الكتب الإسلامية

مجموعة الكتب والمقالات الإسلاية والفقه علي المذاهب الأربعة

recent

آخر الأخبار

recent
جاري التحميل ...

كتاب الشمائل المحمدية للترمذي

كتاب الشمائل المحمدية للترمذي

اسم الكتاب الشمائل المحمدية والخصائل المصطفوية
المؤلف:محمد بن عيسى بن سَوْرة بن موسى بن الضحاك، الترمذي، أبو عيسى (ت ٢٧٩هـ)
المحقق: سيد بن عباس الجليمي
الناشر: المكتبة التجارية، مصطفى أحمد الباز- مكة المكرمة
الطبعة: الأولى، ١٤١٣ هـ - ١٩٩٣ م
عدد الصفحات: ٣٥٥

فهرس الموضوعات
 

  1. تحميل الكتاب
  2. عن الكتاب
  3. توثيق نسبة الكتاب إلى مؤلفه
  4. وصف الكتاب ومنهجه
  5. تقديم فضيلة الشيخ محمد المنتقى الكشناوى
  6. ترجمة: الامام الترمذى
  7. نسبه:
  8. ولادته ووفاته:
  9. شيوخه وتلاميذه:
  10. شهادة العلماء فيه وفي كتبه:
  11. محتوي الشمائل المحمدية
    1. باب ما جاء في خلق «٣» رسول الله صلى الله عليه وسلم
    2. باب ما جاء في خاتم النبوة
    3. باب ما جاء في شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم
    4. باب ما جاء في ترجل رسول الله صلى الله عليه وسلم
    5. باب ما جاء في شيب رسول الله صلى الله عليه وسلم
    6. باب ما جاء في خضاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
    7. باب ما جاء في كحل رسول الله صلى الله عليه وسلم
    8. باب ما جاء في لباس رسول الله صلى الله عليه وسلم 
    9. بَابُ مَا جَاءَ فِي عَيْشِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ
    10. باب ما جاء في خف رسول الله صلى الله عليه وسلم* [١]
    11. باب ما جاء في نعل رسول الله صلى الله عليه وسلم
    12. باب ما جاء في ذكر خاتم رسول الله صلى الله عليه وسلم
    13. باب ما جاء في تختم رسول الله صلى الله عليه وسلم
    14. باب ما جاء في صفة سيف رسول الله صلى الله عليه وسلم
    15. باب ما جاء في صفة درع رسول الله صلى الله عليه وسلم
    16. باب ما جاء في صفة مغفر رسول الله صلى الله عليه وسلم
    17. باب ما جاء في عمامة رسول الله صلى الله عليه وسلم
    18. باب ما جاء في صفة إزار رسول الله صلى الله عليه وسلم
    19. باب ما جاء في مشية رسول الله صلى الله عليه وسلم
    20. باب ما جاء في تقنع رسول الله صلى الله عليه وسلم
    21. باب ما جاء في جلسة رسول الله صلى الله عليه وسلم
    22. باب ما جاء في تكأة رسول الله صلى الله عليه وسلم
    23. باب ما جاء في إتكاء رسول الله صلى الله عليه وسلم «١»
    24. باب ما جاء في صفة أكل رسول الله صلى الله عليه وسلم
    25. باب ما جاء في صفة خبز رسول الله صلى الله عليه وسلم
    26. باب ما جاء في إدام رسول الله صلى الله عليه وسلم
    27. باب ما جاء في صفة وضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم «١»
    28. باب ما جاء في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل الطعام وبعد ما يفرغ منه
    29. باب ما جاء في قدح رسول الله صلى الله عليه وسلم
    30. باب ما جاء في صفة فاكهة رسول الله صلى الله عليه وسلم
    31. باب ما جاء في صفة شراب رسول الله صلى الله عليه وسلم
    32. باب ما جاء في صفة شرب رسول الله صلى الله عليه وسلم
    33. باب ما جاء في تعطر رسول الله صلى الله عليه وسلم
    34. باب كيف كان كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم
    35. باب ما جاء في ضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم
    36. باب ما جاء في صفة مزاح رسول الله صلى الله عليه وسلم
    37. باب ما جاء في صفة كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم فى الشعر
    38. باب ما جاء في كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم في السمر
    39. باب ما جاء في صفة نوم برسول الله صلى الله عليه وسلم
    40. باب ما جاء في عبادة رسول الله صلى الله عليه وسلم
    41. باب صلاة الضحى «١»
    42. باب صلاة التطوع في البيت «١»
    43. باب ما جاء في صوم رسول الله صلى الله عليه وسلم
    44. باب ما جاء في قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم
    45. باب ما جاء في بكاء رسول الله صلى الله عليه وسلم
    46. باب ما جاء في فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم
    47. باب ما جاء في تواضع رسول الله صلى الله عليه وسلم
    48. باب ما جاء في خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم
    49. باب ما جاء في حياء رسول الله صلى الله عليه وسلم
    50. باب ما جاء في حجامة رسول الله صلى الله عليه وسلم «١»
    51. باب ما جاء في عيش رسول الله صلى الله عليه وسلم
    52. باب ما جاء في اسماء رسول الله صلى الله عليه وسلم «١»
    53. باب ما جاء في سن رسول الله صلى الله عليه وسلم
    54. باب ما جاء في وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم
    55. باب ما جاء في ميراث رسول الله صلى الله عليه وسلم
    56. باب ما جاء في رؤية رسول الله صلى الله عليه وسلم
    57. مفتاح الشمائل المحمدية
  12. مراجع الكتاب

