الكتب الإسلامية

مجموعة الكتب والمقالات الإسلاية والفقه علي المذاهب الأربعة

recent

آخر الأخبار

recent
جاري التحميل ...

أقسام المشتق وعمل اسم الفاعل واسم المفعول وعمل الصفة المشبهة

أقسام المشتق وعمل اسم الفاعل واسم المفعول وعمل الصفة المشبهة

المحتويات

  1. أقسام المشتق
  2. العودة إلي النحو الواضح في قواعد اللغة العربية


أقسام المشتق


( 1 ) اسم الفاعل وصيغ المبالغة

الأمثلة :

1- العلم نافع
الجندي طاعن
الجمل حاقد
الله عالم
العاقل حاذر


2- العلم نافع
الجندي مطعان
الجمل حقود
الله عليم
العاقل حذر

البحث :

درست في المدارس الابتدائية تعريف اسم الفاعل ، وعرفت هناك كيف يصاغ هذا الاسم من الأفعال الثلاثية وغير الثلاثية ، وسنذكرك ذلك عند تلخيص القواعد ، وهنا نورد لك شيئاً جديداً في هذا الموضوع فنقول .

الكلمات : نافع ، وطاعن ، وحاقد ، وعالم ، حاذر، في أمثلة الطائفة الأولى كلها أسماء فاعلين ، وإذا بحثت عن هذه الكلمات نفسها في أمثلة الطائفة الثانية ، وجدتها قد تحولت إلى نفاع ومطعان ، وحقود ، وعليم ، وحذر ، على وزن فعَّال ، ومفعال ، وفعول ، وفعيل ، وفعل ، بالترتيب .

وبالتأميل في معاني الصيغ الخمس التي تحولت إليها أسماء الفاعلين في الأمثلة المتقدمة ترى أن كلاً منها يدل على معنى اسم الفاعل مع إفادة التكثير والمبالغة ، ولذلك تسمى هذه الصيغ الخمس بصيغ المبالغة ، وهي سماعية ، ولا تبنى إلا من الثلاثي ، وندر بناؤها من غيره ، ومن النادر معطاء ، ونذير ، وبشير ، من أعطى ، وأنذر ، وبشر .

القواعد :

(120) اسم الفاعل : اسم مصوغ لما وقع منه الفعل أو قام به .
(121) يصاغ اسم الفاعل من الثلاثي على وزن فاعل ، ومن غير الثلاثي على وزن مضارعه بإبدال حرف المضارعة ميماً مضمومة وكسر ما قبل الآخر .
(122) يحول اسم الفاعل عند قصد المبالغة إلى فعال ، أو مفعال ، أو فعول ، أو فعيل ، أو فعل ، وهذه الصيغ سماعية ولا تبنى إلا من الثلاثي ، وندر بناؤها من غيره .


عمل اسم الفاعل

الأمثلة :

(1) أنا الشاكر نعمتك .
(2) لست بالجاحد فضلكم .
***
(3) ما حامد السوق إلا من ربح .
(4) أمنجز انتم وعدكم .
(5) أخوك معطى الناس حقوقهم .
(6) نرى رجلاً قائداً بعيراً .

البحث :

يشتمل كل مثال من الأمثلة السابقة على اسم الفاعل ، وإذا أنعمت النظر رأيت أن كل اسم فاعل في هذه الأمثلة عامل عمل فعله ، " فالشاكر " في المثال الأول مثلاً ناصب كلمة " نعمة " على أنها مفعول به ، و " الجاحد " في المثال الثاني ناصب كلمة " فضل " على أنها مفعول به أيضاً ، وكذلك يقال في بقية الأمثلة ، ويعمل اسم الفاعل عمل الفعل سواء أكان محلى بأل كما في المثالين الأولين ، أو غير محلى كما في الأمثلة الأربعة الأخيرة ، ولكن غير المحلي لا يعمل إلا بشرطين : أولهما أن يكون بمعنى الحال أو الاستقبال ، فإن كان مفيداً للمضي لم يعمل ، فلا يصح أن تقول : " محمد حاصدً زرعه أمس " والشرط الثاني أن يكون متعمداً على نفي أو استفهام ، أو مبتدأ ، أو موصوف ، كما ترى في الأمثلة ، فإن لم يتعمد على شيء من ذلك لم يعمل .

