعْدَهَا . رَوَاهُ التِّرمِذِيُّ ، وَقَالَ : (( حَدِيثٌ حَسَنٌ

200 - باب سنة العصر

1119- عن علي بن أبي طالب  ، قَالَ : كَانَ النبيُّ  يُصَلِّي قَبْلَ العَصْرِ أرْبَعَ رَكَعَاتٍ ، يَفْصلُ بَيْنَهُنَّ بِالتَّسْلِيمِ عَلَى المَلائِكَةِ المُقَرَّبِينَ ، وَمَنْ تَبِعَهُمْ مِنَ المُسْلِمِينَ وَالمُؤْمِنِينَ . رَوَاهُ التِّرمِذِيُّ ، وَقَالَ : (( حَدِيثٌ حَسَنٌ )) .
1120- عن ابن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنهُما ، عن النبي  ، قَالَ : (( رَحِمَ اللَّهُ امْرءاً صَلَّى قَبْلَ العَصْرِ أرْبَعاً )) رواه أبُو دَاوُدَ وَالتِّرمِذِيُّ، وَقَالَ: (( حَدِيثٌ حَسَنٌ )).
1121- وعن علي بن أبي طالب  : أنَّ النبيَّ  كَانَ يُصَلِّي قَبلَ العَصْرِ رَكْعَتَيْنِ . رَوَاهُ أبُو دَاوُدَ بإسناد صحيح .

201 - باب سنة المغرب بعدها وقبلها

تقدم في هذه الأبواب حديثُ ابن عمر وحديث عائشة ( ) ، وهما صحيحان : أنَّ النبيَّ  كَانَ يُصَلِّي بَعدَ المَغْرِبِ رَكْعَتَيْنِ .
1122- وعن عبد الله بن مُغَفَّل  ، عن النبيِّ  ، قَالَ : (( صَلُّوا قَبْلَ المَغْرِبِ )) قال في الثَّالِثَةِ : (( لِمَنْ شَاءَ )) رواه البُخَارِيُّ .
1123- وعن أنس  ، قَالَ : لَقَدْ رَأيْتُ كِبَارَ أصْحَابِ رَسُولِ اللهِ  ، يَبْتَدِرُونَ السَّوَارِيَ( ) عِندَ المَغْرِبِ . رَوَاهُ البُخَارِيُّ .
1124- وعنه ، قَالَ : كُنَّا نصلِّي عَلَى عهدِ رسولِ اللهِ  رَكْعَتَيْنِ بَعْدَ غُرُوبِ الشَّمْسِ قَبْلَ المَغْرِبِ ، فَقِيلَ : أكَانَ رسولُ الله  صَلاَّهما ؟ قَالَ : كَانَ يَرَانَا نُصَلِّيهِمَا فَلَمْ يَأمُرْنَا وَلَمْ يَنْهَنَا . رواه مسلم .
1125- وعنه ، قَالَ : كُنَّا بِالمَدِينَةِ فَإذَا أذَّنَ المُؤَذِّنُ لِصَلاَةِ المَغْرِبِ ، ابْتَدَرُوا السَّوَارِيَ ، فَرَكَعُوا رَكْعَتَيْنِ ، حَتَّى إنَّ الرَّجُلَ الغَريبَ لَيَدْخُلُ المَسْجِدَ فَيَحْسَبُ أنَّ الصَّلاَةَ قَدْ صُلِّيَتْ مِنْ كَثْرَةِ مَنْ يُصَلِّيهِمَا . رواه مسلم .

202- باب سنة العشاء بعدها وقبلها

فِيهِ حديث ابن عمر السابق : صَلَّيْتُ مَعَ النَّبيِّ  رَكْعَتَيْنِ بَعْدَ العِشَاءِ ، وحديث عبد الله بن مُغَفَّلٍ : (( بَيْنَ كُلِّ أذَانَيْنِ صَلاةٌ )) متفق عَلَيْهِ . كما سبق( ) .

203- باب سنة الجمعة

فِيهِ حَديث ابن عمر السابق( ) أنَّه صَلَّى مَعَ النَّبِيِّ  رَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الجُمعَةِ . متفقٌ عَلَيْهِ .
1126- عن أَبي هريرة  ، قَالَ : قَالَ رسول الله  : (( إِذَا صَلَّى أَحَدُكُم الجُمُعَةَ ، فَلْيُصَلِّ بَعْدَهَا أرْبعاً )) رواه مسلم .
1127- وعن ابن عمر رضي الله عنهما : أنَّ النَّبيَّ  كَانَ لاَ يُصَلِّي بَعْدَ الجُمُعَةِ حَتَّى يَنْصَرِفَ ، فَيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ في بَيْتِهِ . رواه مسلم .

204- باب استحباب جعل النوافل في البيت
سواء الراتبة وغيرها والأمر بالتحول للنافلة من موضع
الفريضة أَو الفصل بينهما بكلام

1128- عن زيد بن ثابت  : أنَّ النَّبيَّ  ، قَالَ : (( صَلُّوا أَيُّهَا النَّاسُ فِي بُيُوتِكُمْ ، فَإنَّ أفْضَلَ الصَّلاَةِ صَلاَةُ المَرْءِ في بَيْتِهِ إِلاَّ المَكْتُوبَةَ )) متفقٌ عَلَيْهِ .
1129- وعن ابن عمر رضي الله عنهما ، عن النَّبيِّ  ، قَالَ : (( اجْعَلُوا مِنْ صَلاَتِكُمْ فِي بُيُوتِكُمْ ( )، وَلاَ تَتَّخِذُوهَا قُبُوراً )) متفقٌ عَلَيْهِ .
1130- وعن جابر  ، قَالَ : قَالَ رسول الله  : (( إِذَا قَضَى أحَدُكُمْ صَلاَتَهُ في مَسْجِدِهِ فَلْيَجْعَلْ لِبَيْتِهِ نَصِيباً مِنْ صَلاَتِهِ ؛ فَإنَّ اللهَ جَاعِلٌ في بَيْتِهِ مِنْ صَلاَتِهِ خَيْراً )) رواه مسلم .
1131- وعن عمر بن عطاءٍ : أنَّ نَافِعَ بْنَ جُبَيْرٍ أرْسَلَهُ إِلَى السَّائِبِ ابن أُخْتِ نَمِرٍ يَسأَلُهُ عَنْ شَيْءٍ رَآهُ مِنْهُ مُعَاوِيَةُ في الصَّلاَةِ ، فَقَالَ : نَعَمْ ، صَلَّيْتُ مَعَهُ الجُمُعَةَ في المَقْصُورَةِ ، فَلَمَّا سَلَّمَ الإمَامُ ، قُمْتُ في مَقَامِي ، فَصَلَّيْتُ ، فَلَمَّا دَخَلَ أَرْسَلَ إلَيَّ ، فَقَالَ: لاَ تَعُدْ لِمَا فَعَلْتَ. إِذَا صَلَّيْتَ الجُمُعَةَ فَلاَ تَصِلْهَا بِصَلاةٍ حَتَّى تَتَكَلَّمَ أَوْ تَخْرُجَ ؛ فَإنَّ رسولَ الله  أمَرَنَا بِذلِكَ ، أن لاَ نُوصِلَ صَلاَةً بِصَلاَةٍ حَتَّى نَتَكَلَّمَ أَوْ نَخْرُجَ . رواه مسلم .

