الكتب الإسلامية

مجموعة الكتب والمقالات الإسلاية والفقه علي المذاهب الأربعة

recent

آخر الأخبار

recent
جاري التحميل ...

الرد علي الوهابية لسليمان بن عبد الوهاب

الرد علي الوهابية لسليمان بن عبد الوهاب


محتويات

الفصل الثاني: اعذار الجاهل والمخطئ

وعلى تقدير هذه الامور التي تزعمون انها كفرا عنى النذر ومامعه (فهنا) اصل آخر من اصول اهل السنة مجمعون عليه كما ذكره الشيخ تقي الدين وبن القيم عنهم وهو ان الجاهل والمخطئ من هذه الامة ولو عمل من الكفر والشرك ما يكون صاحبه مشركا او كافراً انه يعذر بالجهل والخطا حتى تتبين له الحجة الذي يكفر تاركها بياناً واضحا مايلتبس على مثله او ينكر ما هو معلوم بالضرورة من دين الاسلام مما اجمعوا عليه اجماعا جليا قطعيا يعرفه كل من المسلمين من غير نظر وتأمل كما يأتي بيانه ان شاء الله تعالى ولم يخالف في ذلك الا اهل البدع (فان قلت) قال الله عز وجل الامن كفر بالله بعد ايمانه الاية نزلت في المسلمين تكلموا بالكفر مكرهين عليه (قلت) هذا حق وهي حجة

عليكم لا لكم فان الذين تكلموا به هو سب رسول الله صلى الله عليه وسلم والتبري من دينه وهذا كفر اجماعا يعرفه كل مسلم ومع هذا ان الله عز وجل عذر من تكلم بهذا الكفر مكرها ولم يؤاخذه ولكن الله سبحانه وتعالى كفر من شرح بهذا الكفر صدراً وهو من عرفه ورضيه واختاره على الايمان غير جاهل به وهذا الكفر في الاية مما اجمع عليه المسلمون ونقلوه في كتبهم وكل من عد المكفرات ذكره واما هذه الامور التي تكفرون بها المسلمين فلم يسبقكم الى التكفير بها احد من اهل العلم ولا عدوها في المكفرات بل ذكرها من ذكرها منهم في انواع الشرك وبعضهم ذكرها في المحرمات ولم يقل احد منهم ان من فعله فهو كافر مرتد ولا احتج عليه بهذه الاية كما احتججتم ولكن ليس هذا باعجب من استدلالكم بايات نزلت في الذين اذا قيل لهم لا اله الا الله يستكبرون ويقولون ائنا لتاركوا الهتنا لشاعر مجنون والذين يقال لهم ائنكم لتشهدون ان مع الله الهة اخرى والذين يقولون اللهم ان كان هذا هو الحق من عندك فامطر علينا حجارة من السماء والذين يقولون اجعل الالهة الها واحداً ومع هذا تستدلون بهذه الايات وتنزلونها على الذين يشهدون ان لا اله الا الله وان محمداً رسول الله ويقولون مالله من شريك ويقولون ما احد يستحق ان يعبد مع الله فالذي يستدل بهذه الايات على من شهدله رسول الله صلى الله عليه وسلم واجمع المسلمون على اسلامه ماهو بعجيب لو استدل بالاية على مذهبه فان كنتم صادقين فاذكروا لنا من استدل بهذه الاية على كفر من كفرتموه بخصوص الافعال والاقوال التي تقولون انها كفر ولكن والله مالكم مثل الا عبدالملك بن مروان لما قال لابنه ادع الناس الى طاعتك فمن قال عنك برأسه فقل بالسيف على رأسه هكذا يعني اقطعه فانا لله وانا اليه راجعون

الفصل الثالث: قد يجتمع في المسلم الكفر والإسلام

وهاهنا اصل آخر وهو ان المسلم قد تجتمع فيه المادتان الكفر وااسلام والكفر والنفاق والشرك والايمان وانها تجتمع في المادتان ولا يكفر كفرا ينقل عن الملة كما هو مذهب اهل السنة والجماعة كما يأتي تفصيله وبيانه ان شاء الله ولم يخالف في ذلك الا اهل البدع

