الكتب الإسلامية

مجموعة الكتب والمقالات الإسلاية والفقه علي المذاهب الأربعة

recent

آخر الأخبار

recent
جاري التحميل ...

مقدمة كتاب الرسالة للإمام الشافعي

مقدمة كتاب الرسالة للإمام الشافعي

 اسم الكتاب: الرسالة
اسم المؤلف: محمد بن إدريس الشافعي (١٥٠ هـ - ٢٠٤ هـ)
تحقيق وشرح: أحمد محمد شاكر

الموضوع: علم أصول الفقه علي المذهب الشافعي


فهرس الموضوعات 

  1. مقدمة المحقق
  2. كتاب الرسالة
  3. أصل الربيع
  4. وصف النسخة
  5. أصحاب النسخة
  6. السماعات وما ألحق بها
  7. أصل الربيع
  8. السماعات
  9. الأسانيد
  10. التوقيعات
  11. الأحاديث والآثار
  12. أحاديث رواها أحد السامعين من عبد الرحمن بن نصر عنه في سنة ٤٠١
  13. أثران رواهما أحد السامعين في السماع (رقم ٨ سنة ٤٥٧)
  14. آثار مكتوبة في (ص ٩ أصل) بخط هبة الله بن الأكفاني
  15. كلمة لأبي حاتم (ص ٤ من الأصل)
  16. شعر للصنوبري في مدح أبي الحسن بن يزيد الحلبي
  17. نسخة العماد بن جماعة
  18. صورة أول النسخة
  19. رموز نسخ الرسالة
  20. الخطبة
  21. الصلاة على النبي
  22. العودة الي كتاب الرسالة للإمام الشافعي


الرسالة
للإمام المطلبي محمد بن ادريس الشافعي
(١٥٠ هـ - ٢٠٤ هـ)

بتحقيق وشرح
أبي الاشبال أحمد محمد شاكر
عن أصل بخط الربيع بن سلمان، كتبه في حياة الشافعي

(لما نظرت الرسالة للشافعي أذهلتني، لانني رأيت كلام رجل عاقل فصيح ناصح، فإني لاكثر الدعاء له) عبد الرحمن بن مهدي
 
هذا السفر القيم يضم بين دفتيه:
١ - المقدمة
٢ - السماعات
٣ - اللوحات المصورة
٤ - كتاب الرسالة مشروحا محققا:
يحتوى على أربعة أجزاء
٥ - الاستدراك
٦ - المراجع
٧ - مفاتيح الكتاب
 

مقدمة المحقق

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين. وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما.
هذا الكتاب (الرسالة) للشافعي.
وكفى الشافعي مدحا أنه الشافعي.
وكفى (الرسالة) تقريظا أنها تأليف الشافعي.
وكفاني فخرا أن أنشر بين الناس علم الشافعي.
[مع إعلامهم نهيه عن تقليده وتقليد غيره] (١).
ولو جاز لعالم أن يقلد عالما كان أولى الناس عندي أن يقلد -: الشافعي.
فإني أعتقد - غير غال ولا مسرف - أن هذا الرجل لم يظهر مثله في علماء الاسلام، في فقه الكتاب والسنة، ونفوذ النظر فيهما ودقة الاستنباط. مع قوة العارضة، ونور البصيرة، والايداع في إقامة الحجة وإفحام مناظره. فصيح اللسان، ناصع البيان، في الذروة العليا من البلاغة. تأدب بأدب البادية، وأخذ العلوم والمعارف عن أهل الحضر، حتى سما عن كل عالم قبله وبعده. نبغ في الحجاز، وكان الى علمائه مرجع الرواية والسنة، وكانوا أساطين العلم في فقه القران، ولم يكن الكثير منهم أهل لسن وجدل، وكادوا يعجزون عن مناظرة أهل الرأي، فجاء هذا الشاب يناظر وينافح، ويعرف كيف يقوم بحجته، وكيف يلزم أهل الرأي وجوب اتباع السنة، وكيف يثبت لهم الحجة في خبر الواحد، وكيف
(١) اقتباس من كلام المزني في أول مختصره بحاشية الام (ج ١ ص ٢).
 
يفصل للناس طرق فهم الكتاب على ما عرف من بيان العرب وفصاحتهم، وكيف يدلهم على الناسخ والمنسوخ من الكتاب والسنة، وعلى الجمع بين ما ظاهره التعارض فيهما أو في أحدهما. حتى سماه أهل مكة «ناصر الحديث».
وتواترت أخباره إلى علماء الاسلام في عصره، فكانوا يفدون إلى مكة للحج، يناظرونه ويأخذون عنه في حياة شيوخه، حتى إن أحمد بن حنبل جلس معه مرة، فجاء أحد إخوانه يعتب عليه أن ترك مجلس ابن عيينة - شيخ الشافعي -. ويجلس إلى هذا الاعرابي! فقال له أحمد: «اسكت، إنك إن فاتك حديث بعلو وجدته بنزول، وإن فاتك عقل هذا أخاف أن لا تجده، ما رأيت أحدا أفقه في كتاب الله من هذا الفتى». وحتى يقول داود بن علي الظاهري الامام في كتاب مناقب الشافعي: «قال لي إسحاق بن راهويه: ذهبت أنا وأحمد بن حنبل الى الشافعي بمكة فسألته عن أشياء، فوجدته فصيحا حسن الادب، فلما فارقناه أعلمني جماعة من أهل الفهم بالقرآن أنه كان أعلم الناس في زمانه بمعاني القرآن، وأنه قد أوتي فيه فهما، فلو كنت عرفته للزمته. قال داود: ورأيته يتأسف على ما فاته منه». وحتى يقول أحمد بن حنبل: «لولا الشافعي ما عرفنا فقه الحديث». ويقول أيضا: «كانت أقضيتنا في أيدي أصحاب أبي حنيفة ما تنزع، حتى رأينا الشافعي، فكان أفقه الناس في كتاب الله، وفي سنة رسول الله».
ثم يدخل العراق، دار الخلافة وعاصمة الدولة (١)، فيأخذ عن أهل الرأي علمهم ورأيهم، وينظر فيه، ويجادلهم ويحاجهم، ويزداد بذلك بصرا
(١) دخل الشافعي بغداد ثلاث مرات، الاولى وهو شاب سنة ١٨٤ أو قبلها في خلافة هارون الرشيد، والثانية في سنة ١٩٥ ومكث سنتين، والثالثة سنة ١٩٨ فأقام بها أشهرا، ثم خرج إلى مصر.
 
بالفقه ونصرا للسنة، حتى يقول أبو الوليد المكي الفقيه موسى بن أبي الجارود:
«كنا نتحدث نحن وأصحابنا من أهل مكة أن الشافعي أخذ كتب ابن جريح (١) عن أربعة أنفس: عن مسلم بن خالد، وسعيد بن سالم، وهذان فقيهان، وعن عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد، وكان أعلمهم بابن جريح، وعن عبد الله بن الحرث المخزومي، وكان من الاثبات، وانتهت رياسة الفقه بالمدينة إلى مالك بن أنس، رحل إليه ولازمه وأخذ عنه، وانتهت رياسة الفقه بالعراق إلى أبي حنيفة، فأخذ عن صاحبه محمد بن الحسن جملا ليس فيها شئ إلا وقد سمعه عليه، فاجتمع له علم أهل الرأي وعلم أهل الحديث، فتصرف في ذلك، حتى أصل الاصول، وقعد القواعد، وأذعن له الموافق والمخالف، واشتهر أمره، وعلا ذكره، وارتفع قدره، حتى صار منه ما صار».
ثم دخل مصر في سنة ١٩٩ فأقام بها إلى أن مات، يعلم الناس السنة وفقه السنة والكتاب، ويناظر مخالفيه ويحاجهم، وأكثرهم من أتباع شيخه مالك بن أنس، وكانوا متعصبين لمذهبه، فبهرهم الشافعي بعلمه وهديه وعقله، رأوا رجلا لم تر الاعين مثله، فلزموا مجلسه، يفيدون منه علم الكتاب وعلم الحديث، ويأخذون عنه اللغة والانساب والشعر، ويفيدهم في بعض وقته في الطب، ثم يتعلمون منه أدب الجدل والمناظرة، ويؤلف الكتب بخطه، فيقرؤن عليه ما ينسخونه منها، أو يملي عليهم بعضها إملاء، فرجع أكثرهم عما كانوا يتعصبون له، وتعلموا منه الاجتهاد ونبذ التقليد، فملا الشافعي طباق الارض علما.
ومات ودفن بمصر، وقبره معروف مشهور إلى الان. وعاش ٥٤ سنة،
(١) انتهت رياسة الفقه بمكة إلى ابن جريج.
 
ولد سنة ١٥٠ بغزة، ومات ليلة الجمعة ودفن يوم الجمعة بعد العصر آخر يوم من رجب سنة ٢٠٤ (١) (الجمعة ٢٩ رجب سنة ٢٠٤ يوافق ١٩ يناير سنة ٨٢٠ ميلادية، ٢٣ طوبة سنة ٥٣٦ قبطية).
وليس الشافعي ممن يترجم له في أوراق أو كراريس، وقد ألف العلماء الائمة في سيرته كتبا كثيرة وافية، وجد بعضها وفقد أكثرها. ولعلنا نوفق إلى أن نجمع ما تفرق من أخباره في الكتب والدواوين، في سيرة خاصة به، إن شاء الله.
وقد يفهم بعض الناس من كلامي عن الشافعي أني أقول عن تقليد أو عصبية، لما نشأ عليه أكثر أهل العلم من قرون كثيرة، من تفرقهم شيعا وأحزابا علمية، مبنية على العصبية المذهبية، مما أضر بالمسلمين وأخرهم عن سائر الامم، وكان السبب الاكبر في زوال حكم الاسلام عن بلاد المسلمين، حتى صاروا يحكمون بقوانين تخالف دين الاسلام، خنعوا لها واستكانوا، في حين كان كثير من علمائهم يأبون الحكم بغير المذهب الذي يتعصبون له ويتعصب له الحكام في البلاد. ومعاذ الله أن أرضى لنفسي خلة أنكرها على الناس، بل أبحث وأجد، وأتبع الدليل الصحيح حيثما وجد. وقد نشأت في طلب العلم وتفقهت على مذهب أبي حنيفة، ونلت شهادة العالمية من الازهر الشريف حنفيا، ووليت القضاء منذ عشرين سنة أحكم كما يحكم إخواني بما أذن لنا في الحكم به من مذهب الحنفية. ولكني بجوار هذا بدأت دراسة السنة النبوية أثناء طلب العلم، من نحو ثلاثين سنة، فسمت كثيرا وقرأت كثيرا، ودرست أخبار العلماء والائمة، ونظرت في أقوالهم وأدلتهم، لم أتعصب لواحد منهم، ولم أحد عن سنن الحق فيما بدا لي، فان أخطأت فكما يخطئ الرجل، وإن أصبت فكما يصيب الرجال. أحترم رأيي ورأي غيري، وأحترم ما أعتقده حقا قبل كل شئ وفوق كل شئ. فعن هذا قلت ما قلت واعتقدت ما أعتقد في الشافعي، ﵀ ورضى عنه.
(١) ذكر المرحوم مختار باشا في التوفيقات الالهامية أن الشافعي مات في ٤ شعبان، وهو خطأ.
 
كتاب الرسالة
ألف الشافعي كتبا كثيرة، بعضها كتبه بنفسه وقرأه على الناس أو قرؤه عليه، وبعضها أملاه إملاء، وإحصاء هذه الكتب عسير، وقد فقد كثير منها. فألف في مكة، وألف في بغداد، وألف في مصر. والذي في أيدي العلماء من كتبه الان ما ألفه في مصر، وهو كتاب (الام) الذي جمع فيه الربيع بعض كتب الشافعي، وسماه بهذا الاسم، بعد أن سمع منه هذه الكتب، وما فاته سماعه بين ذلك، وما وجده بخط الشافعي ولم يسمعه بينه أيضا، كما يعلم ذلك أهل العلم ممن يقرؤن كتاب (الام). و(كتاب اختلاف الحديث) وقد طبع بمطبعة بولاق بحاشية الجزء السابع من الام. و(كتاب الرسالة). وهما مما روى الربيع عن الشافعي منفصلين، ولم يدخلهما في كتاب (الام).
ولمناسبة الكلام عن كتب الشافعي وكتاب الام خاصة، يجدر بنا أن نقول كلمة فيما أثاره صديقنا الاديب الكبير الدكتور زكي مبارك حول كتاب (الام) منذ بضعة أعوام، فقد تعرض للجدل في هذا الكتاب، عن غير بينة ولا دراسة منه لكتب المتقدمين وطرق تأليفهم، ثم طرق رواية المتأخرين عنهم لما سمعوه، 

فأشبهت عليه بعض الكلمات في (الام) فظنها دليلا على أن الشافعي لم يؤلف هذه الكتب. واستند إلى كلمة رواها أبو طالب المكي في أخذه الربيع بعد موته فادعاه لنفسه. ثم جادل الدكتور زكي مبارك في هذا جدالا شديدا، وألف فيه كتابا صغيرا، أحسن ما فيه أنه مكتوب بقلم كاتب بليغ، والحجج على نقض كتابه متوافرة في كتب الشافعي نفسها. ولو صدقت هذه الرواية لارتفعت الثقة بكل كتب العلماء، بل لارتفعت الثقة بهؤلاء العلماء أنفسهم، وقد رووا لنا العلم والسنة، بأسانيدهم الصحيحة الموثوق بها، بعد أن نقد علماء الحديث سير الرواة وتراجمهم، ونفوا رواية كل من حامت حول صدقه أو عدله شبهة، والربيع المرادي من ثقات الرواة عند المحدثين، وهذه الرواية فيها تهمة له بالتلبيس والكذب، وهو أرفع قدرا وأوثق أمانة من أن نظن به أنه يختلس كتابا ألفه البويطي ثم ينسبه لنفسه، ثم يكذب على الشافعي في كل ما يروى أنه من تأليف الشافعي، بل لو صح عنه بعض هذا كان من أكذب الوضاعين وأجرئهم على الفرية!! وحاش لله أن يكون الربيع الا ثقة أمينا. وقد رد مثل هذه الرواية أبو الحسين الرازي الحافظ محمد بن عبد الله بن جعفر المتوفى سنة ٣٤٧، وهو والد الحافظ تمام الرازي، فقال: "هذا لا يقبل، بل
 
البويطي كان يقول: الربيع أثبت في الشافعي مني، وقد سمع أبو زرعة الرازي كتب الشافعي كلها من الربيع قبل موت البويطي بأربع سنين». انظر التهذيب للحافظ ابن حجر (٣: ٢٤٦).


وقد يظن بعض القارئين أني أقسو في الرد على الدكتور، ومعاذ الله أن أقصد إلى ذلك، وهو الاخ الصادق الود، ولكن ماذا أصنع؟ وهو يرمي أوثق رواة كتب الشافعي - الربيع المرادي - بالكذب على الشافعي، ثم ينتصر لرأيه، ويسرف في ذلك، ويخونه قلمه، حتى ينقل عن الام نقلا غير صحيح، ينتهي به إلى أن يرمي الشافعي نفسه بالكذب!! فيزعم في كتابه أن عبارة «أخبرنا» لا تدل على السماع في الرواية، وأن الاخبار معناه أحيانا النقل والرأي، ثم ينقل عن الام أن الشافعي قال في (ج ١ ص ١١٧) «أخبرنا هشيم» ويقول: «إن الشافعي لم يلق هشيما، فقد توفي هشيم ببغداد سنة ١٨٣ والشافعي إنما دخل إلى بغداد سنة ١٩٥». وأصل هذا الاستدراك للسراج البلقيني، وهو مذكور بحاشية الام، ولكن تعليقا، وذلك أن يروي الرجل عمن لم يلقه من الشيوخ شيئا فيذكر اسمه فقط على تقدير «قال»، أو يقول صريحا «قال فلان». وليس بهذا بأس، بل هو أمر معروف مشهور، ولا مطعن على الراوي به. ولذلك بين البلقيني الامر، فان لكلامه بقية حذفها الدكتور، وهي: «فلكونه لم يسمع منه يقول بالتعليق: هشيم، يعني: قال هشيم». ولكن الدكتور زكي مبارك فاته معنى هذا عند علماء المصطلح، فحذفه. ثم زاد فيما نقل عن الشافعي كلمة «أخبرنا» ليؤيد بها رأيه الذي اندفع في الاحتجاج له.


* فائدة: أخطأ السراج البلقيني في هذا الموضع، في إيهامه أن الشافعي لم يدخل بغداد إلا سنة ١٩٥ لانه ثبت أنه دخلها سنة ١٨٤ وسمع من محمد بن الحسن كثيرا من العلم. كما أخطأ أيضا في حاشية أخرى كتبها بعد هذا الموضع (الام ١: ١١٨) عند قول الشافعي «أخبرنا ابن مهدي» قال: «هكذا وقع في نسخة الام أن الشافعي يقول: أخبرنا ابن مهدي، والشافعي لم يجتمع بابن مهدي». ووجه الخطأ أن الشافعي وابن مهدي تعاصرا، وكلاهما دخل بغداد، والغالب أن ابن المهدي كان يدخل الحجاز، والمعروف البديهي عند علماء الحديث أن الراوي العدل إذا قال «حدثنا» أو «أخبرنا» كان الحديث متصلا، وأنه إذا قال «عن فلان» لمن ثبت لقاؤه إياه ولو مرة واحدة حمل على الاتصال أيضا، لا يخالف أحد منهم في ذلك. (انظر الرسالة رقم ١٠٣٢) وإنما اختلفوا فيمن يقول «عن فلان» لشخص عاصره ولم يثبت أنه لقيه ولو مرة، فالبخاري لا يحمله على الاتصال، ومسلم وأكثر أهل العلم يجعلونه متصلا أيضا، وهو الراجح الصحيح. ولا يخالف أحد من العلماء في أن الرواي الذي يقول «حدثنا» أو «أخبرنا» لما لم يسمع فانما هو كذاب وضاع، فالشافعي الصادق الامين إذا قال «أخبرنا ابن مهدي» فقد أخبره، لا يجوز فيه غير هذا.
و(كتاب الرسالة) ألفه الشافعي مرتين. ولذلك يعده العلماء في فهرس مؤلفاته كتابين: الرسالة القديمة، والرسالة الجديدة. أما الرسالة القديمة فالراجح
 
عندي أنه ألفها في مكة، إذ كتب إليه عبد الرحمن بن مهدي (١) «وهو شاب أن يضع له كتابا فيه معاني القران. ويجمع قبول الاخبار فيه، وحجة الاجماع وبيان الناسخ والمنسوخ من القران والسنة. فوضع له كتاب الرسالة» (٢) وقال علي بن المديني: «قلت لمحمد بن أدريس الشافعي أجب عبد الرحمن بن مهدي عن كتابه، فقد كتب إليك يسألك، وهو متشوق إلى جوابك. قال:
فأجابه الشافعي، وهو كتاب الرسالة التي كتبت عنه بالعراق، وإنما هي رسالته إلى عبد الرحمن بن مهدي» (٣). وأرسل الكتاب إلى ابن مهدي مع الحرث بن سريج النقال الخوارزمي ثم البغدادي، وبسبب ذلك سمي «النقال» (٤).
والظاهر عندي أن عبد الرحمن بن مهدي كان إذ ذلك في بغداد، دخلها سنة ١٨٠، ولكن الفخر الرازي يقول في كتاب مناقب الشافعي (ص ٥٧):
«اعلم أن الشافعي رضى الله عنه صنف كتاب الرسالة ببغداد، ولما رجع إلى مصر أعاد تصنيف كتاب الرسالة، وفي كل واحد منهما علم كثير». وأياما كان فقد ذهبت الرسالة القديمة، وليس في أيدي الناس الان إلا الرسالة الجديدة، وهي هذا الكتاب. وقد تبين لنا من استقراء كتب الشافعي الموجودة التي ألف بمصر أنه ألف هذه الكتب من حفظه، ولم تكن كتبه كلها معه. انظر إليه يقول في كتاب الرسالة (رقم ١١٨٤). " وغاب عني بعض كتبي، وتحققت بما يعرفه أهل العلم مما حفظت، فاختصرت خوف طول الكتاب، فأتيت
(١) عبد الرحمن بن مهدي الحافظ الامام العلم، قال الشافعي: لا أعرف له نظيرا في الدنيا.
ولد سنة ١٣٥ ومات في جمادي الاخرة سنة ١٩٨.
(٢) رواه الخطيب باسناده في تاريخ بغداد (٢: ٦٤ - ٦٥) وسيأتي في السماعات برقم (٥٢) ورواه أيضا البيهقي باسناده، نقله عنه ياقوت في معجم الادباء (٦: ٣٨٨ - ٣٨٩).
(٣) رواه الحافظ ابن عبد البر باسناده في الانتقاء (ص ٧٢ - ٧٣).
(٤) الانتقاء (ص ٧٢) والانساب (ورقة ٥٧٦) وطبقات الشافعية (١: ٢٤٩).
 
ببعض ما فيه الكفاية، دون تقصي العلم في كل أمره». ويقول في كتاب اختلاف الحديث (ص ٢٥٢): «وقد حدثني الثقة أن الحسن كان يدخل بينه وبين عبادة حطان الرقاشي، ولا أدري أدخله عبد الوهاب بينهما فزال من كتابي حين حولته من الاصل أم لا؟ والاصل يوم كتبت هذا الكتاب غائب عني».
والظاهر عندي أيضا أنه أعاد تأليف كتاب الرسالة بعد تأليف أكثر كتبه التي في (الام)، لانه يشير كثيرا في الرسالة إلى مواضع مما كتب هناك، فيقول مثلا (رقم ١١٧٣): «وقد فسرت هذا الحديث قبل هذا الموضع». وهذه إشارة إلى ما في الام (٦: ٧٧).
والراجح أنه أملى (كتاب الرسالة) على الربيع إملاء، كما يدل على ذلك قوله في (٣٣٧): «فخفف فقال: علم أن سيكون منكم مرضى. قرأ إلى: فاقرؤا ما تيسر منه». فالذي يقول «قرأ» هو الربيع، يسمع الاملاء ويكتب، فإذا بلغ إلى آية من القران كتب بعضها ثم يقول «الاية» أو «إلى كذا»، فيذكر ما سمع الانتهاء إليه منها، ولكن هنا صرح بأن الشافعي قرأ إلى قوله «فاقرؤا ما تيسر منه».
والشافعي لم يسم «الرسالة» بهذا الاسم، إنما يسميها (الكتاب) أو يقول «كتابي» أو «كتابنا». وانظر الرسالة (رقم ٩٦، ٤١٨، ٤٢٠، ٥٧٣، ٦٢٥، ٧٠٩، ٩٥٣) وكذلك يقول في كتاب (جماع العلم) مشيرا إلى الرسالة «وفيما وصفنا ههنا وفي (الكتاب) قبل هذا». (الام ٧: ٢٥٣). ويظهر أنها سميت «الرسالة» في عصره، بسبب إرساله إياها لعبد الرحمن بن مهدي (١).
(١) وقد غلبت عليها هذه التسمية، ثم غلبت كلمة «رسالة» في عرف المتأخرين على كل كتاب صغير الحجم، مما كان يسميه المتقدمون «جزءا». فهذا العرف الاخير غير جيد، لان «الرسالة» من «الارسال».
 
وهذا كتاب (الرسالة) أول كتاب ألف في (أصول الفقه) بل هو أول كتاب ألف في (أصول الحديث) أيضا. قال الفخر الرازي في مناقب الشافعي (ص ٥٧): «كانوا قبل الامام الشافعي يتكلمون في مسائل أصول الفقه، ويستدلون ويعترضون، ولكن ما كان لهم قانون كلي مرجوع إليه في معرفة دلائل الشريعة، وفي كيفية معارضاتها وترجيحاتها، فاستنبط الشافعي علم أصول الفقه، ووضع للخلق قانونا كليا يرجع إليه في معرفة مراتب أدلة الشرع.
فثبت أن نسبة الشافعي إلى علم الشرع كنسبة أرسطا طاليس إلى علم العقل».
وقال بدر الدين الزركشي في كتاب البحر المحيط في الاصول (مخطوط): «الشافعي أول من صنف في أصول الفقه، صنف فيه كتاب الرسالة، وكتاب أحكام القران، واختلاف الحديث، وإبطال الاستحسان، وكتاب جماع العلم، وكتاب القياس». وأقول: إن أبواب الكتاب ومسائله، التي عرض الشافعي فيها للكلام على حديث الواحد والحجة فيه، وإلى شروط صحة الحديث وعدالة الرواة، ورد الخبر المرسل والمنقطع، إلى غير ذلك مما يعرف من الفهرس العلمي في آخر الكتاب -: هذه المسائل عندي أدق وأغلى ما كتب العلماء في أصول الحديث، بل إن المتفقه في علوم الحديث يفهم أن ما كتب بعده إنما هو فروع منه، وعالة عليه، وأنه جمع ذلك وصنفه على غير مثال سبق، لله أبوه.
و(كتاب الرسالة) بل كتب الشافعي أجمع، كتب أدب ولغة وثقافة، قبل أن تكون كتب فقه وأصول، ذلك أن الشافعي لم تهجنه عجمة، ولم تدخل على لسانه لكنة، ولم تحفظ عليه لحنة أو سقطة. قال عبد الملك بن هشام النحوي صاحب السيرة: «طالت مجالستنا للشافعي فما سمعت منه لحنة قط، ولا كلمة غيرها أحسن منها». وقال أيضا: "جالست الشافعي زمانا، فما
 
سمعته تكلم بكلمة إلا إذا أعتبرها المعتبر لا يجد كلمة في العربية أحسن منها».
وقال أيضا: «الشافعي كلامه لغة يحتج بها». وقال الزعفراني: «كان قوم من أهل العربية يختلفون إلى مجلس الشافعي معنا، ويجلسون ناحية، فقلت لرجل من رؤسائهم: إنكم لا تتعاطون العلم فلم تختلفون معنا؟ قالوا: نسمع لغة الشافعي».
وقال الاصمعي: «صححت أشعار هذيل على فتى من قريش، يقال له محمد بن إدريس الشافعي». وقال ثعلب: «العجب أن بعض الناس يأخذون اللغة عن الشافعي، وهو من بيت اللغة! والشافعي يجب أن يؤخذ منه اللغة، لا أن يؤخذ عليه اللغة». يعني يجب أن يحتجوا بألفاظه نفسها، لا بما نقله فقط. وكفى بشهادة الجاحظ في أدبه وبيانه (١)، يقول: «نظرت في كتب هؤلاء النبغة (٢) الذين نبغوا في العلم، فلم أر أحسن تأليفا من المطلبي، كأن لسانه ينظم الدر».
فكتبه كلها مثل رائعة من الادب العربي النقي، في الذروة العليا من البلاغة، يكتب على سجيته، ويملي بفطرته، لا يتكلف ولا يتصنع، أفصح نثر تقرؤه بعد القران والحديث، لا يساميه قائل، ولا يدانيه كاتب.
وإني أرى أن هذا الكتاب (كتاب الرسالة) ينبغي أن يكون من الكتب المقروءة في كليات الازهر وكليات الجامعة، وأن تختار منه فقرات لطلاب الدراسة الثانوية في المعاهد والمدارس، ليفيدوا من ذلك علما بصحة النظر وقوة الحجة، وبيانا لا يرون مثله في كتب العلماء وآثار الادباء.
وقد عني أئمة العلماء السابقين بشرح هذا الكتاب، كما ظهر لنا من
(١) الجاحظ صنو الشافعي، ولد في أول سنة ١٥٠ التي ولد فيها الشافعي، وعمر نحوا من ضعفي عمره، مات في المحرم سنة ٢٥٥.
(٢) «نبغة القوم» بفتح النون والباء: وسطهم.
 