ومثل اسم الفاعل في عمله وشروطه صيغ المبالغة : " يعجبني الشكور فضل المنعم " ، وتقول : " إن الجبان لهياب لقاء العدو " .

القواعد :

(123) يعمل اسم الفاعل عمل فعله ، فإن كان لازماً رفع الفاعل ، وإن كان متعدياً رفع الفاعل ونصب المفعول به .
(124) لا يعمل اسم الفاعل إلا في حالين :
(أ‌) الأولى أن يكون محلى بالألف واللام .
(ب‌) الثانية أن يدل على الحال أو الاستقبال ويعتمد على نفى ، أو استفهام ، أو مبتدأ ، أو موصوف .
(125) تعمل صيغ المبالغة عمل اسم الفاعل بشروطه .

تمرين ( 1 )

بين فيما يأتي صيغ المبالغة وأسماء الفاعلين :
قال حكيم : المؤمن صبور شكور لا نمام ولا مغتاب ولا حسود ولا حقود ولا مختال ، يطلب من الخيرات أعلاها ومن الأخلاق أسناها ، لا يرد سائلاً ولا يبخل بمال ، متواصل الهمم مترادف الإحسان ، وزان لكلامه خزان للسانه ، محسن عمله مكثر في الحق أمله ، ليس بهياب عند الفزع ولا وثاب عند الطمع ، مواس للفقراء ، رحيم بالضعفاء .

تمرين ( 2 )

ضع اسم فاعل بدل كل صيغة من صيغ المبالغة في العبارات الآتية :
(1) لا يجد العجول فرحاً ولا الغضوب سروراً ولا الملول صديقاً .
(2) كلب جوال خير من أسد رابض .
(3) لا يخلو المرء من ودود يمدح وعد ويقدح .
(4) لا تكن جزعاً عند الشدائد .
(5) خير العمال الصدوق العليم بأسرار مهنته .

تمرين ( 3 )

صغ أسماء الفاعلين من الأفعال الآتية ، ثم زنها وضع أربعة منها في جمل مفيدة :
طوى أراد امتلاء جار أيقظ
سعى ضل استقام استعذب أحب
وعد احتال ظلم اصطفى احتل
تمرين ( 4 )

هات صيغ المبالغة المسموعة من الأفعال الآتية ، واستعمل أربعة منها في جمل مفيدة :
نحر غدر وهب رحيم سمع
شرب قال فهم جاب غفر

تمرين ( 5 )

ضع كل صيغة من صيغ المبالغة الآتية في جمل مفيدة واشرح معنى كل منها :
مهذار طروب قنوع منان معطاء
نمام معوان متلاف مفراح صبور

تمرين ( 6 )

ضع بعد كل من أسماء الفاعلين وصيغ المبالغة الآتية مفعولاً به مناسباً أو مفعولين إن اقتضت الحال :
(1) الغني كاس . . . . (6) نحن واجدون . . . .
(2) لا أحب الخائنين (7) أمتلاف أنت . . . .
(3) النفس محبة . . . . (8) العاقل تراك . . . .
(4) الليل مرخ . . . . (9) الشجاع حمال . . . .
(5)الكريم منحار . . . . (10) ما منجزاً أخوك . . . .

تمرين ( 7 )

(1) كون ثلاث جمل في كل منها اسم فاعل عامل فعله بحيث يكون في الأولى محلى بأل ، وفي الثانية مضافاً ، وفي الأخيرة مجرداً من أل والإضافة .
(2) كون خمس جمل في كل منها صيغة مبالغة عاملة عمل فعلها ، واستوف جميع صيغ المبالغة التي عرفتها .
(3) كون أربع جمل في كل اسم فاعل عامل عمل فعله ، بحيث يكون متعمداً في الجملة الأولى على نفى ، وفي الثانية على استفهام ، وفي الثالثة على مبتدأ ، وفي الرابعة على موصوف .