205- باب الحث عَلَى صلاة الوتر
وبيان أنه سنة مؤكدة وبيان وقته

1132- عن عليٍّ  ، قَالَ : الوِتْرُ لَيْسَ بِحَتْمٍ كَصَلاَةِ المَكْتُوبَةِ ، وَلَكِنْ سَنَّ رسولُ الله  ، قَالَ : (( إنَّ اللهَ وِتْرٌ يُحِبُّ الوِتْرَ ، فَأَوْتِرُوا يَا أهْلَ القُرْآنِ )) رواه أَبُو داود والترمذي ، وقال : (( حديث حسن )) .
1133- وعن عائشة رضي الله عنها ، قالت : مِنْ كُلِّ اللَّيْلِ قَدْ أَوْتَرَ رسول الله  ، مِنْ أَوَّلِ اللَّيْلِ، وَمِنْ أوْسَطِهِ، وَمِنْ آخِرِهِ، وَانْتَهَى وِتْرُهُ إِلَى السَّحَرِ . متفقٌ عَلَيْهِ .
1134- وعن ابن عمر رضي الله عنهما ، عن النَّبيِّ  ، قَالَ : (( اجْعَلُوا آخِرَ صَلاَتِكُمْ بِاللَّيْلِ وِتْراً )) متفقٌ عَلَيْهِ .
1135- وعن أَبي سعيد الخدري  : أنَّ النَّبيَّ  ، قَالَ : (( أوْتِرُوا قَبْلَ أنْ تُصْبِحُوا )) رواه مسلم .
1136- وعن عائشة رضي الله عنها: أنَّ النَّبيَّ  كَانَ يُصَلِّي صَلاَتَهُ باللَّيْلِ ، وَهِيَ مُعْتَرِضَةٌ بَيْنَ يَدَيْهِ ، فَإذَا بَقِيَ الوِتْرُ ، أيْقَظَهَا فَأوْتَرتْ . رواه مسلم .
وفي روايةٍ لَهُ : فَإذَا بَقِيَ الوِتْرُ ، قَالَ : (( قُومِي فَأوتِري يَا عائِشَةُ )) .

1137- وعن ابن عمرَ رضي الله عنهما : أنَّ النَّبيَّ  ، قَالَ : (( بَادِرُوا الصُّبْحَ بِالوِتْرِ )) رواه أَبُو داود والترمذي ، وقال : (( حديث حسن صحيح )) .
1138- وعن جابر  ، قَالَ : قَالَ رسولُ الله  : (( مَنْ خَافَ أنْ لاَ يَقُومَ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ ، فَلْيُوتِرْ أوَّلَهُ ، وَمَنْ طَمِعَ أنْ يَقُومَ آخِرَهُ فَلْيُوتِرْ آخِرَ اللَّيلِ ، فَإنَّ صَلاَةَ آخِرِ اللَّيْلِ مَشْهُودَةٌ ( )، وذَلِكَ أفْضَلُ )) رواه مسلم .

206- باب فضل صلاة الضحى
وبيان أقلها وأكثرها وأوسطها ، والحث عَلَى المحافظة عَلَيْهَا

1139- عن أَبي هريرة  ، قَالَ : أوْصَانِي خَلِيلي  بِصِيَامِ ثَلاَثَةِ أيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ ، وَرَكْعَتَي الضُّحَى ، وَأنْ أُوتِرَ قَبْلَ أنْ أرْقُدَ . متفقٌ عَلَيْهِ .
وَالإيتَارُ قَبْلَ النَّوْمِ إنَّمَا يُسْتَحَبُّ لِمَنْ لاَ يَثِقُ بِالاسْتِيقَاظِ آخِرَ اللَّيْلِ فَإنْ وَثِقَ ، فَآخِرُ اللَّيْلِ أفْضَلُ .
1140- وعن أَبي ذَرٍّ  ، عن النَّبيِّ  ، قَالَ : (( يُصْبحُ عَلَى كُلِّ سُلاَمَى( ) مِنْ أَحَدكُمْ صَدَقَةٌ : فَكُلُّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةٌ ، وَكُلُّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةٌ ، وَكُلُّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةٌ ، وَكُلُّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةٌ ، وَأَمْرٌ بِالمَعْرُوفِ صَدَقَةٌ ، وَنَهْيٌ عَنِ المُنْكَرِ صَدَقَةٌ ، وَيُجْزِىء ( ) مِنْ ذَلِكَ رَكْعَتَانِ يَرْكَعُهُمَا مِن الضُّحَى )) رواه مسلم .
1141- وعن عائشة رضي الله عنها ، قالت : كَانَ رسولُ اللهِ  يُصَلِّي الضُّحَى أرْبَعاً ، وَيَزِيدُ مَا شَاءَ الله . رواه مسلم .
1142- وعن أُمِّ هَانِىءٍ فاختة بنت أَبي طالب رضي الله عنها ، قالت : ذَهَبْتُ إِلَى رَسولِ اللهِ  ، عَامَ الفَتْحِ فَوَجَدْتُهُ يَغْتَسِلُ ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ غُسْلِهِ ، صَلَّى ثَمَانِيَ رَكَعَاتٍ، وَذَلِكَ ضُحىً. متفقٌ عَلَيْهِ . وهذا مختصرُ لفظِ إحدى روايات مسلم.

207- باب تجويز صلاة الضحى من ارتفاع
الشمس إِلَى زوالها والأفضل أن تُصلَّى عِنْدَ
اشتداد الحر وارتفاع الضحى

1143- عن زيد بن أَرْقَم  : أنَّهُ رَأَى قَوْماً يُصَلُّونَ مِنَ الضُّحَى ، فَقَالَ : أمَا لَقَدْ عَلِمُوا أنَّ الصَّلاَةَ في غَيْرِ هذِهِ السَّاعَةِ أفْضَلُ ، إنَّ رسولَ الله  ، قَالَ : (( صَلاَةُ الأَوَّابِينَ( ) حِيْنَ تَرْمَضُ الفِصَالُ )) رواه مسلم .
(( تَرْمَضُ )) بفتح التاء والميم وبالضاد المعجمة ، يعني : شدة الحر .
وَ(( الفِصَالُ )) جَمْعُ فَصِيلٍ وَهُوَ : الصَّغيرُ مِنَ الإبِلِ .

208- باب الحث عَلَى صلاة تحية المسجد بركعتين
وكراهة الجلوس قبل أن يصلي ركعتين في أي وقت دخل
وسواء صلَّى ركعتين بنية التَّحِيَّةِ أَوْ صلاة فريضة أَوْ سنة راتبة أَوْ غيرها

1144- عن أَبي قتادة  ، قَالَ : قَالَ رسول الله  : (( إِذَا دَخَلَ أحَدُكُمُ المَسْجِدَ ، فَلاَ يَجْلِسْ حَتَّى يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ )) متفقٌ عَلَيْهِ .
1145- وعن جابرٍ  ، قَالَ : أَتَيْتُ النَّبيَّ  وَهُوَ في المَسْجِدِ ، فَقَالَ :
(( صَلِّ رَكْعَتَيْنِ )) متفقٌ عَلَيْهِ .

209- باب استحباب ركعتين بعد الوضوء

1146- عن أَبي هريرة  : أنَّ رسول الله  قَالَ لِبِلاَلٍ : (( يَا بِلاَلُ ، حَدِّثْنِي بِأَرْجَى عَمَلٍ عَمِلْتَهُ فِي الإسْلاَمِ ، فَإنِّي سَمِعْتُ دَفَّ نَعْلَيْكَ بَيْنَ يَدَيَّ في الجَنَّةِ )) قَالَ : مَا عَمِلْتُ عَمَلاً أرْجَى عِنْدي مِنْ أَنِّي لَمْ أتَطَهَّرْ طُهُوراً فِي سَاعَةٍ مِنْ لَيْلٍ أَوْ نَهَارٍ إِلاَّ صَلَّيْتُ بِذَلِكَ الطُّهُورِ مَا كُتِبَ لِي أنْ أُصَلِّي( ) . متفقٌ عَلَيْهِ ، وهذا لفظ البخاري .
(( الدَّفُّ )) بالفاءِ : صَوْتُ النَّعْلِ وَحَرَكَتُهُ عَلَى الأَرْضِ ، واللهُ أعْلَم .