الفصل الرابع: عدم كفر الخوارج

اعلم ان اول فرقة فارقت الجماعة الخوارج الذين خرجوا في زمن علي بن ابي طالب رضي الله عنه وقد ذكرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وامر بقتلهم وقتالهم وقال يمرقون من الاسلام كما يمرق السهم من الرمية اينما لقيتموهم فاقتلوهم وقال فيهم انهم كلابب اهل النار وقال

انهم يقتلون اهل الاسلام وقال شرقتلى تحت اديم السماء وقال يقرؤن القرءان يحسبونه لهم وهو عليهم الى غير ذلك مماصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم وهؤلاء خرجوا في زمن على ابن ابي طالب رضي الله عنه وكفروا علياً وعثمان ومعاوية ومن معهم واستحلوا دماء المسلمين واموالهم وجعلوا بلاد المسلمين بلاد حرب وبلادهم هي بلاد الايمان ويزعمون انهم اهل القرءان ولا يقبلون من السنة الا ماوافق مذهبهم ومن خالفهم وخرج عن ديارهم فهم كافر ويزعمون ان علياً والصحابة رضي الله عنهم اشركوا بالله ولم يعلموا بما في القرءان بل هم على زعمهم الذين عملوا به ويستدلون لمذهبهم بمتشابه القرءان وينزلون الايات التي نزلت في المشركين المكذبين في اهل الاسلام هذا واكابر الصحابة عندهم ويدعونهم الى الحق والى المناظرة وناظرهم ابن عباس رضي الله عنهما

ورجع منهم الى الحق اربعة الاف ومع هذه الامور الهائلة والكفر الصريح الواضح وخروجهم عن المسلمين قال لهم علي رضي الله عنه لانبدؤكم بقتال ولا نمنعكم عن مساجد الله ان تذكروا فيها اسمه ولا نمنعكم من الفيىء ما دامت ايديكم معنا (ثم ان الخوارج) اعتزلوا وبدؤا المسلمين الامام ومن معه بالقتال فسار عليهم علي رضي الله عنه وجرى على المسليمن منهم امور هائلة يطول وصفها ومع هذا كله لم يكفروهم الصحابة ولا التابعون ولا ائمة الاسلام ولا قال لهم علي ولا غيره من الصحابة قامت عليكم الحجة وبينا لكم الحق قال الشيخ تقي الدين لم يكفرهم علي ولا احد من الصحابة

ولا احد من ائمة اهل الاسلام (انتهى) فانظر رحمك الله الى طريقة اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في الاحجام عن تكفير من يدعى الاسلام هذا وهم الصحابة رضي الله عنهم الذين يرون الاحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم (قال) الامام احمد صحت الاحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من عشرة اوجه (قال) اهل العلم كلها خرجها مسلم في صحيحه فانظر الى هدي اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وائمة المسلمين لعل الله يهديك الى اتباع سبيل المؤمنين وينبهك من هذه البلية التي تزعمون الان انها السنة وهي والله طريقة القوم لا طريقة علي ومن معه رزقا الله اتباع اثارهم (فان قلت) على نفسه قتل الغالية بل حرقهم

النار وهم مجتهدون والصحابة قاتلوا اهل الردة (قلت) هذا كله حق فاما الغالية فهم مشركون زنادقة اظهروا الاسلام تلبياً حتى اظهروا الكفر ظهوراً جلياً لا لبس فيه على احد (وذلك) ان علياً رضي الله عنه لما خرج عليهم من باب كندة سجدوا له فقال لهم ما هذا قالوا له انت الله فقال لهم انا عبد من عباد الله قالوا بل انت هو الله فاستتابهم وعرضهم على السيف وابو ان يتوبوا فامر بخد الاخاديد في الارض واضرم فيها النار وعرضهم عليها وقال لهم ان لم تتوبوا قذفتكم فيها فابوا ان يتوبوا بل يقولون له انت الله فقذفهم بالنار فلما احسوا بالنار تحرقهم قالوا الأن تحققنا انك انت الله لان مايعذب بالنار الا الله فهذه قصة الزنادقة الذين حرقهم علي رضي الله عنه ذكرها العلماء في كتبهم فان رأيتم من يقول لمخلوق هذا هو الله فحرقوه والا فاتقوا الله ولا تلبسوا الحق بالباطل وتقيسوا الكافرين على المسلمين بارائكم الفاسدة ومفاهيمكم الواهية