تمرين ( 8 )

أ‌- نموذج :
الفلاح حارث ثوره الأرض .
الفلاح – مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة .
حارث – خبر المبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة .
ثوره – ثور فاعل لاسم الفاعل قبله ، وهو مضاف والضمير بعده مضاف إليه .
الأرض – مفعول به لاسم الفاعل .

ب‌- أعرب الأمثلة الآتية :
(1) الفارس ناهب جواده الأرض (3) العاقل تراك صحبه الأشرار
(2) ما مطيع الجاهل نصح الطبيب (4) الكاتم سر إخوانه محبوب

تمرين ( 9 )

اشرح أحد الأبيات الآتية وأعربه :
ولست بمستبق أخاً لا تمله على شعث ، أي الرجال المهذب ؟
وعاجز الرأى مضياع لفرصته حتى إذا فات أمر عاتب القدرا
وهل نافعي أن ترفع الحجب بيننا ودون الذي أملت منك حجاب
وما أنا خاش أن تحين منيتي ولا راهب ما قد يجيء به الدهر


( 2 ) اسم المفعول وعمله

الأمثلة :

(أ) سمع الحديث الحديث مسموع .
نقل الخبر . الخبر منقول
أنقذ الغريق . الغريق منقذ

(ب) منح المجد جائزة المجد ممنوح جائزة .
أعطى الفقير ثوباً الفقير معطى ثوباً
اتخذ الكتاب سميراً الكتاب متخذ سميراً

(ج) انطلق يوم الجمعة أمنطلق يوم الجمعة
عتب على الصديق الصديق معتوب عليه
احتفل احتفال عظيم ما محتفل احتفال عظيم

البحث :

إذا تدبرا الأمثلة المتقدمة وتذكرت ما سبقت لك دراسته ، عرفت معنى اسم المفعول ، وكيف يصاغ من الثلاثي وغير الثلاثي ، على أنا سنلخص لك هذا عند ذكر القواعد ، وهنا ندعوك إلى البحث في أشياء جديدة تتعلق باسم المفعول فنقول .

تأمل الأفعال في أمثلة الطوائف الثلاث أ ، ب ، ج تجدها جميعاً مبنية للمجهول ، وتجد أفعال الطائفة الأولى منها متعدية لواحد ، ولذلك أنيب المفعول به مناب الفاعل ، وأفعال الطائفة الثانية متعدية لمفعولين ، ولذلك أنيب المفعول الأولى مناب الفاعل ونصيب الثاني ، ومثلها في ذلك الأفعال المتعدية لثلاثة فإنها ترفع الأول على أنه نائب عن الفاعل وتنصب ما عداه ، أما أفعال الطائفة الأخيرة فلازمة ، ولذلك جاء نائب الفاعل فيها ظرفاً كما في المثال الأول منها ، وجاراً ومجروراً كما في المثال الثاني ، ومصدراً كما في المثال الثالث ، على نحوما عرفت في باب بناء الأفعال اللازمة للمجهول .

وإذا تأملت أسماء المفعولين في الأمثلة المحاذية وجدتها شبيهة بالأفعال المبنية للمجهول السالفة الذكر ، فهي مثلها في الاشتقاق ، لأنها مأخوذة من مصادرها ، ومثلها في الحكم أيضاً فإنها تعمل عملها ، ولا تصاغ من اللازم إلا مع الظرف ، أو الجار والمجرور ، أو المصدر .

ولا يعمل اسم المفعول عمل فعله المبنى للمجهول إلا بالشروط التي تقدمت في عمل اسم الفاعل ، وأنت قريب العهد بهذه الشروط ، ولذلك لا نرى حاجة إلى الإطالة فإعادتها .