210- باب فضل يوم الجمعة ووجوبها والاغتسال لَهَا
والطّيب والتبكير إِلَيْهَا والدعاء يوم الجمعة والصلاة
عَلَى النبي  وفِيهِ بيان ساعة الإجابة
واستحباب إكثار ذكر الله تعالى بعد الجمعة

قَالَ الله تَعَالَى :  فَإذَا قُضِيَتِ الصَّلاَةُ فَانْتَشِرُوا فِي الأرْضِ ، وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللهِ ، وَاذْكُرُوا اللهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ  [ الجمعة : 10 ] .
1147- وعن أَبي هريرة  ، قَالَ : قَالَ رسول الله  : (( خَيْرُ يَومٍ طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ يَوْمُ الجُمُعَةِ : فِيهِ خُلِقَ آدَمُ ، وَفِيهِ أُدْخِلَ الجَنَّةَ ، وَفِيهِ أُخْرِجَ مِنْهَا )) رواه مسلم .
1148- وعنه ، قَالَ : قَالَ رسول الله  : (( مَنْ تَوَضَّأ فَأَحْسَنَ الوُضُوءَ ثُمَّ أتَى الجُمُعَةَ ، فَاسْتَمَعَ وأنْصَتَ ، غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الجُمُعَةِ وَزِيادَةُ ثَلاَثَةِ أيَّامٍ ، وَمَنْ مَسَّ الحَصَى ، فَقَدْ لَغَا )) رواه مسلم .
1149- وعنه ، عن النبيِّ  ، قَالَ : (( الصَّلَوَاتُ الخَمْسُ ، وَالجُمُعَةُ إِلَى الجُمُعَةِ ، وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ ، مُكَفِّراتٌ مَا بَيْنَهُنَّ إِذَا اجْتُنِبَتِ الكَبَائِرُ )) رواه مسلم .

1150- وعنه ، وعن ابن عمر  : أنهما سَمعَا رسولَ الله  ، يقولُ عَلَى أعْوَادِ مِنْبَرِهِ : (( لَيَنْتَهِيَنَّ أقْوَامٌ عَنْ وَدْعِهِمُ( ) الجُمُعَاتِ أَوْ لَيَخْتِمَنَّ اللهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ ثُمَّ لَيَكُونَنَّ مِنَ الغَافِلِينَ )) رواه مسلم .
1151- وعن ابن عمر رضي الله عنهما : أنَّ رسول الله  ، قَالَ : (( إِذَا جَاءَ أَحَدُكُمُ الجُمُعَةَ فَلْيَغْتَسِلْ )) متفقٌ عَلَيْهِ .
1152- وعن أَبي سعيد الخدري  : أنَّ رسول الله  ، قَالَ : (( غُسْلُ يَوْمِ الجُمُعَةِ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُحْتَلِمٍ )) متفقٌ عَلَيْهِ .
المراد بِالمُحْتَلِمِ : البَالِغُ . وَالمُرادُ بِالوَاجِبِ : وُجُوبُ اخْتِيارٍ ، كَقولِ الرَّجُلِ لِصَاحِبهِ : حَقُّكَ وَاجِبٌ عَلَيَّ . واللهُ أعلم .
1153- وعن سَمُرَةَ  ، قَالَ : قَالَ رسول الله  : (( مَنْ تَوَضَّأَ يَوْمَ الجُمُعَةِ فبِها وَنِعْمَتْ ( ) وَمَن اغْتَسَلَ فَالغُسْلُ أفْضَلُ )) رواه أَبُو داود والترمذي ، وقال : (( حديث حسن )) .
1154- وعن سَلمَان  ، قَالَ : قَالَ رسول اللهِ  : (( لاَ يَغْتَسِلُ رَجُلٌ يَومَ الجُمُعَةِ ، وَيَتَطَهَّرُ مَا اسْتَطَاعَ مِن طُهْرٍ ، وَيَدَّهِنُ مِنْ دُهْنِهِ ، أَوْ يَمَسُّ مِنْ طِيبِ بَيْتِهِ ، ثُمَّ يَخْرُجُ فَلاَ يُفَرِّقُ بَيْنَ اثنَيْنِ ، ثُمَّ يُصَلِّي مَا كُتِبَ لَهُ ، ثُمَّ يُنْصِتُ إِذَا تَكَلَّمَ الإمَامُ ، إِلاَّ غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الجُمُعَةِ الأُخْرَى )) رواه البخاري .

1155- وعن أَبي هريرة  : أنَّ رسول الله  ، قَالَ : (( مَن اغْتَسَلَ يَومَ الجُمُعَةِ غُسْلَ الجَنَابَةِ ، ثُمَّ رَاحَ في الساعة الأولى فَكَأنَّمَا قَرَّبَ بَدَنَةً ( ) ، وَمَنْ رَاحَ في السَّاعَةِ الثَّانِيَةِ ، فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَقَرَةً ، وَمَنْ رَاحَ في الساعة الثَّالِثَةِ ، فَكَأنَّمَا قَرَّبَ كَبْشاً أقْرَنَ ، وَمَنْ رَاحَ في السَّاعَةِ الرَّابِعَةِ ، فَكَأنَّمَا قَرَّبَ دَجَاجَةً ، وَمَنْ رَاحَ في السَّاعَةِ الخَامِسَةِ ، فَكَأنَّمَا قَرَّبَ بَيْضَةً ، فَإذَا خَرَجَ الإمَامُ ، حَضَرَتِ المَلاَئِكَةُ يَسْتَمِعُونَ الذِّكْرَ )) متفقٌ عَلَيْهِ .
قَوْله : (( غُسْلُ الجَنَابَةِ )) أيْ غُسلاً كغُسْلِ الجَنَابَةِ في الصِّفَةِ .

1156- وعنه أنَّ رسول الله  ذَكَرَ يَوْمَ الجُمُعَةِ ، فَقَالَ : (( فِيهَا سَاعَةٌ لا يُوافِقُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ ، وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي يَسْألُ اللهَ شَيْئاً ، إِلاَّ أعْطَاهُ إيّاهُ )) وَأشَارَ بيَدِهِ يُقَلِّلُهَا( ) . متفقٌ عَلَيْهِ .
1157- وعن أَبي بُرْدَةَ بن أَبي موسى الأشعريِّ  ، قَالَ : قَالَ عبد الله بن عمر رضي الله عنهما : أسَمِعْتَ أبَاكَ يُحَدِّثُ عَنْ رسول الله  ، في شأنِ سَاعَةِ الجُمُعَةِ ؟ قَالَ : قُلْتُ : نَعَمْ ، سَمِعْتُهُ يَقُولُ : سَمِعْتُ رسول الله  ، يقول : (( هِيَ مَا بَيْنَ أنْ يَجْلِسَ الإمَامُ إِلَى أنْ تُقْضَى الصَّلاةُ )) رواه مسلم .
1158- وعن أوس بن أوسٍ  ، قَالَ : قَالَ رسول الله : (( إنَّ مِنْ أفْضَلِ أيَّامِكُمْ يَوْمَ الجُمُعَةِ ، فَأكْثِرُوا عَلَيَّ مِنَ الصَّلاَةِ فِيهِ ؛ فَإنَّ صَلاَتَكُمْ مَعْرُوضَةٌ عَلَيَّ )) رواه أَبُو داود بإسناد صحيح .