تراجم بعضهم ومن كتاب (كشف الظنون)، والذين عرفت أنهم شرحوه خمسة نفر:
١ - أبو بكر الصديق محمد بن عبد الله، كان يقال: إنه أعلم خلق الله بالاصول بعد الشافعي، تفقه على ابن سريج، مات سنة ٣٣٠ ذكر شرحه في كشف الظنون وطبقات الشافعية (٢: ١٦٩ - ١٧٠) والزركشي في خطبة البحر.
٢ - أبو الوليد النيسابوري الامام الكبير حسان بن محمد بن أحمد بن هارون القرشي الاموي، تلميذ ابن سريج، وشيخ الحاكم أبي عبد الله، وصاحب المستخرج على صحيح مسلم، ولد بعد سنة ٢٧٠ ومات ليلة الجمعة ٥ ربيع الاول سنة ٣٤٩ (الطبقات ٢: ١٩١ - ١٩٢) ولم يذكر شرحه، وذكره الزركشي وكشف الظنون.
٣ - القفال الكبير الشاشي، محمد بن علي بن إسماعيل، ولد سنة ٢٩١ ومات في آخر سنة ٣٦٥ ذكره الزركشي وكشف الظنون والطبقات (٢: ١٧٦ - ١٧٨).
٤ - أبو بكر الجوزقي النيسابوري الامام الحافظ محمد بن عبد الله الشيباني، تلميذ الاصم وأبي نعيم، وشيخ الحاكم أبي عبد الله، وصاحب المسند على صحيح مسلم، مات في شوال سنة ٣٨٨ وله ٨٢ سنة (الطبقات ٢: ١٦٩) ولم يذكر شرحه، وذكره كشف الظنون.
٥ - أبو محمد الجويني الامام، عبد الله بن يوسف، والد إمام الحرمين، مات سنة ٤٣٨ (الطبقات ٣: ٢٠٨ - ٢١٩) ولم يذكر الشرح، وذكره الزركشي وكشف الظنون.
ولعل غيرهم شرحه ولم يصل خبره إلي. ولكن هذه الشروح التي عرفنا أخبارها لم أسمع عن وجود شرح منها في أية مكتبة من مكاتب العالم في هذا العصر.
نسخ الكتاب لم أر نسخة مخطوطة من (كتاب الرسالة) إلا أصل الربيع ونسخة ابن جماعة. ولكنا نجد في السماعات - التي سيراها القارئ - أن أكثر الشيوخ وكثيرا من السامعين كانت لهم نسخ يصححونها على أصل الربيع، وأن نسخة ابن جماعة قوبلت على أصول مخطوطة عديدة، فأين ذهبت كل هذه الاصول؟! لا أدري.
وقد طبع الكتاب في مصر ثلاث مرات:
 
١ - الاولى بالمطبعة العلمية سنة ١٣١٢ بتصحيح (يوسف صالح محمد الجزماوي)، في (١٦٠ صفحة) بقطع الثمن، وهي طبعة مملوءة بالاغلاط. وهي التي نشير إليها بحرف (ج).
٢ - الثانية بالمطبعة الشرفية سنة ١٣١٥ في (١٤٤ صفحة) بقطع الربع، وقد طبعت عن أصل الربيع بالواسطة، نقلها أولا (محمد مصطفى الكاتب بالكتبخانة الخديوية سنة ١٣٠٨ ثم نسخت عنها نسخة فرغ منها كاتبها (في يوم الاحد ١٤ صفر سنة ١٣١٠) على ذمة ناشرها (الشيخ سليم سيد أحمد أبراهيم شرارة القباني)، وهذه النسخة أقل من سابقتها أغلاطا في الجزء الاول من تقسيم الربيع، ثم يظهر أن مصححها عارض بنسخ أخرى أو بالطبعة السابقة، فكثرت مخالفته لاصل الربيع، وكثرت فيها الاغلاط، ولكن ميزتها أن فيها كل السماعات التي على الاصل، وإن أخطأ الناسخ في قراءة كثير منها، وهو في ذلك معذور.
وهي التي نشير إليها بحرف (ش).
٣ - الثالثة بمطبعة بولاق سنة ١٣٢١ عل نفقة السيد أحمد بك الحسيني المحامي ﵀، في (٨٢ صفحة) بالقطع الكبير، وهي مملوءة بالاغلاط أيضا، ومخالفة في كثير من المواضع لاصل الربيع، ولا أدري عن أي النسخ طبعت، وإن كنت أظن أن مصححي مطبعة بولاق رجعوا كثيرا إلى نسخة ابن جماعة. وهي التي نشير إليها بحرف (ب).
وقد ذكرنا في تعليقنا على الرسالة مواضع مخالفة هذه النسخ للاصل، ليكون القارئ على بينة من أمرها، فلا يظن أننا أخطأنا في مخالفتها، أو قصرنا في المقابلة، وليوقن أن هذه الطبعة أصح الطبعات وأجودها.
ويجمل بي في هذه المناسبة أن أنوه بفضل إخواني (أنجال المرحوم السيد مصطفى البابي الحلبي) إذ ساروا على الخطة المثلى، خطة أبيهم ﵀، في إحياء الكتب العربية القيمة، وإخراجها للناس تملا العين وتسر القلب، محافظين على آثار سلفنا الصالح ﵃، فبذلوا ما بذلوا من جهد ومال، في سبيل إخراج هذا الكتاب، فكان لي من تشجيعهم وأناتهم عون كبير في تحقيقه وشرحه، حتى سلخت في ذلك نحو ثلاث سنين، والحمد لله على توفيقه.
 
 

أصل الربيع
من أول يوم قرأت في أصل الربيع من (كتاب الرسالة) أيقنت أنه مكتوب كله بخط الربيع، وكلما درسته ومارسته ازددت بذلك يقينا، فتوقيع الربيع في آخر الكتاب بخطه بإجازة نسخه إذ يقول: «أجاز الربيع بن سليمان صاحب الشافعي نسخ كتاب الرسالة، وهي ثلاثة أجزاء في ذي القعدة سنة خمس وستين ومائتين، وكتب الربيع بخطه» (١) -: نفهم منه أنه كان ضنينا بهذا الاصل، لم يأذن لاحد في نسخه من قبل، حتى أذن في سنة ٢٦٥ بعد أن جاوز التسعين من عمره، وعبارة الاجازة تدل على ذلك، لمخالفتها المعهود في الاجازات، إذ يجيز العلماء لتلاميذهم الرواية عنهم، أما إجازة نسخ الكتاب فشئ نادر، لا يكون إلا لمعنى خاص، وعن أصل حجة لا تصل إليه كل يد.
والخابر بالخطوط القديمة يجزم بأن هذه الاجازة كتبتها اليد التي كتبت الاصل، وأن الفرق بين الخطين إنما فرق السن وعلوها، فاضطربت يد الكاتب بعد أن جاوز التسعين، بما لم يوجد في خطه في فتوته لم يجاوز الثلاثين (٢)، وقد خشيت أن أثق برأيي وحدي في ذلك، فأردت أن أتثبت، فاستشرت أحد إخواني ممن لهم خبرة بينة وعلم بالخطوط، فوافقني على أن كاتب الاجازة وكاتب الاصل وكاتب عناوين الاجزاء الثلاثة شخص واحد، لا فرق بينها إلا أنه كتب العناوين بالخط الكوفي، وكتب الاجازة وهو شيخ كبير.
(١) انظر صورتها في اللوحة (رقم ٩) وفي (ص ٦٠١) من الكتاب.
(٢) ولد الربيع سنة ١٧٤ ومات في ٢٠ شوال سنة ٢٧٠.
 
وأنا أرجح ترجيحا قريبا من اليقين أن الربيع كتب هذه النسخة من إملاء الشافعي، لما بينت فيما مضى، ولانه لم يذكر الترحم على الشافعي في أي موضع جاء اسمه فيه، ولو كان كتبها بعد موته لدعا له بالرحمة ولو مرة واحدة، كعادة العلماء وغيرهم.
وقد حاول الدكتور (ب. موريتس (١» أن يدخل الشك على تاريخ هذه النسخة، فادعى في كتاب الخطوط العربية أنها مكتوبة سنة ٣٥٠ تقريبا.
فعن ذلك تردد بعض إخواني ممن تحدثت إليهم في أن الربيع كتبها، وزعموا أنها نسخة مكتوبة بعد الربيع بدهر، وأن ناسخها نقلها ونقل نص الاجازة، ثم لم يبين أنه نقلها!! وهذا رأى لا يثبت على النقد، لان المعروف في نقل الكتب أن الناسخ إذا نسخ الكتاب وتاريخ كتابته وما كتب عليه من إجازة أو سماع مثلا -: أثبت أن هذا نص ما كان على النسخة التي ينقل منها.
ثم الذي ينقضه نقضا ارتعاش القلم الظاهر في كتابة الاجازة، فلو كانت منقولة عن نسخة أخرى ما افترق خطها عما قبلها، ولكان الجميع على نسق واحد.
وكان مما احتجوا به لرأيهم ورأي الدكتور موريتس أنها مكتوبة على الورق، أن الورق لم يكن معروفا في ذلك العهد كثيرا، بل كان جل الكتابة على البردي. وهذا مردود بأن الورق كثر وفشا في القرن الثاني من الهجرة. (انظر مثلا صبح الاعشى ٢: ٤٨٦). واحتجوا أيضا بأن خطها ليس بالقلم الكوفي، الذي كان يكتب به أهل القرن الثاني والثالث. ومن العجب أن هذه الشبهة عرضت أيضا لبعض العلماء الاقدمين، وردها القلقشندي قال: "ذكر صاحب
(١) كان مديرا لدار الكتب المصرية من ٢٥ اكتوبر سنة ١٨٩٦ إلى ٣١ أغسطس سنة ١٩١١.
 
إعانة المنشئ أن أول ما نقل الخط العربي من الكوفي إلى ابتداء هذه الاقلام المستعملة الان -: في أواخر خلافة بني أمية، وأوائل خلافة بني العباس: قلت: على أن الكثير من كتاب زماننا يزعمون أن الوزير أبا علي بن مقلة (١) هو أول من ابتدع ذلك. وهو غلط، فانا نجد من الكتب بخط الاولين فيما قبل المائتين ما ليس على صورة الكوفي، بل يتغير عنه إلى نحو هذه الاوضاع المستقرة، وإن كان هو إلى الكوفي أميل لقربه من نقله عنه " (صبح الاعشي ٣: ١٥) وكأن القلقشندي بهذا يصف نسخة الرسالة، ففي حروفها شبه بالخط الكوفي، ولم يكن الخط الكوفي مهجورا في تلك العصور، بل كانوا يكتبون به المهارق والوثائق، وكانوا يتأنقون به في كتابة المصحف وغيرها، ولذلك نرى الربيع يكتب في عناوين الاجزاء الثلاثة كلمات (الجزء الاول. الجزء الثاني. الجزء الثالث) بالخط الكوفي، ويكتب تحتها كلمات (من الرسالة رواية الربيع بن سليمان عن محمد بن إدريس الشافعي) بخط وسط بين الكوفي وبين خطه في داخل الكتاب (انظر اللوحات رقم ٣، ٤، ٥ مقارنا برقم ٦، ٧، ٨، ٩).
والخطوط العربية القديمة التي وجدت في دور الكتب ودور الاثار تدل على أن هذا الخط كان معروفا في القرن الثاني، قبل ابن مقلة، كما قال القلقشندي.
ومن مثل ذلك أن من الاوراق البردية الموجودة بدار الكتب المصرية ورقة مؤرخة سنة ١٩٥ يشبه خطها خط كتاب الرسالة، بل إن الشبهة بينهما قريب جدا، حتى ليكاد المطلع عليهما أن يظن أن كاتبيهما تعلما الخط على معلم واحد، وهذه الورقة منشورة في الجزء الاول من كتاب (أوراق البردي العربية) الذي ألفه المستشرق جروهمان وترجمه الدكتور حسن إبراهيم، وطبع بدار الكتب
(١) الوزير أبو علي محمد بن علي ابن الحسن، من وزراء الدولة العباسية، ولد سنة ٢٧٢ ومات سنة ٣٢٨
 
سنة ١٩ وهي (برقم ٥١ في اللوحة رقم ٨) وقد صورناها، وصورنا قطعة من (ص ٣٦ من الاصل) ووضعناهما متجاورتين في صفحة واحدة (لوحة رقم ١٠، ١١) ليسهل على القارئ المقارنة بينهما، ورسمنا سهما أمام تاريخ ورقة البردي (سنة ١٩٥). ومما لا شك فيه أن خط الربيع يعتبر من خط أهل القرن الثاني، لانه ولد سنة ١٧٤ والشافعي دخل مصر في أواخر سنة ١٩٩ فاتخذ الربيع خادما له وتلميذا خاصا، وكان الشافعي يقول له: «أنت راوية كتبي». وحين قدم الشافعي مصر كان الربيع مؤذنا بالمسجد الجامع بفسطاط مصر - جامع عمرو بن العاص - وكان يقرأ بالالحان، معنى هذا أنه كان كاتبا قارئا في أواخر القرن الثاني، فقد تعلم الخط والقراءة صغيرا كما يتعلم الناس.
ثم يرفع كل شك في نسب هذه النسخة احتفال العلماء العظماء، والائمة الحفاظ الكبار بها، منذ سنة ٣٩٤ إلى سنة ٦٥٦ وإثبات خطوطهم عليها وسماعاتهم، بل إثبات أنهم صححوا نسخهم وقابلوها عليها، كما ترى فيما يأتي من السماعات والتوقيعات، ويحرصون على إثبات سماعهم فيها طلابا صغارا، ثم إسماعهم إياها لغيرهم شيوخا كبارا. وترى الاسر العلمية الكبيرة يتسابقون إلى سماعها، فيسجلون أسماءهم عليها.
فانك ترى - مثلا - من أئمة الحفاظ الكبار من أهل العلم، الذين سمعوا الكتاب في هذه النسخة -: الحافظ الحميدي صاحب الجمع بين الصحيحين، وصديقه الحافظ الامير ابن ماكولا (في السماعات رقم ٨ - ١١) والحافظ أبا الفتيان الدهستاني (في رقم ١٢) والحافظ الكبير ابن عساكر صاحب تاريخ دمشق (في رقم ١٨، ٢١) والحافظ عبد القادر الرهاوي (في رقم ٢٢، ٢٣)
 
والحافظ تاريخ الدين القرطبي (في رقم ٢٤، ٢٦، ٢٧) والحافظ زكي الدين البرزالي (في رقم ٢٧، ٢٨).
وترى أن أسرة الحافظ ابن عساكر سمع منها في هذه النسخة أحد عشر رجلا: الحافظ ابن عساكر علي بن الحسن بن هبة الله، وأخواه محمد وأحمد، وابناه: القاسم والحسن ابنا علي، وحفيداه: محمد وعلي ولدا القاسم، وأبناء أخيه:
عبد الله وعبد الرحمن ونصر الله وعبد الرحيم: أبناء محمد بن الحسن (انظر السماعات ١٨، ١٩، ٢١، ٢٤، ٢٥). وأسرة الخشوعي سمع منها سبعة نفر:
أولهم طاهر بن بركات بن إبراهيم الخشوعي، ثم ابنه إبراهيم، ثم بركات بن إبراهيم، ثم أولاده: إبراهيم وأبو الفضل وعبد الله أبناء بركات بن إبراهيم، ثم عثمان بن عبد الله بن بركات (انظر السماعات ١٢، ١٦، ١٨، ٢٢ - ٢٨).
ثم الحافظ ابن عساكر لا يكفيه أن يسجل اسمه في السماعات، فيكتب بخطه أربع مرات على النسخة: «سمع جميعه وعارض بنسخته علي بن الحسن بن هبة الله» (انظر التوقيع رقم ٣٩). وكذلك غيره من الحفاظ والعلماء، مما يظهر من التوقيعات (٣٢ - ٤٥).
ثم يثلج الصدر ويملؤه يقينا أن نجد شهادة بخط أحد العلماء الحفاظ الاثبات القدماء، يسجل فيها أن هذه النسخة بخط الربيع، فنرى هبة الله بن أحمد بن محمد بن الاكفاني (المتوفى في ٦ محرم سنة ٥٢٤ عن ٨٠ سنة) يكتب بخطه ثلاثة عناوين للاجزاء الثلاثة، يسوق فيها إسناده إلى الربيع، ثم يكتب فوق عنوان الاول منها ما نصه: «الجزء الاول من الرسالة لابي عبد الله الشافعي بخط الربيع صاحبه». ويكتب فوق عنوان الثالث ما نصه: "الجزء الثالث
 
من الرسالة بخط الربيع صاحب الشافعي». وأما عنوان الجزء الثاني ففوقه: «الثاني من الرسالة» ويظهر أن باقي الكلام ممحو بعارض من عاديات الزمان. وتجد صورة عنوان الجزء الاول في (اللوحة رقم ١) فترى فيها في الزاوية العليا اليمنى خط الحافظ ابن عساكر، وبجواره خط شيخه ابن الاكفاني.
وقد ظننت أول الامر أن هذه الشهادة بخط ابن عساكر، ثم تبين لي من دراسة خطوط السماعات والعناوين أنها خط ابن الاكفاني.
ثم نرى أيضا أن هؤلاء العلماء - وهم أقرب منا عهدا بالربيع - يتكلفون النص في السماعات كلها أو أكثرها على اسم مالك النسخة، إشارة الى شدة العناية بها، وإشادة بما لمالكها من ميزة وفخر، أن حاز هذا الاثر الجليل النفيس.
أفيظن ظان أو يتوهم متوهم أنهم يصنعون كل هذا لنسخة مزيفة مزورة؟!
أو يخفى عليهم من شأنها ما لم يخف على الدكتور موريتس، وهم أخبر بالخطوط وأعلم بالعلم، وهم يروون الكتاب بأسانيدهم رواية سماع وقراءة؟!
وكثيرا ما عجبت: لماذا عين تاريخها الذي زعم، سنة ٣٥٠ تقريبا، ثم تبينت من أين الوهم. فوجدت في حاشية نسخة العماد ابن جماعة بجوار الفقرة (١٢٦ من الكتاب) ما نصه: «بلغ مقابلة على أصل سمع مرات، تاريخه من حين نسخ ثلاثمائة وثمان وخمسون سنة» ثم كتب بحاشيتها في مواضع أخر: «بلغ مقابلة على النسخة المذكورة». فرجحت من هذا أنه رأى هذه الكتابة، وليس بدار الكتب نسخ قديمة من الرسالة غير أصل الربيع ونسخة ابن جماعة، فظن أن نسخة ابن جماعة قوبلت على نسخة الربيع، وأن هذا يدل على أن نسخة الربيع كتبت حول سنة ٣٥٠ ولكن هذا النص
 
لا يؤدي هذا المعنى، فإن نسخة ابن جماعة نرجح أنها كتبت له قبيل قراءتها على جده سنة ٨٥٦ وقوبلت على نسخة مضى عليها من حين كتابتها إلى حين مقابلة نسخة ابن جماعة عليها ٣٥٨ سنة، أي أنها كتبت قبيل سنة ٥٠٠ فالرقم (٣٥٨) هو عدد السنين التي تفرق بين النسختين، لا تاريخ الاولى، فهي غير نسخة الربيع يقينا.

 

وصف النسخة
عدد أوراقها ٧٨ ورقة، منها ٦٢ ورقة هي أصل الذي بخط الربيع، والباقي أوراق زيدت في أوله وآخره ووسطه، كتبت فيها السماعات وغيرها، وغلفت النسخة بجلد قديم، لا أستطيع الجزم بتاريخه، ولعله في القرن السادس أو السابع الهجري. وطول الورقة من أصل الكتاب (٨ و٢٥ سنتيمتر) وعرضها (١٤ س) والكتابة تملا الصفحة تقريبا، فإن طول السطر الواحد (٥ و١٢ س) وعدد السطور يختلف في الصفحات ما بين (٢٧، ٣٠) سطرا، تشغل من طولها نحو (٨ و٢٤ س). وقد صورنا صورا منها مصغرة قليلا إلى نحو الثلثين، حتى تتسع لها مساحة الورق الذي تطبع عليه، وهي اللوحات (رقم ٦ - ٩). والخط مقروء واضح لمن خبر هذه الخطوط القديمة، إلا في بعض المواضع النادرة، مما يتبين لقارئ الكتاب بما علقنا به عليه.
وقواعد الرسم التي كتبت بها تختلف كثيرا عن القواعد التي يكتب بها المتأخرون، وإحصاء ذلك لا تسعه هذه المقدمة، ولكنا نذكر بعض أنواعها.
فمن ذلك أنه يكتب كل ما ينطق ألفا في أواخر الكلمات بالالف، وإن كان مما يكتب بالياء، إلا كلمة، «هكذا» وحرفي «إلى» وعلى " فبالياء، فيكتب مثلا
 
«حتى» بالالف «حتا». و «حكى» «حكا». و «مستغنى» «مستغنا». و«سوى» «سوا» الخ. وإذا كانت الكلمة تنطق بإمالة الالف لم يكتبها ألفا، بل كتبها ياء، إشارة إلى الامالة، مثل «هؤلاء» كتبها «هاولى» وكذلك «الايلاء» كتبها «الايلى». ويحذف ألف «ابن» مطلقا، وإن لم تكن بين علمين، فيكتب مثلا «عن بن عباس». ويكتب كلمة «ههنا» «هاهنا».
وكلمة «هكذا» برسمين: الاكثر: «ها كذى» والبعض: «هكذى».
ويقسم الكلمة الواحدة في سطرين إذا لم يسعها اخر السطر، فمثلا كلمة «استدللنا» كتب الالف وحدها في سطر وباقيها في السطر الاخر (ص ٤٤ من الاصل س ١٠، ١١) وكلمة «زوجها» الزاي والواو في سطر والباقي في سطر (ص ٥٠ س ١٨، ١٩). وهذا كثير فيها.
وأما الثقة بها فما شئت من ثقة، دقة في الكتابة، ودقة في الضبط، كعادة المتقنين من أهل العلم الاولين. فإذا اشتبه الحرف المهمل بين الاهمال والاعجام، ضبطه بإحدى علامتي الاهمال: إما أن يضع تحته نقطة، وإما أن يضع فوقه رسم هلال صغير، حتى لا يشبه فيتصحف على القارئ. ومن أقوى الادلة على عنايته بالصحة والضبط، أنه وضع كسرة تحت النون في كلمة «النذارة» (رقم ٣٥ ص ١٤ من الاصل) وهي كلمة نادرة، لم أجدها في المعاجم إلا في القاموس، ونص على أنها من الامام الشافعي. وهي تؤيد ما ذهبت إليه من الثقة بالنسخة، وتدل على أن الربيع كان يتحرى نطق الشافعي ويكتب عنه عن بينة. ومن الطرائف المناسبة هنا أنى عرضت هذه الكلمة على أستاذنا الكبير العلامة أمير الشعراء على بك الجارم، فيما كنت أعرض عليه من عملي في الكتاب، فقال لي: كأنك بهذه الكلمة جئت بتوقيع الشافعي على النسخة.
وقد صدق حفظه الله.
 
ومما يلاحظ في النسخة أن الصلاة على النبي لم تكتب عند ذكره في كل مرة، بل كتبت في القليل النادر، بلفظ «صلى الله عليه». وهذه طريقة العلماء المتقدمين، في عصر الشافعي وقبله، وقد شدد فيها المتأخرون، وقالوا:
ينبغي المحافظة على كتابة الصلاة والتسليم، بل زادوا أنه لا ينبغي للناسخ أن يتقيد بالاصل إذا لم توجد فيه. وقد ثبت عن أحمد بن حنبل أنه كان لا يكتب الصلاة، وأجابوا عن ذلك بأنه كان يصلي لفظا، أو بأنه كان يتقيد بما سمع من شيخه فلا يزيد عليه. والذي أختاره أن يتقيد الناسخ بالاصل الذي يعتمد عليه في النقل، أما إذا كتب لنفسه فهو مخير، وليس معنى هذا أن يفعل كما يفعل الكتاب «المجد دون!!» في عصرنا، إذ يذكرون النبي باسمه «محمد» ﷺ، ولا يكتبون الصلاة عليه، بل يذكره بصفد النبوة أو الرسالة أو نحوهما، لان الله سبحانه نهانا عن مخاطبته باسمه: (لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا) ولان الله لم يذكره في القران إلا بصفة النبوة أو الرسالة، أو باسمه الكريم مقرونا بإحداهما. وانظر شرح العراقي على مقدمة ابن الصلاح (ص ١٧٤ - ١٧٥) وتدريب الرواي (ص ١٥٣) وشرحنا على ألفية السيوطي (ص ١٥١) وشرحنا على مختصر علوم الحديث لابن كثير ص (١٥٨ - ١٥٩) وشرحنا على الترمذي (٢: ٣٥٤ - ٣٥٥).

 

أصحاب النسخة
تتبعت السماعات الاتية، وعرفت منها أكثر مالكي النسخة من أواخر القرن الرابع الى منتصف القرن السابع. فأول مالكيها فيما أظن الاخوان: علي وإبراهيم ابنا محمد بن إبراهيم بن الحسين الحناني أو أحدهما، إذ سمعا فيها الكتاب
 
من عبد الرحمن بن عمر بن نصر في سنتي (٣٩٤ و٤٠١) ولكن لم ينص في سماعاتهما على ذلك (رقم ١ - ٦). وإنما ظننت ذلك لان ابني أخيهما الحسين بن محمد الحنائي، وهما عبد الله وعبد الرحمن -: سمعا فيها على أبي بكر الحداد سنة ٤٥٧ ونص في السماعات على أنهما صاحبا الكتاب (رقم ٨ - ١١) فظننت من هذا أن الكتاب كان في ملك عميهما علي وإبراهيم، ثم انتقل إليهما بالميراث أو غيره. ولكن سرعان ما انتقل من ملكهما إلى ملك الحافظ هبة الله بن الاكفاني، فسمع فيه على أبي بكر الحداد سنة ٤٦٠ ويظهر أن النسخة بقيت في ملكه إلى حين وفاته سنة ٥٢٤ أو على الاقل إلى آخر مجلس سمعت فيه عليه سنة ٥١٩ (رقم ١٩). ثم لم يتبين لي في ملك من كانت إلى شهر رجب سنة ٥٦٦ فقد كتب الفقيه العالم ضياء الدين علي بن عقيل بن علي التغلبي (المولود سنة ٥٣٧) أنه سمع الكتاب من أبي المكارم عبد الواحد بن هلال في سنة ٥٦٣ وأنه نقل سماعه إلى هذه النسخة في رجب سنة ٥٦٦ (رقم ٢٠) ثم سمعه مرة أخرى على الحافظ ابن عساكر سنة ٥٦٧ ونص في مجلس السماع على أنه صاحب النسخة (رقم ٢١) ثم كذلك سمعه هو ابنه الحسن في سنة ٥٧١ على أبي المعالي السلمي وأبي طاهر الخشوعي (رقم ٢٢، ٢٣). ثم لم يتبين أيضا في ملك من كانت، إلى أن ذكر في سنة ٦٣٥ أنها في ملك الامام الحافظ تاج الدين القرطبي، وتاج الدين القرطبي سمع الكتاب هو وأخوه إسماعيل قبل ذلك بثمان وخمسين سنة، فقد سمعاه على أبي الطاهر الخشوعي في سنة ٥٨٧ (رقم ٢٤ - ٢٧) فإما أن يكون أبوهما أبو جعفر القرطبي (ولد سنة ٥٢٨ ومات سنة ٥٩٦) ملك الكتاب فأسمعهما فيه على أبي طاهر، وإما أن يكون تاج الدين
 
نفسه ملكها بعد ذلك ثم سمعت عليه. ثم ثبت ملكها بعد في سنة ٦٥٦ للقاضي محيي الدين عمر بن موسى بن جعفر (رقم ٢٨). وكل هؤلاء الذين ملكوها كانوا في دمشق، ولم نعرف ما كان من أمرها قبل ذلك من عهد الربيع (المتوفى سنة ٢٧٠) إلى عصر عبد الرحمن بن نصر في اخر القرن الرابع. ولم نعرف أيضا ما كان من أمرها بعد القاضي محيي الدين بن جعفر، إلى أن دخلت في ملك الامير مصطفى باشا فاضل، وانتقلت مع مكتبته كلها إلى دار الكتب المصرية، فعادت إلى بلدها الذي فيه ألفت وكتبت

وألقت عصاها واستقر بها النوى ... كما قر عينا بالاياب المسافر

نسخة ابن جماعة لو انفردت لكانت أصلا جيدا للكتاب، ولكنها جاءت بجوار أصل الربيع، فكانت فرعا ضئيلا، إذ خالفته في مواضع كثيرة، وكان الاصل هو الاصل، وأين الثرى من الثريا. عنى كاتبها بتجويد الخط، ثم عنى صاحبها بمقابلتها وقراءتها، ولكنه لم يتقن ذلك. ولعل عذره أن النسخة التي قابل عليها لم تكن عمدة، وكتب بحاشيتها تقسيمها إلى أجزاء سبعة، ولكنه نسى من التقسيم الاول والخامس! فذكر عند الفقرة (٥٥١) «آخر الجزء الثاني» وعند (٨٢٧) «آخر الجزء الثالث» وعند (١١٢٨) «آخر الجزء الرابع» وعند (١٤٦٢) «آخر الجزء السادس». وكتب بلاغات بالمقابلات على النسخة القديمة عند الفقرات (١٢٦، ٢٧٥، ٣٨٣، ٥١١، ٧٥٨) وسمعت على الجمال ابن جماعة، جد العماد، في ستة مجالس، كتبت بلاغات أربعة منها بالحاشية
 
أمام الفقرات (٢٠٨، ٥٦٩، ٨٦٣، ١١٧٣) ولم يكتب الخامس، وأما السادس فينتهي بآخر الكتاب.
وهي مكتوبة على ورق جيد، بخط نسخي جميل واضح، مضبوطة مشكولة في الاكثر. وعدد أوراقها ١٢٤ ورقة، في الصفحة منها ١٩ سطرا، وطول السطر (١١ س) وتشغل السطور من طول الورقة (٥ و١٨ س) وطول الورقة (٧ و٢٤ س) وعرضها (٥ و١٧ س). وكانت أوراقها أكبر من ذلك، ولكن لا ندري من الذي أعطاها لاحد المجلدين، فانتقص من أطرافها، حتى أضاع بعض ما كتب في حاشيتها. وقد صورنا منها الصفحة الاولى والاخيرة مصغرتين، في اللوحتين (١٢، ١٣) وبعد: فلست بمستطيع أن أختم هذه المقدمة قبل أن أؤدي ما وجب علي من الشكر لاخواني الذين أثقلوا كاهلي بفضلهم، بما لقيت من معونتهم في إخراج هذا الاثر الجليل، والسفر النفيس: ابن عمتي السيد محمد السنوسي الانصاري.
والاخ المخلص البار، صديقي وزميلي من أول طلب العلم، العالم المتقن المتفنن، الشيخ محمد خميس هيبة، وقد قرأت عليه الكتاب حرفا حرفا، ورجعت إليه في كل مشكل عرض لي فيه. والاخوان العالمان الجليلان: الشيخ محمد نور الحسن، والشيخ محمد محيي الدين عبد الحميد، أستاذا العربية بكلية اللغة بالازهر، وقد عرضت عليهما كثيرا من مشكلات العربية في الكتاب. ثم القائمون على نشر الكتاب (أنجال المرحوم السيد مصطفى الحلبي) وقد أتاحوا لي فرصة إخراجه وتحقيقه وشرحه، فكانت منة لهم علي وعلى كل قارئ ومستفيد.
واليد البيضاء التي لا تنسى، ما لقيت من معونة أستاذنا العظيم، العلامة الفيلسوف (الدكتور منصور فهمي بك) المدير العام لدار الكتب المصرية، فقد
 
أمر حفظه الله بأن تصور لي نسخة الربيع كلها، وأمر بإعارتي نسخة ابن جماعة، وبأن يسهل لي كل ما أريد من مصادر ومراجع. أحسن الله جزاءه، ووفقه لخدمة العلم والدين.
ونسأل الله المبتدئ لنا بنعمه قبل استحقاقها، المديمها علينا، مع تقصيرنا في الاتيان على ما أوجب به من شكره بها، الجاعلنا في خير أمة أخرجت للناس: أن يرزقنا فهما في كتابه، ثم سنة نبيه، وقولا وعملا يؤدى به عنا حقه، ويوجب لنا نافلة مزيدة (١). ونسأله سبحانه العصمة والتوفيق.
عن كوبرى القبة ضحوة الجمعة
(١٨ ذي القعدة سنة ١٣٥٨)
(٢٩ ديسمبر سنة ١٩٣٩)
كتب
أبو الاشبال
أحمد محمد شاكر
(١) اقتباس من الرسالة (رقم ٤٧).
 
