الكتب الإسلامية

مجموعة الكتب والمقالات الإسلاية والفقه علي المذاهب الأربعة

recent

آخر الأخبار

recent
جاري التحميل ...

مرحلة ما بعد عقد الزواج وحقوق الزوجية

مرحلة ما بعد عقد الزواج  وحقوق الزوجية

الفهرس


ـ مرحلة ما بعد عقد الزواج.

فإن تمّ الزواج بشروطه .. تُسَن أمور تعتبر من متمّمات ومكملات الزواج الشرعي، منها:


ـ اللهو المباح:

حيث يسن بعد عقد الزواج الفرح واللهو المباح، كما في الحديث عن عائشة رضي الله عنها قالت: زُفَّت امرأة إلى رجلٍ من الأنصار فقال نبيُّ الله :" ما كان معكم لهوٌ؟ فإنَّ الأنصار يُعجبهُم اللهو " البخاري.
وعنها قالت: كان عندنا جارية يتيمة من الأنصار، فزوَّجناها رجلاً من الأنصار، فكنت فيمن أهداها إلى زوجها، فقال رسولُ الله :" يا عائشة إنَّ الأنصار أناسٌ فيهم غزَل، فما قلتِ؟ قالت: دعونا بالبركة، قال: أفلا قلتم: أتينكام أتيناكم فحيّونا نُحييكم، ولولا الذهبُ الأحمرُ ما حلّت بواديكم، ولولا الحبةُ السمراء لم تُسمن عذاراكم "[ ].
وعن عامر بن سعد، قال: دخلتُ على قُرَظَة بن كعب، وأبي مسعود الأنصاري في عرسٍ، وإذا جوارٍ يغنين، فقلتُ: أي صاحبي رسولِ الله  وأهل بدر ـ أي وأنتما من أهل بدر ـ يُفعل هذا عندكم؟! فقالا: اجلِس إن شِئتَ فاسمَعْ معنا، وإن شئت فاذهب؛ فإنَّه قد رُخِّص لنا في اللهو عند العرس[ ].

وهذا لا يعني التوسع في استغلال المباح في هذه المناسبة لتمارس المحظورات كاختلاط الرجال بالنساء، وبخاصة أن من النساء يكن في هذه المناسبة بكامل زينتهن .. واستخدام المعازف ـ سوى الدف ـ وبخاصة منها الماجنة الصاخبة اقتداء بما يفعله النصارى في بلاد الغرب .. وكذلك دخول الفرقة الموسيقية من الرجال إلى مجالس النساء حيث تكون العروس جالسة في كامل زينتها .. كما يحصل في بعض الأعراس المنتشرة في بلاد المسلمين .. فهذا لا يجوز .. والرخصة باللهو في الأعراس لا يبرر مثل هذه السلوكيات الخاطئة المحرمة .. فلزم التنبيه.


ـ الوليمة:

كما يُسنّ الإيلام بطعام، بحسب سعة الرجل، فقد صحَّ عن النبي أنه قال لعبد الرحمن بن عوف لما تزوّج:" باركَ اللهُ لكَ، أولِمْ ولو بشاة " متفق عليه. ومن أهل العلم من حمل فعل الأمر " أولِم " على الوجوب، ولقوله :" إنه لا بد للعُرسِ من وليمة "[ ]. فحملوا التوكيد على الوجوب، والله تعالى أعلم.