الفصل الخامس: عدم كفر أهل الردّة

واما قتال الصديق والصحابة رضي الله عنهم اهل الردة فاعلم انه لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يبق على الاسلام الا اهل المدينة واهل مكة والطائف وجوثا قرية من قرى البحرين واخبار الردة طويلة تحتمل مجلدا ولكن نذكر بعضا من ذلك من كلام اهل العلم ليتبين لكم ما انتم عليه وان استدلالكم بقصة اهل الردة كاستدلالكم الاول (قال) الامام ابو سليمان الخطابي رحمه الله مما يجب ان يعلم ان اهل الردة كانوا اصنافا صنف ارتدوا عن الاسلام ونبذوا الملة وعادوا الى الكفر الذي كانوا عليه من عبادة الاوثان وصنف ارتدوا عن الاسلام وتابعوا مسيلمة وهم بنو حنيفة وقبائل غيرهم صدقوا مسيلمة و وافقوه على دعواه النبوة

وصنف ارتدوا ووافقوا الاسود العنبسي وما ادعاه من النبوة باليمن وصنف صدقوا طليحة الاسدي وما ادعاه من النبوة وهم غطفان وفزارة ومن والاهم وصنف صدقوا سجاح فهئولاء كلهم مرتدون منكرون لنبوة نبينا صلى الله عليه وسلم تاركون للزكاة والصلوة وسائر شرائع الاسلام ولم يبق من يسجد لله في بسيط الارض الا مسجد المدينة ومكة وجواثا قرية في البحرين وصنف آخر وهم الذين فرقوا بين الصلوة والزكاة و وجوب ادائها الى الامام وهؤلاء على الحقيقة اهل بغي وانما لم يدعوا بهذا الاسم في ذلك الزمان خصوصا لدخولهم في غمار اهل الردة فاضيف الاسم الى الردة اذ كانت اعظم الامرين واهمهما وارخ قتال اهل البغي من زمن

علي ابن ابي طالب رضي الله عنه اذ كانوا منفردين في زمانه لم بختلطوا باهل الشرك وفي امر هؤلاء عرضوا الخلاف ووقعت الشبهة لعمر رضي الله عنه تعالى عنه حين راجع ابا بكر وناظره واحتج بقوله صلى الله عليه وسلم امرت ان اقاتل الناس حتى يقولوا لا اله الا الله فمن قال لا اله الا الله عصم ماله ونفسه الى ان قال رحمه الله وقد بينا ان اهل الردة كانوا اصنافا منهم من ارتد عن الملة ودعى الى نبوة مسيلمة وغيره ومنهم من انكر الشرائع كلها وهولاءهم الذين سماهم الصحابة رضي الله عنهم كفاراً وكذلك رأي ابو بكر سبي ذراريهم وساعده على ذلك اكثر الصحابة ثم لم ينقض عصر الصحابة حتى اجمعوا ان المرتد لا يسبى فاما مانع الزكاة منهم المقيمون على اصل الدين فانهم اهل بغي ولم يسموا اهل شرك اوفهم كفار وان كانت الردة اضيفت اليهم لمشاركتهم للمرتدين في بعض مامنعوه من حق الدين وذلك ان الردة اسم لغوي

وكل من انصرف عن امر كان مقبلا عليه فقد ارتد عنه وقد وجد من هولاء القوم الانصراف عن الطاعة ومنع الحق وانقطع عنهم اسم الثنا والمدح وعلق عليهم الاسم القبيح لمشاركتهم القوم الذين كانوا ارتدوا حقا الى ان قال فان قيل وهل اذا انكر طائفة في زماننا فرض الزكاة وامتنعوا من ادائها يكون حكمهم حكم اهل البغي (قلنالا) فان من انكر فرض الزكاة في هذه الازمان كان كافرا باجماع المسلمين على وجوب الزكاة فقد عرفها الخاص والعام واشترك فيها العالم والجاهل فلا يعذر منكره وكذلك الامر في كل من انكر شيئاً مما اجتمعت عليه الامة من امور الدين اذا كان عمله منتشراً كالصلوة الخمس وصوم شهر رمضان والاغتسال من الجنابة وتحريم الربا والخمر ونكاح المحارم ونحوها من الاحكام الا ان يكون رجلا حديث عهد بالاسلام ولا يعرف حدوده فانه ان انكر شيئاً منها جاهلا به لم يكفرو كان سبيله سبيل اولئك القوم في بقاء الاسم عليه (فاما) ما كان الاجماع معلوما فيه من طريق علم الخاصة كتحريم نكاح المرأة على عمتها وخالتها وان القاتل عمداً لايرث وان للجد السدس وما اشبه ذلك من الاحكام فان من انكرها لا يكفر بل يعذر فيها لعدم استفاضة علمها في العامة (انتهى) كلام الخطابي وقال صاحب المفهم قال ابو اسحق لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ارتدت العرب الا اهل ثلاثة مساجد مسجد المدينة ومسجد مكة ومسجد جواثا (انتهى)