 

السماعات وما ألحق بها
السماعات المثبتة في أصل الربيع تبدأ من سنة ٣٩٤ وتنتهي في سنة ٦٥٦ وهي متتالية متصلة بالاسانيد، أعني أن الشيوخ الذين يقرأ عليهم الكتاب أو يسمع منهم نجدهم سمعوه قبل ذلك من شيوخهم، وهكذا إلى عبد الرحمن بن عمر بن نصر الشيباني، أقدم الشيوخ الذين أثبت إسماعهم للكتاب. ثم نسخة ابن جماعة فيها سماع واحد، سنة ٨٥٦ متصل الاسناد بسماعات الاصل، كما سيتبين القارئ. وقد جعلت لها أرقاما متتالية يشار إليها بها.
وسماعات الاصل ثبت بعضها على عناوين الاجزاء الثلاثة التي بخط الربيع (لوحة رقم ٣، ٤، ٥) وباقيها كتبت في أوراق ألصقت بالاصل وألحقت به في أوائل الاجزاء وأواخرها. وأكثرها تكرر إثباته ثلاث مرات في الاجزاء الثلاثة. وقد أثبتت كل السماعات مرتبة ترتيب وقوعها التاريخي، الاقدم فالاقدم. وتوخيا للاختصار ذكرت من كل سماع متكرر واحدا منه، مع الاشارة إلى غيره وما فيه من زيادة فائدة إن وجدت. ولم أستثن من ذلك إلا السماعات التي بخط عبد الرحمن بن نصر، لقيمتها التاريخية أولا، ولانها مصورة في اللوحات على عناوين الربيع ثانيا، ولان صيغتها مختصرة ثالثا. واستثنيت أيضا بعض السماعات حين وجدت ضرورة لذلك. والسماعات هي (رقم ١ - ٢٨) ومن السماعات الاسانيد، وهي أسانيد كاتبيها من العلماء إلى الربيع راوي الكتاب رقم (٢٩ - ٣١)
ومن السماعات أيضا نوع مختصر، يسجل أحد العلماء فيه سماعه بخطه، كأن يقول «سمعه فلان» أو «سماع لفلان» ونحو ذلك. وكل الذين كتبوا ذلك ذكرت أسماؤهم في مجالس السماع إلا واحدا، هو أبو القاسم البورى هبة الله بن
 
معد الدمياطي المتوفى سنة ٥٩٩ (انظر رقم ٤٣). وقد جمعتها كلها من ثنايا السماعات، وحذفت المكرر منها مع الاشارة إليه. ورتبتها الاقدم فالاقدم، وسميتها «التوقيعات» (رقم ٣٢ - ٤٥).
ومما ألحق بالسماعات في أصل الربيع، مما كتب العلماء بخطوطهم -:
أحاديث وآثار رووها بأسانيدهم، ذكرتها أيضا بنصها (رقم ٤٦ - ٥٩).
ثم يتلو ذلك ما كتب على نسخة العماد ابن جماعة، من أسانيد وفوائد وسماعه على جده (رقم ٦٠ - ٦٨).
والاعلام المذكورون في هذه السماعات وما ألحق بها يزيدون على ثلاثمائة نفس، أحصيتهم كلهم في فهرس في آخر هذه المقدمة. فأما الذين ذكروا في أسانيد الاحاديث والاثار فلم أقصد إلى ذكر تراجمهم، خشية الاطالة، ولانه لا صلة بينهم وبين رواية الكتاب. وأما الاخرون: المذكورون في السماعات والتوقيعات فقد بذلت الوسع في البحث عن تراجمهم، فمن وجدت منه ترجمته، أشرت إليها بإيجاز، وأحلت القارئ إلى موضعها، ومن لم أجد سكت عنه، ولا أدعي في ذلك غاية الكمال، فما ذلك لاحد من الناس، ولكني اجتهدت وتحريت، وحسبي هذا أداء للواجب علي. وقد تكون ترجمة الرجل ممن لم أجد على طرف الثمام مني، ثم أخطها من حيث لا أدري. ومن وجدت ترجمته وضعت صورة نجم (*) بجوار اسمه في الفهرس.
 
وقد رمزت لكتب التراجم التي رجعت إليها بحروف طلبا للاختصار، وها هو اصطلاحي فيها:
ع ... تاريخ دمشق للحافظ ابن عساكر المتوفى سنة ٥٩٩. مخطوط بمكتبة تيمور باشا بدار الكتب المصرية.
مع ... مختصر هذا التاريخ للمرحوم الشيخ عبد القادر بدران طبع منه ٧ أجزاء بدمشق
ش ... شذرات الذهب لابن العماد الحنبلي المتوفى سنة ١٠٨٩ طبع مصر ٨ أجزاء
ك ... البداية والنهاية للحافظ ابن كثير المتوفى سنة ٧٧٤ طبع منه بمصر ١٣ جزءا
ح ... تذكرة الحفاظ للحافظ الذهبي المتوفى سنة ٧٤٨ طبع الهند ٤ أجزاء
ذ ... ذيول تذكرة الحفاظ للحسيني وابن فهد والسيوطي طبع مصر ١
ق ... طبقات القراء لابن الجزري المتوفى سنة ٨٣٣ طبع مصر ٢
خ ... الوفيات لابن خلكان المتوفى سنة ٦٨١ طبع بولاق ٢
ط ... طبقات الشافعية لابن السبكي المتوفى سنة ٧٧١ طبع مصر ٦
ل ... لسان الميزان للحافظ ابن حجر المتوفى سنة ٨٥٢ طبع الهند ٦
در ... الدرر الكامنة للحافظ ابن حجر طبع الهند ٤
ض ... الضوء اللامع للسخاوي المتوفى سنة ٩٠٢ طبع مصر ١٢
نس ... الانساب للحافظ السمعاني المتوفى سنة ٥٦٢ طبع تصوير بأوربة
 
 

أصل الربيع

 
السماعات (١)
١ - سماع علي بن عبد الرحمن بن عمر بن نصر بخطه سنة ٣٩٤
في الجزء الاول
يقول عبد الرحمن بن عمر بن نصر بن محمد (٢): إن علي بن محمد بن إبراهيم بن الحسين الحنائي (٣)، بارك الله فيه، سمع مني هذا الجزء، وهو سماعي من أبي علي الحسن بن حبيب بن عبد الملك الحصري (٤)، عن الربيع بن سليمان المرادي، في شعبان من سنة أربع وتسعين وثلاثمائة، نفعنا الله بالعلم في الدنيا والاخرة، ولا جعله حجة، وحسبنا الله وحده، بقراءتي عليه من أصل كتابي.
٢ - سماع آخر عليه بخطه سنة ٤٠١
في الجزء الاول
وسمع هذا الجزء مني أبو عبد الله أحمد بن علي الشرابي، وإبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن الحسين الحنائي (٥)، بقراءة أبي بكر محمد بن محمد بن عبد الله الشاشي،
(١) الارقام بالحاشية أرقام صحف الاصل وقد حافظنا على ألفاظ السماعات، وإن كانت خطأ، أو شاذة في الاعراب.
(٢) عبد الرحمن بن عمر بن نصر بن محمد البزار المؤدب، مات في ١٩ رجب سنة ٤١٠ (ش ٣: ١٩٠) (ع ٢٣: ١١٩) (ل ٣: ٤٢٤).
(٣) «الحنائي» نسبة إلى بيع الحناء، كما بينه السمعاني في الانساب في ترجمة أخيه «أبي عبد الله الحسين بن محمد» وعلى هذا مقرئ محدث حافظ، مات في ربيع الاول سنة ٤٢٨ وله ٥٨ سنة (ش ٣: ٢٣٨).
(٤) الحصائري الفقيه راوي الام عن الربيع ٢٤٢ - ٣٣٨ (ش ٢: ٣٤٦) (ع ٩:
٣٩٥) (ط ٢: ٢٠٦) (ق ١: ٢٠٩).
(٥) مات في ١٧ ذي الحجة سنة ٤٢٠ (ع ٤: ٣٢٩).
 
حفظهم الله. وكتب عبد الرحمن بن عمر بن نصر بن محمد، في شهر رمضان من سنة إحدى وأربعمائة.
وسمع هذا الجزء مني أيضا ظفر بن المظفر الناصري (١) حفظه الله (٢).
٣ - سماع في الجزء الثاني بخطه أيضا سنة ٣٩٤
يقول عبد الرحمن بن عمر بن نصر بن محمد: إن علي بن محمد بن إبراهيم الحنائي نفع الله به سمعه مني مع ما قبله، بما حدثني أبو علي الحسن بن حبيب بن عبد الملك الحصري عن الربيع، وذلك في شعبان من سنة أربع وتسعين وثلاثمائة، وأنا قرأته عليه وعارضه بأصل كتابي.
٤ - سماع في الجزء الثاني بخطه سنة ٤٠١
سمع هذا الجزء وما قبله أبو عبد الله أحمد بن علي الشرابي، وإبراهيم بن محمد بن إبراهيم الحنائي، وعلي بن الحسين بن صدقة الشرابي، وعبد الله بن أحمد بن الحسن النيسابوري، وأحمد بن إبراهيم النيسابوري، بقراءة الشيخ أبي بكر محمد بن محمد بن عبد الله الشاشي، في شهر رمضان من سنة إحدى وأربعمائة. وكتب عبد الرحمن بن عمر بن نصر بن محمد بخطه.
وسمع هذا الجزء أيضا ظفر بن المظفر الناصري، ومحمد بن علي الحداد (٣)، حفظهما الله، وكتب بخطه (٤)
(١) الحلبي التاجر الفقيه الشافعي، مات في شوال سنة ٤١٩ (ع ١٨: ٥٢٦) (ط ٣:
١٩٨) وذكر تاريخ الوفاة سنة ٤٢٩.
(٢) يفهم مما يأتي في رقم (٦، ٩، ٣٠ أن هذا السماع كان في سنة ٤٠٨).
(٣) محمد بن علي بن محمد بن موسى أبو بكر السلمي الحداد، مات سنة ٤٦٠ (ع ٣٩: ٩ - ١١) (ل ٥: ٣١١).
(٤) لم يذكر هنا تاريخ هذا السماع، ولكن علمنا مما سيأتي في الاسناد (رقم ٣٠) أن سماع ابن الحداد كان في سنة ٤٠٨
 
٥ - سماع في الثالث بخطه (بدون تاريخ والمفهوم أنه سنة ٣٩٤)
سمع هذا الكتاب من أوله إلى آخره، بقراءتي ومعارضة كتابي بهذا الكتاب: أبو علي الحسين بن علي بن إبراهيم الاهوازي (١) حفظه الله، وعلي بن محمد بن إبراهيم الحنائي، نفعه الله بالعلم، ومحمد بن علي النصيبي كلاه الله، والحمد لله كثيرا، والصلاة على نبيه محمد وآله وسلم كثيرا، وحسبنا الله وحده.
وكتب عبد الرحمن بن عمر بن نصر بن محمد بخطه.
٦ - سماع بخطه على الثالث سنة ٤٠١
وسمع هذا الكتاب من أوله إلى آخره أبو عبد الله أحمد بن علي الشرابي، وعبد الله بن أحمد النيسابوري الخفاف، وأحمد بن إبراهيم النيسابوري وأبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الحنائي، بقراءة الشيخ أبي بكر محمد بن محمد بن عبد الله الشاشي، في شهر رمضان، من سنة إحدى وأربعمائة، وحسبنا الله وحده.
وسمع ظفر بن المظفر الناصري هذا الكتاب من أوله إلى آخره (٢)
(١) هو المحدث المقرئ، مقرئ أهل الشام، ولد في المحرم سنة ٣٦٢ ومات في ذي القعدة سنة ٤٤٦ (ش ٣: ٢٧٤) (ل ٢: ٢٣٧) (مع ٤: ١٩٤) (ق ١: ٢٢٠).
(٢) لم يؤرخ هذا السماع، ويفهم من الاسناد الاتي (برقم ٣٠) ومما مضى في (رقم ٤) من سماع ابن المظفر مع ابن الحداد أن هذا كان في سنة ٤٠٨
 
٧ - سماع علي أبي الحسن الحنائي بخط حمزة القلانسى سنة ٤١٦
سمع جميعه من الشيخ أبي الحسن علي بن محمد الحناء، ﵁، حمزة بن أحمد بن حمزة القلانسي (١)، وذلك في ربيع الاول من سنة ست عشرة وأربعمائة. والحمد لله وحده، وصلواته على محمد رسوله وعبده، وعلى أئمة الهدى من بعده، وحسبنا الله ونعم الوكيل.
ثم كرر هذا بنحوه في (ص ١٠٣ أصل) وزاد في آخره (بعد القراءة والمعارضة بالاصل).
وتاريخه (جمادى الاخرة سنة ٤١٦). ثم كرر ثالثا في (ص ١١١ أصل) ولكن ضاع أكثره وبقي منه سطران.
٨ - سماع علي أبي بكر الحداد السلمي في سنة ٤٥٧ بقراءة الحميدي
سمع هذا الجزء من أوله إلى آخره على الشيخ الجليل أبو بكر محمد بن علي السلمي الحداد: أصحابه أبو الحسن عبد الله (٢)، وأبو الحسين عبد الرحمن، بقراءة
(١) كنيته أبو يعلى، مات يوم الاربعاء ٤ جمادى الاخرة سنة ٤٥٠ (ع ١١: ٤٩٥) (مع ٤: ٤٣٨) ويشتبه بأبي يعلى حمزة بن أسد بن علي القلانسي، صاحب التاريخ المطبوع في بيروت سنة ١٩٠٨، فهذا متأخر، بدأ تاريخه من سنة ٣٦٠ تقريبا إلى صفر سنة ٥٥٥ ومات في ربيع الاول سنة ٥٥٥ وهو في عشر التسعين، وله ترجمة في مختصر ابن عساكر (٣: ٤٣٩).
(٢) هو عبد الله بن الحسين بن محمد الحنائي، كما سيأتي (رقم ٩، ١١) وله ترجمة في (مع ٧: ٣٦٨) وذكر أنه مات سنة ٤٦٠ ولم يحدث إلا لعمر الدهستاني، يعني أبا الفتيان الاتي في السماع (رقم ١٢). وأما أخوه عبد الرحمن فلم أجده. ولهما أخ ثالث اسمه «أبو طاهر محمد بن الحسين بن محمد الحنائي الدمشقي» من بيت الحديث والعدالة، مات في جمادى الآخرة سنة ٥١٠ عن ٧٧ سنة (ش ٤: ٢٩). ولأبيهم «الحسين بن محمد بن إبراهيم الحنائي» ترجمة في (س ورقة ١٧٨) وذكر أنه من أهل دمشق وأنه مات سنة ٤٠٥، وهو خطأ من الناسخ. وله ترجمة في (مع ٤: ٣٥٥) وأنه مات سنة ٤٥٩ وهو الموافق (ش ٣: ٣٠٧).
 
الشيخ أبو عبد الله محمد بن أبي نصر الحميدي (١)، الرئيس أبو نصر هبة الله بن علي البغدادي (٢)، والشيخ أبو محمد عبد الله بن الحسن بن طلحة التنيسي (٣)، وولداه محمد وطلحة، وعبد الملك بن علي الحصري، ومعضاد بن علي الداراني، وحسين بن محمد المحوزي، وعبد الله بن أحمد السمرقندي (٤) وحيدرة بن عبد الرحمن الدربندي، ومحمد بن محمد بن علي الطرسوسي، ومحمد بن أبي الوفاء السمرقندي.
وذلك في سلخ صفر سنة سبع وخمسين وأربعمائة.
وهو سماعه من تمام (٥) وعبد الرحمن بن عمر بن نصر، جميعا عن ابن حبيب الحصائري، عن الربيع، في التاريخ المذكور والمدة.
(١) هو الحافظ الحجة، صاحب الجمع بين الصحيحين، مات في ذي الحجة سنة ٤٨٨ وله نحو ٧٠ سنة (ش ٣: ٣٩٢) (ح ٤: ١٧).
(٢) كذا في هذا السماع، ويوجد في هذا العصر (أبو نصر هبة الله بن علي بن محمد البغدادي الحافظ المتوفى سنة ٤٨٨ عن ٤٦ سنة) ولكن سيأتي في الثلاث سماعات بعده باسم (علي بن هبة الله بن علي) وهو الامير ابن ماكولا الحافظ الكبير المولود سنة ٤٢٢ والمتوفى سنة ٤٧٨ أو نحوها. وهو مترجم في (ش ٣: ٣٨١) و(ح ٤: ٢) وهو الصواب، وكان ابن ماكولا صديقا للحميدي الحافظ القارئ في هذا السماع.
(٣) هو أبو محمد المعروف بابن النحاس، من أهل تنيس، قدم دمشق ومعه ابناه محمد وطلحة، ومات سنة ٤٦٢ قاله ابن عساكر (مع ٧: ٣٦٣) وذكره ياقوت في البلدان (٢: ٤٢٣) وأنه ولد سنة ٤٠٤.
(٤) عبد الله بن أحمد بن عمر بن أبي الأشعث أبو محمد السمرقندي، سمع من الخطيب، وأجاز لابن عساكر ببعض مسموعاته، مات يوم الاثنين ١٢ ربيع الآخر سنة ٥١٦ وله ٧٢ سنة (ع ١٩: ٦٢٩) (ش ٤: ٤٩).
(٥) تمام بن محمد بن عبد الله بن جعفر الرازي الحافظ أبو القاسم، قال أبو بكر الحداد:
«ما رأينا مثل تمام في الحفظ والخبرة». مات في ٣ محرم سنة ٤١٤ وله ٨٤ سنة (ش ٣:
٢٠٠) (ع ٧: ٣١٣) (ح ٣: ٢٤٣).
 
٩ - سماع آخر عليه في سنة ٤٥٧
بقراءة الحافظ الحميدي وبخطه
سمع جميعه من الشيخ أبو بكر محمد بن علي الحداد: أصحابه، وهم عبد الله وعبد الرحمن ابنا الحسين بن محمد الحنائي، والرئيس أبو نصر علي بن هبة الله البغدادي، بقراءة محمد بن أبي نصر بن عبد الله الحميدي، وأبو محمد عبد الله بن الحسن بن طلحة التنيسي، وولداه محمد وطلحة، ومعضاد بن علي الداراني.
وهو سماعه من عبد الرحمن بن نصر وتمام بن محمد، عن الحسن بن حبيب.
وذلك في جمادى الاولى من سنة سبع وخمسين وأربعمائة.
١٠ - سماع آخر عليه في سنة ٤٥٧ بقراءة الحميدي
بخطين مختلفين، ولكن كنى فيه (أبو عبد الله)
سمع هذا الجزء من أوله إلى آخره على الشيخ أبو عبد الله محمد بن علي بن موسى السلمي الحداد، بقراءة الشيخ أبو عبد الله محمد بن أبي نصر الحميدي:
الشيخان أبو الحسين عبد الرحمن، وأبو الحسن عبد الله، والشيخ الرئيس أبي نصر علي بن هبة الله البغدادي. وذلك في شهر ربيع الاول من سنة سبع وخمسين وأربعمائة.
وهو رواية الشيخ أبي عبد الله محمد بن علي بن موسى السلمي الحداد عن أبي القاسم تمام بن محمد الرازي وأبي القاسم عبد الرحمن بن عمر بن نصر جميعا عن الحسن بن حبيب، عن الربيع بن سليمان، عن الشافعي.
 
١١ - سماع الكتاب علي ابن الحداد بخطه نفسه سنة ٤٥٧
سمع مني هذا الجزء وما قبله من الاجزاء، وهي رسالة أبي عبد الله الشافعي ﵀، وهي روايتي عن الشيخين المذكورين المسميين أمام خطى هذا وعارض الشيخين (١) ...... صاحباه أبو الحسن عبد الله، وأبو الحسين عبد الرحمن ابنا محمد الحنائي، والشيخ الرئيس أبي نصر علي بن هبة الله بن علي، بقراءة الشيخ أبي عبد الله محمد بن أبي نصر الحميدي. وذلك في ربيع الاول سنة سبع وخمسين وأربعمائة. حامدا لله ومصليا على رسوله وآله وسلم.
١٢ - سماع عليه أيضا بخط ظاهر بن بركات الخشوعي سنة ٤٦٠
سمع جميعه علي الشيخ الحافظ محمد بن علي بن محمد الحداد السلمي: صاحبه أبو محمد هبة الله بن أحمد الاكفاني (٢)، بقراءة أبي الفتيان عمر بن أبي الحسن الدهستاني (٣)، وعبد العزيز بن علي الكازروني (٤)، وعبد الله بن أحمد السمرقندي، وأبو الكرم الخضر بن عبد المحسن الفراء (٥)، وكاتب الاسماء طاهر
(١) كذا بخطه، وموضع النقط كلمات لم أستطع قراءتها.
(٢) هو هبة الله بن أحمد بن محمد بن هبة الله الاكفاني الانصاري الدمشقي الحافظ، مات في ٦ محرم سنة ٥٢٤ وله ٨٠ سنة (ش ٤: ٧٣) (تاريخ ابن القلانسي ص ٢٢٧) وابن الاكفاني سمع الجزء الاول أيضا سنة ٤٥٨ وسجل سماعه بخطه (ص ٩ أصل) كما سيأتي برقم (٣٤).
(٣) عمر بن أبي الحسن عبد الكريم الدهستاني أبو الفتيان الحافظ، ولد سنة ٤٢٨ ومات في ربيع الاخر سنة ٥٠٣ (ش ٤: ٧) (ع ٣٢: ٨٦) (ح ٤: ٣٣).
(٤) عبد العزيز بن علي بن عبد الله أبو القاسم الكازروني، حدث بدمشق، ذكره (ع ٢٤:
٢٢١) وسمع من تلميذه، ولم يذكر وفاته.
(٥) أبو الكرم الخضر بن عبد المحسن بن أحمد بن بكر القيسي الفراء، سمع منه أبو الفتيان.
ذكره (ع ١٢: ٥٠٢) ولم يذكر وفاته.
 
بن بركات بن إبراهيم الخشوعي (١). وسمع من أول الجزء إلى الزكاة إبراهيم بن حمزة الجرجرائي، وحيدرة بن عبد الرحمن الدربندي، ومحمد بن أحمد الدرابجردي، في شهر ربيع الاخر سنة ستين وأربعمائة.
ثم كرر هذا السماع بنحوه (ص ٦٢ من الاصل) بخط طاهر الخشوعي في التاريخ المذكور، ولم يذكر فيه «إبراهيم بن حمزة» ومن بعده.
ثم كرر أيضا بنحوه في (ص ١٠٩ من الاصل) بخط طاهر، في جمادى الاولى سنة ٤٦٠ وزيد فيه بين السطور: (وسمع مع الجماعة عبد الله بن أبي بكر السمرقندي بالتاريخ) لانه لم يذكر فيه. ثم كتب تحته بخط ابن الاكفاني (وعبد الله بن أحمد السمرقندي سمع مع الجماعة في التاريخ. وكتب هبة الله بن أحمد الاكفاني، وصح وثبت).
١٣ - سماع علي هبة الله بن الاكفاني
بخط عبد الرحمن بن صابر السلمي سنة ٤٩٥
سمع جميع ما في هذا الجزء، وهو ما في الورقة البيضاء وعلى وجهها (الجزء الاول من رسالة محمد بن إدريس الشافعي ﵀ (٢) علي الشيخ الفقيه الامين أبي محمد هبة الله بن أحمد بن محمد الاكفاني ﵁: الشيخ الفقيه أبو الفتح نصر الله بن محمد بن عبد القوي المصيصي (٣)، وأبو المحاسن محمد بن الحسين
(١) طاهر بن بركات بن إبراهيم بن لعي بن محمد بن أحمد بن العباس بن هاشم، أبو الفضل القرشي المعروف بالخشوعي، سمع من الخطيب وغيره، وكتب عنه أبو الفتيان الدهستاني، سأل ابن عساكر ابنه: لم سموا الخشوعيين؟ فقال: كان جدنا الاعلى يؤم الناس، فتوفى في المحراب، فسمى الخشوعي. مات طاهر سنة ٤٨٢ (مع ٧: ٤٧).
(٢) الورقة البيضاء هي (ص ٤ من الاصل) وعليها عنوان الجزء الاول بخط ابن الاكفاني، وهي المصورة في اللوحة (رقم ١) وباطنها (ص ٥ من الاصل) صفحة بيضاء.
(٣) سمع أيضا من الخطيب البغدادي، وهو آخر من حدث عنه بدمشق، مات سنة ٥٤٢ في ربيع الاول وله ٩٤ سنة (ش ٤: ١٣١) (ع ٤٤: ٤٢٤) (ط ٤: ٣١٩) (ك ١٢: ٢٢٣).
 