211- باب استحباب سجود الشكر
عِنْدَ حصول نعمة ظاهرة أَو اندفاع بلية ظاهرة

1159- عن سعد بن أَبي وقاص  ، قَالَ : خَرَجْنَا مَعَ رسولِ الله  مِنْ مَكّةَ نُريدُ المَدِينَةَ ، فَلَمَّا كُنَّا قَرِيباً مِنْ عَزْوَرَاءَ( ) نَزَلَ ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ فَدَعَا الله سَاعَةً ، ثُمَّ خَرَّ سَاجِداً ، فَمَكَثَ طَويلاً ، ثُمَّ قَامَ فَرَفَعَ يَدَيْهِ سَاعَةً ، ثُمَّ خَرَّ سَاجِداً - فَعَلَهُ ثَلاثَاً - وقال : (( إنِّي سَألتُ رَبِّي ، وَشَفَعْتُ لأُمَّتِي ، فَأعْطَانِي ثُلُثَ أُمَّتِي ، فَخَرَرْتُ سَاجِداً لِرَبِّي شُكْراً ، ثُمَّ رَفَعْتُ رَأسِي ، فَسَألْتُ رَبِّي لأُمَّتِي ، فَأعْطَانِي ثُلُثَ أُمَّتِي، فَخَرَرْتُ سَاجِداً لِرَبِّي شُكْراً ، ثُمَّ رَفَعْتُ رَأسِي ، فَسَألْتُ رَبِّي لأُمَّتِي ، فَأعْطَانِي الثُّلثَ الآخَرَ ، فَخَرَرْتُ سَاجِداً لِرَبِّي )) رواه أَبُو داود .

212- باب فضل قيام الليل

قَالَ الله تَعَالَى :  وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَحْمُوداً  [ الإسراء : 79 ] ، وقال تَعَالَى :  تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ المَضَاجِعِ  [ السجدة : 16 ] الآية ، وقال تَعَالَى :  كَانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ  [ الذاريات : 17 ] .
1160- وعن عائشة رضي الله عنها ، قالت : كَانَ النبيُّ  يَقومُ مِنَ اللَّيْلِ حَتَّى تَتَفطَّرَ قَدَمَاهُ ، فَقُلْتُ لَهُ : لِمَ تَصْنَعُ هَذَا ، يَا رَسُولَ الله ، وَقَدْ غُفِرَ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأخَّرَ ؟ قَالَ : (( أفَلاَ أكُونُ عَبْداً شَكُوراً! )) متفقٌ عَلَيْهِ .
وَعَن المُغِيرَةِ بن شُعبة نَحْوهُ متفقٌ عَلَيْهِ .
1161- وعن علي  : أنَّ النبيَّ  طَرَقَهُ وَفَاطِمَةَ لَيْلاً ، فَقَالَ : (( أَلاَ تُصَلِّيَانِ ؟ )) متفقٌ عَلَيْهِ .
(( طَرَقَهُ )) : أتَاهُ لَيْلاً .
1162- وعن سالم بن عبدِ الله بن عمر بن الخطاب  ، عن أبيِهِ : أنَّ
رسول الله  ، قَالَ : (( نِعْمَ الرَّجُلُ عَبْدُ اللهِ ، لَوْ كَانَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيلِ )) قَالَ سالِم : فَكَانَ عَبدُ اللهِ بَعْدَ ذَلِكَ لاَ يَنامُ مِنَ اللَّيلِ إِلاَّ قَلِيلاً . متفقٌ عَلَيْهِ .

1163- وعن عبد الله بن عَمرو بن العاصِ رضي الله عنهما ، قَالَ : قَالَ رسول الله  : (( يَا عَبدَ اللهِ ، لاَ تَكُنْ مِثْلَ فُلانٍ ؛ كَانَ يَقُومُ اللَّيلَ فَتَرَكَ قِيَامَ اللَّيلِ )) متفقٌ عَلَيْهِ .
1164- وعن ابن مسعودٍ  ، قَالَ : ذُكِرَ عِنْدَ النَّبيِّ  رَجُلٌ نَامَ لَيْلَةً حَتَّى أصْبَحَ ، قَالَ : (( ذَاكَ رَجُلٌ بَالَ الشَّيطَانُ في أُذُنَيْهِ - أَوْ قَالَ : في أُذُنِهِ - )) متفقٌ عَلَيْهِ .
1165- وعن أَبي هريرة  : أنَّ رسول الله  ، قَالَ : (( يَعْقِدُ الشَّيطَانُ عَلَى قَافِيَةِ رَأسِ أحَدِكُمْ ، إِذَا هُوَ نَامَ ، ثَلاَثَ عُقَدٍ ، يَضْرِبُ عَلَى كُلِّ عُقْدَةٍ : عَلَيْكَ لَيْلٌ طَويلٌ فَارْقُدْ، فَإن اسْتَيقَظَ ، فَذَكَرَ اللهَ تَعَالَى انحَلَّتْ عُقْدَةٌ ، فَإنْ تَوَضّأ ، انْحَلّتْ عُقدَةٌ ، فَإنْ صَلَّى ، انْحَلَّتْ عُقَدُهُ كُلُّهَا ، فَأصْبَحَ نَشِيطاً طَيِّبَ النَّفْسِ ، وَإلاَّ أصْبحَ خَبيثَ النَّفْسِ كَسْلاَنَ )) متفقٌ عَلَيْهِ .
(( قافية الرَّأس )) : آخِرُهُ .
1166- وعن عبد الله بن سلام  : أنَّ النبيَّ  ، قَالَ : (( أيُّهَا النَّاسُ : أفْشُوا السَّلامَ ، وَأطْعِمُوا الطَّعَامَ ، وَصَلُّوا بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ ، تَدْخُلُوا الجَنَّةَ بِسَلاَمٍ )) رواه الترمذي ، وقال : (( حديث حسن صحيح )) .

1167- وعن أَبي هريرة  ، قَالَ : قَالَ رسولُ اللهِ  : (( أفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ رَمَضَانَ : شَهْرُ اللهِ المُحَرَّمُ ، وَأفْضَلُ الصَّلاَةِ بَعْدَ الفَرِيضَةِ : صَلاَةُ اللَّيْلِ )) رواه مسلم .
1168- وعن ابن عمر رضي الله عنهما : أنَّ النبيَّ  ، قَالَ : (( صَلاةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى ، فَإذَا خِفْتَ الصُّبْحَ فَأوْتِرْ بِوَاحِدَةٍ )) متفقٌ عَلَيْهِ .
1169- وعنه ، قَالَ : كَانَ النَّبيُّ  يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى ، وَيُوتِرُ بِرَكْعَةٍ .متفقٌ عَلَيْهِ .
1170- وعن أنس  ، قَالَ : كَانَ رسولُ اللهِ  يُفْطِرُ مِنَ الشَّهْرِ حَتَّى نَظُنَّ أنْ لاَ يَصُومَ مِنْهُ ، وَيَصُومُ حَتَّى نَظُنَّ أنْ لاَ يُفْطِرَ مِنْهُ شَيْئاً ، وَكَانَ لاَ تَشَاءُ أنْ تَرَاهُ مِنَ اللَّيلِ مُصَلِّياً إِلاَّ رَأيْتَهُ ، وَلاَ نَائِماً إِلاَّ رَأيْتَهُ . رواه البخاري .
1171- وعن عائشة رضي الله عنها : أنَّ رسول الله  كَانَ يُصَلِّي إحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً – تَعْنِي في اللَّيلِ – يَسْجُدُ السَّجْدَةَ مِنْ ذَلِكَ قَدْرَ مَا يَقْرَأُ أحَدُكُمْ خَمْسِينَ آيَةً قَبْلَ أنْ يَرْفَعَ رَأسَهُ ، وَيَرْكَعُ رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ صَلاَةِ الفَجْرِ ، ثُمَّ يَضْطَجِعُ عَلَى شِقِّهِ الأيْمَنِ حَتَّى يَأتِيَهُ المُنَادِي للصَلاَةِ . رواه البخاري .