تحميل الكتاب
 
 
 
عن الكتاب 

(اسم الكتاب الذي طبع به ووصف أشهر طبعاته)
طبع الكتاب عدة طبعات، نذكر أهمها فيما يلي:
١ - طبع باسم:
شمائل النبي (
بتحقيق عزت عبيد الدعاس، سنة ١٩٦٨ م.
٢ - طبع بنفس الاسم بتحقيق ماهر ياسين فحل، وإشراف د. بشار عواد معروف، وصدر عن دار الغرب الإسلامي، سنة ٢٠٠٠ م.
٣ - طبع باسم:
أوصاف النبي (
بتحقيق سميح عباس، وصدر عن دار الجيل - بيروت، سنة ١٩٨٥ م.
 
التعريف:
 
الشمائل المحمدية هو أحد كتب السيرة، من تأليف الإمام أبو عيسى محمد الترمذي (209 هـ - 279 هـ) صاحب كتاب سنن الترمذي، ذكر الترمذي في هذا الكتاب صفات النبي الخلقية والخُلقية صحيحة موثقة، وبين الشمائل والأخلاق والآداب التي تحلى بها للتأسي به سلوكاً وعملاً واهتداءً، وقد بذل فيه الترمذي جهدا كبيرا يدل على كثرة حفظه واتساع روايته، فقسمه إلى 56 بابا، وجمع فيه 397 حديثا

(توثيق نسبة الكتاب إلى مؤلفه)
 
لا يجد المطالع لكتب أهل العلم شكًّا في صحة نسبة كتاب الشمائل إلى الإمام الترمذي ﵀؛ فكم من إمام نقل عنه واستفاد منه وعزا إليه، وكم من شارح قام بشرحه والتعليق عليه، ويتبين ذلك بما يلي:

١ - نص على نسبته إليه واستفاد منه ونقل عنه عدد كبير من أهل العلم، منهم: المقدسي في المختارة (٧)، (٩٧٣)، والمنذري في الترغيب والترهيب (٢٦)، والمزي في تهذيب الكمال (١٤)، (٢، ٢٣٠)، والذهبي في السير (٧٨)، (١٠/٦٩١)، وفي التذكرة (٢٧١)، وابن كثير في التفسير (٣٨٤)، (٤٩٢)، والزيلعي في نصب الراية (٢، ٢٢٧)، وابن حجر في الفتح (١٩)، (٢٦٣)، وفي تهذيب التهذيب (١، ٣٤، ١٤٣)، والسيوطي في الجامع الصغير (١، ٢٩)، ونص على نسبته إليه الكتاني في الرسالة المستطرفة (ص: ١٠٥)، وسزگين في تاريخ التراث العربي (١٩٧) .