بن الحسن الشهرستاني، بقراءة كاتب الاسماء عبد الرحمن بن أحمد بن علي بن صابر السلمي (١)، في سنة خمس وتسعين وأربعمائة، في المسجد الجامع بدمشق.
١٤ - سماع عليه بخط محمد بن الحسين الشهرستاني سنة ٤٩٦
سمع هذا الجزء، وهو الجزء الثاني من كتاب الرسالة، علي الشيخ الفقيه الامين جمال الامناء أبو محمد هبة الله بن أحمد بن محمد الاكفاني، بقراءة الشيخ أبو محمد عبد الرحمن بن أحمد بن علي بن صابر السلمي، والشيخ الفقيه الامام أبو الفتح نصر الله بن محمد بن عبد القوي المصيصي، وكاتب السماع محمد بن الحسين بن الحسن القفنهي الشهرستاني. وذلك في التاسع والعشرين من رجب سنة ست وتسعين وأربعمائة، وصح وثبت. وسمع مع الجماعة علي بن الحسن بن أحمد الحوراني القطان، في تاريخه.
١٥ - سماع عليه أيضا بخط علي بن الحسن المري سنة ٤٩٩
سمع جميع هذا الجزء من أوله إلى آخره على الشيخ الفقيه الامين أبي محمد هبة الله بن أحمد بن محمد الاكفاني ﵁: الشيخ الفقيه الامام أبي الفتح نصر الله بن محمد بن عبد القوي المصيصي، بقراءة أبي محمد عبد الرحمن بن أحمد
(١) سمع منه الحافظ ابن عساكر، وسمع بقراءته كثيرا، وقال: «كان ثقة متحرزا». ولد في رجب سنة ٤٦١ (ع ٢٢: ٢٩٩) وأرخ وفاته في ٧ رمضان سنة ٥٠١ وهو خطأ قطعا من الناسخ، لانه سيأتي السماع بقراءته (رقم ١٧) في سنة ٥٠٩ ولان ابن عساكر يقول «حضرت دفنه» وابن عساكر ولد سنة ٤٩٩ ولم أجد ترجمته في موضع آخر لاصحح تاريخ وفاته.
 
بن علي بن صابر السلمي، وأبو المعالي سعيد (١) بن الحسن بن المحسن الشهرستاني، وأبو المفضل محمد (٢)، وأبو المكارم عبد الواحد (٣)، ابنا محمد بن المسلم بن هلال، وأبو منصور عبد الباقي بن محمد بن عبد الباقي التميمي، وأبو القاسم عبد الرحمن بن أحمد بن الحسن بن زرعة، ومحمد بن عبيد بن منصور الهلالي، وسمع جميعه كاتب الاسماء علي بن الحسن بن أحمد بن عبد الوهاب المري. وذلك في شهر ربيع الاخر، وفي العشر الاول من جمادي الاولى سنة تسع وتسعين. وسمع النصف الاخير أبو الحسن أحمد بن عبد الباقي بن الحسين القيسي مع الجماعة في التاريخ المذكور.
ثم كتب تحته بخط آخر: وسمع جميع الجزء مع الجماعة القاضي أبو المحاسن محمد بن الحسين بن الحسن الشهرستاني، وعارض بنسخته.

١٦ - سماع آخر عليه بخط عبد الباقي بن محمد التميمي سنة ٥٠٩
سمع جميع ما في هذا الجزء، وهو ما في الورقة البيضاء وعلى وجهها (الجزء الاول من رسالة أبي عبد الله محمد بن إدريس الشافعي) على الشيخ الفقيه الاجل الامين جمال الامناء أبي محمد هبة الله بن أحمد بن محمد الاكفاني ﵁، بقراءة الشيخ أبي محمد عبد الرحمن بن أحمد بن علي بن صابر السلمي -: ابنه أبو المعالي عبد الله (٤)، والشيوخ أبو الفضل محمد، وأبو المكارم عبد الواحد، ابنا محمد بن المسلم بن الحسن بن هلال، وأبو البركات الخضر بن شبل بن الحسين
(١) لم أحسن قراءة هذا الاسم في الاصل، فكتبته كما ظننت!! وقد يمكن أن يقرأ (أسعد).
(٢) محمد بن محمد بن المسلم بن الحسن بن هلال أبو المفضل، ولد سنة ٤٨٤ ومات ليلة الجمعة ٥ أو ٦ صفر سنة ٥٣٧ (ع ٣٩: ٣٢٩).
(٣) عبد الواحد بن محمد بن المسلم بن الحسن بن هلال أبو المكارم، ولد سنة ٤٨٩ ومات في ١٠ جمادى الاخرة سنة ٥٦٥ (ش ٤: ٢١٥) (ع ٢٥: ١١٩).
(٤) أبو المعالي بن صابر السلمي ولد سنة ٤٩٩ ومات في رجب سنة ٥٧٦ (ش ٤:
٢٥٦) وقال: «لعب في شبابه، وباع أصول أبيه في شبابه بالهوان، توفى في رجب على طريقة حسنة»
 
الحارثي (١)، وأبو طاهر إبراهيم بن الحسن بن طاهر بن الحصني، وأبو إسحاق إبراهيم بن طاهر بن بركات الخشوعي (٢)، وأبو طالب بن محسن بن علي المطاردي، وتمام بن محمد بن عبد الله بن أبي جميل، وكاتب السماع عبد الباقي بن محمد بن عبد الباقي بن محمد التميمي الموصلي. وسمع مع الجماعة أبو المعالي عبد الصمد بن الحسين بن أحمد بن تميم التميمي (٣). وسمع من (الفرائض المنصوصة التي سن رسول الله صلى الله عليه معها) القاضي أبو الفوارس مطاعن بن مكارم بن عمار بن عجرمة الحارثي، وأبو الحسين أحمد بن راشد بن محمد القرشي، وأبو القاسم نصر بن المسلم بن مصر النجار، وابنه عبد الرزاق (٤)، وتمام (٥) بن حيدرة الانصاري.
وذلك في جمادي الاخرى سنة تسع وخمسمائة، بدمشق، حماها الله تعالى ورسوله.
والحمد لله، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم. وسمع الجماعة المذكورون بأعلى ظهر الجزء الاول أيضا في التاريخ المذكور، والحمد لله وحده. وسمع من (باب فرض الله طاعة رسول الله مقرونة بطاعة الله ومذكورة وحدها) إلى آخر الجزء -:
(١) الفقيه الشافعي، عرف بابن عبد، ولد سنة ٤٨٦ ومات في ذي القعدة سنة ٥٦٢ (ش ٤:
٢٠٥) (ع ١٢: ٤٩٨) (مع ٥: ١٦٢) (ط ٤: ٢١٨) (ق ١: ٢٧٠).
(٢) إبراهيم بن طاهر بن بركات بن إبراهيم بن علي بن محمد أحمد بن العباس بن هاشم، أبو إسحاق القرشي المعروف بالخشوعي الرفا الصواف. (ع ٤: ٢٢٠) (مع ٢: ٢٢٠) وقال: «كتبت عنه، وكان ثقة خيرا، توفى ليلة الجمعة ودفن يوم الجمعة ٢٢ شعبان سنة ٥٤٣ وشهدت دفنه بباب الفراديس».
(٣) عبد الصمد بن الحسين بن أحمد بن عبد الصمد بن محمد بن تميم غانم بن الحسن، أبو المعالي التميمي (ع ٢٤: ١٣٥) وقال: «كان أمينا لم يعرف بتسمح في شهادة». ولد في النصف من جمادي الاولى سنة ٤٩٣ ومات في نصف رمضان سنة ٥٦١.
(٤) عبد الرزاق بن نصر النجار، مات في ربيع الاخر سنة ٥٨١ عن ٨٤ سنة (ش ٤:
٢٧٢) ولم أجد ترجمة أبيه.
(٥) هنا بين السطور كلمة ممحوة ولعل أصله (وسيدهم بن تمام) وانظر ما سيأتي في رقم (١٧).
 
أبو محمد عبد الهادي بن عبد الله الاتابكي (١)، وأبو عبد الله محمد بن شبل بن الحسين الحارثي، في التاريخ المذكور. والحمد لله، وصلى الله على سيدنا محمد نبيه وآله وسلم.
هذا السماع مكرر بنحوه في الجزء الثاني (ص ٥٩ أصل) بخط أحمد بن راشد بن محمد القرشي في نفس التاريخ، وفيه (وسيدهم بن حيدرة الانصاري) وسيأتي الكلام عليه في السماع بعده.
ثم كرر في الثالث كذلك (ص ١٠٩ أصل) وفيه زيادة (وأبو تمام كامل بن أحمد بن محمد بن أبي جميل).
١٧ - سماع آخر عليه بخط أحمد بن راشد القرشي سنة ٥٠٩
سمع من أول هذا الجزء إلى آخره (الفرائض المنصوصة التي سن رسول الله صلى الله عليه معها) على الشيخ الفقيه الامين جمال الامناء أبي محمد هبة الله بن أحمد بن محمد الاكفاني، صان الله قدره ورضي عنه، بقراءة الشيخ أبي محمد عبد الرحمن بن أحمد بن علي بن صابر السلمي، أبو الرضا سيدهم بن تمام بن حيدرة الانصاري (٢)، وأبو المجد عبد الواحد بن مهذب التنوخي (٣)، وأبو بكر محمد بن الفقيه أبي الحسن علي بن المسلم السلمي (٤)، وكاتب الاسماء أحمد بن
(١) مما يلاحظ من دقة التوثيق في السماع: أن الاتابكي هذا كتب في أصل السماع بعد الخشوعي، ثم ضرب الكاتب على اسمه، لانه لم يسمع الجزء جميعه.
(٢) هكذا أرجح قراءة هذا الاسم، بعد مقارنته في خطوط السماعات، وقد ذكر في بعضها باسم «سيدهم بن حيدرة» كأنه نسب إلى جده، ولم أجد له ترجمة، وقد يستغرب اسم «سيدهم»، ولكني رأيت في كتب التراجم هذا الاسم لبعض العلماء المتقدمين.
(٣) عبد الواحد بن محمد بن المهذب بن المفضل بن محمد بن المهذب التنوخي، مات سنة ٥٥٤ (ع ٢٥: ١٢١).
(٤) هو محمد بن علي بن المسلم بن الفتح السلمي، لم أجد ترجمته، وسيأتي سماعه مع أبيه في (رقم ١٨).
 
راشد بن محمد القرشي المكبري، في رجب سنة تسع وخمسمائة. وكمل له سماع الجزء جميعه.
١٨ - سماع آخر على سنة ٥١٨
بخط عبد الكريم بن الحسين الحصني
سمع جميع هذا الجزء، وهو الجزء الاول، على الشيخ الفقيه الامين جمال الامناء أبي محمد محمد هبة الله بن أحمد بن محمد الاكفاني ﵁، وعورض به نسخة فيها ذكر سماعه -: الفقيه الاجل الاوحد أبو الحسن علي بن المسلم بن محمد بن الفتح السلمي (١)، وولده أبو بكر، وسمع الشيوخ أبو القاسم النجيب يحيى بن علي بن محمد بن زهير السلمي (٢)، وأبو علي الحسن بن مسعود بن الوزير (٣)، وأبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله بن عبد الله (٤)، وأبو عبد الله الحسين بن الخضر بن الحسين بن عبدان، وأبو التمام كامل بن محمد بن كامل التميمي، وأبو بكر محمد بن علي بن أحمد بن منصور الغساني (٥)،
(١) ذكره النووي ي المجموع (٥: ٣٦٧) فقال: «الامام أبو الحسن علي بن المسلم بن محمد بن الفتح بن علي السلمي الدمشقي، من متأخرى أصحابنا» وله ترجمة في (ط ٤: ٢٨٣) و(ش ٤: ١٠٢) ولقباه «جمال الاسلام» مات في صلاة الفجر ساجدا في ذي القعدة سنة ٥٣٣.
(٢) مات ليلة الثلاثاء ٣ رمضان سنة ٥٤٢ ودفن بمقبرة الفراديس، وسمع منه الحافظ ابن عساكر شيئا يسيرا (ع ٤٦: ٣٤٧).
(٣) الحسن بن مسعود بن الحسن بن علي بن الوزير، مات بمرو، في ١٧ محرم سنة ٥٤٣ (ع ١٠: ٣٠١).
(٤) هو الامام الحافظ الكبير، محدث الشام، فخر الائمة، ثقة الدين أبو القاسم بن عساكر مؤلف (تاريخ دمشق) في ٤٨ مجلدا، ولد في أول سنة ٤٩٩ ومات في ١١ رجب سنة ٥٧١ (ش ٤: ٢٣٩) (ط ٤: ٢٧٣) (ح ٤: ١١٨).
(٥) ترجم له ابن عساكر (ع ٣٨: ٤٩٧) وقال «الفقيه الشافعي، ابن شيخنا أبو الحسن المالكي، وكان متميزا في العلم، سمعت بعض أصحابنا يفضله على أبيه، وتوفى في حداثته»
 
وأبو القاسم الحسين بن أحمد بن عبد الواحد (١) الاسكندراني، وأبو الثناء محمود بن معالي بن الحسن بن الخضر الانصاري النجار، وأبو بكر عبد الرحمن بن أحمد بن الحسين القيسي (٢)، وكاتب السماع عبد الكريم بن الحسن بن طاهر بن يمان الحصني ثم الحموي (٣)، بقراءة الفقيه أبي القاسم وهب بن سلمان بن أحمد السلمي (٤)، وذلك في العشر الثاني من رمضان سنة ثمان عشرة وخمسمائة.
وسمع مع الجماعة المذكورين أبو محمد إسماعيل بن إبراهيم بن محمد أحمد (٥) القيسي، وعيسى بن نبهان الضرير البرداني، وأبو طاهر يونس بن سلمان بن أحمد السلمي، وبركات بن إبراهيم بن طاهر الخشوعي (٦)، وعمر بن ناصر النجار، وأبو عمر عثمان بن علي بن الحسن اليوسي الربعي، في التاريخ.
ثم ذكر أنه ولد في غرة جمادى الاخرة سنة ٤٦٣ ونقل عن أبي محمد بن الاكفاني أنه مات في يوم الاربعاء ٣ جمادى الاولى سنة ٤٩٤ وهذا خطأ في تاريخ الوفاة، أرجح أنه من الناسخين.
لان سماعه ثابت هنا في سنة ٥١٨ ولم أجد له ترجمة في غير ابن عساكر، وأما أبوه أبو الحسن المالكي النحوي الزاهد فهو شيخ دمشق ومحدثها، مات سنة ٥٣٠ وله ترجمة في (ش ٤: ٩٥).
(١) لم أجد له ترجمة، وذكر في سماع الجزء الثاني باسم «الحسين بن أحمد بن عبد الوهاب».
(٢) لم أجده، وذكر في الثاني باسم «عبد الرحمن بن أبي الحسين القيسي القرشي» وفي الثالث «عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الباقي القيسي».
(٣) المقرئ التاجر، مات سنة ٥٥٤ (ع ٢٤: ٣١٩).
(٤) المعروف بابن الزيف الفقيه الشافعي، ولد سنة ٤٩٨ كما ذكره ابن عساكر، ولم يذكر تاريخ وفاته. وسيأتي ذكر تسجيل سماعه بخطه برقم (٤٠).
(٥) كذا هنا وفي الثالث. وذكر في الثاني باسم «إسماعيل بن إبراهيم بن أحمد بن محمد» ولم أجد ترجمته.
(٦) بركات بن إبراهيم بن طاهر الخشوعي أبو طاهر، مسند الشأم، ولد في صفر سنة ٥١٠ ومات في ٧ صفر سنة ٥٩٨ (ش ٤: ٣٣٥) (ق ١: ١٧٦). وذكره الحافظ ابن كثير في تاريخه في وفيات سنة ٥٩٧ (ك ١٣: ٣٢) وقال: «شارك ابن عساكر في كثير من مشيخته، وطالت حياته بعد وفاته بسبع وعشرين سنة، فألحق فيها الأحفاد بالأجداد».
 
١٩ - سماع عليه بخط عبد الكريم أيضا سنة ٥١٩
وسمع جميعه مع الجماعة المذكورة الشيخ الفقيه أبو القاسم علي بن الحسن بن الحسن الكلابي (١)، والشيخ أبو العباس أحمد بن أبي القاسم بن منصور في العشر الثاني من ربيع الثاني من سنة تسع عشرة وخمسمائة. وسمع من أوله إلى أول (باب الناسخ والمنسوخ الذي تدل عليه السنة بالاجماع) أبو عبد الله محمد، وأبو الفضل أحمد، ابنا الحسن بن هبة الله بن عبد الله (٢) في التاريخ.
هذا السماع والذي قبله تكرر في مجلس واحد في الجزء الثاني (ص ٦٠ أصل) بخط عبد الكريم الحصني أيضا في العشر الاخير من رمضان سنة ٥١٨ وفي آخره: أن محمدا وأحمد ابنا الحسن بن هبة الله، وهما أخوا الحافظ ابن عساكر، سمعا نصف الجزء الثاني فقط، فيظهر أنهما سمعاه على الشيخ ثم سمعا في السنة التالية بعض الجزء الاول. ونص أول هذا السماع:
«سمع جميع ما في هذا الجزء على الشيخ الفقيه الامين جمال الامناء أبي محمد هبة الله بن أحمد بن محمد بن الاكفاني ﵁، وهو الجزء الثاني من الرسالة، بعد وقوفه على ذكر سماعه من أبي بكر السلمي الحداد: الشيوخ الفقيه الاجل الامام جمال الاسلام أبو الحسن علي بن المسلم بن محمد بن الفتح السلمي وولده أبو بكر محمد» الخ وزيد من السامعين «أبو القاسم علي بن محمد بن أبي العلاء المصيصي، وعيسى بن قحطان بن عبد الله الشرواني، وأبو محمد عبد الله بن عثمان السقلي، وأبو بكر وأخوه عمر ابنا ناصر النجار، ومحمد بن بريعس (٣) الوزيري، وأبو الفضل بن صرمة بن علي بن محمد الحراني التاجر، وأبو محمد عبد الرحمن بن عبد الواحد بن مرة».
ثم كرر مختصرا في الثالث (ص ١٠٩ أصل) بخط «وهب بن سلمان بن أحمد السلمي» في شهر ربيع الاخر سنة ٥١٩.
(١) في سماع الجزء الثاني «علي بن الحسين بن الحسن» وهو خطأ، قال ابن السبكي:
«المعروف بجمال الائمة ابن الماسح» ولد سنة ٤٨٨ ومات سنة ٥٦٢ (ط ٤: ٢٧٢).
(٢) محمد وأحمد هذان أخوا الحافظ ابن عساكر، ولم أجد ترجمتهما، وسيأتي ذكر تسجيل محمد سماعه بخطه برقم (٤١) وسيأتي ذكر أولاده في السماع رقم (٢١) ووجدت ترجمة لحفيده «محمد بن أحمد بن محمد بن الحسن ابن عساكر» وقد سمع من الحافظ ابن عساكر عم والده، مات سنة ٦٤٣ (ش ٥: ٢٢٦).
(٣) هكذا هو بدون نقط، ولا أجزم بصحته؟
 
٢٠ - سماع على أبي المكارم عبد الواحد بن هلال بخط علي بن عقيل بن علي سنة ٥٦٣ وكتب سنة ٥٧٠
قرأت جميع كتاب رسالة الشافعي ﵀ على الشيخ الامام أبي المكارم عبد الواحد بن محمد بن المسلم بن هلال، بحق سماعه من ابن الاكفاني، فسمع ابنه أبو البركات، وحفيده أبو الفضل. وكتب علي بن عقيل بن علي بن هبة الله الشافعي (١)، وذلك في مجالس، آخرها يوم الاحد تاسع عشر جمادي الاخرة سنة ثلاث وستين وخمسمائة، بدار الشيخ بدمشق. وصح وثبت.
ونقلت سماعي إلى هنا في رجب سنة ستين وست وخمسمائة (٢).
هذا السماع كرر بنصه تقريبا بنفس الخط في (ص ١٠٣ أصل).
٢١ - سماع علي الحافظ ابن عساكر بخط عبد الرحمن بن أبي منصور سنة ٥٦٧
سمع جميع هذا الجزء على سيدنا الشيخ الفقيه الامام العالم الحافظ الثقة ثقة الدين صدر الحفاظ ناصر السنة محدث الشأم أبي القاسم علي بن الحسن بن هبة الله
(١) علي بن عقيل بن علي بن هبة الله بن الحسن بن علي، أبو الحسن التغلبي الفقيه الدمشقي، ولد سنة ٥٣٧ (ط ٥: ١٢٥) ولم يذكر تاريخ وفاته.
(٢) يظهر من كلام علي بن عقيل هنا أنه سمع علي أبي المكارم عبد الواحد في نسخة أخرى سنة ٥٦٣ ثم ملك هذه النسخة (أصل الربيع) بالشراء أو غيره فنقل سماعه إليها تسجيلا له.
 
الشافعي أيده الله: - صاحبه الشيخ الفقيه الامام العالم ضياء الدين أبو الحسن علي بن عقيل بن علي (١) الشافعي نفعه الله بالعلم (٢)، وحافده (٣) أبو طاهر محمد بن الشيخ الفقيه أبي محمد القاسم، وبنو أخيه أبو المظفر عبد الله (٤)، وأبو منصور عبد الرحمن (٥)، وأبو المحاسن نصر الله، وأبو نصر عبد الرحيم (٦)، بنو أبي عبد الله محمد بن الحسن (٧)، بقراءة القاضي بهاء الدين أبي المواهب الحسن (٨)، وأخوه الشيخ الفقيه أبو القاسم الحسين، ابنا القاضي أبي الغنائم هبة الله بن محفوظ بن صصري (٩)، والشيخ الفقيه أبو محمد عبد الله بن محمد بن سعد الله الحنفي، والامير أبو الحرث عبد الرحمن بن محمد بن مرشد بن منقذ
(١) هنا في سماع الجزء الثاني زيادة، (بن هبة الله التغلبي).
(٢) هنا في سماع الثاني وسماع الثالث زيادة: (وابنا المسمع الشيخ الفقيه أبو محمد القاسم، وأخوه أبو الفتح الحسن). والقاسم بن علي بن الحسن هو ابن الحافظ ابن عساكر، وهو الحافظ أبو محمد، قال ابن السبكي: «كتب الكثير، حتى إنه كتب تاريخ والده مرتين، وكان حافظا له».
وفي الشذرات: «كان محدثا فهما، كثير المعرفة، شديد الورع، صاحب مزاح وفكاهة، وخطه ضعيف عديم الاتقان». ولد في جمادي الاولى سنة ٥٢٧ ومات في ٩ صفر سنة ٦٠٠ (ط ٥: ١٤٨) (ش ٤: ٣٤٧) (ح ٤: ١٥٥ - ١٥٨) وأما أخوه الحسن فلم أجده.
(٣) «حافده» يعني حافد المسمع الحافظ ابن عساكر، فهو ابن ابنه، ولم أجد ترجمته.
(٤) هو ابن أخي الحافظ ابن عساكر، ولد سنة ٥٤٩ ومات في ربيع الأول سنة ٥٩١ (ط ٤: ٢٣٦).
(٥) هو فخر الدين أبو منصور عبد الرحمن بن محمد، ابن أخي الحافظ ابن عساكر، وهو شيخ الشافعية بالشأم، تفقه عليه جماعة، منهم العز بن عبد السلام، ولد سنة ٥٥٠ ومات في رجب سنة ٦٢٠ (ش ٥: ٩٢) (ط ٥: ٦٦) (فوات الوفيات ١: ٣٣٣).
(٦) أبو المحاسن نصر الله لم أجد ترجمته. وأخوه أبو نصر عبد الرحيم مات في شعبان سنة ٦٣١ (ش ٥: ١٤١).
(٧) بنو أخي الحافظ هؤلاء لم يذكروا في سماع الجزء الثاني، وذكر في الثالث الأولان فقط.
(٨) الحسن بن هبة الله بن صصري ممن لزم الحافظ ابن عساكر وتخرج به، ولد سنة ٥٣٧ ومات سنة ٥٨٦ (ش ٤: ٢٨٥) (ح ٤: ١٤٧).
(٩) الحسين بن هبة الله مسند الشأم شمس الدين، ولد بعد سنة ٥٣٠ ومات في ٢٣ محرم سنة ٦٢٦ (ش ٥: ١١٨) وسمي فيه «الحسن» وهو خطأ مطبعي. وأبوهما هبة الله مات سنة ٥٦٣ (ش ٤: ٢١٠).
 
الكناني (١)، وأبو عبد الله محمد بن شيخ الشيوخ أبي حفص عمر بن أبي الحسن الحموي (٢)، وأبو الحسين عبد الله بن محمد بن هبة الله، والفقيه أبو نصر محمد بن هبة الله بن محمد (٣)، الشيرازيان، وخالد بن منصور بن إسحاق الاشنهي، وعبد الرحمن بن عبد الله (٤)، وأبو عبد الله الحسين بن عبد الرحمن بن الحسين بن عبدان، وأبو العليان الحسين بن محمد بن أبي نصر الهداري (٥)، والحسن بن علي بن عبد الله الباعيثاني (٦)، والخطيب بن عبد الوهاب بن أحمد بن عقيل السلمي، وعلي بن خضر بن يحيى الارموي، وأبو بكر محمد بن الشيخ (٧) الامين أبي الفهم عبد الوهاب بن عبد الله الانصاري (٨)، والوجيه أبو القاسم بن محمد بن معاذ الحرقاني (٩)، ومسعود بن أبي الحسن بن عمر التفليسي، وإسماعيل بن
(١) يظهر أنه ابن أخي الامير «أسامة بن مرشد بن علي بن منقذ» مؤلف كتاب (لباب الاداب). وقد ترجمت لاسامة ترجمة وافية في مقدمة الكتاب، وترجم ياقوت في معجم الادباء لكثير من أعلام هذه الاسرة العظيمة (٢: ١٧٣ - ١٩٧).
(٢) في الثاني والثالث زيادة: (والقاضي أبو المعالي محمد بن القاضي أبي الحسن علي بن محمد بن يحيى القرشي وابن أخيه عبد العزيز بن القاضي أبي علي).
(٣) هو القاضي شمس الدين محمد بن هبة الله بن يحيى الدمشقي الشافعي، ولد سنة ٥٤٩ روى عنه المنذري والبرزالي وغيرهما، وكان يصرف أكثر أوقاته في نشر العلم، مات في جمادي الاخرة سنة ٦٣٥ (ش ٥: ١٧٤) (ط ٥: ٤٣ - ٤٤).
(٤) الثالث زيادة: (الحلبي).
(٥) بدله في الثاني والثالث: (وأبو علي الحسن بن علي بن أبي نصر الهداري) ولعله ابن عمه، و «الهداري» واضحة في المواضع الثلاثة بالدال ثم الراء، وأظنها نسبة إلى «الهدار» بتشديد الدال، ويسمى به ثلاثة مواضع، ذكرها ياقوت.
(٦) بدله فيهما: (وأبو علي الحسن بن محمد بن عبد الله الباعيثاني) وهذه النسبة غريبة، لا أدري أصلها، وهي واضحة بهذا في المواضع الثلاثة.
(٧) فيهما: (وأبو المكارم عبد الواحد، وأبو بكر محمد، ابنا الشيخ) الخ.
(٨) هو فخر الدين بن الشيرجي الدمشقي، أحد المعدلين بها، كان ثقة أمينا كيسا متواضعا، ولد سنة ٥٤٩ ومات يوم عيد الأضحى سنة ٦٢٩ (ابن كثير ١٣: ١٣٣).
(٩) «الحرقاني» لم تنقط في الاجزاء الثلاثة، ولم أجد ترجمة هذا الرجل، وفي الأنساب «الحرقاني» بضم الحاء المهملة وفتح الراء، نسبة إلى «الحرقات» من جهينة، و «الخرقاني» بفتح الخاء المعجمة مع سكون الراء، نسبة إلى «خرقان» من قرى سمرقند، فالله أعلم لأي النسبتين هو؟ وانظر تلقيب هذا الرجل بالوجيه، إذ لم يجز لقبا علميا يعرف به، كأنه ممن نسميهم الآن «الأعيان»، وكما يفعل أصحاب الصحف في عصرنا من إطلاق هذا اللقب على الذين ليست لهم ألقاب رسمية من ألقاب الدولة!!
 
عمر بن أبي القاسم الاسفندابادي (١)، وموسى بن علي بن عمر الهمداني، وعبد الرحمن بن علي بن محمد الجويني، الصوفيون، وحسن بن إسماعيل بن حسن الاسكندراني، وفضالة بن نصر الله بن حواش العرضي، وعيسى بن أبي بكر بن أحمد الضرير (٢)، وأبو بكر بن محمد بن طاهر (٣) البروجردي، ومكارم بن عمر بن أحمد (٤)، وحمزة بن إبراهيم بن عبد الله، وأبو الحسين بن علي بن خلدون، وبركاسنا بن فرجاوز بن فريون الديلمي، وعثمان بن محمد بن أبي بكر الاسفرايني، وعبد الله بن ياسين بن عبد الله اليمني، وفارس بن أبي طالب بن نجا، وفضائل بن طاهر بن حمزة، وإسحق بن سليمان بن علي، وأحمد بن أبي بكر بن الحسين البصري، وأحمد بن ناصر بن طعان البصراوي (٥)، وإبراهيم بن مهدي بن علي الشاغوري، وعبد القادر، وعبد الرحمن، ابنا أبي عبد الله محمد بن الحسن العراقي (٦)، وعبد الرحمن بن أبي رشيد بن أبي نصر الهمداني (٧)، وعثمان بن إبراهيم بن الحسين، وكاتب الأسماء عبد الرحمن بن أبي نصر منصور
(١) هكذا رسمت بدون نقط، ولا أعرف هذه النسبة، والذي في البلدان والانساب «أسفيذابان» بفتح الهمزة وسكون السين وكسر الفاء وفتح الذال المعجمة وآخرها نون، قرية من أصبهان، أو نيسابور.
(٢) في الثالث: (العراقي) بدل «الضرير».
(٣) في الثالث: (وأبو بكر بن طاهر بن محمد).
(٤) في الثاني: (ومكارم بن عمر بن أحمد الموصلي). وفي الثالث: (وأبو المكارم سعيد بن عمر بن أحمد الموصلي).
(٥) في الثاني بدله: (الحوراني).
(٦) بدله في الثالث: (البغدادي).
(٧) في الثاني والثالث زيادة: (وعبد الرحمن بن حصين بن حازم الأموي).
 