القواعد :

(126) اسم المفعول اسم مصوغ من مصدر الفعل المبنى للمجهول للدلالة على ما وقع عليه الفعل .
(127) يصاغ اسم المفعول من الثلاثي على وزن مفعول ، ومن غير الثلاثي على وزن اسم فاعله مع فتح ما قبل الآخر .
(128) لا يصاغ اسم المفعول من اللازم إلا مع الظرف ، أو الجار والمجرور ، أو المصدر
(129) يعمل اسم المفعول عمل فعله المبنى للمجهول بالشروط التي تقدمت في عمل اسم الفاعل .

تمرين ( 1 )

بين أسماء المفعولين في العبارات الآتية ، وبين أفعالها الماضية والمضارعة :
(1) قال علي ( رضي الله عنه ) وقد عزى الأشعث بن قيس عن أبن له : يا أشعث ، إن صبرت جرى عليك القدر وأنت مأجور ، وإن جزعت جرى عليك القدر وأنت مأزور
(2) قيل لبعض العرب : ما المروءة فيكم ؟ قال : طعام مأكول ، ونائل مبذول ، وبشر مقبول .
(3) قال علي ( رضي الله عنه ) : ما المبتلى الذي اشتد به البلاء بأحوج إلى الدعاء من المعافي الذي لا يأمن البلاء .
(4) المرء مخبوء تحت لسانه .
(5) كل مبذول مملول .
(6) يجب أن يكون المنزل موفور الهواء والنور ، مرتب الأثاث ، معتنى بنظافته ، وأن تكون له حديقة منسقة .

تمرين ( 2 )

حول كل فعل من الأفعال المبنية للمجهول وهو في جملته إلى اسم مفعول وبين عمل اسم المفعول :
(1) هذا عمل عرفت قيمته .
(2) هؤلاء أبطال ذكرت سيرهم في كتب التاريخ .
(3) نبئت الفراغ مفسدة .
(4) نثني على الرجال تنفق أموالهم في الخيرات .
(5) يندم البغاة تطلق أيديهم في المظالم .
(6) لا تقس على رجل أصيب في ماله أو عياله .
(7) ما أشد حزن الرجال يفاجئون بالمصائب .
(8) ما أشد ابتهاج الفقير يعطى في الشتاء ثوباً .

تمرين ( 3 )

ضع بدل كل فعل في الجملتين الآتية اسم مفعول ، مع المحافظة على المعنى وإحداث ما يتطلبه ذلك من التغيير في كل جملة :
(1) راعني زئير الأسد (4) مررنا بالحديقة .
(2) جادكم الغيث (5) أحاط السور بالمنزل .
(3) سألت صديقي كتاباً (6) حام الطائر في الجو .


تمرين ( 4 )

بين اسم المفعول العامل في الظاهر وسبب عمله في العبارات الآتية :
(1) العلم معروفة فوائده (6) المقصر ملوم
(2)الباب مغلق (7) الحمام مقصوص الأجنحة
(3) الأشجار مقطوعة أغصانها (8)المهذب محمود
(4) الكتاب متقن طبعه (9) المفقود ماله حزين
(5) الصديق المخلص محبوب (10) دعاء المظلوم مستجاب

تمرين ( 5 )

بين الإعلال الذي حصل في أسماء المفعولين في العبارات الآتية :
(1) المال مصون (5) المنزل مبني
(2) الملح مذاب (6) الكتاب مقتني
(3) العقار مبيع (7)حفظت كثيراً من الشعر المختار .
(4) الرجل مدين (8) الكتاب مطوى

تمرين ( 6 )

صغ أسماء المفعولين من الأفعال الآتية، وضع كلاً منها في جملة مفيدة :
قرئ أحب ندب شين أعيد
زين عصى استعظم فتح خيف
أقيم عوند ألقى كتب ريب


تمرين ( 7 )

صغ أسماء المفعولين من الأفعال اللازمة الآتية واستعمل كلاً منها في جملة مفيدة :
رغب فيه ميل إليه سير يوم كامل عفي عنه
فحص عنه هفي هفوتان سخط عليه ذهب به
احتفل به غضب عليه أقيم شهر رمضان فُرح فرح شديد

