الكتب الإسلامية

مجموعة الكتب والمقالات الإسلاية والفقه علي المذاهب الأربعة

recent

آخر الأخبار

recent
جاري التحميل ...

باب تحريم الجلوس عَلَى قبر

باب تحريم الجلوس عَلَى قبر

باب تحريم الجلوس عَلَى قبر
رياض الصالحين من كلام سيد المرسلين للإمام النووي

محتويات

347- باب تحريم الجلوس عَلَى قبر

1766- عن أَبي هريرة  قَالَ : قَالَ رسولُ الله  : (( لأنْ يَجْلِسَ أحَدُكُمْ عَلَى جَمْرَةٍ ، فَتُحْرِقَ ثِيَابَهُ فَتَخْلُصَ إِلَى جِلْدِهِ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أنْ يَجْلِسَ عَلَى قَبْرٍ( ) )) . رواه مسلم .

348- باب النهي عن تجصيص القبر والبناء عليه

1767- عن جابر  قَالَ : نَهَى رسولُ الله  أن يُجَصَّصَ القَبْرُ ، وأنْ يُقْعَدَ عَلَيْهِ ، وَأنْ يُبْنَى عَلَيْهِ . رواه مسلم .

349- باب تغليظ تحريم إباق العبد( ) من سيده

1768- عن جرير  قَالَ : قَالَ رسولُ اللهِ  : (( أَيُّمَا عَبْدٍ أَبَقَ ، فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُ الذِّمَّةُ )) . رواه مسلم .
1769- وعنه ، عن النبيِّ  : (( إِذَا أَبَقَ العَبْدُ ، لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلاَةٌ )) . رواه مسلم .
وفي روايةٍ : (( فَقَدْ كَفَرَ )) .

350- باب تحريم الشفاعة في الحدود

قَالَ الله تَعَالَى :  الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ وَلاَ تَأخُذْكُمْ بِهِمَا رَأفَةٌ فِي دِينِ اللهِ إنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ  [ النور : 2 ] .
1770- وعن عائشة رَضِيَ اللهُ عنها : أنَّ قُرَيْشاً أهَمَّهُمْ شَأْنُ المَرْأَةِ المَخْزُومِيَّةِ الَّتي سَرَقَتْ ، فقَالُوا : مَنْ يُكَلِّمُ فِيهَا رَسُولَ اللهِ  ؟ فقالوا : وَمَنْ يَجْتَرِئُ عَلَيْهِ إِلاَّ أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ ، حِبُّ رَسُولِ اللهِِ  . فَكَلَّمَهُ أُسَامَةُ ، فَقَالَ رسُولُ اللهِ  : (( أتَشْفَعُ في حَدٍّ مِنْ حُدُودِ اللهِ تَعَالَى ؟! )) ثُمَّ قَامَ فاخْتَطَبَ( ) ، ثُمَّ قَالَ : (( إنَّمَا أهْلَكَ الَّذِينَ قَبْلَكُمْ أنَّهُمْ كَانُوا إِذَا سَرَقَ فِيِهمُ الشَّرِيفُ تَرَكُوهُ ، وَإِذَا سَرَقَ فِيهِمُ الضَّعِيفُ ، أَقَامُوا عَلَيْهِ الحَدَّ ، وَايْمُ اللهِ لَوْ أنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَرَقَتْ لَقَطَعْتُ يَدَهَا )) . متفق عَلَيْهِ .
وفي روايةٍ : فَتَلوَّنَ وَجْهُ رَسُولِ الله  ، فَقَالَ : (( أتَشْفَعُ في حَدٍّ مِنْ حُدُودِ اللهِ !؟ )) فَقَالَ أُسَامَةُ : اسْتَغْفِرْ لِي يَا رَسُولَ اللهِ . قَالَ : ثُمَّ أَمَرَ بِتِلْكَ المَرْأَةِ فَقُطِعَتْ يَدُهَا .

351- باب النهي عن التغوط في طريق الناس
وظلِّهم وموارد الماء ونحوها

قَالَ الله تَعَالَى :  وَالَّذِينَ يُؤذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَد احْتَمَلُوا بُهْتاناً وَإِثْماً مُبِيناً  [ الأحزاب : 58 ] .
1771- وعن أَبي هريرة  : أنَّ رَسُولَ اللهِ  قَالَ : (( اتَّقُوا اللاَّعِنَيْنِ )) قالوا : وَمَا اللاَّعِنَانِ ؟ قَالَ : (( الَّذِي يَتَخَلَّى( ) في طَرِيقِ النَّاسِ أَوْ في ظِلِّهِمْ )) . رواه مسلم .

352- باب النهي عن البول ونحوه في الماء الراكد

1772- عن جابر  : أنَّ رسولَ اللهِ  نَهَى أنْ يُبَالَ في المَاءِ الرَّاكِدِ . رواه مسلم .