فهذا شيء مما ذكره بعض اهل العلم في اخبار الردة وتفاصيلها يطول ولكن قد تقدم ان مثلكم او من اجل منكم لا يجوز له الاستنباط ولا القياس ولايجوز لاحد ان يقلده بل يجب على من لم يبلغ رتبة المجتهدين ان يقلدهم وذلك بالاجماع ولكن ليكن عندكم معلوماً ان من خرج عن طاعة ابي بكر الصديق في زمانه فقد خرج عن الاجماع القطعي لانه ومن معه هم اهل العلم واهل الاسلام وهم المهاجرين والانصار الذين اثنى الله عليهم في كتابه وامامة ابي بكر امامة حق جميع شروط الامة مجمتمعة فيه فان كان اليوم فيكم مثل ابي بكر والمهاجرين والانصار والامة مجتمعة على امامة واحدمنكم فقيسوا انفسكم بهم والا فبالله عليكم استحيوا من الله ومن خلقه واعرفوا قدر انفسكم فرحم الله من عرف قدر نفسه وانزلها منزلتها وكف شره عن المسلمين واتبع سبيل المؤمنين قال الله تعالى (ومن يتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا)

الفصل السادس: عدم كفر القدرية

لما تقدم الكلام على الخوارج وذكر مذهب الصحابة واهل السنة فيهم وانهم لم يكفروهم كفراً يخرج من الاسلام مع مافيهم بانهم كلاب اهل النار وانهم يمرقون من الاسلام ومع هذا كله لم يكفرهم الصحابة لانهم منتسبون الى الاسلام الطاهر وان كانوا مخلين بكثير منه لنوع تأويل وانتم اليوم تكفرون من ليس فيه خصلة واحدة مما في اولئك بل الذين تكفرونهم اليوم وتستحلون دماءهم واموالهم عقايدهم عقايد اهل السنة والجماعة الفرقة الناجية جعلنا الله منهم (ثم خرجت) بدعة القدرية وذلك في آخر زمن الصحابة وذلك ان القدرية فرقتان فرقة انكرت القدر راسا وقالوا ان الله لم يقدر المعاصي على اهلها ولاهو يقدر ذلك ولا يهدي الضال ولاهو يقدر على ذلك والمسلم عندهم هو الذي جعل نفسه مسلماً وهو الذي جعل نفسه مصلياً وكذلك سائر الطاعات والمعاصي بل العبد هو الذي خلقها بنفسه وجعلوا العبد خالقاً مع الله والله سبحانه عندهم لا يقدر يهدي احدا ولا يقدر يضل احدا الى غير ذلك من اقوالهم الكفرية تعالى الله عما يقول اشباه المجوس علوا كبيرا (الفرقة) الثانية من القدرية من قابل هؤلاء وزعم ان الله جبر الخلق على ماعملوا وان الكفر والمعاصي في الخلق كالبياض والسواد في خلق الادمي ماللمخلوق في ذلك صنع بل جميع المعاصي عندهم تضاف لله وامامهم في ذلك ابليس حيث قال فيما اغويتني وكذلك المشركون الذين قالوا لو شاء الله