٢ - اهتمام العلماء بالكتاب سماعًا وإسماعًا، ورواية ونقلًا، فقد ذكره ابن حجر ضمن مسموعاته عن شيوخه في المعجم المفهرس برقم (٢٠٩)، وذكره الكتاني ضمن مسموعات بعض أهل العلم وذلك في ذيل التقييد (١٧)، (٢، ٢٩٩، ٣١٤) .
٣ - أما شراح الكتاب فكثيرون، وقد ذكر كثيرا منهم الأستاذ فؤاد سزگين في كتابه تاريخ التراث العربي (١٩٧ - ٤٠٥) .

(وصف الكتاب ومنهجه)
رحم الله تعالى أهل العلم؛ فقد أدَّوا إلينا أمانة الدين على أحسن وجه وأكمله، ونقلوا إلينا سنة النبي (كاملة لا نقص فيها؛ فلم يدعوا سنة من السنن قد بلغتهم إلا ودوَّنوها وبينوا معناها، ولم يتركوا وصفًا متعلقًا به ﵊ إلا وحَرَصوا على تدوينه.

وقد صنف العلماء المصنفات في ذكر شمائل النبي (وأوصافه الشريفة، سواء أكانت خِلقية أم خُلُقية، ومن هؤلاء العلماء الإمام الترمذي في كتابه: الشمائل، الذي يعد مصدرًا مهمًّا من المصادر الكثيرة التي احتفظت لنا بشمائل النبي (، ويلاحظ على منهجه فيه ما يلي:
١ - قسَّم الترمذي أحاديث الكتاب إلى (٥٦) بابًا، وجعل لكل باب عنوانًا يتضمن إشارة مختصرة إلى ما تشتمل عليه أحاديث الباب.
٢ - عقَّب الترمذي على بعض النصوص التي أوردها بالشرح والبيان والإيضاح تارة، وبالكلام على الأسانيد تارة؛ تصحيحًا وتضعيفًا، وترجيحًا لوجه على وجه، أو بيانًا لاسم راو ورد في السند مبهمًا ونحو ذلك، وتارة ثالثة يجمع بين الشرح والكلام على الأسانيد.
٣ - بلغ عدد النصوص بالمكرر (٤١٥) نصًّا مسندًا، وهي تتنوع بين أحاديث مرفوعة قولية وفعلية، وآثار موقوفة على الصحابة والتابعين.

[التعريف بالكتاب، نقلا عن موقع جامع الحديث]

[تقديم فضيلة الشيخ محمد المنتقى الكشناوى]
 
الحمد لله العزيز القهار، العالم بالاسرار الذي اصطفى سيد البشر سيدنا محمد بن عبد الله بنبوته، ورسالته، وحذر جميع خلقه مخالفته فقال عز من قائل فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً وصلوات الله وسلامه عليه وآله وصحبه وأزواجه وذريته أجمعين.أما بعد:
 
 فاعلم أن علم الحديث ومن جملته علم السيرة النبوية أجل العلوم قدرا وأكملها مزية، من حازه فقد حاز فضلا كثيرا، ومن أوتيه فقد أوتي خيرا كثيرا. فقد روي عن سفيان الثوري رحمه الله كما ذكره ابن الصلاح في مقدمة علوم الحديث له قال: «ما أعلم عملا أفضل من طلب الحديث لمن أراد به الله عز وجل» . قال ابن الصلاح: وروينا نحوه عن ابن المبارك أهـ.قاله العلامة أبو الفيض مولانا جعفر الحسني الادريسي الشهير الكتاني رحمه الله تعالى وإيانا في مقدمة كتابه «نظم المتناثر من الحديث المتواتر» .ثم كما قال بعض الصالحين رضوان الله تعالى علينا وعليهم: 
 
إن معرفة عبادة الله تعالى والعمل بدينه الذي أنزله لصلاح شؤون العباد في الدنيا والآخرة متوقفة على معرفة هدى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وطريقته العملية التي بين فيما شرع الله تعالى أول ما نزل عليه الوحي إلى أن أكمل الله تعالى هذا الدين وقد وعت كتب السنة والمغازي والتاريخ والشمائل أقوال النبي صلى الله عليه وسلم، وأفعاله، وصفاته من أول نشأته إلى أن اختاره الله تعالى إلى جواره، لا سيما الفترة التي أدّى فيها الرسالة ولم تدع أمرا من أموره ولا شيئا من شؤونه دقّ أو جل إلا أحصته حتى انك لتجد فيها صفة ثيابه وجلوسه ونهوضه من نومه وهيئته في ضحكه وابتسامه ومشيته وعبادته في ليله ونهاره، وكيف كان يفعل إذا اغتسل وإذا أكل وكيف كان يشرب وماذا كان يلبس وكيف كان يتحدث للناس إذا لقيهم.
 