وعن أنس، قال: أولمَ رسولُ الله  حين بنى بزينب بنت جحشٍ فأشبَعَ الناسَ خبزاً ولحماً " البخاري.
وعن صفية بنت شيبةَ، قالت:" أولَمَ النبيُّ  على بعض نسائه بمدَّين من شعير " البخاري.
ومن يُدعى من المسلمين إلى وليمة طعام يجب عليه أن يلبي الدعوة ما لم يوجد مانع شرعي، فقد صح عن النبي  أنه قال:" إذا دُعي أحدُكم إلى الوليمة فلْيأتِها " متفق عليه. والأمر هنا يُفيد الوجوب.
وقال :" إذا دُعي أحدُكم إلى طعامٍ فليُجِب، فإن شاء طعِمَ وإن شاء تركَ " مسلم.
وقال :" من تركَ الدعوة فقد عصى اللهَ ورسولَه " متفق عليه.
فإن وجهت إليه دعوتين أجاب أسبقهما دعوة، فإن كانتا في آنٍ واحد، قدَّم أقربهما إليه باباً، كما في الحديث:" إذا اجتمعَ الداعيان فأجب أقربهما باباً، وإن سبق أحدهما فأجِبْ الذي سبق "[ ].

وقولنا: ما لم يوجد مانع شرعي؛ فهو لقوله :" المتباريان لا يُجابان، ولا يُؤكل طعامهما "[ ]. وهما اللذان يتباريان بالضيافة فخراً ورياءً أيهما أكثر وأجود ضيافة .. وهذا وللأسف يحصل عند بعض العوائل العربية المتنافسة فيما بينها؛ حيث أن كل عائلة تريد أن تثبت للناس أن وليمة عرس ابنها أكثر كلفة من ولائم أعراس العوائل الأخرى .. وهؤلاء لا يُؤكل طعامهم ولا تُجاب دعوتهم.
فإذا انتهى المدعو من طعامه؛ من السّنة أن يقول للداعي وأهله:" اللهم اغفر لهم وارحمهم، وبارك لهم فيما رزقتهم .. أكل طعامكم الأبرار، وصلَّت عليكم الملائكة، وأفطر عندكم الصائمون "، وهذا أدب يغفل عنه كثير من الناس إذ أن منهم من يأكل حتى التّخمة ـ فيتجشّأ من فوق ومن تحت ـ ثم هو مع ذلك يستكثر على مُضيفه أن يخصه بدعاء أو كلمات كالواردة أعلاه .. فينصرف من دون أن يقول له شيئاً!


ـ ماذا يُقال للعروسين:

عن أبي هريرة، أن النبيَّ كان إذا رَفَّأ الإنسانَ، إذا تزوَّج، قال:" باركَ اللهُ لكَ، وبارَكَ عليك، وجمع بينكما في خير "[ ]. وفي رواية:" على خير ". وقوله " رفَّأ الإنسانَ "؛ أي يهنئه، ويدعو له.
وقال :" إذا تزوَّجَ أحدُكم فليُقَل له: بارك اللهُ لك، وباركَ عليك "[ ].
أما القول الشائع بين الناس " بالرفاء والبنين "، فقد نهى عنه رسولُ الله ، كما في الحديث عن عُقيل بن أبي طالب، أنه تزوج امرأة من بني جُشم، فقالوا: بالرفاء والبنين. فقال: لا تقولوا هكذا، ولكن قولوا كما قال رسول الله :" اللهم بارك لهم، وبارك عليهم "[ ]. وفي رواية:" لا تفعلوا ذلك؛ فإن رسولَ الله  نهى عن ذلك ".


ـ الأعمال التي تُبتَدأ بها الحياة الزوجية:

يُستحسن للعريس أن يبتدئ حياته الزوجية بصلاة ركعتين جماعة مع عروسه، فإذا انتهى من صلاته، انفتل إليها، ووضع يده على ناصيتها ـ مقدمة الرأس ـ وسمّ الله ، ودعا بالبركة، وقال:" اللهمَّ إنِّي أسألك من خيرها وخير ما جبَلْتَها عليه، وأعوذ بك من شرِّها وشرِّ ما جبلْتَها عليه "[ ]. أي من شر ما خلقتها وطبعتها عليه، كما في " النهاية ".
وعن أبي سعيد مولى أبي أسيد، قال: تزوجت وأنا مملوك، فدعوت نفراً من أصحاب النبي  فيهم ابن مسعود، وأبو ذر، وحذيفة، قال: وأقيمت الصلاة، قال: فذهب أبو ذر ليتقدم، فقالوا: إليك! قال: أو كذلك؟ قالوا: نعم ـ أي ليس من حقك أن تؤم المرء في بيته من غير إذنه ـ فتقدمت بهم وأنا عبد مملوك، وعلموني فقالوا:" إذا دخل عليك أهلك فصلِّ ركعتين، ثم سل الله من خير ما دخل عليك وتعوذ به من شره، ثم شأنك وشأن أهلك "[ ].
وقال :" لو أنَّ أحدَكم إذا أرادَ أن يأتي أهله، قال: بسم الله، اللهمَّ حنِّبنا الشيطانَ، وجنِّب الشيطانَ ما رزقتَنا، ثم قُدِّرَ أن يكون بينهما ولدٌ في ذلك؛ لم يضرَّهُ شيطانٌ أبداً "[ ].


ـ حقوق الزوجية:

اعلموا أن الحياة الزوجية لها معنى ورسالة أوسع بكثير من أن تُحصَر في الجانب الجنسي وحسب .. وهي تقوم على حقوق وواجبات متبادلة بين طرفي الزواج سواء، فلا هي حقوق وحسب، ولا هي واجبات وحسب، وإنما هي حقوق وواجبات معاً .. وعلى قدر ما تُراعَى هذه الحقوق والواجبات ويُعمَل بها على قدر ما تعمر البيوت بالمحبة والود والخير والعطاء .. وإليكم التذكير ببعض حقوق الزوج على زوجته، وحقوق الزوجة على زوجها.


ـ حق الزوج على زوجته:

قال رسولُ الله :" كلُّ نفسٍ من بني آدمَ سيِّدٌ؛ فالرَّجُلُ سيِّدُ أهله، والمرأةُ سيِّدةُ بيتها "[ ].
وقال :" إذا صلَّت المرأةُ خَمسَها[ ]، وصامَت شهرَها، وحَصَّنت فرجَها، وأطاعَت زوجَها، قيل لها: ادخلي الجنَّةَ من أيِّ أبوابِ الجنَّةِ شِئتِ "[ ].

وقال :" خيُر النساءِ التي تَسرُّهُ إذا نظَر، وتُطيعُه إذا أمَرَ، ولا تُخالِفُه في نفسِها ولا مالها بما يكره "[ ].
وقال :" خير نسائكم الودود الولود، المواتية[ ] المواسية، إذا اتقينَ الله، وشرُّ نسائكم المتبرِّجات المتخيلات، وهنَّ المنافقات، لا يدخلُ الجنة مِنهنّ إلا مثلُ الغراب الأعصَم "[ ].
وقال :" إذا دعا الرَّجُلُ زوجتَهُ لحاجته فلْتأتِه، وإن كانت على التنُّورِ[ ]"[ ].
وقال :" لو تعلمُ المرأةُ حقَّ الزوجِ، لم تقعد ما حضرَ غداؤهُ وعشاؤه، حتى يَفرغَ منه "[ ].
وعن زيد بن أرقم، أن معاذاً قال: يا رسولَ الله أرأيتَ أهلَ الكتاب يسجدون لأساقفتهم وبطارقتهم، أفلا نسجد لك؟ قال:" لو كنت آمراً أحداً أن يسجدَ لأحدٍ لأمرتُ المرأةَ أن تسجدَ لزوجها، ولا تؤدي المرأةُ حقَّ زوجها حتى لو سألها نفسها على قَتَبٍ لأعطته "[ ].
وفي رواية عنه، قال :" لو أمرتُ أحداً أن يسجدَ لأحدٍ؛ لأمرتُ المرأةَ أن تسجُدَ لزوجها؛ مِن عِظَمِ حقِّه عليها، ولا تجدُ امرأةٌ حلاوةَ الإيمان؛ حتى تؤدِّيَ حقَّ زوجِها، ولو سألها نفسَها وهي على ظهرِ قَتَبٍ "[ ].