بن نسيم بن الحسين بن علي الشافعي. وذلك في يومي الخميس والاثنين ثامن صفر سنة سبع وستين وخمسمائة، بالمسجد الجامع بدمشق حرسها الله تعالى، وحده، وصلواته على محمد وآله.
كرر هذا السماع في الجزء الثاني (ص ٦٠ أصل) بتاريخ (الخميس والاثنين حادي عشر وخامس عشر صفر). ثم كرر في الجزء الثالث (ص ١١٠ أصل) بتاريخ (الخميس والاثنين ثامن عشر وثاني وعشرين صفر) من السنة المذكورة، وكلاهما بخط الكاتب نفسه. وقد بينا الفروق بينهما وبين سماع الجزء الاول هذا في الحاشية.
٢٢ - سماع علي أبي المعالي عبد الله بن عبد الرحمن بن صابر السلمي وأبي طاهر بركات بن إبراهيم الخشوعي بخط عبد القادر الرهاوي سنة ٥٧١
سمع جميع هذا الجزء، وهو الاول من (كتاب الرسالة) وما في بطن القائمة البيضاء التي على أول الجزء (١)، على الشيخ أبي المعالي عبد الله بن عبد الرحمن بن أحمد بن علي بن صابر السلمي، بروايته عن الامين أبي محمد هبة الله الاكفاني في سنة تسع وخمسمائة، وعلى الشيخ أبي طاهر بركات بن إبراهيم الخشوعي -: الجزء دون الورقة التي في أوله البيضاء (٢)، بروايته عن الشيخ الامين أبي محمد هبة الله في سنة ثماني عشرة وخمسمائة،
(١) القائمة البيضاء هنا غير الورقة البيضاء المذكورة في السماع رقم (١٣). فالمراد بالقائمة البيضاء هنا (ص ٨ من الاصل) وما في باطنها هو الاثار التي بخط هبة الله بن الاكفاني، (ص ٩ من الاصل) وسيأتي نص ما كتب فيها برقم (٥٢ - ٥٧).
(٢) انظر دقة التوثيق في تحرير السماع، فان أبا المعالي سمع الجزء وما في باطن الورقة بقراءة أبيه عبد الرحمن بن صابر علي ابن الاكفاني، كما مضى في السماع (رقم ١٦).
وأما أبو طاهر الخشوعي فانه سمع الجزء دون الورقة، وقد مضى سماعه (برقم ١٨).
 
بقراءة صاحب النسخة الشيخ الاجل الامين ضياء الدين أبي الحسن علي بن عقيل بن علي التغلبي -: ولده أبو عبد الله الحسن جبره الله، والشريف إدريس بن حسن بن علي الادريسي، وعبد الخالق بن حسن بن هياج، وأبو إسحاق إبراهيم بن علي بن إبراهيم الإسكندراني، وإبراهيم بن بركات بن إبراهيم الخشوعي (١)، وأحمد بن علي بن يعلى السلمي، وأحمد بن عساكر بن عبد الصمد، وأبو الحسن علي بن عسكر الحموي المعروف بابن زين النجار، وكاتب السماع عبد القادر بن عبد الله الرهاوي (٢). وصح ذلك في جامع دمشق، في العشر الاوسط من شهر رمضان إحدى وسبعين وخمسمائة.
والحمد لله رب العالمين حمدا كثيرا.
ثم كرر هذا السماع على الجزء الثاني (ص ١٠٣ أصل) بخط الكاتب في التاريخ، ولكنه أخطأ فيه فجعل الشيخ أبا طاهر بركات الخشوعي أحد السامعين، مع أنه أحد الشيخين اللذين قرئ عليهما الكتاب. ثم كرر ثالثا بزيادات، فرأينا إثباته بنصه، وهو:
٢٣ - سماع على أبى المعالي وأبي طاهر
بخط عبد القادر الرهاوي
سنة ٥٧١ سمع جميع هذا الجزء على الشيخ أبي المعالي عبد الله بن عبد الرحمن بن أحمد بن علي بن صابر السلمي بحق سماعه فيه من الأمين أبي محمد هبة الله
(١) إبراهيم بن بركات بن إبراهيم الخشوعي، «آخر من سمع من عبد الواحد بن هلال» مات في رجب سنة ٦٤٠ وله ٨٢ سنة (ش ٥: ٢٠٧).
(٢) الحافظ عبد القادر الرهاوي - بضم الراء - أبو محمد الحنبلي، شيخ ابن الصلاح والبرزالي، ولد في جمادي الاخرة سنة ٥٣٦ ومات في ٢ جمادي الاولى سنة ٦١٢ (ش ٥:
٥٠) (ج ٤: ١٧٤)
 
الاكفاني في سنة تسع وخمسمائة، وعلى الشيخ أبي طاهر بركات بن إبراهيم بن طاهر الخشوعي، بحق سماعه فيه من الامين أبي محمد هبة الله سنة تسع عشرة وخمسمائة -: أبو عبد الله الحسن، بن صاحب النسخة الشيخ الاجل الامين أبي الحسن علي بن عقيل بن علي التغلبي جبره الله، وإبراهيم، وأبو الفضل، ابنا بركات بن طاهر الخشوعي، وعبد الكريم بن محمد بن محلى الكفرطابي (١)، وإبراهيم بن علي بن إبراهيم الاسكندراني، والشريف إدريس بن حسن بن علي الادريسي، وعبد الخالق بن حسن بن هياج، وجامع بن باقي بن عبد الله التميمي، وأحمد بن علي بن يعلى السلمي، وعبد الغني بن سليمان بن عبد الله المغربي، وأحمد بن عساكر بن عبد الصمد، وكاتب السماع عبد القادر بن عبد الله الرهاوي، بقراءته. وصح ذلك بجامع دمشق، في العشر الاوسط من شهر رمضان من سنة إحدى وسبعين وخمسمائة.
وكذلك سمع أبو عبد الله بن ضياء الدين أبي الحسن علي بن عقيل الجزءين اللذين قبل هذا، وصح الاول بقراءة أبيه، والثاني بقراءة الرهاوي في التاريخ المذكور.
٢٤ - سماع علي بن أبي طاهر الخشوعي بخط بدل بن أبي المعمر سنة ٥٨٧
سمع جميع هذا الجزء، وهو الاول، على الشيخ الأمين أبي طاهر بركات بن إبراهيم بن طاهر القرشي الخشوعي، بحق سماعه فيه من ابن الاكفاني، بقراءة الفقيه أبي محمد عبد القوي بن عبد الخالق بن وحشي، وأبو القاسم علي
(١) بفتح الكاف والفاء وسكون الراء نسبة إلى «كفر طاب» وهي بلدة بالشأم، بين المعرة وحلب.
 
بن الامام الحافظ أبي محمد القاسم علي بن الحسن بن هبد الله بن عبد الله الشافعي (١)، وأبو الحسن محمد، وأبو الحسين إسماعيل، ابنا الشيخ أبي جعفر أحمد بن علي بن أبي بكر بن إسماعيل القرطبي (٢)، والفقيه أبو الفضل جعفر بن عبد الله بن طاهر، ومثبت السماع بدل بن أبي المعمر بن إسماعيل التبريزي (٣)، وآخرون بفوات. وذلك في شهور سنة سبع وثمانين وخمسمائة، بجامع دمشق حرسها الله تعالى، وصح.
وسمع جميع هذا الجزء مع الجماعة في التاريخ أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن أبي بكر بن محمد القفصي (٤).
ثم كرر هذا السماع في الجزء الثاني (ص ١٠٣ أصل) بخط بدل بن أبي المعمر (في مجالس آخرها في صفر سنة ثمان وثمانين وخمسمائة) وفيه (بحق إجازته) بدل (بحق سماعه فيه) ثم كرر في الثالث بزيادات، فرأينا إثبات نصه، وهو:
(١) أبو القاسم علي بن القاسم هذا حفيد الحافظ ابن عساكر، ولد في ربيع الاخر سنة ٥٨١، فقد أسمعوه هنا وهو ابن ست سنين. مات في ١٣ جمادي الاولى سنة ٦١٦ (ش ٥:
٦٩) (ط ٥: ١٢٦).
(٢) لم أجد ترجمة إسماعيل. وأما محمد فهو تاج الدين أبو الحسن القرطبي، إمام الكلاسة وابن إمامها، ولد في دمشق في أول سنة ٥٧٥، قال ابن ناصر الدين: كان حافظا مشهورا، وإماما مكثرا مذكورا. مات في جمادي الاولى سنة ٦٤٣ (ش ٥: ٢٢٦) وقال ابن كثير في تاريخه: «مسند وقته وشيخ الحديث في زمانه رواية وصلاحا». (ك ١٣: ١٧١) وذكره الذهبي في وفيات سنة ٦٤٣ (ح ٤: ٣١٦) وأبوهما هو «أبو جعفر القرطبي المقرئ الشافعي» ترجم له (ش ٤: ٣٢٣) وقال: «إمام الكلاسة وأبو إمامها» ولد بقرطبة سنة ٥٢٨ ثم قدم دمشق فأكثر عن الحافظ ابن عساكر، وكان عبدا صالحا خبيرا بالقراءات، مات سنة ٥٩٦.
(٣) أبو الخير المحدث الحافظ الثقة الرحال، ولد بعد سنة ٥٥٠ ومات في جمادي الأولى سنة ٦٣٦ (ش ٥: ١٨٠).
(٤) لم أجد ترجمته، وينظر في نسبته: فأما «القفصي» بضم القاف مع سكون الفاء، نسبة إلى «قفص» بالضم، قرية من متنزهات بغداد، وإما «القفصي» بفتح القاف مع سكون الفاء، نسبة إلى «قفصة» بالفتح، بلدة بالمغرب. والله أعلم.
 
٢٥ - سماع علي بن أبي طاهر الخشوعي بخط بدل سنة ٥٨٨
سمع جميع هذا الجزء، وهو الثالث، على الشيخ الامين أبي طاهر بركات بن إبراهيم بن طاهر القرشي الخشوعي، بحق سماعه فيه من ابن الاكفاني، بقراءة الشيخ أبي محمد عبد القوي بن عبد الخالق بن وحشي السلمي -: أبو القاسم علي بن الامام الحافظ أبي محمد القاسم بن أبي القاسم علي بن الحسن بن هبد الله بن عبد الله، وأبو الحسن محمد، وأبو الحسين إسماعيل، ابنا الامام جعفر بن علي بن أبي بكر القرطبي، والفقيه أبو بكر بن حرز الله بن حجاج، وأبو عبد الله محمد بن أبي بكر بن محمد القفصي، وابنه إبراهيم، ومثبت السماع بدل بن أبي المعمر بن إسماعيل التبريزي.
وسمع الجزء سوى خمس قوائم من أوله: أبو منصور بن أحمد بن محمد صصري، وأبو عبد الله محمد بن راشد بن عبد الكريم بن الهادي، وآخرون بفوات.
وذلك في شهر صفر سنة ثمان وثمانين وخمسمائة، بدمشق.
وفي هذا السماع من الفوائد: أن إبراهيم بن محمد بن أبي بكر القفصي سمع الاجزاء الثلاثة، ولكن أباه محمد بن أبي بكر لم يسمع إلا الجزء الثالث. وأن الكاتب سمى أوراق الكتاب (قوائم).
٢٦ - سماع على تاج الدين محمد بن أبي جعفر القرطبي، وعز الدين الأربلي، وإبراهيم بن أبي طاهر الخشوعي، وزكي الدين البرزالي بخط عبد الجليل الابهري سنة ٦٣٥
سمع جميع هذا الجزء من (رسالة الشافعي ﵁ على المشايخ الاجلة الثقات، صاحب الكتاب الامام العالم الحافظ تاج الدين أبي الحسن محمد بن
 
أبي جعفر بن علي القرطبي، والفقيه الامام عز الدين أبي محمد عبد العزيز بن عثمان بن أبي طاهر الاربلي، وزكي الدين أبي إسحاق إبراهيم بن بركات بن إبراهيم الخشوعي، بسماع الخشوعي فيه من والده ومن ابن صابر كما ترى (١)، وبسماع الامام تاج الدين القرطبي وعز الدين الاربلي من أبي طاهر بركات حسب، بقراءة الامام الحافظ زكي الدين أبي عبد الله محمد بن يوسف بن محمد البرزالي (٢) -:
الولد تقي الدين أبو بكر محمد بن الامام تاج الدين المسمع المبدوء بذكره، والحاج أبو علي حسن بن أبي عبد الله بن صدقة الصقلي (٣)، وأبو المرجا سالم بن تمام بن عنان العرضي، وابنه عبد الله، وعبد الرحمن اليونسي بن يونس بن إبراهيم، وآباء عبد الله: محمد بن يوسف بن أحمد النحاني (٤) ومحمد بن علي بن محمد اليمني، ومحمد بن صديق بن بهرام الصفار، ومحمد بن يوسف بن يعقوب الاربلي (٥)، وأبو الفضل يوسف بن محمد بن عبد الرحمن الناسخ، وإبراهيم بن داود بن ظافر الفاضلي (٦)، ومخلص بن المسلم بن عبد الرحمن التكروري، والشمس أبو محمد
(١) هذا السماع مكتوب في صفحة فيها سماع إبراهيم بن بركات من أبيه أبي طاهر، ومن أبي المعالي بن صابر، وقد أشرنا إليه فيما مضى في السماع (رقم ٢٢) ولذلك قال هنا «كما ترى».
(٢) هو الحافظ الرحال محدث الشأم، ولد سنة ٥٧٧ تقريبا. ومات ليلة ١٤ رمضان سنة ٦٣٦ (ش ٥: ١٨٢) (ح ٤: ٢٠٨) (ك ١٣: ١٥٣) وهو جد الحافظ علم الدين البرزالي.
(٣) هو الازدي المقرئ الرجل الصالح، إمام زاهد كبير القدر، ولد سنة ٥٩٠ ومات بدمشق في ٢٢ ربيع الاخر سنة ٦٦٩ (ش ٥: ٣٢٨) (ق ١: ٢١٩).
(٤) هكذا بدون نقط، ولم أعرف من هو.
(٥) محمد بن يوسف الاربلي هذا شيخ الحافظ الذهبي، روى عنه كثيرا في التذكرة حديثا باسناده (٤: ٢٠٩) قراءة عليه عن الحافظ البرزالي. ولد سنة ٦٢٤ ومات في ربيع الاول سنة ٧٠٤ (ش ٦: ١١) وفي الدرر الكامنة أنه مات في رمضان (٤: ٣١٥) وعز الدين الاربلي أحد المسمعين عم أبيه.
(٦) هو جمال الدين أبو إسحاق العسقلاني ثم الدمشقي المقرئ، صاحب السخاوي، إمام حاذق مشهور، ولد سنة ٦٢٢ ومات ليلة الجمعة أول جمادي الأولى سنة ٦٩٢ (ش ٥:
٤٢٠) (ق ١: ١٤).
 
عبد الواسع بن عبد الكافي بن عبد الواسع الابهري (١)، وابن عمه كاتب السماع عبد الجليل بن عبد الجبار بن عبد الواسع الأبهري (٢)، عفا الله عنه. وسمع ربيبه إبراهيم بن عبد الوهاب بن علي الهمداني، والعماد أحمد بن يحيى بن عبد الرزاق، جميعه سوى الجلس العاشر، وهو معلم في الحاشية بخط الامام تاج الدين المسمع، أوله (باب النهي عن معنى دل عليه معنى). وسمع الشرف يوسف بن الحسن بن بدر النابلسي (٣)، والضياء أبو الحسن علي بن محمد بن علي البالسي (٤)، ومحمد بن سيد بن إبراهيم الحلاوي: جميعه سوى من أول المجلس الثاني عشر إلى آخر الجزء، وهو ..... (٥) وفات البيضاء البالسي المجلس السابع أيضا، وهو معلم أيضا بخط الامام تاج الدين. وسمع .....
... (٦) وصح لهم ذلك في مجالس، آخرها في جمادي الاخرة سنة خمس وثلاثين وستمائة بالاشرفية.
هذا السماع مذكور في الجزء الاول (ص ٥١ أصل) ولكن آخره ضاع بتأكل الكتابة في ذيل الصفحة، ولذلك اكتفينا باثباته من الجزءين الثاني والثالث. وفي الجزء الاول زيادة بعد «محمد بن تاج الدين القرطبي»: (ويوسف بن الامام زكي الدين البرزالي القارئ) وزيادة (عبد الرحيم بن) مخلص بن المسلم، بعد ذكر أبيه. ثم كرر في الثالث ورأينا إثبات نصه، وهو:
(١) القاضي شمس الدين الابهري، نسبة إلى الحافظ المنذري، مات في شوال سنة ٦٩٠ (ش ٥: ٤١٤).
(٢) لم أجد ترجمته، وذكر (ك ١٣: ١٧١) في وفيات سنة ٦٤٣ «المحدث الكبير تاج الدين عبد الجليل الابهري» فلعله هذا.
(٣) هو الحافظ أبو المظفر الدمشقي، كان فهما يقظا حسن الحفظ مليح النظم، ولد بعد سنة ٦٠٠ ومات في ١١ محرم سنة ٦٧١ (ش ٥: ٣٣٥).
(٤) «البالسي» باللام، كما هو واضح في السماع، نسبة إلى «بالس» مدينة بين الرقة وحلب، وفي (ش ٥: ٣١٠) «البالسي» وهو تصحيف. والضياء البالسي محدث خطيب ولد سنة ٦٠٥ ومات في صفر سنة ٦٦٢.
(٥) هنا كلمتان لم تقرأ.
(٦) هنا سطران لم يقرأ.
 
٢٧ - سماع على المشايخ الاربعة أنفسهم بخط عبد الجليل الابهري سنة ٦٣٥
سمع جميع هذا الجزء الثالث من (كتاب الرسالة، للامام المعظم الشافعي المطلبي ﵁ على المشايخ الثلاثة الاجلة الامناء: صاحب النسخة الامام العالم الحافظ تاج الدين شرف الحفاظ أبي الحسن محمد بن أبي جعفر بن علي القرطبي، والفقيه الامام عز الدين أبي محمد عبد العزيز بن عثمان بن أبي طاهر الاربلي، وزكي الدين أبي إسحاق إبراهيم بن بركات بن إبراهيم الخشوعي، بحق سماعهم من أبي طاهر بركات الخشوعي، وبسماع ولده أيضا من أبي المعالي بن صابر، بسماعهما عن ابن الاكفاني، بقراءة الامام العالم الحافظ زكي الدين أبي عبد الله محمد بن يوسف بن محمد البرزالي -: الولد النجيب تقي الدين أبو بكر محمد بن الامام تاج الدين القرطبي، أحد المسمعين المبدوء بذكر اسمه، والحاج أبو علي حسن بن أبي عبد الله بن صدقة الصقلي، وأبو القاسم عبد الرحمن اليونسي بن يونس بن إبراهيم، وأبو الفضل يوسف بن محمد بن عبد الرحمن المصري الناسخ، والشمس أبو عبد الله محمد بن يوسف بن أحمد بن خلف المحاني، والعماد أحمد بن يحيى بن عبد الرزاق المقدسي، وأبو عبد الله محمد بن يوسف بن يعقوب الاربلي، ابن ابن أخي الشيخ عز الدين الاربلي أحد المسمعين، ومحمد بن صديق بن بهرام الصفار، وأبو إسحاق إبراهيم بن داود بن ظافر الفاضلي، والشمس أبو محمد عبد الواسع بن عبد الكافي بن عبد الواسع الابهري، وابن عمه كاتب السماع عبد الجليل بن عبد الجبار الابهري عفا الله عنه. وسمع ربيبه إبراهيم بن عبد الوهاب بن علي الهمداني من أوله إلى آخره المجلس الرابع عشر،
 
وهو معلم بخط الامام تاج الدين، وهو خمسة أوراق من أوله. وسمع سالم بن تمام بن عنان العرضي وابنه عبد الله جميعه سوى أربعة أوراق من آخره، وهو المجلس التاسع عشر، المجلس الاخير. وسمع عثمان بن أبي محمد بن بركات الخشوعي (١) سوى خمسة أوراق من أوله، مثل ما سمع إبراهيم الهمداني. وسمع مخلص بن المسلم بن عبد الرحمن التكروري وولده عبد الرحيم من أوله إلى آخر المجلس السابع عشر المعلم بخط الامام تاج الدين، وسمع الشهاب أبو عبد الله محمد بن علي بن محمد اليمني جميعه سوى المجلسين الخامس عشر والسادس عشر.
وبلاغ المجالس كلها معلم في الاجزاء الثلاثة بخط الامام الحافظ تاج الدين القرطبي أدام الله توفيقه، يكشف منه عدد المجالس لاصحاب الفوات. وقراءة الكتاب كله في تسعة عشر مجلسا، آخرها يوم الجمعة ثامن عشر شهر شعبان المبارك سنة خمس وثلاثين وستمائة، بالكلاسة بزاوية الحديث الاشرفيه الفاضلية بجامع دمشق المحروسة. وصح.
٢٨ - سماع على إسماعيل بن شاكر التنوخي، وشرف الدين الاربلي، وشمس الدين بن مكتوم، وعبد الله بن بركات الخشوعي بخط علي بن المظفر الكندي سنة ٦٥٦
سمع جميع هذا الكتاب على المشايخ الاربعة: الإمام تقي الدين أبي محمد إسماعيل بن إبراهيم بن أبي اليسر شاكر بن عبد الله التنوخي (٢)، والامام
(١) أبوه «أبو محمد» اسمه «عبد الله» كما سيأتي في (رقم ٢٨).
(٢) هو تقي الدين مسند الشأم، له شعر جيد وبلاغة، وكان مشكور السيرة، أثنى عليه غير واحد، ولد سنة ٥٨٩ ومات في ٢٦ صفر سنة ٦٧٢ (ش ٥: ٣٣٨) (ك ١٣: ٢٦٧).
 
الاديب شرف الدين أبي عبد الله الحسين بن إبراهيم بن الحسين الاربلي (١)، والمقرئ شمس الدين أبي الحجاج يوسف بن مكتوم بن أحمد القيسي (٢)، والاصيل أبي محمد عبد الله بن بركات بن إبراهيم الخشوعي (٣)، بسماعهم لجميعه، سوى الاربلي فإن سماعه من الجزء الثالث من الاصل، من أبي طاهر الخشوعي وهو محدد فيه -: صاحبه الامام العالم القاضي الزاهد محيي الدين أبو حفص عمر بن موسى بن عمر بن موسى بن محمد بن جعفر الشافعي، والامام العالم المفتي شمس الدين أبو الحسن علي بن محمود بن علي الشهرزوزي (٤)، وابناه محمد وأحمد، والامام سيف الدين داود بن عيسى بن عمر الهكاري، بعضه بقراءته وأكثره بقراءتي، والامام العالم الحافظ فخر الدين أبو عبد الله محمد بن يوسف بن محمد النوفلي المعروف بالكنجي (٥)، وابنه جعفر حاضر، والمفيد شرف الدين؟
أبو عبد الله محمد بن أبي القاسم بن أبي طالب الانصاري، وشمس الدين محمد (٦)، ومحيي الدين يحيى، ابنا كمال الدين أحمد بن نعمة بن أحمد المقدسي، وعبد اللطيف بن الامام المفتي تقي الدين محمد بن رزين الحموي (٧)، وجمال الدين
(١) ولد يوم الاثنين ١٧ ربيع الاول سنة ٥٦٨ بإربل، وسمع بدمشق من الخشوعي وغيره، وكان يعرف اللغة معرفة جيدة، وكان أديبا فاضلا، مات يوم الجمعة ٢ ذي القعدة سنة ٦٥٦ بدمشق (ش ٥: ٢٧٤) (بغية الوعاة ص ٢٣١٢).
(٢) روى عنه الزكي البرزالي مع تقدمه، مات في ربيع الاول سنة ٦٦٥ عن ٨١ سنة (ش ٥: ٣٢١).
(٣) مات في صفر سنة ٦٥٨ (ش ٥: ٢٩٢).
(٤) هكذا نقطت الزاي الثانية في الاصل، والمعروف «شهرزور» بفتح الشين وسكون الهاء وفتح الراء وضم الزاي وآخرها راء. ولم أحد ترجمة على هذا ولا ترجمة ابنيه.
(٥) لم أجد ترجمة ولا ترجمة ابنه جعفر.
(٦) هو مدرس الشامية، برع في مذهب الشافعي، وجمع بين العلم والدين المتين، مات في ١٢ ذي القعدة سنة ٦٨٢. وأما أخوه يحيى فلم أجده، ولهما أخ ثالث اسمه «أبو العباس شرف الدين أحمد» كان إماما في الفقه والاصول والعربية مات في رمضان سنة ٦٩٤ (ش ٥:
٣٧٩ - ٣٨٠).
(٧) هو بدر الدين أبو البركات عبد اللطيف، بن قاضي القضاة تقي الدين محمد بن الحسين بن
 
أحمد بن عبد الله بن الحسين، وإبراهيم بن المسمع الاول (١)، وأحمد وعبد الكريم، ابنا الامام كمال الدين عبد الواحد الزملكاني (٢)، وعبد القادر بن مجد الدين يحيى بن يحيى الخياط، وأخوه لامه يوسف بن الامام شمس الدين محمد بن إبراهيم (٣)، أسباط المسمع الاول، ومحمد بن مجد الدين بن عبد الله بن الحسين، وأبو بكر بن محمد بن أبي الفضل الاخلاطي، الشافعيون، والفقيهان أبو العباس أحمد بن سليمان الزواوي، وأبو محمد عبد الله بن نصرون بن أبي الوليد الاندلسي، المالكيان، ومحمود بن علي بن أبي الغنائم المعروف بابن الغسال الحنبلي، وآخرون أسماؤهم على نسخة الامام فخر الدين، منهم كاتب السماع علز بن المظفر بن إبراهيم الكندي، وصح ذلك في مجالس، آخرها في يوم الاثنين سادس عشر رمضان سنة ست وخمسين وستمائة، بجامع دمشق، تحت قبة النسر، وأجاز المسمعون لمن سمى مالهم روايته.
رزين العامري الحموي الاصل، ثم المصري الشافعي، كان من صدور الفقهاء وأعيان الرؤساء، ولى القضاة في حياة أبيه، وخطب بالازهر، ولد بدمشق سنة ٦٤٩ ومات بالقاهرة في ١٨ جمادى الاخرة سنة ٧١٠ (ش ٥: ٢٦) (ط ٦: ١٣٠) (در ٢: ٤٠٩).
(١) هو إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن أبي اليسر التنوخي، مات في جمادى الاولى سنة ٧٠٢ (در ١: ١٨).
(٢) كمال الدين الزملكاني عبد الواحد بن عبد الكريم، كان قوي المشاركة في فنون العلم، مات في المحرم سنة ٦٥١ وأما ابناه أحمد وعبد الكريم فلم أجدهما. وله ولد آخر هو «علاء الدين علي بن عبد الواحد» الامام المفتى، مات في ربيع الاخر سنة ٦٩٠ وقد نيف على الخمسين.
ولعلى هذا ابن هو واسطة عقدهم، وهو «كمال الدين أبو المعالي محمد بن علي بن عبد الواحد الحافظ» شيخ الحافظ الذهبي، ولد في شوال سنة ٦٦٧ وقبل سنة ٦٦٦، ومات ببلبيس في رمضان سنة ٧٢٧ (ش ٥: ٢٥٤ و٤١٧ و٦: ٧٨).
(٣) هو يوسف بن محمد بن إبراهيم بن عيسى الكردي، سبط ابن أبي اليسر، ولد سنة ٦٥٢، سمع منه العز ابن جماعة وآخرون، مات بأذرعات في ذي الحجة سنة ٧٢٧ (در ٤: ٤٦٨) فقد أسمعوه الرسالة وهو ابن أربع سنين. وسيأتي اتصال إسناد العماد ابن جماعة به في رواية الكتاب في نسخته (رق م ٦١).
 