353- باب كراهة تفضيل الوالد بعض أولاده
على بعض في الهبة

1773- عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما : أنَّ أباه أتَى بِهِ رسُولَ اللهِ  فقال : إنِّي نَحَلْتُ ابْنِي هَذَا غُلاماً كَانَ لِي ، فقال رسولُ الله  : (( أكُلَّ وَلَدِكَ نَحَلْتَهُ مِثْلَ هَذَا ؟ )) فقال : لا ، فقالَ رسولُ اللهِ  : (( فَأرْجِعهُ )) .
وفي روايةٍ: فقال رسولُ اللهِ  : (( أَفَعَلْتَ هذَا بِوَلَدِكَ كُلِّهِمْ ؟ )) قال : لا ، قال : (( اتَّقُوا الله واعْدِلُوا فِي أوْلادِكُمْ )) فَرَجَعَ أبي ، فَرَدَّ تِلْكَ الصَّدَقَةَ .
وفي روايةٍ : فقال رسولُ اللهِ  : (( يَا بَشيرُ ألَكَ وَلَدٌ سِوَى هَذَا ؟ )) فقالَ : نَعَمْ ، قال : (( أكُلَّهُمْ وَهَبْتَ لَهُ مِثْلَ هذَا ؟ )) قال : لا ، قال : (( فَلاَ تُشْهِدْنِي إذاً فَإنِّي لاَ أشْهَدُ عَلَى جَوْرٍ )) .
وفي روايةٍ : (( لاَ تُشْهِدْنِي عَلَى جَوْرٍ )) .
وفي رواية : (( أشْهِدْ عَلَى هذَا غَيْرِي ! )) ثُمَّ قال : (( أيَسُرُّكَ أنْ يَكُونُوا إلَيْكَ في البِرِّ سَواءً ؟ )) قال : بَلَى ، قال : (( فَلا إذاً )) . متفق عليه .

354- باب تحريم إحداد( ) المرأة على ميت فوق ثلاثة أيام
إلا على زوجها أربعة أشهر وعشرة أيام

1774- عن زينب بنتِ أبي سلمة رضي الله عنهما ، قالت : دَخَلْتُ عَلَى أُمِّ حَبِيبَةَ رضيَ اللهُ عنها ، زَوجِ النَّبِيِّ  ، حِينَ تُوُفِّيَ أبُوهَا أبُو سُفْيَانَ بن حرب  ، فَدَعَتْ بِطِيبٍ فِيهِ صُفْرَةُ خَلُوقٍ أوْ غَيرِهِ ، فَدَهَنَتْ مِنهُ جَارِيَةً ، ثُمَّ مَسَّتْ بِعَارِضَيْهَا ، ثُمَّ قَالَتْ : واللهِ مَا لِي بِالطِّيبِ مِنْ حَاجَةٍ ، غَيْرَ أنِّي سَمِعْتُ رسولَ اللهِ  يقُولُ عَلَى المِنْبَرِ : (( لا يَحِلُّ لامْرَأَةٍ تُؤْمِنُ بِاللهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ أنْ تُحِدَّ على مَيِّتٍ فَوقَ ثَلاَثِ لَيَالٍ ، إلاَّ علَى زَوْجٍ أرْبَعَةَ أشْهُرٍ وَعَشْراً )) .
قالَتْ زَيْنَبُ : ثُمَّ دَخَلْتُ عَلَى زَيْنَبَ بنْتِ جَحْشٍ رضي اللهُ عنها حينَ تُوُفِّيَ أَخُوهَا ، فَدَعَتْ بِطِيبٍ فَمَسَّتْ مِنْهُ ثُمَّ قَالَتْ : أمَا وَاللهِ مَا لِي بِالطِّيبِ مِنْ حَاجَةٍ ، غَيرَ أنِّي سَمِعْتُ رسُولَ اللهِ  يقُولُ عَلَى المِنْبَرِ : (( لا يَحِلُّ لامْرَأَةٍ تُؤْمِنُ بِاللهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ أنْ تُحِدَّ على مَيِّتٍ فَوقَ ثَلاَثٍ، إلاَّ علَى زَوْجٍ أرْبَعَةَ أشْهُرٍ وَعَشْراً )). متفق عليه .