 وما كان يحب من الألوان وما هي حليته وشمائله.ولسنا نعدو الحقيقة إذا قلنا: إنه ليس في الدنيا إنسان كامل يتحدث التاريخ عن سيرته على التفصيل كما تحدث عن تفاصيل حياة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين. وأن من أوفى كتاب في هذا الموضوع هو كتاب الشمائل المحمدية للإمام الحافظ المحقق محمد بن عيسى الترمذي نفعنا الله تعالى به وأعاد علينا من بركاته آمين.وقد استوعب رحمه الله تعالى في كتابه هذا هديه صلى الله عليه وسلم في صفاته،
 
 وقد كان من حسن الحظ أن نتعرف على فضيلة الأخ الكبير الشيخ محمد عفيف الزعبي رحمه الله تعالى وإيانا والمؤمنين بدار العلم للطباعة والنشر، جدة وقد عرض علينا فضيلته نسخة من تحقيقه للكتاب فأرادنا أن نشاركه في الأجر بتقديم الكتاب للقراء راجيا من المولى الكريم أن يجازيه بأحسن الجزاء على هذا العمل العظيم ولكل من ساعد وساهم في إخراج هذا الكتاب الجليل، وأن ينفع به الطلاب، والمسلمين آمين. والحمد لله رب العالمين وصلى الله تعالى وسلم على سيدنا محمد وآله وصحبه.محمد المنتقى الكشناوى

 
[ترجمة: الامام الترمذى]
 
[نسبه:]
 
هو أبو عيسى محمد بن عيسى بن سورة بن موسى بن الضحاك السلمي «١»
 
 
[ولادته ووفاته:]
 
ولد الامام الحافظ أبو عيسى في قرية بوغ في سنة (٢٠٩ هـ) ثم انتقل منها إلى مدينة ترمذ «٢» إلى أن توفاه الله تعالى فيها سنة (٢٧٩ هـ) وله سبعون سنة.
 
[شيوخه وتلاميذه:]
 
يعتبر المؤرخون عصر الترمذي العصر الذهبي لعلم الحديث حيث كان رائد بعثه وازدهاره الامام محمد بن إدريس الشافعي المطلبي ناصر السنة.حيث علم الناس عامة وأهل العراق ثم مصر خاصة معنى الاحتجاج بالسنة

(١) بضم السين منسوب الى بنى سليم بالتصغير قبيلة من غيلان/ كذا ذكره ابن عساكر وقال السمعاني ابن شداد بدل ابن الضحاك. وأبو عيسى كنيته ومحمد اسمه وعيسى اسم أبيه وسورة اسم جده كما في القاموس ومعنى السورة في الأصل الحدة.

(٢) قال صاحب القاموس ترمذ بكسر التاء وهي مدينة قديمة على طرف نهر بلخ من جهة شاطئه الشرقي ويقال لها مدينة الرجال. وقال الشيخ ابراهيم الباجوري فيها ثلاث لغات كسر التاء والميم وهو الأشهر وضمها وهو ما يقوله المتقنون وأهل المعرفة وفتح التاء وكسر الميم وثانية ساكن في الوجوه الثلاثة.

ومعنى العمل بها مع القرآن، وحدد أصول ذلك وحررها، وأقام الحجة على مناظريه بوجوب الأخذ بالحديث وأفحمهم. من ذلك نرى أن الأئمة الأعلام أصحاب كتب السنة نبغوا في الطبقة التالية لعصر الشافعي مباشرة، وان لم يدركوه رؤية وسماعا لتقدم وفاته، ولكنهم أدركوا اقرانه ومعاصريه ومناظريه وكبار تلاميذه.وبسرد بسيط لتواريخ ولادتهم ووفاتهم تظهر المقارنة واضحة١- فالبخاري/ محمد بن اسماعيل ابو عبد الله ولد في شوال سنة ١٩٤ هـ ومات يوم السبت غرة شوال من سنة ٢٥٦ هـ.٢- ومسلم بن الحجاج القشيري أبو الحسن ولد في سنة ٢٠٩ هـ ومات في ٢٥ رجب سنة ٢٥٦ هـ.٣- 
 