 

الأسانيد
٢٩ - إسناد في عنوان الجزء الاول بخط هبة الله بن الاكفاني وهو مصور في اللوحة رقم (١) وقد سمع منه سنة ٤٥٨ كما سيأتي برقم (٣٤) وسنة ٤٦٠ كما مضى برقم (١٢)
الجزء الاول من كتاب الرسالة عن أبي عبد الله محمد بن إدريس بن العباس الشافعي رحمة الله عليه، رواية أبي محمد الربيع بن سليمان المرادي المؤذن عنه، رحمهما الله، مما أخبرنا به الشيخ أبو بكر محمد بن علي بن محمد بن موسى السلمي الحداد ﵁، عن أبوى القاسم تمام بن محمد بن عبد الله بن جعفر الرازي الحافظ، وعبد الرحمن بن عمر بن نصر بن محمد الشيباني، ﵄، كلاهما عن أبي علي الحسن بن حبيب بن عبد الملك الفقيه الحصائري ﵀، عن الربيع بن سليمان المرادي، عن أبي عبد الله محمد بن إدريس الشافعي ﵀، سماع لهبة الله بن أحمد بن محمد بن هبة الله الاكفاني، نفعه الله بالعلم.
ثم كتب ابن الاكفاني بخطه في الذيل الايمن من الصفحة ما نصه:
توفى شيخنا أبو بكر محمد بن علي بن محمد السلمي الحداد ﵀ ليلة الاحد، وصلى عليه يوم الاحد الظهر في الجامع، وذلك في اليوم العاشر من شهر رمضان من سنة ستين وأربعمائة، ودفن في باب الصغير، زحمه الله ورضي عنه.
وقد تكرر العنوان وحده بهذا الاسناد في الجزءين الثاني والثالث بخطه أيضا (ص ٥٨ و١٠٨ أصل) وكتب على بن عقيل بن علي تحت السطر الاخير من عنوان الجزء الثالث ما نصه:
(مما أخبرنا به عنه الشيخ الامين أبو المكارم عبد الواحد بن محمد بن المسلم بن هلال) ثم كتب تحت ذلك: (سماع منه لعلي بن عقيل بن علي نفع به آمين).
وعلي بن عقيل سمع الكتاب من عبد الواحد بن هلال سنة ٥٦٣ كما مضى بخطه في السماع رقم (٢٠) ثم سجل سماعه أيضا بخطه في (ص ١١ أصل) كما سيأتي برقم (٣٠) ثم كتب
 
بخطه أيضا عنوانا للجزء الثاني وآخر للجزء الثالث كما سيأتي برقم (٣١) وأرجح أنه كتب كل هذا بعد أن ملك النسخة في سنة ٥٦٦ كما بينته في حاشية السماع (رقم ٢٠) وانظر ما يأتي برقم (٤٢).
٣٠ - إسناد الكتاب بخط علي بن عقيل بن علي

بسم الله الرحمن الرحيم.
إسناد الرسالة: أنا الشيخ الامين أبو المكارم عبد الواحد بن محمد بن هلال، قال: أخبرنا الشيخ الامين أبو محمد هبة الله بن أحمد بن محمد بن هبة الله الانصاري الاكفاني ﵀، قراءة عليه في سنة تسع وخمسمائة، قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن علي بن محمد بن موسى السلمي الحداد، قراءة عليه، في شهر ربيع الاخر من سنة ستين وأربعمائة قال: أخبرنا أبو القاسم تمام بن محمد بن عبد الله بن جعفر الرازي الحافظ، قراءة عليه في بيته في سنة ست وأربعمائة، وأبو القاسم عبد الرحمن بن عمر بن نصر بن محمد الشيباني، قراءة عليه في سنة ثمان وأربعمائة، قالا: حدثنا أبو علي الحسن بن حبيب بن عبد الملك الفقيه الحصايري، قال: حدثنا الربيع بن سليمان المرادي المؤذن، قال: أخبرنا الامام أبو عبد الله محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان الشافعي ﵁.
٣١ - إسناد في عنوان الجزء الثاني بخط علي بن عقيل
الجزء الثاني من كتاب الرسالة. عن أبي عبد الله محمد بن إدريس الشافعي المطلبي. رواية الربيع بن سليمان المرادي عنه. رواية أبي علي الحسن بن حبيب بن عبد الملك الفقيه عنه. رواية أبوى القاسم تمام بن محمد بن عبد الله الرازي.
 
وعبد الرحمن بن عمر بن نصر بن محمد الشيباني. كليهما عنه. رواية أبي بكر محمد بن علي بن محمد بن موسى السلمي الحداد عنهما. رواية الامين أبي محمد هبة الله بن أحمد الاكفاني عنه. أخبرنا به عنه الشيخ الامين أبو المكارم عبد الواحد بن محمد بن هلال. والامام العالم الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الشافعي. سماع منهما لعلي بن عقيل بن علي الشافعي نفع به آمين.
وكرر هذا العنوان أيضا في الجزء الثالث بخطه (ص ١٠٦ أصل) ويظهر من هذا أنهما كتبا بعد سماع علز بن عقيل من الحافظ ابن عساكر علي بن الحسن بن هبة الله سنة ٥٦٧ كما مضى في السماع (رقم ٢١). وقد كتب الحسن بن علي بن عقيل تحت خط أبيه في الجزءين سماعه أيضا بما نصه: (ولابنه الحسن بن علي من الشيخ أبي المعالي عبد الله بن عبد الرحمن بن صابر بن علي الاكفاني) والحسن سمع مع أبيه في سنة ٥٧١ كما مضى برقم (٢٢ و٢٣).

التوقيعات
نريد بالتوقيعات السماعات المختصرة التي يكتبها السامعون من العلماء بخطهم تسجيلا لسماعهم على الكتاب، وهذه مثلها مرتبة ترتيبا تاريخيا، الاقدم فالاقدم:
٣٢ - «رواية أبي القاسم عبد الرحمن بن عمر الحنفي عن أبي علي الحسن بن حبيب عنه. سماع لعلي وإبراهيم ابني محمد بن إبراهيم الحنائي، نفعهما الله بالعلم».
هذا التوقيع مكتوب تحت عنوان الثالث الذي يخط الربيع (ص ١١٢ أصل، لوحة رقم ٥) والظاهر أنه بخط أحد هذين السامعين، وقد سمع أولهما من عبد الرحمن بن عمر بن نصر في سنة ٣٩٤، والثاني في سنة ٤٠١ كما مضى في السماعات (١ - ٦) وقد كتب نحوه في (ص ١٢ أصل، لوحة رقم ٣).
 
٣٣ - «سمع الكتاب كاملا محمد السمرقندي»
هذا التوقيع مكتوب في (ص ١٢ أصل، لوحة رقم ٣)، وهو محمد بن أبي الوفاء السمرقندي، مضى سماعه برقم (٨) سنة ٤٥٧.
٣٤ - «بلغت سماعا وطاهر بن بركات الخشوعي وسلمان بن حمزة الحداد وأخواه هبة الله وعبد الكريم (١). وذلك في رجب من سنة ثمان وخمسين وأربعمائة. وصح» هذا التوقيع في (ص ٩ أصل) وكلها بخط هبة الله بن الاكفاني.
٣٥ - «سماع لهبة الله بن أحمد الاكفاني نفعه الله به، من الشيخ أبي بكر محمد بن علي الحداد، رضى الله عنه».
هذا التوقيع بخط هبة الله بن الاكفاني الذي سمع الكتاب سنة ٤٦٠ كما مضى برقم (١٢) وقد كتبه على عناوين الاجزاء الثلاثة بخط الربيع، وهي (ص ١٢، ٦٢ و١١٢ أصل، لوحات ٣، ٤، ٥).
٣٦ - «فرغ من جميعه نسخا وسماعا وعرضا عبد الرحمن بن أحمد بن علي بن صابر».
هذا التوقيع مكتوب على الجزء الثالث (ص ١١٢ أصل، لوحة رقم ٥) وكتب أيضا على الجزءين الاول والثاني (ص ١٢، ٦٢ أصل، لوحة رقم ٣، ٤) ولكن ضاع بعضه فيهما، وعبد الرحمن بن صابر سمع سنة ٤٩٥ كما مضى في رقم (١٣).
٣٧ - «سمع جميعه وعارض بنسخته محمد بن محمد بن المسلم بن هلال» هذا التوقيع مكتوب على الصفحات (١٢، ٦٢، ١١٢ أصل، لوحات ٣، ٤، ٥) وسماعه في سنة ٤٩٩ وقد مضى برقم (١٥).
(١) عبد الكريم بن حمزة السلمي الحداد أبو محمد مسند الشأم، مات سنة ٥٢٦ في ذي القعدة (س ٤: ٧٨).
 
٣٨ - «سمع جميعه وعارض بنسخته محمد بن علي بن المسلم بن الفتح السلمي».
وهذا مكتوب في (ص ٦٢ أصل، لوحة رقم ٤) ومكرر في (ص ١٢، ١١٢ أصل) بشئ من الاختصار. وسماعه سنة ٥٠٩ وقد مضى برقم (١٧).
٣٩ - «سمع جميعه وعارض بنسخته علي بن الحسن بن هبة الله»
هو الحافظ ابن عساكر، وقد كتب هذه العبارة بخطه أربع مرات: على عنوان الاول والثاني اللذين بخط ابن الاكفاني، وعلى العنوانين اللذين بخط الربيع (ص ٤، ١٢، ٥٨، ٦٢ من الاصل) ولكن ليس في الاخيرة لفظ «جميعه»، ولم يكتبها على عنواني الثالث، أو لعله كتبها على طرف الصفحة ثم محاها البلى، وانظر اللوحات (رقم ١، ٣، ٤).
٤٠ - «سمع جميع هذا الجزء من أوله إلى آخره علي الشيخ الفقيه الامين أبي محمد هبة الله بن أحمد الاكفاني وهب بن سلمان بن أحمد السلمي بقراءته في آخرين، في شهر رمضان ...»
هذا التوقيع مكتوب في (ص ٦٢ أصل، لوحة رقم ٤) وتاريخ السنة غير واضح، ولكنه مذكور في السماع الذى مضى برقم (١٨) وأنه في سنة ٤١ - «سمع أكثره وعارض نسخته محمد بن الحسن به هبة الله».
هذا أخو الحافظ ابن عساكر، وهو مكتوب في (ص ١٢ أصل، لوحة رقم ٣) وقد مضى سماعه برقم (١٩) في سنة ٥١٩
٤٢ - «سماع لعلي بن عقيل بن علي نفع به» وهذا مكتوب على العنوان الاول الذي بخط الاكفاني (ص ٤ أصل، لوحة رقم ١ وقد كرره في عنواني الثاني والثالث، وزاد في الثالث «آمين» (ص ١٨، ١٠٨ أصل) وله توقيعات أخرى أشرنا إليها في (رقم ٢٩، ٣١).
 
٤٣ -» سمع هذا الكتاب وقابل به نسخة أبو القاسم هبة الله بن معد بن عبد العزيز بن عبد الكريم القرشي الدمياطي«.
كتب هذا التوقيع في (ص ١٢ أصل، لوحة رقم ٣) ولم يبق ذكر هبة الله هذا في السماعات، فهو فائدة جديدة. وهبة الله بن معد فقيه شافعي عرف بابن البورى، نسبة إلى» بورة «وهي بلد قرب دمياط، ينسب إليها السمك البورى، تفقه علي ابن أبي عصرون وابن الخل، ثم استقر بالاسكندرية، ودرس بمدرسة السلفي» ومات سنة ٥٩٩ وله ترجمة في (ش ٤: ٣٤٨) (ط ٤: ٣٢٢) ولم يذكر اسم جده «عبد العزيز» فيستفاد من خطه هنا.
٤٤ - «سمعه وما بعده على غير واحد، وله نسخة: محمد بن يوسف بن محمد النوفلي القرشي المعروف بالكنجي، وحضر ابني أبو الفضل جعفر جبره الله».
هذا التوقيع مكتوب في الجزء الاول (ص ٤ أصل، لوحة رقم ١) وقد كتب أيضا بنحوه في (ص ٦٢، ١١٢ أصل، لوحة رقم ٤، ٥) وسماعه مضى برقم (٢٨) سنة ٦٥٦
٤٥ - «الله خير حافظا وهو أرحم الراحمين (١). إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون. الحافظ الله. نعم القادر الله. فقدرنا فنعم القادرون. وديعة محمد بن أبي جعفر، كتب الله سلامته».
اقتباس من الاية (٦٤) من سورة يوسف. وقد قرأها حفص وحمزة والكسائي «حافظا» وقرأ باقي السبعة «حفظا» بكسر الحاء وسكون الفاء، وقد كتبها تاج الدين القرطبي بدون الالف على هذه القراءة.
 
هذه العبارة مكتوبة في رأس (ص ٨ أصل) وهي بخط الامام تاج الدين محمد بن أبي جعفر القرطبي المتوفي سنة ٦٤٣، وقد سمع الكتاب في سنتي ٥٧٨، ٥٨٨ ثم سمع عليه بعد دخول الاصل في ملكه في سنة ٦٣٥، كما مضى في السماعات (٢٤ - ٢٧) ويظهر من هذه العبارة أنه كتبها عند دخول الاصل في ملكه، أي قبل سنة ٦٣٥

الأحاديث والآثار (١)

 
أحاديث رواها أحد السامعين من عبد الرحمن بن نصر عنه في سنة ٤٠١

٤٦ - حدثنا أبو القاسم بن نصر، قال: ثنا أبو علي الحسن بن حبيب قال:
ثنا ابن أبي سفيان بقيسارية، قال: ثنا الفريابي، قال: نا إسرائيل عن سماك بن حرب بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود عن أبيه قال رسول الله ﷺ: «نضر الله وجه امرئ سمع منا حديثا فبلغه كما سمعه، فرب مبلغ أوعى من سامع» (٢).
٤٧ - وقال: أخبرنا عبد الرحمن بن حبيش بن شيخ الفرغاني، قال: حدثنا زكريا بن يحيى السجزي، قال: حدثنا وهب بن جرير بن حازم، قال: حدثنا شعبة، قال الشيخ: حدثني أبو يوسف يعقوب بن المبرك (٣)، قال: حدثنا
(١) لم تذكر في الفهرس من رجال هذه الاثار إلا من ترجمنا له فقط.
(٢) الحديث رواه أحمد في المسند (رقم ٤١٥٧ ج ١ ص ٤٣٦ - ٤٣٧) من طريق شعبة وإسرائيل عن سماك بن حرب، ورواه ابن عبد البر في جامع بيان العلم (ج ١ ص ٤٠) من طريق شعبة عن إسرائيل. ورواه الشافعي في الرسالة عن سفيان بن عبد الملك بن عمير عن عبد الرحمن عن أبيه (رقم ١١٠٢ و١٣١٤).
(٣) هكذا كتب الاسم، فرسمته كما كتب، ولم أعرف ضبطه ولا ترجمة صاحبه. وكنت أظن أنه يقرأ «المبارك» ولكني وجدت في الشذرات (٥: ٢٣٢) اسم «المبرك» بهذا الرسم في نسب أحد العلماء، فتركت ما هنا كما هو.
 
عبد الرحمن بن إسحاق المكي، قال: حدثنا وهب بن جرير، قال: حدثنا شعبة عن علي بن مدرك، قال: سمعت أبا زرعة يحدث عن خرشة عن أبي ذر الغفاري قال: قال رسول الله صلى الله عليه: «ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة، قلت: من هم يا رسول الله؟ خابوا وخسروا، قال: المسبل إزاره، والمنان والمختال» (١)
٤٨ - وقرئ على الشيخ: حدثكم أبو إسحاق إبراهيم بن أبي ثابت، قال: حدثنا الحسن بن عرفة، قال: حدثنا أبو بكر بن عياش عن عاصم عن زر بن حبيش عن ابن مسعود قال: «كنت أرعى غنما لعقبة بن أبي معيط، فمر بي رسول الله صلى الله عليه وأبو بكر، فقال: يا غلام؟ هل من لبن؟
قال: نعم، ولكني مؤتمن، فقال: هل من شاة لم ينز عليها فحل؟ فأتيته بها، فمسح ضرعها، فنزل اللبن، فشرب وسقى أبا بكر، ثم قال: للضرع:
اقلص، فقلص، فأتيته بعد هذا فقلت له: يا رسول الله، علمني من هذا القول، فمسح يده على رأسي، وقال: يرحمك الله، إنك لغليم معلم» (٢) هذه الاحاديث الثلاثة مكتوبة في الصفحة التي فيها عنون الجزء الثالث المكتوب بخط الربيع (ص ١١٢ أصل، لوحة رقم ٥)، وهي بخط أحد الرواة عن أبي القاسم عبد الرحمن بن عمر بن نصر، كما هو ظاهر، وكتب الكاتب بعدها: (قرئ على الشيخ جميعه، وسمع من بلغ له بخطه في الثاني). ثم كتب تحتها هبة الله بن الاكفاني بخطه ما نصه: (سماع لهبة الله بن أحمد
(١) الحديث رواه الطيالسي في مسنده عن شعبة (رقم ٩٤٦٧ ورواه أحمد في المسند بأسانيد كثيرة (ج ٥ ص ١٤٨، ١٥١، ١٥٣، ١٥٨، ١٦٢، ١٦٨، ١٧٧ - ١٧٨) ورواه مسلم (١: ٤١) والترمذي (٢: ٢٢٧ من شرح المباركفوري) وأبو داود والنسائي وابن ماجه. وفي رواياتهم كلها: «المنفق سلعته بالحلف الكاذب» بدل «المختال».
(٢) «غليم» بضم الغين المعجمة، تصغير «غلام» ويدل عليه ما في بعض الروايات «غلا معلم». والحديث رواه أحمد بن أبي بكر بن عياش (رقم ٣٥٩٨). ورواه أيضا عن عفان عن حماد بن سلمة عن عاصم (٣٥٩٩، ٤٤١٢) (ج ١ ص ٣٧٩ و٤٦٢) رواه الطيالسي (رقم ٣٥٣) عن حماد بن سلمة، ورواه أبو نعيم في الدلائل (ص ١١٣) من طريق الطيالسي. ونسبه ابن كثير في التاريخ (٦: ١٠٢) للبيهقي.
 
بن محمد الاكفاني من الشيخ أبي بكر محمد بن علي الحداد رضى الله عنه). فالظاهر من هذا ومن مقارنة الخط بخط أبي بكر الحداد في السماع الماضي برقم (١١) (ص ١١١ أصل) أن هذه الاحاديث بخط أبي بكر الحداد، وأنه هو الذي سمعها من عبد الرحمن بن نصر مع من سمع منه في السماع الثاني سنة ٤٠١ كما مضى في السماعات (رقم ٢، ٤، ٦) خصوصا وقد ثبت من السماعات أن ابن الاكفاني لم يسمع الكتاب في هذا الاصل إلا من ابن الحداد وحده.

أثران رواهما أحد السامعين في السماع (رقم ٨ سنة ٤٥٧)
٤٩ - حدثنا الشيخ أبو محمد عبد العزيز بن أحمد الكتاني ﵁ لفظا. قال: أخبرنا أبو المعمر المسدد بن علي بن عبد الله الاملوكي إمام جامع حمص قدم علينا، إجازة، قال: حدثنا القاضي أبو بكر محمد بن عبد الرحمن بن عمرو الرحبي سنة ثمان وستين وثلاثمائة، قال: حدثنا أبو العباس أحمد بن منصور بن محمد الشيرازي، قال: سمعت أبا جعفر محمد بن عبد الله الفرغاني بنيسابور يقول: سمعت أبا بكر الشافعي يقول: رأيت النبي ﷺ في المنام، فقلت: يا رسول الله، بما جوزي الشافعي عن ذكره لك في كتاب الرسالة؟ قال: جوزي ألا يوقف للحساب.
٥٠ - ثنا أبو العباس الشيرازي (١)، قال: حدثنا عبد الواحد بن الحباب، قال: سمعت أبا الحسن بن أبي صغير يقول: سمعت المزني يقول: سمعت الشافعي يقول: من تعلم القران عظمت قيمته، ومن كتب الحديث قويت حجته، ومن نظر في الفقه نبل مقداره، ومن نظر في اللغة رق طبعه، ومن لم يصن نفسه لم ينفعه علمه.
(١) هذا الاسناد تابع لما قبله، والذي يقول «حدثنا أبو العباس الشيرازي» هو القاضي أبو بكر الرحبي.
 
٥١ - وحدثني بعض فقهاء الشافعيين أن هذه رسالة الشافعي إلى عبد الرحمن بن مهدي سأله فيها.
هذه الاثار الثلاثة مكتوبة في (٥٣ أصل) وتحتها السماع على أبي بكر الحداد سنة ٤٥٧ الذى مضى برقم (٨) ويظهر أنها كلها بخط كاتب السماع في ذلك المجلس. والشيخ المروي عنه هذه الاثار هو الحافظ عبد العزيز بن أحمد بن محمد بن علي التميمي الصوفي «الامام المحدث مفيد دمشق ومحدثها» كما وصفه الذهبي في التذكرة، وهو من شيوخ عبد الكريم بن حمزة السلمي الحداد الذي سمع الرسالة سمة ٤٥٨ كما مضى برقم (٣٤) وهبة الله بن الاكفاني الذي سمعها سنة ٤٦٠ كما مضى برقم (١٢) وحدث عنه أيضا الخطيب البغدادي والامير ابن ماكولا.
ولد سنة ٣٨٩ ومات في جمادى الاخرة سنة ٤٦٦ وله ترجمة في تذكرة الحفاظ (٣: ٣٤٢) والانساب للسمعاني (ورقة ٤٧٥) والشذرات (٣: ٣٢٥). والاثر الاول روى نحوه ابن السبكي في الطبقات (١: ٩٨) باسناده عن ابن بيان الاصبهاني أنه رأى مناما مثله.
والاثر الثاني سيأتي نحوه باسناد آخر رواه ابن الاكفاني عن الخطيب البغدادي (برقم ٥٥) ونقل الحافظ ابن حجر في (توالى التأسيس ص ٧٢ طبعة بولاق) نحوه بدون إسناد، وكذلك ابن السبكي في الطبقات (١: ٢٤١).

آثار مكتوبة في (ص ٩ أصل) بخط هبة الله بن الاكفاني
٥٢ - بسم الله الرحمن الرحيم. حدثنا الشيخ الامام أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب من لفظه في رجب من سنة ثمان وخمسين وأربعمائة، قال أخبرنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن محمد بن رزقويه، قال: أخبرنا دعلج بن أحمد قال: سمعت جعفر بن أحمد الشاماتي (١) يقول: سمعت جعفر بن أخي أبي ثور يقول: سمعت عمي (٢) يقول: كتب عبد الرحمن بن مهدي إلى الشافعي وهو شاب أن يضع له كتابا فيه معاني القران، ويجمع قبول الاخبار فيه، وحجة
(١) «الشامات» كورة كبيرة من نواحي نيسابور، وجعفر هذا مات في ذي القعدة سنة ٢٧٢ وله ترجمة في أنساب السمعاني (ورقة ٣٢٧) ومعجم البلدان (٥: ٢١٧).
(٢) هو أبو ثور إبراهيم بن خالد الكلبي الفقيه البغدادي، له ترجمة في تاريخ بغداد (٦: ٦٥) والتهذيب وغيرهما.
 
الاجماع، وبيان الناسخ والمنسوخ من القران والسنة، فوضع له كتاب الرسالة.
قال عبد الرحمن بن مهدي: ما أصلي صلاة إلا وأدعوا للشافعي ﵀ فيها.
٥٣ - أخبرنا محمد، قال: أنا دعلج، قال أخبرنا الحسن بن سفيان، قال: ثنا الحرث بن سريج النقال، قال: سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول:
ما أصلي صلاة إلا وأدعو الله تعالى فيها للشافعي رحمه الله تعالى.
٥٤ - أخبرنا محمد، قال: أخبرنا دعلج، قال: سمعت جعفر الشاماتي يقول: سمعت المزني يقول: كتبت كتاب الرسالة منذ زيادة على أربعين سنة، وأنا أقرأه وأنظر فيه ويقرأ على، فما من مرة قرأت أو قرئ على إلا واستفدت منه شيئا لم أكن أحسنه ثم كتب ابن الاكفاني التوقيع الذي مضى برقم (٣٤) بعد هذا، ثم كتب:
٥٥ - وحدثنا الشيخ الامام الحافظ أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب قراءة من لفظه، قال: أخبرني أبو القاسم الازهري، قال: ثنا الحسن بن أحمد الصوفي، قال: ثنا النيسابوري، وهو عبد الله بن محمد بن زياد، قال: سمعت المزني، ح وحدثنا أبو طالب يحيى بن علي بن الطيب الدسكري لفظا بحلوان، قال: ثنا أبو عروبة محمد بن جعفر النصيبي بجرجان، قال: ثنا عبد الله بن أبي سفيان بالموصل، قال: سمعت المزني يقول: سمعت الشافعي يقول:
من تعلم القران عظمت قيمته، ومن نظر في الفقه نبل مقداره، ومن تعلم اللغة - وقال الدسكري: من نظر في اللغة - رق طبعه، ومن نظر في الحساب - وقال الازهري: ومن تعلم الحساب - تجزل رأيه، ومن كتب الحديث قويت حجته، ومن لم يصن نفسه لم ينفعه علمه.
بلغت سماعا والحمد لله وحده، وصح.
٥٦ - ونا الشيخ الامام الحافظ أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت من لفظه في التاريخ، قال: أنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن رزقويه، قال: سمعت أبا بكر
 
أحمد بن علي بن محمد بن الفامي النيسابوري يقول: سمعت غسان بن أحمد يقول:
سمعت الربيع يقول: سمعت الشافعي يقول: أردت مالك بن أنس، وقد حفظت الموطأ، فقدمت عليه، فقال لي، اطلب من يقرأ لك، فقلت له: إن أعجبك قراءتي؟ فقرأت عليه الموطأ كله حفظا.
٥٧ - وبه قال سمعت الشافعي يقول: إذا قرأت على العالم فقل أخبرنا، وإذا قرأ عليك فقل حدثنا.
[وسمع] (١) الجماعة المسمون أعلى هذا، وصح.
هذه الاثار كلها في (ص ٩ أصل) بخط هبة الله بن الاكفاني، سمعها من الخطيب البغدادي صاحب التاريخ من كتاب (تاريخ بغداد) وقد بحثت عنها فوجدت الاثر الاول منها، وهو (رقم ٥٢) في ترجمة الشافعي (ج ٢ ص ٦٤ - ٦٥) ووجدت أيضا (رقم ٥٦) في ترجمة ابن الفامي (ج ٤ ص ٣١٣) ولم أحد باقيها، ولعلها مفرقة في مواضع منه يطول البحث عنها. والاثر (٥٦) نقل نحوه ابن حجر في توالي التأسيس (ص ٥١) عن أبن أبي حاتم عن الربيع.

كلمة لابي حاتم (ص ٤ من الاصل)
٥٨ - قال أبو حاتم إذا قال الشافعي ﵀ في كتبه «أخبرني الثقة عن ابن أبي ذئب» فهو ابن أبي فديك. وإذا قال «أخبرني الثقة عن الليث بن سعد» فهو يحيى بن حسان. وإذا قال «أخبرنا الثقة عن الوليد بن كثير» فهو عمرو (٢) بن أبي سلمة. وإذا قال «أخبرنا الثقة عن ابن جريج» فهو مسلم بن خالد الزنجي. وإذا قال «أنا الثقة عن صالح مولى التوأمة» فهو إبراهيم بن [أبي] يحيى (٣).
هذه الفائدة مكتوبة فوق عنوان الاصل الذي بخط ابن الاكفاني، وأظنها بخطه أيضا، وقد نقلها العلماء عن أبي حاتم وغيره، ونقلوا نحوها مع بعض اختلاف، وانظر تدريب الرواي للسيوطي (ص ١١٣ - ١١٤).
(١) الزيادة ضائعة من الاصل بتأكل طرف الورقة، فزدناها لحاجة الكلام إليها.
(٢) في الاصل «عمر» وهو خطأ، وانظر الرسالة (رقم ١٠٩٣).
(٣) في الاصل «بن يحيى» وهو خطأ.
 