1172- وعنها ، قالت : مَا كَانَ رسول الله  يَزيدُ - في رَمَضَانَ وَلاَ في غَيْرِهِ - عَلَى إحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً : يُصَلِّي أرْبَعاً فَلاَ تَسْألْ عَنْ حُسْنِهِنَّ وَطُولِهِنَّ ، ثُمَّ يُصَلِّي أرْبَعاً فَلاَ تَسْألْ عَنْ حُسْنِهِنَّ وطُولِهِنَّ، ثُمَّ يُصَلِّي ثَلاثاً. فَقُلتُ: يَا رسولَ اللهِ ، أتَنَامُ قَبْلَ أنْ تُوتِرَ؟ فَقَالَ: (( يَا عَائِشَة، إنَّ عَيْنَيَّ تَنَامَانِ وَلاَ يَنَامُ قَلْبِي( ))) متفقٌ عَلَيْهِ.
1173- وعنها : أنَّ النبيَّ  كَانَ يَنَامُ أوّلَ اللَّيلِ ، وَيَقُومُ آخِرَهُ فَيُصَلِّي . متفقٌ عَلَيْهِ .
1174- وعن ابن مسعود  ، قَالَ : صَلَّيْتُ مَعَ النَّبيِّ  لَيْلَةً ، فَلَمْ يَزَلْ قائِماً حَتَّى هَمَمْتُ بِأَمْر سوءٍ ! قيلَ : مَا هَمَمْتَ ؟ قَالَ : هَمَمْتُ أنْ أجِلْسَ وَأدَعَهُ . متفقٌ عَلَيْهِ
1175- وعن حذيفة  ، قَالَ: صَلَّيْتُ مَعَ النَّبيِّ  ذَاتَ لَيْلَةٍ فَافْتَتَحَ البَقرَةَ ، فَقُلْتُ : يَرْكَعُ عِنْدَ المئَةِ ، ثُمَّ مَضَى ، فقلتُ : يُصَلِّي بِهَا في رَكْعَةٍ فَمَضَى ، فقلتُ : يَرْكَعُ بِهَا ، ثُمَّ افْتَتَحَ النِّسَاءَ فَقَرَأَهَا ، ثُمَّ افْتَتَحَ آلَ عِمْرَانَ فَقَرَأَهَا ، يَقرَأُ مُتَرَسِّلاً : إِذَا مَرَّ بآيةٍ فِيهَا تَسبيحٌ سَبَّحَ ، وَإذَا مَرَّ بسُؤَالٍ سَأَلَ ، وَإذَا مَرَّ بتَعَوُّذٍ تَعَوَّذَ ، ثُمَّ رَكَعَ ، فَجَعَلَ يَقُولُ : (( سُبْحَانَ رَبِّيَ العَظِيمِ )) فَكَانَ رُكُوعُهُ نَحواً مِنْ قِيَامِهِ ، ثُمَّ قَالَ : (( سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ ، رَبَّنَا لَكَ الحَمْدُ )) ثُمَّ قَامَ طَويلاً قَريباً مِمَّا رَكَعَ ، ثُمَّ سَجَدَ ، فَقَالَ : (( سُبْحَانَ رَبِّيَ الأَعْلَى )) فَكَانَ سجُودُهُ قَريباً مِنْ قِيَامِهِ. رواه مسلم.

1176- وعن جابر  ، قَالَ : سُئِلَ رسولُ الله  أيُّ الصَّلاَةِ أفْضَلُ ؟
قَالَ : (( طُولُ القُنُوتِ )) رواه مسلم .
المراد بـ (( القنوتِ )) : القِيام .
1177- وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما : أنَّ رسول الله  ، قَالَ : (( أحَبُّ الصَّلاةِ إِلَى اللهِ صَلاةُ دَاوُدَ ، وَأحَبُّ الصِّيَامِ إِلَى اللهِ صِيَامُ دَاوُدَ ، كَانَ يَنَامُ نِصْفَ اللَّيلِ وَيَقُومُ ثُلُثَهُ وَيَنَامُ سُدُسَهُ وَيَصُومُ يَوماً وَيُفْطِرُ يَوْماً )) متفقٌ عَلَيْهِ .
1178- وعن جابر  ، قَالَ : سَمِعْتُ رسولَ اللهِ  ، يقول : (( إنَّ في اللَّيْلِ لَسَاعَةً، لاَ يُوَافِقُهَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ يَسْألُ الله تَعَالَى خَيْراً مِنْ أمْرِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، إِلاَّ أعْطَاهُ إيَّاهُ ، وَذَلِكَ كُلَّ لَيْلَةٍ )) رواه مسلم .
1179- وعن أَبي هريرة  : أنَّ النبيَّ  ، قَالَ : (( إِذَا قَامَ أحَدُكُمْ مِنَ اللَّيْلِ فَلْيَفْتَتِحِ الصَّلاَةَ بركْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ )) رواه مسلم .
1180- وعن عائشة رضي الله عنها ، قالت : كَانَ رسولُ الله  إِذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ افْتَتَحَ صَلاَتَهُ بِرَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ . رواه مسلم .
1181- وعنها رضي الله عنها ، قالت : كَانَ رسول الله  إِذَا فَاتَتْهُ الصَّلاةُ مِن اللَّيْلِ مِنْ وَجَعٍ أَوْ غَيْرِهِ ، صَلَّى مِنَ النَّهَارِ ثِنْتَيْ عَشرَةَ ركْعَةً . رواه مسلم .

1182- وعن عمر بن الخطاب  ، قَالَ : قَالَ رسولُ الله  : (( مَنْ نَامَ عَنْ حِزْبِهِ ، أَوْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ ، فَقَرَأَهُ فيما بَيْنَ صَلاَةِ الفَجْرِ وصلاة الظُّهْرِ ، كُتِبَ لَهُ كَأنَّمَا قَرَأهُ مِنَ اللَّيْلِ )) رواه مسلم .
1183- وعن أَبي هريرة  ، قَالَ : قَالَ رسول الله  : (( رَحِمَ اللهُ رَجُلاً قَامَ مِنَ اللَّيْلِ ، فَصَلَّى وَأيْقَظَ امْرَأَتَهُ ، فَإنْ أبَتْ نَضَحَ في وَجْهِهَا المَاءَ ، رَحِمَ اللهُ امْرَأَةً قَامَتْ مِنَ اللَّيْلِ ، فَصَلَّتْ وَأيْقَظَتْ زَوْجَهَا ، فَإن أبَى نَضَحَتْ فِي وَجْهِهِ المَاءَ )) رواه أَبُو داود بإسناد صحيح .
1184- وعنه وعن أَبي سعيدٍ رضي الله عنهما ، قالا : قَالَ رسولُ اللهِ  : (( إِذَا أَيْقَظَ الرَّجُلُ أهْلَهُ مِنَ اللَّيْلِ فَصَلَّيَا - أَوْ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ جَمِيعاً ، كُتِبَا في الذَّاكِرِينَ وَالذَّاكِرَاتِ )) رواه أَبُو داود بإسناد صحيح .
1185- وعن عائشة رضي الله عنها : أنَّ النبيَّ  ، قَالَ : (( إِذَا نَعَسَ أحَدُكُمْ في الصَّلاَةِ ، فَلْيَرْقُدْ حَتَّى يَذْهَبَ عَنْهُ النَّوْمُ ، فَإنَّ أحَدَكُمْ إِذَا صَلَّى وَهُوَ نَاعِسٌ ، لَعَلَّهُ يَذْهَبُ يَسْتَغْفِرُ( ) فَيَسُبَّ نَفْسَهُ )) متفقٌ عَلَيْهِ .
1186- وعن أَبي هريرة  ، قَالَ : قَالَ رسولُ الله  : (( إِذَا قَامَ أحَدُكُمْ مِنَ اللَّيْلِ ، فَاسْتَعْجَمَ( ) القُرْآنَ عَلَى لِسَانِهِ ، فَلَمْ يَدْرِ مَا يَقُولُ ، فَلْيَضْطَجِع )) رواه مسلم .