وقال :" والذي نفسُ محمدٍ بيده، لا تُؤدي المرأةُ حقَّ رَبها حتى تُؤدِّي حَقَّ زوجِها كُلَّه "[ ].
وعن حُصين بن مُحصن، قال: حدثتني عمتي قالت: أتيت رسولَ الله  في بعض الحاجة، فقال:" أي هذه أذاتُ بعلٍ؟[ ]". قلت: نعم، قال:" كيف أنتِ له؟" قالت: ما آلوه[ ]، إلا ماعجزت عنه، قال:" فانظري أين أنت منه؛ فإنما هو جنَّتُكِ ونارُكِ[ ]"[ ].
وقال :" لا ينظرُ الله إلى امرأة لا تَشكُر لزوجِها[ ]، وهي لا تَستغني عنه "[ ].
وقال :" إذا دعا الرجلُ امرأتَهُ إلى فراشه فأبت، فبات غَضبانَ عليها؛ لعنتها الملائكةُ حتى تُصبحَ " متفق عليه.
وقال :" والذي نفسي بيده، ما من رجل يدعو امرأتَهُ إلى فراشه فتأبى عليه[ ]؛ إلا كان الذي في السماءِ ساخِطاً عليها، حتى يرضى عنها " مسلم. أي زوجها.
وقال :" اثنان لا تجاوز صلاتُهما رؤوسَهما: عبدٌ آبِقٌ من مواليه حتى يرجِعَ، وامرأةٌ عصَت زوجَها حتى ترجِعَ "[ ].
وقال :" ثلاثةٌ لا تُجاوز صلاتُهم آذانَهم ـ منهم ـ: وامرأةٌ باتت وزوجُها عليها ساخِطٌ "[ ].
وقال :" لا تصُمْ المرأةُ وبعلُها شاهِدٌ إلا بإذنه غير رمضان، ولا تأذن في بيته وهو شاهدٌ إلا بإذنه[ ]" متفق عليه.
وغيرها كثير من النصوص التي تدل على عِظَم حق الزوج على زوجته .. قد تناولنا كثيراً منها في كتابنا " حقوق وواجبات " فليراجعه من شاء.


ـ حق الزوجة على زوجها:

في المقابل فللزوجة حق على زوجها، فكما أن حقه عليها واجب عليها، كذلك حقها عليه هو واجب عليه .. قال تعالى: وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ البقرة:228. أي ولهنَّ على أزواجهنَّ من الحقوق مثل الذي عليهن من الواجبات نحو أزوجهن.[ ].
قال ابن كثير في التفسير: أي ولهنَّ على الرجال من الحق مثل ما للرجال عليهن، فليؤدّ كل واحد منهما إلى الآخر ما يجب عليه بالمعروف ا- هـ.

وقال تعالى: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوف النساء:19.
وفي الحديث: عن معاوية بن حيدة، قال: قلت يا رسولَ الله ما حقُّ زوجةِ أحدِنا عليه؟قال:" أن تطعمَها إذا طَعمتَ، وتَكسوها إذا اكتَسيتَ، ولا تَضرِبْ الوجهَ، ولا تُقبِّحْ[ ] ولا تهجرْ إلا في البيتِ [ ]".
وعنه قال: قلت يا رسولَ الله نساؤنا ما نأتي منهنَّ وما نَذَر؟ قال:" ائتِ حرثكَ أنَّى شِئتَ، وأطعمها إذا طعِمتَ، واكسها إذا اكتَسَيْتَ، ولا تُقبِّح الوجهَ، ولا تضرب "[ ].