355- باب تحريم بيع الحاضر للبادي وتلقي الركبان
والبيع على بيع أخيه والخِطبة على خطبته إلا أنْ يأذن أو يردّ

1775- عن أنس  ، قالَ : نهَى رسُولُ اللهِ  أنْ يَبيعَ حَاضِرٌ لِبَادٍ( ) وإنْ كانَ أخَاهُ لأَبِيهِ وَأُمِّهِ . متفق عليه .
1776- وعن ابن عمر رضي الله عنهما ، قال : قالَ رسولُ اللهِ  : (( لاَ تَتَلَقَّوُا السِّلَعَ حَتَّى يُهْبَطَ بِهَا إلَى الأَسْوَاقِ )) . متفق عليه .
1777- وعن ابن عباس رضي الله عنهما ، قال : قالَ رسُولُ الله  : (( لاَ تَتَلَقَّوُا( ) الرُّكْبَانَ ، وَلاَ يَبِعْ حَاضِرٌ لِبَادٍ )) فقالَ لَهُ طَاووسٌ : مَا : لاَ يَبيعُ حَاضِرٌ لِبَادٍ ؟ قال : لاَ يَكُونُ لَهُ سِمْسَاراً . متفق عليه .
1778- وعن أبي هريرة  قال : نَهَى رسولُ الله  أنْ يَبِيعَ حَاضِرٌ لِبَادٍ ، وَلاَ تَنَاجَشُوا( ) وَلاَ يَبِيع الرَّجُلُ عَلَى بَيْعِ أخْيِهِ ، وَلاَ يَخْطُبُ عَلَى خِطْبَةِ أخِيهِ ، وَلاَ تَسْأَلُ المَرْأَةُ طَلاَقَ أُخْتِهَا لِتَكْفَأَ مَا فِي إنائِهَا( ) .
وفي رواية قال : نَهَى رَسُولُ الله  عَنِ التَّلَقِّي، وَأَنْ يَبْتَاعَ المُهَاجِرُ لِلأعْرَابِيِّ ، وَأَنْ تَشْتَرِطَ المَرْأةُ طَلاَقَ أُخْتِهَا ، وأنْ يَسْتَامَ الرَّجُلُ على سَوْمِ أخِيهِ ، وَنَهَى عَنِ النَّجْشِ والتَّصْرِيَةِ( ) . متفق عليه .
1779- وعن ابن عمر رضي الله عنهما : أنَّ رسُولَ الله  قال : (( لاَ يَبِعْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَيْعِ بَعْضٍ ، وَلاَ يَخْطُبْ عَلَى خِطْبَةِ أخِيهِ إلاَّ أنْ يَأذَنَ لَهُ )) . متفق عليه ، وهذا لفظ مسلم .
1780- وعن عقبة بن عامر  : أنَّ رسُولَ الله  قال : (( المُؤْمِنُ أَخُو المُؤْمِنِ ، فَلاَ يَحِلُّ لِمُؤْمِنٍ أنْ يَبْتَاعَ عَلَى بَيْعِ أخِيهِ وَلاَ يَخْطُبَ عَلَى خِطْبَةِ أخِيهِ حَتَّى يذَرَ )) . رواه مسلم .

356- باب النهي عن إضاعة المال في غير وجوهه
التي أذن الشرع فيها

1781- عن أبي هريرة  قال : قال رسولُ اللهِ  : (( إنَّ اللهَ تعالى يَرْضَى لَكُمْ ثَلاَثاً ، ويَكْرَهُ لَكُمْ ثَلاَثاً : فَيَرْضَى لَكُمْ أنْ تَعْبُدُوهُ ، وَلاَ تُشْرِكُوا بِهِ شَيئاً ، وَأَنْ تَعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُوا ، وَيَكْرَهُ لَكُمْ : قِيلَ وَقَالَ ، وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ ، وإضَاعَةَ المَالِ )) . رواه مسلم ، وتقدم شرحه( ) .
1782- وعن ورَّادٍ كاتب المغيرة، قال : أَمْلَى عَلَيَّ المُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ في كِتابٍ إلَى مُعَاوِيَةَ  : أنَّ النَّبِيَّ  كَانَ يَقُولُ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلاَةٍ مَكْتُوبَةٍ : (( لاَ إلهَ إلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لهُ ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ، اللَّهُمَّ لاَ مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ ، وَلاَ مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ ، وَلاَ يَنْفَعُ ذَا الجَدِّ مِنْكَ الجَدُّ )) وَكَتَبَ إلَيْهِ أَنَّهُ كَانَ يَنْهَى عَنْ قِيلَ وَقَالَ ، وَإضَاعَةِ المَالِ ، وَكَثْرَةِ السُّؤَالِ ، وَكَانَ يَنْهَى عَنْ عُقُوقِ الأُمَّهَاتِ ، وَوَأْدِ البَنَاتِ ، وَمَنْعٍ وَهَاتِ . متفق عليه ، وسبق شرحه( ) .