213- باب استحباب قيام رمضان وَهُوَ التراويح

1187- عن أَبي هريرة  أنَّ رسول الله  ، قَالَ : (( مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إيماناً وَاحْتِسَاباً( ) غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ )) متفقٌ عَلَيْهِ .
1188- وعنه  ، قَالَ : كَانَ رسولُ اللهِ  يُرَغِّبُ في قِيَامِ رَمَضَانَ مِنْ غَيْرِ أنْ يَأمُرَهُمْ فِيهِ بِعَزِيمَةٍ( ) ، فيقولُ : (( مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إيمَاناً وَاحْتِسَاباً غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ )) رواه مسلم .

214- باب فضل قيام ليلة القدر وبيان أرجى لياليها

قَالَ الله تَعَالَى :  إنَّا أنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ القَدْرِ  [ القدر : 1 ] إِلَى آخرِ السورة ، وقال تَعَالَى :  إنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ  [ الدخان : 3 ] الآياتِ .
1189- وعن أَبي هريرة  ، عن النبيِّ  ، قَالَ : (( مَنْ قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إيمَاناً وَاحْتِسَاباً غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ )) متفقٌ عَلَيْهِ .
1190- وعن ابن عمر رضي الله عنهما : أنَّ رِجالاً مِنْ أصْحَابِ النبيِّ  أُرُوا لَيْلَةَ القَدْرِ في المَنَامِ في السَّبْعِ الأَوَاخِرِ ، فَقَالَ رسول الله  : (( أرَى رُؤْيَاكُمْ قَدْ تَوَاطَأتْ( ) في السَّبْعِ الأوَاخِرِ ، فَمَنْ كَانَ مُتَحَرِّيهَا فَلْيَتَحَرَّهَا في السَّبْعِ الأَوَاخِرِ )) متفقٌ عَلَيْهِ .
1191- وعن عائشة رضي الله عنها ، قالت : كَانَ رسولُ الله  يُجَاوِرُ في العَشْرِ الأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ ، ويقول : (( تَحرَّوا لَيْلَةَ القَدْرِ في العَشْرِ الأواخرِ منْ رَمَضانَ ))متفقٌ عَلَيْهِ .

1192- وعنها رضي الله عنها : أنَّ رسولَ اللهِ  ، قَالَ : (( تَحَرَّوْا لَيْلَةَ القَدْرِ في الوَتْرِ مِنَ العَشْرِ الأوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ )) رواه البخاري .
1193- وعنها ، رضي الله عنها ، قالت : كَانَ رسول الله  إِذَا دَخَلَ العَشْرُ الأَوَاخِرُ مِنْ رَمَضَانَ ، أحْيَا اللَّيْلَ ، وَأيْقَظَ أهْلَهُ ، وَجَدَّ وَشَدَّ المِئزَرَ( ) . متفقٌ عَلَيْهِ .
1194- وعنها ، قالت : كَانَ رسولُ اللهِ  يَجْتَهِدُ في رَمَضَانَ مَا لاَ يَجْتَهِدُ في غَيْرِهِ ، وَفِي العَشْرِ الأوَاخِرِ مِنْهُ مَا لا يَجْتَهِدُ في غَيْرِهِ . رواه مسلم .
1195- وعنها ، قالت : قُلْتُ : يَا رسول الله ، أرَأيْتَ إنْ عَلِمْتُ أيُّ لَيلَةٍ لَيْلَةُ القَدْرِ مَا أقُولُ فِيهَا ؟ قَالَ : (( قُولِي : اللَّهُمَّ إنَّكَ عَفُوٌ تُحِبُّ العَفْوَ فَاعْفُ عَنّي )) رواه الترمذي ، وقال : (( حديث حسن صحيح )) .

215- باب فضل السواك وخصال الفطرة

1196- عن أَبي هريرة  : أنَّ رسول الله  ، قَالَ : (( لَوْلاَ أنْ أشُقَّ عَلَى أُمَّتِي - أَوْ عَلَى النَّاسِ - لأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ مَعَ كُلِّ صَلاَةٍ )) متفقٌ عَلَيْهِ .
1197- وعن حُذَيْفَةَ  ، قَالَ : كَانَ رسول الله  إِذَا قَامَ مِن النَّومِ يَشُوصُ فَاهُ بِالسِّوَاكِ . متفقٌ عَلَيْهِ .
(( الشَّوْصُ )) : الدَّلْكُ .
1198- وعن عائشة رضي الله عنها ، قالت : كُنَّا نُعِدُّ لِرسولِ الله  سِوَاكَهُ وَطَهُورَهُ ، فَيَبْعَثُهُ اللهُ مَا شَاءَ أنْ يَبْعَثَهُ مِنَ اللَّيْلِ ، فَيَتَسَوَّكُ ، وَيَتَوضَّأُ وَيُصَلِّي . رواه مسلم .
1199- وعن أنس  ، قَالَ : قَالَ رسول الله  : (( أكْثَرْتُ عَلَيْكُمْ في السِّوَاكِ )) رواه البخاري .
1200- وعن شريح بن هانىءٍ ، قَالَ : قلت لعائشة رضي اللهُ عنها : بأَيِّ شَيْءٍ كَانَ يَبْدَأُ النَّبِيُّ  إِذَا دَخَلَ بَيْتَهُ ؟ قالت : بِالسِّوَاكِ . رواه مسلم .