وقال :" كفَى بالمرء إثماً أن يُضيِّعَ من يَقُوت "[ ]. أي من يُعيل من النساء، والأبناء، وغيرهم ممن يدخل في رعايته.
وقال :" اللهم إني أحَرِّجُ [ ] حق الضعيفين: اليتيم، والمرأة "[ ].
وعن عمرو بن الأحوص الجشمي، أنه سمعَ النبَّي  في حَجَّة الوداع، يقول بعد أن حمد الله تعالى وأثنى عليه ووعظ، ثم قال:" ألا واستوصوا بالنِّساءِ خيراً، فإنما هنَّ عَوانٍ[ ] عندكم ليس تملكون منهنَّ شيئاً غير ذلك[ ]، إلا أن يأتين بفاحشةٍ مبينة، فإن فعلْنَ فاهجروهن في المضاجِع واضربوهن ضَرباً غيرَ مُبرِّحٍ، فإن أطعنَكم فلا تبغوا عليهن سبيلاً[ ]، ألا إن لكم على نسائكم حقاً ولنسائكم عليكم حقَّاً؛ فحقكم عليهن أن لا يُوطِئن فرُشَكُم مَن تكرهون ولا يأذنَّ في بيوتكم لمن تَكرهون، ألا وحقهُنَّ عليكم أن تُحسِنوا إليهنَّ في كسوتِهِنَّ وطعامهِنَّ "[ ].
وقال :" إن اللهَ سائلٌ كلَّ راعٍ عمَّا استرعاهُ؛ حَفِظَ أم ضيَّعَ، حتى يسألَ الرجلَ عن أهلِ بيته "[ ].
وقال :" إن أعظمَ الذنوبِ عند الله رجلٌ تزوَّجَ امرأةً، فلمَّا قضى حاجتَه منها طلَّقها وذَهبَ بمهرها، ورجلٌ استعملَ رجلاً فذهبَ بأجرته، وآخَرُ يقتلُ دابَّةً عَبَثاً "[ ].

عن المقدام بن معدي كرب، أن رسولَ الله  قامَ في الناسٍ فحمدَ اللهَ وأثنى عليه، ثم قال:" إن اللهَ يوصيكم بالنساء خيراً، إن اللهَ يوصيكم بالنساء خيراً؛ فإنهنَّ أمهاتُكم، وبناتُكُم وخالاتُكم، إن الرجلَ من أهلِ الكتابِ يتزوجُ المرأةَ وما يعلُقُ يَداها الخيطَ، فما يرغبُ واحدٌ منهما عن صاحبه حتى يموتا هَرَماً "[ ].
وقال :" لا يَفرَكُ[ ] مؤمنٌ مؤمنةً، إن كَرِه منها خُلُقاً رضي منها آخر " مسلم.
وقال :" إن النساءَ شقائِقُ الرجال "[ ].
وقال :" خيارُكم خيارُكم لنسائهم "[ ].
وقال :" خيرُكم خيرُكم لأهلِه، وأنا خيرُكم لأهلي "[ ].
وقال :" خيركُم ، خيركُم للنساء "[ ].

وقال :" أكملُ المؤمنين إيماناً أحسنُهم خُلُقاً، وخِيارُهم خِيارُهم لنسائهم "[ ].
وقال :" دينارٌ أنفقتَه في سبيلِ الله، ودينارٌ أنفقته في رقبةٍ[ ]، ودينارٌ تصدَّقتَ به على مسكين، ودينار أنفقتَه على أهلِك؛ أعظمُها أجراً الذي أنفقتَه على أهلِك " مسلم.
وعن عرباض بن سارية، قال: قال رسولُ الله  :" إذا سَقى الرجلُ امرأتَه الماءَ أُجِرَ "، فقمت إليها فسقيتها وأخبرتها بما سمعت[ ].
وعن عائشة رضي الله عنها أنها سئُلت عن النبي  ما كان يَصنعُ في بيته؟ قالت:" كان يكون في مهنةِ أهلِه ـ تعني في خدمة أهلِه[ ]ـ فإذا حضرَت الصلاةُ، خرجَ إلى الصلاة " البخاري.
ومن الحقوق التي يجب أن تُؤدَّى للمرأة أن يعلمها زوجها الدين وأن لا يكتمها علماً نافعاً ـ ينفعها في دينها وآخرتها ـ يعلمه .. فإن لم يكن من أهل العلم، أتاح لها الفرصة للتعلم وسؤال أهل العلم، كما قال تعالى: وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا طه:132[ ]. وقال تعالى: فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ النحل:43. فالأمر في قوله تعالى  فَاسْأَلُواْ ؛ يطال الرجال والنساء سواء.