تمرين ( 8 )

(1) كون ست جمل تشتمل كل منها على اسم مفعول ، بحيث يكون فعله في الثلاث الأولى متعدياً ، وفي الثلاث الثانية لازماً .
(2) كون ست جمل تشتمل كل منها على اسم مفعول عامل عمل فعله ، بحيث يكون في الثلاث الأولى محلى بأل ، وفي الثلاث الثانية مجرداً منها .
(3) كون أربع جمل تشتمل كل منها على اسم مفعول مسبوق ينفي في الأولى : وباسفهام في الثانية ، وبمبتدأ في الثالثة ؟ وبموصوف في الرابعة .
(4) كون ثلاث جمل في كل منها اسم مفعول رافع نائب فاعل وناصب مفعولاً به .

تمرين في الإعراب ( 9 )

أ‌- نموذج :
ما معطًي أخوك جائزة .
ما – حرف نفي مبني على السكون .
معطى – مبتدأ مرفوع بضمة مقدرة على الألف .
أخوك – أخو نائب فاعل سد مسد الخبر مرفوع بالواو لأنه من الأسماء الخمسة ، والكاف مضاف إليه ضمير مبني على الفتح في محل جر .
جائزة – مفعول بن ثان منصوب بالفتحة الظاهرة .

ب‌- أعرب الأمثلة الآتية :
(1) الطائر مقصوص جناحه . (3) المسمى هشاماً أخي .
(2) ما معروفة حقيقة الروح . (4) منزلكم مكسوة أرائكه حريراً .

تمرين ( 10 )

اشرح البيت الآتي وأعربه :
ما عاش من عاش مذموماً خصائله ولم يمت من يكن بالخبر مذكورا


(4) الصفة المشبهة باسم الفاعل

الأمثلة :

1- العامل ضجر .
الفائز فرح .

2- الغزال أحور .
الحصان أشهب .

3- الحيوان عطشان .
الزرع ريان .

4- التاجر شريف .
الفتى شهم .
الجندي شجاع .
اللص جبان .
القائد بطل .
الحديد صلب .

البحث :

تأمل الألفاظ الأخيرة في الأمثلة المتقدمة ، تجدها جميعاً أوصافاً مأخوذة من مصادر الأفعال الثلاثية اللازمة ، وكل منها دال على ذات قام بها الفعل على وجه الثبوت ، فضجر مأخوذ من مصدر ضجر الثلاثي اللازم ، وهو وصف دال على ذات قام بها الضجر على حال ثابتة ، وكذلك يقال في فرح وما بعده من الأوصاف المذكورة في أواخر الأمثلة المتقدمة . ويسمى كل لفظ من هذه الألفاظ وما أشبهها " صفة مشبهة باسم الفاعل " . وسيأتي لك بيان وجه هذه التسمية .

تأمل أفعال الصفات الني في الأمثلة المتقدمة ، تجدها في أمثلة الطوائف الثلاث الأولى من باب فرح ، وفي أمثلة الطائفة الرابعة من باب كرم ، وهذان هما البابان اللذان تأتي منهما الصفة المشبهة في الغالب .

وإذا تدبرت الصفات الآتية من باب " فرح " وجدتها تأتي على ثلاثة أوزان غالباً ، فتأتي على وزن " فعل " كما في الطائفة الأولى حيث يدل كل منها على حزن أو فرح ، والمؤنث منها على " فعلة " . وتأتي على وزن " أفعل " كما في الطائفة الثانية حيث يدل كل منها على عيب أو حلية أو لون ، والمؤنث منها على " فعلاء " . وتأتي على وزن " فعلان " كما في الطائفة الثالثة حيث يدل كل منها على خلو أو امتلاء ، والمؤنث منها على " فعلي " .
انظر بعد ذلك إلى الصفات الآتية من باب " كرم " ، تجدها على أوزان شتى ، فتكون على " فعيل " كشريف ، و " فعل " كشهم ، و " فعال " كشجاع ، و " فعال " كجبان ، و " فعل " كبطل ، و " فعل " كصلب وقد تكون على غير ذلك .