1201- وعن أَبي موسى الأشعري  ، قَالَ : دَخلتُ عَلَى النَّبيِّ  وَطَرَفُ السِّوَاكِ عَلَى لِسَانِهِ . متفقٌ عَلَيْهِ ، وهذا لفظ مسلمٍ .
1202- وعن عائشة رضي الله عنها : أنَّ النبيَّ  ، قَالَ : (( السِّوَاكُ مَطْهَرَةٌ لِلْفَمِ مَرْضَاةٌ للرَّبِّ )) رواه النسائي وابنُ خُزَيْمَةَ في صحيحهِ بأسانيدَ صحيحةٍ .
1203- وعن أَبي هريرة  ، عن النبيِّ  ، قَالَ : (( الفِطْرَةُ خَمْسٌ ، أَوْ خَمْسٌ مِنَ الفِطْرَةِ( ) : الخِتَانُ ، وَالاسْتِحْدَادُ ، وَتَقْلِيمُ الأظْفَارِ ، وَنَتْفُ الإبطِ ، وَقَصُّ الشَّارِبِ )) متفقٌ عَلَيْهِ .
(( الاستحْدَادُ )) : حَلقُ العَانَةِ ، وَهُوَ حَلْقُ الشَّعْرِ الَّذِي حَولَ الفَرْجِ .
1204- وعن عائشة رضي الله عنها ، قالت : قَالَ رسول الله  : (( عَشْرٌ مِنَ الفِطْرَةِ : قَصُّ الشَّارِبِ ، وَإعْفَاءُ اللِّحْيَةِ ، وَالسِّوَاكُ ، وَاسْتِنْشَاقُ المَاءِ ، وَقَصُّ الأظْفَارِ ، وَغَسْلُ البَرَاجِمِ ، وَنَتف الإبْطِ ، وَحَلْقُ العَانَةِ ، وَانْتِقَاصُ المَاءِ )) قَالَ الرَّاوِي : وَنَسِيْتُ العَاشِرَةَ إِلاَّ أنْ تَكُونَ المَضمَضَةُ . قَالَ وَكِيعٌ - وَهُوَ أحَدُ رُواتِهِ - انْتِقَاصُ المَاءِ : يَعْنِي الاسْتِنْجَاءِ . رواه مسلم .
(( البَرَاجِم )) بالباء الموحدةِ والجِيم : وهي عُقَدُ الأَصَابِعِ ، وَ(( إعْفَاءُ اللِّحْيَةِ )) مَعْنَاهُ : لاَ يَقُصُّ مِنْهَا شَيْئاً .
1205- وعن ابن عمر رضي الله عنهما ، عن النبيِّ  ، قَالَ : (( أحْفُوا( ) الشَّوَارِبَ وَأعْفُوا اللِّحَى )) متفقٌ عَلَيْهِ .

216- باب تأكيد وجوب الزكاة وبيان فضلها وَمَا يتعلق بِهَا

قَالَ الله تَعَالَى :  وَأقِيمُوا الصَّلاَةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ  [ البقرة : 43 ] ، وقال تَعَالَى :  وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا الله مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاَةَ وَيُؤتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ القَيِّمَةِ  [ البينة :5 ] ، وقال تَعَالَى :  خُذْ مِنْ أمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا  [ التوبة : 103 ] .
1206- وعن ابن عمر رضي الله عنهما : أنَّ رسول الله  ، قَالَ : (( بُنِيَ الإسْلاَمُ عَلَى خَمْسٍ : شَهَادَةِ أنْ لاَ إلهَ إِلاَّ اللهُ ، وَأنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، وَإقَامِ الصَّلاَةِ ، وَإيتَاءِ الزَّكَاةِ ، وَحَجِّ البَيْتِ ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ )) متفقٌ عَلَيْهِ .
1207- وعن طَلْحَةَ بن عبيد الله  ، قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رسولِ الله  مِنْ أَهْلِ نَجْدٍ ثَائِرُ الرَّأسِ( ) نَسْمَعُ دَوِيَّ صَوْتِهِ( ) ، وَلاَ نَفْقَهُ مَا يَقُولُ ، حَتَّى دَنَا مِنْ رسولِ الله  ، فَإذا هُوَ يَسألُ عَنِ الإسْلاَم ، فَقَالَ رسول الله  : (( خَمْسُ صَلَواتٍ في اليَوْمِ وَاللَّيْلَةِ )) قَالَ : هَلْ عَلَيَّ غَيْرُهُنَّ ؟ قَالَ : (( لاَ ، إِلاَّ أنْ تَطَّوَّعَ )) فَقَالَ رسولُ الله  : (( وَصِيامُ شَهْرِ رَمَضَانَ )) قَالَ : هَلْ عَلَيَّ غَيْرُهُ ؟ قَالَ : (( لاَ ، إِلاَّ أنْ تَطَّوَّعَ )) قَالَ : وَذَكَرَ لَهُ رسول الله  الزَّكَاةَ ، فَقَالَ : هَلْ عَلَيَّ غَيْرُهَا ؟ قَالَ : (( لاَ ، إِلاَّ أنْ تَطَّوَّعَ )) فَأدْبَرَ الرَّجُلُ وَهُوَ يَقُولُ : وَاللهِ لاَ أُزِيدُ عَلَى هَذَا وَلاَ أنْقُصُ مِنْهُ ، فَقَالَ رسول الله  : (( أفْلَحَ إنْ صَدَقَ )) متفقٌ عَلَيْهِ .

1208- وعن ابن عباس  : أنَّ النبيَّ  بعث مُعاذاً  إِلَى اليَمَنِ ،
فَقَالَ : (( ادْعُهُمْ إِلَى شَهَادَةِ أنْ لاَ إلهَ إِلاَّ اللهُ وَأنِّي رسول اللهِ ، فإنْ هُمْ أطَاعُوا لِذلِكَ ، فَأعْلِمْهُمْ أن اللهَ تَعَالَى ، افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسَ صَلَواتٍ في كُلِّ يَوْمٍ
وَلَيْلَةٍ ، فَإنْ هُمْ أطَاعُوا لِذلِكَ ، فَأعْلِمْهُمْ أنَّ اللهَ افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ صَدَقَةً تُؤخَذُ مِنْ أغْنِيَائِهِمْ ، وتُرَدُّ عَلَى فُقَرَائِهِمْ )) متفقٌ عَلَيْهِ .
1209- وعن ابن عمر رضي الله عنهما ، قَالَ : قَالَ رسولُ الله  :
(( أُمِرْتُ أنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أنْ لاَ إلهَ إِلاَّ اللهُ، وَأنَّ مُحَمَّداً رسول الله ، وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ ، وَيُؤتُوا الزَّكَاةَ، فَإذَا فَعَلُوا ذَلِكَ عَصَمُوا مِني دِمَاءهُمْ وَأمْوَالَهُمْ ، إِلاَّ بِحَقِّ الإسْلاَمِ ، وَحِسَابُهُم عَلَى الله )) متفقٌ عَلَيْهِ .
1210- وعن أَبي هريرة  ، قَالَ : لَمَّا تُوُفِّيَ رسولُ الله  - وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ  - وَكَفَرَ مَنْ كَفَرَ مِنَ العَرَبِ ، فَقال عُمَرُ  : كَيْفَ تُقَاتِلُ النَّاسَ وَقَدْ قَالَ رسولُ الله  : (( أُمِرْتُ أنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولوُا لاَ إلهَ إِلاَّ اللهُ ، فَمَنْ قَالَهَا فَقَدْ عَصَمَ مِنِّي مَالَهُ وَنَفْسَهُ إِلاَّ بِحَقِّهِ ، وَحِسَابُهُ عَلَى الله )) فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : وَاللهِ لأُقَاتِلَنَّ مَنْ فَرَّقَ بين الصَّلاَةِ وَالزَّكَاةِ ، فَإنَّ الزَّكَاةَ حَقُّ المَالِ . وَاللهِ لَوْ مَنَعُونِي عِقَالاً كَانُوا يُؤدُّونَهُ إِلَى رسولِ الله  ، لَقَاتَلْتُهُمْ عَلَى مَنْعِهِ . قَالَ عُمَرُ  : فَوَاللهِ مَا هُوَ إِلاَّ أنْ رَأيْتُ اللهَ قَدْ شَرَحَ صَدْرَ أَبي بَكْرٍ لِلقِتَالِ ، فَعَرَفْتُ أنَّهُ الحَقُّ . متفقٌ عَلَيْهِ .