357- باب النهي عن الإشارة إلى مسلم بسلاح ونحوه
سواء كان جاداً أو مازحاً ، والنهي عن تعاطي السيف مسلولاً

1783- عن أبي هريرة  ، عن رسولِ اللهِ  قال : (( لاَ يُشِرْ أحَدُكُمْ إلَى أخِيهِ بِالسِّلاحِ ، فَإنَّهُ لاَ يَدْرِي لَعَلَّ الشَّيْطَانَ يَنْزعُ فِي يَدِهِ ، فَيَقَع فِي حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ )) . متفق عليه .
وفي رواية لمسلم قال : قال أبو القاسم  : (( مَنْ أشَارَ إلَى أخِيهِ بِحَدِيدَةٍ ، فَإنَّ المَلاَئِكَةَ تَلْعَنُهُ حَتَّى يَنْزعَ ، وَإنْ كَانَ أخَاهُ لأَبِيهِ وَأُمِّهِ )) ( ) .
قوله  : (( يَنْزع )) ضُبِطَ بالعين المهملة مع كسر الزاي ، وبالغين المعجمة مع فتحها، ومعناهما مُتَقَارِبٌ، وَمَعنَاهُ بالمهملةِ يَرْمِي ، وبالمعجمةِ أيضاً يَرْمِي وَيُفْسِدُ . وَأصْلُ النَّزْعِ : الطَّعْنُ وَالفَسَادُ .
1784- وعن جابر  قال : نهى رسولُ اللهِ  أنْ يُتَعَاطَى السَّيْفُ مَسْلُولاً . رواه أبو داود والترمذي ، وقال : (( حديث حسن )) .

358- باب كراهة الخروج من المسجد بعد الأذان
إلا لعذر حتى يصلي المكتوبة

1785- عن أبي الشَّعْثَاءِ ، قالَ : كُنَّا قُعُوداً مَع أبي هريرة  في المَسْجِدِ ، فَأَذَّن المُؤَذِّنُ ، فَقَامَ رَجُلٌ مِنَ المَسْجِدِ يَمْشِي ، فَأَتْبَعَهُ أبُو هُريرَةَ بَصَرَهُ حَتَّى خَرَجَ مِنَ المَسْجِدِ ، فقال أبو هريرة : أمَّا هذَا فَقَدْ عَصَى أبا القَاسِمِ  . رواه مسلم .

359- باب كراهة رد الريحان( ) لغير عذر

1786- عن أبي هريرة  قال : قال رسولُ اللهِ  : (( مَنْ عُرِضَ عَلَيْهِ رَيْحَانٌ ، فَلاَ يَرُدَّهُ ، فَإنَّهُ خَفيفُ المَحْمِلِ ، طَيِّبُ الرِّيحِ )) . رواه مسلم .
1787- وعن أنس بن مالكٍ  : أنَّ النَّبيَّ  كَانَ لاَ يَرُدُّ الطِّيبَ . رواه البخاري .

360- باب كراهة المدح في الوجه لمن خيف عليه مفسدة
من إعجاب ونحوه ، وجوازه لمن أمِنَ ذلك في حقه

1788- وعن أبي موسى الأشعري  قال : سَمِعَ النَّبِيُّ  رَجُلاً يُثْنِي عَلَى رَجُلٍ وَيُطْرِيهِ في المِدْحَة ، فقالَ : (( أهْلَكْتُمْ – أوْ قَطَعْتُمْ – ظَهْرَ الرَّجُلِ )) . متفق عليه .
(( وَالإطْرَاءُ )) : المُبَالَغَةُ فِي المَدْحِ .
1789- وعن أبي بكرة  : أنَّ رجلاً ذُكِرَ عند النبيِّ  ، فَأَثْنَى عَلَيْهِ رَجُلٌ خَيْراً ، فقال النبيّ  : (( وَيْحَكَ ! قَطَعْتَ عُنُقَ صَاحِبِكَ )) يَقُولُهُ مِرَاراً : (( إنْ كَانَ أحَدُكُمْ مَادِحاً لاَ مَحَالَةَ فَلْيَقُلْ : أحْسِبُ كَذَا وَكَذَا إنْ كَانَ يَرَى أنَّهُ كَذَلِكَ وَحَسِيبُهُ اللهُ ، وَلاَ يُزَكّى عَلَى اللهِ أحَدٌ )) . متفق عليه .
1790- وعن همام بن الحارث ، عن المِقْدَادِ  : أنَّ رَجُلاً جَعَلَ يَمْدَحُ عُثْمانَ  ، فَعَمِدَ المِقْدَادُ ، فَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ ، فَجَعَلَ يَحثو في وَجْهِهِ الحَصْبَاءَ( ) . فقالَ لَهُ عُثْمَانُ : مَا شَأنُكَ ؟ فقال : إنَّ رسولَ اللهِ  قال : (( إذَا رَأَيْتُمُ المَدَّاحِينَ ، فَاحْثُوا فِي وُجُوهِهِمُ التُّرَابَ )) . رواه مسلم .