والامام الحافظ الترمذي ولد سنة ٢٠٩ هـ ومات في ١٣ رجب سنة ٢٧٩ هـ.٤- وأبو داوود سليمان بن الأشعث السجستاني ولد سنة ٢٠٢ هـ ومات في ١٦ شوال سنة ٢٥٧ هـ.٥- والنسائي أحمد بن شعيب أبو عبد الرحمن ولد سنة ٢١٥ هـ ومات في ١٣ صفر ٣٠٣ هـ.٦- وابن ماجه محمد بن يزيد بن ماجه أبو عبد الله ولد سنة ٢٠٩ هـ ومات في ٢٢ رمضان سنة ٢٧٣ هـ.٧- وقد روى هؤلاء الأئمة الستة عن شيوخ كثيرين متفرد بعضهم بالرواية عن بعض الشيوخ واشترك بعضهم مع غيره في الرواية عن آخرين، واشتركوا جميعا في الرواية عن تسعة شيوخ فقط وهم:

وقد أدرك أبو عيسى الترمذي شيوخا أقدم من هؤلاء وسمع منهم وروى عنهم. قال الذهبي في تذكرة الحفاظ: سمع قتيبة بن سعيد «١» وأبا مصعب «٢» وإبراهيم بن عبد الله الهروي «٣» ، وإسماعيل بن موسى السدي «٤» ، وسويد بن نصر «٥» ، وعلي بن صخر «٦» .والترمذي تلميذ البخاري وخريجه، وعنه أخذ علم الحديث وتفقه فيه ومرن بين يديه، وسأله واستفاد منه، وناظره فوافقه وخالفه، كعادة هؤلاء العلماء، في اتباع الحق حيث كان. وقد طاف ابو عيسى البلاد، وسمع خلقا من الخراسانيين والعراقيين والحجازيين.

(١) قتيبة بن سعيد الثقفي أبو رجاء ولد سنة ١٥٠ هـ ومات سنة ٢٤٠ هـ.
(٢) أبو مصعب: أحمد بن أبي بكر الزهري المدني ولد سنة ١٥٠ هـ ومات سنة ٢٤٢ هـ.
(٣) ابراهيم بن عبد الله بن حاتم الزهري ولد سنة ١٧٨ هـ ومات سنة ٢٤٤ هـ.
(٤) إسماعيل بن موسى الفزاري السدي مات سنة ٢٤٥ هـ.
(٥) سويد بن نصر بن سويد المروزي السدى مات سنة ٢٤٠ هـ وعمره ٩١ سنة.
(٦) علي بن حجر المروزي مات سنة ٢٤٤ هـ وقد قارب المائة.

 
[شهادة العلماء فيه وفي كتبه:]
 
قال الحافظ أبو الفضل محمد بن طاهر المقدسي (أخبرنا الحسن بن أحمد أبو محمد السمرقندي مناولة أخبرنا أبو بشر عبد الله بن محمد بن محمد بن عمرو، حدثنا أبو سعيد عبد الرحمن بن محمد الادريسي الحافظ قال: محمد بن عيسى بن سورة الترمذي الحافظ الضرير، أحد الأئمة الذين يقتدى بهم في علم الحديث.صنف كتاب الجامع والتواريخ والعلل، تصنيف رجل عالم متقن، كان يضرب به المثل في الحفظ.وقال عنه السمعاني في الانساب بأنه «إمام عصره بلا مدافعة، صاحب التصانيف» ، وبأنه «أحد الائمة الذين يقتدى بهم في علم الحديث» .ونقل الذهبي في تذكرة الحفاظ والصفدي في نكت الهميان، والمزي في التهذيب أن ابن حبان ذكره في الثقات وقال: «كان ممن جمع وصنف وحفظ وذاكر» .
 