شعر للصنوبري في مدح أبي الحسن بن يزيد الحلبي
٥٩ - علي بن محمد بن إسحاق بن يزيد الحلبي أبو الحسن الفقيه (١) قرات بخط الحافظ أبي القاسم بن عساكر: أنا الشيخ الامام أبو السعود أحمد بن علي بن المجلي (٢)، أنا الشيخ أبو منصور عبد المحسن بن محمد بن علي (٣) قراءة من لفظه، في المحرم سنة سبع وستين وأربعمائة، أنشدني أبو الحسن بن يزيد الحلبي (٤) لابي بكر الصنوبري (٥) فيه يمدحه:
يزيد الفقه والفقهاء حبا ... إلى [قلبي] (٦) ففيه بني يزيد
تناهى ثم زاد عن التناهى ... وأشرف أن يزيد على المزيد
أبا الحسن ابتدى عمرا مداه ... مدى لبد وليس مدى لبيد
وعش عيشا جديدا كل يوم ... قرير العين بالعمر المديد
فكم من مستفاد منه علما (٧) ... يمد إليك كف المستفيد
هذه القطعة مكتوبة في الاصل في (ص ٨) ولم أعرف كاتبها، وقد أجبت دعوة الشاعر للعالم، فعاش مائة سنة.
(١) لم أجد هذه الترجمة في تاريخ ابن عساكر المحفوظ بالمكتبة التيمورية بدار الكتب، لان فيها نقصا في مواضع كثيرة، منها هذا الموضع، فترجمة «علي بن أبي طالب» تبدأ في (ج ٢٩ ص ١٩٦) وتنتهي في (ج ٣٠ ص ١٨٤) ثم بعدها ترجمة «علي بن هبة الله» فسقط من آباء من اسمه «علي» من باقي حرف العين إلى حرف الهاء.
(٢) له ترجمة في (ش ٤: ٧٣) ومات سنة ٥٢٥.
(٣) هو أبو منصور الشيحي البغدادي، ولد سنة ٤١١ ومات سنة ٤٨٩ (ش ٣: ٣٩٢) (ق ١: ٥٦٤) (ن ٤: ٢١٥).
(٤) هو الفقيه أبو الحسن بن يزيد الحلبي القاضي الشافعي، المحدث الكبير، نزيل مصر، مات سنة ٣٩٦ عن ١٠٠ سنة (ش ٣: ١٤٧) (قضاة مصر ص ٥٩٥).
(٥) هو أحمد بن محمد بن الحسن الصنوبري، شاعر معروف، له ترجمة في (ع ٣: ٢٠٩) (مع ١: ٤٥٦) (نس ورقة ٣٥٥) (فوات الوفيات ١: ٧٧) ولم يذكروا تاريخ وفاته.
وذكر في معجم البلدان في مادة «حلب» باسم «محمد بن الحسن» وهو خطأ في طبعتي أو ربه ومصر.
(٦) في الأصل «إلى» والزيادة ضرورية لوزن البيت، فزدناها.
(٧) هكذا في الأصل بالنصب، وهو شاهد آخر على إنابة الجار والمجرور مناب الفاعل مع نصب المفعول، كما تكرر في الرسالة (انظر رقم ٤٥ من فهرس الفوائد اللغوية).
 
نسخة العماد بن جماعة (١)
٦٠ - عنوان النسخة (لوحة رقم ١٢)
كتاب الرسالة من تصانيف الامام الشافعي ﵁. رواية حرملة بن يحيى التجيبي (٢)، والربيع بن سليمان المؤذن المصري، رحمهما الله، عنه.
٦١ - إسناد العماد إسماعيل بن جماعة بالكتاب (لوحة رقم ١٢)
أخبرنا بها إجازة معينة المسند عبد الرحيم بن محمد المصري (٣)، بإجازته المعينة لها من الحافظ أبي عمر عبد العزيز بن محمد بن جماعة (٤)، بروايته لها
(١) هو عماد الدين إسماعيل بن إبراهيم بن عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن، وسيأتي باقي نسبه في ترجمة جده، كنيته أبو الفداء، وعرف كأسلافه بابن جماعة، ولد ببيت المقدس في ٢٣ رمضان سنة ٨٢٥: قرأ على الحافظ ابن حجر والجلال المحلي وغيرهما. ترجم له (ص ٢:
٢٨٤) ولم يذكر تاريخ وفاته، وأظنه مات بعد السخاوي.
(٢) «التجيبي» بضم التاء، وحرملة كنيته أبو حفص، وهو المصري الحافظ، صاحب الشافعي وابن وهب، روى عنه مسلم في صحيحه، صنف المبسوط والمختصر، وروى كتب الشافعي، ولد سنة ١٦٦ ومات في شوال سنة ٢٤٣ (التهذيب ٢: ٢٢٩) (ح ٢:
٦٣) (ش ٢: ١٠٣) (ط ١: ٢٥٧) (خ ١: ١٩٥).
(٣) هو عبد الرحيم بن محمد بن عبد الرحيم بن علي، ناصر الدين بن الفرات المصري الحنفي، ولد بالقاهرة سنة ٧٥٩، أخذ عن كثير من علماء عصره، وأخذ عنه السخاوي وغيره، مات يوم السبت ٢٦ ذي الحجة سنة ٨٥١، قال ابن حجر: «قد جاوز التسعين ممتعا بسمعه وبصره .... وهو الان مسند الديار المصرية» (ص ٤: ١٨٦ - ١٨٨) وأخطأ السخاوي فذكر إسماعيل بن إبراهيم بن جماعة في شيوخ ابن الفرات، مع أنه تلميذه كما هو ظاهر. والصواب ما ذكره بعد ذلك أنه «أجاز له في عاشر شعبان سنة ٧٦٥ العز أبو عمر بن جماعة فهرست مروياته بالسماع والإجازة».
(٤) هو عبد العزيز بن محمد بن إبراهيم بن سعد الله بن جماعة بن صخر الكناني، عز الدين قاضي المسلمين، ولد في ٩ محرم سنة ٦٩٤، وولى قضاء الديار المصرية سنة ٧٣٨ ومات بمكة في ١٠ من جمادي الأولى سنة ٧٦٧ (ش ٦: ٢٠٨) (در ٢: ٣٧٨) (ط ٦: ١٢٣) (ذ ١٤١، ٣٦٣).
 
عن أبي المحاسن يوسف بن محمد بن إبراهيم الدمشقي (١) مشافهة، قال:
أنا الحسين بن إبراهيم الاربلي، ويوسف بن مكتوم القيسي، وعبد الله بن بركات القرشي، وإسماعيل بن إبراهيم التنوخي، قالوا: أنا أبو طاهر بركات بن إبراهيم الخشوعي سماعا، قال الاربلي: خلا الجزء الاول فإجازة منه، بسنده باطنها، إسماعيل بن جماعة.
٦٢ - إسناد آخر له
وأخبرني جدي عبد الله بن جماعة عن جمع من أصحاب البدر بن جماعة عنه (٢)، أنا الحسين بن إبراهيم التنوخي، عن بركات الخشوعي، بسنده.
٦٣ - إسناد آخر له
وأخبرني به الحافظ برهان الدين سبط ابن العجمي إجازة (٣)، بسماعه للنصف الثاني منه من العلامة بهاء الدين أحمد بن حمدان الاذرعي (٤)، أنا عبد المؤمن
(١) هو سبط الامام إسماعيل بن إبراهيم بن شاكر التنوخي، وقد مضى سماعه منه ومن الثلاثة معه في أصل الربيع برقم (٢٨).
(٢) سيأتي الكلام على هؤلاء في (رقم ٦٨).
(٣) هو الحافظ أبو الوفاء إبراهيم بن محمد بن خليل الطرابلسي الحلبي، سبط ابن العجمي، لكون أمه بنت عمر بن محمد بن أحمد بن العجمي الحلبي. ولد في ٢٢ رجب سنة ٧٥٣ وأخذ عن علماء عصره، منهم البلقيني وابن الملقن والفيروزآبادي والعراقي، وكتب بخطه الحسن الدقيق شرح ابن الملقن على البخاري في مجلدين، وأصله في ٢٠ مجلدا، وشرح هو البخاري في مجلدين أيضا. مات بحلب يوم الاثنين ٢٦ شوال سنة ٨٤١ (ض ١: ١٣٨ - ١٤٥) (ش ٧: ٢٣٧) (ذ ٣٠٨ و٣٧٩).
(٤) هو شهاب الدين الاذرعي بفتح الراء، نسبة إلى أذرعات، بكسر الراء، ناحية بالشأم.
ولد سنة ٧٠٧، وله مؤلفات كثيرة، مات بحلب في ١٥ جمادى الآخرة سنة ٧٨٣ (ش ٦:
٢٧٨) (در ١: ١٢٤).
 
بن عبد العزيز الحارثي، أنا إسماعيل بن إبراهيم التنوخي، ويوسف بن مكتوم بسندهما.
٦٤ - إسناد آخر له
وأخبرني به جمع عن ابن أميلة (١) ... عن أبي الحسن علي بن أحمد بن البخاري (٢) إجازة، بإجازة من أي طاهر بركات بن إبراهيم، بسنده.
العنوان (رقم ٦) مكتوب بخط نسخي هو خط كاتب النسخة، ولم أعرفه، ولم يذكر تاريخ كتابتها، والراجح عندي أنها كتبت للعماد إسماعيل بن جماعة ليقرأها على جده الحافظ عبد الله بن محمد بن جماعة، وسيأتي مجلس السماع (برقم ٦٨) وأما الاسانيد (رقم ٦١ - ٦٤) فانها كلها بخط العماد إسماعيل (لوحة رقم ١٢).
٦٥ - فائدة مكتوبة على العنوان (لوحة رقم ١٢)
قال: أبو القاسم عثمان بن سعيد الانماطي أخذ الفقه عن المزني والربيع، وأخذ عنه ابن سريج، وكان سبب نشاط الناس في كتب الشافعي. قال عن المزني: أنا أنظر في كتاب الرسالة عن الشافعي منذ خمسين سنة، ما أعلم أنى نظرت فيه مرة إلا وأنا أستفيد منه شيئا لم أكن عرفته.
(١) هو عمر بن حسن بن مزيد بن أميلة بن جمعة المراغي ثم الحلبي ثم الدمشقي ثم المزري، المشهور بابن أميلة، مسند العصر، ولد في ١٨ رجب سنة ٦٧٩ قال ابن حجر: «ووهم من أرخه بعد ذلك». حدث بالكثير، ورحل إليه الناس، وحدث نحوا من ٥٠ سنة، مات في ٨ ربيع الاخر سنة ٧٧٨ وقد كاد يتم ١٠٠ سنة (ش ٦: ٢٥٨) (در ٣: ١٥٩).
(٢) هو الفخر بن البخاري، مسند الدنيا، علي بن أحمد بن عبد الواحد المقدسي الحنبلي، ولد في آخر سنة ٥٩٥، وحدث بمصر ودمشق وبغداد وغيرها، روى الحديث فوق ستين سنة، وسمع منه الائمة الحفاظ، منهم المنذري والدمياطي وابن دقيق العيد وتقي الدين بن تيمية. مات يوم الاربعاء ٢ ربيع الاخر سنة ٦٩٠ (ش ٥: ٤١٤) (أ ١٣: ٣٢٤).
 
فائدة مكتوبة بقلم ثخين، وأظنها بخط إسماعيل بن جماعة أيضا، لقرب الشبه بين خطها وخط ما قبلها مع اختلاف القلم. وأبو القاسم الانماطي المذكور مات ببغداد في شوال سنة ٢٨٨ وهذه الفائدة مذكورة بنصها تقريبا في ترجمته (خ ١: ٣٩٢) وله ترجمة أيضا في تاريخ بغداد (١١: ٢٩٢) وفي (ش ٢: ١٩٨).

صورة أول النسخة
٦٦ - بسم الله الرحمن الرحيم. وهو حسبنا ونعم الوكيل. أخبرنا الامين الثقة أبو طاهر بركات بن إبراهيم بن طاهر الخشوعي قراءة عليه، قال: أخبرنا الشيخ الامين أبو محمد هبة الله بن أحمد الاكفاني قراءة عليه وأنا أسمع، في شهور سنة ثمان عشرة وخمسمائة، قال: أخبرنا الشيخ أبو بكر محمد بن علي بن محمد بن موسى السلمي الحداد قراءة عليه في شهر ربيع الاخر سنة ستين وأربعمائة، قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم تمام بن محمد بن عبد الله بن جعفر الرازي قراءة عليه في بيته سنة ست وأربعمائة، وأبو القاسم عبد الرحمن بن عمر بن نصر بن محمد الشيباني قراءة عليه سنة ثمان وأربعمائة، قالا: أخبرنا أبو علي الحسن بن حبيب بن عبد الملك الفقيه الحصايري، قال: أخبرنا الربيع بن سليمان المرادي، قال:
حدثنا الشافعي ﵁ قال.
هذا الاسناد مكتوب في أول الصفحة الثانية من النسخة عند بدء الكتاب، كعادة المتقدمين في ذكر أسانيدهم إلى المؤلفين في أوائل الكتب، ويظهر من هذا أن هذه النسخة كتبت عن نسخة لاحد السامعين من أبي طاهر الخشوعي، ممن وصل إسماعيل بن جماعة إسناده بهم، في الاسانيد الماضية (رقم ٦١ - ٦٤). وهذا الاسناد مصدق كل التصديق للسماعات المذكورة على أصل الربيع، فانظر سماع أبي طاهر من ابن الاكفاني سنة ٥١٨ (رقم ١٨) وسماع ابن الاكفاني من أبي بكر الحداد سنة ٤٦٠ (رقم ١٢) وسماع أبي بكر من تمام وعبد الرحمن سنتي ٤٠٦ و٤٠٨ (رقم ٤، ٣٠).
 
إسناد آخر
٦٧ - طريق آخر، بسم الله الرحمن الرحيم. أنا الشيخ أبو غالب أحمد بن الحسن بن أحمد بن البنا الفقيه (١) ﵀ قراءة عليه وأنا أسمع، في جمادي الاخرة سنة إحدى وعشرين [وخمسمائة]، قيل له: أخبركم الشيخ أبو الحسن محمد بن أحمد بن محمد الابنوسي (٢) قراءة عليه وأنت تسمع فأقر به، قال: أخبرنا أبو حفص عمر بن إبراهيم بن أحمد الكتاني المقرئ (٣)، قال: أنا أبو الحسن موسى بن جعفر بن محمد بن قرين العثماني (٤)، قال: أنا الربيع بن سليمان المرادي، قال أنا الامام أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي ﵁.
هذا الاسناد مكتوب بحاشية الاسناد الذي قبله في النسخة، وكلمة «وخمسمائة» مكتوبة فوق السطر بالحمرة. وهو إسناد لا يتصل بأسانيد أصل الربيع، بل في طريق مغاير لها.
(١) هو مسند العراقي البغدادي الحنبلي، مات في صفر سنة ٥٢٧ وله ٨٢ سنة (ق ١:
٤٥) (ش ٤: ٧٩) وذكر فيه باسم «أحمد بن علي» وهو خطأ، فأبوه الفقيه الزاهد المقرئ اسمه «الحسن بن أحمد بن عبد الله أبو علي بن البنا» له ترجمة في (ش ٣: ٣٣٨) وطبقات الحنابلة لابن أبي يعلى (ص ٣٩٧).
(٢) لم أجد تاريخ وفاته، وذكر في (ق ٢: ٨٧) وأنه روى القراءة عن أحمد بن عبد الله السوسنجردي سنة ٣٩٠ وروى عنه القراءة الاخوان أحمد ويحيى ابنا الحسن بن أحمد بن عبد الله. يعني أبا غالب بن البنا وأخاه. ثم وجدت الابنوسي هذا في تاريخ بغداد (١:
٣٥٦) وأنه سمع من الدارقطني، ولد سنة ٣٨١ ومات في شوال سنة ٤٥٧.
(٣) هو صاحب أبي بكر بن مجاهد، قرأ عليه وسمع منه كتابه في القراءات، ولد سنة ٣٠٠ ومات في ١١ رجب سنة ٣٩٠ (ش ٣: ١٣٤) (ق ١: ٥٨٧) (تاريخ بغداد ١١: ٢٦٩).
(٤) هو من شيوخ الدارقطني، وكان ثقة، ولد في المحرم سنة ٢٤٦ ومات يوم الأربعاء ١٢ ذي القعدة سنة ٣٢٨ (تاريخ بغداد ١٣: ٦٠).
 
سماع على الجمال ابن جماعة سنة ٨٥٦ (لوحة رقم ١٣)
٦٨ - الحمد لله وحده. قرأت جميع (كتاب ال رسالة) هذا، على مولانا شيخ الاسلام الخطيبي الجمالي أبي محمد عبد الله بن جماعة (١)، فسح الله في مدته، وأخبر به قراءة عن العلامة أبي إسحاق إبراهيم بن أحمد بن عبد الواحد الشامي (٢)، والشرف أبي بكر بن الحافظ عز الدين عبد العزيز بن جماعة (٣) إجازة، قالا: أنا قاضي القضاة بدر الدين محمد بن إبراهيم بن جماعة (٤)، أنا الحسين بن إبراهيم الاربلي،
(١) هو عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن إبراهيم بن سعد الله بن جماعة بن علي بن جماعة بن حازم بن صخر بن عبد الله، الكناني الحموي المقدسي الشافعي، ولد في ذي القعدة سنة ٧٨٠ ببيت المقدس، من أسرة نبغ فيها كثير من العلماء الكبار، عرف كل منهم بابن جماعة. أخذ عن شيوخ عصره، منهم ابن الجزري وابن الملقن والعراقي والهيثمي، وكان خيرا ثقة متواضعا، كثير التلاوة والعبادة والتهجد، مذكورا باجابة الدعوة، مات بالرملة في ذي القعدة سنة ٨٦٥ (ض ٥: ٥١) (ش ٧: ٣٠٥).
(٢) هو التنوخي البعلي الأصل، الدمشقي المنشأ، نزيل القاهرة، ولد سنة ٧٠٩ وأخذ عن العلماء الكبار، منهم البرزالي والمزي وأبو حيان، ومهر في القراءات، وهو ممن أخذ عنه الحافظ ابن حجر ولازمه طويلا، وكان يعرف بالبرهان الشامي الضرير، لما ذهب بصره، مات ليلة الاثنين ٨ جمادى الآخرة سنة ٨٠٠ (در ١: ١١) (ش ٦: ٣٦٣) (ق ١: ١٣).
(٣) هو أبو بكر بن عبد العزيز بن محمد بن إبراهيم بن سعد بن جماعة، يعرف كسلفه بابن جماعة، ولد في ٣ ذي القعدة سنة ٧٢٨، قال الحافظ ابن حجر: «كان يكتب خطا حسنا، ولديه فضائل، رأيته يتناول الكتاب المكتوب المطوي، فيقرأ ما فيه، وهو في كمه، من غير أن يشاهد باطنه ... وكان يدري أشياء عجيبة صناعية». مات في ١٤ جمادى الأولى سنة ٨٠٣ (ض ١١: ٤٧) (ش ٧: ٢٧).
(٤) هو شيخ الاسلام، قاضي القضاة بمصر والشأم، محمد بن إبراهيم بن سعد الله بن جماعة، بدر الدين أبو عبد الله الحموي المصري الشافعي، ولد عشية الجمعة، ربيع الثاني سنة ٦٣٩ بحماة وتبحر في العلوم، وتميز في التفسير والفقه، وجمع وصنف، وولى قضاء الإقليمين، فحمدت سيرته، أضر بآخر عمره، فانقطع للعبادة قريبا من ست سنين، ومات في جمادى الأولى سنة ٧٣٣ (در ٣: ٢٨٠) (ش ٦: ١٠٥) (ذ ١٠٧) (ط ٥: ٢٣٠)
 
وإسماعيل بن إبراهيم التنوخي، إجازة، قالا: أنا أبو طاهر بركات بن إبراهيم الخشوعي، بسنده في أوله (١). فسمع جميع الكتاب والدى الخطيبى الامامي العالمي برهان الدين أبو إسحاق إبراهيم ابن المسمع (٢)، وأخواه محمد وموسى، والاخوان العلامي النجمي محمد (٣)، ومحب الدين أحمد (٤)، والفضلاء زين الدين عبد الكريم بن أبي الوفاء، وشمس الدين محمد بن الجمال يوسف بن الصفي المصري (٥)، وزين الدين عمر بن عبد المؤمن الحلبي (٦)، وعلي بن خليل بن أبي قيس، وسمع مفوتا جماعة، فسمع الاخر عز الدين من أوله، وكذلك ناصر الدين محمد بن غرس الدين خليل الترجمان، إلى (باب العلل في الاحاديث)، والعز عبد العزيز فقط من (باب الاجتهاد) إلى آخر الكتاب، وزين الدين
(١) يشير الى الاسناد الماضي برقم (٦٦).
(٢) هو والد إسماعيل، وابن المسمع عبد الله، عرف كباقي أسرته بابن جماعة، ولد سنة ٨٠٥ ببيت المقدس، وولى قضاء بلده وخطابتها، مات في آخر صفر سنة ٨٧٢ (ض ١: ٧٢).
(٣) هو أخو العماد إسماعيل بن جماعة، وهو أبو البقاء نجم الدين محمد بن إبراهيم بن جماعة، قاضي القضاة، شيخ الاسلام، ولد بالقدس في أواخر صفر سنة ٨٣٣، سمع من جده ومن الحافظ ابن حجر وغيرهما، مات بالقدس سنة ٩٠١ (ش ٨: ٩) (ض ٦: ٢٥٥).
(٤) هو أخو العماد بن جماعة أيضا، كان خطيبا بالمسجد الاقصى، مات ليلة السبت ٥ رمضان سنة ٨٨٩ وقد زاد على ٥٠ سنة (ض ١: ١٩٥).
(٥) هو أبو الغيث محمد بن يوسف بن أحمد القاهري الشافعي، ولد سنة ٨٢٤، ولازم الحافظ ابن حجر وسمع عليه الكثير، مات في ذي الحجة سنة ٨٩٢ (ض ١٠: ٨٩).
(٦) ترجم له في (ض ٦: ٩٩) وقال «الخليلي» بدل «الحلبي». ولد سنة ٧٨٩ ولم يذكر تاريخ وفاته.
 
عبد الرحمن بن أحمد بن غازي (١) من (باب الصنف الذي يبين سياقه معناه) إلى آخر الكتاب، وكذلك علي حسن بن الوزان، وغرس الدين خليل بن الشهاب أحمد بن مطسا (٢) [سمع الكتاب خلا (٣)] من قوله في (باب الحجة بتثبيت خبر الواحد): «قال الشافعي ثنا سفيان» فذكر حديث عمر «أذكر الله امرءا سمع من النبي ﷺ في الجنين شيئا» الحديث، إلى حديث سعيد بن جبير «قال قلت لابن عباس إن نوفا البكالي يزعم أن موسى صاحب الخضر ليس موسى بني إسرائيل» الحديث، ويوسف وإبراهيم ولدا تاج الدين عبد الوهاب قاضي الصلت (٤)، من (باب كيف البيان) إلى (باب الصنف الذي يبين سياقه معناه)، وسمع إبراهيم فقط من (باب العلل في الاحاديث) إلى (باب الاجتهاد)، وشرف الدين موسى بن شيخ التنكزية من (باب النهي عن معنى أوضح من معنى قبله) إلى (باب الاجتهاد)، وعلاء الدين علي بن إبراهيم الغزى (٥) من أول الكتاب إلى (باب الصنف الذي يبين سياقه معناه)،
(١) هو الزرعي المقدسي، سبط المسمع عبد الله بن جماعة، لازم الكمال بن أبي شريف، مات قبل الكهولة سنة ٨٨٩ (ض ٤: ٥٥).
(٢) هكذا في السماع بدون نقط، ولم أعرف من هو؟
(٣) الزيادة مثبتة بحاشية السماع بخطه وسيشير إلى توكيدها في آخره.
(٤) لم أجد ترجمة يوسف، أما إبراهيم فقد ذكره السخاوي، وأنه رآه في مكة مجاورا على خير في سنة ٨٩٧ ولم يذكر وفاته. وأبوهما عبد الوهاب بن أبي بكر بن أحمد بن محمد الدمشقي الشافعي، ولد سنة ٨٣٣ تقريبا، وولى قضاء الصلت، مات سنة ٨٩٣ (ض ١: ٧٣، ٥: ٩٩) ويظهر من هذا أن يوسف وإبراهيم كانا طفلين وقت السماع، لان أباهما كان شابا في سنة ٨٥٦.
(٥) ذكره السخاوي فقال: «نزيل بيت المقدس المتوفى به في» ولم يذكر تاريخ الوفاة (ض ٥: ١٦٠).
 
وزين الدين عبد القادر بن قطلوشاه من حديث ابن عمر (١)» أذكر الله امرءا سمع من النبي ﷺ في الجنين شيئا) إلى آخر الكتاب. وأجازهم المسمع رواية الكتاب وما يجوز له روايته، لافظا قوله عقب القراءة، وكان في ستة مجالس، آخرها نهار الخميس سابع عشر صفر سنة ٨٥٦ قاله وكتبه إسماعيل بن جماعة والمحلق على الهامش [سمع الكتاب خلا] صحيح إسماعيل بن جماعة.
ثم كتب الشيخ المسمع بخطه تحت ذلك ما نصه:
«صحيح ذلك. كتبه عبد الله بن محمد بن جماعة، غفر الله تعالى له».
هذا مجلس السماع المثبت بخط إسماعيل بن جماعة في آخر نسخته المقروءة على جده الجمال بن جماعة، وتحته خط جده إثباتا لصحته، وهو المصور هنا (لوحة رقم ١٣).
(١) كذا بخطه في السماع، والحديث حديث عمر.
 
لوحة رقم - ١ (ص ٤ من الاصل) وهو عنوان الجزء الاول بخط هبة الله بن الاكفاني المتوفى سنة ٥٢٤ وعليه بخطه أيضا شهادته بأن الأصل بخط الربيع
 
لوحة رقم - ٢ (ص ٧ من الاصل) وفيها السماعات (رقم ١٨، ١٩، ٢١)
 
لوحة رقم - ٣ (ص ١٢ من الاصل) وهو عنوان الجزء الأول بخط الربيع
 
لوحة رقم - ٤ (ص ٦٢ من الاصل) وهو عنوان الجزء الثاني بخط الربيع
 
لوحة رقم - ٥ (ص ١١٢ من الاصل) وهي عنوان الجزء الثالث بخط الربيع
 
لوحة رقم - ٦ (ص ١٣ من الاصل) وهي أول الجزء الأول من الكتاب بعد العنوان
 
لوحة رقم - ٧ (ص ٦٣ من الاصل) وهي أول الجزء الثاني من الكتاب بعد العنوان
 
(ص ١١٣ من الاصل) وهي أول الجزء الثالث من الكتاب بعد العنوان
 
لوحة رقم - ٩ (ص ١٥٤ من الاصل) وهي آخر صفحة من الكتاب وعليها إجازة الربيع وتوقيعه
 
لوحة رقم - ١٠ قطعة من الزاوية اليمنى من (ص ٣٦ من الاصل) لمقارنة خطها بخط اللوحة رقم - ١١ المصورة عن ورقة من البردي لوحة رقم - ١١ الصورة رقم (٥١) من اللوحة (رقم ٧) من الجزء الاول من (كتاب الاوراق البردية) وهي قطعة من مكتوب مؤرخ سنة ١٩٥
 
لوحة رقم - ١٢ عنوان نسخة ابن جماعة
 
لوحة رقم - ١٣ الصفحة الاخيرة من نسخة ابن جماعة وفيها ثبت السماع في مجالس آخرها نهار الخميس ١٧ صفر سنة ٨٥٦.
 
الرسالة
للإمام المطلبي محمد بن ادريس الشافعي
(١٥٠ هـ- ٢٠٤ هـ)

بتحقيق وشرح
أبي الاشبال أحمد محمد شاكر
عن أصل بخط الربيع بن سلمان، كتبه في حياة الشافعي

(لما نظرت الرسالة للشافعي أذهلتني، لانني رأيت كلام رجل عاقل فصيح ناصح، فإني لاكثر الدعاء له) عبد الرحمن بن مهدي
 
كان الشافعي كالشمس للدنيا، وكالعافية للناس.
فانظر هل لهذين من خلف، أو منهما عوض؟!
(الامام أحمد بن حنبل)
***

طالت مجالستنا للشافعي، فما سمعت منه لحنة قط.
ولا كلمة غيرها أحسن منها.
(عبد الملك بن هشام النحوي صاحب السيرة)
***

الشافعي كلامه لغة يحتج بها.
(ابن هشام أيضا)
***

ألم تر آثار ابن إدريس بعده ... دلائلها في المشكلات لوامع
معالم يفنى الدهر وهي خوالد ... وتنخفض الاعلام وهي فوارع
مناهج فيها للهدى متصرف ... موارد فيها للرشاد شرائع
فمن يك علم الشافعي إمامه ... فمرتعه في باحة العلم واسع
(أبو بكر بن دريد صاحب الجمهرة)
 
كتب عبد الرحمن بن مهدي إلى الشافعي، وهو شاب، أن يضع له كتابا فيه معاني القران، ويجمع قبول الاخبار فيه، وحجة الاجماع، وبيان الناسخ والمنسوخ من القران والسنة:
فوضع له كتاب «الرسالة».