فهذهِ الأحاديث في النَهي ، وجاء في الإباحة أحاديث كثيرة صحيحة .
قال العلماءُ : وطريق الجَمْعِ بين الأحاديث أنْ يُقَالَ : إنْ كان المَمْدُوحُ عِنْدَهُ كَمَالُ إيمانٍ وَيَقينٍ ، وَرِيَاضَةُ نَفْسٍ ، وَمَعْرِفَةٌ تَامَّةٌ بِحَيْثُ لاَ يَفْتَتِنُ ، وَلاَ يَغْتَرُّ بِذَلِكَ ، وَلاَ تَلْعَبُ بِهِ نَفْسُهُ ، فَليْسَ بِحَرَامٍ وَلاَ مَكْرُوهٍ ، وإنْ خِيفَ عَلَيْهِ شَيءٌ مِنْ هذِهِ الأمورِ ، كُرِهَ مَدْحُهُ في وَجْهِهِ كَرَاهَةً شَديدَةً ، وَعَلَى هَذا التَفصِيلِ تُنَزَّلُ الأحاديثُ المُخْتَلِفَةُ فِي ذَلكَ .
وَمِمَّا جَاءَ فِي الإبَاحَةِ قَولُهُ  لأبي بكْرٍ  : (( أرْجُو أنْ تَكُونَ مِنْهُمْ ( ) )) أيْ مِنَ الَّذِينَ يُدْعَونَ مِنْ جَمِيعِ أبْوابِ الجَنَّةِ لِدُخُولِهَا .
وَفِي الحَدِيثِ الآخر : (( لَسْتَ مِنْهُمْ ( ) )) : أيْ لَسْتَ مِنَ الَّذِينَ يُسْبِلُونَ أُزُرَهُمْ خُيَلاَءَ .
وَقالَ  لعُمَرَ  : (( مَا رَآكَ الشَّيْطَانُ سَالِكاً فَجّاً إلاَّ سَلَكَ فَجّاً غَيْرَ فَجِّكَ( ) )) .
والأحاديثُ في الإباحة كثيرةٌ ، وقد ذكرتُ جملةً مِنْ أطْرَافِهَا في كتاب " الأذكار" ( ) .

361- باب كراهة الخروج من بلد وقع فيها الوباء
فراراً منه وكراهة القدوم عليه

قال الله تعالى :  أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ المَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ  [ النساء : 78 ] . وقال تعالى :  وَلاَ تُلْقُوا بِأيْدِيكُمْ إلَى التَّهْلُكَةِ  [ البقرة : 195 ] .
1791- وعن ابن عباس رضي الله عنهما : أنَّ عمرَ بن الخطاب  خرج إلى الشَّامِ حَتَّى إذا كَانَ بسَرْغَ( ) لَقِيَهُ أُمَرَاءُ الأَجْنَادِ - أَبُو عُبَيْدَةَ بنُ الجَرَّاحِ وأصْحَابُهُ - فَأخْبَرُوهُ أنَّ الوَبَاءَ قَدْ وَقَعَ بِالشَّامِ . قَال ابن عباس : فقال لي عمر : ادْعُ لِي المُهَاجِرِينَ الأَوَّلِينَ ، فَدَعَوْتُهُمْ فَاسْتَشَارَهُمْ وَأخْبَرَهُمْ أنَّ الوَبَاءَ قَدْ وَقَعَ بالشَّامِ ، فَاخْتَلَفُوا ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ : خَرَجْتَ لأَمْرٍ ، وَلاَ نَرَى أنْ تَرْجِعَ عَنْهُ . وَقَالَ بَعضهم : مَعَكَ بَقِيَّةُ النَّاسِ وأصْحَابُ رسُولِ اللهِ  ، وَلاَ نَرَى أنْ تُقْدِمَهُمْ عَلَى هَذَا الوَبَاء . فقال : ارْتَفِعُوا عَنِّي . ثُمَّ قَالَ : ادْعُ لِي الأَنْصَارَ ، فَدَعَوْتُهُمْ ، فَاسْتَشَارَهُمْ ، فَسَلَكُوا سَبيلَ المُهَاجِرينَ ، وَاخْتَلَفُوا كاخْتِلاَفِهِمْ ، فقال : ارْتَفِعُوا عَنِّي . ثُمَّ قَالَ : ادْعُ لِي مَنْ كَانَ هاهُنَا مِنْ مَشْيَخَةِ قُريشٍ مِنْ مُهَاجِرَةِ الفَتْحِ ، فَدَعَوْتُهُمْ ، فَلَمْ يَخْتَلِفْ عَلَيْهِ مِنْهُمْ رَجُلاَنِ ، فَقَالُوا : نَرَى أنْ تَرْجِعَ بِالنَّاسِ ، وَلاَ تُقْدِمَهُمْ عَلَى هَذَا الوَبَاءِ ، فَنَادَى عُمَرُ  في النَّاسِ : إنِّي مُصَبحٌ عَلَى ظَهْرٍ ، فَأَصْبِحُوا عليْهِ ، فقال أبو عبيدة بن الجراح  : أفِراراً مِنْ قَدَرِ الله ؟ فقالَ عُمرُ  : لو غَيْرُكَ قَالَهَا يا أبا عبيدَةَ ! – وَكَانَ عُمَرُ يَكْرَهُ خِلاَفَهُ – نَعَمْ ، نَفِرُّ مِنْ قَدَرِ اللهِ إلى قَدَرِ اللهِ ، أرَأيْتَ لَو كَانَ لَكَ إبِلٌ ، فَهَبَطَتْ وَادِياً لَهُ عُدْوَتَانِ ، إحْدَاهُمَا خَصْبَةٌ ، وَالأُخْرَى جَدْبَةٌ ، أَلَيسَ إنْ رَعَيْتَ الخصْبَةَ رَعَيْتَهَا بِقَدَرِ اللهِ ، وَإنْ رَعَيْتَ الجَدْبَةَ رَعَيْتَهَا بِقَدَرِ اللهِ ؟ قَالَ : فَجَاءَ عَبدُ الرَّحمانِ بنُ عَوفٍ  ، وَكَانَ مُتَغَيِّباً في بَعْضِ حاجَتِهِ ، فقالَ : إنَّ عِنْدِي من هَذَا علماً ، سَمِعْتُ رسولَ اللهِ  يقولُ : (( إِذَا سَمِعْتُمْ بِهِ بأرْضٍ فَلاَ تَقْدِمُوا عَلَيْهِ ، وَإِذَا وَقَعَ بِأرْضٍ وَأنْتُمْ بِهَا فَلاَ تَخْرُجُوا فِراراً مِنْهُ )) فحمِدَ اللهَ تَعَالَى عمرُ  وانصَرَفَ . متفق عَلَيْهِ .
و(( العُدْوَة )) : جانِب الوادِي .