وقال :" من كتمَ عِلماً عن أهله، أُلجِمَ يومَ القيامةِ لجاماً من نارٍ "[ ].
وعن علي ، في قوله تعالى: قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً ، قال: علِّموا أهليكم الخيرَ[ ].
وقال :" لا تمنعوا النساءَ حظوظَهُنَّ مِن المساجِد[ ]، إذا استأذَنَّكُم " مسلم. وغيرها كثير من الحقوق التي يجب أن تُراعَى وتُؤدّى من قبل الزوج إلى زوجته، قد تناولناها في كتابنا " حقوق وواجبات " فليراجعه من شاء.

الهامش

" خرّجه الشيخ ناصر في كتابه " تحريم آلات الطرب " ص133، وقال عنه: حديث حسن.
رواه النسائي، مشكاة المصابيح: 3159، وقال الشيخ ناصر في التخريج: إسناده صحيح.
رواه أحمد والنسائي، صحيح الجامع: 2419.
رواه أحمد وأبو داود، مشكاة المصابيح: 3223.
رواه البيهقي، صحيح الجامع: 6671.
صحيح سنن أبي داود: 1866.
رواه الطبراني وغيره، صحيح الجامع: 428.
صحيح سنن ابن ماجه: 1547.
أخرجه البخاري في " أفعال العباد "، وابن ماجه، والحاكم، وغيرهم، وصححه الشيخ ناصر في " آداب الزفاف " ص21.
أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف، وغيره، وصححه الشيخ ناصر في " آداب الزفاف " ص22.
صحيح سنن أبي داود: 1893.
صحيح الجامع: 4565.
أي صلوات الخمس المكتوبة، وأدتها بشروطها وأركانها. " وصامت شهرها "؛ أي شهر رمضان. وقوله " وأطاعَت زوجَها "؛ أي وأطاعته في المعروف فيما ليس فيه معصية لله تعالى، إذ لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق .. فهي ليست طاعة مطلقة وعمياء، وفي الحق والباطل سواء .. كما يظن البعض!
رواه ابن حبان في صحيحه، صحيح الجامع: 660.
رواه أحمد، والنسائي ، والحاكم، صحيح الجامع: 3298. قوله " خيُر النساءِ التي تَسرُّهُ إذا نظَر "؛ فيه تأكيد على أهمية اهتمام المرأة بنظافتها وبمظهرها الخارجي .. فهو أدعى لدوام الود والحب بين الزوجين .. وإني لأعلم من الحالات التي رُفِعت إلي، أن من النساء من تعاقب زوجها بإهمالها لمظهرها الخارجي .. وهي لا تتزين له في الشهر ـ وربما في الأشهر ـ إلا مرة واحدة .. تمنناً وتفضلاً عليه .. وهذا في الغالب ينعكس سلباً على الحياة الزوجية، وعلى العلاقة بين الزوجين والتي يُفترَض أن تكون قوية وجيدة.
أي الموافقة المطيعة له في المعروف التي لا تُكثر من مجادلته ومخالفته .. ولأتفه سبب!
أخرجه البيهقي في السنن، السلسلة الصحيحة: 1849. والغراب الأعصم؛ هو الغراب أحمر المنقار والرجلين، وهو قليل ونادر بين الغربان، وفي ذلك كناية على قلة من يدخل الجنة من النساء ممن يتصفن بما تقدم ذكره عن شرار نساء المسلمين!
التنور: هو الفرن الذي يخبز عليه.
رواه النسائي، والترمذي، صحيح الجامع: 534.
رواه الطبراني، صحيحالجامع: 5259.