قال عبد الرحمن بن مهدي: ما أصلى صلاة إلا وأنا أدعو للشافعي فيها.

وقال أيضا: لما نظرت «الرسالة» للشافعي أذهلتني، لانني رأيت كلام رجل عاقل فصيح ناصح، فإني لأكثر الدعاء له.

قال المزني [أبو إبراهيم إسماعيل بن يحيى، صاحب الشافعي، مات سنة ٢٦٤]:
قرأت كتاب «الرسالة» للشافعي خمسمائة مرة، ما من مرة منها إلا واستفدت فائدة جديدة لم أستفدها في الأخرى.

وقال أيضا:
أنا أنظر في كتاب «الرسالة» عن الشافعي منذ خمسين سنة، ما أعلم أني نظرت فيه من مرة إلا وأنا أستفيد شيئا لم أكن عرفته.
 
هذا العنوان صورة من عنوان الجزء الأول من الأصل وهو بخط الربيع بن سليمان صاحب الشافعي
 
رموز نسخ الرسالة
الأصل: نسخة الربيع بن سليمان، مخطوطة بدار الكتب المصرية، وهي أقدم الكتب الثابت تاريخها. وقد كتب الربيع بخطه في آخرها إذنا ننسخها في ذي القعدة سنة ٢٦٥ وأنا أجزم كلها بخط الربيع، وأنه كتبها في حياة الشافعي، أي قبل آخر رجب سنة ٢٠٤
س: نسخة مطبوعة بمصر بالمطبعة الشرفية في سنة ١٣١٥ عن نسخة منقولة عن أصل الربيع.
ج: نسخة مطبوعة بمصر بالمطبعة العلمية في سنة ١٣١٢
ب: نسخة مطبوعة بمصر بالمطبعة الأميرية ببولاق في سنة ١٣٢١ مع كتاب «الام» للشافعي.

 

الخطبة

 بسم الله الرحمن الرحيم
. . . (١) الربيع بن سليمان قال:
بسم الله الرحمن الرحيم
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب بن عبيد بن عبدِ يزيد بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف المطلبيُّ، ابن عم رسول الله ﷺ:
١ - الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون
٢ - والحمد لله الذي لا يُؤدى شُكر نعمة من نعمه
(١) موضع البياض غير واضح في الأصل بعوادي الزمن على الورق. ولكنه مفهوم مما كتب في أول الجزء الثالث من «الرسالة» انه: (قال أبو القسم عبد الرحمن بن نصر قال: نا أبو علي الحسن بن حبيب، قال نا الربيع بن سليمان). وعبد الرحمن بن نصر هذا هو: أبو القاسم عبد الرحمن بن عمر بن نصر بن محمد بن علي بن محمد بن إبراهيم بن الحسين الشيباني الحنفي المتوفى سنة ٤١٥ وهو أحد راويي الرسالة عن أبي علي الحسن بن حبيب بن عبد الملك الحصائري الفقيه المتوفى سنة ٣٣٨، والحصائري هو الذي رواها عن الربيع بن سليمان صاحب الشافعي.
 
الا بنعمة منه توجب مؤدي ماض نعمه بأدائها نعمةً حادثةً يجب عليه شكره بها.
٣ - ولا يبلغ الواصفون كُنه عظمته الذي هو كما وصف نفسه وفوق ما يصفه به خلقه.
٤ - أحمده حمدًا كما ينبغي لكرم وجهه وعِز جلاله
٥ - وأستعينه استعانةَ من لا حول له وقوة إلا به (١)
٦ - وأستهديه بهداه الذي لا يضل من أنعم به عليه (٢)
٧ - وأستغفره لما أَزلفت (٣) وَأَخرت استغفار من يُقر بعبوديته ويعلم أنه لا يغفر ذنبه ولا ينجيه منه إلا هو
٨ - وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمد عبده ورسوله
٩ - بعثه والله صنفان
١٠ - أحدهما أهل الكتاب بدّلوا من أحكامه وكفروا بالله فافتعلوا كذبا صاغوه بألسنتهم فخلطوا بحق الله الذي أنزل إليهم (٤)
(١) هكذا في أصل الربيع، وهو أجود، وهو الموافق لما في ب وج. وفي س (الا بالله) وهو تحريف من الناسخ.
(٢) في ج (من لاذ به عليه) وهو خطأ.
(٣) في اللسان: (وأزلف الشئ قربه، وفي التنزيل: (وأزلفت الجنة للمتقين): اي قربت ... واصل الزلفى: القربى ... وفي الحديث: (إذا أسلم العبد فحسن اسلامه يكفر الله عنه كل سيئة أزلفها) اي أسلفها وقربها. والأصل فيه القرب والتقدم).
(٤) في ج (عليهم) وهو خطأ.
 
١١ - فذكر ﵎ (١) لنبيه من كفرهم فقال:
(وإن منهم فريقا يلوون ألسنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب وما هو من الكتاب ويقولون هو من عند الله وما هو من عند الله ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون) (٢)
١٢ - ثم قال (فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلًا فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون (٣».
١٣ - وقال تبارك وتعالى: (وقالت اليهود عزير بن الله وقالت النصارى المسيح بن الله ذلك قولهم بأفواههم يضاهئون قول الذين كفروا (٤) من قبل قاتلهم الله أنى يأفكون اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابًا من دون الله والمسيح بن مريم وما أمروا به إلا ليعبدوا إلهًا واحدًا لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون (٥».
١٤ - وقال تبارك وتعالى: (ألم تر إلى الذين أتوا نصيبًا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ويقولون للذين كفروا
(١) في ج (فذكر الله ﵎ ولفظ الجلالة ليس في أصل الربيع.
(٢) سورة آل عمران (٧٨).
(٣) سورة البقرة (٧٩).
(٤) ذكر في الأصل من الآيتين إلى هنا، ثم قال: (إلى قوله يشركون).
(٥) سورة التوبة (٣٠ و٣١).
 
هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلًا أولئك الذين لَعَنَهم الله ومن يلعن الله فلن تجد له نصيرا (١».
١٥ - وصنف كفروا بالله فابتدعوا ما لم يأذن به الله ونصبوا بأيديهم حجارة وَخُشُبًَا (٢) وَصُوَرًَا استحسنوا ونبزوا (٣) أسماء افتعلوا ودعوها آلهة عبدوها فإذا استحسنوا غير ما عبدوا منها ألقوه ونصبوا بأيديهم غيره فعبدوه فأولئك العرب.
١٦ - بسم الله الرحمن الرحيم وسلكت طائفة العجم سبيلهم في هذا وفي عبادة ما استحسنوا (٤) من حوت ودابة ونجم ونار وغيره.
١٧ - فذكر الله لنبيه جوابًا من جواب بعض مَن عبد غيره من هذا الصنف فحكى جل ثناؤه عنهم قولهم: (إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون (٥».
١٨ - وحكى ﵎ عنهم (٦): (لا تذرن آلهتكم ولا تذرن ودًا ولا سواعًا ولا يغوث ويعوق ونسرا وقد أضلوا كثيرا (٧».
(١) سورة النساء (٥١ و٢٥).
(٢) ضبط في أصل الربيع بفتح الخاء، فيكون بالإفراد، وهو بالضم - على أنه جمع - انسب للسياق وأجود.
(٣) (نبزوا) اي لقبوا، والمصدر (النبز) بسكون الباء، والاسم (النبز) بفتحها.
(٤) في س (استحسنوه) وهو مخالف للأصل.
(٥) سورة الزخرف (٢٣).
(٦) في س، ب زيادة (أنهم قالوا) وهي زيادة ثابتة بحاشية الأصل بخط مخالف لخطه، ويظهر انها زيادة من بعض القارئين فلم نستجز إثباتها.
(٧) سورة نوح (٢٣ و٢٤)
 
١٩ - وقال تبارك وتعالى: (واذكر في الكتاب إبراهيم إنه ان صدّيقًا نبيًا إذ قال لأبيه يا أبت لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئا (١».
٢٠ - وقال: (واتل عليهم نبأ إبراهيم إذ قال لأبيه وقومه ما تعبدون قالوا نعبد أصناما فنظل لها عاكفين قال هل يسمعونكم إذ تدعون أو ينفعونكم أو يضرون (٢».
٢١ - وقال في جماعتهم يذكّرهم مِن نِعَمِهِ ويخبرهم (٣) ضلالتهم عامة ومَنَّه (٤) على مَن آمن منهم: (واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانًا وكنتم على شفا حفرة من النار (٥) فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون (٦».
٢٢ - قال (٧): فكانوا قبل إنقاذه إياهم بمحمد ﷺ (٨): أهلَ كفر في تفرقهم واجتماعهم يجمعهم (٩) أعظم الأمور: الكفر
(١) سورة مريم (٤١ - ٤٢).
(٢) سورة الشعراء (٦٩ - ٧٣).
(٣) في ج (ويحذرهم) وهو مخالف للأصل.
(٤) هكذا هو في أصل الربيع، مضبوطا بفتح الميم وتشديد النون المفتوحة. وهو الصواب. وفي النسخ المطبوعة (ومنة) وهو خطأ.
(٥) في الأصل إلى هنا، ثم قال (الآية).
(٦) سورة آل عمران (١٠٣).
(٧) في ب وج (قال الشافعي) وما هنا هو الموافق للأصل.
(٨) هكذا في أصل الربيع: لم يذكر السلام.
(٩) في النسخ المطبوعة (بجمعهم) وما هنا هو الصواب، فقد ضبطت في الأصل بضم الهاء.
 
بالله وابتداع ما لم يأذن به الله تعالى عما يقولون علوًا كبيرًا لا إله غيره وسبحانه (١) وبحمده رب كل شئ وخالقه
٢٣ - الله ﷿ من حيي منهم فكما وَصَفَ حاله حيًا عاملًا قائلًا بسخط ربه مزدادًا من معصيته
٢٤ - ومن مات فكما وَصَفَ قولَه وعملَه صار إلى عذابه
٢٥ - فلما بلغ الكتاب أجله فَحَقَّ (٢) قضاء الله بإظهار دينه الذي اصطفى (٣) بعد استعلاء معصيته التي لم يرض فَتَحَ أبواب سماواته برحمته (٤) كما لم يزل يجري في سابق علمه عند نزول قضائه في القرون الخالية قضاؤه (٥)
٢٦ - فإن ﵎ يقول (كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين (٦».
٢٧ - فكان خِيرتُهُ المصطفى لوحيه المنتخبُ لرسالته المفضلُ على جميع خلقه بفتحِ رحمته وختمِ نبوته وأعمِّ ما أرسل به مرسلٌ (٧) قبله المرفوعُ ذكره مع ذكره في الأولى والشافع
(١) في ب وج (سبحانه) بدون واو العطف.
(٢) أي: ثبت وصار حقا. وفي ج (وحق) وفي س وب (فحم) وكلها مخالف للأصل.
(٣) في ج (اصطفاه) وهو مخالف للأصل.
(٤) في ج (فتح أبواب سماواته لامته) وهو مخالف للأصل.
(٥) (قضاؤه): فاعل (يجري).
(٦) سورة البقرة (٢١٣).
(٧) في ج (مرسلا) وعليه فيكون (أرسل) بفتح الهمزة مبنيا للفاعل. وما هنا هو الذي في أصل الربيع.
 
المشفع في الأخرى أفض خلقه نفسًا وأجمعُهُم لكل خُلُق رَضِيَهُ في دينٍ ودنيا وخيرُهم نسبًا ودارًا محمدًا عبدَه ورسولَه
٢٨ - وَعَرَّفَنَا وَخَلقَهُ نِعَمَهُ الخاصةَ العامةَ النَّفعِ في الدين والدنيا (١)
٢٩ - فقال (لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه (٢) ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم (٣».
٣٠ - وقال (لتنذر أم القرى ومن حولها (٤». وأمُّ القرى مكة وفيها قومُه (٥)
٣١ - وقال (وأنذر عشيرتك الأقربين (٦».
٣٢ - وقال (وإنه لذر لك ولقومك وسوف تسألون (٧».
٣٣ - قال الشافعي أخبرنا (٨) ابن عيينة (٩) عن ابن أبي
(١) هذا هو الصواب الموافق للأصل الربيع. وجاءت هذه الجملة في ب (وعرفنا خلقه نعمة للخاصة والعامة، والنفع في الدين والدنيا به). وفي ج (وعرفنا خلقه ونعمه الخاصة والعامة، والنفع في الدين والدنيا به). وكلاهما خطأ.
(٢) في الأصل إلى هنا، ثم قال: (إلى: رؤوف رحيم).
(٣) سورة التوبة (١٢٨).
(٤) سورة الشورى (٧).
(٥) في ج (ومن فيها قومه) وهو مخالف للأصل.
(٦) سورة الشعراء (٢١٤).
(٧) سورة الزخرف (٤٤).
(٨) كلمة (قال الشافعي) مكتوبة في الأصل بحاشيته، وتأكل الورق فلم يظهر منها الا القليل، وأظن أنها بخط الربيع. وكلمة (أخبرنا) هنا وفي كل ما سيأتي رسمت في الأصل (أثرنا) اختصارا على عادة المحدثين.
(٩) في ب وج (أخبرنا سفيان بن عيينة) وما هنا هو الموافق للأصل.
 
نَجِيح عن مجاهد في قوله (وإنه لذكر لك ولقومك) قال يقال ممن الرجل فيقال من العرب فيقال من أي العرب فيقال من قريش (١)
٣٤ - قال الشافعي وما قال (٢) مجاهدٌ من هذا بيّنٌ في الآية مستغنى فيه بالتنزيل عن التفسير
٣٥ - فخص جل ثناؤه قومَه وعشيرَتَه الأقربين في النِّذَارة (٣) وعمَّ الخلقَ بها بعدهم ورفع بالقُرَآن (٤) ذِكر رسول الله ثم خص
(١) الأثر رواه أيضا الطبري في التفسير (٢٥: ٤٦) عن عمرو بن مالك عن سفيان.
(٢) في س (وما قاله) وهو مخالف للأصل.
(٣) ضبطت في الأصل بكسر النون. قال في القاموس: (النذير: الإنذار، كالنذارة، بالكسر، وهذه عن الإمام الشافعي ﵁.
قال الزبيدي: (قلت: وجعله ابن القطاع من مصادر (نذرت بالشئ) إذا علمته).
(٤) لفظ (قران) ضبطناه هنا وفي كل موضع ورد فيه في (الرسالة) بضم القاف وفتح الراء مخففة وتسهيل الهمزة. وذلك اتباعا للإمام الشافعي - مؤلف الرسالة - في رأيه وقراءته. قال الخطيب في تاريخ بغداد (ج ٢ ص ٦٢) (أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى بن الفضل الصيرفي بنيسابور قال نا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم قال نا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم المصري قال نا الشافعي محمد بن إدريس قال نا إسماعيل بن قسطنطين قال: قرأت على شبل، وأخبر شبل انه قرأ على عبد الله بن كثير، وأخبر عبد الله بن كثير انه قرأ على مجاهد، وأخبر مجاهد انه قرأ على ابن عباس، وأخبر ابن عباس انه قرأ على أبي، وقال ابن عباس: وقرأ أبي على النبي ﷺ. قال الشافعي: وقرأت على إسماعيل بن قسطنطين، وكان يقول: (القران) اسم، وليس بمهموز، ولم يؤخذ من (قرأت) ولو اخذ من (قرأت) لكان كل اسم، وليس بمهموز، ولم يؤخذ من (قرأت) ولو أخذ من (قرأت) لكان كل ما قرئ قرآنا، ولكنه اسم للقران، مثل التوراة والإنجيل، يهمز (قرأت) ولا يهمز (القران). وإذا قرأت القران: يهمز (قرأت) ولا يهمز (القران).
وهذا الاسناد رواه الحافظ ابن حجر في توالي التأسيس (ص ٤٢) باسناده إلى الخطيب، واختصر المتن، ثم قال: (هذا حديث حسن متصل الإسناد بأئمة الحديث). ونقل في لسان العرب في مادة (قرأ) نحو هذا عن الشافعي، وزاد: (وقال أبو بكر بن مجاهد المقرئ: كان أبو عمرو بن العلاء لا يهمز (القران)، وكان يقرؤه كما روى عن=
 
قومه بالنِّذارة إذ بعثه فقال (وأنذر عشيرتك والأقربين)
٣٦ - وزعم بعض أهل العلم بالقُرَآن أن رسول الله قال يا بني عبد مناف إن الله بعثني أن أنذر عشيرتك الأقربين وأنتم عشيرتي الأقربون (١)
= ابن كثير). ونقل الحافظ ابن الجزري في طبقات القراء عن الشافعي عن ابن قسطنطين نحو ما نقل الخطيب (١: ١٦٦) وهذا النقل عن الشافعي نقل رواية للقراءة واللغة، ونقل رأى ودراية أيضا، فإن قراءة ابن كثير - قارئ مكة - معروفة أنه يقرأ لفظ (قران) بدون همز. والشافعي ينقل توجيه ذلك من جهة اللغة والمعنى، ولا يرده، فهو يعتبر رأيا له حين أقره. وهو حجة في اللغة دراية ورواية. قال ابن هشام - صاحب السيرة المشهورة -: (جالست الشافعي زمانا فما سمعته تكلم بكلمة إلا إذا اعتبرها المعتبر لا يجد كلمة في العربية أحسن منها). وقال أيضا: (الشافعي كلامه لغة يحتج بها).
وهذا الذي قلنا كله يقوي اختيارنا أن نضبط اللفظ على ما قرأ الشافعي واختار.
ولقد كان الأجدر بنا في تصحيح كتاب (الرسالة) أن نضبط كل آيات القران التي يذكر الشافعي على قراءة ابن كثير، إذ هي قراءة الشافعي كما ترى، ولكني أحجمت عن ذلك، إذ كان شاقا علي عسيرا، لأني لم أدرس علم القراءات دراسة وافية، والرواية أمانة يجب فيها التحرز والاحتياط.
(١) لم أجد الحديث بهذا بهذا اللفظ في اي كتاب من كتب السنة. ويظهر لي من تعبير الشافعي بقوله (وزعم بعض أهل العلم بالقران) انه لم يكن حديثا مرويا عنده بالاسناد، بل هو من الأحاديث التي كانت تدور على السنة المفسرين، كمثل الأحاديث التي تدور في كتب الفقه والأصول على السنة الفقهاء والأصوليين، وكثير من هذه الأنواع لا يعرفه أهل العلم بالحديث. نعم قد روى البخاري ومسلم وغيرهما من حديث أبي هريرة قال: (قام رسول الله ﷺ حين انزل الله (وأنذر عشيرتك الأقربين) قال: يا معشر قريش! - أو كلمة نحوها - اشتروا أنفسكم، لا أغني عنكم من الله شيئا، يا بني عبد مناف! لا أغني عنكم من الله شيئا، يا عباس بن عبد المطلب!
لا أغني عنك من الله شيئا) الحديث، واللفظ للبخاري، انظر فتح الباري (٨:
٣٨٦). وروى مسلم (١: ٧٦) وغيره من حديث قبيصة بن المخارق وزهير بن عمرو قالا: (لما نزلت (وأنذر عشيرتك الأقربين) انطلق نبي الله ﷺ إلى رضمة من جبل فعلا أعلاها حجرا، ثم نادى: يا بني عبد مناف! اني نذير) الحديث. وجاءت أحاديث أخرى بهذا المعنى. انظر الدر المنثور (٥: ٩٥ - ٩٨) ولكن ليس في شئ منها ما يوافق اللفظ الذي هنا: أنه قال لهم: (وأنتم عشيرتي الأقربون).
 
٣٧ - قال الشافعي أخبرنا ابن عيينة (١) عن بن أبي نَجيح عن مجاهد في قوله (ورفعنا لك ذكرك) قال لا أُذكَرُ إلا ذُكِرتَ معي أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدأ رسول الله (٢)
٣٨ - يعني (٣) والله أعلم ذكرَه عند الإيمان بالله والآذان ويَحتمل ذكرَه عند تلاوة الكتاب (٤) وعند العمل بالطاعة والوقوف عن المعصية

الصلاة على النبي
٣٩ - فصلى الله على نبينا (٥) كلما ذكره الذاكرون وَغَفَل عن ذكره الغافلون وصلى (٦) عليه في الأولين والآخرين أفضلَ وأكثرَ وأزكى ما صلى على أحد من خلقه وزكانا وإياكم بالصلاة عليه أفضل ما زكى أحد من أمته بصلاته عليه والسلام عليه ورحمة الله وبركاته وجزاه الله عنا أفضل ما جزى مرسلًا عن من أُرسل إليه، فإنه أنقذنا به من الهلكة وجعلنا في (٧) خير أمة أخرجت للناس دائنين بدينه الذي ارتضى (٨) واصطفى به ملائكته ومن أنعم عليه من خلقه فلم تُمس بنا نعمة ظهرت ولا بطنت نلنا بها
(١) في ب وج (سفيان بن عيينة)، وما هنا هو الموافق للأصل.
(٢) الأثر رواه أيضا الطبري في التفسير (٣٠: ١٥٠ - ١٥١) عن أبي كريب وعمرو بن مالك عن سفيان.
(٣) في ب وج (قال الشافعي: يعني)، وهذه الزيادة ليست في الأصل.
(٤) في ج (القران) بدل (الكتاب) وما هنا هو الموافق للأصل.
(٥) في النسخ الثلاث المطبوعة (على نبينا محمد) ولكن الاسم الشريف لم يذكر في أصل الربيع.
(٦) في ب وج (وصلى الله)، وما هنا هو الموافق للأصل.
(٧) في كل النسخ المطبوعة (من) وما هنا هو الموافق للأصل.
(٨) في ج (ارتضاه) وهو مخالف للأصل.
 
حظًا في دين (١) ودنيا أو دُفِعَ بها عنا (٢) مكروه (٣) فيهما وفي واحد منهما إلا ومحمد صلى الله عليه (٤) سببها القائدُ إلى خيرها والهادي (٥) إلى رشدها الذائدُ عن الهلكة وموارد السَّوء في خلاف الرشد المنبِّهُ للأسباب التي تورد الهلكة (٦) القائمُ بالنصيحة في الإرشاد والإنذار فيها فصلى الله على محمد وعلى آل محمد كما صلى على إبراهيم وآل إبراهيم إنه حميد مجيد
٤٠ - وأنزل عليه كتابه (٧) فقال (وإنه لكتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد (٨» فنقلهم (٩) من الكفر والعمى إلى الضياء والهدى وبيَّن فيه ما أَحَلَّ (١٠) مَنًَّا بالتوسعة على خلقه وما حَرَّمَ لما هو أعلم به من حظهم في الكف عنهم في الآخرة والأولى وابتلى طاعتهم بأن تَعَبَّدَهُم بقول وعمل وإمساك عن محارمَ حَمَاهُمُوها وأثابهم على طاعته من
(١) في ج (من دين) وهو مخالف للأصل.
(٢) في ج (أو دفع عنا بها) وهو مخالف للأصل.
(٣) في النسخ الثلاث المطبوعة (مكروها) بالنصب، وما هنا هو الذي في أصل الربيع.
(٤) لم يذكر السلام في أصل الربيع.
(٥) في ب وس (الهادي) بحذف الواو، وما هنا هو الذي في الأصل.
(٦) من أول قوله (وموارد السوء) إلى هنا سقط من س وذكر في س وج وهو ثابت في أصل الربيع.
(٧) ف ج (وانزل الله عليه الكتاب) وهو مخالف لما في الأصل.
(٨) سورة فصلت (٤١ و٤٢).
(٩) في ب وج (فنقلهم به) وهو مخالف للأصل.
(١٠) في ب (ما قد أحل) وهو مخالف للأصل.
 
الخلود في جنته والنجاة من نقمته ما عظمت (١) به نعته جل ثناؤه
٤١ - وأَعلَمَهُم ما أَوجب لأهل طاعته
٤٢ - وَوَعَظَهُم بالأخبار عمن كان قبلهم ممن كان أكثرَ منهم أموالًا وأولادًا وأطولَ أعمارًا وأحمدَ آثارًا فاستمتعوا بخلاقهم (٢) في حياة دنياهم فأذاقهم (٣) عند نزول قضائه مناياهم دون آماله ونزلت بهم عقوبته عند انقضاء آجالهم ليعتبوا في أنف الأوان (٤) ويتفهموا بِجَلِيَّة (٥) التبيان ويتنبهوا قبل رَين الغفلة (٦) ويعملوا قبل انقطاع المدة حين لا يعتب مذنب (٧) ولا تأخذ فدية و(تجد كل نفس ما عملت من خير محضرًا وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمدًا بعيدًا (٨».
(١) في ج (بما عظمت)، وهو مخالف للأصل.
(٢) (الخلاق) الحظ والنصيب من الخير. قال الزمخشري في الكشاف: (هو ما خلق للانسان: اي قدر: من خير. كما قيل له قسم: لأنه قسم، ونصيب، لأنه نصب:
اي أثبت).
(٣) كذا في أصل الربيع، وهو واضح. وفي ب وج (فآزفتهم) اي أعجلتهم، والمعني جيد، ولكنه مخالف للأصل.
(٤) (الانف) بضمتين: الجديد المستأنف، يريد هنا: فيما يستقبل من الأوان.
(٥) ضبطت كلمة (جلية) في أصل الربيع بكسر الجيم واسكان اللام، ولم أر لذلك وجها يعتمد عليه، وأظن أن الضبط خطأ من بعض من قرأ في الأصل.
(٦) (الرين): الطبع والتغطية. وكل ما غطى شيئا فقد ران عليه.
(٧) (يعتب) ضبطت في الأصل بضم الياء وكسر التاء. اي لا يعتذر عذرا يقبل منه.
(٨) سورة آل عمران (٣٠). وهذا اقتباس، وأول الآية (يوم تجد كل نفس).
 
٤٣ - فكل ما أَنزل في كتابه (١) جل ثناؤه رحمة وحجة عَلِمه من علمه وجهله من جهله لا يعلم من جهله ولا يجهل من علمه
٤٤ - رضي الله تعالى عنه والناس في العلم طبقات موقعُهم من العلم بقدْر درجاتهم في العلم به
٤٥ - فحقَّ على طلبة العلم بلوغُ غاية جهدِهم في الاستكثار من علمه والصبرُ على كل عارض دون طَلَبِه وإخلاص النية لله في استدراك علمه نصًا واستنباطًا والرغبة إلى الله في العون عليه فإنه لا يُدرَك خيرٌ إلا بعونه
٤٦ - فإن من أدرك علم أحكام الله في كتابه (٢) نصًا واستدلالًا ووفقه الله للقول والعمل بما علمنه فاز بالفضيلة في دينه ودنياه وانتفت عنه الرِّيَب ونَوَّرت في قلبه الحكمة واستوجب في الدين موضع الإمامة
٤٧ - فنسأل اللهَ المبتدئَ لنا بنعمه قبل استحقاقها المديمها علينا (٣) مع تقصيرنا في الإتيان إلى ما أوجب به من شكره بها الجاعلنا في خير أمة أخرجت للناس أن يرزقنا (٤) فهما في كتابه
(١) في ب وج (فكل ما انزل الله في كتابه)، وهو مخالف للأصل.
(٢) في ج (من كتابه) وهو مخالف للأصل.
(٣) هكذا في أصل الربيع، وكذلك في ب وج. وفي س (ان يديمها علينا) وهو خطأ وتحريف، ينافي سياق الكلام.
(٤) في س (وان يرزقنا) وهو يناسب قوله فيها (وان يديمها) ولكنه مخالف للأصل، ولا يناسب السياق الصحيح.
 
ثم سنة نبيه وقولا وعملا يؤدى به عنا حقه ويوجب لنا نافلة مزيدة
٤٨ - قال الشافعي فليست تنزل في أحد من أهل دين الله نازلة إلا وفي كتاب الله الدليلُ على سبيل الهدى فيها
٤٩ - قال الله تبارك وتعالى: (كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور بأن ربهم إلى صراط العزيز الحميد (١».
٥٠ - وقال (وأنزلنا إليك الذكر لتبيِّن للناس ما نزل إليهم (٢) ولعلهم يتفكرون (٣».
٥١ - وقال (ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شئ وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين (٤».
٥٢ - وقال (وكذلك أوحينا إليك روحًا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نورا (٥) نهدي به من نشاء من عبادنا وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم (٦».
(١) سورة إبراهيم (١).
(٢) في الأصل إلى هنا، ثم قال (الآية).
(٣) سورة النحل (٤٤).
(٤) سورة النحل ٨٩.
(٥) في الأصل إلى هنا، ثم قال إلى آخر الآية.
(٦) سورة الشورى ٥٢.

عن الكاتب

Tanya Ustadz

التعليقات


جميع الحقوق محفوظة

الكتب الإسلامية