1792- وعن أسامة بن زيد  ، عن النبيِّ  ، قَالَ : (( إِذَا سَمِعْتُمُ الطَّاعُونَ( ) بِأَرْضٍ ، فَلاَ تَدْخُلُوهَا ، وَإِذَا وَقَعَ بِأرْضٍ ، وأنْتُمْ فِيهَا ، فَلاَ تَخْرُجُوا مِنْهَا )) . متفق عَلَيْهِ .

362- باب التغليظ في تحريم السحر

قَالَ الله تَعَالَى :  وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ  [ البقرة : 102 ] .
1793- وعن أَبي هريرة  ، عن النَّبيّ  ، قَالَ : (( اجْتَنِبُوا السَّبْعَ الْمُوبِقَاتِ )) . قالوا : يَا رسولَ اللهِ ، وَمَا هُنَّ ؟ قَالَ : (( الشِّرْكُ باللهِ ، وَالسِّحْرُ ، وَقَتْلُ النَّفْسِ الَّتي حَرَّمَ اللهُ إِلاَّ بِالحَقِّ ، وأكْلُ الرِّبَا ، وأكْلُ مَالِ اليَتِيمِ ، وَالتَّوَلِّي يَوْمَ الزَّحْفِ ؛ وَقَذْفُ المُحْصَنَاتِ المُؤْمِنَاتِ الغَافِلاَتِ )) . متفق عَلَيْهِ .

363- باب النهي عن المسافرة بالمصحف إِلَى بلاد الكفار
إِذَا خيف وقوعه بأيدي العدوّ

1794- عن ابن عمر رضي الله عنهما ، قَالَ : نَهَى رسولُ اللهِ  أنْ يُسَافَرَ بالقُرْآنِ إِلَى أرْضِ العَدُوِّ . متفق عَلَيْهِ .

364- باب تحريم استعمال إناء الذهب وإناء الفضة
في الأكل والشرب والطهارة وسائر وجوه الاستعمال