أخرجه الطبراني في المعجم الكبير، السلسلة الصحيحة: 3366. وقوله " على قتب "؛ أي على ظهر بعير، قال ابن الأثير في النهاية:" ومعناه الحث لهن على مطاوعة أزواجهنَّ، وأنه لا يسعهن الامتناع في هذه الحال، فكيف في غيرها " ا- هـ.
أخرجه الحاكم، صحيح الترغيب والترهيب: 1938.
رواه أحمد، وابن ماجه، وابن حبان في صحيحه، صحيح الجامع: 5295.
أي هل عندك زوج؟
أي لا أقصر في خدمته وطاعته، إلا ما ضعفت عنه فلا أستطيع القيام به.
أي برضاه عليك تنالين الجنة، وبغضبه وسخطه عليك تدخلين نار جهنم، فاحرصي على رضاه!
رواه الطبراني في الأوسط، والحاكم، صحيح الجامع: 1509. وهو مخرج في آداب الزفاف للشيخ ناصر.
أي فضله وإحسانه عليها.
رواه النسائي، السلسلة الصحيحة: 289.
أي تأبى عليه من غير عذر شرعي معتبر؛ كالمرض ونحوه كأن تكون حائضاً أو نافساً.
رواه الحاكم في المستدرك، صحيح الجامع: 136.
رواه الترمذي، صحيح الجامع: 3057.
أي لا تُدخل بيته أحداً ـ أيَّاً كان ـ وهو حاضر موجود إلا بإذنه وعلمه .. وهذا من حقِّ الزوج على زوجته .. وخلاف ذلك لا شك أنه مدعاة للخصومة والتنازع، والتناحر، وربما الفراق .. وتدمير البيوت، وخرابها!
قال ابن عباس: إني لأحب أن أتزيَّن للمرأة، كما أحب أن تتزيّن لي، لأن الله تعالى يقول: وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ .
أي لا تقل: قبحك الله.
رواه أبو داود، والطبراني، والحاكم، صحيح الجامع: 3149.
أخرجه أبو داود، واحمد، السلسلة الصحيحة: 687.
أخرجه أبو داود والنسائي والحاكم، صحيح الترغيب والترهيب: 1965. قلت: ومن الضياع الذي يشمله الحديث، إهمال حقّهم عليه في التعليم والتربية، وتوجيههم التوجيه الحسَن.
أي ألحق الحرج؛ وهو الإثم بمن ضيع حقهما، وأحذر من ذلك تحذيراً بليغاً وازجر عنه زجراً أكيداً. قاله النووي: رياض الصالحين، ص 146، ط المكتب الإسلامي.
رواه الحاكم والنسائي، صحيح الجامع: 2447.
" أي أسيرات؛ شبه رسول الله  المرأة في دخولها تحت حكم الزوج بالأسير " .. وفي هذا التشبيه إثارة لعطف وإحسان الزوج نحو زوجته.
أي غير الاستمتاع وحفظ الزوج في نفسها وماله، وما يجب عليها من خدمته، قاله الشيخ ناصر:" رياض الصالحين ". قلت: وبالتالي ليس من حق الزوج أن يُطالب زوجته بالعمل أو الوظيفة، ومن ثم الإنفاق عليه، وعلى بيته، وأبنائه .. كما يفعل كثير من رجالات هذا الزمان!
قال النووي: أي لا تطلبوا طريقاً تحتجون به عليهنَّ وتؤذونهنَّ به.
رواه الترمذي، وقال حديث حسن صحيح، رياض الصالحين: 281.
أخرجه ابن حبان، صحيح الترغيب والترهيب: 1966.
أخرجه الحاكم، السلسلة الصحيحة: 999.