هذا وقد تأتي الصفات المشبهة من غير هذين البابين ، وحينئذ تكون لها أوزان أخرى ، فكل ما جاء من الثلاثي بمعنى فاعل ولم يكن على وزنه فهو صفة مشبهة ، كشيخ ، وأشيب ، وطيب ، وعفيف .

القواعد :

(130) الصفة المشبهة باسم الفاعل : اسم مصوغ من مصدر الثلاثي اللازم للدلالة على من قام به الفعل على وجه الثبوت .
(131) تأتي الصفة المشبهة من باب فرح على ثلاثة أوزان :
( أ ) فعل : فيما دل على حزن أو فرح ، والمؤنث منه على فعلة .
( ب ) أفعل فيما دل على عيب أو حلية أو لون ، والمؤنث منه على فعلاء
( ج ) فعلان : فيما دل على خلو أو امتلاء ، والمؤنث منه على فعلي .
(132) تأتي الصفة المشبهة من باب كرم على أوزان شتى أشهرها : فعيل ، وفعل ، وفعال ، وفعال ، وفعل ، وفعل .
(133) كل ما جاء من الثلاثي بمعنى فاعل ولم يكن على وزنه فهو صفة مشبهة


عمل الصفة المشبهة

الأمثلة :

(1) اشتريت الجواد الأشهب لونه .
(2) زرت المسجد الفسيح الساحة .
(3) أوقدت المصباح القوي النور .
****
(4) السلحفاة بطئ سيرها .
(5) البحر بعيد غوراً .
(6) الفيل ضخم الجثة .

البحث :

الكلمات : الأشهب ، الفسيح ، والقوي ، وبطىء ، وبعيد ، وضخم ، في الأمثلة المتقدمة كلها صفات مشبهة باسم الفاعل ، الثلاث الأولى منها محلاة بأل ، والثلاث الخيرة مجردة منها .

وإذا تأملت كل صفة من هذه الصفات سواء أكانت محلاة بأل أم مجردة منها ، وجدتها عاملة فيما بعدها ، ووجدت المفعول على ثلاث حالات : فتارة يكون مرفوعاً ، وتارة يكون منصوباً ، وتارة يكون مجروراًً ، وأما الرفع فعلى الفاعلية ، وأما النصب فعلى شبه المفعولية إن كان معرفة ، وعليه أو على التمييز إن كان نكرة ، وأما الجر فبالإضافة ، وكل ذلك ظاهرة في الأمثلة .
ومما تقدم ترى أن هذه الصفة تعمل فيما بعدها على اسم الفاعل المتعدي لواحد ، فهي شبيهة به في عمله ، وهذا أحد وجوه التسمية التي وعدناك بذكرها

القواعد :

(134) تعمل الصفة المشبهة عمل اسم الفاعل المتعدي لواحد
(135) يأتي معمول الصفة المشبهة على ثلاث حالات :
( أ ) أن يكون مرفوعاً على شبه المفعولية
( ب ) إن يكون منصوباً على شبه المفعولية إن كان معرفة ، وعليه أو على التمييز إن كان نكرة .
( ج ) أن يكون مجروراً بالإضافة

تمرين ( 1 )

عين كل صفة مشبهة فيما يأتي :
كان هرون الرشيد فصيحاً كريماً ، هماماً ورعاً يحج سنة ويغزو سنة وكان أديباً فطناً ، حافظاً للقرآن ، كثير العلم بمعانية ، سليم الذوق ، صحيح التمييز ، جريئاً في الحق ، مهيباً عند الخاصة والعامة، وكان طلق المحيا ، يحب الشعراء ويعطيهم العطاء الجزيل ويدني منه أهل الأدب والدين ، ويتواضع للعلماء .