1795- عن أُمِّ سلمة رَضِيَ اللهُ عنها : أنَّ رسُولَ اللهِ  قَالَ : (( الَّذِي يَشْرَبُ في آنِيَةِ الفِضَّةِ ، إنَّمَا يُجَرْجِرُ( ) في بَطْنِهِ نَارَ جَهَنَّمَ )) متفق عَلَيْهِ .
وفي رواية لمسلم : (( إنَّ الَّذِي يَأكُلُ أَوْ يَشْرَبُ في آنِيَةِ الفِضَّةِ والذَّهَبِ )) .
1796- وعن حُذَيفَةَ  ، قَالَ : إنَّ النبيَّ  نهانا عنِ الحَريِرِ ، وَالدِّيبَاجِ ، وَالشُّرْبِ في آنِيَةِ الذَّهَبِ وَالفِضَّةِ ، وقالَ : (( هُنَّ لَهُمْ في الدُّنْيَا ، وَهِيَ لَكُمْ فِي الآخِرَةِ )) . متفق عَلَيْهِ .
وفي رواية في الصحيحين عن حُذيْفَةَ  : سَمِعْتُ رسولَ الله  يقولُ : (( لاَ تَلْبسُوا الحَرِيرَ وَلاَ الدِّيبَاجَ ، وَلاَ تَشْرَبُوا فِي آنِيَةِ الذَّهَبِ وَالفِضَّةِ وَلاَ تَأكُلُوا في صِحَافِهَا )) .
1797- وعن أنس بن سِيِرين ، قَالَ : كنتُ مَعَ أنس بن مالك  ، عِنْدَ نَفَرٍ مِنَ المَجُوسِ ؛ فَجِيءَ بفَالُوذَجٍ( ) عَلَى إنَاءٍ مِنْ فِضَّةٍ ، فَلَمْ يَأَكُلْهُ ، فَقِيلَ لَهُ : حَوِّلْهُ ، فَحَوَّلَهُ عَلَى إناءٍ مِنْ خَلَنْجٍ وَجِيءَ بِهِ فَأَكَلَهُ . رواه البيهقي بإسناد حسن .
(( الخَلَنْج )) : الجفْنَةُ( ) .

365- باب تحريم لبس الرجل ثوباً مزعفراً

1798- عن أنس  قَالَ : نَهَى النبيُّ  أنْ يَتَزَعْفَرَ( ) الرجُل . متفق عَلَيْهِ .
1799- وعن عبد اللهِ بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما ، قَالَ : رأى النَّبيُّ  عَلَيَّ ثَوْبَيْنِ مُعَصْفَرَيْنِ ، فَقَالَ : (( أُمُّكَ أمَرَتْكَ بِهَذا ؟ )) ( ) قلتُ: أَغْسِلُهُمَا ؟ قَالَ: (( بَلْ أَحْرِقْهُمَا )) .
وفي رواية ، فَقَالَ : (( إنَّ هَذَا مِنْ ثِيَابِ الكُفَّارِ فَلاَ تَلْبَسْهَا )) . رواه مسلم .

366- باب النهي عن صمت يوم إلَى الليل

1800- عن عليٍّ  قَالَ : حَفِظْتُ عَنْ رَسُولِ اللهِ  : (( لاَ يُتْمَ بَعْدَ احْتِلاَمٍ ، وَلاَ صُمَاتَ يَومٍ إِلَى اللَّيْلِ )) . رواه أَبُو داود بإسناد حسن .
قَالَ الخَطَّابِيُ( ) في تَفسيرِ هَذَا الحديث : كَانَ مِنْ نُسُكِ الجَاهِلِيَّةِ الصُّمَاتُ . فَنُهُوا في الإسْلاَمِ عَن ذَلِكَ وأُمِرُوا بالذِّكْرِ وَالحَدِيثِ بالخَيْرِ .
1801- وعن قيس بن أَبي حازم ، قَالَ : دَخَلَ أَبُو بكر الصِّدِّيق  عَلَى امْرأَةٍ مِنْ أحْمَسَ يُقَالُ لَهَا : زَيْنَبُ ، فَرَآهَا لاَ تَتَكَلَّمُ . فَقَالَ : مَا لَهَا لا تتكلمُ ؟ فقالوا : حَجَّتْ مصمِتةً ، فقالَ لها : تَكَلَّمِي ، فَإنَّ هَذَا لاَ يَحِلُّ ، هَذَا مِنْ عَمَلِ الجَاهِليَّةِ ، فَتَكَلَّمَتْ . رواه البخاري .