أخرجه الطبراني، السلسلة الصحيحة: 2871. قلت: وفي الحديث دلالة على إنصاف الحق، والثناء عليه خيراً .. والترغيب به .. ولو كان صاحب هذا الحق من غير المسلمين .. وعادة تمسك الرجل من أهل الكتاب بزوجته عادة حسنة قديمة .. أما اليوم ـ وبخاصة في بلاد الغرب ـ فأحدهم لا يُبالي أن يتزوج اليوم، ويُطلِّق غداً .. هذا غير الخليلات اللاتي يُشركهن في الفراش مع زوجته في الحرام .. يُمارس ذلك على أعلى مستويات طبقات المجتمع!
وقولُه " وما يعلُقُ يَداها الخيطَ "؛ قال في النهاية:" كناية عن صغر سنّها وفقرها "ا- هـ. قلت: ولا يُستبعد أن يكون كناية عن قلة الصداق والمهر الذي يعطيه الرجل منهم للمرأة.
أي لا يبغضها إلى حد الطلاق.
رواه أحمد، صحيح الجامع: 1983. هكذا ينبغي أن تكون العلاقة بين الزوجين " شقائق "؛ ومن دون ظلم أو استعلاء طرف على آخر!
رواه ابن ماجه، صحيح الجامع: 3265. والحديث أفاد معنى جميلاً، حيث حدد مقياساً لمعرفة خيرية الرجل وفضله؛ وذلك من خلال ظهور وانعكاس خيره على أهله ونسائه؛ فعلى قدر خيريته لنسائه على قدر ما يكون من الخيار والفضلاء .. ويُتوقع منه الخير للآخرين .. وعلى قدر ما يقل خيره على نسائه على قدر ما تقل درجته بين الخيار والفضلاء .. ويُتوقع منه الشحَّ وقلة الخير على الآخرين!
رواه الترمذي، صحيح الجامع: 3314. والمعنى: أن من كان فيه أو عنده خير فليُظهره أولاً على نسائه وأزواجه؛ فإن لم يُظهره على نسائه وأزواجه لا خير فيه لمن سواهنَّ .. فإن زعم بلسانه خلاف ذلك فقد كذب، وصدق رسول الله !
رواه الحاكم في المستدرك، صحيح الجامع: 3316.
رواه أحمد في مسنده، وصححه الشيخ شاكر في التخريج: 7396.
أي في فك رقبة؛ وهو عتق العبد المملوك.
أخرجه البخاري في التاريخ الكبير، والطبراني، السلسلة الصحيحة: 2736. ومما يُستفاد من الحديث كذلك أن الخدمة تكون من الطرفين للطرفين، وليس لزاماً أن تكون من طرف المرأة نحو زوجها وحسب!
قلت: ومع ذلك يوجد ـ وللأسف ـ من الرجال من يعتبر العمل في البيت لخدمة أهله منقصة، وتتنافى مع الرجولة ووظائفها .. ينتظرون حتى تسود هذه العادة في بلاد الغرب، ليعتبروها أولاً ظاهرة حضارية .. ومن ثم يقومون بها .. إذا جاءهم الفعل من قبل النبيِّ  أنفوه وترفَّعوا عنه .. بينما إذا جاءهم نفس الفعل من نصارى الغرب .. قبِلوه .. واستحسنوه .. وعدوه ظاهرة صحية وحضارية!!
ومن أمر الأهل بالصلاة .. تعليمهنَّ الصلاة، وكل ما يتعلق بها من شروط، وأركانٍ، وواجبات، وآدابٍ، ومستحبات.
صحيح الجامع: 6517.
رواه الحاكم موقوفاً، وقال: صحيح على شرطهما، صحيح الترغيب: 115.
لغرض الصلاة، ومشاهدة حلقات العلم التي تُعقد في المساجد، فطلب العلم فرض على كل مسلم ومسلمة، والجنة والنار للرجال والنساء سواء .. وليس لأحدهما دون الآخر!

عن الكاتب

A. Fatih Syuhud

التعليقات


جميع الحقوق محفوظة

الكتب الإسلامية