ووصفه المزي في التهذيب بأنه «الحافظ صاحب الجامع وغيره من المصنفات، أحد الائمة الحفاظ المبرزين، وممن نفع الله به المسلمين» .وقال الذهبي في الميزان «الحافظ العلم، صاحب الجامع، ثقة مجمع عليه، ولا التفات إلى قول أبي محمد بن حزم فيه في الفرائض من كتاب الأيصال: إنه مجهول، فإنه ما عرف ولا درى بوجود الجامع ولا العلل له» .وقال ابن العماد الحنبلي في شذرات الذهب «كان مبرزا على الاقران، آية في الحفظ والاتقان» .
 
ونقل الحاكم أبو أحمد عن أحد شيوخه قال «مات محمد بن إسماعيل البخاري ولم يخلف بخرسان مثل أبي عيسى في العلم والحفظ والورع والزهد، بكى حتى عمي، وبقي ضريرا سنين» .وفي التهذيب: قال أبو الفضل البيلماني: سمعت نصر بن محمد الشبركوهي يقول: سمعت محمد بن عيسى الترمذي يقول: قال لي محمد بن إسماعيل- يعني البخاري- ما انتفعت بك أكثر مما انتفعت بي» .وقال ابن الأثير في تاريخه «كان إماما حافظا، له تصانيف حسنة منها الجامع الكبير وهو أحسن الكتب» .
 
وقال أبو علي منصور بن عبد الله الخالدي عن الترمذي أنه قال في شأن كتابه (الجامع) صنفت هذا الكتاب فعرضته على علماء الحجاز والعراق وخراسان فرضوا به ومن كان في بيته هذا الكتاب فكأنما في بيته نبي يتكلم.قول العلماء في كتاب الشمائل:يقول علي بن سلطان محمد القاري:ومن أحسن ما صنف في شمائله وأخلاقه صلى الله عليه وسلم كتاب الترمذي المختصر الجامع في سيره على الوجه الأتم بحيث أن مطالع هذا الكتاب، كأنه يطالع طلعة ذلك الجناب، ويرى محاسنه الشريفة في كل باب.
 
وقال محمد بن محمد الجزري رحمه الله تعالى:أخلاي إن شط الحبيب وربعه ... وعز تلاقيه وناءت منازلهوفاتكم أن تبصروه بعينكم ... فما فاتكم بالعين فهذي شمائلهوللأديب محي الدين عبد القادر الزركشي في وصف كتاب الشمائل:يا أشرف مرسلا كريما ... ما ألطف هذي الشمايلمن يسمع وصفها تراه ... كالغصن مع النسيم مايلوقال الشيخ عبد الرؤوف المناوي:«فإن كتاب الشمائل لعلم الرواية وعلم الدراية للامام الترمذي جعل الله قبره روضة عرفها أطيب من المسك الشذي كتاب وحيد في بابه فريد في ترتيبه واستيعابه، لم يأت له أحد بمماثل ولا بمشابه، سلك فيه منهاجا بديعا ورصعه بعيون الاخبار وفنون الآثار ترصيعا حتى عد ذلك الكتاب من المواهب وطار في المشارق والمغارب.

وكان ممن تصدى لشرحه أفضل المدققين وأحد المحققين مولانا عصام الدين الاسفرايني الشافعي.وتلاه العالم النحرير الفقيه الشهير الشهاب بن حجر نزيل مكة فأطال وأطاب.قال أبي الفداء اسماعيل:ومن أحسن من جمع في ذلك فأجاد وأفاد الامام أبو عيسى محمد بن عيسى بن سورة الترمذي رحمه الله تعالى أفرد في هذا المعنى كتابه المشهور بالشمائل المحمدية، ولنا به سماع متصل إليه.

قال الحافظ «١» أبو عيسى محمد بن عيسى بن سورة الترمذي «٢» :


(١) الحافظ في اصطلاح المحدثين: من أحاط علمه بمائة ألف حديث متنا واسنادا.
(٢) ترمذ: علم لبلدة قديمة، تقع على نهر «بلخ» المعروف بنهر جيحون، شمالي إيران، وهي بكسر التاء والميم ويجوز ضمهما. اليها نسب الامام الترمذي، وتوفي فيها سنة تسع وسبعين ومائتين وله سبعون سنة.

عن الكاتب

Ustadz Online

التعليقات


جميع الحقوق محفوظة

الكتب الإسلامية