وقد استوزر يحيى بن خالد بن برمك ، وكان يحيى هذا كاتباً بليغاً ، سديد الرأي ، حسن التدبير ، قوياً على الأمور ، فنهض بأعباء الدولة أتم نهوض ، وسد الثغور وجبي الأموال وعمر الأطراف ، حتى صارت الدولة بفضل وزارته من أحسن الدول وأكثرها خيراً .

تمرين ( 2 )

عين فيما يأتي كل صفة مشبهة :
(1) مصر تربة غبراء ، وشجرة خضراء ، طولها شهر ، وعرضها عشر ، يكنفها جبل أغبر ، ورمل أغفر ، يخط وسطها نهر ميمون الغدوات مبارك الروحات .
(2) نظر فيلسوف إلى رجل حسن الوجه خبيث النفس ، فقال : " بيت حسن وفيه ساكن نذل " ورأى آخر شاباً بهي الطلعة سيء الخلق ، قال :
" سلبت محاسن وجهك فضائل نفسك " .
(3) الطاوس : طائر بديع الشكل جميل الصورة ، يربيه الناس للزينة والتمتع بمرآه ، لا للذبح والغذاء ، فإن لحمه جاف صلب عسر الهضم ، وريشه ذو ألوان زاهية تعجب النظار ، وتخطف الأبصار ، ما بين أحمر وردى ، وأخضر زبرجدي ، وأصفر عسجدي ، وله جناحان قصيران لا يساعدانه على الطيران إلا قليلا ، وذيله طويل جداً ، ويتألف من ريشات جميلات تتزاحم عليها الألوان .
(4) الحر حر وإن مسه الضر .
(5) لا تكن رطباً فتعصر، ولا صلباً فتكسر .
(6) السعيد من وعظ بغيره ، والشقي من وعظ بنفسه .
(7) قلب الأحمق في فيه ، ولسان العاقل في قلبه .
(8) الفقر يخرس القطن عن حجته .

تمرين ( 3 )

ميز الصفات المشبهة من أسماء الفاعلين فيما يأتي :
يقال في مدح الكلام . هذا كلام بين المنهج ، سهل المخرج ، مطرد والسياق ، معناه ظاهر في لفظه ، وأوله دال على آخره ، بمثله تستمال القلوب النافرة ، وترد الأهواء الشاردة ، وبمثله يسهل العسير ، ويقرب البعيد ، ويذلل الصعب ، ويدرك المنيع

تمرين ( 4 )

هات الصفة المشبهة من كل فعل من الأفعال الآتية وضعها في جملة مفيدة :
دق سخا مات قوى جلد
صعب سهل رشق لان ساد
ظمئ غلظ وله صدى ضاق

تمرين ( 5 )

ضع كل صفة من الصفات المشبهة الآتية في جملة مفيدة ، وهات فعلها الماضي والمضارع :
نظيف شديد أشقر عذب ملآن
نشيط حلو ضعيف عريض أحول

تمرين ( 6 )

ضع مؤنث كل صفة من الصفات المشبهة الآتية في جملة مفيدة :
لسن ذرب ألكن صديان أبكم
أعشى أهيف طرب أبلج ريان
أصفر ظمآن أسمر ضجر أعمى

تمرين ( 7 )

ضع مذكر كل صفة من الصفات المشبهة الآتية في جملة مفيدة :
حدباء شعبي يقظة ذكية سوداء
غضبى نزقة ملآى فكهة بطرة
شكسة شرسة شهباء عرجاء خرساء

تمرين ( 8 )

ميز الصفة المشبهة من اسم الفاعل في التراكيب الآتية :
عظيم الشأن جزل المعاني سماء مصحية عفيف النفس
لين الجانب سلس الطباع فاقد الحس سهل الأخلاق
آثار رائعة قوى الحجة ضخم الجثة منظر بهيج
ذكي الفؤاد ماء عذب تحفة ثمينة متوقد الذهن
دواء شاف شمس مشرقة لطيف المحضر صادق الوعد
تمرين ( 9 )

