الكتب الإسلامية

مجموعة الكتب والمقالات الإسلاية والفقه علي المذاهب الأربعة

recent

آخر الأخبار

recent
جاري التحميل ...

الفرقة الناجية أهل السنة والجماعة

الفرقة الناجية أهل السنة والجماعة

قال الشهاب الخفاجي رحمه الله تعالى في نسيم الرياض: والفرقة الناجية هم أهل السنة والجماعة. وفي حاشية الشنواني على مختصر ابن أبي جمرة: هم أبو الحسن الأشعري وجماعته أهل السنة وأئمة العلماء

اسم الكتاب: رسالة أهل السنة والجماعة في حديث الموتى وأشراط الساعة وبيان مفهوم أهل السنة والجماعة
تأليف العلامة الشيخ محمد هاشم أشعرى الرئيس الأكبر لجمعية نهضة العلماء
الفهرست


فصل في بيان إثم من دعا إلى ضلالة أو سن سنة سيئة

قال الله سبحانه وتعالى: {لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ}.

وأخرج أبو داود والترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: {مَنْ دَعا إلى هُدىً كانَ لَهُ مِنَ الأجْرِ مِثْلَ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ لا يَنْقُصُ ذلك مِنْ أُجُورِهِمْ شَيئا. وَمَنْ دَعا إلى ضَلالَةٍ كَانَ عَلَيْهِ مِنَ الإِثْمِ مِثْلُ آثامِ مَنْ تَبِعَهُ لا يَنْقُصُ ذلكَ مِنْ آثامِهِمْ شَيْئاً}.

وأخرج مسلم من رواية عبد الرحمن بن هلال عن جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه في حديث طويل، قال فيه: فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم: {مَنْ سَنّ فِي الإِسْلاَمِ سُنّةً حَسَنَةً، فَلَهُ أَجْرُهَا، وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا بَعْدَهُ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا. وَمَنْ سَنّ فِي الإِسْلاَمِ سُنّةً سَيّئَةً، كَانَ عَلَيْهِ وِزْرُهَا وَوِزْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ بَعْدِهِ. مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيئًا}.

قال مجاهد رحمه الله تعالى في تفسير الآية المذكورة: حملهم ذنوب أنفسهم وذنوب من أطاعهم، ولا يخفف ذلك عمن أطاعهم [من العذاب] شيئا.

وروى الترمذي عن عمرو بن عوف رضي الله عنه أَنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم قالَ: {مَنْ أَحْيَا سُنّةً مِنْ سُنّتِي قَدْ أُمِيتَتْ بَعْدِي كَانَ لَهُ مِنَ الأَجْرِ مِثْلُ منْ عَمِلَ بِهَا مِنْ غَيْرِ أَنْ يُنْقِصَ ذَلِكَ مِنْ أَجُورِهِمْ شَيْئاً، وَمَنْ ابْتَدَعَ بِدْعَةَ ضَلاَلَةٍ لاَ ترضى الله وَرَسُولُهُ كَانَ عَلَيْهِ مِثْلُ آثَامِ مَنْ عَمِلَ بِهَا لاَ ينْقِصُ ذَلِكَ مِنْ أَوْزَار النّاسِ شَيْئاً}.

وروى الترمذي عن أبي هريرة رضي اللّه عنه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: {المُتَمَسِّكُ بِسُنَّتِيْ عِنْدَ فَسَاِد أُمَّتِيْ لَهُ أَجْرُ مِائَةِ شَهِيْدٍ}.

فصل في بيان افتراق أمة محمد صلى الله عليه وسلم على ثلاث وسبعين فرقة، وبيان أصول الفرق الضالة وبيان الفرقة الناجية وهم أهل السنة والجماعة.

روى أبو داود والترمذي وابن ماجه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: {افْتَرَقَتِ الْيَهُودُ عَلَى إحْدَى وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، وَتَفَرّقَتِ النّصَارَى عَلَى اثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، وَتَفَرّقَتِ أُمّتِي علَى ثَلاَثٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، كلها في النار إلا واحدة، قالوا: ومن هم يا رسول الله؟ قال: هم الذي أنا عليه وأصحابي}.

قال الشهاب الخفاجي رحمه الله تعالى في نسيم الرياض: والفرقة الناجية هم أهل السنة والجماعة. وفي حاشية الشنواني على مختصر ابن أبي جمرة: هم أبو الحسن الأشعري وجماعته أهل السنة وأئمة العلماء، لأن الله تعالى جعلهم حجة على خلقه، وإليهم تفزع العامة في دينهم، وهم المعنيون بقوله صلى الله عليه وسلم: {إن الله لا يجمع أمتي على ضلالة}.

قال الإمام أبو منصور بن طاهر التميمي في شرح هذا الحديث: قد علم أصحاب هذه المقالات أنه صلى الله عليه وسلم لم يرد بالفرق المذمومة المختلفين في فروع الفقه من أبواب الحلال والحرام، وإنما قصد بالذم من خالف أهل الحق في أصول التوحيد، وفي تقدير الخير والشر، وفي شروط النبوة والرسالة، وفي موالاة الصحابة وما جرى مجرى هذه الأبواب، لأن المختلفين فيها قد كفر بعضهم بعضا بخلاف النوع الأول، فإنهم اختلفوا فيه من غير تكفير ولا تفسيق للمخالف فيه، فيرجع تأويل الحديث في افتراق الأمة إلى هذا النوع من الإختلاف.

وقد حدث في آخر أيام الصحابة خلاف القدرية من معبد الجهني وأتباعه، وتبرأ منهم المتأخرون من الصحابة كعبد الله بن عمر وجابر وأنس ونحوهم رضي الله عنهم أجمعين. ثم حدث الخلاف بعد ذلك شيئا سيئا إلى أن تكاملت الفرق الضالة اثنين وسبعين فرقة، والثالثة والسبعون هم أهل السنة والجماعة، وهم الفرق الناجية. فإن قيل: هذه الفرق معروفة؟ فالجواب: إنا نعرف الإفتراق وأصول الفرق، وأن كل طائفة من الفرق انقسمت إلى فرق وإن لم نحط بأسماء تلك الفرق ومذاهبها.

وأصول الفرق الحرورية، والقدرية، والجهمية، والمرجئة، والرافضة، والجبرية. وقد قال بعض أهل العلم رحمهم الله تعالى: أصول الفرق الضالة هذه الست، وقد انقسمت كل فرقة منها اثنتي عشرة فرقة فصارت إلى اثنتين وسبعين فرقة. قال ابن رسلان رحمه الله تعالى: قيل إن تفصيلها عشرون، منهم روافض، وعشرون منهم خوارج، وعشرون قدرية، وسبعة مرجئة، وفرقة نجارية، وهم أكثر من عشر فرق ولكن يعدون واحدة، وفرقة حرورية، وفرقة جهمية، وثلاث فرق كرامية، فهذه اثنتان وسبعون فرقة.

عن الكاتب

Tanya Ustadz

التعليقات


جميع الحقوق محفوظة

الكتب الإسلامية