1211- وعن أَبي أيُّوب  : أنّ رَجُلاً قَالَ للنبيِّ  : أخْبِرْنِي بعمل يُدْخِلُنِي الجَنَّة ، قَالَ : (( تَعْبُدُ اللهَ ، وَلاَ تُشْرِكُ بِهِ شَيْئاً ، وَتُقِيمُ الصَّلاَةَ ، وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ ، وَتَصِلُ الرَّحِمَ )) متفقٌ عَلَيْهِ .
1212- وعن أَبي هريرة : أنَّ أعْرَابياً أتَى النبيَّ  ، فَقَالَ : يَا رسولَ اللهِ، دُلَّنِي عَلَى عَمَلٍ إِذَا عَمِلْتُهُ ، دَخَلْتُ الجَنَّةَ . قَالَ : (( تَعْبُدُ اللهَ لاَ تُشْرِكُ بِهِ شَيْئاً ، وتُقِيمُ الصَّلاَةَ ، وتُؤتِي الزَّكَاةَ المَفْرُوضَةَ ، وَتَصُومُ رَمَضَانَ )) قَالَ : وَالذي نَفْسِي بِيَدِهِ ، لا أزيدُ عَلَى هَذَا ، فَلَمَّا وَلَّى ، قَالَ النبيُّ  : (( مَنْ سَرَّهُ أنْ يَنْظُرَ إِلَى رَجُلٍ مِنْ أهْلِ الجَنَّةِ فَلْيَنْظُرْ إِلَى هَذَا )) متفقٌ عَلَيْهِ .
1213- وعن جرير بن عبد الله  ، قَالَ : بايَعْتُ النبيَ  عَلَى إقَامِ الصَّلاَةِ ، وَإيتَاءِ الزَّكَاةِ ، وَالنُّصْحِ لِكُلِّ مُسْلِمٍ . متفقٌ عَلَيْهِ .

1214- وعن أَبي هريرة  ، قَالَ : قَالَ رسول الله  : (( مَا مِنْ صَاحِبِ ذَهَبٍ ، وَلاَ فِضَّةٍ ، لا يُؤَدِّي مِنْهَا حَقَّهَا إِلاَّ إِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ صُفِّحَتْ لَهُ صَفَائِحُ مِنْ نَارٍ، فَأُحْمِيَ عَلَيْهَا في نَارِ جَهَنَّمَ ، فَيُكْوَى بِهَا جَنْبُهُ، وَجَبِينُهُ ، وَظَهْرُهُ، كُلَّمَا بَرَدَتْ أُعِيدَتْ لَهُ في يَومٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ ألْفَ سَنَةٍ ، حَتَّى يُقْضَى بَيْنَ العِبَادِ فَيَرَى سَبيلَهُ ، إمَّا إِلَى الجَنَّةِ ، وَإمَّا إِلَى النَّارِ )) قيل : يَا رسولَ الله ، فالإبلُ ؟ قَالَ : (( وَلاَ صَاحِبِ إبلٍ لا يُؤَدِّي مِنْهَا حَقَّهَا ، وَمِنْ حَقِّهَا حَلْبُهَا يَومَ وِرْدِهَا ، إِلاَّ إِذَا كَانَ يَومُ القِيَامَةِ بُطِحَ لَهَا بِقَاعٍ قَرْقَرٍ( ) أوْفَرَ مَا كَانَتْ ، لاَ يَفْقِدُ مِنْهَا فَصيلاً وَاحِداً ، تَطَؤُهُ بِأخْفَافِهَا ، وَتَعَضُّهُ بِأفْوَاهِهَا ، كُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ أُولاَهَا ، رُدَّ عَلَيْهِ أُخْرَاهَا ، في يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ ألْفَ سَنَةٍ ، حَتَّى يُقْضى بَيْنَ العِبَادِ ، فَيَرَى سَبِيلَهُ ، إمَّا إِلَى الجَنَّةِ ، وَإمَّا إِلَى النَّارِ )) قِيلَ : يَا رَسولَ اللهِ ، فَالبَقَرُ وَالغَنَمُ ؟ قَالَ : (( وَلاَ صَاحِبِ بَقَرٍ وَلاَ غَنَمٍ لاَ يُؤَدِّي مِنْهَا حَقَّهَا ، إِلاَّ إِذَا كَانَ يَوْمُ القِيَامَةِ ، بُطِحَ لَهَا بقَاعٍ قَرْقَرٍ ، لاَ يَفْقِدُ مِنْهَا شَيْئاً ، لَيْسَ فِيهَا عَقْصَاءُ( ) ، وَلاَ جَلْحَاءُ ، وَلاَ عَضْبَاءُ ، تَنْطَحُهُ بقُرُونها ، وَتَطَؤُهُ بِأظْلاَفِهَا( ) ، كُلَّمَا مرَّ عَلَيْهِ أُولاَهَا ، رُدَّ عَلَيْهِ أُخْرَاهَا ، في يَومٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ ألْفَ سَنَة حَتَّى يُقْضى بَيْنَ العِبَادِ ، فَيَرى سَبيِلَهُ ، إمَّا إِلَى الجَنَّةِ ، وَإمَّا إِلَى النَّارِ )) قيل : يَا رسول الله فالخَيْلُ ؟ قَالَ : (( الخَيلُ ثَلاَثَةٌ : هِيَ لِرَجُلٍ وِزْرٌ ، وَهِيَ لِرَجُلٍ سِتْرٌ ، وَهِيَ لِرَجُلٍ أجْرٌ . فَأمَّا الَّتي هي لَهُ وِزْرٌ فَرَجُلٌ ربطها رِيَاءً وَفَخْراً وَنِوَاءً( ) عَلَى أهْلِ الإسْلاَمِ ، فَهِيَ لَهُ وِزْرٌ ، وَأمَّا الَّتي هي لَهُ سِتْرٌ ، فَرَجُلٌ رَبَطَهَا( ) في سَبيلِ الله ، ثُمَّ لَمْ يَنْسَ حَقَّ اللهِ في ظُهُورِهَا ، وَلاَ رِقَابِهَا ، فَهِيَ لَهُ سِتْرٌ ، وَأمَّا الَّتي هي لَهُ أجْرٌ ، فَرَجُلٌ رَبَطَهَا في سَبيلِ الله لأهْلِ الإسْلاَمِ في مَرْجٍ ، أَوْ رَوْضَةٍ فَمَا أكَلَتْ مِنْ ذَلِكَ المَرْجِ أَوْ الرَّوْضَةِ مِنْ شَيْءٍ إِلاَّ كُتِبَ لَهُ عَدَدَ مَا أَكَلَتْ حَسَنَات وكُتِبَ لَهُ عَدَدَ أرْوَاثِهَا وَأبْوَالِهَا حَسَنَات ، وَلاَ تَقْطَعُ طِوَلَهَا( ) فَاسْتَنَّتْ( ) شَرَفاً( ) أَوْ شَرَفَيْنِ إِلاَّ كَتَبَ اللهُ لَهُ عَدَدَ آثَارِهَا ، وَأرْوَاثِهَا حَسَنَاتٍ ، وَلاَ مَرَّ بِهَا صَاحِبُهَا عَلَى نَهْرٍ ، فَشَرِبَتْ مِنْهُ ، وَلاَ يُرِيدُ أنْ يَسْقِيهَا إِلاَّ كَتَبَ اللهُ لَهُ عَدَدَ مَا شَرِبَتْ حَسَنَاتٍ )) قِيلَ : يَا رسولَ اللهِ فالحُمُرُ ؟ قَالَ : (( مَا أُنْزِلَ عَلَيَّ في الحُمُرِ شَيْءٌ إِلاَّ هذِهِ الآية الفَاذَّةُ الجَامِعَةُ :  فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ  )) متفقٌ عَلَيْهِ ، وهذا لفظ مسلم .

عن الكاتب

A. Fatih Syuhud

التعليقات


جميع الحقوق محفوظة

الكتب الإسلامية