بين عمل الصفة المشبهة في العبارات الآتية ، وبين موقع المعمول من الإعراب :
(1) النيل عذب ماؤه ، كثير فيضانه .
(2) التمساح يألف المواطن الشديدة حرارتها ، وهو سريع العدو قوى الأظفار والأسنان .
(3) الخفاش حيوان عجيب خلقاً ، طويل عمراً ، يطير بغير ريش ، ولا يبصر في النهار .
(4) أحب كريم الطباع ، أما السيئ أخلاقاً فإني أكرهه .
(5) الفكه المحضر محبوب العشرة .
(6) جمهورية مصر العربية لطيف جوها ، كريم أهلها .
(7) لا تدوم صداقة النزق طباعاً .
(8) الكدر طبعة هو الذميم عشرة .

تمرين ( 10 )

بين الأوجه الجائزة في إعراب معمول كل صفة مشبهة في الأمثلة الآتية :
(1) هذا هو الرجل الكريم نسبه (3) الكثير هما هو العظيم همة .
(2) الفائز قرير العين (4) القليل الكلام قليل الندم .

تمرين ( 11 )

(1) كون تسع جمل يشتمل كل منها على صفة مشبهة ، فعلها في الثلاث الأولى من باب فرح ، وفي الثلاث الثانية من باب كرم ، وفي الثلاث الأخيرة من أبواب أخرى .
(2) كون تسع جمل تشتمل كل مها على صفة مشبهة ، معمولها مرفوع في الثلاث الأولى ، منصوب في الثلاث الثانية ، مجرورة في الثلاث الأخيرة .
(3) كون ثلاث جمل يكون معمول الصفة المشبهة في كل منها متمنعاً جره .

تمرين في الإعراب ( 12 )

( أ ) نموذج :
(1) الخطيب طلق لسانه.
الخطيب طلق – مبتدأ وخبر .
لسانه – لسان فاعل للصفة المشبهة والهاء ضمير مضاف إليه .
(2) الأمر صعب مراساً .
الأمر صعب – مبتدأ وخبر
مراساً – تمييز

ب- أعرب الجمل الآتية :
(1) بلادنا كثير الخيرات (4) اللين العريكة محبوب
(2) العدو شديد بأساً (5) الشكس خلقه مذموم
(3) ليس العلم بهين نيله (6) الخلي الفؤاد سعيد .
تمرين ( 13 )

اشرح البيت الأول وأعربه ، ثم بين الصفات المشبهة التي في البيتين الآخرين :
رب مهزول سمين عرضه وسمين الجسم مهزول الحسب
بني إن البر شيء هين وجه طليق وكلام لين
وإني لسهل ما تغير شيمتي صروف ليالي الدهر بالفتل والنقض

------------------

ENDNOTE

ذماماً : أي حقا لي واحتراماً .
قفوا وقفة المعذور عني بمعزل : أي قفوا عني كما يقف من يمنعه عذر عن نصرتي .
نقل بعض النحاة أن الكوفيين يرون أن صيغ المبالغة قيلسية في الثلاثي المتعدي .
يشترط في الظرف والمصدر هنا أن يكونا متصرفين مختصين ، والمتصرف من الظرف ما يفارق النصب على الظرفية أو الجر بمن كيوم وجهة ، والمتصرف من المصدر ما يفارق النصب على المصدرية كفتح ونصر ، والمختص من الظرف ما خصص بنوع من أنواع المخصصات كالإضافة والوصف مثلا ، والمختص من المصدر ما ليس لمجرد التأكيد كأن يكون لبيان النوع أو العدد . وبعض النحاة لا يرى اشتراط التصرف في الظرف مستدلا بقوله تعالى : وحيل بينهم وبين ما يشتهون ، ويشترط في المجرور هنا أن يكون مختصاً فلا يصح أن تقول أمجلوس في المكان .
مأزور : أصله موزور من الوزر بمعنى الذنب والإثم ولكنه جاء بالهمزة ليشا كل " مأجور " ومنه الحديث ارجعن مأزورات غير مأجورات .

عن الكاتب

A. Fatih Syuhud

التعليقات


جميع الحقوق محفوظة

الكتب الإسلامية