ما اشركنا ولا اباؤنا الى غير ذلك من قبائحهم وكفرياتهم التي ذكرها عنهم اهل العلم في كتبهم كالشيخ تقي الدين وبن القيم ومع هذا الكفر العظيم والظلالة خرج اوائل هؤلاء في زمن الصحابة رضي الله عنهم كابن عمر وابن عباس واجلاء التابيعن وقاموا في وجوه هئولاء وبينولهم ضلالهم من الكتاب والسنة وتبرءاً منهم من عندهم من الصحابة رضي الله عنهم وكذلك التابعون وصاحوابهم من كل فج ومع هذا الكفر العظيم الهائل لم يكفرهم الصحابة ولا من بعدهم من ائمة اهل الاسلام ولا اوجبوا قتلهم ولا اجروا عليهم احكام اهل الردة ولا قالوا قد كفرتم حيث خالفتمونا لانا لانتكلم الا بالحق وقد قامت عليكم الحجة ببياننا لكم كما قلتم انتم هذا (ومن الراد عليهم) والمبين ضلالهم الصحابة والتابعون الذين لايقولون الاحقاً بل كبير هؤلاء من أئمة دعائهم قتلوه الامراء (وذكر اهل العلم) انه قتل احداً كدفع الصائل خوفاً من ضرره وبعد قتله غسل وصلى عليه ودفن في مقابر المسلمين كما يأتي ان شاء الله ذكره في كلام الشيخ تقي الدين

الفصل السابع: عدم كفر المعتزلة

الفرقة الثالثة من اهل البدع المعتزلة الذين خرجوا في زمن التابعين واتوا من الاقوال والافعال الكفريات ما هو مشهور (منها) القول بخلق القرءان (ومنها) انكار شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم لاهل المعاصي (ومنها) القول بخلود اهل المعاصي في النار الى غير ذلك من قبائحهم وفضائحهم التي نقلها اهل العلم عنهم ومع هذا فقد خرجوا في زمن التابعين ودعوا الى مذهبهم وقام في وجوههم العلماء من التابيعن ومن بعدهم وردوا عليهم وبينوا باطلهم من الكتاب والسنة واجماع علماء الامة وناظروهم اتم المناظرة ومع هذا اصروا على باطلهم ودعوا اليه وفارقوا الجماعة فبدعهم العلماء وصاحوابهم ولكن ما كفروهم ولا اجروا عليهم احكام اهل الردة بل اجروا عليهم هم اهل البدع قبلهم احكام الاسلام من التوارث والتناكح والصلوة عليهم ودفنهم في مقابر المسلمين (ولم يقولوا) لهم اهل العلم من اهل السنة قامت عليكم الحجة حيث بينالكم لانا لا نقول الاحقا فحيث خالفتمونا كفرتم وحل مالكم ودمائكم وصارت بلادكم بلاد حرب كما هو الأن مذهبكم افلا يكون لكم في هؤلاء الأئمة عبرة تدعون عن الباطل وتفيئون الى الحق

الفصل الثامن: عدم كفر المرجئة

ثم خرج بعد هؤلاء المرجئة الذين يقولون الايمان قول بلا عمل فمن اقر عندهم بالشهادتين فهو مؤمن كامل الايمان وان لم يصل الله ركعة طول عمره ولاصام يوما من رمضان ولا ادى زكاة ماله ولاعمل شيئاً من اعمال الخير بل من اقر بالشهادتين فهو عندهم مؤمن كامل الايمان ايمانه كايمان جبريل وميكائيل والانبياء الى غير ذلك من اقوالهم القبيحة التي ابتدعوها في الاسلام ومع انه صاح بهم ائمة اهل الاسلام وبدعوهم وضلوهم وبينوا لهم الحق من الكتاب والسنة واجماع اهل العلم من اهل السنة من الصحابة فمن بعدهم وابوا الا التمادي على ضلالهم ومعاندتهم لاهل السنة متمسكين هم ومن قبلهم من اهل البدع بمتشابه من الكتاب والسنة ومع هذه الامور الهائلة فيهم لم يكفروهم اهل السنة ولا سلكوا مسلككم فيمن خالفكم ولا شهدوا عليهم بالكفر ولا جعلوا بلادهم بلاد حرب بل جعلوا الاخوة الايمانية ثابتة لهم ولمن قبلهم من اهل البدع ولاقالوا لهم كفرتم بالله ورسوله لانا بينالكم الحق فيجب عليكم اتباعنا لانا بمنزلة الرسول من خطأنا فهو عدو الله ورسوله كما هو قولكم اليوم فانا لله وانا اليه راجعون

عن الكاتب

A. Fatih Syuhud

التعليقات


جميع الحقوق محفوظة

الكتب الإسلامية