367- باب تحريم انتساب الإنسان
إِلَى غير أَبيه وَتَولِّيه إِلَى غير مَواليه

1802- عن سعد بن أَبي وقاص  : أنَّ النبيَّ  ، قَالَ : (( مَنِ ادَّعَى إِلَى غَيْرِ أبِيهِ وَهُوَ يَعْلَمُ أنَّهُ غَيْرُ أبِيهِ ، فالجَنَّةُ عَلَيْهِ حَرَامٌ )) ( ) . متفق عَلَيْهِ .
1803- وعن أَبي هريرة  ، عن النبيّ  ، قَالَ : (( لاَ تَرْغَبُوا عَنْ آبَائِكُمْ ، فَمَنْ رَغِبَ عَنْ أبِيهِ ، فَهُوَ كُفْرٌ )) . متفق عَلَيْهِ .
1804- وعن يزيد بن شريكِ بن طارِقٍ ، قَالَ : رَأيتُ عَلِيّاً  عَلَى المِنْبَرِ يَخْطُبُ ، فَسَمِعْتُهُ يقُولُ : لاَ واللهِ مَا عِنْدَنَا مِنْ كِتَابٍ نَقْرؤُهُ إِلاَّ كِتَابَ اللهِ ، وَمَا في هذِهِ الصَّحِيفَةِ( ) ، فَنَشَرَهَا فَإذَا فِيهَا أَسْنَانُ الإبِلِ ، وَأشْيَاءُ مِنَ الجَرَاحَاتِ ، وَفِيهَا : قَالَ رسُولُ اللهِ  : (( المَدينَةُ حَرَمٌ مَا بَيْنَ عَيْرٍ إِلَى ثَوْرٍ ، فَمَنْ أحْدَثَ فِيهَا حَدَثاً ، أَوْ آوَى مُحْدِثاً ، فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ وَالمَلاَئِكَةِ وَالنَّاسِ أجْمَعِينَ ، لاَ يَقْبَلُ اللهُ مِنْهُ يَومَ القِيَامَةِ صَرْفاً وَلاَ عَدْلاً . ذِمَّةُ المُسْلِمينَ وَاحِدَةٌ ، يَسْعَى بِهَا أَدْنَاهُمْ ، فَمَنْ أَخْفَرَ مُسْلِماً ، فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ وَالمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ، لاَ يَقْبَلُ اللهُ مِنْهُ يَومَ القِيَامَةِ صَرْفاً وَلاَ عَدْلاً . وَمَن ادَّعَى إِلَى غَيرِ أَبيهِ ، أَوْ انْتَمَى إِلَى غَيرِ مَوَاليهِ ، فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ وَالمَلاَئِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعينَ ؛ لاَ يَقْبَلُ اللهُ مِنْهُ يَومَ القِيَامَةِ صَرْفاً وَلاَ عَدْلاً )) . متفق عَلَيْهِ .
(( ذِمَّةُ المُسْلِمِينَ )) أيْ : عَهْدُهُمْ وأمَانَتُهُمْ . (( وأخْفَرَهُ )) : نَقَضَ عَهْدَهُ .
(( وَالصَّرْفُ )) : التَّوْبَةُ ، وَقِيلَ الحِيلَةُ . (( وَالعَدْلُ )) : الفِدَاءُ .
1805- وعن أَبي ذَرٍّ  : أنَّه سَمِعَ رَسُولَ الله  ، يقول : (( لَيْسَ مِنْ رَجُلٍ ادَّعَى لِغَيرِ أَبِيهِ وَهُوَ يَعْلَمُهُ إِلاَّ كَفَرَ ، وَمَنِ ادَّعَى مَا لَيْسَ لَهُ ، فَلَيْسَ مِنَّا ، وَلَيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ ، وَمَنْ دَعَا رَجُلاً بالكُفْرِ ، أَوْ قَالَ : عَدُو اللهِ ، وَلَيْسَ كَذَلِكَ إِلاَّ حَارَ( ) عَلَيْهِ )) . متفق عَلَيْهِ ، وهذا لفظ رواية مسلم .

368- باب التحذير من ارتكاب
ما نهى الله  أَو رسوله  عنه

قال الله تعالى :  فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أمْرِهِ أنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ  [ النور : 63 ] ، وقال تعالى :  وَيُحَذِّرُكُمُ اللهُ نَفْسَهُ  [ آل عمران : 30 ] ، وقال تعالى :  إنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ  [ البروج : 12 ] ، وقال تعالى :  وَكَذِلكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ القُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ  [ هود : 102 ] .
1806- وعن أبي هريرة  : أنَّ النبيَّ  قالَ : (( إنَّ اللهَ تَعَالَى يَغَارُ ، وَغَيْرَة اللهِ ، أنْ يَأْتِيَ المَرْءُ مَا حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ )) . متفق عليه .

369- باب ما يقوله ويفعله من ارتكب منهياً عنه

قال الله تعالى :  وَإمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ  [ فصلت : 36 ] ، وقال تعالى :  إنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ  [ الأعراف : 201 ] ، وقال تعالى :  وَالَّذِينَ إذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلاَّ اللهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ أُوْلَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ العَامِلينَ  [ آل عمران : 135 - 136 ] ، وقال تعالى :  وَتُوبُوا إِلَى اللهِ جَمِيعَاً أَيُّهَا المُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ  [ النور : 31 ] .
1807- وعن أبي هريرة  ، عن النبيِّ  قال: (( مَنْ حَلَفَ فَقَالَ في حَلفِهِ : بِاللاَّتِ وَالعُزَّى( ) ، فَلْيَقُلْ : لاَ إلَهَ إلاَّ اللهُ ، وَمَنْ قَالَ لِصَاحِبهِ : تَعَالَ أُقَامِركَ فَلْيَتَصَدَّقْ )) .متفق عليه .

عن الكاتب

A. Fatih Syuhud

التعليقات


جميع الحقوق محفوظة

الكتب الإسلامية